بارت 15

الملل يخيم على المكان بينما المحاضر يلقي محاضرته دون أن يهتم بسواء فهمها الطلاب أم لا ، في النهاية هذا خطأهم فهو يشرح و هم لا يستمعون إذاً لو رسبوا في الإمتحان القادم سيكون هذا ذنبهم هم وليس هو .......

سكت المحاضر وإلتفت للطلاب حين سمع صرخة إحدى الطالبات وقال بإستياء :

" سيلينا ، لم تصرخين ؟ "

وقفت سيلينا و أخفضت رأسها وقالت :

" أعتذر لكن تاناكا شد شعري وقد آلمني ذلك "

وجه المحاضر نظره لتاناكا وقال بحدة :

" تاناكا "

وقف المعني وقال :

" نعم أستاذ ؟ "

أجابه المحاضر بينما يشير بيده للباب :

" أخرج حالاً "

إمتثل تاناكا له وخرج من الفصل وأغلق الباب ثم ضحك وقال :

" هذا ما أريده أصلاً "

سمع صوت باب الفصل المجاور يفتح فنظر ناحيته ليقع نظره على الفتاة ذات الشعر الأسود والعينان الذهبيتان التي خرجت من الفصل تقهقه و أغلقت الباب خلفها ..

نظرت بإستغراب لتاناكا الذي ينظر إليها بإعجاب ، نعم لقد أعجب بها من النظرة الأولى فقد جذبه جمالها و خاصة عيناها ، تقدمت نحوه وقالت بإبتسامة لطيفة :

" هل طردت من الفصل ؟ "

أومأ لها تاناكا وسألها نفس السؤال فأومأت وقالت :

" أنا لا أحب هذه المادة لذا تظاهرت بالنوم فطردني الأستاذ "

قهقه تاناكا وقال :

" وأنا قمت بشد شعر صديقتي كي يطردني الأستاذ "

ضحكا كلاهما ثم مد تاناكا يده ليصافحها قائلاً :

" أنا سوزوكي تاناكا ، وأنتِ ؟ "

مدت يدها وصافحته بينما تقول :

" يامادا سوزي "

تحدثا في عدة أمور حتى إنتهى وقت المحاضرة وخرج الطلاب فتقدمت سيلينا الغاضبة من تاناكا وقالت :

" لقد فعلت ذلك عمداً كي تهرب من المحاضرة صحيح ؟ "

لم يرد بل ضحك فزاد غضبها ونطقت بنبرة مؤنبة :

" إن كنت ستهرب فعليك إيجاد طريقة لكلانا كي نطرد وليس لنفسك فقط ، مفهوم ؟ "

أومأ لها تاناكا بينما يضحك على شكلها فتنهدت هي بيأس وسرعان ما إبتسمت بإتساع لحظة رؤيتها للواقفة بجانب تاناكا وهتفت بسعادة :

" سوزي ! لقد إشتقت إليكِ كثيراً ! "

تقدمت منها و إحتضنتها فبادلتها الأخرى بينما تقول :

" وأنا كذلك "

: " أتعرفان بعضكما ؟ "

قالها تاناكا بفضول لتجيبه سيلينا بعد أن فصلت العناق :

" أجل ، إنها صديقتي وقد كانت مسافرة "

إلتفتت لسوزي و أردفت :

" بالمناسبة متى عدتِ ؟ ولما لم تخبريني بذلك ؟ "

أجابتها سوزي قائلة :

" كنت أنوي مفاجئتكِ ولكن لقد إكتشفتِ عودتي بنفسكِ الأن "

أشارت سيلينا بيدها ناحية تاناكا وقالت :

" يبدو أنكما تعارفتما ، بالمناسبة إنه الأحمق تاناكا الذي أخبرتكِ عنه سابقاً أتذكرين ؟ "

قهقهت سوزي و أومأت بالإيجاب فأغتاظ تاناكا كون سيلينا تتحدث عنه من وراء ظهره و فوق هذا تنعته بالأحمق !

أراد أن يجادل ولكن سبقته سيلينا بالكلام قائلة :

" سوزي ، هل طردتِ من الفصل أنتِ أيضاً ؟! "

ضحكت سوزي و أومأت فعقدت سيلينا جبينها وقالت بتأنيب :

" عليكما أن توقفا هذه التصرفات ، أنتما طالبين جامعيين و لستما طفلين في الإبتدائية "

نظر كلاً من تاناكا و سوزي لبعضهما بإستنكار ثم إنفجرا بالضحك قبل أن يقول تاناكا بسخرية :

" و من التي قالت للتو أنه علي إيجاد طريقة لنطرد كلانا في المرة القادمة ؟! "

وتابعا ضحكهما بينما صاحت سيلينا بغيظ :

" توقفا عن الضحك "

.............

الحاضر...

تنهد تاناكا بعدما تذكر ذلك اليوم بينما يحدق بالصورة بين يديه و التي تجمعه مع سيلينا و سوزي  .

أعاد الصورة للصندوق وأغلقه ثم وضعه في الخزانة وخرج من الغرفة متوجهاً لغرفة يوتا كي يطمئن عليه......

دلف للغرفة فوجد كاميليا تمسك بصينية طعام وتحاول إقناع يوتا بأن يأكل بينما هو يستمر بالرفض .

: " يوتا ، أرجوك تناوله "

قالتها كاميليا بتوسل لكن يوتا هز رأسه بالنفي و قال بعبوس :

" لا أريد ، لا أريد لما لا تفهمون ؟ "

تنهد تاناكا بيأس ثم إبتسم بخبث عندما خطرت بباله فكرة ستقنع يوتا بتناول الطعام حتماً ، تقدم منهما فإلتفتا كلاهما له بنفس الوقت فتحدث هو قائلاً :

" يبدو أنك لم تتناول أي شيء للأن ، هذا مؤسف فقد كنت أنوي إخبار ماكوتو بأن يوصلك لمنزل ساتو كي تقضي اليوم عندهم ، و أيضاً سمعت أن شين لديه إجازة اليوم و سيكون موجوداً في منزله طوال الوقت لكن للأسف أنت لن تذهب إليهم لأنك لم تتناول الطعام "

: " هل ستسمح لي بالذهاب إن تناولته ؟ "

قالها يوتا فأجابه والده :

" أجل "

أخذ يوتا الصينية من يد كاميليا و بدأ بتناول الطعام متجاهلاً طعمه المريع وبعد دقائق ترك يوتا الملعقة وقال :

" لقد إنتهيت "

نظر تاناكا للصينية فوجد الأطباق فارغة فإبتسم بنصر و ربت على رأسه يوتا وقال :

" حسناً سأذهب لإخبار ماكوتو بينما تبدل ثيابك "

أومأ يوتا و نهض ليغير ملابسه بينما خرج تاناكا من الغرفة وتتبعه كاميليا

: " تاناكا "

إلتفت تاناكا لريو الذي ناداه بينما يتقدم منه ..

توقف ريو أمام تاناكا وقال :

" أخي علينا التحدث "

أومأ له تاناكا وإلتفت لكاميليا وقال :

" عزيزتي كامي إذهبي لماكوتو وأخبريه بأن يوصل يوتا لمنزل ساتو "

: " حاضر "

قالتها كاميليا ثم غادرت مسرعة بينما توجه تاناكا مع ريو لغرفة المعيشة و جلسا على أريكتين متقابلتين فتكلم تاناكا قائلاً :

" ما الأمر ؟ "

تنهد ريو ثم نطق متسائلاً :

" هل سمعت بما يقال عن عائلتنا ؟ "

قطب تاناكا حاجبيه و قال :

" ما الذي تقصده ؟ "

تحدث ريو بإستياء قائلاً :

" الإشاعات بدأت بعد تلك الليلة التي قضيناها في السجن بسبب قضية يوتا ، البعض يقولون أننا قمنا بتهديد يوتا ليطلب من شين التنازل عن القضية و أخرون يعتقدون أننا نقوم بصفقات سرية مع مجموعة ياماموتو وإعتقادهم هذا بسبب علاقة العائلة مع شين ذاك ، ولكن الأسوء هو أن هناك من يقول أننا مخادعون وأن يوتا يكون إبن شين في الحقيقة ولكننا نمنعه عنه وقد إتهمونا بعدة أشياء كالإختطاف وغيره أتعلم لما ؟ لأن يوتا يستمر بمناداة شين بأبي و زوجته بأمي ، لذا لإيقاف كل تلك الشائعات علينا أن نقطع علاقتنا بهم "

دلك تاناكا جبينه بيده اليمنى ثم تنهد وقال :

" كلام الناس لا ينتهي يا أخي ، ثم أن يوتا متعب نفسياً وجسدياً وإن منعته عن عائلة ساتو سيغضب ويحزن وهذا س...."

قاطعه ريو قائلاً :

" وإن إستمرت هذه النميمة من يعلم ما الذي قد يحدث ؟ قد تستغل مجموعة ياماموتو هذا الأمر في مصالحها أو قد يستغل شين ذلك لأخذ وصاية يوتا منك و حينها يوتا لن يمانع الذهاب معه ، لا تخبرني أنك تثق بشين ذاك ؟ أو تثق بأنه لن يفعل ذلك ؟ "

صك تاناكا أسنانه بغضب و نطق بخفوت مشبع بالغضب :

" كلا....لن أسمح له "

لحظات صمت قطعها صوت ماكوتو قائلاً :

" على مهلك يوتا "

نهض تاناكا و توجه للسلالم حيث ماكوتو ينزلها بهدوء ويسبقه يوتا ..

خرجت سايا من إحدى الغرف فوقع نظرها على يوتا الذي يطالب أخيه بالإسراع فإبتسمت لحماسه و نطقت بصوت شبه عالي ليسمعها يوتا :

" ما الذي يجعل عزيزنا المدلل متحمس هكذا ؟! "

إبتسم يوتا لها و أجابها :

" سأذهب إلى منزل أبي شين "

: " يوتا "

إنتفض يوتا بفزع لحظة سماعه لإسمه بتلك النبرة الغاضبة فألتفت لوالده الذي تقدم منه وقال :

" لا أريد أن أسمعك تناديه بتلك الكلمة مجدداً و اليوم ستكون المرة الأخيرة التي ستراهم فيها "

إتسعت عينا يوتا و نطق بخفوت :

" ما الذي تعنيه ؟ "

تحدث تاناكا بينما يحاول كبت غضبه :

" أعني بعد اليوم لن يكون لهم وجود في حياتنا ، سنقطع علاقتنا بهم و ستنسى أمرهم "

أدمعت عينا يوتا و قال :

" لا يمكنك منعي عنهم ، إن أردت قطع علاقتك بهم فأفعل ولكن أنا لن أفعل ذلك ، فأبي شي...."

قاطعه والده بنفاذ صبر :

" قلت لك لا تناديه بأبي ، أنا والدك وليس هو ، ليس له الحق بأن تناديه بها "

صرخ يوتا قائلاً :

" سأناديه بها و لن أفعل ما تريده أنت فأبي شين أفضل منك بكث..."

دوى صوت صفعة قوية في المكان تزامناً مع سقوط يوتا على الأرض..

رفع يده يتحسس خده ، يشعر وكأن خده يشتعل من قوة الصفعة ، رفع نظره المشوش بسبب الدموع لوالده الذي صاح بغضب :

" لقد قلت لا تناديه بأبي "

حدق بوالده لبرهة ثم أخفض رأسه و تحدث بإنكسار بعد أنزل يده عن خده و إنسابت دموعه :

" تقول....أنت أبي ؟ صحيح أنت والدي ولكن متى كنت كذلك ؟ آه أجل ربما قبل وفاة أمي ولكن بعد وفاتها أنت لم تعد تهتم بأمري إطلاقاً رغم أني كنت أحتاجك دوماً ، كانت زوجتك تستمتع بإهانتي و ضربي وأنت كنت تعلم بأنها تفعل ذلك ولكنك لم تهتم حتى أنني ذهبت إليك عدة مرات أشكو معاملتها لي ولكنك في كل مرة كنت تقول ليس لدي وقت لسماعك ثم بت تتجاهلني تماماً فبدأت أنا بالإبتعاد عنك تلقائياً ، وهناك أوقات مرضت فيها ولكنك لم تهتم وكنت تقول ما شأني ؟ ، وبعد وفاة زوجتك العزيزة وجدوا السم في غرفتي وأنت ضربتني وتبرأت مني وطردتني بدون أن تسمعني حتى ، و بسببك تم إختطافي و تعذيبي....أتعلم كم كنت أتألم ولازلت كذلك ؟ أتعلم كم مرة تمنيت الموت ؟ حتى أنني حاولت الإنتحار في ذلك اليوم و هذا بسببك أنت ، أخبرني متى كنت أبي ؟ متى كنت كذلك ؟! "

صرخ بنهاية كلامه بقهر بينما دموعه تأبى التوقف فتقدم منه ماكوتو و جثى بجانبه و احتضنه فبادله يوتا العناق بينما كان تاناكا متسمر مكانه من شدة صدمته بما سمعه ، ريو مبتسم بنصر بينما سايا تبكي لبكاء يوتا ..

فصل يوتا العناق وتحدث بصوت باكي موجهاً كلامه لماكوتو :

" لنذهب...أرجوك "

إبتسم ماكوتو و قام بمسح دموع أخيه ثم ساعده لينهض و خرجا تاركان تاناكا المصدوم خلفهما...

............

وفي منزل ساتو ...

تنهدت أكيكو بضجر بسبب شجار التوأم الذي لم يتوقف منذ الصباح حتى بعد أن إتصل يوتا بهم قبل ربع ساعة وأخبرهم بقدومه هما واصلا الشجار حول من سيفتح له الباب ومن سيعانقه أولاً و ما زاد ضجرها هو شين الذي إنضم لهما !

صرخت أكي قائلة :

" أنا سأفتح ليوتا الباب وسأعانقه أولاً "

رد يوكي بغيظ :

" تحلمين بذلك "

تحدث شين بنبرة حازمة :

" لا أنت و لا هي بل أنا من سيفعل "

صرخا كلاهما بنفس الوقت قائلان :

" لا بل أنا "

ضربت أكيكو جبينها بيأس ثم نهضت و توجهت للمطبخ كي تعد الطعام و تركت الثلاثة يكملون شجارهم السخيف كما تسميه هي ، لأنها قررت أن تقوم هي بعناق يوتا قبل الجميع لذا لا داعي للشجار معهم فهي ستفعل يعني ستفعل حتى لو إعترضوا جميعهم لن تهتم.....

........................

قصر آل سوزوكي

يجلس بصمت في غرفة المعيشة يفكر بكلام إبنه ، حسناً هو لا ينكر حقيقة ما قاله يوتا بل لا يحق له الإنكار ، فهو حقاً لم يكن يهتم له منذ سماعه بموت زوجته سوزي لم يعد يهتم بإبنها ، بدل أن يعوضه عن حنان أمه هو لم يشعره بحنان الأب حتى ، إبتسم بسخرية حين لاحت له ذكرى من الماضي حين علم بأن سوزي حامل....

Flash back

يجلس تاناكا مقابلاً لسوزي في مكتب الطبيبة النسائية التي تجلس خلف مكتبها مبتسمة....

نظرت الطبيبة لسوزي وقالت بإبتسامة لطيفة :

" مبارك لكِ سيدة سوزي ، أنتِ حامل "

وجهت نظرها لتاناكا وقالت :

" مبارك سيد سوزوكي "

لحظات صمت قطعها تاناكا قائلاً بحماس :

" حقاً ؟! "

أومأت له الطبيبة فنهض وتقدم من سوزي وعانقها بسعادة فبادلته هي و دموع الفرح أخذت مجراها على وجنتيها...

إبتسمت الطبيبة و خرجت من الغرفة فأبتعد تاناكا عن سوزي وقال :

" هذا رائع ! ، أنا سعيد جداً ، سيصبح لدي طفل من حبيبتي "

إبتسمت سوزي للحظات ثم تلاشت إبتسامتها فأستغرب تاناكا ذلك و سألها :

" ما الأمر حبيبتي ؟ ألستِ سعيدة ؟ "

رفعت نظرها له وقالت :

" بلى ، أنا سعيدة أكثر منك حتى لكن...."

صمتت وأخفضت رأسها فقال هو محثاً إياها على الكلام :

" لكن ماذا ؟ "

رفعت رأسها مجدداً و نظرت لزوجها بينما يدها إستقرت على بطنها وقالت :

" هل ستكون حياة طفلي جيدة ؟ "

قطب حاجبيه وقال :

" ماذا تقصدين ؟ "

أجابته بينما الأفكار تتزاحم في عقلها :

" أعني أنا الزوجة الثانية و لديك طفلين من سيلينا...حسناً أنا أثق بأن سيلينا ليست مثل زوجات الآباء اللواتي يكرهن أبناء أزواجهن ولكن ماذا لو تغير هذا يوماً ما ؟ وأنت..... قد لا تحبه مثلما تحب ماكوتو و ميرا ، أنا أريد لطفلي أن يعيش براحة و بشكل جيد و....."

قاطعها تاناكا واضعاً سبابته على فمها وقال :

" لا تفكري بهذه الطريقة ، إنه إبني وبالتأكيد سأحبه مثلهما بل أكثر منهما فهو طفلكِ عزيزتي ، صدقيني طفلنا سيعيش بسعادة و لن أسمح لدموعه بالنزول ابداً ، أعدكِ بأن لا يجد الحزن سبيلاً لطفلنا ، ثم لا تتحدثي كما لو أنكِ لن تكوني معه ، سيكون مرتاحاً وسعيداً و نحن سنكون كذلك أيضاً "

إبتسمت بإمتنان بعد سماع كلماته و عانقته بسعادة..

End of flash back

خرج من ذكرياته و نطق بسخرية محدثاً نفسه :

" ما الذي وعدتها به وما الذي فعلته ؟! هه شتان بين قولي و فعلي ، يالي من أحمق "

رن هاتفه فأخذ و رد دون النظر لإسم المتصل :

" مرحباً ؟ "

إتسعت عيناه و نهض بسرعة بعد سماعه لكلام الطرف الأخر ، أغلق الهاتف و سارع الخطى ليخرج من الغرفة والصدمة تعتلي ملامح وجهه فأوقفته سايا تسأله بقلق :

" ماذا حدث أخي ؟! إلى أين أنت ذاهب ؟ "

أجابها بسرعة بينما يبتعد :

" إلى المشفى "

إحتل القلق كيانها فتبعته بسرعة و ركبت السيارة معه لينطلق هو بأقصى بسرعة نحو المشفى "

وفي منزل ساتو

يجلس الأربعة منتظرين وصول يوتا فقد مضت نصف ساعة ولم يظهر بعد....

رن هاتف شين فنظر للرقم فوجده رقم ماكوتو فرد بسرعة قائلاً :

" ماكوتو لما تأخرتما ؟ "

أجابه الأخر بصوت مهزوز :

" نحن...في المشفى....يوتا..تعرض لحادث..."

: " ماذا ؟ "

صرخ بها شين تزامناً مع إعتداله واقفاً بسرعة فتحولت ملامح الثلاثة الأخرين للقلق..

سأل شين عن عنوان المشفى ثم أغلق الهاتف وقال :

" لقد تعرض يوتا لحادث وهو في المشفى الأن ، لنذهب "

أنهى كلامه فإعتلت الصدمة ملامحهم و نهضوا بسرعة ليذهبوا إلى المشفى والقلق ينهش قلوبهم.

..............

قبل هذا بنصف ساعة...

بعد خروج ماكوتو و يوتا من القصر إستقلا سيارة ماكوتو ليتولى هو القيادة بعد أن أخبر السائق بالبقاء في القصر..

وقف كاي بمكان قريب ممسكاً بمسدس ، حدق بالسيارة بإبتسامة خبيثة و قال في نفسه :

" كنت أنوي إطلاق النار عليك ولكن الأن غيرت رأيي ، لنجعل سبب موتك طبيعي هذا سيكون أفضل "....

وفي الطريق لاحظ ماكوتو أن هناك شاحنة تتبعهم منذ مدة فتجاهل ذلك و لكن الشاحنة لم تغير طريقها ابداً مما أثار قلق ماكوتو و لكنه لم يخبر يوتا كي لا يخيفه .

أوقف ماكوتو السيارة ليتأكد إن كانت هذه الشاحنة تتبعه فإن أكملت طريقها فهذا يعني أن سيرها بنفس طريقه مجرد مصادفة...

أبعد حزام الأمان عنه وقال :

" لننزل "

نظر يوتا من النافذة ليرى أنهم قد توقفوا قرب متجر لبيع العصائر فقطب حاجبيه بإستغراب وقال :

" لما سننزل هنا ؟ "

أجابه ماكوتو قائلاً :

" أشعر بالعطش ، لنشتري عصير برتقال أو أياً كان "

: " أنزل أنت ، سأنتظرك هنا "

همهم ماكوتو و نزل من السيارة و دخل للمتجر و أخذ علبتين من عصير برتقال و توجه للبائع ليدفع ثمن العصير...

أخرج محفظته وفتحها لكنه نظر للخارج حين صرخت إحدى السيدات اللواتي في المتجر قائلة :

" أنظروا لتلك الشاحنة "

شاهد تلك الشاحنة تتقدم بسرعة من سيارته ثم إصطدمت بها لتتشقلب السيارة عدة مرات و ترتطم بشجرة ضخمة موجودة على جانب الطريق و تشتعل الجهة الخلفية من السيارة...

إتسعت عيناه و سقطت المحفظة من يده و همس بعدم تصديق :

" أخي "

هرع للخارج كما فعل كل من في المتجر و حتى البائع بينما توقفت سيارة شرطة قربهم....

أمسكه ثلاثة رجال ليمنعوه من التقدم نحو السيارة بينما هو يحاول التملص من بين إيديهم بإستماتة فتقدم منه شرطي وقال :

" هل هناك شيء مهم داخل السيارة ؟ "

صرخ ماكوتو بغضب قائلاً :

" أخي ، أخي داخلها "

صدم الشرطي و هرع نحو السيارة مع أشخاص أخرين و بصعوبة إستطاعوا فتح الباب وإخراج يوتا المضرج بالدم من السيارة.....

صرخ بإسم أخيه و إندفع نحوه بعد أن أفلته الرجال و بنفس الوقت وصلت سيارة الإسعاف فقد طلبها أحد الأشخاص المتجمهرين قرب السيارة...

وبعد وصولهم للمشفى تم إدخال يوتا لغرفة العمليات فوراً بينما جلس ماكوتو على كرسي قريب منها يهدأ نفسه ثم إتصل بوالده أولاً ثم بشين وأعلمهما بما حدث....

دلف تاناكا للمشفى و هرع لمكان إبنه بعد أن سأل الإستقبال عنه...

وجد ماكوتو جالساً أمام باب غرفة العمليات و يبدو أنه مذعور جداً ..

: " ماكوتو "

رفع ماكوتو نظره لمن ناداه فوجده والده و تتبعه عمته بملامحهما القلقة ، نهض بسرعة و عانق والده بينما يقول من بين بكائه :

" أبي ، لقد قالوا أن حالته خطيرة جداً....أنا لا أريد أن أفقده....لن أحتمل فقدانه....ليس بعد أن تلاشت الكراهية التي بيننا...."

هدأ والده من روعه وأخبره أن يوتا سيكون بخير ثم طلب منه إخباره بما حدث.....

*
*
*
يتبع..

توقعاتكم ؟

رأيكم؟

*البارت بقلم yonahema109

و ليس لدي أسأله 😂

المهم انتظروا بارت مني 🙂

و أسفة للتأخير فهديل أرسلته لي منذ الامس لكني لم أراه الا اليوم 💔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top