الفصل السادس : إنّه صديقي!

ها أنا ذا أجلسُ أمام السرير الأبيض الذي رقد عليه والدي بإرهاقٍ بدا على وجهه - وإن نفى ذلك - أخذتُ أحاول طمأنته وبثّ السرور فيه ولكن، فاقدُ الشيء لا يُعطيه أوليس كذلك؟ لذا كانت مواساتي غريبةً بعض الشيء إلّا أنّي في النهاية استطعتُ رسم بسمةٍ خفيفةٍ هادئةٍ على مُحيّاه التّعِب. ابتسمتُ بدوري ابتسامةً باهتة المطلع حتى أقنع والدي أنّي بخير رغم أنّي على غرارِ ذلك تماما.

أخبرني الطبيب أنّه يستطيعُ الخروج اليوم؛ فقد مرّت ثلاثة أيّام طوال.

« أتريدُ شيئًا آخر يا أبي؟ » تساءلتُ بهدوء بينما أُناوله كوب الماء ليتناول دواءه.

طالعني أبي بتبسُّمٍ هازًّا رأسه بالرفض مُجيبًا بنبرةٍ مُتعجّبة :« مينا، لا تُرهق نفسك كثيرًا، فقد بتُّ أفضل بكثيرٍ الآن، لا تقلق سأتأقلم مع قلبي، اذهب لأعمالك، سأكون بخير طالما آخذ الدواء ولا أتعرّضُ لأيّ
انفعالات، كما أنّي سأخرجُ اليوم؛ لذا أنا بخير، اذهب»

أومأتُ بهدوء بينما أرسمُ بسمةً خافتةً على وجهي مُعقّبًا :« حسنا يا والدي، سأذهبُ الآن »

خرجتُ من غرفة والدي بخطًى بطيئة ومُثقلة، لم شعرتُ بغتةً بانعدام رغبتي في الحياة؟! أشعُر أنّي خاوي الروح، ضائُعٌ قد ضللتُ طريقي في هذه الحياة، فهل من مُنقذ؟

زفرتُ الهواء بضيقٍ، هاقد مرّت ثلاثةُ أيامٍ مُذ مرض والدي، ولكنّي حزين، ليس بسبب والدي؛ فحالتُه مُستقرّة الآن، الأمرُ أنّي منذ أن اعتلّ أبي وأنا لم أُحادث براء، ولم أذهب للحديقة التي نتقابلُ فيها كما العادة، لم أتّصل عليه ولم أعتذر له عن أسلوبي الفظّ معه سابقًا، لا أعلمُ لمَ فعلتُ ذلك معه، منذ أن التقينا وهو يتمنّى لي الخير ويُحسن لي دائًما وكأنّه يعرفني منذُ زمن بعيد، ولم يصدر منه قطُّ شيءٌ أحزنني أو أغضبني، أهذا جزاؤه؟! أن قابلتُ إحسانه بإساءتي؟! ولكن ما فائدةُ اعتذاري؟! أعني.. أسيُصلح ما اقترفتُه من حماقة؟! أبمُجرّد قولي لتلك الكلمة السحرية "آسف" سيتعالجُ كلُّ شيء؟!

لقد كان براء شعلةً منيرةً في حياتي، دونه أشعرُ أنّ شيئًا ينقُصني، هو الشخصُ الوحيد الذي يستطيع فهمي دون أن أنبس بكلمة، هو الشخصُ الوحيد الذي يستطيع مداواة جروحي دون أن يؤلمني، هو الشخصُ الوحيد الذي أستطيع أن أبوح له بكلّ ما يعتمل صدري من هموم وأنا مُستريح البال مُطمئنٌ بأنّ سرّي لن يجاوزه وسيبقى طيّ الكتمان طالما هو مع براء.

خرجتُ من المشفى بغير وجهةٍ أتمشّى لعلّ ذهني يصفو، على الأقل تلك كانت نيّتي وليست نيّة قدميّ، فقد ساقتني قدماي لتلك الحديقة حيث نلتقي، اطّلعتُ على المكان إلّا أنّي لم أجده، وهممتُ بالرحيل لولا أنّي لمحتُه جالسًا على أرض الحديقة بعيدًا بعض الشيء، وقد حمل بين يديه كتابًا يُطالعُه بشغف بينما يُقلّب صفحاته بهدوء بالغ.

اتّجهتُ له بخطواتٍ مُترددّة بعض الشيء؛ إذ أنّي لا أعلم ما سأقول له، توقّفتُ عندما صرتُ أمامه مباشرةً ونظرتُ إليه باستغراب؛ فهو لم يُحرّك ساكنًا وظلّ على حاله يقرأ بصمت، تحرّكت لليمين قليلًا حتى أحجب أشعّة الشمس عنه؛ علّه يرفع رأسه حينها، ولكنّه لم يفعل! ما باله؟! أهو غاضبٌ منّي؟!

حسنًـــا، للأمانة، يحقُّ له الغضب ولن أمنعه من ذلك أبدًا، فهذا حقُّه؛ إذ أنّ ما صدر منّي كان يُغضب بحقّ! لذا أحنيتُ جذعي جالسًا جانبَه، لم ينطق بكلمة والتزمتُ الصمت بدوري، مرّت دقائقُ عدّة حتى وصل لمسمعي صوته الرّزين- الذي اشتاقت لهُ أذناي صدقًا - قائًلا :
« كيف حالُ والدك؟ »

التفتُّ له بتعجُّبٍ ولازالت عيناه مسمّرةً على صفحة كتابه، تنهّدتُ وقد بدأ الحزن يتسلّلُ لفؤادي، أهو غاضبٌ منّي؟! لم يجدُر بي فعلُ ما فعلت، لقد كنتُ فظًّا وأحمقًا، هو لم يُرد سوى الاطمئنان عليّ ولكن، ماذا فعلتُ أنا؟!

« فهمت، لازلتَ غاضبًا من مُصابك الذي لا أستطيعُ فهمه والشعور به، صحيح ؟! » تحدّث براء بينما يُقلّب صفحة كتابه بإصبعه.

فغرتُ فاهي وقد تمكّن من إشعاري بالذنب حقا، فما قلتُه لم يكن لطيفًا البتّة، وفورًا هززتُ رأسي بالرفض مُجيبًا :« ل... لا، لا، بتاتًا يا براء، أنا.. أنا أعتذرُ لك عمّا صدر منّي من فظاظةٍ و _»

« إنّما الصبرُ عند الصدمة الأولى يا... مينا » قال براء بينما ينهضُ وقد أغلق كتابه وهمّ بالرحيل.

كدتُ أتحدّث لولا سماعي لقوله بنبرةٍ هادئة :« تعالَ معي يا مينا. »

تبعتُه بهدوء وقد توجّه لسيّارةٍ سوداء على جانب الطريق، ركب سيّارته وركبتُ بجانبه. شغّل براء المُحرّك ثم ضمّ كفّيه يفرُكهما معًا مُلتمسًا الدفئ في ذلك. ثوانٍ حتى ابتدأ بالقيادة لوجهةٍ مجهولةٍ بالنسبة لي، امتدّت سبّابتُه ضاغطةً على زرّ تشغيل المذياع، وفورًا وصل لمسمعي صوتٌ ما سمعتُ أعذب منه في حياتي كلّها، وشعرتُ براحةٍ عظيمة تجتاح فؤادي حالما سمعتُ تلك الكلمات التي انبعثت من مذياع السيّارة. شعرُت أنّي حلّقتُ لعالمٍ آخر وأنا أستمع لما صدر من المذياع، وصدقًا شعرتُ بأحاسيسٍ غريبة لم يسبق أن شعرتُ بها، شعرتُ برغبةٍ في البكاء وغمرتني السعادة في نفس الوقت، حينما سألتُ براء تبسّم قائلًا أنّه القرآن الكريم كلام الله تعالى.

وحينها ذُهلت، دائمًا ما سمعت اسم القرآن يتردّدُ على ألسنة المسلمين ولكن، لم يسبق لي أن سمعته.
ولم أستطع كبح يداي التي امتدّت لترفع من صوت المذياع، وكلّما استمعتُ أكثر، كلّما هدأ ضجيج قلبي، كلّما هدأت أفكاري وتلاشت أحزاني وغرقتُ في مكان آخر، لا أسمع سوى ذلك الصوت العذب.

{اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

حينما سمعتُ تلك الكلمات شعرتُ براحةٍ تعجز الكلمات عن وصفها، وفي نفس الوقت شعرتُ برهبةٍ عظيمةٍ من تلك الكلمات، يستحيل أن تكون كذبًا، يستحيل أن تكون هذه الجُمل التي نُظّمت بهذه الدقّة اللّامُتناهية كذبًا، التمستُ صدقًا عظيمًا فيها، لم تكن كسائر كلام البشر، لم تكن كأيّ شعر بالغ الفصاحة، كانت شيئًا آخر أعجز عن فهمه واستيعابه، ولكم كان وقعُها مُهيبًا في نفسي! ولم أستطع حينئذٍ كبح نفسي عن سؤال براء للمرّة الثانية رغم علمي بالإجابة :« ما هذا يا براء؟! ما هي هذه الكلمات؟ ومن أين أتت؟ ومن مؤلّفها؟ »

ابتسم بهدوء مجيبًا :« إنّها كلمات الله يا مينا، إنّها كلمات الله عزّوجل التي أنزلها في قرآننا الكريم »

« أهذا هو القرآن؟! »

« نعم »

وحينها بدأتُ أُفكّر أنّ الإسلام لا يمكن أن يكون كذبًا، لابدّ أنّه شيءٌ عظيم، وبدأت كلُّ أفكاري ومعتقداتي التي طالما بنيتها عن الإسلام والمسلمين تتزعزع، طالما كنتُ أستمع لوالدي الذي كان يُحرّضني دائمُا على كُرههم دونما سببٍ مقنع، وربما مقابلتي لبعض الأشخاص السيئين الذين انتموا للإسلام قد دعاني لبُغضهم وبغض الإسلام، لابدّ أنّ أمر الإسلام أكبر من ذلك بكثير.

ولكم شعرتُ باختلاف بين القرآن وبين كتابنا الإنجيل! شعرتُ بشيء مختلف في القرآن، هو لا يُشبه كتابنا في شيء أبدا، لمَ هذا الاختلاف؟!
ولم أستطع كبح نفسي عن سؤال براء وأنا مُتردّد :
« براء، كما تعلم، لدينا كتاب الإنجيل نحن أيضًا، وطالما أنّ هذا كلام الله وذاك كلام الله، إذن لمَ أشعرُ باختلافٍ شديد بين القرآن وكتابنا؟ هناك شيءٌ مختلف في القرآن، شيءٌ يجذبني، شيءٌ يُحرّك مشاعري، لم هذا الاختلاف يا براء؟! »

فأجابني بهدوء وابتسامة وضّاءة تُزيّن ثغره :« لا أعلم يا مينا، ولكن هذا هو قُرآنُنا، وأنا سعيدٌ أنّك استطعت الشعور بذلك، استطعت استشعار القرآن يا مينا، هذا يدلُّ على الخير الذي يحتويه فؤادك يا مينا »

وهنا لم أملك سوى الابتسام وقد شعرُت بفرحةٍ تغمرني.

« هيا يا مينا » قال براء وهو يُوقف مُحرّك السيّارة.

ترجّلتُ من السيارة وأخذتُ أُحملق في المكان الذي توقّفنا فيه، والذي لم يكن سوى المشفى التي يعمل بها براء! ما الذي نفعلُه هنا؟! أعني.. أسيزور والدي؟! أسيُزاول عمله وأنا معه؟! أم ما هي غايته؟!

تبعتُه ودخلنا عبر الباب الزُجاجيّ الذي انعكست على صفحته أشعّة الشمس الخافتة التي بدأت الظُّلمة تبتلعها تهيئةً للمغيب.

سرنا في ممرّ المشفى وأخذ براء يُلقى التّحية على زُملائه هناك قائلًا :« السلام عليكم »

وطوال سيري معه لم أنبس ببنت شفة حتى ركبنا المصعد، ثم ضغط براء على أحد الأزرار التي تموقعت على لوحة مفاتيح المصعد، ثم أخذنا المصعد للطابق الخامس. قادني براء لإحدى الغرف وفتح الباب داخلًا وهو يُحادثني :« تفضّل، هذا أحد مرضاي الذين أُشرف عليهم »

خطوتُ للداخل وإذ بي أرى شابًّا بدا في مثل عمري تقريبًا يرقُد على السرير نائما بهدوء، تحاوطه عدد من الأجهزة الطبّية، بينما غُرزت إبرٌ في ظاهر كفّه لتستقبل ما تحتويه المحاليل من سوائل ومغذّيات. بدا ذاك الشاب متهالكًا قد أخذ المرضُ منه كلّ مأخذ وقد بدا مُتألمًا بشدّة، لاحظتُ أن شعره كان خفيفًا جدًّا حدّ أنّي أستطيع رؤية فروة رأسه من بعيد.

« عُمير، شابٌّ في مُقتبل العشرينيّات، مُصابٌ
بالسرطان » تحدّث براء بينما يطمئن على صحّة الشاب.

ثم التفت لي واسترسل :« كلّ يوم يمرّ و هو راقدٌ هنا في المشفى يتلقّى العلاج، كلّ يوم يأخذ جرعةً من الكيماوي، ولا يُمكنك تخيُّل مقدار الآلام التي يُكابدها ذلك الشاب يوميًّا حدّ أنّه يصرُخ من الألم ولا نستطيع تخفيف ذلك عنه، بالإضافة إلى أن جسده يفقد قوته يومًا بعد يوم ويزداد المرض انتشارًا في جسده يومًا بعد يوم حتى أن الكيماوي لم يعد فعّالًا في محاربة الخلايا السرطانيّة في جسده، والداه يزورانه يوميًّا ويبقيان بجانبه يهدآنه ويُطمئنانه بأنّ كل شيء سيكون على ما يرام بإذن الله، ولم يفقدوا الأمل في الله، لم ييأسوا، لم يعترضوا على قضاء الله، بل رضوا، رضوا يا مينا، كما فعل عُمير المثل، فهو رغم آلامه المُبرحة التي لا تنفكُّ عن طرق جسده إلّا أنّه يظلّ صامدًا صابرًا، موقنًا بأنّ كل ذلك إنّما هو ابتلاء وسيُجازى عليه طالما احتسب ذلك، بارك الله في هذه الأسرة الصابرة، أوتدري يا مينا؟! إنّي أدعو لعُمير وأسرته دائمًا لما رأيتُه من رفعة أخلاقهم وعظيم صبرهم، وأدعو الله أن يُثبتهم على ذلك، وأن يُرجع عُمير لوالديه الصابرين بالسلامة »

« عُمير إنّما هو مثلٌ واحدٌ من ملايين الأشخاص الذين يعانون في عالمنا، ما عُذرنا إذن في اليأس والقنوط وعدم الرّضا؟! والنعم تُغدق علينا من كلّ جانب، نأكل ونتنفّس يوميّا بلا ألم، نستيقظ في بيوتنا وليس في المشفى، لدينا طعام وشراب ومنزل وصحّتنا في أتمّ عافيةٍ، ما عذرنا إذن؟! قد تواجهنا صعابٌ في حياتنا ولكن تلك الصعاب تكون اختبارًا من الله ليرى أسنصبر أم سنجزع؟ العالم مليءٌ بالمُبتلين بشتّى أنواع الآلام والمصاعب التي لا نعلمها ونحن في خير حال هنا، ما عذرنا في القنوط واليأس؟ لا آمرك بألّا تحزن وألا تتألم، لا! بل أقول لك أن ترضى دائمًا وإن حزنت وسقطتَ فأسرع بالنهوض واحتسِب ذلك عند الله، فلاشيء يضيع عنده أبدا يا مينا... أبدا »

حينها تسمّرتُ في مكاني وفقهت لكونه يعنيني، لقد كان مُحقًّا فكلّما أصابتني مُصيبةٌ أنسى نفسي وأشعر أنّها نهاية العالم، لكنّها ليست كذلك، وكلّ شيء سيمرّ بهدوء فقط إن... رضيت بقضاء... الله....

تقدّم براء نحوي ووضع كفّه على كتفي بهدوء وقد اتّسع شدقاه لينمّا عن ابتسامةٍ صادقةٍ حنونة وهو يقول :
« مينا، أنا أثق بك، و أشعرُ أنّ جوهرك نقيٌّ، لا بأس بأن تحزن ولكن تذكّر عليك أن ترضى وأن تنهض سريعًا وتُبحر بعيدًا عن بحر الأحزان الذي قد يُغرقك يا
صديقي، اصبر فكلُّ مرٍّ سيمُرّ يا مينا »

اغرورقت عيناي بدموعها وما استطعتُ كبحها عن الخروج وأنا أعانقُه بسعادة مُتمتمًا :« أعدك يا براء، سأفعل ذلك، أعدك، لن أنسى لك ذلك يا براء، ابق صديقي للأبد يا براء، ابقَ رفيقي دائمًا، ابقَ معي دائمًا »

بادلني براء العناق بحرارة مُجيبًا :« سأبقى معك يا مينا، سأظلّ معك حتى أوصلك لبرّ الأمان، حتى أدلّك على الطريق الصحيح... يا مينا »

لم يكتفي براء بذلك بل أصرّ على زيارة والدي والاطمئنان على صحّته، ولكم كنتُ فرِحًا بهذا !

ولكن لاحظتُ عبوس والدي طوال فترة تواجده في الغرفة، ممّا أثار تعجّبي حقا، عدّة دقائقٍ قضاها براء معنا في غرفة والدي قبل أن يودّعني ويذهب لمُزاولة عمله اللّيلي، حينما خرج التفت لي والدي بوجهٍ طغى عليه الغضب وقد انعقد حاجبيه لينمّا عن غضبٍ شديد، ثم ما لبث أن ألقى سؤاله عليّ :« أهو صديقُك يا مينا؟»

« نعم يا والدي، أهناك شيء؟! »

وفورًا اعتلت ملامح التقزُّز وجه والدي وهو يُعقّب :
« منذُ متى تُصادقه؟ ولم لم تخبرني أوّلًا؟! »

استهجنتُ سؤاله بشدّة، ولم أفهم ما يرمي إليه والدي إلّا حينما صاح بأعلى صوته وهو يتميّز من الغيظ :« إن رأيتُك تُرافق ذاك الشاب، لن يحصل لك أو له خيرٌ يا
مينا »

تعجّبت وانتباني فجأةً الغضب لإهانة والدي لصديقي، فنهضتُ من على الكرسيّ صائحًا :« أبي! إنّه صديقي! ثم ما الذي لم يعجبك به ؟! إنّي لم أرَ في حياتي شابًّا مُسلمًا بمثل رُقيّه! و_»

« اخرس يا مينا ! منذُ متى نُصادق مسلمين؟! وتدافع عنه أيضًا؟! إن رأيتُك تسير معه ثانيةً فسيحدث لك ما لا يُحمد عقباه، أتسمعني؟! »

بُهتُّ وتذكّرتُ أنّ والدي يبغضُ المسلمين، وقد كنتُ أبغضهم بدوري حتى التقيتُ براء، لابدّ أنّ والدي اكتشف أنّه مُسلم! يا إلهي! يستحيل أن أبتعد عنه، يستحيل أن أبتعد عن صديقي براء! ماذا سأفعل الآن؟!

يتبع.....

رأيكم بالفصل؟ 🌼

يبدو أن والد مينا له رأي آخر في براء؟

عُميرنا ؟

رأيكم في ردّة فعل براء؟

آرائكم ؟

توقعاتكم؟

لاتنسو التعليق والتصويت إن أعجبكم الفصل 🌼💖

وإلى أن يتجدّد اللّقاء دمتم في بخير 🌸🌻

في أمان الله 🍃🌼

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top