بارت 8

- لماذا لم تخبر أحد بأنك تتألم ؟!
= نضجت كثيراً عن أن أتألم وأخبر أحد 🖤

***

دموع انهمرت بألم .. ذكريات شوهت .. ألام تجددت .. كل شئ انهار ليقع ضحيتها أسرة صغيرة همشت و تشتت لتبقى ذكراها هي ما تبقت لهما علي مر السنوات !

كانت تلك الدموع هي نقطة ضعفه .. يراها تبكي أمامه بآسي لما وصلا إليه لينقطع ذلك الامل الذي كان يبني علاقتهما ببعضهما .. كانت علاقة متينة جمعتهما لكنها من كثرة الازمات اهترئت و تمزقت و كانت نهايتها كنهاية آلاف الكلمات التي قيلت في الفراغ !

تقدم منها و بعيون تحجرت فيها الدموع و الالم عانقها و كعناق أخير قطعه بكلمات أحرقتها و مزقتها : أنا أبرئك من علاقتنا .. من اليوم انت لست زوجتي .

ابتعد و إلتفت ليغادر بقلب منكسر و قبل أن يبتعد ألقى نظرة علي طفلة ذا العامين الذي كان ينظر له ببرائة لا يعلم أنه سيبقى وحيداً .. ضائعاً و مشتتاً بينهما !

هو ابتعد و هي أخذت صغيرهما بين ذراعيها تبكي بمرارة .. لقد كسرته بكلامها .. هي تعرف ذلك لكن الامر أكبر من مجرد حقيقة و كذبة قيلت !

":_اسفة طفلي .. اسفة تاكاشي .. لم تكن تستحق إمرأة مثلي .. صدقت كلمات اخي و قسوت عليك .. لم اصدق اختك سوزي حين قالت انك برئ حتى كنت سبباً بما عانته هي الاخرى و الان انا من سأعاني .. أستحق بما سيفعله القدر بي ."

كلمات نطقتها مخرجة كل ألم في كل حرف نطقته لكن .. أيزول الالم بمجرد الاعتراف بالخطأ ؟

----

_الحاضر _

و الان نفس الموقف لكن بعد سنوات من الفراق المؤلم ها هو يقف أمامها .. لم يتغير .. شعره .. عيناه .. وجهه .. كل شئ حفظته به ..

ها هو ألمها و حبها الوحيد الذي دمرته بسبب الماضي .. تقدمت نحوه ووقفت .. حدقت بعيناه و ابتسمت بحزن قبل أن تخطو للخلف مبتعده ، غير متقبلة لمزيد من الألم ! فرؤياه تؤلمها !

":_إشتقت لكِ ."

بإبتسامة نطق بشوق دفين داخل قلبه حتي تسبب بإنهمار دموعها و بكائها الصامت لكنه لم يفعل أي شئ بل تابع طريقه يتجاوزها نحو من كانوا جالسين بتوتر و إرتباك و خوف بينما يتبادلون النظرات مع الطبيب!

هو نطق مجيباً الطبيب : " زمردة دمي مثل الفتى يمكنني التبرع ."

حدق الجميع به بصدمة فبعد أن أخبرهم الطبيب ان يوتا يحتاج لنقل دم و انهم يحتاجون لمتبرع و هم بحالة قلق و ذعر فلا أحد كان يملك نفس فصيلة دم يوتا ، غير ان فصيلة دمه نادرة و لا يوجد أكياس دم بالمشفى !

الان هم صدموا فلم يتوقعوا أن يتبرع هو ليوتا بعد ما حدث بالماضي !

":_أبي ؟! "

أبعد تاكاشي عيناه عن تاناكا لينظر للهفةّ ابنه الذي ما لبث ان تقدم سريعاً منه ، فإبتسم فارداً ذراعيه ليشعر به يستقر بحضنه ، فبادله بقوة و إشتياق بينما يتحدث بحنان : كم إشتقت لك طفلي ، أسف لإبتعادي عنك يا كازو .

تمسك كازو ببدلة والده من الخلف و لم يتحكم بنفسه ليبكي ألماً و حزناً بين أحضانه بعد كل تلك السنوات الذي حرم فيها من حنانه ! .. هو همس يشكي له آلامه ،فأخبره عن كم هو يائس ! .. أخبره انه نادم و يتألم لأنه كان مع يوتا و لم يساعده ! .. أخبره أنه كان ضعيف طوال الوقت و كان يحتاجه ! .. أخبره الكثير تحت صدمة الاسرة بمعرفة كازو لوالده و علاقتهما القوية معاً و خاصةً سايا التي أرادت أن تبعد كازو عن أبيه حتى لا يتألما مجدداً و لكن لم يفلح الامر فكازو كان يعرف أباه و يرسل إليه الرسائل دائماً رغم أن تاكاشي لم يجيبه الا مرة واحدة لكنه لم ييأس أبداً و ها هو بين أحضانه !

مسح علي شعر إبنه و مسح دموعه ينطق بحنان : "لا بأس صغيري كازو .. سأتبرع لصديقك و سوف نتحدث مجدداً ، موافق ؟"

":_أكيد أبي .!"

أجابه مبتسماً بفرح بينما نهض تاكاشي و وقف امام الطبيب بابتسامة :" سأتبرع أنا دكتور ."

_بعد 3 ساعات _

رؤية ضبابية و شعور بالطنين تخلخل حواسه حين بدأ يعود لوعيه ليبصر وجوهاً لاحت بخياله من بعيد رغم انها قريبة !

":_اوتش ! انتبهي يا أنسة ."

نطق تاكاشي متألماً بخفة موجهاً حديثة للممرضة الصغيرة التي ردت معتذرة بلطف بينما تضع لاصقة طبية مكان سحب الدم في ذراعه ":_أعتذر عن إيلامك سيدي ."

ابتسم لها بخفة بينما تاناكا كان شارداً طوال الوقت لا يتكلم حتى رفع نظره لتاكاشي و نطق منزعجاً :" لما من بين الجميع انت من تبرع لطفلي ؟ .. لما يا تاكاشي ؟!"

نظر له تاكاشي و تغيرت ملامحه للحنق بينما يجيبه :" لم أفعل ذلك لأنه إبنك لكنه الفتي الذي كان يعمل لدي مطعمي .. لولا كارل ابن أخي المتوفي الذي شاهد الحادثة و جاء بيوتا للمشفى لما جئت .. لكن كارل جاء و ترجاني بأن أتبرع عندما علم ان يوتا يحتاج لمتبرع و لانه عرف ان زمرة دمي و دم يوتا متطابقتين لهذا جائني لأحضر ."

مطعم ؟! .. كارل ؟! ..

توسعت عين تاناكا حين تذكر أن هناك شاب كلمه و أخبره عن حادثة يوتا ليهرع هو و كين و سايا الي المشفى لكنه لم يجده مع كازو فقد غادر !

":_عمي تاكا هل استيقظ يوتا ؟ "

تحولت الانظار للشاب الذي دخل و الذي أعطاهم نظرة باردة تخفي حقده تجاه تاناكا فهو يعرفه جيداً و ذلك قبل أن يتجه ليوتا و يجلس جانبه و بإبتسامة هادئة فرحة تكلم بينما يبعثر شعره :" يوتا ، أنت بخير ؟"

حدق به يوتا بضياع قبل أن يرفع يداه و يتحسس تلك الشاش الابيض الملتف حول رأسه و جبينه ليهمس بألم :" كارل .. رأسي تؤلمني ."

تفاجأ الجميع و خاصةً تاناكا بينما ابتسم تاكاشي بينما يحدق بيوتا الذي كان يستنجد بكارل الذي مد يده يمسك بيد يوتا و تكلم بمرح :" لا بأس يا ولد انت بخير .. ثم هيا لتشفى و تخرج من المشفى لتعود للعمل معنا فنحن نفتقدك ."

رغم ألمه إبتسم لكارل و نطق بأريحية غير منتبه للأخرين : " أين جين ؟ .. هل هو بخير ؟ "

ابتسم كارل بإتساع و نطق :" أكيد يا ولد ذلك الجين هو قط بسبع أرواح لا يلمسه شئ !"

إبتسم يوتا بحفة قبل أن تختفي تماماً و قد أغمض عيناه مجدداً يغرق بالنوم .

نهص كارل بقلق قبل الاخرين الذين تقدموا بخوف أن أصابه مكروه بينما خرج كازو ليجلب الطبيب .

_بعد عشر دقائق_

ابتسم الطبيب لهم و نطق : "هو بخير و بعد يومين يمكنه المغادرة ".

شكره تاناكا ليخرح الطبيب بينما تقدم تاكاشي ليمسك بيد كارل الذي إلتفت له بحيرة لينطق تاكاشي بهدوء : " لنغادر كارل ."

تفاجأ كارل و إعترض :" كيف ؟! .. عمي أنه ابن عمتي سوزي ، فكيف نتركه بدون أن نطمئن عليه ؟! "

تنهد تاكاشي بينما يسحبه قائلاً ببرود : " أعرف لكن الان لنغادر فقط ."

هو لم يتحمل رؤية وجه تاناكا الذي يكرهه و لم يتحمل رؤية سايا التي أحبها أكثر من نفسه و التي بالكاد تمنع دموعها عنه لهذا هو أراد المغادرة فقط ناسياً ابنه الذي ما إن رآه يغادر حتى تقدم منه سريعاً ليقف أمام الباب و هتف بجسد مرتجف : " لن أجعلك تغادر .. و ، و تتركني .. فقط لما تبتعد ؟!"

هو تقريباً صرخ بغضب بنهاية كلامه و قد انزلقت دموعه بألم ، فترك تاكاشي يد كارل و تقدم نحو طفله .. جثى أمامه و احتضنه بشوق فبادله كازو ناطقاً بمبرة باكية متألمة : خذني معك أبي ، لا أريد البقاء هنا .

تنهد تاكاشي بعمق بينما تقدمت سايا بقلق لتمسك يد طفلها و جذبته من تاكاشي الذي رفع نظره لها باستياء بينما هي دفعت كازو خلفها و نطقت بجفاء دون أن تنظر له كي لا تظهر ألمها و ردت : فقط غادر تاكاشي .. ارجوك .

أخفض تاكاشي وجهه و غادر مسرعاً مع كارل الذي أراد أن يبقى بينما حاول كازو الذهاب لكن أقدامه لم تقوى علي السير ليجلس أرضاً بإنهيار .. اولاً رؤيته ليوتا و تلك السيارة تصدمه ثم وجود أبيه و مغادرته بسبب أمه التي أبدت إعتراضها .

هي كانت مستائه بينما تلتفت لإبنها و تحدق به بغضب قبل أن تصرخ : ماذا خبئت عني يا كازو كل تلك السنوات ؟ .. هل كنت تكلم أبيك ؟ .. كيف ؟! .. كيف علمت بشأنه ؟ .. ألم أخبرك أنه مات ؟

صمتت هي حين إمتدت يد أخيها كين يضغط علي كتفها و يعطيها نظره معناها أن المناقشة تجعلها بالقصر و ليس هنا .

رفع يده يضعها علي عيناه حتى يمنع دموعها .. قلبه يتألم .. أراد نعتها بالكاذبة لأنها كذبت عليه و أخبرته ان والده مات بحادث سير .. أراد إخبارها ومعاتبتها علي كذبتها .. أراد إخبارها أنه وجد رقم هاتف والده بهاتفها و إيميله علي احد مواقع التواصل الاجتماعي و عندما جرب محادثته وجد أنه حي .. و من تلك اللحظة و هو يراسله دون معرفتها .. مر سنتان و هو علي هذه الحال و لا أحد كان يعرف .. هو لم يخطئ .. اجل لم يخطئ فهو طفل تمني و لو لمرة ان يكون له أب يحبه و يهتم لأمره لا أن يجد نفسه ووالدته بوسط أسرة تتحكم بهما بكل شئ !

*****

تقدمت نحو والدها و جلست بجانبه علي الاريكة بابتسامتها المتفائلة للحياة و بنظرة بريئة نطقت بترجي مفاجئة والدها :" أبي نريد رؤية يوتا ".

نظر لها شين بهدوء لمدة قبل أن يتنهد و ينطق بملل : "إتفقتما انت و شقيقك أليس كذلك ؟"

توسعت ابتسامتها فتنهد شين بانزعاج و نطق بصوت عالي للمختبئ يسترق السمع من خلف الاريكة : "يوكي اخرج يا ولد ."

جفل يوكي و شعر بالتوتر ليخرج ثم توجه لوالده ليقف أمامه بإبتسامة بريئة فتنهد والده و صحبه ليجلسه بالجانب الايسر منه بينما إحتلت آكي الجانب الايمن .

نطق والد التوأم بإبتسامة عابثة :" الان ما رأيكم بخطة جيدة لجعل يوتا يعود ؟"

رمش التوأم بدهشة قبل ان يهتفا بحماس و يحتضنا والدهما الذي قهقه علي تصرفهم .

لكن سعادتهم لم تدوم و أكيكو تصرخ بهم من المطبخ : " خططوا و سوف أخطط لقتلكم واحداً واحداً .. لا تتدخلوا فيما يعنيكم يا اطفال ."

صمت الثلاثة و تبادلوا النظرات بقلق بينما بعد دقيقة فقط خرجت أكيكو و جلست قبالتهم بملامح منزعجة قبل أن تحتلها تناقضها و تنظر لهم بحماس طفلة صغيرة : "الان أشركوني معكما لأجل رؤية يوتا ."

ما لبث ان ضحك عليها الثلاثة لتعبس هي لكن بالفعل هذه الاسرة أحبت يوتا و أرادت فقط له الخير ليعيش كباقي الاولاد بعمره .

-****

_بعد يومين _

أخذ يحدق بالأرجاء بينما يختبئ خلف باب غرفته و ما إن تأكد أن لا أحد و أن الجميع بعملهم حتى تسلل بخفة .. جبينه إلتف بشاش أبيض و بالاضافة لذراعيه بينما يرتدي ملابس النوم خاصته .

توقف أمام حجرته و توقف بإرتباك .. لكن يجب أن يفعلها .. هيا هيا تشجع !

ظل يشجع نفسه بينما رفع يده ليطرق الباب لكن الباب فتح ليجذبه صاحب الغرفة داخلها .

شهق يوتا بألم و شعر بالدوار بسبب الحركة المفاجئة فإستند علي كازو و تنفس بدهشة قبل أن يرفع نظرة باستياء بينما قابله ابتسامة كازو المرتاحة لرؤيته بخير : " انت أحمق يوتا ."

عبس يوتا بينما يقف معتدلاً بينما هز كازو كتفيه بلا مبالاة و إتجه نحو السرير و جلس بصمت .

:" أنا .. أنا أسف .. اسف كازو لاني تحدثت معك بسوء ذلك اليوم ."

رفع كازو نظره ليوتا الذي أخفض وجهه بندم فإبتسم كازو و نهض ليتقدم و يقف أمامه .

تبادلا النظرات سوياً قبل أن يبتسم كازو بمرح و نقر خده قائلاً : " يا أحمق نحن أصدقاء .. أعرف شعورك ذلك اليوم و أنا أتفهم موقفك لأننا لم نقف معك و ندعمك ."

ابتسم يوتا و أنزل بصره للأرض قبل أن يرفعها هاتفاً : " كازو هل السيد تاكاشي يامادا هو والدك ؟"

أومأ كازو بإستغراب و بادله السؤال :"أجل ، لكن أحقاً كنت تعمل عند مطعم أبي ؟ "

أومأ يوتا و أخذ بيد كازو هاتفاً بحماس بينما يتقدم مسرعاً ليجلسا علي الاريكة متجاهلاً جراحه : " تعال سأحكي لك عما حدث لي ."

تنهد كازو بملل فالان لن ينجو من ثرثرة يوتا الذي بدأ حديثه بالفعل يخبره عن كل شئ و الاخر اندمج معه مع الوقت حتى صار كازو يحكي له كيف أظهر برائته مع كاميليا و أخته ميرا تحت دهشة يوتا بالامر !

.
.
.

بعد مرور عدة أيام كان يوتا يقف بهدوء منتظراً كازو و الفتاتين للخروج للذهاب للمدرسة .. طوال تلك الفترة الماضية التي لازمها بالقصر لم يقترب من أحد أفراد اسرته غير كازو و كاميليا بالاضافة لأخته ميرا الذين كانوا يجلسون معه أغلب الاوقات و يذاكرون معه كل ما فاته بينما باقي الاسرة لم يقتربوا من غرفته كما طلبت منهم كاميليا حتى لا يعاند يوتا مجدداً و يضرب عن أخذ أدويته !

جاء كازو أخيراً برفقة كاميليا و ميرا ليركب أربعتهم للسيارة و غادروا لكن طوال الطريق كان يوتا صامتاً لتقطع صمته اخته التي بعثرت شعره قائلة :" أخي الصغير لما أنت شارد ؟"

خرج من شروده و نظر لإخته و إبتسم قائلاً : " لا شئ ميرا لا شئ لكني إشتقت لأبي شين و التوأم بالاضافة لأمي أكيكو ."

الصدمة و الدهشة إحتلت وجوههم بينما هو تجاهلهم و حدق بما خلف النافذة بينما يفكر داخل نفسه :"" أجل هم عائلتي ، هم من يجب أن أملكهم ، شعرت بالحنان و الحب و معنى الاسرة داخلهم فقط و ليس بهذه الاسرة .""

وصلت السيارة ليترجل الاربعة منها .. ميرا و كاميليا ذهبا الي صفهم و كازو و يوتا سارا معاً حتى باب الفصل .. لكن طوال الطريق كان الصمت يحيطهما حتى قطع بسبب تلك الضوضاء التي إخترقت أذنهما !

تنهد يوتا و شعر بالملل الشديد بينما يترك كازو يجلس بالمقعد الاول بينما يسير الي المقعد الاخير لكن قدمه توقفت و شهق بفزع حين شعر بجسد يندفع يحتضنه ليقع الثلاثة معاً فصرخ بغضب و ألم :" هذا مؤلم يا أغبياء ."

":_إشتقما لك أخي يوتا لقد انتقلنا هنا لأجلك ! "

صمت و فتح عيناه بدهشه ليجد الاثنان يجلسان أمامه و ابتسامة سعيدة مرحة علي محياهما فنطق بعدم تصديق :" آكي ، يوكي ؟! "

أومأ التوأم ليندفع يوتا صارخاً بسعادة بينما يحتضنهما :" سعيد برؤيتكما أخوتي ."

تقدم منهم كازو لينطق بملل : " يا حمقى لسنا بالمنزل لفعل ذلك لذا لتعودا لمقاعدكم قبل ان يدخل الاستاذ و يراكم هكذا."

أومأ الثلاثة و عاد اربعتهم لمقاعدهم .. هذا اليوم كان يوتا سعيداً بشدة و كازو كان سعيد لأنه بخير لكنه تذكر والده فشعر بالحزن الا أن ذلك قبل أن يسمع صوت يوتا يتحدث إليه بابتسامة :" كازو بعد المدرسة سنذهب للسيد يامادا تاكاشي لنراه ."

":_حقاً ؟ .. أيمكنني رؤيته ؟! "

سأل كازو بارتباك و سعادة فأومأ يوتا ليتفاجأ بعناق كازو له شاكراً إياه .

-

و بالفعل ما ان انتهي دوام المدرسة حتى خرج اربعتهم بالاضافة للتوأم لذلك المطعم .

و هناك جلسوا جميعاً عدا يوتا الذي تركهم و سار للداخل .. فتح الباب و نطق بهتاف غير منتبه علي من بالداخل : " كارل ، جين ، ها انا ذا...!"

قطع حديثه حين رأي تاكاشي ينظر له بصمت فابتلع رمقه بتوتر و نطق بضحكة بلهاء :" ههه اسف لم أنتبه .. سيد يامادا ."

لا يعرف لما شعر بشعور غريب يجتاحه حين رآه و خاصةً حين علم أنه من تبرع له .. هو تراجع خطوة و نطق بخفوت بينما يتحاشي النظرات إليه :" سيدي ، كازو هنا و هو يريد رؤيتك ."

تفاجأ تاكاشي و لكنه لم ينطق بينما ابتسم كارل و توجه نحو الخارج ليحضره .

تقدم تاكاشي من يوتا مما أدي لتراجع الصغير بتوتر قبل أن يتنفس بقوة و ينطق بينما ينحني بخفة : شكراً سيدي لتبرعك لي بالدم .. شكـ..ـراً !!

توسعت عيناه بتفاجؤ حين جذبه تاكاشي ناحية صدره محيطاً ظهره بذراعيه و أخذت ذكرياته تذكره بأخته سوزي .. كم كانت محبة ! .. كم كانت طيبة و بريئة و شجاعة ! .. كل ذلك ذهب حين دخل تاناكا لحياتها و أحبته .. اخذ منها كل شئ و حين أرادت ان تعاتبه جعلوها مجنونة ! .. كانت انسانة رائعة تساعد المحتاجين و لكن بسبب حقد سيلينا و شعور الغيرة تسببت بكل شئ حدث لها .. تسببت بجنونها حتى ذهب عقلها و حياتها معه ليذهب معها كل شئ جميل !

تنهيدة أطلقها مخرجاً شتات روحه .. هو الاخر خانوه ! .. تسببوا بإنهياره ! .. نعتوه بالخائن و أدخلوا الشك داخل سايا لتشك به حتى فسدت علاقتهما و تفرقا تاركين باقي روحهم المهشمة داخل طفلهما !

أفلته تاكاشي فتراجع يوتا مخفضاً رأسه بارتباك .. لما فقط يشعر أن هناك علاقة تربطه بهذا الرجل ؟ .. أول مرة رآه فيها هو حين إصطدم به ذلك اليوم لكنه لم ينتبه علي ملامحه عكس تاكاشي الذي إنتبه و لكنه لم يتحدث معه بهذا الشأن .

":_أبي؟! "

نظر الجميع لكازو الذي دخل بهدوء و بقربه كارل و الاخرين .

تبسم تاكاشي بوجه صغيره الذي ما ان رأي بسمته حتى تقدم بسرعة ليضم والده الذي بادله بحنان بينما يجلس يجثو أمامه ليصل لطوله و هتف بشوق كبير بينما يعتصره : "صغيري كم إشتقت لرؤياك ! اشتقت كثيراً !"

ضحك كازو بسعادة بينما يبادل والده بقوة و يهتف بسعادة بينما يخفي تلك الدموع التي تريد الهطول بمثل هذا الموقف : " أبي انا سعيد جداً ! سعيد .!"

":_لن أبتعد مجدداً صغيري ، أعدك .. فقط لتتهيأ الظروف لي لأعيدك انت ووالدتك لحياتي مجدداً ، لكن لا تخبر أحداً ."

نطق بينما يبعده عنه و يبعثر شعره متتحسساً وجنتي ابنه بينما ينظر لعيناه بحنان شديد فأعطاه كازو ابتسامة عذبة هامساً : " سأنتظر أبي ."

كان الجميع سعيد بذلك ، هم تقدموا ليتعرفوا علي ابن صاحب المطعم .. لعبوا كثيراً و تعرفوا علي المكان بواسطة يوتا الذي كان يشعر بالحماس .. التوأم عادا لمنزلهم بعد ان ودّعا يوتا بعناق قوي ليعود كلاً من يوتا و كازو بالاضافة لميرا و كاميليا لمنزلهم و كانوا سعيدين جداً و قرروا أن يبقوا الامر سراً علي الاهل القصر لكن .. أهذا بالفعل ما سيحدث و هل سيمر مرور الكرام ؟!

***

_ الساعة 6.36 مساءً _

نزل الاربعة من السيارة و دخلوا للقصر .. ميرا و كاميليا يمسكن بيد بعضهن بينما يتحدثن مع كازو و يوتا الذي كان يشاجرهم منزعجاً بنعته القصير منهما !

":_لست قصير إفهما يا غبيتان ! "

بحده و انزعاج طفولي نطق بجملته بينما يتقدم من الفتاتان بغضب فأمسكه كازو ضاحكاً و نطق : " إهدأ يا يوتا هما يمزحان ."

عبس يوتا و نظر للجهة الاخري غاضباً فتعالت ضحكة الفتاتان ليعبس أكثر لذا هو غير الموضوع محاولاً إظهار الجدية علي وجهه :" الان إسمعوني جيداً .."

صمت الثلاثة ، و بادر كازو السؤال :" ماذا هناك ، يوتا ؟! "

وقف يوتا أمامهم قبل أن يدخلوا القصر و نطق بجدية بينما يمد يده بالهواء :" ليعدني كلاً منكم أن لا يخبر أحد أننا كنا عند العم تاكاشي .. "

قاطعته ميرا بإستغراب : " لماذا أخي ؟! "

نظر لها بجدية و أجابها بهدوء :" هذا لأنه ان علم أحد و خاصةً ابي و عمتي سايا فسيعاقب كازو علي رؤيته لوالده لذا صافحوني كوعد منكم بعدم التحدث .. هيا ."

صافحته ميرا و كاميليا لكن تردد كازو بالبداية لكن يوتا شجعه بابتسامة قائلاً له ان لا يقلق ، فصافحه كازو و وعده أن لا يفعل ليبتسم يوتا و يدخل أربعتهم لداخل القصر .

توقف الاربعة فجأة بدهشة و إستغراب بينما يروا جميع أفراد الاسرة مجتمعين معاً .. يوتا لم يهتم بينما يترك يد أخته و يسير متجاهلاً التجمع ..

":_توقف عندك يا أبله ."

عقد جبينه بغيظ بينما يتوقف عن السير و ينظر لهيرو الذي نطق شاتماً إياه فرد عليه بحده : " ليس هناك أبله غيرك يا وجه الدجاجة ."

شهق هيرو و عقد جبينه بغيظ فنظر لتاناكا الذي يتابع بصمت منذر بسوء : " انظر عمي تاناكا .. هل لك أن تسأله أين كان من دون موافقتك ؟"

تكلم ريو مضيفاً لكلام إبنه :" أجل تاناكا ، إسأله أين كانوا أربعتهم من دون علمنا ."

نظر كازو للفتاتين بقلق فبادلاه النظرة و نظروا ليوتا الذي كان ينظر لوالده بصمت ينتظر ردة فعله .. الان سيرى حقاً ، هل والده يثق به ام لا ؟

إلتفت ليغادر المكان غير مبالي لهم لكن صوت والده الذي نطق بحدة أوقفه : " توقف مكانك ، يوتا ."

قلق الثلاثة بينما نطق كين مهدئاً : " هم أطفال لذا دعهم يفعلون ما يحلو .."

نظر تاناكا لكين و نطق غاضباً مقاطعاً إياه ، فقد وسوس ريو و هيرو بأذنه بالفعل :" اصمت أنت ، كين ..انت دائماً تدافع عنهم ! "

تنهد كين بيأس من إقناعه بشئ لذا صمت بينما تجاهل تاناكا أمره بينما يقف أمام يوتا و سأله بحدة صوت غاضبة : " أريد أن أعلم ، أين كنت ؟ هل كنت عند عائلة ساتو ؟"

حدق يوتا بوالده بصمت .. كان يستشعر كمية الغيرة و الحقد تجاه أسرة ساتو شين ، لكن لما كل هذا الغضب ؟ .. ما الخطأ بالذهاب و رؤيتهم ؟!

تقدم كازو ليخبره حين بالفعل شعر بحدة الحوار الذي سيدور الان و خاصةً بتلك النظرة التي يبديها يوتا علي وجهه أمام والده :" عم تاناكا .. "

قاطعه ماكوتو بانزعاج :" أنت لا تتدخل كازو ."

عض كازو علي شفتيه بتوتر و نظر لكاميليا و ميرا الذان كانا يشعرن بالقلق ثم نظر ليوتا ليجده ينظر له بنظرة ذات معني محركاً شفتيه بمعني "أن لا يخلف بوعده ".

فصمت كازو مرغماً و نظر ليوتا الصامت دون إجابة والده علي سؤاله !

":_أجبني، يوتا ؟ أين كنت ؟ "

صرخ بغضب أكثر و عصبية حين لم يرد عليه ابنه الذي تراجع خطوة للخلف و نطق بكذبة و صوت عالي : " أجل كنت هناك ، ما شأنك أنت .."

لم يكمل حين تلقى صفعة قوية جعلت وجهه يستدر تحت شهقات أغلب الحاضرين بدهشة ، فوضع يده علي وجنتيه و ترقرقت طبقة من الدموع بذهبيتيه قبل أن يشهق فجأة بألم حين جذبه والده من كتفه بغضب أشد و صرخ :" كيف تجرؤ أن تعصي أوامري ؟ لما ذهبت الي هناك ؟ اجبني ؟ "

أنهي كلامه بدفعه فسقط يوتا أرضاً و إنزلقت دموعه مغرقة خده بصمت لكن شهقاته فضحته !

كاد تاناكا يتقدم منه .. الغضب و الغيرة أعمته لكن كين تقدم ليمسك به بينما تقدمت كيرارا بسرعة لتحتضن يوتا الباكي فيما وقفت الجدة بوسطهم و صرخت بغضب بابنها : " تاناكا ، كيف تسمح لنفسك بضرب طفلك بتلك القسوة ؟! "

هتف بحده : " لانه عصى أوامري ، طلبت منه عدم الذهاب الي هناك او الخروج دون إذني لكنه فعل ."

صرخت هي الاخري بغضب :" و ماذا في ذلك تاناكا ؟! .. من اليوم لن أسمح لك بإيذائه ، سوف أخذه لمنزلي و لن تراه الا حين تراجع نفسك و تندم ."

عقد جبينه باستياء و غضب بينما أعطاه نظرة غاضبة بينما تتكلم موجهه حديثها لسايا و كين :" من أراد الذهاب معي هيا ."

إلتفت ليوتا الذي كان بين يدي كيرارا بينما يضع كفه علي فمه و يبكي بمرارة دافناً وجهه بعنق كيرارا التي انزلقت دموعها هي الاخرى بتأثر شديد !

":_سايا تعالي معي و أحضري كازو هيا ."

نطقت الجدة مضيفة بينما تمسك بيد يوتا و تنظر له بحزن و ترفع أناملها تمسح دموعه : " حفيدي الصغير لا تبكي ، جدتك هنا و لن تسمح لأحد بإزعاجك مجدداً ."

نظر لها بتعب من بين شهقاته و دموعه المغرقة وجهه و نطق بألم بصوت متقطع :" ج..جدتي .. أنا أكرهه ! .. لما .. يفعل ذلك بي ؟! .. "

إحتضنته بحنان و مسحت دموعه و ربتت علي خده ثم نهضت و جذبته من معصمه برفق ليغادر معها لمنزلها بينما بالفعل غادرت سايا بابنها و كيرارا بابنتها كاميليا لكن كين ظل فهو يريد أن يحدث اخيه ببضعة أشياء !

*
*
*
يتبع..

اعرف اني تأخرت لكن الدراسة يا ناس و سفر كل يوم 🤦‍♀️

لكن جئت ببارت طويل 3370 كلمة و اعرف انه ممل !👀

الان ما رأيكم

توقعاتكم ؟

الي القاء 🖤🥀

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top