بارت 6
منزل ساتو شين ...
كان قد حل الليل بالفعل .. كان التوأم يجلسان مع والدتهما أكيكو منتظرين عودة والدهم بيوتا لانه بالفعل تأخر عن موعده .
":_امي لقد تأخر أبي و يوتا كثيراً ! "
نطق التوأم الاصغر مبدياً قلقه علي والده و رفيقه الذي اصبح بمقام اخ اصغر له .
نطقت أكيكو بابتسامة مخفيةً لقلقها : "يوكي لا تقلق سيعود به .. قد يكون المطعم مزدحم لهذا تأخر يوتا عن القدوم ."
همهم يوكي بهدوء في حين كانت آكي تنظر لهما بصمت مغلف بقلق ..
رن جرس المنزل فانتفضت آكي أولاً بسرور لفتح الباب ..
":_أبي، يوتا جئتمـ... "
صاحت بفرح لكن فرحتها تلاشت حين رأت رجلين و إمرأة لأول مرة تراهما بحياتها فاستردت بإستغراب : "من أنتم ؟"
ابتسم تاناكا بهدوء و إقترب منها قائلاً بلطف :" يا صغيرة ، هذا منزل ساتو شين ؟ هل يوتا ما زال يعيش هنا ؟"
ما هي الا لحظات حتى توسعت عيناها بدهشة و ..
":_يوتا ليس هنا ، و ان كان لن تأخذوه .. يكفي ما فعلتموه به ".
نطق يوكي بحده بينما يجذب يد أخته خلفه .. لكن أكيكو تقدمت لتنطق للصغيران بإنزعاج رغم ان هذا الانزعاج موجه نحو عائلة سوزوكي :" عيب يا يوكي ، هم ضيوف وواجبنا اكرامهم لا الحديث معهم بقلة ذوق ."
أومأت آكي بصمت بينما أومأ يوكي مرغماً بينما يحتل العبوس ملامحه .
نظرت أكيكو لتاناكا و كين بالاضافة لكيرارا و نطقت بهدوء :" يمكنكم الدخول ، شين قادم ".
لكن قبل ان يرد أحدهم نطق التوأم معاً بسعادة : "أبي؟"
انتقلت كل الاعين علي من اقترب منهم بوجه شاحب و هدوء شديد غلف محيطه !
أول من تقدم كان تاناكا الذي سأل بلهفة : ساتو شين ، اين يوتا ؟ أهو معك ؟
رفع شين نظره لتاناكا بشرود قبل ان يرتفع منسوب غضبه فأمسكه من سترته صائحاً بغضب : ماذا جاء بك هنا ؟ أي قلب تملكه أنت ؟!
تقدم كين ليبعد شين عن تاناكا الصامت .. هو يعلم أنه أخطأ كثيراً بحق طفله لكنه نادم !
":_إهدأ سيد ساتو شين ، فقط لنأخذ الامور بهدوء ." تكلم كين بينما يفرد كفاه أمامه محاولاً تهدئة شين الذي تركهم و دخل بملامح مستاءة و غاضبة .
اخفض وجهه و نطق بإنفعال : "اعرف اني أخطأت و قد عرفت حقيقة أنه برئ لهذا أريده ان يعود ، فأين إبني يا سيد ساتو ؟ .. سأفعل المستحيل لإيجاده .. اطلب ما تريده و سوف .. "
":_لقد خُطف .. "
تسمر الموجودين و حلت الصدمة و الاستنكار علي ملامحهم بينما أكمل هو ببرود : " لدي معرفة وطيدة مع أحد الشباب هناك بذلك المطعم اسمه جين .. عرفت انه يعمل هناك عندما ذهبت لأري يوتا و أتأكد انه بخير و لكنه لم يعلم اني ذهبت .. و اليوم اتصل بي جين سراً عن يوتا و أخبرني انه لا يبدو بخير لهذا ذهبت لإعادته لكني تأخرت بسبب العمل و .."
صمت و ظهر عليه الندم و الحزن فنطقت كيرارا بقلق : "أكمل سيد ساتو .."
تنهد شين و نطق مكملاً حديثه بانزعاج من نفسه :" حين ذهبت كان قد غادر فبحثت عنه و ما ان وجدته حتى رأيته يسير مع شخصين لم أرتح لهما .. حاولت اللحاق به و مناداته الا انهم دفعوه بالسيارة و ركبوا خلفه بينما يمسك أحدهم بيده مسدساً .. الان الشرطة تبحث عنه حسب رقم السيارة الذي استطعت أخذه ."
دمعت عين آكي و والدتها بينما وضعت كيرارا كفها علي فمها بصدمة فيما حدق تاناكا ببهوت بشين بينما يتذكر تلك الرسالة التي تجاهلها و قبل ان يتكلم نظر له شين صارخاً بعصبية : " انت لا تستحق أن تكون أبً أبداً .. فهو خطف قبل هذه المرة ، اخبرتك اني وجدته فاقداً لوعيه بالشارع و قد كان مصاباً و انت السبب .. أجل أنت السبب ! "
صمت بينما تقدمت أكيكو تمسك يده تحاول ان تهدئه بينما نطق تاناكا بندم شديد :" ماذا فعلت ؟ .. دمرت طفلي بيداي ! .."
":_لم يعد طفلك .. عد فلن أجعله يعود لقصرك ياسيد سوزوكي .. أبداً ."
نطق بحزم و نظرات حاقدة بينما تاناكا أخفض وجهه بندم و حزن عميقين قبل أن يتركهم جميعهم و يغادر !
*****
سقط علي ركبتيه يتنفس بصعوبة بينما الالم ينتشر كالكهرباء بكل جزء من جسده الممتلئ بالجروح السطحية و العميقة بهيئته المبعثرة و قميصه الذي تلوث بدماء جسده !
تقدم ريكي واضعاً يده علي خصره بنرجسية و ابتسامة ساخرة مندهشة استقرت علي محياه بينما ينطق : "لم أظن إنك ستعيش بعد كل ذلك الالم و الدماء التي نزفت منك يا ولد لخمس ساعات !"
رغم ألامه الجسدية كان ألمه النفسي أقوى فأسند جسده بواسطة يداه التي ثبتت علي الارض و رفع نظراته لريكي و إبتسم بتعب ثم نطق ساخراً مخفياً يأسه :" لكنك يا سيد ريكي لم تجرب معني الالم الذي تتلقاه من أقرب شخص الي قلبك و الذي تحملت ألام العالم كلها لأجله .. لم تتلقى الالم و انت لم تكمل الرابعة من عمرك علي يد من كانت المفترض ان تقتل نفسها لأجلي و بسببها لاقيت تعذيب اسوأ .. لم تذق طعم الالم مثلي يا رجل لذا لا تتفاخر بما تقدمه لي الان فهو لا يساوي شيئاً عما تلقيته بالماضي ."
عقد ريكي جبينه بغيظ فقد إستفزه صلابة هذا الولد الغير عادية فتقدم منه جاذباً إياه من قميصه و نطق بحقد :" و لكني أستطيع قتلك بمنتهي السهولة و لكني سوف أعذبك حتى تستسلم للمو .. "
قاطعه يوتا بينما يضحك بصعوبة و ينطق ساخراً : " انا حقاً أتمني ان أموت هذه اللحظة قبل التي بعدها فلذا أنهي الامر فلن يهمني ."
دفعه ريكي ليسقط أرضاً ثم إلتفت شاعراً بغضب عميق .. ذلك الفتى استفزه كثيراً .. كيف يجرؤ ؟ .. لا أحد من قبل تجرأ و أظهر ربع شجاعةً أمامه فقط ، و الان .. هذا الطفل الذي لم يتعدي الثانية عشرة يتبجح معه بكل وقاحة ؟!
إلتفت و أخرج سيجار يستنشق دخانه من بين شفتاه لجوفه بينما يحدق بنظرات بارده ليوتا الذي ما يزال يسند جسده علي الارض ينتظر العذاب القادم و كأنه ليس المقصود بهذا العذاب !
قرفص أمامه و مد يده بذلك السيجار ناطقاً ببرود و أمر : استنشق هذه .
فتح عيناه و بحلق فيه بصمت ثم مد يده بكل برود و أخذها منه ليستنشقها و يسعل بقوة و لكن رغم ذلك ابتسم مظهراً ضحكاته المستفزة .. حسناً هذا كثير علي ريكي ان يحتمله من استفزاز !!!
رفع يده و انزلها بقوة صافعاً خده فأمسك يوتا وجنته متألماً و لكنه بقى صامتاً فيما جذبه ريكي من قميصه المهترئ و أمسك بالسيجار ليطفئها بصدره ببطء.
شهق يوتا بألم و حاول الابتعاد لكن ريكي دفعه ليجعله مستلقٍ مثبتاً إياه من عنقه ثم نطق محذراً بنبرة بارده : يدك لا ثم لا ترفعها .. تحمل هذا الالم عزيزي .
كان يشعر بالاختناق و رغم ذلك تجاهل من يطفئ سيجارته بصدره ليرفع يده يبعده لكن ريكي ترك السيجار و رقبته و أمسك يديه بقوة يقيدها لفوق رأسه بيد واحده ثم نطق بإبتسامة مجنونة بينما يمسك بخنجر مذهب أخرجه من حذائه : "لن تشعر بالألم أبداً صدقني"!
هو أغمض عيناه بقوة بجسد متصلب رعباً ثم أطلق صرخة متألمة حين شعر بالخنجر يشق صدره و يشعر بدفء دمائه !
هدأ صراخه يحاول التنفس بطبيعية لكن الالم كان لا يطاق أبداً حتى شعر بريكي يترك يده .
أخفض جفناه و غادره الوعي تاركاً دمائه تتدفق من جرحه بسلاسة !
إستنشق ريكي دخان سيجارته الجديدة ببرود ثم زفره بينما يحدق بجسد الفتى الذي غاب عن الوعي لينطق آمراً رجاله بعد أن فكر :" نفذ الامر .. سيتم إرسال رسالة لسوزوكي و أبلغه عن مكان ولده و معه تحذير منا له .. ان لم يساعدنا بما نريده سيكون إبنه الورقة المحروقة !"
انحني الحارس و إلتفت ليغادر بينما إقترب ريكي من يوتا يحدق به ببرود شديد ثم إبتسم : "حظك سئ يا ولد .. أظن أن والدك يكرهك و ان عدت لمنزله سوف يطردك بالتأكيد حتى لو رآك تموت ."
نهض و نطق قبل ان يغادر : "إلقوه بمبني بعيداً عن هنا و أرسلوا معه رسالة لوالده .. نفذوا !"
****
دائماً الهدوء يسبق العاصمة برياحها و أمطارها .. كان تاناكا يجلس بهدوء علي الاريكة .. توزع حوله أفراد عائلته بمشاعر مختلفة !
قطع الهدوء صوت الهاتف و هو يرن فانتفض تاناكا بسرعة ليجيب عليه فهو كان منتظر هذه المكالمة منذ ساعتين !
": ماذا فعلتي هانا ؟ "
سأل بلهفة و خوف فنطقت فتاة من الناحية الاخرى بينما تعمل علي أزرار لوحة المفاتيح بسرعة و تنطق بقلق :" سيد سوزوكي إستطعت بصعوبة إيجاد الموقع الذي طلبت إيجاده .. ذلك الموقع لأكبر منظمات المافيا إجراماً ! .. بصعوبة شديدة استطعت فتحه لدقيقه قبل أن يتغير كل شئ و يغلق لكن .."
صمتت قليلاً بقلق أشد فحثها بحده :" هانا ، تكلمي! لا وقت لدي ، ابني بخطر !"
تنفست هانا محاولةً الهدوء فأثناء محاولتها لكشف موقع المنظمة كادوا يعلمون عنها كل شئ و هذا بحد ذاته خطير و لم تكن لتنجو الا ان الحظ كان حليفها حين توقف الموقع فجأة لكن ما جعلها تصدم هو تلك الرسالة التي أرسلت عبارة عن عنوان مكانٍ ما..
"منطقة توجوشا الصناعية المهجورة" ..
":_سيد سوزوكي أظنهم يعلمون أنك تبحث عن إبنك ! "
ارتخت ملامحه و عقد جبينه بدهشة لينطق : "ماذا؟!"
أومأت و نطقت بهدوء : " أجل سيدي ، لقد أعطوني عنوان لمنطقة توجوشا الصناعية المهجورة و بعدها إختفى الموقع و حُجب ثانياً برموز مشفرة .. أسفة سيدي لم أستطع فعل شئ أكثر من ذلك . "
تنهد تاناكا شاعراً بالقلق الشديد .. عداوته مع صاحب تلك المنظمة المجهول إنعكس علي طفله ليكون هو الضحية ! .. هو أيضاً تجاهل تلك الرسالة لأسباب عدة .. تبرُّئه و غضبه من ابنه كان سبباً بالاضافة لعدم ثقته بأن المنظمة بالفعل ستفعل ذلك !
":_شكراً لكي هانا ."
شكرها و أغلق المكالمة ليذهب يمسك بسترته و يغادر مسرعاً ..
":_أخي ! اين ذاهب ؟! "
تكلم كين بسرعة بين يتبع شقيقه الذي رد ببرود قبل أن يختفي من باب القصر : " منطقة توجوشا الصناعية القديمة ."
هذا ما استطاع شين سماعه من الطرف الاخر حين كان يكلم كين الذي قام بإعطاؤه رقمه كما طلب شين منه قبل أن يغادروا و فقط لإيجاد يوتا .. هذه مصلحة مشتركة !
*****
بمنزل آل ساتو ..
ركض للخارج بسرعة متجاهلاً نداء زوجته القلقة و الجاهلة لوجهته ..
كان قد أغلق المكالمة فوراً بعدما سمع العنوان ليغادر متمنياً أن يكون هذا هو العنوان الصحيح !
ركب سيارته هو الاخر و إنطلق بها .. عليه أن يجد يوتا قبل أن يجده تاناكا .. لن يجعله يأخذه مرة أخري .. يكفي ما سببه له من عذاب منذ كان طفلاً !
****
بعد الكثير من الوقت لم يهتم له تاناكا بينما يقترب بسيارته من تلك المنطقة المهجورة منذ أن إندلعت فيها حريق كبير ليهجرها أصحابها منذ سنوات عدة ..
رن هاتفه فجأة فأخرجه و رد ..
إنعقد جبينة بحقد و الطرف الاخر ينطق بمرح : " أوه سيد تاناكا اقصد سوزوكي ألم تشتاق لنا ؟ "
نطق بحده : " من أنتم ؟ و ماذا تريدون مني بالضبط لتأخذوا طفلي ؟ "
تغيرت نبرة الشخص من الطرف الاخر و الذي لم يكن سوى كاي : نحن كابوسك الجديد سيد سوزوكي .. أرسلنا لك رسالة طالبين منك المساعدة لكن انت من جنيت علي نفسك و طفلك .. و بخصوص ابنك فتابع تقدمك حتى تجده ..!
صمت قليلاً ثم نطق بسعاده : " هذا ان كان مازال بالحياة ! "
توسعت عين تاناكا بخوف و سأل بصياح : "ماذا تقول ؟!"
قهقه كاي و نطق ببساطة : " الحريق بعد دقائق بسيطة سيندلع بذلك المصنع مجدداً و تحديداً بالغرفة التي فيها يوتا لذا ليس أمامك الكثير ."
أغلق المكالمة تاركاً تاناكا بصدمة عنيفة .. ابنه بعد دقائق قد لا يجده بهذه الحياة ان تأخر !
أسرع بالسيارة بسرعة شديدة فلم يكن أمامه الا القليل بعد و يصل !
****
خفت توهج تلك الشعلة بينما تذوب لكن ما ان انتهت الشمعة حتي توهجت شعلة أقوي منها حين لامست خط البارود الذي يستمر علي الارض وصولاً لبراميل من البارود و ...
انفجار عنيف بدأ بأحد الغرف التي كانت غرفة للكاميرات قديماً لتبدأ النار بالاشتعال بباقي الاماكن من المصنع .
فتح جفناه بتعب و حرك بؤبؤيه حوله ليجد نفسه يجلس علي كرسي خشبي بمنتصف غرفة ما .. بالتدقيق فيها فهي غرفة الاستراحة للعمال !
يده إمتدت لصدره و عقد جبينه متألماً لكنه إستند بيده الاخري ليقف لكنه لم يستطع ليهبط بجسده أرضاً متكوراً حول نفسه بإستسلام للموت .. كان يعلم أنه لم يكن بآمان حين سمع الانفجار الذي أعاده للواقع !
اشتدت الحرارة بالمكان و كثرت الانفجارات بعدة أماكن من المصنع القديم !
":_تاناكا .. سوف .. أكرهك .. دائماً ".
همس بصعوبة و كره بينما يغمض عيناه بيأس من حاله .. جسده ملئ بالجروح كما الجرح بصدره الذي سببه ريكي له بشكل يشل جسده عن إبداء أي حركة لتجعله يهرب .. هو حتى الان لا يستطيع أن يفهم لما هو لم يمت من كل ذلك العذاب ؟ .. لما فقط لا يختفي وعيه و يترك هذا العالم لمن هم قساه فقط ؟
إنهمرت دموعه و لكنه أغمض عيناه بينما يتذكر كل تلك الذكريات المشئومة و السيئة !
":_يوتا ؟!."
فتح عيناه و ابتسم بسخرية من نفسه .. هو أصبح يتخيل صوته الفزع لأجله !
":_يوتا ؟ اين انت طفلي ؟ "
لا هذا ليس صوته ! هو يتخيل بالتأكيد ! .. هو يتوهم !
":_يوتا لا تخف انا هنا ! "
توسعت عيناه حين وضح صوته و خطواته بنفس المكان الذي سيموت فيه !
شعر بنفسه يستقر بين ذراعيه و أحضانه بينما الاكبر ينطق بندم شديد و ألم :" أنا أعتذر طفلي عن كل شئ حدث لك .. انا أعتذر ."
تحجرت دموعه بعيناه و لم يعد يفهم ما حدث ! .. ذلك الشعور المبهم داخله ! .. شعور بأنه تائه بوسط طريقين لا يعرف أيهما صحيح ؟! .. لما شعر للحظات أنه سيسامحه ؟! .. لما هو صامت للآن و عيناه تبصر وجهه النادم ؟! .. لما يشعر بالشوق تجاهه فجأة ؟! .. لما فقط لم يشعر بالكره تجاهه ؟!
أخرجه الالم حين لامس والده جرحه بوسط النيران التي إنتشرت بالغرفة حولهم ، فشهق بألم و شعر بأنفاسه تضيق حين دخل بعض الدخان لداخل رئتيه !
ابعد تاناكا يده و وضعها بسرعه تحت قدم طفله ليقوم بحمله مغطياً إياه سترته حتى لا يستنشق دخان اكثر تاركاً نفسه يسعل بقوة !
إنحنى دافناً وجهه برقبه طفله الذي تمسك به بغير وعي و هو إستنشق بعض الهواء المكتوم ليرفع رأسه مجدداً و يحدق بالنيران التي بالكاد لا تلامسهم لكنه تشجع و إقتحم النيران ليحاول الخروج بدون أن يمس طفله شئ سئ !
توقفت قدماه بوسط المصنع و تراجع بسرعة حتي سقط جالساً يحتضن طفله .. هي كانت لحظات قبل أن يسقط جزء من السقف قرب قدميه ! .. كان وشيكاً ان يُفرما تحت سقف المصنع !
":_تاناكا .. من هنا ! "
إلتفت بعيناه ووجهه المصعوق تجاه الصوت ليجد شين و كين يشقَّا طريقهما بوسط النيران !
":_لا بأس .. تراجعا انتما ! "
توقف كين و شين بقلق بينما يحدقون بتاناكا الذي استمر بالسير بحذر حتى اقترب منهم لكن ..
انفجار قوي خلفهم جعلهم يتسمرون بفزع حتى نطق كين بشهقة :" المكان ينفجر ! .. اخرجوا بسرعة !"
_بعد دقائق _
سقط تاناكا أرضاً يسعل بقوة بينما ما يزال يحتضن طفله بقوة و كأنه خائف أن يفقده مجدداً !
تقدم شين ليجذب يوتا الغائب عن الوغي بين يدي تاناكا لكن هذا الاخير نظر له بحده صارخاً : "لا تتجرأ و تلمس طفلي .. هو ابني و ليس ابنك يا شين !"
صرخ شين أيضاً بغضب : "لم يعد يحق لك مناداته بإبنك بعد كل ما جرى له بسببك ! .. ثم أتراه سيتقبلك بعد كل ما حدث ؟ .. "
أخفض تاناكا عيناه لطفله المصاب يفكر بكلمات شين الاخيرة قبل ان يكمل بإستهزاء و حقد : أنت تهذي و تكذب علي نفسك يا سيد سوزوكي .. ستراني مرة أخرى و أنت من ستأتي بنفسك لتعيد يوتا لعائلتي الصغيرة بعد أن يُظهر كرهه تجاهك .
ألقي كلماته يتجه نحو سيارته ، يركبها و يغادر بملامح غاضبة و حاقده علي أسرة سوزوكي .. من الان لن يتركهم وشأنهم .. سوف يحاربهم ! .. سيستغل مجموعة ياماموتو ضد شركات سوزوكي ! .. الان بدأت الحرب بينهم !
.
.
.
_بعد أربعة أيام _
الجو كان غائماً مستعداً لإخراج رياحه و أمطاره علي شعب مدينة طوكيو ..
بمشفى العاصمة و تحديداً بأحد غرفها كان مستلقياً علي ظهره بالسرير الابيض .. الطبيب وقف لجواره ينزع تلك الاجهزة عنه لينظر بعدها لكبير عائلة سوزوكي قائلاً بإبتسامة بسيطة : "يمكنه العودة للمنزل سيد سوزوكي بما أنه فتح عيناه و إستيقظ !"
رغم ما قاله الطبيب الا ان ذلك لم يمحي القلق من وجه تاناكا بينما يسأل بقلق بينما يحدق بيوتا النائم بسلام : " لكنه يا دكتور نام مجدداً ! "
أومأ الطبيب و نطق بهدوء :" هذا بسبب جراحه و المهدئات التي كان يأخذها للألم بمحاليله .. هو بخير لكن يجب العناية به أكثر بالفترة القادمة نظراً لحالته الصحية و أيضاً .. "
صمت الطبيب و ظهر علي وجهه الاستياء ثم أكمل محذراً : هو يعاني من بعض الالتهابات الخفيفة برئتيه بسبب ما استنشقه من دخان لذا إحرص علي اعطائه الدواء بمواعيده و الاهتمام بغذائه ."
أومأ تاناكا بهدوء مخفياً ألمه .. كل ما حدث بسببه ! .. لأربع أيام نام فيهم يوتا من كثرة ما شاهده من تعنيف ! .. هو يعترف أنه أخطأ بحقه كثيراً ! .. فقط ليت يده قطعت قبل أن تمد عليه ذلك اليوم ! .. ليت لسانه شل قبل أن بنطق بكل قسوة جارحاً مشاعر طفله و اهانته بتلك القسوة ! .. ليته لم يحدث ما حدث !
ذلك اليوم عاد يوتا لقصر عائلته بعد أن ظهرت برائته لكن الحال الهادئ لم يدوم .
كان الجميع يجلس علي الارائك يتحدثون معاً بينما تاناكا الهادئ و الشارد بأفكاره بعيداً كان يجلس قبالتهم .
لم ينتبه أحد علي من يقف يستند علي درابزين السلم بيديه الاثنتين بينما يحدق بكره شديد بأسرته التي تتحدث بكل طبيعية و كأن شيئاً لم يكن !
لفت نظره جلوس أبيه بكل هذا الهدوء .. أوليس هو السبب بكل تلك الجراح التي أصابت جسده ؟! .. أوليس هو السبب بذلك الجرح الغائر بقلبه ؟! .. تباً ! .. اللعنة عليه ! .. لما فقط جاء الي هذا المكان مرة أخرى ؟!
كانت دمائه تغلي بسبب غضبه و مشاعرة الحاقدة علي هذه الاسرة .. كم أصبح يكرههم ! .. كم أصبح يحقد عليه هو خاصةً .. هو الذي كان سبباً بكل هذا العنف و الالم و الاهانة و الذل الذي تلقاه من هؤلاء المجرمين !
لفت نظره تلك المزهرية الكبيرة التي إستقرت جانبه علي طاولة مستطيلة .. ما كانت سوى لحظات حتي انتفض الجميع علي صوت التحطم الحاد و انتشار قطعها و شظاياها علي الارض .
وقفوا جميعاً و عيونهم تحدق بقلق شديد و دهشة ليوتا الذي كان يقف بجسد ملئ بالجراح و الضمادات حتى وجهه لم يخلوا من الضمادات و ذراعيه و كامل جسده قبل أن ينزل لنهاية الدرج !
":_يو ، يوتا ؟! "
همست كيرارا بقلق و دهشة فنظر لها يوتا غاضباً و صرخ بحقد و انفعال : " أجل .. اجل يوتا الذين تخليتم عنه و بسببكم لم يعش كما يجب .. كنتم سبب معاناتي طوال حياتي .. لعنتكم لم تتركني وشأني .. اللعنة عليكم جميعاً ."
":_يوتا لا تنفعل و تكلم بأدب.."
تكلم ريو بانزعاج فقاطعه يوتا صارخاً :" و من أنت لتتكلم بحقي ؟ .. لم تكن سوى مجرد سد خانه لأخيك الكبير لتوسوس له بعقلـ.."
قاطعه صفعة قوية تلقاها من هيرو فسقط أرضاً بعد ان أطلق صرخه قوية تظهر ألمه !
شهق أغلبهم بدهشة و خاصةً كازو و الفتاتان بينما تقدمت سايا لتقف حائلاً بين هيرو و يوتا و صرخت بينما تدفعه بغضب : "أأنت مجنون لتضربه بتلك القسوة ؟!"
نظر لعمته و صرخ بوجهها :" و ما دخلك انت بالامر ؟ هو أهان ابي و لن امرر هذا له "
نظرت له مخفية قهرها منه لكن قاطعهم صوت يوتا المنفعل و المقهور بينما تنزلق دمعاته علي وجنتيه : " أنا أكرهكم .. أكرهك أبي ، لم تحمني يوماً من الالم ، بل ساعدت الجميع بتوجيه ألمهم و كرههم لي دون ان تمد يدك لمساعدتني ، انا أكرهك و اتمني لك الموت ! .. أكرهك تاناكا أكرهك .! "
أخفي عيناه بكفيّ يده و ظل يصرخ بإنهيار شديد تحت نظرات الجميع القلقة و الغاضبة دون ان يبدوا شئ بينما تاناكا كان يقف لا يعرف لما لم يوقف كل تلك المهزلة و يتقدم ليحتضنه ؟! .. لما جسده لا يتحرك ليجعل طفله يعرف كم هو آسف ؟!
أمسك يوتا بخصلات شعره يشدها بقوة بينما تتعالي صرخاته المنهارة .. كان منهاراً .. كلهم يجرحوه و يؤلموه و هو لم يفعل لهم شئ .. هو كان بريئاً من كل شئ فلما قسوا عليه و آلموه ؟! .. لما قتلوه و هو صغير ؟! .. أجل هم قتلوه ! .. قتلوا ذلك الطفل البرئ داخله .. قتلوا طفولته ! .. لذا هو لن يسامحهم .. لقد قتلوا كل شئ جميل داخله !
تقدم تاناكا أخيراً ليجثو قرب طفله المنهار .. نظر له قليلاً قبل أن يرفع يداه يمسك بهما يد طفله محاولاً جعله يترك جذب شعره بتلك القوة حتى لا يجرح نفسه .. نطق بلطف و ندم شديد بينما يحاول ان يهدئه : أسف صغيري ، ارجوك سامحني ، سوف أعوضك !
لكن كانت كلماته كالحرب التي تندلع داخل الاصغر حتى انفجر أكثر و زادت صرخاته المتألمة أكثر حتى إحتضنه تاناكا بقوة و انهمرت دموعه هو الاخر .. كان يفقد يوتا تدريجياً .. ابنه ينهار بين يديه و هو لا يعلم ماذا يفعل ليعيد له تلك الطفولة الضائعة !
لكن كان الامر عند يوتا هو فقدان نفسه .. كل مرحلة يمر به كان يفقد جزء منه حتى ما عاد له القوة ليحتمل أكثر .. لقد إستُنزف من الداخل .. كان ألمه النفسي أقوي من ألمه الجسدي بينما يريح رأسه علي كتف أبيه و ينقطع تنفسه فجأة مع حركته التي تلاشت مع الوقت !
"كُل مُر يمُر لكنه يترك فينا أثراً لا يُمحَي."
*
*
*
يتبع...
----
من تأليف: asmaa487
اسفة لاني تأخرت عليكم لكن الدراسة علي وشك البدء و كنت بالمعهد يوم آمس وجئت بصداع قوي لهذا لم أتابع الكتابة الا اليوم .
سامحوني انا احاول الكتابة بسرعة في أوقات فراغي لكني حين تبدأ الدراسة لا أظن اني سأكون بهذه الوتيرة و الثبات في الكتابة لكني سأحاول التنزيل مع هديل .
البارت 3100 كلمة
و الان ..
ما رأيكم ؟
كيف كان البارت ؟
هل وصلتكم مشاعر يوتا و الجميع ؟
هل سيأتي يوم و يسامح فيه يوتا والده ام سيستمر الكره هذا ؟
ما توقعاتكم بالعداوة التي نشأت بين شين و تاناكا ؟
و اي الطرفين يوتا سيختار ؟
تابعو لتعرفوا الاحداث الجديدة ☺️❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top