بارت 4
هب نسيم الهواء علي مدينة طوكيو .. كانت الشوارع بإزدحامها الدائم .. الكل يذهب لروتينه الذي اعتاد عليه .
و بأحد شوارع طوكيو و بقرب أحد الحدائق توقف ذلك المبني المكون من عدة طوابق بسيطة .. لم يكن هذا المبني غير المطعم الذي بدأ يوتا يعمل فيه و بالفعل مر يومين و هو يعمل بهذا المكان .. الجميع بلا استثناء احبوه و خاصةً كارل الذي كان يمازحه دوماً و يتنمر عليه و لكن ليوتا رد قوي يقصف جبهته ليجعل كل رفاقه يضحكون عليه !
و ها هو يوتا يقف عند أحد الزبائن يأخذ طلبه و يكتبه بالنوتة الصغيرة بيده ليبتسم له و ينطق : شئ أخر سيدي؟
ابتسم الرجل له و نطق بخفة : لا أبداً هذا فقط .
انحني يوتا قليلاً كإحترام ليلتفت مغادراً للمطبخ ليعطيهم طلبات الزبائن .. وجهه لم يخلوا بعد من تلك الضمادات و كذلك جسده الذي يغطيه بملابسه ذات الاكمام الطويلة !
رن الجرس و دخل ينطق : كارل ، هناك طلبات جديدة .
ابتسامة واسعة استقرت علي شفتيه ليحدق بيوتا الذي عبس و نطق محذراً : كارل كلمة أخري و سوف اقتلك .
تنهد الجميع بقلة حيلة فكارل لا يترك يوتا وشأنه و دائماً يهين طوله و شكله .. هذا فعلاً متنمر !
كارل بطبيعته مرح و يحب المزاح و لهذا وجد انها فرصته ليغيظ يوتا الصغير المنزعج .
":_لا بأس يوتا ، فكارل مجرد أحمق ! "
نطق جين بينما يقترب من كارل بهدوء و ملل و يحدق بيوتا الذي نطق بعبوس : هو متنمر غبي ! ليس مجرد أحمق سيد جين .
":_لا تقل سيد جين فأنت تشعرني بأني جدك ! "
تمتم بانزعاج و ملل فضحك يوتا بسخرية و نطق بينما يقترب من إيما ذات الشعر الاسود و العينان الواسعة : اذاً لن اناديك سوي بذلك يا جين !
ضيق عيناه بإنزعاج و نطق بتهديد : ابدأ تنمرك ايها القصير و سوف ادفنك مكانك .
حسناً كلامه مخيف لكن .. : كيف لأحمق ممل ان يدفنني مكاني يا هذا !؟
حسناً اشتد الحوار بين جين و يوتا !
تقدمت ميني و نطقت بقلق : شباب لا تتشاجرا ثم الزبائن ستغادر ، لقد تأخرنا عليهم و ماكس يعمل بمفرده .
انتبه الجميع علي ذلك بينما تكلم شاب بعيون عسلية و شعر اسود : أتركيهم هم مجرد حمقى يا ميني .
لم يتشاجر أحد و قد عاد جميعهم للعمل بصمت و حماس .
كان يوتا جالساً بصمت و شرود قد أخرجه منه رنين جرس المطعم ينذر بوجود زبون أخر فنهض يوتا و خرج ممسكاً بالنوت و القلم ليأخذ الطلبات .
تقدم نحو تلك الطاولة ووقف ينظر للورقة و ينطق بهدوء : طلبك سيدي؟
توقف الثلاث رجال الذين علي الطاولة يتحدثون معاً ليحدقا بهذا الطفل الذي ينتظر منهم اجابه .
انزعج يوتا من صمتهم فكرر بنفاذ صبر : طلبكم ما هو ؟
لم يهتما الرجلين الاخرين بعكس رفيقهم ذو الشعر الاشعث و القبعة السوداء التي تخفيه تحتها بينما يحدق بابتسامة لا تمت للخير بصلة ، فتنهد يوتا و إلتفت ليغادر لينادي احد يتعامل معهم ، فهو حقاً يفقد صبره و لا يحب التعامل مع هؤلاء اشخاص !
انتفض حين أمسكه الرجل من معصمه قبل ان يبتعد ليلتفت للرجل بقلق و نطق غاضباً : أترك يدي يا سيد .
ضحك الرجل ضحكة مكتومة و امال رأسه بخفة قائلاً بصوت خافت حتى لا يسمعه أحد غير يوتا و رفاقه : سأترك يدك شرط ان نعقد صفقة معاً .
ابتلع يوتا رمقه بقلق بينما قلبه بدأ يخبره ان خلف هذا الرجل مصيبة لينطق بتلعثم : ما ، ما هي .. ما هي هذه الصفقة ؟!
ابتسم الرجل اكثر حين إستشعر خوفه ثم نطق بخبث : بدلاً من العمل هنا اعمل معي و سأدفع لك مقابل جيد يا ولد .
حاول يوتا سحب يده لكنه ضغط علي معصمه يمنعه من الهروب بينما ينطق ساخراً ما صدم يوتا : أعلم انك ابن عائلة سوزوكي و قد تم التخلي عنك و التبرؤ منك و لا تجد مكان تسكن فيه لذا اعمل معي و ستربح و قد اساعدك بالانتقام من أسرتك .. ما رأيك ؟
هل وصلت الاخبار بتلك السرعة ؟ .. أأصبح حديث الجميع الان ؟! .. كم ألمه ذلك و أشعل داخله حقداً تجاه من تسبب بذلك !
أخفض رأسه قليلاً ثم رفعها بحده للرجل و نطق : لا يهمني الانتقام او العمل مع امثالك .. و لا يهمني اسرتي من تكون ، انا هو انا و فقط .. لذا اتركني حالاً !
حسناً كان رده قاصفاً و هذا أغضب الرجل فضغط علي معصم يوتا بأظافره فشهق يوتا متألماً و أغمض عيناه بألم ليفتحها يحدق بمعصمه الذي جرحه و تلوث بالدماء فقشعر جسده و زادت أنفاسه توتراً لينطق صارخاً متجاهلاً من بالمطعم بينما يحاول سحب يده : اتركنــي .. كـــارل ، جـــين ..
بالداخل سمعوه ليترك كلاً من كارل و جين العمل لزملائهم و خرجا .
تقدم الاثنان منه سريعاً .. كارل سحب يوتا ليقف خلفه بينما تقدم جين بغضب ليمسك تلابيب قميص الرجل هاتفاً بحده : ماذا كنت تريد ان تفعل بالصبي ؟
وقف الرجل و رفاقه و دفع بجين عنه و نطق غاضباً بكذب : ذلك الفتي قلل من شأني و أهانني لهذا غضبت .. أتسمون هذه معامله لمطعم مرموق ؟ .. أين مديركم ؟
تجمهر الناس محاولين فهم ما يجري بينما تمسك يوتا بذعر بقميص كارل من الخلف و نطق باكياً بألم : لم أفعل صدقني .. كارل ، هو من ..
":_ماذا يحدث ؟ "
توقف الجميع عن الحديث بينما تقدم المدير بهدوء مبعداً جين و وقف ناطقاً بهدوء للرجل : كلامك معي انا و لا داعي للضوضاء التي تحدثها الان يا سيد .
نطق الرجل غاضباً : و ما فعله الولد ماذا تسميه ؟
تمسك يوتا أكثر بكارل و اراد التحدث و الدفاع عن نفسه لكنه لم يستطع فدفن وجهه بظهر كارل الذي ربت علي شعره بقلق من ان عمه يطرد يوتا لكن ..
نطق تاكاشي بهدوء : يوتا تعال و أخبرني ماذا حدث ؟
جفل يوتا بدهشة بينما توتر الرجل لينطق غاضباً : أتقلل من شأني و تكذبني امام الجميع لأجل طفل ؟!
حين تقدم يوتا أمسكه تاكاشي برفق من معصمه الذي جرحه الرجل و تكلم متجاهلاً صراخ الرجل : تكلم يوتا و أخبرني الحقيقة .
رفع يوتا كفه يمسح دموعه لينطق بنبرة مختنقة : ا..
تقدم احد رفاق الرجل مقاطعاً : نأسف للإزعاج حضرة المدير .. هيا كاي لنذهب .
أراد المدعو كاي الرفض لكن رفيقه غمز له ليصمت و يعتذر ثالثهم بهدوء ليغادروا المكان .
إلتفت تاكاشي و نطق ببرود موجهاً حديثه لكارل بدون ان ينظر لهما : كارل بنهاية اليوم اريدك بالمكتب انت و هذا الولد .
أومأ كارل بقلق بينما أخفض يوتا رأسه و لم يقل خوفه .. هو لم يعد له مأمن في أي مكان .. أيضاً قد يتعرض للسخرية من أي أحد يعرفه و يعرف عائلته .. تباً ! .. حتى بعد أن شردوه و ابتعد عنهم تتبعه لعنتهم و يعيش معاناته بسببهم .
شعر بيده تمسك بكفه ليغادروا للمطبخ ..
ما ان دخل حتى سأل رفاقهم عما يجري فأخبرهم جين بكل ما حدث بينما انتقل يوتا ليجلس بعيداً بجسد يرتجف و أفكار تعصف بإعصار قوي .. رفع يديه المصابة يحدق بتلك الدماء التي جفت حتى تذكر دماء ذلك الرجل الذي قتله بيداه !
توترت أنفاسه بذعر بينما يخيل له ان يداه ممتلئة بالدماء فنهض و ركض سريعاً ليقف امام الحوض .. فتح صنبور المياه و أخذ يغسل يديه برعب و عصبية بينما يتمتم :" لا ، لا ، ليس كذلك لا ! "
جذبه كارل محاولاً تهدئته و لكنه حاول الافلات و قد أغلق أذنه بخوف و انهيار ..
كان الخمسة قلقون بشأنه و كارل كان يحاول ان يوقفه بينما يشعر بقلق فظيع عليه !
تقدم جين بنفاذ صبر ليجذب يوتا من يد كارل و صفعة بقوة صارخاً به بعضب : أفق يوتا !
أمسك بخده و جلس يبكي بصمت مخرجاً مشاعره المتألمة بينما ينطق بألم و حزن شديدين : انا أكره نفسي ، ليتني لم أولد .. أولاً امي حاولت قتلي و ثانياً أبي ! أنا أكرههم .
احتضنته ميني بتعاطف شديد و أخذت تربت علي شعره قائلة بصوت هادئ لطيف : لا بأس يوتا ، لا بأس ، انا لا اعرف كيف كانت حياتك لكن كل شئ يمر صدقني يوتا .
ظل يبكي حتى هدأ .. هو لا بأس به يظهر مشاعره .. هو كان دائماً هكذا .. حين يكره أحد يخبره بوجهه .. حين يحب أحد .. حين يتألم .. هو فقط دائم لاظهار مشاعره أيً كان الموضوع الذي يرهقه هو يظهره ..و أي كان الشخص الذي أمامه ! .. أهذا عيب؟! .. أعيب اظهار مشاعرك التي تقتلك لأجل أحد ؟! .. ألا يكفي ذلك الشعور القاتل حين تهزم أمام نفسك ؟! .. ألا يكفي؟!
مر اليوم و لم يكن ليتبقي الا نصف ساعة علي نهاية الدوام .. لم يقدر يوتا علي العمل مجدداً او مقابلة الناس لهذا تركوه يرتاح فكان يجلس علي المقعد مغمض العينان بهدوء قاتل بينما كان هناك داخله فوضي !
":_يوتا لنذهب ."
نطق كارل بهدوء بينما يقف عند رأس يوتا الذي فتح عيناه يحدق بكارل ثم وقف ليسير معه لمكتب المدير .
كان الصمت يغلف محيط يوتا بينما محيط كارل كان يغلفه القلق من طرد عمه تاكاشي ليوتا خارج المطعم .
دخل كارل و يوتا و تقدم الاول لمكتب تاكاشي ينطق : عمي ..؟
":_اعتذر سيد يامادا تاكاشي عن ما سببته من متاعب .. يمكنك طردي لا يهم ."
حدق كارل به بدهشة حين قاطعه موجهاً حديثه لعمه بنبرة باردة بينما ينظر له بهدوء و جدية حتى أردف بينما ينحني بخفة : و شكراً لجعلي أعمل هنا .. وداعاً .
إلتفت ليغادر غير راغباً بسماع إجابة الاخر لكن تاكاشي نطق بهدوء : إنتظر ..
توقف يوتا يخفض نظراته للأرض بحزن و انكسار يخفيهما بملامحه الباردة بينما أكمل تاكاشي بهدوء : إلتفت و أعطني وجهك أيها الطفل فمن الواجب و الادب ان تنظر لوجه الشخص الذي يكلمك .
عقد جبينه بإنزعاج لكنه لم يجادل بل إلتفت يحدق بوجه تاكاشي بعبوس فنطق تاكاشي بإبتسامة : أتعرف كازو ؟
ارتخت ملامحه بدهشة لينطق بارتباك : كازو؟ .. اتقصد ابن عمتي سايا؟ .. لكن كيف تعرفهما ؟!.
ترك تاكاشي مقعده و إقترب من يوتا و قرفص امامه قبل ان يجذبه يحتضنه بقوة و كأنه بذلك يستشعر رائحة ابنه كازو فهو يعلم ان لكازو صديق محبب لقلبه كما يخبره دائماً برسائله السرية التي يرسلها له يحكي فيها كل ما يحدث معه !
":_مـ ، من انت ؟! "
سأل بقلق و توجس فنطق تاكاشي بهدوء و خفة بكذبة بسيطة بينما يبتعد عنه : لا شئ .. فقط انا اعرفهما بسبب اني صديق لوالد كازو .
لم يتعمق يوتا بمعرفته أكثر بالشخص الذي امامه و لو تعمق قليلاً فقط لعرف ان من امامه ليس سوى والد كازو فإسم العائلة متشابه غير هذا الملامح التي يأخذها كازو من أبيه .
عاد يوتا ذلك اليوم محمل بهموم أكبر من عمره ليدخل ينام بغرفته دون التحدث مع آكي او يوكي او الوالدين .. كل ما كان يهمه هو الابتعاد .. الابتعاد و فقط .. يريد ان يشعر انه بعيداً عن تلك المشاكل !
****
في قصر عائلة سوزوكي ..
كان يجلس كازو علي حاسوبه يرسل بعض الرسائل السرية لوالده ثم يحذفها .. كان مضمونها ":"أبي ، اشتقت لك .. تعرف اني حزين؟ .. اجل فصديقي المقرب ليس معي و ليس بيدي فعل شئ فأمي خائفة بسبب قوانين العائلة .. انا نقطة ضعفها يا أبي لهذا هي لا تريد ترك اسرتها لأجلي .. اخبرني أبي ؟.. ماذا بإمكاني ان أفعل لتبرئة يوتا؟ .. أشعر اني لست صديق جيد .. بدأت أكره نفسي و المكان الذي أعيش فيه ! .. والدي اتمني ان أراك قريباً !.""
ابتسم بحزن و أرسلها و نهض ليغادر لكن صوت تنبيه الرسائل أوقفه ليلتفت يحدق بصدمة بالرسالة التي أرسلت من والده... ":" قريباً صغيري ستراني لاني اشتقت لك طفلي الوحيد .""
لم يكن مصدقاً عيناه ان والده استجاب له هذه المرة و رد علي رسالته .. كان كل مرة يرسل هو و يراها ابيه لكن لا يجيبه .. هذا فقط يسعده!!
ابتسامة سعيدة رسمت علي شفتيه بينما يكتب لأبيه : احبك ابي ، انتظر اليوم الذي سأراك فيه !""
أغلق الحاسوب و غادر غرفته .. بحث عن ميرا و كاميليا حتى وجدهما يجلسن معاً يتحدثان بأمر ما فنطق : كامي و ميرا هل تخططان من دوني ؟
ابتسمن له ببرائة فاقترب منهما بحماس و نطق : هل وجدتما خطة مناسبة يا بنات؟!
حركا رأسيهما بأجل ففرح اكثر بينما ينتقل الثلاثة لغرفة يوتا .. بحثوا قليلاً فيها مستغلين ان الغرفة لم يدخلها أحد .
_ بعد ساعة _
صوت الطرق بالملعقة علي الطبق صدي صوته المزعج بأنحاء القصر فخرج الجميع منزعجين و قرروا الفتك بالفاعل ..
اول من صرخ كان هيرو بين يجذب كازو من ملابسه و يقذف بالملعقة و الطبق الذي كان يعزف عليهما معزوفته الجميلة !
صرخ هيرو : " تباً لك أيها المزعج ! انها الحادية عشرة مساءاً "
حاول كازو الافلات من بين يديه بينما يعتذر الا ان ماكوتو أمسك بابن عمه و ابعده قائلاً بابتسامة : لا بأس هيرو انه طفل .
":_حان الوقت يا جماعة ! "
التفت الجميع علي صوت كاميليا بينما تدق علي الطبل فنطق تاناكا منزعجاً : ماذا يحدث يا كامي ؟! لما كل هذا الازعاج ؟!
تقدمت ميرا و نطقت : سنقدم لكم عرضاً فقط انتم جميعاً اجلسوا .
لم يفهم احد شئ مما يفعله الثلاثة لكنهم جلسوا مستعمين لهم .
":_أغلقو الانوار ! "
صرخت كاميليا فساد الظلام بالقصر .. صوت بكاء ارتفع بالقصر كان مصدره ميرا بينما تبكي قائلة : امي لا تموتي أرجوكي !
زاد الاستغراب علي وجه الجميع بينما نطقت كاميليا بوسط الظلام و كأنها مذيعة تنشر الاخبار : تم قتل السيدة سيلينا زوجة السيد تاناكا مسمومة و تم اتهام ابن زوجها بقتلها .. لكن الاجابة هنا هل حقاً يوتا برئ ؟!
عم الصمت الغرفة حتى ظهرت عدة خطوات بينما شخص يهمس بخوف : ان لم افعل ما يقال لي سوف اموت !
أنيرت الانوار فجأة و ظهر الثلاثة بجانب بعضهما .. و تحت اندهاش و حيرة العائلة نطق كازو : تتسائلون عن ماذا نفعل صحيح؟
":_أجل .. ما الذي تفعلونه بالضبط ؟! "
أجابهم ماكوتو بغضب فنطقت كاميليا بصوت عالي متجاهلةً إياه و بنبرة امتلئت بالتهديد : نحن الثلاثة نعرف من دس السم بغرفة يوتا فأظهري نفسكي قبل ان نظهركي للعائلة .
زادت الحيرة اكثر فنطق تاناكا باستياء : ما الغرض من التفاهه التي تفعلونها ؟
ردت ميرا بإنزعاج : ليست بتفاهه يا أبي ، نحن فقط نريك الحقيقة و هي ان أخي يوتا برئ و لم يفعل شئ .
اكمل كازو بهدوء بينما يمسك بشئ ما يلمع : المشكلة التي حدثت هو ان الذي حدث هي فقط مؤامرة ليتخلص أحدهم من يوتا .. تم تسميم خالتي سيلينا و عندما انت قمت بالتشكيك بالجميع .. شعر الفاعل بالورطة فلذلك حين طلبت البحث بالغرف لم يجد الفاعل الا ان يدخل لغرفة يوتا و يضع فيها السم و قد بعثر القليل منه بالصندوق ..
صمت و نظر لتلك الخادمة التي كانت السبب بكشف السم و أردف ببرود مفكراً : فقط كيف قالت انها وجدت صندوقه السري تحت السرير و المعروف ان يوتا يضع صندوقه المفضل بخزانته مغلقاً عليها فهذا الصندوق به الكثير من صور والدته التي تحمل ذكرياته معها عندما كان عمره ثلاث سنوات !.
وجه الجميع نظراته للخادمة فارتبكت بشدة و نطقت بتلعثم و خوف : لم لم أفعل شئ .. لم أضع السم بالصندوق ..
ابتسم الثلاثة فهي وقعت بالفخ و استغرب الاخرون فنطقت كاميليا بسخرية : لكننا لم نوجه لكِ إتهاماً فلما تكلمتي من الاساس؟!
توترت أكثر و نطقت بقلق : هذا لان .. هذا لأن ..
":_هذا لانكِ من وضعتي السم في الصندوق حين رأيتي يوتا ذلك اليوم يضعه تحت السرير بإستعجال حين ناديتيه ذلك اليوم .. أتذكرين ؟ "
قاطعها كازو بحدة بينما يتذكر أنه رآها تنظر للصندوق الذي كان بيد يوتا باليوم التي ماتت فيه سيلينا مسمومة .. كان يومها يوتا جالساً بغرفته يحمل صندوقه المفضل الذي يحمل العديد من الذكريات و يبكي بصمت مشتاقاً لرؤية أمه التي ماتت منتحرة !
دخلت تلك الخادمة عليه لتناديه و حدقت بالصندوق بتوتر و لم تكن منتبهه علي كازو الذي كان عابراً بالصدفة لينظر لها بإستغراب و لكنه لم يهتم بينما يغادر لغرفته متجاهلاً احداث المنزل المتوترة لموت سيلينا .
تقدمت ميرا تجاهها و صرخت بحزن و غضب منفعلة : إعترفي بالحقيقة .. كيف يطاوعك قلبك ان تظلمي طفل لم يتعدي الثانية عشر لأجل اهدافك الانانية .. اللعنة عليكي !
احتضنتها كاميليا مخففة عنها بينما نظرت الخادمة لكل فرد بالاسرة و رغم توترها نطقت بإستسلام بينما تجلس بإنهيار : أنا أعتذر لقد دسست السم عند السيد الصغير لاني كنت اكره والدته فهي تسببت بقتل اخي قبل ان تقتل نفسها .. خالجني الحقد تجاه طفلها لأفعل ذلك و لكني لم أقتلها .. أنا أعتذر !
كان كلامها كصاعقة سقطت علي رؤوس عائلة سوزوكي و خاصةً تاناكا الذي حدق بصدمة و تحطم بها بينما كلامها يتكرر مراراً و تكراراً بعقله و صورة طفله و هو يدافع عن نفسه تكسره اكثر .. لقد شرَّد طفله بيداه .. ذلك الطفل الذي حماه من موت محتم حين كان بالثالثة ها هو ضيعه بيداه .. يا إلهي ماذا يفعل ؟! .. لقد أذنب بحق طفله كثيراً ! ليته كان مات قبل ان يفكر مجرد تفكير بظلمه !
هو نظر لها بشرر يتطاير من عيناه و كاد ينقض عليها لكن أخيه ريو و كين منعاه بينما ينطق كين بقلق : لا بأس أخي ستعاقبها الشرطة بجريمتها .
صرخ بحقد و ألم : و لكنها كانت السبب بطردي ليوتا خارج المنزل ! دعاني اقتلها !
****
_ في صباح اليوم الثاني _
في منزل عائلة ساتو كان يوتا مستلقياً علي سريره بتعب لا يعرف لما يشعر بالارهاق الشديد لكنه رغم ذلك غادر للحمام ليتجهز للذهاب للمطعم .
فرّش أسنانه بالفرشاه لكنه توقف يحدق بملامحه الشاحبة و المتعبة و أخذ يفكر .. هل سيأتي يوم و يعرف الجميع أنه برئ ؟ .. و ان حدث ذلك هل سيرضى عليه والده ؟ هل سيندم لفعلته ؟ هل سيبحث عنه ؟ هل سيحتضنه باشتياق و ندم حين يلاقيه ؟
تنهد بعمق فهذا فقط بأحلامه .. انحني يغسل فمه بالمياه بالاضافة لوجهه ثم رفع عيناه للمرآة .. أمسك بأنبوبة معجون الاسنان و ابتسم ببرود بينما يكتب علي المرآة بحقد ملئ قلبه
*"أكرهك أبي تاناكا "*.
ترك ما بيده و إلتفت ببرود ليغادر و يتجهز لذهابه للعمل .. عليه ان يلغي نفسه من حياة أسرة سوزوكي .. لم يعد له وجود بينهم .
*
*
*
يتبع...
و ........ انتهيت من كتابة الفصل 2630 كلمة ☺️
رأيكم ؟
من تأليف : asmaa487
توقعاتكم ؟
و الي اللقاء مع هديل بكتابة فصل اخر 😅
اسرعي هديل قبل ان تقتلنا ليان 😂😂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top