بارت 21


بدأت الشمس تتجه نحو الغروب معلنة عن نهاية هذا اليوم و إحتلاله الظلام بعد أن إختفي القمر تحت الغيوم السوداء ، اشتدت الرياح بقوة ، غيم الخوف و الجزع علي تلك الاسر التي إختطف ثلاث من أطفالها تحت ظروف غامضة !

كانت آكي و التي شهدت إختطاف أخيها و رفيقيها تجلس بين يدي والدتها ترتجف بخوف بدموع لم تتركها تنعم براحة ، وجع إحتل قلبها بينما تتشبث بأمها التي كانت تتماسك لأجلها رغم ما بها من ألم و خوف علي صغيرها بالاضافة ليوتا و كازو ، بينما توزع الجميع حولها يجلسون بقلق شديد دون إستطاعتهم فعل شئ .

أما تاناكا فقد آجتمع مع كلاً من شين و تاكاشي الذي ما إن علم حتي هرع هو و كارل بالاضافة لجين ، وقف معهما محقق من الشرطة ، يحاولون بقدر الامكان ايجاد الاولاد دون أن يعلم أحد بالامر أي بشكل سري خوفاً علي حيواتهم ، فللآن لا يعلمون من قد يفعل ذلك ؟ .. كما أن هيجي جاء أيضاً بعد أن علم من جين .

تقدم لحظتها ماكوتو و بجانبه هيرو الذان نظرا لبعضهما بتوتر ، قبل ساعات فعلوا شيئاً تسبب بهذه الكارثة ! ..

" أبي .. "

بتوتر نادي تاناكا فأسرع هيرو بإمساك يد ماكوتو قلقاً مما قد يحدث إن علم تاناكا أو ريو بالامر لكن الاوان قد فات و تاناكا يعطيهما إهتمامه لينظر ماكوتو لهيرو بنظرة تبث الطمأنينة داخله فحثه تاناكا علي التحدث :

" ماذا هناك ماكوتو ؟ .. لما أراك متوتراً أنت و هيرو ؟! "

جفل الشابان بقلق لكن ماكوتو أخذ نفساً عميقاً ليقول من بعده :

" أبي نحن نعلم من إختطف الاولاد ."

و إحتل الصمت المزعج حول الجميع ، تقدم تاناكا بهدوء ، كان هادئاً جداً بينما يقف أمام إبنه الذي نظر له بندم هو و هيرو ليتحدث هيرو بدلاً عن ماكوتو :

" عمي هناك ما فعلناه تسبب بكل ما يحدث الان ."

" ما هو ؟ "

كان هادئاً يبعث التوتر بقلبهما لكن لم يمنع ذلك هيرو من التكلم بعد إلقاءه نظرة سريعة علي والده :

" هذا الشئ يجب أن يسمع به الجميع .. "

و بالفعل اهتم الجميع بمعرفة الامر ليردف ماكوتو :

" أخبرني هيرو عن أمر بغاية الاهمية ، سر كشف الماضي و الذي يتسبب بكل تلك الاحداث منذ موت امي متسممة ... "

صمت قليلاً ليكمل عنه هيرو :

" بعد ما أعلمت السر لماكوتو قررنا فعلاً النبش بالماضي و للأسف هذا ما تسبب بخطف الاولاد .. هناك أدلة معنا عن كل ما يحدث الان ، لكننا تهورنا بفعل شئ لم يكن يجب فعله .. "

و صمت هو الاخر ليصرخ تاناكا بنفاذ صبر :
" أكملا ، ما الذي فعلتماه ؟ "

تراجع ماكوتو خطوه للخلف لينطق هيرو فوراً بندم :

" إنها المافيا ،لقد كنت علي معرفة بأحدهما يدعي كاي لهذا قمت بالاتصال به و أخبرته انا و ماكوتو إننا نعرف القاتل الذي يبحث عنه زعيمهم .. "

قاطعهم هيجي مستغرباً :
" قاتل ؟! .. لكن لما قد يظن زعيمهم أن أحدكم قاتل ؟ .. و أي قتل هذا الذي تتحدثان عنه ؟ "

نظر له ماكوتو ليتكلم بجدية هذه المرة :
" منذ اول مرة اختطف فيها يوتا ، وصل لأبي رسالة تطلب منه مساعدة المافيا ، تلك المساعدة هو ايجاد القاتل لكن أبي أهملها مما أدي لإيذاء يوتا و نحن فقط غافلون .. "

أنهي كلماته ينظر لتاناكا الذي تكدر وجهه ليكمل :
" توالت الاحداث بعدها ، كان زعيم المافيا يعلم كل شئ عنا ، و خاصةً يعلم بحب تاناكا الشديد ليوتا و سوزي رغم التفرقة و رغم كل ما حدث و إبعاد يوتا عن العائلة .. لكن أبي أهمل الامر تماماً ، لكن منذ ذلك الحادث الذي سار ليوتا أثناء وجوده معي كان بفعل كاي بمساعدة من هيرو الذي خدع من كاي علي أنه تأديب بسيط لأخي يوتا لكن هيرو بعدها تحدث إليه عن الامر و إكتشف أنها خدعة لقتل يوتا لكن هيرو لم يتحدث لأن كاي ذاك هدده بإلصاق التهمة به ليضطر هيرو لإلزام الصمت .."

صمت ليتكلم هيرو و هو ينظر للأرض بندم :
" كان ذلك بسبب الكره الذي حُشر داخل قلبي تجاه يوتا بسبب والدي .. "

" هيرو ! "

بحده هتف ريو مقاطعاً إياه لينظر له هيرو ببرود ثم نظر للجميع ينطق بغضب :
" أجل أنه بسببك أبي ، أولست أنت سبب كل ما يحدث الان ؟ .. أولست انت القاتل ؟! "

ارتفعت الشهقات و تحجرت العيون بصدمة علي ريو الذي توسعت عيناه أكثر و هيرو لم يتمالك نفسه بينما يخاطبه بغضب :
" لا تحاول تبرئة نفسك أبي ، فأنا علمت كل شئ عنك ، أنت من قتل تلك الاسرة ذلك اليوم و استغللت فقدان ذاكرة العم هيجي .. "

نظر الجميع لهيجي الذي ينظر بدوره لهيرو غير مستوعب الامر ، ما دخله الان بكل هذا ؟ .. و جاءته إجابة تفكيره من هيرو الذي وجه حديثه نحوه :
" أجل عمي هيجي ، ذلك اليوم كنت أنت مع أبي و أمي يوري ، لقد كان أبي من يقود و هو من تسبب بذاك الحادث الذي راح ضحيته أهل بيتك .. "

توسعت عين جين و هيجي بينما يكمل هيرو بغضب أكبر مفشياً أسرار الماضي الذي لوث حاضرهم :
" مايك و مايكل ، أليسا هذان شقيقاك ؟ .. كان لدي مايكل زوجة و جنين لم يولد .. ماتت زوجته و جنينها بذاك الحادث ، حتي مايك شقيقك الاصغر الذي كان يقود بدلاً عن مايكل المسافر توفي أيضاً ، و حين علمت أمي يومها بالامر قام أبي بتزوير موتها بعد تهديدها بإلقائي كالقمامة لأي منظمة إجرامية شرط أن لا تتحدث .. و لكنه سجنها بعدها و حرمني منها ، هو من قتل زوجة مايكل و شقيقك مايك .. هو ولا أحد غيره ! "

هيجي كان يحدق بما يحدث بعدم استيعاب ليلتفت ناحية ريو المتسمر دون النطق ، كان التوتر جلياً علي وجهه دون استطاعته تبرئة نفسه لتظهر فجأة لقطات بذاكرته فأمسك برأسه متأوهاً و تراجع خطوتين كاد فيهما أن يسقط لولا يد جين الذي هتف ب "أبي! " و هو يجلس معه علي الارض قلقاً عليه !

" هيجي ! "
همس تاناكا بقلق بينما رفع هيجي كفيه لينطق بندم و ألم شديد بعد تذكره لذاك اليوم :
" ما الذي فعلته ؟! .. لقد رأيت مايك يومها قبل فقداني لوعيي ! .. كيف لي نسيان ذلك و قتل أخواي بما فعلته ؟! "

قاطعه جين بحزن يربت علي شعره :
" هون عليك يا أبي ، لم تكن مخطئاً ."

لكنه أغمض عيناه بأسي و ندم ، يذكر ذلك اليوم الذي علم أن شقيقه الصغير مايك و أسرة شقيقه مايكل تعرضوا لحادث أودى بحياتهم جميعاً ليظهر أمام شقيقه المتبقي كل يوم بمظر البريء لكنه كان الملام أيضاً !

تقدم كارل يربت علي كتفه بينما يخاطبه :
" كنت فاقد للذاكرة عمي ، لا بأس عليك لم تكن تعلم ."

" لكن ذلك لا يمنع أني كنت أكسره كل يوم بنسياني لذاك الحادث! .. كما أني فقدت أصغر إخوتي! .. فقدت مايك الذي تركاه والداي أمانة بين يدي !."

تصنم الجميع حين ارتفعت صفعة قوية يليلها سقوط جسد هيرو علي الارض بفم نازف و صراخ ريو يعلو كالمجنون :
" هل تعي ما قلته و تسببت فيه أيها العاق ؟ "

تقدم كين بسرعة ليقف أمام هيرو الذي ساعده ماكوتو بالجلوس ليصرخ عليه :
" ريو ما الذي دهاك ؟! "

فصرخ ريو بجنون و هو يدفع بأخاه بعيداً و يخرج مسدسه محاولاً قتل ابنه :
" ابتعد عني ، سأقتله كما قتلت سيلينا و الاخرين .!"

توسعت أعين الجميع و تسمروا و صوت الرصاص يعلو بالارجاء ، ثواني من الصمت المشبع بالصدمة ليسقط جسد ريو يصرخ ممسكاً بيده التي حملت السلاح بينما إحتضن ماكوتو رأس هيرو مخفياً إياه بجسده و الفزع يرافق جسده الذي ارتعش بالفعل من هول الموقف !

بينما تقدم المحقق رالف بشرطيان أمسكا بريو الذي نظر لهيرو بغضب بعد أن ثبتت التهمة عليه مما حدث تواً ، هذا غير الحقيقة الاخري بقتله لسيلينا فقد إعترف علي نفسه بلحظة جنون و عدم إدراك !

" الان لدينا قاتل طليق ، شكراً لكما يا أولاد فقد كنا نحقق بهذا منذ فترة طويلة ، و الان وصلنا لمن قتل السيدة سوزوكي ."

قيداه و أحكموا إمساكه بينما تقدم تاناكا ناحية هيرو الذي لم يتمالك نفسه و بكي بحضن ماكوتو ، جثي بجانبه و ربت علي كتفه بابتسامة رغم ما تحمله من آسي و حزن ، فلم يكن مصدوماً ، كان يعلم مسبقاً أن أحد أهل منزله متورط بالاحداث و قد جعل المحقق رالف يحقق سراً بالامر دون أن يعرف أحد :
" لا داعي للبكاء هيرو ، ولا تدع شخصاً كوالدك أن يضعف ثقتك بنفسك .. يوري بخير صحيح ؟ .. "

أومأ كطفل صغير ليبتسم تاناكا عابثاً بشعره يردف :
" إذاً لا تقلق فوالدتك ستأتي للعيش معنا كواحدة من الاسرة و سنصنع لها إحتفالاً بمناسبة رجوعها سالمة ."

نظر له الفتي ممتناً لما قاله بينما ابتسم ماكوتو بخفة ليقاطعهم تاكاشي بعدم فهم :
" لكن لحظة .. ما دخل ذاك الحادث بأمر اختطاف ابني و رفيقيه ؟! "

فنطق ماكوتو بجدية :
" ألم تعلموا بعد ؟! .. مايكل هو زعيم المافيا ، استطعنا معرفة ذلك فقد تغلغلنا أمس بتلك المنظمة كأحد أفرادها و بطريقةً ما خرجنا سالمين بفضل ذاك الذي يسمي ريكي و لذلك مايكل ذاك يريد معرفة قاتل زوجته و أخيه لهذا فعل كل ذلك لتساعده يا أبي ."

" و ما دخل ريكي ؟! "

نبست أكيكو بصدمة لتتبادل النظرات لشين الذي بادلها ينطق بدهشة :
" ألم يكن نائماً بالمنزل يوم أمس ؟! "

فأجابته أكيكو برأس يكاد يجن :
" لا أعلم فلا أحد يعلم خطوات ريكي و لا تحركاته ."

" أ ريكي ذاك هو نفس الشخص الذي أنفذ يوتا ذلك اليوم بالمتجر التجاري ؟! "

قاطعهما تاناكا الذي تذكر ذلك اليوم لتنظر له أكيكو بتوتر :
" أجل .. بصراحة هو أخي الاكبر و هو أحد أعضاء المنظمة البارعين و اليد اليمني للزعيم بالمافيا و هو الذي كان يعذب يوتا لكن .. "

نظرت بجدية تردف تحت دهشة الجميع بالامر :
" لكن أقسم لكم أنه ترك المنظمة و قد تغير كلياً لأجل يوتا و هو من كان يحمي يوتا أثناء وجوده بالمنظمة و لكن ذلك تسبب بسجنه هناك و تعذيبه أيضاً لكنه هرب و جاء إلي منزلنا منذ أيام .. اي أنه الان شخص صالح ."

" لا تقلقي سيدة ساتو علي شقيقك فهو الان معنا و يساعدنا ."

تكلم رالف بابتسامة فدهش الجميع و حتي أكيكو التي نظرت للمحقق بدهشة ليكمل :
" كنا قد أدخلنا جاسوس لنا بتلك المنظمة يدعي ساتو و حين تم كشفه كان قد أنقذه ريكي من الموت و هرَّبُه أيضاً و طلب منه أن يقدم لنا المساعدة بعد أن تمرد علي المنظمة بشرط ألا يسجن أو يعتبر من المساجين حتي و نحن وافقنا ، و ها هو يقدم لنا المساعدة .. هو رجل نشيط صعب التعرف علي ما يفكر فيه ! "

ابتسمت أكيكو ليصدع صوت أحدهم بشكل بارد :
" أجاء أحدهم بسيرتي ؟! "

نظروا بسرعة كان ريكي الذي تقدم من أكيكو حتي توقف أمامها ، ثم نزل علي احدي ركبتيه يمسك بكتف آكي الباكية يبعدها عن أمها ليقول بابتسامة هادئة و هو يمسح دموعها :
" لا تقلقي آكي ، فلن يمس شقيقك و صديقيكِ أي سوء طالما أنا موجود ."

فنظرت له بألم تسأله :
" لكن خالي .. قد يتأذيان الان و أنت أيضاً قد يصيبك أذي ! "

أمال رأسه بابتسامته تلك بينما يجيبها :
" لا تقلقي ، لن يحدث فالان جينرا من يمسك بزمام الامور و أنا علي معرفة بدماغه كيف يعمل ."

ابتسمت بثقة لخالها لتنطق :
" أنا أثق بك خالي ريكي ."

نهض بعد كلمتها تلك ، الان يمكنه الخوض بهذه المشكلة بدون قلق ، نظر لرالف ينطق بجدية و قد اختفت ابتسامته :

" سيد رالف ، أنا سأذهب فهناك ثأر بيني و بين جينرا لكني بذلك سأترك لكما فرصة لتنقذا الاولاد قبل أن يمسهما سوء ، لكن لتحذر من كاي فهو خبيث ."

كاد يذهب ليوقفه تاناكا :
" انتظر .. "

التفت نحوه ليردف المعني بجدية :
" سأذهب معك ، لن أدع طفلي يتأذي ."

طالعه بهدوء للحظات ليجيبه :
" لا .. كن مع السيد رالف ، سأسمح لكم بالعبور ، لكن اثبت ضمن الخطة كي ينجو الاولاد أولاً ثم افعلوا ما شئتم ."

و التفت يخرج من القصر تحت نظراتهم جميعاً لينطق رالف :
" سيأتي فقط السيد تاناكا معنا .. !"

" لن أسمح ببقائي هنا و إبني بخطر ."

تكلم تاكاشي متدخلاً بجدية لينطق شين أيضاً :
" و أنا كذلك ."

*****

بمكان أشبه بمنطقة نائية محظورة الدخول إليها .. الشمس قد غابت فيها بالفعل و حل الليل ليسمع أصوات الحشرات الليلية ، كانت مبانيها شبه مهدمة و تكاد تسقط بأي وقت لذا هجرها أهلها فهي تقع بجانب المحيط الذي يبعد عنها بمسافة .

بأحد غرف ذلك المبني الاشد قوة من المباني الاخري بعد أن شيدته المنظمة ليكون مقر أخر لها بعيداً عن الاعين و الشرطة.. كان يجلس كازو بقرب يوكي الذي يُجلس يوتا بينهما يحاولان إيقاظه لكنه لم يستيقظ بعد فقد كانت محاولاته للتحرر من بين أيديهما شديدة لذلك يبدو أنهم أعطوه مخدراً قوي جعله ينام كل هذا الوقت عكسهما !

" يوتا ، يا أحمق إستيقظ ! "

و أخيراً رمشت عيناه و هو يعود لوعيه ليجد وجهيّ رفيقيه فوقه ، فرمش بقوة يحاول إستيعاب أين هم ؟

جدران مهترئة متصدعة ، غرفة ضيقة ، و ...

شهق بقوة و هو يجلس برعب لينظر لرفيقيه يهتف بصدمة :
" اختطفونا مجدداً ؟! "

عقدا جبينهما فهما يظنان أنه مجرد خطف لكسب المال لينطق يوكي بحيرة :
" مجدداً ؟! .. أليس ذلك بسبب طلب فيدية أو ما شابه ؟! "

فأطرق يوتا وجهه بالارض و تقلصت ملامحه بألم و خوف بينما يهتف برعب :
" لا لا .. ليس كذلك .. لكنهم عادوا ، سيقتلونا هذه المرة ! "

أمسكه كازو من كتفيه يهدئه و قد فهما ما يود إيصاله لهما ليفاجئا به يُسحب من بينهما ويرتفع جسده بعد أن جذبه كاي من ياقته الخلفية ليمسك بوجهه يبتسم باستمتاع و هو يري الذعر مرتسماً علي تقاسيم وجه يوتا :
" اشتقت لك يوتا ، ألم تشتاق لي مثلما أفعل ؟! "

لم يستطع النطق بسبب الخوف و إمساك كاي له من ذقنه مطبقاً أصابعه عليه ليقهقه كاي فجأة تحت نظراتهم المرتعبة بينما أغمض يوتا عيناه خوفاً مما قد يحدث لينطق كاي بينما يلقيه أرضاً :
" مازلت جباناً أيها الطفل ، لم تتغير ! .."

تألم يوتا و هو يسحب جسده بعيداً عن كاي الذي أردف ساخراً :
" أذكر حين كان ريكي طفلاً فبعد دخوله لتلك الغرفة تغير كلياً و أصبح لا يخاف لهذا أعجب به الزعيم السابق و هذا الزعيم الحالي أيضاً الذي قتل الزعيم السابق ليأخذ مكانه ."

" لكني .. لست مثل ريكي "

همس فتبسم كاي مدعياً الدهشة :
" أوه ، تبدو علي معرفة بريكي أيها الصغير لكن كيف لطفل مثلك أن يروض أسداً جامحاً؟! "

جلس بعيداً عنه ليجيبه بهدوء دون النظر لوجهه :
" لقد كان شخصاً جيداً ، مازال قلبه يحمل طيبة و بياضاً لذلك استطاع معرفة خطئه و عدوله عن الطريق السئ ."

لمس باصبعه الوسطي خده مهمهماً بتفكير بكلام الفتي أمامه ، ثم ابتسم بخبث يوجه إليه نظراته للحظات قبل أن يرتفع صوت طلق ناري يليه صراخ يوتا و هو يسقط أرضاً يمسك بذراعه الذي تدفقت منها دماءه! و انتشر بها ألم رهيب يفتك به !

انتفض كازو بغضب ليقوم بركل كاي بقوة بينما يصرخ به :
" كيف تؤذيه أيها الوغـ.. آه.."

و بالكاد أذاه حتي التفت إليه كاي يطبق علي عنقه و يرفع بجسده للأعلي بينما يبتسم بخبث و سخرية و هو يحدق بعينا كازو التي إحداهما إنغلقت بألم مختنق و يداه قبضت علي معصم كاي محاولاً الافلات !

" دعه يا هذا ! "

تدخل يوكي يحاول مساعدة كازو لكنه تلقى ركلة من كاي أسقطته أرضاً و هو يمسك بمعدته بألم شديد ، فيرتفع صوت إطلاق النار مجدداً و سقوط كازو أرضاً يسعل باختناق وهو يدلك رقبته !

أمسك بخاصرته التي تدفقت منها دماءه بصدمة لم تقل صدمة عن الثلاثة !

نظر يوتا ليداه التي حملت مسدس كاي بغير تصديق لفعلته تواً ليرميه و يتراجع بخطوات متعثرة حتي سقط مستنداً علي الحائط ليهمس نافياً بذعر :
" لم أكن ..أقصد .. حاولت حماية .. رفاقي فقط ! .. "

و ارتفعت شهقاته و هو يحاول التنفس بطبيعية ليعانق قدميه و يدفن رأسه فيهما بجسد يرتجف و ذراع ينزف ، غير متقبل لحقيقة أنه قتل كاي تواً بعد أن سرق مسدسه بطريقة غير واعية !

امتلئت الغرفة بدماء كاي بعد أن سقط أرضاً و أخر نظراته الغاضبة وجهها ليوتا قبل أن تنغلق عيناه !

" يوتا ! "

تقدم نحوه كلاً من كازو و يوكي ، حاوطاه بذعر مما حدث لكن ذلك لم يخفي عليهما ما يحدث لصديقهما الان من ألم روحي و خوف شديد !

تقدم كازو يضمه هامساً :
" لا بأس .. لا بأس لم تفعل شيئاً خاطئاً .."

" لكني قتلته !! أصبحتُ مجرماً مثله !! "

فتدخل يوكي يبعثر شعره و ينطق بخفة :
" لم تفعل ، لم تصبح مجرماً ، لقد كان دفاعاً عن النفس كما أنه يستحق ! "

" أجل ، كاي كان يستحق الموت بالفعل يوتا ."

توسعت أعين الثلاثة و التفت كازو و يوكي ناحية من دخل ! .. كان جينرا الذي تكلم !!!

نظراته الباردة أوحت لهم مدي خبثه و شرِّه ! لكنهم لاذوا بالصمت !

تطلع جينرا ببرود شديد لجسد كاي التي غادزته الحياة ، لينطق بصوت هادئ بث القشعريرة بجسد المتواجدين :
" تعاليا لإلقاء جسد كاي من هنا ."

و لم يلبث لحظات حتي اختفى جسد كاي من أمامهم و لم يتبقى غير دماءه التي تبقت من أثره ، تقدم جينرا ناحية الثلاثة و هبط أمامهم مبتسماً ابتسامته بتكلف و مد يده بهدوه بنظرة لم تتزحزح عن وجه الفتي الذي أغمض عيناه بخوف لكن ..

للحظات عقله استرجع كل دقيقة خوف و رعب مر بها ليهدأ جسده عن الرجفان و فتح عيناه التي إستحلها البرود ، و بدون وعي دفع بيد جينرا بعيداً و هو ينطق بخفوت :

" إسمع .. "

لم تختفي ابتسامة جينرا و هو يهمهم محثاً إياه علي الإكمال أمام يوكي و كازو المتوتران مما يحدث ليكمل يوتا ببرود :
" أنتم لا تريدون غيري لذا .. دع رفيقاي يذهبان .. "

زادت ابتسامة جينرا المعجبة بتغير الفتي فهمس كازو مقاطعاً بتوتر و هو يغلق فم يوتا عن الاكمال :
" لا تشغل بالك سي... "

لترتفع صفعة قوية رمته أرضاً تحت دهشة الولدان لينهض جينرا لحظتها مبدلاً إبتسامته بتكدر وجه و هو يقترب من كازو الذي كان يمسك بخده بألم شديد يسمع صفير حاد بأذنه من قوة الصفعة التي أدمت شفته .. كانت يده قوية لدرجة لم يستطع كازو النهوض مرة أخرى حتي عندما رآه يقترب منه بخطوات ثقيلة ..

شهقة تحولت لصرخة ألم حين وجه جينرا نحوه ركلة من حذائه الاسود الضخم ليبصق كازو دماءاً من فمه و هو يتلوي أرضاً ، فيصدع صوته حاداً :
" هذا كي تتعلم أن لا توجه لي كلاماً دون الاستئذان مني لقوله ."

أغمض كازو عيناه بألم و إرهاق دون استطاعته الرد ، عجباً صفعة و ركله منه فعلت به كل ذلك فماذا إن أكمل ؟! ..

" و أنت .. "

بلهجة حادة قوية 'أفذعتهم' وجهها بنظراته نحو يوكي الذي إرتجف جسده تلقائياً و لا إرادياً إنكمش بيوتا الذي أنزل نظراته بقلق شديد نحو كازو ليكمل جينرا بصوت عالٍ :
" أنظر لي حين أحدثك ! "

شهق الثلاثة و شعروا بقشعريرة خوف تنتجها أجسادهم ، هذا الرجل ليس هيناً ، هذا ما أيقنوه ! ... رغم رجفته و خوفه و لأنه أول مرة يحدث له ذلك ، رفع نظراته المرتجفة ناحية جينرا الذي أكمل حين رأي خوفهم :
" إنهض و تعال .. "

لم يناقش يوكي بل حاول قمع خوفه و هو يتحرك ناحيته ، فتبسم جينرا ابتسامة ليست بمحلها ، و فجأة .. إرتفعت صوت شهقة ألم نتجت عنه و هو يتطلع علي عين جينرا المنحني نحوه بخبث ، ثم فجأة أنزل عيناه بعدم إستيعاب للألم الذي انتشر فجأة بجانبه الايسر ليجده خنجر مذهب محشوراً بخاصرته !

زادت ابتسامة جينرا وسعاً و هو يجذب الخنجر بقوة بلمح البصر ليرشق أخر تحت توسع أعينهم بصدمة صارخين بإسمه :
" يوكـــي! "

فتح عيناه التي ترقرقت بها دموعه ليجد نفسه قد سقط بجسده حامياً يوكي الذي كان يحدق به بعدم وعي ليشهق باكياً و هو يصرخ ، غير مبالياً أن الطعنة الثانية كادت تغرز داخله أو كتفه الذي مازال ينزف :
" يوكي لا تمت أرجوك ! لا تمت! لا تمت !.. "

ضحكات جينرا ارتفعت و هو يراهم هكذا ، كان شيئاً ممتعاً ، ثلاثة أطفال
وقعوا بوكره ، و ماذا يفعل أسداً بثلاث غزلان غير أكلهم ؟!

" هذا هدية مني لأجل شجاعتك قبل لحظات ، يوتا ."

تسمر يوتا و دموعه تزداد غزارة ، لقد كان يحاول مساعدة رفاقه فقط ! لما حال بهم الامر متأذيين هكذا بسببه ؟!!

" أرجوك .. "

همس برجاء و هو ينخفض ليحتضن يوكي بين يديه ، دموعه تكاثرت ألماً و خوفاً مما سيحدث بأي لحظة .. كان خوفه الوحيد هو فقدان أصدقائه !

بلع ريقه ليكمل برجاء أكثر و قد هتف منفعلاً :
" أرجوك ، أرجوك سأحتمل أي عقوبة لكن لا تؤذيهم ، لا .. لا تؤذيهم ، سيدي.. "

صمت ينتظر الاجابة بينما يفكر الاخر خلفه ليبتسم بخبث :
" تعني أي شئ ؟ "

فأومأ يوتا مؤكداً :
" أجل ، أي شئ بشرط تركهم دون لمسهم ."

" لكنك ستتعذب ببشاعة ."

هدده بخبث فهز رأسه نافياً و هو يؤكد بخوف داخلي :
" أنا جاد بالامر سيدي .. سأحتمل كل شئ .. "

" أجُننت يوتا ؟! سوف يقتلك ! "
قاطع الحوار كازو و هو يصرخ بيوتا لكن الاخير نظر له ليصرخ عليه :
" لتخرس أنت ! أنت لا تعلم أي شئ ، لا تعلم ما ستشعر به و لن أجعلك تعلم هذا الالم أبداً كازو .. لا أنت و لا يوكي ! "

دمعت عين كازو بتلقائية ، لا يعلم الان ماذا يفعل لينهي هذه المهزلة ! .. قاطع ذلك رجلين رفعاه من ذراعه ليقيداه عن الحركة فحاول المقاومة و هو ينظر ليوكي الذي سحبوه بعيداً ليتبقي يوتا بمفرده و خلفه جينرا !

تنهد جينرا بملل بينما يلتف حول يوتا ، و هو يعبث بشعره ، همهم بتفكير و هو يقول ما يجول بخاطره :
" أنت المفضل عند ريكي صحيح ؟ .. مم ؟ .. حسناً ليست فكرة سيئة في إيلامك قليلاً حتي يصل ."

لم ينبث ببنت شفة و هو يسمتع إلي جينرا بجسد يرتجف من الخوف مما سيفعله به ! .. مازال يشعر بألم كتفه الذي ينزف !

توقفت خطوات جينرا و هو ينظر لرجاله قائلاً :
" أخرسوهما .. "

ففعلا مغطيين فم الولدين باللاصق بينما ابتسم جينرا بمكر يكمل و هو يوجه عيناه للفتي :
" فلا أحتاج أن أسمع سوى صرخاته ."

اقشعر جسد يوتا تلقائياً و دمعت عيناه بخوف قبل أن يتفاجأ بنفسه يركل بمعدته ، ليرتمي أرضاً بعنف ، فأطبق جفناه بألم بسبب كتفه المصاب لكن جينرا لم يهمله لحظات ليهدأ ألمه ولو قليلاً حتي إعتلاه ضارباً رأسه بالارض الصلبة جعلته يطلق صرخة ألم عالية تحت توسع عينا رفيقيه العاجزان و قهقهات جينرا المجنونة و هو يصرخ باستمتاع :
" أسمعني ، أسمعني المزيد ! .. أريد المزيد ! .. أسمعني صراخك أسمعني أكثر .! "

كان يصرخ و هو يضرب رأس الفتي بالارض ثم يعيدها للأعلي ليعيد الكرّة مجدداً غير تارك فرصة واحدة للفتي لإستيعاب ألمه و أخذ نفساً واحداً !

زاغت عيناه أكثر بعد أن غرق وجهه بالدماء لكنه مازال واعياً ، عليه أن يحتمل لأجل كازو و يوكي !

ابتسم جينرا لقوة تحمله ليخرج خنجره و يجعل الفتي متسطحاً علي ظهره ، نظر لجرح الرصاصة و قرب منها نصل الخنجر و ابتسم مستمتعاً و هو يحركها بكتف يوتا موسعاً مكان الاصابة لترتفع تأوهات يوتا التي تحولت لصرخات عالية و هو يحاول المراوغة و تحريك يديه دون جدوي :
" لا ! توقف ! توقف ! دعني ! .. "

نزلت دموع عيناه التي فتحها بضعف و ألم يطالع بها كازو الذي كان متجمداً بعين متوسعة دامعة محاولاً تحرير يداه من أيدي الرجلين ، حتي الصراخ منعوه من فعله !

" و ها قد خرجت !! "
صرخ بها جينرا بعد أن دفع بإصبعين داخل جرح كتف يوتا ليخرج الرصاصة المحشورة بنفسه مما جعل صراخ يوتا يزداد حتي بح صوته ليتبقي تأوهاته التي لا جدوي منها و دموعه التي اختلطت بدمائه !

بيدين ملطختان بدماءه ، قام بمسح وجهه برفق و هو ينطق بابتسامة مجنونة :
" صغيري ، لا تنام ، ما زال هناك المزيد لنستمتع سوياً .. "

لكن يوتا لم يحتمل الالم و منظر دماءه التي تزيد من رهبته ليغادره وعيه تماماً مما جعل جينرا يجن جنونة ليخرج خنجره و يرفعه و هو ينطق بغضب :
" قلت أنك ستحتمل ! لتنهض ! "

و غرز الخنجر بذراعه لكنه لم يندفع للداخل أكثر حين صدع صوت بارد بالغرفة يستنكر فعلته :
" أمرتك أن تفعل ذلك جينرا ؟! "

توسعت عين جينرا ليعود لوعيه سريعاً و هو يترك الفتي ملقيً أرضاً لينحني للزعيم قائلاً :
" إعذرني سيد مايكل .. لقد خرجت عن شعوري ."

لم يهتم مايكل بما قاله بل أخذ يتطلع بالفتي ببرود ثم نطق :
" عالجه ."

و غادر علي الفور من مكانه دون كلمة أخرى .

تنهد جينرا و باشر بالعمل لكن أحقاً عالجوهم جيداً ؟! .. بعد ساعة ، هاهم الثلاثة يجلسون بجانب بعضهم البعض ، كازو ربما كان سليماً جسدياً عكس يوكي الذي يمسك خاصرته المضمدة ، و يوتا الذي كان حالته مزرية ! فقد كانت الدماء تملئه !

فتح الباب فجأة فاحتضن الثلاثة بعضهما .. كان ثلاث رجال يغطون نصف وجوههم و يرتدون الاسود .. اقترب أحدهم بعيون حاده ناحية الاولاد الذين ارتجفوا لمجرد إدراكهم للعذاب الذي سيلحق بهم ! فقد كان يوتا محقاً ! كان محقاً بالفعل بخوفه منهم ، فوحده هو من شعر بتلك الالام علي أيدي هؤلاء المجرمين دون رحمة أو شفقة !

انحني ذو الاعين الحادة و جثىَ أمام يوتا الذي كان بعالم أخر تماماً ، مد يده يمسح تلك الدماء التي تتجمع علي وجهه لتحتد عيناه أكثر و يرتفع صوته الحاد :
" لنذهب بسرعة .. "

" حاضر ."

حينها فتح يوتا عيناه يسمتع لتلك الاصوات لتلتقي بعين من أمامه و رغم حدتها همس بوهن :
" ريـ ـكي.. !"

نظر يوكي و كازو له فوراً بدهشة غير متوقعين وجود ريكي هنا ، ليؤكد ذلك لهم بنزعه لما يغطي به وجهه ، فيظهر وجهه ثم أعادها ينطق : لا تقلقوا ، سنخرجكم من هنا ."

" خالي ! "
همس يوكي بسعادة ، فنظر له ريكي ليجد عيناه تدمع قبل أن يفاجأ به يعانقه بخوف ، فبادله ريكي مبتسماً و هو ينطق بحنان :
" لا تقلق صغيري ، سوف نغادر من هنا ."

أومأ يوكي و ابتعد عنه فنظر ريكي له قليلاً ثم نطق :
" ساتو ، تولي أمر ابن أختي لأنه مصاب أيضاً .. "

فأجابه ساتو بجدية و هو يقترب من يوكي :
" حسناً ريكي .. "

أردف ريكي مجدداً للأخر الذي كان يتطلع علي يوتا بقلق دون الاقتراب :
" و أنت يا ماكوتو ساعد كازو بينما أنا سأخذ يوتا لأنه مصاب بشدة ."

" ح حاضر لكن .. "

همهم ريكي ليكمل ماكوتو بقلق و هو يحدق بيوتا بألم بينما الاخر يبادله التحديق بوهن :
" هذه المرة سأثق بك لتحمي شقيقي سيد ريكي ، فلا تخذلني ."

ابتسم ريكي ثم هم بحمل يوتا الذي همس بضعف و أنامله تمتد نحو أخيه :
" أ .. أخي؟ .. "

لم يحتمل ماكوتو عدم الاقتراب منه فسارع بإمساك يده بين كفيه يقربهم من قلبه و هو يباشر النظر لعيناه بقلق و حنان ليقول مطمئناً إياه :
" لا تقلق ستكون بخير يو ، هذا وعد من أخيك ."

ابتسامة واهنة للحظات ظهرت حين إستشعر حب أخاه له ليرتخي جسده فجأة فانتفض ماكوتو بقلق و هو يناديه :
" يوتا ! "

فقاطعه ريكي بجمود و هو يسير للخارج :
" لا وقت لذلك ، علينا الخروج قبل أن يكتشفوا أمرنا ."

*****

بالطرف الاخر و قبل المبني بمسافة قليلة انتشرت سيارات الشرطة بسرية تامة يحاوطون المكان كله .. تاناكا كان يراقب بجانب المحقق رالف و قلبه ينبض بعنف قلقاً عليهم ليقاطع مراقبتهم صوت شين يتحدث بنفاذ صبر و عصبية :
" سيد رالف ألن ننتهي ؟ .. أولادنا بالداخل ولا نعلم ما حل بهم و نحن هنا ولم نتحرك ؟! "

ينظر رالف لساعته بجمود بينما يرد عليه :
"تمهل قليلاً سيد ساتو شين .. نحن نسير ضمن الخطة ."

" سيدي سيدي.. !!"

هرول ضابطاً نحوهم يهتف بجزع فنظروا إليه جميعاً باللحظة التي أكمل فيها حديثه و رالف يسمعه بصدمة :
" لقد تم الامساك بهم سيدي ! كما ما عرفته أن الاولاد مصابين بشدة ."

توسعت أعينهم بصدمة و قلق بينما احتدت عين رالف فخطته فشلت فهتف مزمجراً قبل أن يتدخل أحد الاباء :
" جهزوا القوات سوف نقتحم المكان ."

" حاضر سيدي."

***

فتح عيناه بوهن حين أحس من حوله ببعض الضوضاء فتلاقت عيناه بشجار بين شخصان لا يراهما بوضوع بسبب الغمامة الضبابية علي عيناه ، فرمش بخفة حتي إعتاد علي الرؤية فتوسعت عيناه بشكل لا إرادي حين سقط ريكي فجأة بجرح غائر بخاصرته لتتعالي قهقهات جينرا و هو يطالعه بإحتقار، فرفع ريكي عيناه نحوه بحقد ينطق بآستهزاء :
" هه! غدرت بي بالقتال و سعيداً أنت بذلك جينرا ؟ .. يالك من أبله ."

اختفت ابتسامة جينرا و أحس بالاهانة ليفاجئه بركلة قوية علي معدته أطاحت بريكي ، فصرخ يوتا بذعر :
" ريكـ..."

لكنه بتر صراخه حين أحس بألم شديد بكتفه و قد بدأت رؤياه يغشاها الضباب ليسقط علي جانبه يتنفس بوهن و هو يرى ريكي قد عاد للقتال ليغمض عيناه بعدها غير مدرك لما يدور من حوله !

رغم الألم الا أنه لم يتهاون لحظة حين سقط يوتا غائباً عن الوعي مجدداً و كتفه ينزف أكثر ، و بطريقة غير متوقعة وجه ركلة قوية لجينرا بين ساقيه فجعله يسقط لا إرادياً ليبتسم ريكي و هو يوجه له ركلة علي وجهه بقوة فسقط جينرا أرضاً ، فتحرك المعني بتعب ليلتقط المسدس عن الارض و إلتفت بحدة مطلقاً بين عين جينرا دون تردد ليسقط جينرا صريعاً !

تنفس بعمق يحاول إبعاد تعبه لينظر لجرحه بانزعاج لكنه قام بربطه ليمنع النزيف لتلتقي عيناه بيوتا المقيد علي الارض فتذكر أنه لم يستطع اللحاق بماكوتو و ساتو فقد أوقعه جينرا بالمخ الذي نصبه إليه ، لكن هل الاخرين بآمان ؟

""هذه المرة سأثق بك لتحمي شقيقي سيد ريكي ، فلا تخذلني .""

ترددت تلك الجملة بعقله ليبتسم بخفة و هو يتقدم ناحية يوتا ، الان و الأهم أن يخرج يوتا من هنا قبل أن تسوء حالته و يحدث شيئاً سيئاً له .

رفع جذعه ثم وضع يده الاخرى تحت ركبتيه رغم ألمه و قام بحمله و خرج من المكان الذي فيه ، من الجيد أن جينرا أبعد الحراس عنه .

**

أطلق طلقة من المسدس الذي بيده بغضب لتنغرز بقلب الذي كاد يقتل كازو قبل لحظات ! فسقط جثة بجانب كازو الذي أغمض عيناه بخوف ليشعر بيدي ماكوتو تعانقه بكلمات مهدئة :
" إهدأ كازو ، لا أحد سيلمسك و أنا بجانبك ."

ضاقت عيناه و هو يبعدها عن منظر الدماء ليدفن وجهه بصدر ماكوتو و هو يرتجف و يقول بحزن :
" أخرجني من هنا أخي ، أنا خائف ! "

تنهد ماكوتو بحزن لينهض و يأخذه معه يتسللون للخارج :
" لا تقلق إهدأ فقط و سنخرج من هنا ، تبقي القليل ."

توسعت أعينهم حين ارتفعت طلقات نارية أفزعت كازو الذي تمسك بيد ماكوتو الذي أمسك بمسدسه توقعاً لأي شئ يحدث بينما يغادران المبنى الذي إختفي حراسه فجأة !

" ماكوتو! كازو ! "

توسعت أعينهم حين نده عليهم رالف الذي قابلهم ، فتنهد بإرتياح لكنه جفل حين صرخ به رالف :
" انخفضا .."

حينها انخفض تلقائياً و هو يحمي كازو بجسده فترتفع صوت رصاصة من فوقهما أطاحت بالذي كاد يقتلهما فتنهدا بإرتياح لينطق رالف بجدية :
" أخرجا ، رجالي سيؤمنون المكان لكما ، ينتظركما بالخارج والديكما ."

أومأ ماكوتو ليخرج ممسكاً بكازو الذي نظر لرالف بعد أن توقف :
" سيدي ، لقد إفترقنا عن يوتا و يوكي ولا نعلم ما حدث معهما."

فأجابه رالف بابتسامة :
" لا تقلق ، يوكي الان يعانق والده أما يوتا فسأبحث عنه قبل أن يتأذي ."

ثم صرخ بقواته :
" احتلال يا رجال ."

ارتفع صراخهم و هم ينتشرون بالمكان كالنمل و انتشرت الفوضي و القتل بين الطرفين كبداية لمعركة عنيفة بين المافيا و الشرطة بالاضافة لقوات الfbi !

***

_بعد أسبوع من ذلك اليوم _

عاد كل شئ للهدوء نسبياً بعد تلك الحادثة ، لكن الاولاد إحتجزتهم المشفي لحالتهم السيئة لكن ها هما كلاً من كازو و يوكي يجتمعا مع الجميع بغرفة يوتا بعد أن خرج من العناية المركزة لغرفة عادية فقد كان أكثر من تعذب .. رأسه ضمدت بشاش ملفوف حول رأسه و جزء كبير من جسده العاري ملفوف وصولاً بكتفه بضمادات كما أن هناك كدمات متفرقة علي جسده.

" يوتا إستيقظ هيا .. لما تنام كل ذلك الوقت ؟! استيقظ.. ."

أمسك يوكي بيده و خاطبه بأمل أن يستيقظ ليكمل عنه كازو :
" افتح عيناك و انظر حولك ، الجميع هنا لأجلك ، انا و ميرا و ماكوتو و الجميع حتي عائلة العم شين موجودة .. لذا استيقظ يوتا أرجوك فقد إشتقنا لك ."

احتدت عيناه بالدموع لكنه ابتسم حين تقدم تاناكا من يوتا يجلس إلي جانبه بحزن علي حاله :
" دعاه يأخذ وقته من الراحة يا أولاد ."

لكن الجميع تجاهل كلامه و هتفوا جميعاً :
" يوتا !! "

فتوسعت عيناه حين همس المعني بوهن :
" أ .. أبي .. "

سرعان ما دق قلبه ألماً و شوقاً إليه لينظر إليه بعيناه التي برقت بحب و يده تمتد ليداعب بها فرو صغيره و هو يقول بحنان ربما لم يظهره من قبل لكنه الان وعد أشينا أن يكون انساناً جديداً :
" سعيد أنك إستيقظت صغيري ، كم أنا ممتن أنك هنا بجانبي .. "

و انخفض نحوه ليطبع قبلة بين عينيه جعلت من أشينا التي تجلس بالخلف تبتسم ، فقبل أن يأتوا لرؤيته تحدث إلي تاناكا الذي فهمها ووعدها بأنه من اللحظة هذه سيكون انساناً أخر و سيراعي إبنه و يعطيه كل الحنان و الامان الذي فقده .

أما يوتا فقد بقى يتطلع بوجه والده بغير إستيعاب لما حدث للتو ليهمس بحيرة :
" أبي أنت .. أبي!!!! "

شهق أغلب الموجودين حين تساقطت دموع تاناكا بندم شديد علي وجه يوتا الذي وجد نفسه يجذب بدلته بيديه ليعانق والده و هو ينطق بنبرة أوشكت علي البكاء :
" أرجوك لا تبكي ، لا تبكي يا أبي .. "

" أنا اعتذر بني ، سامحني لكل ما فعلته لك ، أعرف أني سبب كل شئ ."

" أسامحك ."

بعد ذلك عاد يوتا لمنزله بوسط عائلته ، لكن لفت نظره لشئ غريب ، ماكوتو أين هو ؟!

" أنه بغرفته ."

جفل يوتا فهو لم يسأل والده ، هو فقط نظر حوله بحيرة لكن والده علم ما يدور بعقله ليهمس و هو يتذكر ما حدث هناك :
" أهو بخير ."

تنهيدة عميقة أخرجها تاناكا و هو يجيب إبنه :
" أنه بغرفته ، لقد أخبرتنا أشينا بكل شئ كان يحدث لوالدتك سوزي .. "

توسعت عين يوتا بذهول و تاناكا يكمل :
" هو فقط ذهب إليك لكنه يعود للبكاء مجدداً بغرفته غير مستوعب ما إقترفته أمه بيدها لأجل الحقد ، حتي هيرو لم يدعه يدخل لغرفته ."

" إذاً سأدخل ."

تفاجأ تاناكا من قراره لكن يوتا أكمل أسئلته :
" لكن أخبرني أولاً كيف حال ريكي ؟ "

أمال تاناكا رأسه ينظر لإبنه الذي تحاشي نظراته ليجيبه بهدوء :
" كان مصاباً لكنه إستطاع إبعادك عن الاذي و لذلك ساعدته قليلاً أنا و رالف فلم يتم معاقبته و لقد إنضم للشرطة ."

دهش يوتا لكنه ابتسم سعيداً بالامر ليحل عليهما الصمت فلا أحد بالمنزل غيرهما غير ماكوتو الذي يحبس نفسه بغرفته حزيناً ، و هيرو مع والدته يوري يجهز حقائبها ليعيدها لهذا المنزل .

" أبي .. "

" نعم ؟ ."

" لي طلب ."

" تفضل"

ابتسم اكثر و الفتي يزداد إحراجاً و قد شعر أن والده يعلم ما يود قوله ليردف باحراج :
" تزوج خالتي أشينا ."

حل بعد ذلك الصمت مطبقاً علي المكان و يوتا يزداد احراجاً ليسمع تنهيدة والده و هو ينطق بهدوء :
" كنت أعلم أنك ستطلب هذا الطلب لشبه أشينا الكبير بأختها سوزي ، لا أعلم كيف يمكنني التزوج مجدداً و لم أفكر بهذا الامر من بعد سوزي و سيلينا لكن لقد فكرت قبل أيام بالامر نظراً لك، فأنت لم تتمتع بحنان أمٍ أو أب ، و كانت أشينا الوحيدة من خطرت ببالي .. فهي تحبك و ستعاملك مثل سوزي ."

" إذاً ، أخبرها بذلك ، أخبرها يا أبي ! "
هتف ببهجة و هو ينهض مسرعاً ليخاطبه بحيرة و ابتسامة :
" الي أين ؟ "

" لأخي ماكوتو ."

و حينها توقف أمام باب غرفته ليدق عليه بشغب و هو يصرخ :
" أخي أخي ؟ أخي افتح يا ماكوتو .."

لم يجد رداً فخفف من صوته بينما يدعي الالم :
" آه ماموتو إفتح .. لا احد هنا لذا إفتح لي فأنا أتألم ."

لم يكمل حتي وحد الباب يفتح فسارع بعناق أخيه الذي تبسم و هو يبادله بحنان و ندم .

جلسا سوياً ، ماكوتو يجلس وسط سريره بصمت و حزن محتضناً وسادته ، و يوتا يجلس أمامه بملامح عابسة لم يلبس ثوانٍ حتي نهض بسرعة ليقفز عليه مما جعله يتألم و كاد يسقط لولا إمساك ماكوتو له و هو يعانقه من ظهره فهمس :
" أخي أنت بخير ؟ "

حرك المعني رأسه نافياً و هو يلعب بخصلات الفتي بشرود :
" لست بخير ، قريباً سأكمل العشرين و لكني مازلت ضعيفاً كما أني كنت أصدق أمي التي صدمت بكل ما فعلته بوالدتك و بك ."

" لكني لست غاضباً منك ، أنا أحبك أخي ."

ابتسم ماكوتو و اشتد بعناقه أكثر ليغلبهما النوم معاً لأول مرة و بكلزحب أخوي بينهما .

***

" لما أتيت ؟ "

نطق و هو يتحاشي النظرات بعين شقيقه الكبير الذي نظر له بحزن :
" مايكل ، أنا لا أكرهك مهما فعلت فأنت مازلت شقيقي ، و أتمني أنك لا تكرهني أيضاً فلم يكن بيداي .. لم أعلم بكونك تتألم كل يوم و أنا بوجهك ."

أمسك جين بكتف والده و كأن بذلك سيخفف عنه لينظر لمايكل و هو ينطق بابتسامة :
" لا تقلق عم مايكل ، عشر أيام فقط و ستعود بخير و سالماً معنا ."

توسعت عين مايكل بصدمة حاي إغرورقت بالزموع ليشهق باكياً كطفل صغير مما جعل جين يقهقه و هو ينطق و يلمس أصابعه الشئ الوحيد الذي يعبر قضبان السجن :
" لا تبكي أيها الطفل ، فنحن نعلم جيداً أنك إتخذت ذلك الطريق مصادفة و أكملت به مدعياً القوة ، كما أن قتلت رئبس المافيا السابق بدون قصد فاضطررت أن تأخذ مكانه .. لكننا نعلم أنك طيب القلب ، حتي و إن جاولت الانتقام ."

أيده هيجي بابتسامة :
" أجل مايكل ، جين معه حق ، مازال منزلي منزلك و شركتي شركتك ، كل شئ كما هو .. تبقي عودتك لنا سالماً ."

****

تأوه بألم حين دفعوه ليسقط علي الارض فأمسك بجرحه دون إستطاعه الصراخ و طلب المساعدة ليركلوه بقوة بمعدته و هم يضحكون لينطق ميكارو بخبث :
" داني ، يبدو كالعصفور الذي قطع إحدي جناحيه و لا يستطيع الطيران .. "

ابتسم داني لينطق ساخراً من يوتا :
" صدقت ميكارو ، و هذا العصفور مجرد منبوذاً ."

ضاقت ملامحه ألماً و كرهاً لماضيه ليتركوه بعدها يئن من الالم .

عاد الجميع للمنزل و الاولاد يحاول معرفة ما حل بصديقه و أخيهم الذي كان بمظهر مبعثر و ملابسه مليئة بالتراب لكنه لم يخبرهم بشئ غير الصمت .

ما ان خطوا بوابة المنزل ووجدوا الاسرة جميعها متجمعة حتي غلبتهم الحيرة و الدهشة ، لكن كل ذلك كان بالنسبة ليوتا لا يري بينما يتقدم نحو والده الذي يجلس علي الاريكة و ينظر له بغرابة ، ثم فاجئه فعناقه له و هو يبكي بحرقة مما دهش الجميع و أفزعهم عليه ليعتدل تاناكا بسرعة و هو يبادله بقلق :
" ما بك ؟ أحداً أذاك يوتا ؟! "

فهتف ببكاء كطفل وجد أخيراً من يمكنه الشكوي إليه :
" لست منبوذ يا أبي ؟ هل تحبني حقاً أم أنك تخدعني ؟ "

" بالطبع أحبك لكن ماذا حدث معك و صدقني سأعاقب من فعل بك هذا ."

دفن رأسه أكثر بعنقه و شهق باكياً :
" أنه داني .. و ميكارو و ميا .. "

و حكي له ماذا يفعلون به و كيف ينعتوه بألفاظ سيئة فتنهد تاناكا بانزعاج و هو يمسح علي شعر صغيره و ينطق :
" لا بأس سوف أتي معك غداً لأوريهم حجمهم أمام صغير عائلة سوزوكي ."

هدأ يوتا أخيراً لكن شهقاته لم تهدأ ليةتعلوا قهقهات يعرفها بينما ينطق صاحبها بسخرية :
" أأصبحت طفلاً بهذا الدلال يوتا لمجرد أن عادت علاقتك بوالدك حلوة ؟! "

نظر يوتا بحده لريكي الذي يطالعه بسخرية ليحد الجميع متواجداً لينطق بضحر :
" ما الذي يحدث هنا ؟! "

فنطق ريكي بملل :
" لا شئ غير محرد أن ابعحوز والدك سيتزوج بخالتك آشينا بعد إتفاقهما و السيد تاكاشي سيعيد السيدة سايا لمنزلها مجدداً أما السيدة يوري عادت للقصر هي و هيرو ."

كانت فرحة كبيرة جداً للجميع و بالفعل خلال أيام حدث ذلك و عادو جميعاً بخير ، أما عن يوتا فكان سعيداً سعادة لا توصف ، أيضاً لقد أخذ والدهزحقه من المتنمرين بالمدرسة مما جعلهم يهربون حين يتواجد بمكان هم فيه و هذا زاده ثقة بنقسه و حباً لعائلته وخاصةً لوالده و خالته أشينا الذي بدأ بمناداتها بـ " أمي " .. كما كان كازو شديد السعادة و هو بمنزل والده الذي كان يفعل له كل شئ و يلبي جميع رغباته .. أما شين و أسرته فقد ضموا ريكي لها فرد منها ، و عائلة ياماموتو فقد عاد مايكل من السجن و قد عادت حياتهم لهدوء مجدداً ، و هكذا كان الاربع عائلات منسجمين معاً ، يحيطهم الامان و الاستقرار .

لكلاً منا يوماً جميلًا سيعيشه ، ألامنا ستندثر يوماً ما لتغدوا أحلامنا البسيطة كل شئ لنا ، سنعبش حلو الحياة كما عشنا مرها ، كانت هذه قصة الفتي التي انتحرت أمه بعد جنونها و نبذته عائلته فمر بالعديد من الخذلان بحياته ، خذله أقرب الاشخاص و الذي كان يعتبره كل شئ رغم جرحه الدائم منه ، لكن كل تلك الجروح شفيت رغم الندوب الظاهرة لكن روح الكفل بداخله إستطاعت أن تعيد روحه و شغفه بالحياة ، مع أسرته كان حياً يرزق ، فالعائلة هي أساس كل شئ .

*
*

🥀 النهـــــاية 🥀

للأسف أنه شئ محزن للكثير منا ترك شيئاً و حياة كنا معتادين أن نعيشها لكن لكل شئ نهاية ، و هذه كان نهاية قصة " حياة يوتا " كيف عشنا أحداثها و الامها و خذلانها .. لكنها إنتهت الان بألم فراقها الباقي بقلبي و كأنه قطعة مني ماتت لكن ستبقي بالذاكرة فربما أحدنا عاش أحداث مثلها من قبل .

و الان أخبروني و بكل صراحة بهذه الرواية التي قمنا أنا و هديل بمشاركتها سوياً بالافكار و بالكتابة ؟
yonahema109

هل كان السرد جيد ؟

ما رأيكم بالنهاية ؟ أكانت مناسبة ؟

و الان شكراً لكل من قرأ ، شكراً جداً لكل من علق بكلمة حلوة بروح جميلة .❤️

لن أقول وداعاً بل سأقول الي اللقاء ❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top