بارت 20


كالعادة شوارع طوكيو الرئيسية مزدحمة في كل وقت و لكن في زقاق متطرف وجد ثلاثة أشخاص رابعهم إمرأة وقفت أمام أحدهم مدافعةً عنه و هو يجلس أرضاً و لازال تحت تأثير صدمة ما قالته....

" لن أسمح لكم بإيذاء إبني أبداً "

دارت هذه الجملة في عقله مراراً و تكراراً...
والدته التي كان من المفترض أنها ميتة تقف أمامه الأن !! فقط أين كانت كل تلك السنوات؟؟!!

إستفاق من صدمته حين هاجم أحد الرجلين أمه و في يده سكين ينوي طعنها فنهض هيرو بلمح البصر و ركل يد الرجل ، فسقطت السكين من يده و في هذه الأثناء رأتهم إمرأة كانت تعبر من جانب الزقاق ، فشهقت بصدمة ثم صرخت بأعلى صوتها قائلةً بينما تشير بيدها لداخل الزقاق:

" النجدة! هناك رجل يهاجم إمرأة هنا ، إنه يحاول قتلها "

شعر الرجلان بالخطر فتراجعا للخلف ثم قال أحدهما:
" يوري ثقي بأنكِ لن تهربي منا ابداً ، سنعود مجدداً "

ثم فرَّا هاربين حين بدأ الناس بالتجمع...

إقتربت يوري من هيرو تتفقده بقلق:

" بني ، هل أنت بخير؟ لم تتأذى صحيح؟ "

أبعد هيرو يدا والدته التي كانت تتفقد وجهه و قال بهدوء :

" أنا بخير.... "

ثم تابع بنفس النبرة:

" أ...أمي....أنا سعيد لأنكِ على قيد الحياة "

و بنهاية كلامه إنزلقت دموعه مبللةً وجنتيه ثم تقدم من والدته معانقاً إياها بشوق فبادلته هي بشوق أشد و لم ينتبها للناس الذين تجمهروا في المكان يحدقون بهما ، بعضهم فهم أنهما أم و إبنها و بعضهم ذهب عقلهم بعيداً...

فصلا العناق و تحدث هيرو قائلاً:

" أمي، أخبريني أين كنتِ طوال هذه السنوات؟ و لما أخفيتِ أنكِ على قيد الحياة؟ و من كان أولئك الرجال و ماذا يريدون منكِ؟"

أجابته بهدوء ممزوج بالقلق:

" سأخبرك بكل شيء لكن ليس هنا ، قد يعودون مرة أخرى "

أومأ هيرو فتوترت هي لذا سألها هيرو " ما الأمر؟ "

فأجابته بتعلثم:

" ل...ليس...لدي مكان...لأذهب...إ...إليه "

عقد هيرو جبينه و قال:

" ألن تأتي للمنزل؟ "

هزت رأسها نافية و قالت:

" لا يمكنني الذهاب هناك ،كما أنه لا يجب أن يعرفوا أنني على قيد الحياة "

تنهد هيرو و قال:

" حسناً، يوجد مكان آمن تستطيعين البقاء فيه ، لكن أولاً نستقل سيارة أجرة و سنتحدث عندما نصل "

أومأت و سارت معه لخارج الزقاق مخفضةً رأسها كي لا ترى الناس المتجمعين أما هيرو فلم يآبه بهم ابداً...

إستقل هيرو مع والدته سيارة أجرة و أخبر السائق بالعنوان الذي يريدان الذهاب إليه..

و في قصر سوزوكي..

زفر بغضب بينما يدفع بما أمامه على الطاولة ليسقط و يتحطم ثم جلس على الكرسي و صك أسنانه بغضب ثم قال بحقد:

" تباً، تاناكا كان و لايزال أحمقاً، لكن لن أدع ذلك الطفل يدمر ثروة العائلة ، يجب أن أتخلص منه "

طرق باب المكتب فقال بهدوء ظاهري:

" تفضل "

دخل كين و نظر للأشياء المحطمة على الأرض ، فتنهد بيأس و قال:

" أخي! بالله عليك ما ذنب هذه الأشياء لتفرغ غضبك عليها؟ لما أنت غاضب أصلاً؟"

نظر ريو لأخيه و قال:

" أيعجبك ما يفعله تاناكا؟ يضع ثروتنا بين يدي طفل ، ستتدمر ثروة و سمعة العائلة بسبب يوتا ذاك "

رد عليه كين بهدوء:

" أخي يوتا فرد من هذه العائلة أيضاً، لن يفعل شيئاً يضر بسمعتها ، كما أننا سنشرف عليه و سنعلمه ك..."

قاطعه ريو صارخاً بغضب:

" هذا الطفل لطالما كان منبوذاً، الأن أصبحتم تعتبرونه فرداً من العائلة؟ لكنني لن إعتبره كذلك و لن أسمح له بتدمير عائلتنا "

أنهى كلامه خارجاً من المكتب ليتنهد الأخر بصبر و يغادر بعده...

لنعد لهيرو و والدته...

أثناء عبور السيارة من طريق له إنعطاف صرخت يوري فجأة قائلةً للسائق بهلع:

" إنتبه، هناك طفل..."

وبالكاد إستطاع السائق إيقاف السيارة أما الطفل فقد سقط أرضاً يحدق بالسيارة التي توقفت على بعد إنشاً واحداً منه...

ترجل السائق و يوري و هيرو من السيارة ليطمئنوا على الطفل و كان السائق أول من تقدم منه يسأله:

" هل انت بخير؟ هل أصابك مكروه؟ "

تقدم بعدها كلاً من هيرو و والدته لتتسع عينا هيرو ثم يجثو أمام الطفل و يسأله بسرعة:

" هل أنت على ما يرام؟ لماذا تعبر الطريق بتهور؟ كان من المحتمل أن تتأذى ، ألا تدرك ذلك؟! "

لم يتلقى أي رد من الطفل الذي ينظر ليوري بشرود و كأنه يحاول أن يتذكر أين رآها قبل الأن؟ فهي مألوفة جداً بالنسبة له لكنه لا يتذكر من تكون...

أمسك هيرو بكتفي الطفل و قال بصوت شبه عالي:

" يوتا أجبني!! أنا أكلمك!! "

جفل يوتا و نظر لهيرو ثم أعاد نظره ليوري و بدل نظره بينهما مجدداً قبل أن يقول بهدوء و عدم تصديق:

" أنتِ.... العمة يوري؟! "

الأن تذكر .. هو رأى صورتها في غرفة هيرو ذات مرة و لأنها هي و هيرو معاً الأن فقد تأكد أنها زوجة عمه ريو حتماً، و لكن أين كانت كل هذا الوقت؟!...

صدم هيرو مما قاله يوتا أما يوري فلم تكن أقل صدمة من إبنها و لكنها تتسائل من يكون هذا الطفل؟! لقد ناداها بالعمة إذاً هو من أطفال العائلة و لكن أهو إبن كين أم إبن لتاناكا؟

هذا ما فكرت به يوري و هي تحدق بيوتا...

خرج هيرو من صدمته و بإستغراب سأل يوتا:

" كيف عرفت أنها أمي؟ "

أجابه يوتا بهدوء:

" رأيت صورتها في غرفتك ذات مرة لكن لا أتذكر متى كان ذلك "

تنهد هيرو بيأس بينما إقتربت يوري من يوتا و جثت أمامه و مدت يديها تقرص خديه قائلةً بمرح:

" طفل ظريف ، هل أنت إبن كين و كيرارا؟ "

هز رأسه بالنفي بينما يبعد يديها عن وجنتيه ، فقالت هي بتفكير:

" إذاً أنت إبن تاناكا؟ لم أعلم أن سيلينا أنجبت طفلاً بعد ميرا !! "

ضرب هيرو جبينه بيأس و قال:

" أمي، إنه إبن العمة سوزي و ليس إبناً للعمة سيلينا "

نظرت بدهشة لهيرو ثم ليوتا و قالت بعدم تصديق:

" إبن سوزي؟؟!!! "

دمعت عيناها و عانقت يوتا بحنان مما جعله يتفاجأ كم هو حال هيرو و بعد لحظات قالت:

" علمت أنها حامل و لكنني ظننت أنها أجهضت طفلها، لا يمكنك أن تعلم كم أنا سعيدة برؤيتك "

بعد دقائق فصلت هي العناق و قبلته على جبينه و ما جعل هيرو مستغرباً أن يوتا لم يبعدها عنه و لم يخف منها..

تحدث هيرو بعد لحظات من الصمت قائلاً:

" أمي، لنذهب و أنت يوتا ستأتي معنا "

أومأ يوتا رغم أنه لا يعرف أين هم ذاهبون و لكنه لم يسأل بل استقل سيارة الأجرة معهم و استكملوا طريقهم...

لنذهب لشركة تاناكا....

ودع تناناكا هيجي ثم بدأ يتجول في الشركة باحثاً عن يوتا إلى أن إستوقفته الموظفة الجديدة قائلةً بإحترام:

" هل أساعدك في شيء سيدي؟ "

هز رأسه بالنفي فسارت هي خطوتين ثم توقفت و ألتفتت إليه قائلةً:

" سيدي "

إلتفت تاناكا لها لتكمل هي كلامها:

" إن كنت تبحث عن الطفل ذو الشعر الأبيض فهو قد خرج من الشركة و لم يعد "

شكرها تاناكا ثم خرج من الشركة و القلق مسيطر عليه فأين ذهب إبنه؟

بحث حول الشركة و بالقرب منها لكن لم يجد ليوتا أي أثر فزاد قلقه و خطرت في باله فكرة أن تكون أشينا قد أخذته مجدداً قطب حاجبيه بإنزعاج و أخرج هاتفه ليتصل بها و لكن قبل أن يفعل وصلته رسالة من هيرو و محتواها كالآتي:

" عمي لا تقلق بشأن يوتا، إنه معي الأن و سنذهب للمنزل بعد قليل "

تنهد تاناكا براحة و عاد أدراجه للشركة ليستكمل طريقه مقرراً أنه سيتحدث مع يوتا حين يعود للمنزل...

عند هيرو و يوتا...

وصلت السيارة لحي يبدو قديم و سيخال لمن يراه أنه حي مهجور و لن يظن أنه مليء بالناس و الحيوية و البهجة تملأهم...

ترجل الثلاثة من السيارة عند الشارع الرئيسي فطرق هذا الحي ضيقة و لا يمكن للسيارات التحرك بها..

ساروا في عدة شوارع حتى وصلوا لمنزل يتألف من طابقين تحيطه حديقة مليئة بالزهور الصفراء...

طرق هيرو الباب و ما هي إلا لحظات حتى فتح الباب و أطل من خلفه شاب بمثل عمر هيرو له شعر أخضر و عينان بنيتان

حدق الشاب بالثلاثة للحظات ثم صاح بصوت عالي أفزع يوتا:

" هيرو، متى تزوجت يا هذا؟! و متى أنجبت طفلاً؟! و لما لم تخبرني بذلك أيها الخائن؟!"

ضربه هيرو على رأسه و قال:

" يا أحمق هذه أمي و الطفل يكون إبن عمي و أيضاً لا تصرخ فقد أخفته "

إبتسم هاري ببلاهة و إقترب من يوتا المختبىء خلف يوري و جثى أمامه و قال مبتسماً:

" أعتذر لأني أخفتك، أنا هاري و أنت ما اسمك؟ "

مد يده في نهاية كلامه لمصافحة يوتا الذي حدق به قليلاً ثم مد يده مصافحاً إياه و قال:

" إسمي يوتا "

إبتسم له هاري و قال:

" سررت بلقائك يوتا "

فقال يوتا بهدوء:

" سررت بلقائك أيضاً، أ...أيمكنني أن اسألك شيئاً؟ "

أومأ هاري ليتابع يوتا:

" أهذا لون شعرك الطبيعي؟ "

ضحك هاري و هيرو ثم أجابه هاري قائلاً:

" بالطبع لا! لا أحد يملك شعراً أخضراً ، إنها مجرد صبغة "

أجاب يوتا ب " فهمت "

إستقام هاري واقفاً و أمسك يد يوري و قال:

" يسرني لقائكِ سيدتي "

أنهى كلامه مقبلاً يدها بلطف فتوردت وجنتيها و قالت بلطف:

" سررت بلقائك أيضاً "

ثم دخلوا للمنزل و أكملوا تعارفهم حيث أخبرهم هاري أنه أجنبي و أنه يعزف على الغيتار و هو حالياً متدرب في شركة موسيقية و بعض الأشياء الأخرى...

و بعد دقائق استمرت فيها ثرثرة هاري عن نفسه تنهد هيرو بيأس ثم قال:

" هاري، لدينا موضوع أهم منك الأن "

تغيرت ملامح هاري من مرحة لأخرى جادة و قال:

" ما هو الموضوع؟ "

نظر هيرو لوالدته و قال بهدوء:

" أمي، لقد قلتِ بأنكِ ستخبريني بكل شيء ، المكان و الوقت مناسبان لذا تحدثي "

أومأت له و بدأت بسرد ما حصل معها قبل سنوات..

Flash back..

خرجت يوري برفقة ريو من الشركة و أخذا سيارة تاناكا ليعودا بها إلى القصر و خرج بعدهما هيجي الذي كان في زيارة لتاناكا هنا لذا طلبا منهما إيصاله لمنتصف الطريق حيث سينتظره سائقه فوافقا و ركبوا جميعهم في السيارة و في الطريق كانا يتحدثان عن إبنهما هيرو و تصرفاته أما هيجي فكان صامتاً و قد سيطر عليه الملل بسبب موضوعهما الوحيد و هو إبنهما إلى أن صرخت يوري بفزع قائلةً:

" إنتبه! "

و حين إنتبه ريو كانت سيارته قد إصطدمت بسيارة أخرى فسقطت السيارة الأخرى من فوق الجسر و تحطمت و أنقلبت سيارة ريو عدة مرات و أصطدمت بإحدى الأشجار مما أدى لإصابة الثلاثة بإصابات ليست بالهينة و خاصةً هيجي الذي فقد وعيه و الدماء تغطيه....

تجمع الناس حول السيارة و توقفت السيارات و خرج أصحابها منها لرؤية ما حدث..

تقدم رجال الشرطة مع فريق الإنقاذ من سيارة ريو و بصعوبة إستطاعوا إخراج الثلاثة منها و بعدها تم نقلهم إلى المشفى....

و في المشفى...

كان ريو أول من إستيقظ و سأل عن زوجته و عن هيجي فأخبروه أن هيجي لازال في غرفة العمليات و أن زوجته لم تستيقظ بعد و لكنها بخير...

خرج الأطباء ليدخل أحد أصدقاء ريو و يعمل كمساعد له أيضاً و قد كان في موقع الحادث بالصدفة ثم رافقهم للمشفى و بقي ينتظر إستيقاظ ريو..

تحدث جاك بحزن قائلاً:

" حمداً لله على سلامتك "

شكره ريو و سأله عن سبب حزنه فأجابه الأخر و قد أخفض رأسه:

" السيارة الأخرى كانت...."

صمت للحظات ثم قال:

" كانت لعائلة ياماموتو "

إتسعت عينا ريو و نظر لصديقه بصدمة و قال:

" و ماذا حدث لمن كان فيها؟ "

تنهد جاك و أجابه بحزن:

" كان يقودها مايك شقيق هيجي و كانت معه زوجة أخيه مايكل و هي.... قد كانت حامل "

: " كانت؟ "

قالها ريو ليجيبه جاك:

" نعم، للأسف لقد توفيت هي و الجنين و حتى مايك لقي حتفه "

صدمة حلت كالصاعقة على كلاً من ريو و زوجته التي كانت تستمع لما يدور بين زوجها و صديقه من خلف الباب...

فتحت يوري الباب و دخلت تبكي و قالت لجاك:

" أرجوك قل أن هذه مزحة "

هز رأسه بالنفي فأزداد بكائها و في هذه الأثناء دخل طبيب إلى الغرفة و قال:

" أنتم مع ياماموتو هيجي صحيح؟ "

أومأ له جاك ليكمل الطبيب كلامه بينما يعدل نظاراته بيده :

" دعوني أخبركم بحالته ، لديه الكثير من الجروح و ذلك بسبب تحطم زجاج السيارة فقد أخرجنا قطع زجاج من كل جروحه تقريباً، لديه بعض الرضوض و كسر في يده اليمنى، و أيضاً أصابه فقدان ذاكرة جزئي لذا فهو لن يتذكر الحادث و لا ما يسبقه بسبع ساعات أما ما قبل ذلك فسيتذكره كله "

خرج الطبيب بعد أن أنهى كلامه فنظر ريو لجاك و قال:

" من الجيد أنه لا يتذكر ، يجب أن لا يتذكر ما حدث لذا علينا إخراجه من الأمر و أيضاً علينا أن نخفي أمر الحادث قدر المستطاع أو على الأقل إخفاء من كانوا فيه"

وافقه جاك فأعترضت يوري و قالت أن الحقيقة يجب أن تقال و أنه لا يمكنهم إتهام شخص أخر و لكن ريو تحدث بتهديد:

" إسمعيني جيداً، إن علم أحد بما حدث فلن تري هيرو مرة أخرى "

شهقت بصدمة غير مستوعبة ما يقوله! أهو الأن لن يعترف بأنه سبب الحادث؟! و لن يعترف بأنه سبب موت مايك و زوجة أخيه؟! و الأنكى أيهددها بإبنهما؟!

بعد دقائق دخل رجال الشرطة لإخذ إفادة الثلاثة الموجودين فأخبرهم ريو بإنه لا يتذكر ما حدث و جاك قال أن سيارة ريو تعطلت مما تسبب في فقدان ريو السيطرة عليها و لهذا حصل الحادث و أفاد الإثنان بإن هيجي كان خارج الحادث و أنهما لا يعرفان سبب إصابته أما يوري فقالت أنها كانت نائمة في السيارة و لا تعرف شيئاً مما حدث..

هي لم ترد الكذب لكنها خافت على إبنها لذا كذبت رغماً عنها...

يعد مغادرة رجال الشرطة نظر ريو لجاك و قال:

" جهز تقرير وفاة بإسم سوزوكي يوري ، عليك إيجاد جثة إمرأة مشوهة أيضاً "

شهقت المعنية بصدمة و قالت بإنفعال :

" ما معنى ذلك؟ لماذا تريد تقرير وفاة بإسمي؟! و لما تريد جثة مشوهة؟! "

نظر لها ببرود و أجابها:

" لإنكِ ستذهبين لسويسرا و ستعيشين هناك بإسم مزيف و لن تعودي إلى هنا مجدداً لإنني سأعلن وفاتكِ و سأستخدم الجثة على أنها أنتِ "

هزت رأسها بالنفي و نطقت بغضب:

" لا ! لن أفعل ذلك ، لن يحدث ذلك "

: " إن لم تفعلي ذلك سأقتل هيرو أمام عينيكِ أو سأبيعه لتجار البشر أو قد أسلمه لعصابة مافيا و صدقيني لن أهتم بكونه إبني "

دمعت عيناها و نطقت بترجي:

" سأفعل ما تريده لكن أرجوك لا تؤذي إبني و لا تعطيه لإحد "

إبتسم بنصر و طلب من جاك الإهتمام بأمر مغادرتها لسويسرا و طلب منه تعيين بعض الأشخاص لمراقبتها ثم قام بإعلان وفاتها و تستر على أمر الحادث فلم يعرف أحد أن حادث عائلة سوزوكي و حادث عائلة ياماموتو كان حادثاً مشتركاً....

End Flash back..

صمتت يوري لبرهة ثم أكملت كلامها بينما تمسح دموعها:

" ثم بقيت هناك طوال السنوات الماضية ثم قررت العودة فأمر والدك رجاله بالتخلص مني و قاموا بالإمساك بي هنا و بصعوبة إستطعت الهرب منهم اليوم حين قابلتك بني "

نظرت لهيرو فوجدته يبكي و الصدمة تعلو ملامح وجهه بينما يوتا يبكي بصمت و حتى هاري كان يبكي بينما يتمتم ب " أوغاد "...

عانق هيرو والدته و أعتذر منها لما أصابها و لام نفسه قائلاً أنه السبب لأن والده هددها به..

فصلت العناق و مسحت دموعه بحنان و قالت:

" لا تلم نفسك بني ، أنا مستعدة للتضحية بحياتي من أجلك "

تقدمت من يوتا و مسحت له دموعه و أعتذرت منه لأن ما روته لهم كان مخيفاً لكنها لا تعلم بأن يوتا قد رأى بعينيه ما هو أسوأ بإضعاف ممن سمعه منها..

مسح هاري دموعه و قال:

" سيدتي ، يمكنكِ إعتبار هذا المنزل منزلكِ و لا تقلقي ابداً، لن يستطيع زوجك أو رجاله العثور عليكِ هنا فهذا الحي آمن جداً، و أقسم لكِ أنني لن أخبر أحداً بما سمعته منكِ، يمكنكِ الوثوق بي "

شكرته يوري مبتسمةً بإمتنان..

مسح هيرو دموعه و نظر ليوتا و قال بهدوء:

" عدني بأنك لن تخبر أحداً بما عرفته "

نظر له يوتا و اعطاه وعداً بذلك فأبتسمت يوري بلطف و عانقت يوتا شاكرةً إياه..

ودع هيرو والدته كما فعل يوتا و غادر الإثنان ذلك المنزل ثم الحي ليستقلا سيارة أجرة عائدين للقصر و أثناء الطريق كان يوتا مسنداً برأسه إلى النافذة محدقاً بالخارج بشرود..

: " أنا أسف "

همس بها هيرو بندم فألتفت إليه يوتا بهدوء لينظر هيرو له بدوره و قال:

" لطالما أزعجتك و أذيتك بدون سبب ، و كنت دائماً قاسياً معك...لذا أنا أسف..... سامحني "

حدق يوتا به للحظات قبل أن يبتسم و يقول:

" أسامحك "

بادله هيرو الإبتسام و أحتضنه لأول مرة مقرراً أنه سيعامل يوتا بشكل جيد من الأن و صاعداً....

قصر آل ياماموتو..

يجلس هيجي قبالة إبنه جين العابس كون والده يريده أن يعمل معه في الشركة و هو لا يريد ذلك..

تنهد مايكل الذي يجلس منذ مدة قرب هيجي مستمعاً لنقاشهما الممل ثم قال بعد أن يأس منهما:

" ألا تملان من النقاش في نفس الموضوع كلما إجتمعتما؟ "

نظر جين لعمه بعبوس و قال:

" عمي ألا ترى إصراره؟ أنا أحاول أن أوصل له فكرة أنني لا أحب أعمال الشركة و أنني أرغب بعيش حياتي كما أريد أنا و ليس كما يريد هو فهذه حياتي أنا "

قهقه مايكل و قال بسخرية:

" نعم نعم ، هي حياتك ، لكن والدك يريد مصلحتك "

زاد عبوس جين لينظر مايكل لهيجي و يقول:

" و أنت أخي لا تضغط عليه ، دعه يستمتع بفترة مراهقته "

نظر له الإثنان بغضب و صرخا في آن واحد:

" أنت في أي جانب؟ "

ضحك هو على شكليهما و غادر تحت أنظارهما المغتاظة لينظر الإثنان لبعضهما ثم غادرا هيجي إلى شركته و جين إلى المطعم...

نعود لقصر سوزوكي..

توقفت سيارة الأجرة أمام بوابة القصر و ترجل منها هيرو ثم يوتا و دخلا القصر..

خرج ريو من غرفته متوجهاً ناحية باب القصر فأحتقن وجهه غضباً حين رأى يوتا يدخل و ما زاد غضبه أن هيرو ممسك بيد يوتا و مبتسم له أيضاً!!!

لمح يوتا عمه ريو ينظر له بغضب ممزوج بالحقد فأفلت يد هيرو و تراجع للخلف بخوف مما أثار إستغراب هيرو الذي نظر لما ينظر له يوتا فوجده والده..

سحب هيرو يوتا ناحيته و نظر بغضب لوالده الذي تفاجأ من نظرات إبنه له لكنه تجاهل تلك النظرات و تقدم بغضب نحوهما..

توقف على بعد خطوات منهما و قال بغضب:

" أتركه "

: " لن أفعل "

قالها هيرو بتحدي فرمقه والده بحدة ليصك هيرو أسنانه بغضب و يتكلم قائلاً:

" أنت بعد كل ما فعلته كيف يمكنك النظر بوجه من حولك؟ "

لم يفهم ريو مقصده فسأله:

" ماذا تعني؟ "

أراد هيرو أن يجيبه لكن يوتا شد بقبضته على ملابسه هيرو منبهاً إياه بعدم التفوه بأي شيء ففهم هيرو إشارة يوتا لذا قال:

" ما أعنيه أنك قاسي جداً مع يوتا و أشعر في أحيان كثيرة أنك تكره عمي تاناكا رغم أنه لم يفعل لك شيئاً، ألن تتوقف عن التصرف معهما هكذا؟ "

كاد يرد لكن دخول أحد الخدم قاطعه ليخبره الخادم أنه تلقى إتصالاً من الشركة يطلبون حضور ريو إليها بسرعة لذا قرر تأجيل أمر هذان الإثنان لوقت لاحق..

لكنه نظر لهيرو بغضب و قال:

" لا تدعني أراك اليوم "

ثم حول نظره ليوتا المتشبث بهيرو بخوف و قال بحقد:

" و أنت سأحاسبك لاحقاً "

خرج بعدها تاركاً الإثنان فأبعد هيرو يوتا عنه قليلاً و جثى أمامه و قال:

" لا تخف ، لن أدعه يؤذيك و أشكرك لتذكيري بعدم التحدث أمامه بما عرفناه اليوم "

أجابه يوتا ب " لا داعي للشكر " ثم تابعا سيرهما و دخلا لغرفة المعيشة حيث يجلس تاناكا منتظراً قدومهما و ما أن رأهما حتى نهض متوجهاً نحو يوتا الذي لم ينتبه لوالده إلا حين إحتضنه والده فشهق بتفاجؤ ثم أدرك أن من يحتضنه هو والده فتذكر ما جرى في الشركة لذا أبعد والده عنه و توجه لغرفته ليس غضباً من والده و لكنه مستاء من نفسه بسبب ما قاله لوالده في الشركة رغم أنه لم يخطىء فيما قاله لكنه يشعر بالسوء حقاً..

تنهد تاناكا بحزن و نظر لهيرو بإمتنان و شكره على إحضار يوتا معه ثم غادر المكان...

و في صباح اليوم التالي إستيقظ الجميع ليقوموا بروتينهم المعتاد الصغار يذهبون إلى مدرستهم و الكبار إلى أعمالهم...

مضى الوقت بسرعة و أنتهى الدوام باكراً على غير العادة فغادر يوتا برفقة كازو و معهما التوأم يوكي و آكي..

قرروا العودة إلى منازلهم سيراً على الاقدام بما أنه لم يأتي أحد لأخذهم لإنهم لا يعلمون أن الدوام إنتهى باكراً..

و أثناء سيرهم كان كازو يغيظ يوتا و الأخر يرد عليه بإنزعاج و يوكي تارةً مع هذا و تارةً مع ذاك أما آكي فتراقبهم بملل ثم لمحت فتاة تعرفها في الجانب الأخر من الطريق لذا أخبرتهم أنها ستسلم عليها و تعود فأومأ لها الثلاثة و وقفوا ينتظرونها و توجهت هي ناحية الفتاة...

توقفت سيارة سوداء كبيرة بجانبهم و ترجل منها عدة أشخاص و حين رأهم يوتا تراجع للخلف بينما يحدق بهم برعب شديد ثم نطق بصعوبة بسبب الخوف:

" أ... أهربا "

لكن قبل أن يتحركوا كان الرجال قد أمسكوا بهم و أدخلوهم في السيارة عنوة و غادروا المكان تحت نظرات آكي و الفتاة المتسمرتان مكانهما بصدمة فالأن آكي شهدت إختطاف أخيها و يوتا و كازو!

*
*
*
يتبع...

و كاااات 🙂

الفصل بقلم أنستنا الجميلة هديل yonahema109   سلمت يداها و هي تعتذر لكم علي تأخرها ☺️❤️

تم معرفة حقيقة اختفاء يوري 😌

هيرو تصالح مع يوتا 🙂❤️

و أخيراً ، تم اختطاف الفتية ☺️

و آكي شاهدة علي ذلك 🙂

من يا تري قد خطفهما ؟

توقعاتكم للقادم ؟

و رأيكم بالبارت ؟

وجهو كلمة لهديل بذلك ☺️

و الان ، دوري القادم بالكتابة 😅💔

باي بااااي ☺️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top