16
خيال16
*
*
للرجوع للأمر قبل أن يحدث ، و كما أنا دائمًا بمدرستي وحيدًا ، لا أصدقاء .. ولا أحد يرغب بالاقتراب من فتى قد شاع عنه أنه أتى من الميتم لأنه ربما يكون فتى أتى من الحرام مثلًا لهذا لا أحد يقترب مني الا بغرض التنمر فقط!
مر اليوم في هدوءٍ تام حتى انتهى و ها نحن راحلون ، لكن قبل أن أخطو خارج المدرسة كان قد أمسك أحدهم مِعصمي يُوقفني بشئ من القسوة و يلتفت حولي ثلاثة أخرون و أنا أسمع الفتى ينطق بسخرية :
" نريد منك شيئًا سيد خيال ."
التفتُّ إليه و حدقتُ فيه بتمعن لثوانٍ قبل أن تتوسع عيناي بصدمة ، هنا تفاجئت حقًا و هو ابتسم لتفاجُئِي بينما يُكمل سخريته :
" تذكرتني سيد قشطة صح؟ .. أجل أجل لن تنسى من كان يتنمر عليك بالميتم و تميم يُنقذك .. كما و أني غني عن التعريف ..' تمَّام' لا أحد ينساه ."
احتدت عيني ، كان أكثرهم تنمرًا عليّ و الاساءة لي بكلماته قبل أن يتبناه أحدهم ، كان أكثر شخص أكرهه حقًا و ارتحت من عدم وجوده بالميتم حين غادر .. وجدته اقترب مني و دفعني بغلظة فسقطت مما جعل الجميع يقفون مستعدين لشجار ثم تفاجئت بأحدِ الاولاد الذين معه قد جذبوا حقيبتي و أفرغوا ما فيها أمامي و هم يضحكون ، لا أعلم ما كان بي لكن لم أكن على طبيعتي بتاتًا ، كنت أشعر بالتعب الغريب يتسلل إلى رأسي غامرًا جسدي بكسل ، لكن ذلك لم يجعلهم يبتعدون بل تقدم فتى ثالث و جذبني ليرميني نحو تمَّام لأشهق فجأة و أنا أنهار على ركبتي أحتضن معدتي بألم قد ظهر على ملامحي لكنه لم يُمهلني بل دفعني و أخذ أحد زجاجات الماء و سكبها فوقي .. ذلك جعلني أجن ، فنهضت و دفعت به لأضربه ، دخلنا بشجار عنيف يُحاول الجميع ابعادنا عن بعضنا لكن دون جدوى و بوسط شجارنا دفعني ليصرخ بي أمام الجميع :
" قاتل! .. "
توسعت عيناي و قد تصنمت مكاني بينما هو يكمل و هو يمسح الدم عن جبينه :
" قتلت كل من بالميتم لأنك كنت تكرههم! أنت من أشعلت النار فيه! أنت وحدك من قتل رفاقي و المربين و الأطفال هناك!! .. تظنني لا أعلم؟! .. لقد جئت خصيصًا لهذه المدرسة لأخذ حق أصدقائي الذي ماتوا هناك بسببك أيها القاتل ! .. "
أبعد نظره عني و نظر للجميع بينما يشير لي بحقد :
" هذا الفتى هو من أشعل النار بحادثة الميتم قبل ثلاث أعوام! هو ..."
لم أشعر بنفسي و أنا أدفعه ليقع على ظهره لأغرس القلم في كتفه و تتعالى صرخاته و صرخات الجميع من حولي مما جعلني ابتعد عنه مصدومًا ، غير قادر على إستيعاب أيً مما فعلته!! .. وضعت أغراضي بعشوائية و أخذت حقيبتي لأهرب ، مُخترقًا صفوف الجميع لأركض بكل سرعتي بعيدًا ، بعيدًا حيث لا يجدني أحد !
.
.
.
أغمض عينيه يُخفيها بين ركبتيه المضمومة لصدره ، جسده يرتجف ، هو لا يذكر كيف حدث ذلك ؟! .. هل أصبح مجرم؟ .. هل حقًا هو السبب في اشعال الميتم؟!! هل هو السبب في موت كل هؤلاء الاطفال ؟!! ...
" تميم أحضر له بعض الماء ."
قال خالد و هو يقترب من ابنه و الذي وجده ينفجر في البكاء بهستيرية ، فأخذه يضمه لصدره بقوة بينما يخاطبه بقلق :
" خيال إهدأ .. "
دفن الفتى وجهه بعنق والده يكتم صرخاته من الخروج فتقدم تميم ليُناول خالد كأس الماء حيث أبعد خيال عنه قليلًا كي يجعله يشرب الماء رغمًا عنه بينما يخاطبه :
" إهدأ ، لا أحد سيؤذيك ."
" لن أذهب .. للمدرسة .."
قال يشهق بقوة و هو يريح رأسه على صدر والده الذي تركه يكمل بصوت باكي :
" الجميع سيكرهوني أكثر! .. سينعتوني ب .. بالقاتل ! .. لم .. لم أقتل أحدًا يا تميم!! .. هو كذلك يُخبرني بأني قاتل ! .. "
زادت حدة بكاءه يكمل دون أن يعي لنفسه :
" هو تشوَّه لكنه ليس بسببي!! .. أخبره يا تميم أني لم أكن .. السبب بتشوهِه!! .. لما يلومنِّي!! .. لما .. "
بتر كلماته يرتخي جسده بين يدي خالد الذي نظر لتميم و نهض يحمله :
" سنذهب للمشفى ، هو ليس طبيعي البتة و ما قاله غريب ! "
.
.
.
" التحاليل تظهر تعاطيه لشئٍ ما ، شئ كالمخدرات التي تسبب الهلوسة ."
توسعت عين خالد و تميم بصدمة و الطبيب يُكمل و هو يحدق بالفتى :
" لا يبدو لي أنه فعلها بارادته .. فليس طبيعيًا أن يأخذ طفل مثله على جرعات كتلك المخدرات .. "
ناظر خالد بحيرة فنهض خالد ، شكه كان بمحلِّه ، لكن السؤال الآن كيف حدث له ذلك و من قد جعله يتناول شئ كهذا؟
التفت للطبيب يسأله بحيرة :
" دكتور ، هل هي كمية كبيرة بدمِه أم لا ؟."
عاد الطبيب لفتح الأوراق بينما يقول :
" أنها نسبة بسيطة ، ربما حصل عليها في مشروبٍ أو طعامٍ ما ".
أومأ خالد ثم اقترب من خيال الذي بدأ بفتح عيناه ينظر حوله بوهن ثم نطق بارهاق :
" أبي؟ ماذا حدث؟ "
ساعده خالد بالجلوس فتمسك بوالده يشعر برأسه ثقيل جدًا ، فخاطبه تميم بهدوء :
" خيال ماذا أكلت صباحًا؟ "
ناظره خيال في حيرة لينطق باستياء :
" أهذا سؤال تسأله ؟ .. أخبرني أنتَ لما نحن هنا؟ "
كاد تميم يُجيبه لكن خالد سبقه ينطق :
" لا شئ صغيري ، كانت نوبة ربو فحسب ."
اعتدل بغرابة :
" لكني لا أذكر شئ ، رأسي يؤلمني ! "
حاول التذكر فأوقفه خالد :
" استريح أولًا و بعدها سوف نتفاهم ."
عاد ثلاثتهم للشقة ، اتخذ خيال باقي اليوم نائمًا بسبب تعبه و وجع رأسه بينما تقدم تميم من خالد ينطق بانفعال :
" خالد أنا لم أعد أفهم شيئًا!! "
نظر إليه خالد و تنهد :
" كل الاستنتاجات بعقلي تُشير الى أن خيال بالصباح قابل أحدٍ ما أو أحدًا قابله و أعطاه ذلك المخدر .."
" و ماذا عن تمَّام؟ .. كيف جاء لمدرسة خيال؟ .. أعني لقد تبناه أحدهم ."
نظر اليّه في نهاية كلامه فأجابه خالد بهدوء :
" أنه جابر سُليمان من تبناه .. في الأصل هو ابن أخيه و هو من تركه بالميتم ثم عاد لأخذه ."
ضيق تميم عينيه بشك :
" أليس ذلك صديقك القديم يا خالد؟ "
" أجل لكن كيف عرفت ؟ "
" تامر لا يُخفي عني شيئًا ."
تنهد خالد ، تامر ذاك و غبائِه!! .. نظر لتميم و أردف :
" كنَّا و تامر أصدقاء ثلاثتنا قبل أن تحدث مشكلة بيني و بين جابر جعلته يبتعد عنا و يكرهني أنا بالتحديد ."
كان لديه الفضول لمعرفة المشكلة لكن خرج خيال من الغرفة مُمسكًا برأسه و هو يسألهم بعدم تصديق :
" هل تشاجرت مع تمَّام؟ .. فقط كيف جاء تمَّام و .. "
شهق بصدمة و جلس أرضًا مذهولًا مما فعله فاقترب منه تميم بسرعة ليساعده بالنهوض بينما يخاطبه :
" لا بأس! الأمر ليس بذلك السوء ."
لم يتكلم خيال بينما يجلس بجانب والده متفاجئًا مما حدث ! .. نظر لوالده و سأله بصدمة :
" هل حدث ذلك فعلًا؟!! أم أنه كان حلم؟ "
أشار له بأجل ، فـ جُن جنونِه و نهض يسير ذهابًا و إيابَا بخوف و عصبية :
" سينعتني الجميع بالقاتل دون شك!! .. كما و أني لم أكن أقصد !! .. هو استفزني و .."
جلس أرضًا مجددًا يُحيط رأسه بورطة شديدة مما جعل خالد يتقدم منه ، جلس الى جانبه و أمسك بكتفيه ليرى الدموع تتجمع على حافة جِفنيه ، مسحهما برفق بينما يقول :
" لا شئ سيحدث مما بعقلك ، كل شئ على ما يُرام ."
" لكني أذيته!! "
قالها بضيق ، فجذب خالد رأسه ليدفنها بصدره مربتًا على كتفه بينما يخاطبه بنبرة هادئة :
" كل شئ سيكون على ما يُرام ، أنا سأتصرف ."
أبعده يُربت على رأسه قائلًا :
" إذهب للنوم أو الدراسة ."
أومأ خيال و نهض يدخل إلى غرفته ، متضايقًا لا يستطيع وضع تفكيره جانبًا ، فقط كيف فعل ذلك؟!!
جلس على مكتبه الدراسي ، يجذب كتابه في ضجر ثم تنهد و هو يتذكر قبل ذهابه صباحًا ، حين وصوله رسالة مُفادها أن يذهب خلف أسوار المدرسة و بدون تفكير فَعَل ، هناك قابله وجهًا لوجه لكن هذه المرة كان يُخفي وجهه المشوه أسفل وشاحًا داكن ، فتح يده آمرًا إياه أن يتناول حبة الدواء فأخذها رغم تردده و تناولها ليبتسم الأخر ابتسامة خبيثة ثم يلتفت و يغادر دون كلمة أو فِعل يُذكر مما جعله يستغرب تصرفه ، هي حبة دواء عادية و لا شئ فيها فَـ لم يحدث له أي شيء...
لحظة!!! ...لكن ان كانت مجرد حبة عادية ، ما غرضه من جعله يتناولها ؟ بل ما حدث بعدها و عدم شعوره بنفسه أكان صدفة؟ .. و ان كان صدفة لما أعطاها له؟ .. يالَ غبائه لكي يستريح منه نفذ طلبه دون تردد!!
و ها هي نتيجة ما فعله!
خطط على ورقة فارغة بعشوائية و هو يبعثر شعره يجعله فوضوي أكثر ، ما كان عليه فِعل ذلك!! .. ليس و كأنه يخاف عليه ، هو مجرد مجرم هاويٍ ، يستمتع بمعاناته و هو كالأحمق يُحاول جعل نفسه الطرف الغير مُبالي في الموضوع كله!
تنهد بضيق شديد و هو يُسند جبهته للمكتب ناقرًا إصبعه الأوسط بتفكير ، هل يُخبر والده أم يترك ذلك الرجل يفعل ما يفعله؟
بالنهاية وجد نفسه قد غفى على مكتبه ، مودعًا التفكير للصباح .. و كما الحال مر يومين أصبح فيهما تمَّام بخير ليذهب لعمه الى مكتبه ..
طرق الباب بيسراه بكل هدوء ليسمع صوته الهادئ بنبرته العميقة :
" تفضل .."
دفع الباب في هدوء فـ يطِل منه يُناظر ذلك الرجل ، صاحب الشعر البني و الملامح الهادئة ، وسيم بقدر أنَّ من يراه لا يقول أنه قارب على الأربعين ، ابتسم و هو يقترب من جلسته مُتخذًا مقعدًا من المَقعَدَين أمام المكتب ، ليقول في هدوء :
" عمي جابر ؟.. ماذا ستفعل مع خيال؟ "
و ابتسامة هادئة استقرت على شفتيه و هو يترك ما بيده ليُوَلِيه اهتمامه مجيبًا على سؤاله :
" سيُحاسب على فعلته ، فما فعله بك ليس بشيء يستحق المسامحة لأجله ."
لم يرد عليه الفتي مباشرةً بل أخذ يُحدق به لبرهه قبل أن يُضيف ببعض القلق :
" عمي لا تؤذه ."
حدق فيه المعني مُستغربًا ، ليسأله بهدوء :
" لما تقول ذلك الآن يا تمَّام ؟ "
" لأني من بدأت المشاجرة ، أعني هذا بيني و بين ذلك الفتى .. لا .. لا أريدك أن تتدخل فيه عمي ."
أخفض وجهه بنهاية كلامه ، فتبسم جابر بينما يهِم للنهوض :
" لا تقلق ، ما بينك و بين الفتي يشبه ما بيني و بين والده .. كِلانا مشتركان بنفس الأمر .. انهض كي تنام فـ غدًا سنذهب للمدرسة لأرى الموضوع و نحِلُّه .. هيا يا ابن أخي ."
أومأ تمَّام بتعب من سماع عمه له ثم نهض يتركه و يُغادر لغرفته تحت نظرات جابر له بينما يأخذ ملف أخر من ملفات شركته ، شرد للحظة ثم ابتسم بتهكم يفكر بسماجة عن موقف خالد ، كيف سيكون و هو الملام؟
.
.
.
في فصله كان يجلس شاردًا ، محاولاً بقدر الامكان عدم الاهتمام بهمسات زملائه من حوله ، لكنه يعود ليسمعهم و يستاء من غباءِه على تصديقِه ذلك الرجل فهو كان السبب بما حدث ، هو متأكد من ذلك .
تقدم فتى منه ليضع يده على كتفه فانتفض يُحدق به بحيرة فابتسم الفتى و نطق :
" المدير يطلبك يا خيال ."
أومأ و نهض يترك الفتى دون كلمة ليقترب صديق الفتى يخاطبه بقلق :
" تيم هل أنت جاد لتقترب من هذا الفتى؟! .."
ناظره تيم ببرود :
" لماذا؟ ما الأمر ؟ "
انفعل الفتى بخفوت :
" ألم ترى ما فعله بتمَّام ابن السيد جابر سُليمان؟!! لقد كاد يقتله !! "
تنهد تِيم بتعب من أفكارهم ليقول بضيق :
" يا أحمق توقف عن أفكارك الحمقاء ، لو وضعت نفسك مكانه لم تكن لتقول ذلك الكلام عنه .. كما و منذ جئت لهذه المدرسة و أنا أرى كم هو وحيد لا أصدقاء له .. و بالنهاية هو من يتعرض للتنمر و ليس ذلك فقط بل أنتم تُخرجون اشاعات عليه أنه قاتل و الكثير مما سمعته .. ارحموا الفتى من ترهاتكم كي يرحمكم الله ."
ثم انتهى و ذهب مبتعدًا ، مستاءً و نادمًا لأنه سمع كلام والده و ترك مدرسته للمجئ لهذه المدرسة التي شملت طلابًا أنانيون لا يفكرون سوى بأنفسهم .
بالمكتب ..
كان يقف بالقرب من مقعد خالد قلقًا مما سيحدث ، متوترًا بشدة هذه المرة ، فهو من تسبب بأذى غيره!! .. كان يُلقي نظرة بين الفينة و الأخرى لتمَّام الذي يُضمد ذراعه يعلقه بكتفه الأخر ، كان يشعر بالندم يأكله ، كيف فعل ذلك به؟
وجد نفسه يقترب من تمَّام مبعدًا كل أفعاله السابقة به ، متناسيًا تمامًا كم كان يتنمر عليه ليقف أمامه مُبديًا نظرات الندم بما فعله بينما يُخاطبه :
" تمَّام أنا أعتذر منك حقًا .. لا أعلم كيف فعلت ذلك ، مهما تنمرت عليّ لكن لم أتخيل يومًا أن أؤذيك! .. أعتذر ، أتمنى أن تسامحني."
كان المعني يُحدق به بدهشة! ليتمتم بغير تصديق :
" اعتذرت .. لي؟!! "
أومأ خيال يُردف :
" أنا من أخطأت و عليَّ الإعتذار .. لا يهم ما حدث بالماضي لكن هذه المرة أنا من أخطأت بـ ردة فِعلي لذلك أنا أسف حقًا ."
ثم التفت و عاد لقرب والده بينما يُخاطب المدير تحت نظرات والده المبتسم لتصرفه :
" أستاذ يمكنك معاقبتي ، أنا من أخطأت ."
ابتسم المدير :
" كِلاكما مُخطئان ، زميل لكما قال ما رآه و ما حدث .. تمَّام أخطأ حين تنمر عليك و فعل ما فعله و أنت أخطأت بـ ردة فِعلك حين هاجمته بكل تلك العدوانية و أذيتُه ، لكن بما أنك إعتذرت و استطعت معرفة خطئك فلن يتم فصلك .. "
لم يهتم خيال بل استند على والده مُنتظرًا أن تنتهي الأمور على خير لكن كان لجابر رأي أخر و هو يقاطع المدير :
" أستاذ عامر ما حدث لابن أخي أنا لا أسامح فيه ، أتمنى أن تُعاقب هذا الفتى على تصرفه ."
رفع خالد حاجبه بضيق باللحظة التي نظر فيها جابر إليه و ابتسم بسماجة بينما يُعطي نظرته للمدير ينتظر منه جوابًا لكن خالد نطق و هو ينهض ممسكًا بيد خيال :
" بما أنك لن تجعل الأمر وِدي يا جابر فـ أنا أيضًا لا أسامح تصرف ابن أخيك و تنمرُه على صغيري ."
" أبي!! .. "
اعترض خيال لكن خالد نظر إليه :
" أعرني سكوتك ."
أخفض وجهه بضيق بينما نظر خالد للمدير قائلًا:
" ما قرارك سيد عامر ؟ "
"تنهد المعنى ليقول ، الولدان مُتسامحان بينما الأباء لا؟!! .. عجبًا لكما! .. أُتركا الولدان لي و إخرجا من فضلكما ."
لم يتحرك جابر بل رمق المدير باعتراض و كذلك خالد ليتنهد المدير حاسمًا الجدال :
" لا أحد سيُفصل ، لكن سينقُص من علاماتهما ، و ان حدث تصرف ثاني ينذر عن شجارٍ ما فسيتم عقابهما ."
أومأ خالد و التفت يسحب خيال مُستأذنًا :
" عن إذنك سيد عامر .. جابر لا تنسى أن تُرسل لي التحيات بين الفينة و الأخرى ."
كان يضايقه و جابر يعلم ذلك لكنه لم يتكلم بينما غادر خالد مع خيال ، وقف بالخارج معه في الحديقة ، لم يهتم بالأولاد و لا شئ غير ابنه ، كان يبعثر له شعره يُحدق في وجهه العابس بابتسامة ليسأله :
" الأمر لقد حُل فلما أنت عابس؟ "
نظر إليه في استياء :
" ماذا كنت تعني بأعرني سكوتك!؟ .. لا تتحدث معي هكذا يا أبي! "
" أنت لن تتغير أيها الأحمق ."
عبس خيال أكثر ، فأخذا يتحدثان معًا حتى غادر خالد تاركًا خيال يكمل حصصِه .
*
*
*
يتبع...
بارت أخر في نفس اليوم، ان وجدت لدي طاقة سأكمل الباقي
كما و أنه بدأ العد التنازلي لانتهاء الرواية
7 بارت متبقين للانتهاء
و الان:
ما هو المشهد المؤثر؟
رأيكم؟
توقعاتكم؟
سلام ❤️✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top