بارت 18
بالرغم من أن الليل قد حل بالفعل إلا أن الإزدحام و الضجيج لم يهدأ في شوارع طوكيو ، كان منظر المدينة ليلا يسر العين فالقمر قد توسط سمائها السوداء و تناثر النجوم حوله أظهر سحر لا يقاوم ، أما أضواء البنايات و لوحات الإعلانات و شاشات العروض التي علقت على واجهة عدة بنايات فهي حقا شيء جميل...
خرج من الشركة برفقة سكرتيرته التي هي زوجته و استقلا السيارة عائدين إلى البيت و في الطريق كانا يتحدثان عن تصرفات ابنهما و يضحكان أثناء عبور السيارة فوق الجسر لكن فجأة صرخت زوجته بذعر بكلمة " إنتبه " فذعر حين إنتبه إلى ما تشير إليه وحاول إيقاف السيارة ولكن لم يتمكن من فعل ذلك و إصطدمت السيارة بسيارة أخرى مما أدى لسقوط السيارة الأخرى إلى أسفل الجسر....
صرخ بذعر تزامنا مع فتحه عيناه و إستقام جالسا يتنفس بسرعة بينما العرق يتصبب من جبينه...
طرقت كيرارا الباب بعد سماعها لصراخ شقيق زوجها و عندما لم تلقى رداً فتحت الباب فرأته بتلك الحالة فقالت بهدوء:
" ريو ، هل أنت بخير؟ "
رفع نظره لها وقال:
" اجل بخير، فقط إنه ذلك الكابوس مرة أخرى "
تنهدت كيرارا بحزن فهي لا تعرف ماذا تقول له لكن كان عليها قول شيء ما لذا قالت:
" سأذهب لأجلب لك الماء..."
أغلقت الباب و اتجهت للمطبخ بينما قلبها يعتصر ألماً فلما هذه العائلة لا تجد السعادة ابدًا؟
توقفت حين رأت ماكوتو فإستوقفته قائلة: " هل عثرتم عليه؟ "
هز رأسه بالنفي وقال:
" ليس بعد، لم نستطع الوصول لذلك الشخص بعد "
تنهدت هي بيأس ثم تحولت ملامح وجهها للغضب حين رأت هيرو ينزل الدرج بثياب النوم بينما يتثائب فصرخت كيرارا بغضب قائلة:
" الجميع لا يستطيعون الجلوس حتى بينما كل ما تفعله أنت هو النوم و التسكع في الخارج "
نظر هيرو لها بعينين ناعستين وقال:
" وماذا تريدين مني أن أفعل؟ حتى الشرطة لم تستطع إيجاده بماذا سأفيدكم أنا؟ "
فصرخت في وجهه قائلة:
" أغرب عن وجهي "
فعاد هيرو أدراجه بينما طلب ماكوتو من كيرارا أن تهدأ لأن الغضب لن يجدي نفعاً.....
أما سايا فقد كانت جالسةً في غرفتها تبكي ندماً أو بالأحرى تبكي لأنها عاجزة عن فعل أي شيء فلو أنها كانت قوية لكانت استطاعت الوقوف في وجه أخيها تاناكا أو بالعودة إلى الماضي ربما لو كانت قوية لوقفت في وجه سيلينا و منعتها من إيذاء يوتا ولكن هيهات....
هذا ما كانت تفكر به فهي ومنذ وقت طويل تشاهد ما يحدث فقط دون فعل أي شيء، انفصلت عن زوجها، تشتت عائلتها الصغيرة، عاش ابنها الوحيد بعيداً عن والده و هذا كله بسبب أنها ضعيفة، هذا الأمر يؤرقها ولطالما كان كذلك، ضعفها وعجزها يستمران في ارهاق قلبها ولكنها لا تستطيع التغلب عليهما و أثناء تفكيرها بهذا تسللت إلى عقلها ذكرى من الماضي البعيد.....
Flash back
في مكان بري يشبه الحديقة نوعاً ما حيث كانت عائلة سوزوكي في رحلة تخييم....
كان ريو ذو السابعة عشر و تاناكا ذو الخامسة عشر يتشاجران حول من سيأخذ الطائر النادر الذي أمسكوا به بينما كين يحاول التوفيق بينهما....
تقدمت منهم سايا و سألت كين عما يحدث فأخبرها أنهما يتشاجران بسبب الطائر فنظر إليها ريو وقال:
" أنا من امسكت به يا أختي "
فقال تاناكا:
" و لكن أنا من رأيته اولاً و أخبرتك عنه "
فقال ريو: " إذاً لما لم تمسك به؟ أنا من أمسكته و أنا من سيأخذه "
أراد تاناكا أن يرد و لكن اقتراب سايا من قفص الطائر جعله يصمت
أمسكت سايا القفص و فتحته فخرج الطائر و حلق مبتعداً مما صدم كلاً من ريو و تاناكا و قالا بصوت واحد: " لما فعلتِ ذلك؟؟! "
رمت سايا القفص على الأرض و ابتسمت بغرور و قالت: " لقد حلت المشكلة و لم يأخذه أي منكما، والأن لم يعد هناك أي داعي للشجار، هيا إمشيا أمامي فأمي تنتظرنا لنساعده بإعداد الطعام "
أنهت كلامها و أمسكت بيد كين و مشت تحت نظرات ريو و تاناكا المغتاظة و لكنهما فضلا الصمت و فعل ما قالته كي لا تعاقبهما بشيء أخر....
End Flash Buck
خرجت من ذكرياتها و ابتسمت بسخرية ثم قالت:
" هل كانت تلك أنا؟ شتان بيني و بين نفسي القديمة "
مسحت دموعها حين طرق الباب و قالت: " تفضل "
فدخل كازو بخطوات هادئة و أغلق الباب خلفه و عندما إلتفت إلى والدته لمح عيناها المحمرتان إثر البكاء فسألها بهدوء:
" لما تبكين يا أمي؟ "
فقالت:
" لم أكن أبكي "
فقال كازو بينما يقترب منها و يجلس بجانبها على طرف السرير:
" من الواضح أنكِ كنتِ تبكين "
فأجابته بينما تشيح بنظرها عنه:
" أنا فقط قلقة على يوتا، فحتى الأن لا يوجد أي خبر عنه "
تنهد كازو و لم يقل شيئاً لإنه هو أيضاً قلق للغاية فها قد مضت ثلاثة أيام و لم يعثروا حتى على أثر يقودهم إلى يوتا...
أما تاناكا فلم يعد يدخل المنزل فهو يذهب من مركز شرطة لأخر و من مشفى لأخر و لا يفوت تسجيلات أي كاميرا و لكن كل جهده هذا بلا فائدة..
دخل المنزل لأول مرة منذ ثلاث أيام و توجه لغرفة الجلوس و رمى بجسده على اقرب أريكة بعدما قام بنزع سترته و رميها على الأرض..
و بينما يفرك جبينه بتعب خطرت في باله فكرة فنهض و إلتقط سترته و خرج مسرعاً فلعله يجد أثراً يقوده إلى ابنه هذه المرة....
و في إحدى القرى القريبة من طوكيو و تحديداً في منزل يتألف من طابق واحد فيه غرفة نوم واحدة و غرفة معيشة و مطبخ و حمام و فناء صغير تابع للمطبخ ، كانت أشينا في المطبخ تعد الطعام ليوتا الذي يجلس في غرفة المعيشة بجانب النافذة ينظر للخارج بشرود...
الكثير من الأطفال في مثل عمره و أصغر منه يلعبون في الخارج بسعادة و نشاط..
تسائل بداخله لما هو ليس مثلهم؟ لم يكن بهذه السعادة حين كان أصغر و لا الأن بل أن حياته لطالما كانت قاسية و لازالت، فقط لما لا يمكنه أن يصبح سعيداً مثلهم؟ لما لا تسمح له الحياة بأن يلعب و يضحك كباقي الأطفال؟
قطع حبل أفكاره صوت أشينا و هي تناديه لتناول الطعام فنهض و توجه للمطبخ حيث هي تجلس بإنتظاره ثم بدأ كلاهما بالأكل بصمت و لكنها إنتبهت أنه لا يأكل بل يتظاهر بأنه يفعل فقالت له:
" عزيزي يوتا، لما لا تأكل؟ أنظر لقد تعبت بإعداد الطعام و أنت لا تريد الأكل؟ أم أن طعامي لم يعجبك؟ "
فنظر إليها و قال:
" لا ، ليس كذلك و لكن....لا رغبة لي بالأكل الأن "
فقالت هي: " حسناً، لا بأس يمكنك أن تأكل لاحقاً، أخبرني عندما ترغب بذلك "
أومأ لها ثم خرج من المطبخ فتنهدت هي و قالت:
" تباً لك يا تاناكا الغبي، أنت السبب بكل ما يحدث الأن "
ثم نهضت و بدأت بتنظيف الطاولة...
( لنعد لطوكيو )...
توقفت سيارة تاناكا أمام ذلك المطعم و ترجل هو منها و دلف للمطعم بسرعة يسأل عن المالك فأخبره النادل أنه سينادي مديره حالاً فجلس تاناكا على إحدى الطاولات ينتظر قدوم مدير المطعم....
و بعد لحظات رأى تاناكا المدير قادم نحوه ثم جلس مقابلاً له و قد ارتسمت على ثغره إبتسامة ساخرة ربما؟ و قال:
" أي رياح عصفت بك إلى هنا يا تاناكا؟ "
فقال تاناكا:
" إسمع يا تاكاشي، يوتا مفقود "
تلاشت إبتسامة تاكاشي و قال بصدمة:
" ماذا تعني بمفقود؟"
رد عليه تاناكا بشيء من الغضب:
" مفقود تعني مفقود، و حتى قد يكون مخطوف "
وقف تاكاشي وقال:
" ما الذي تنتظره؟ لما لا تبحث عنه؟"
فقال تاناكا:
" أتظنني لم أفعل؟ لم أترك مشفى أو مركز شرطة ألا و ذهبت إليه و لم أترك كاميرا ألا و تفقدت تسجيلاتها و لكن لا فائدة، لم أعثر عليه "
قطب تاكاشي حاجبيه و سأل بإستغراب:
" و بما سأنفع أنا؟! "
فنظر إليه تاناكا و قال:
" أريد الوصول لأشينا "
زاد إستغراب تاكاشي و سأل مستفسراً :
" أختي؟! ما علاقتها بالأمر؟! "
فأجابه تاناكا قائلاً:
" أشينا إختفت عندما إختفى يوتا لذا ربما هي تعرف شيئاً "
قطب تاكاشي حاجبيه و قال:
" مهلاً، هل كانت أختي موجودةً هنا؟! "
أومأ تاناكا و قال:
" لذلك جئت إليك لتساعدني بالوصول إليها "
و في منزل عائلة ساتو كانت ميرا جالسةً مع أكيكو و شين و تخبرهما بما حدث...
: " و هذا ما حدث و إلى الأن لم نعثر عليه "
صمتت لبرهة ثم قالت بإستغراب حين لاحظت نظرات أكيكو و شين لبعضهما:
" أنتما....هل تعرفان مكانه؟! "
إبتسم كلاً من شين و أكيكو ثم قالت الأخيرة:
" سأخبركِ بما نعرفه و لكن أعطني وعداً بأنكِ لن تخبري أي أحد بما ستعرفيه الأن "
أومأت ميرا و قالت بسرعة:
" أعدكما لن أخبر أي أحد "
فقالت أكيكو: " حسناً، إسمعي..."
و أخبرتها بأن يوتا مع خالته أشينا خارج المدينة و أنه بخير فأرتاح قلب ميرا عند سماعها لذلك و شكرت كلاً من شين و أكيكو لعدم إخفائهما الحقيقة عنها ثم ودعتهما و غادرت منزلهما بعد أن وعدتهما مرة أخرى بأنها لن تخبر أحداً بما عرفته.....
و في أحد الأماكن المهجورة في طوكيو كان أفراد العصابة متواجدين في إحدى البنايات التي أصبحت في خبر كان بالنسبة لسكان طوكيو...
في كل طابق من طوابق البناية تجمع بعض أفراد العصابة يتهامسون و يتحدثون و كان موضوع الجميع هو " ريكي ".
أحد الأفراد:" هل سمعت؟ يبدو أن الزعيم قد تخلى عن ريكي "
أخر : " أجل سمعت، و لقد سمعت أيضاً أنه سيعاقبه "
الثالث: " لكن هذا غريب، لطالما كان ريكي هو المفضل لدى الزعيم و كان يده اليمنى، ما الذي تغير فجأة؟ "
أجابه الأخر: " سمعت أن ريكي قد قام بشيء ما كالخيانة أو شيء من هذا القبيل و لذلك الزعيم غاضب منه بشدة "
فرد عليه الأول: " أعتقد أن الأمر متعلق بذلك الطفل الذي إختطفناه سابقاً "
فقال الأخر: " و على ما يبدو فالسيد كاي هو من وشى بريكي "
صمت الجميع لحظة رؤيتهم لكاي الذي كان قادم بإتجاههم و إبتسامة خبيثة تعتلي ثغره فأبتلع الرجال رمقهم و إرتجفت أوصالهم بينما هو يقترب منهم أكثر و أكثر ثم....
عبر من جانبهم دون النظر إليهم حتى فتنفسوا الصعداء و غادروا المكان بسرعة....
تابع كاي سيره حتى وصل لوجهته فتوقف أمام ذلك الباب الحديدي الموصد ينظر لما يوجد خلفه بشماتة ثم نظر للحارس و نطق بلهجةٍ آمرة:
" إفتح الباب "
فقال الحارس بإحترام: " أمرك سيدي " ثم قام بفتح الباب فدخل كاي و اقترب من ذلك الشخص المقيد بسلاسل حديدية و ملابسه قد لطختها دمائه بسبب تعرضه للضرب عدة مرات...
كانت رائحة الدماء تملأ المكان بسبب وجود العديد من الجثث فيه، كانت بعض الجثث بلا أطراف أو رؤوس مع العلم أن الأطراف و الرؤوس مرمية قرب الجثث بإختصار هو مكان سيجعلك تشعر بالغثيان حتماً....
و بعد لحظات من الصمت تحدث كاي بسخرية قائلاً:
" مرحباً سيد ريكي ، هل أحببت هذه الغرفة؟ "
رفع المعني رأسه بتعب و نظر للماثل أمامه ثم إبتسم بسخرية و قال:
" أهلا! لا بأس بها و لكنها تناسب أمثالك أكثر مني "
إقترب كاي من ريكي و أمسكه من ياقة قميصه و تحدث بغضب قائلاً:
" إسمعني جيداً، نهايتك ستكون هنا في هذا المكان القذر مثل هؤلاء الأشخاص تماماً "
صمت لبرهة ثم استرسل في الكلام قائلاً بنبرة تهديد مستفزة:
" أتعلم؟ لست وحدك من سيعاقب، سأتخلص من ذلك الطفل المدعو يوتا و حتى أختك و عائلتها لن أتركهم و شأنهم، سأجعلك تبكي دماً، إنتظر فقط "
إحتدت عينا ريكي و نطق بغضب جامح:
" جرب فقط أن تلمس أحدهم و سأمحوك عن وجه هذه الأرض كما لو أنك لم تكن موجوداً يوماً ، ليكن هذا وعداً مني لك و أنت تعلم أنني أفي بوعودي دائماً "
فنطق كاي بإستهزاء:
" كيف ستفعل ذلك و أنت محتجز هنا كالكلب؟ "
فرد عليه ريكي ببرود:
" أتظن أن هذه السلاسل و هذا الباب سيمنعاني؟ أنت تعرفني جيداً يا كاي لذا أنصحك بألا تحاول العبث معي أكثر مما فعلت "
أفلت كاي ياقة ريكي و خرج غاضباً فأغلق الحارس الباب بينما ريكي إبتسم بسخرية فهو يعلم أن كاي لن يجرأ ابداً على فعل ما قاله....
و في قصر آل سوزوكي
دخل هيرو لغرفة المعيشة فوجد والده و عمته سايا يجلسان مع عمه كين و زوجته كيرارا فتقدم منهم بنية الجلوس معهم و لكن إستوقفه صوت والده يسأله:
" أين كنت؟ "
فقال هيرو بتردد: " ك.... كنت.... كنت مع أصدقائي، ل... لقد تجولنا قليلاً و.... "
بتر جملته حين صرخ والده قائلاً:
" كنت مع أصدقائك ؟! ألا ترى أن أعصاب الجميع متلفة؟ ألا ترى أن عمك تاناكا و ماكوتو لا يدخلا المنزل حتى؟ و عمك كين قد أتى لتوه أنظر كم هو متعب و أنت كل ما تفعله هو التسكع مع أصدقائك اللعينون "
صمت ريو فقال هيرو:
" و أنت لم تفعل أي شيء أيضاً "
فردت عليه كيرارا بغضب:
" ما هذه الوقاحة؟! و لكن طبعاً بما أنك مشغول مع أصدقائك فلم تعلم أن والدك متعب ، هيا إذهب و ساعدهم بالبحث بدل التسكع "
فغضب هيرو و صرخ قائلاً:
" لماذا جميعكم تفرغون غضبكم بي؟ هذا لا يحتمل لقد إكتفيت "
أنهى كلامه و خرج من المنزل ثم توقف و أخرج هاتفه ليتصل بكاي و بعد عدة لحظات أتاه صوت كاي الغاضب قائلاً:
" ما الذي تريده؟ "
فقال هيرو بغضب:
" إسمع لقد إكتفيت أعد ذلك المزعج فالوضع في القصر لم يعد يحتمل "
فسأل كاي مستغرباً:
" و ما علاقتي بأوضاع قصركم؟ و من المزعج الذي تتحدث عنه؟ "
فزاد غضب هيرو و قال:
" لا تتظاهر بالغباء! لماذا قمت بإختطاف يوتا؟ أساساً لا يهمني السبب و لكن أعده الأن "
فرد عليه كاي:
" أنا لم أختطف أحداً، إبحث عن طفلكم ذاك في مكان أخر "
أنهى كلامه ثم أغلق الهاتف قبل أن يسمع رد هيرو بينما كان هيرو يقف مصدوماً مما سمع فهو كان يظن أن يوتا مع كاي و لكن الأن إتضح أن ظنه ليس في مكانه....
أما عند أشينا و يوتا فقد كان يوتا بإنتظار أشينا التي خرجت للتسوق منذ ساعة و لم تعد حتى الأن...
بدأت الأفكار السوداوية تتسلل إلى عقله و قد سيطر القلق عليه ثم سمع صوت الباب يفتح فألتفت إليه و لحظة رؤيته لأشينا ركض إليها و عانقها بقوة مما أثار إستغرابها فسألته بهدوء:
" ما الأمر يوتا؟ "
فأجابها بينما يبتعد عنها:
" لا شيء، لقد قلقت عليكِ فقط "
فأبتسمت له و قالت:
" لا شيء يدعو للقلق يا عزيزي، و الأن أنظر لقد أحضرت لك هدية "
نظر يوتا إلى ما تحمله بفضول، كانت تمسك بين يديها علبة متوسطة الحجم ذات ثقوب صغيرة كثيرة مما أثار إستغراب يوتا فسألها بحيرة:
" لما هذه العلبة مليئة بالثقوب؟! "
فأجابته بإبتسامة:
" ستعرف ذلك الأن "
أنهت كلامها ثم قامت بفتح العلبة بعد أن وضعتها على الأرض فخرج منها جرو صغير أبيض اللون فحملته أشينا و نظرت ليوتا المتفاجئ فضحكت بخفة على منظره و قالت:
" ألم تقل لي أنك تحب الجراء؟ لذا أنا أحضرت هذا الجرو اللطيف لك، لكنه مشاغب نوعاً ما "
فأبتسم يوتا بسعادة و شكر خالته ثم حمل الجرو و عيناه تلمعان من شدة سعادته فسألته أشينا: " عليك إيجاد إسم له الأن "
ففكر يوتا قليلاً ثم قال:
" ألم تقولي أنه مشاغب؟ "
اومأت فأكمل هو كلامه:
" إذاً ليكن إسمه لوكي "
فأبتسمت أشينا مجدداً و قالت:
" إسم جميل ، و يناسبه تماماً "
أمسكت أشينا بهاتفها بعد أن سمعته يرن و ردت على الإتصال:
" مرحباً؟ "
الطرف الأخر: " مرحباً أختي، كيف حالكِ؟ "
أشينا: " أوه تاكاشي ، أنا بخير ماذا عنك؟ "
تاكاشي: " بخير ، أختي أريد أن أسألك شيئاً "
أشينا: " ما الأمر؟ "
تاكاشي مراوغاً : " أشينا لقد سمعت عن أمر إختفاء يوتا و علمت أنكِ موجودة منذ فترة في المدينة ، هل لكِ علاقة بالأمر ؟ "
أشينا : " أجل يوتا معي و هو بخير ، لكن لا أستطيع إخبارك عن مكاننا ، أسفة "
تاكاشي: " و لما لا؟ "
أشينا: " أسفة ، لا يمكنني إخبارك ، إلى اللقاء "
أغلقت الهاتف و نظرت ليوتا الذي يلعب مع الجرو و قالت في نفسها و لكن كلامها موجه لتاكاشي :
" لإنه سيكون بأمان معي يا أخي "
و عند تاناكا و تاكاشي....
بعد أن قطعت أشينا الإتصال نظر تاكاشي إلى هاتفه و قال:
" لقد أغلقت الهاتف في وجهي "
فأقترب منه تاناكا و قال:
" إذاً؟ "
فرد تاكاشي: " إنه معها و لكنها لم تخبرني بمكانهما "
فضرب تاناكا الطاولة بقبضة يده بينما يقول: " تباً "
فقال تاكاشي: " إهدأ سنجدهما بسرعة "
" كيف؟! "
سأل تاناكا ليجيبه تاكاشي: " سنتتبع هاتفها "
بعد ساعتين
بينما كانت أشينا جالسةً في المطبخ تراقب يوتا و الجرو اللذان يلعبان في فناء المنزل بسعادة سمعت صوت جرس الباب فتفاجئت كما هو الحال مع يوتا فهما هنا منذ أيام فقط و لا يعرفان أحد هنا لذا هما لا يتوقعان قدوم أي أحد إليهما و مع ذلك نهضت أشينا و توجهت للباب و فتحت لتعتلي الصدمة ملامح وجهها فكيف وجدهما؟
: " أين يوتا؟ "
سألها تاناكا فأستفاقت من صدمتها و أرادت إغلاق الباب في وجهه و لكنه دفعه و دخل بينما ينادي يوتا الذي تسمر مكانه ما إن سمع صوت والده يناديه ،
لمح تاناكا الباب المفتوح داخل المطبخ فتوجه نحوه و لحظة رؤيته ليوتا اقترب منه بسرعة ليعانقه إلا أن يوتا إبتعد عن والده و قال:
" لا تقترب مني "
ثم ركض إلى أشينا و عانقها فبادلته العناق تحت نظرات تاناكا المصدومة...
بعد لحظات اقترب تاناكا من أشينا و سحب يوتا من معصمه من بين يدا أشينا و قال لها:
" من سمح لكِ بأخذ إبني و إحضاره إلى هنا؟ "
فقالت له: " من سمح لك بإقتحام منزلي؟ "
: " إتركني "
قالها يوتا قاطعاً نظرات تاناكا و أشينا المشحونة بالغضب لبعضهما، فجثى تاناكا أمام يوتا دون أن يترك ذراعه و قال بهدوء:
" لنعد إلى المنزل، الجميع قلق عليك "
نظر يوتا بحدة لوالده و قال:
" لا أريد الذهاب معك، أريد البقاء هنا مع خالتي "
ضغط تاناكا بقبضة يده على معصم يوتا و قال:
" ستأتي معي "
هز يوتا رأسه بالرفض فزادت قوة ضغط يد تاناكا على معصم الصغير و أحتدت عيناه مما أخاف يوتا ثم تحدث تاناكا بغضب قائلاً:
: " لقد قلت ستأتي معي، لم أطلب رأيك بذلك "
أنهى كلامه و نهض و مشى ساحباً يوتا خلفه و عندما حاولت أشينا إيقافه دفعها بقوة فسقطت و أصطدمت يدها اليمنى بالأرض بقوة فصرخت هي بألم بينما خرج تاناكا و معه يوتا من المنزل و أنطلقت السيارة من أمام ذلك المنزل متجهة إلى طوكيو...
*
*
*
و ... كاااات 😃
حسناً الانسه هديل الجميلة yonahema109 من قامت بكتابة هذا البارت الرائع و هي تعتذر لكم عن تأخرها 🤭❤️
و الان الاسئلة ..
رأيكم بالبارت ؟
السرد ؟
ردة فعل يوتا ؟
ما توقعاتكم للأحداث القادمة ؟!
و ما توقعااكم بما سيحدث لريكي 🙂
من مع موت ريكي
و من مع حياته 😃
ستقتلني هديل لتفكيري بقتل زوجها 😂😂😂
باااي قبل ان تقتلني 😂😍❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top