بارت 13

: " يدعى هذا المكان بالقاتل "

صمت الرجل ذو الملامح القاسية قليلا ثم أردف بخبث بينما ينظر للطفل الذي يبدو في الثانية عشر من عمره :

" إنه كلعبة للبقاء على قيد الحياة ، أقتل لتنجو أو مت مقتولا على يد أحد الموجودين "

تسمر ذلك الطفل ذو الشعر الغجري وعيناه البنيتان تحدقان بما أمامه بذعر وما هي إلا لحظات حتى تحرك الرجل وسحب الطفل من شعره بقسوة وقام برميه داخل تلك الغرفة الواسعة

سقط الطفل على الأرض فصرخ متألما بسبب الجروح التي ملأت جسده ولكنه سرعان ما تحرك من مكانه حين هاجمه أحد الرجال الموجودين

تراجع الطفل للخلف بخوف حتى بات ظهره ملاصقا للجدار

جسده يرتجف وعيناه متسعة بذعر وقلبه قد تملكه الرعب وهو يحدق بالموجودين الذين يقتربون منه بأسلحتهم وتعلو وجوههم إبتسامات خبيثة

فجأة لامست يده شيء ما مرمي على الأرض فوجه نظره نحوه ليجد أنه مسدس فأمسكه وبيدين مرتجفتان بدأ يطلق النار على كل من أمامه بعشوائية بينما يغمض عيناه ويصرخ بهيستيرية

توقف عن الصراخ وسقط المسدس من يده حين تلقى ضربة قوية على ظهره

إلتفت ليرى من ضربه فكان الرجل الذي أحضره لهذه الغرفة ويمسك بيده سلسلة حديدية ملطخة بالدم

حدق الطفل بذلك الرجل بنظرات منكسرة متألمة قبب أن يسقط فاقدا وعيه

كانت هذه المرة الأولى التي تلوثت بها يداه بالدماء

فتح ذلك الشاب عيناه بذعر وأعتدل بسرعة بينما العرق يتصبب من جبينه

مسح وجهه بكفيه ونطق بيأس :

" تبا ، كم سنة مرت منذ تلك الأيام ؟ لما هذه الذكريات لا تفارقني ؟ لما لا تتركني كوابيسها أنام بسلام ولو لمرة واحدة على الأقل ؟ "

صمت قليلا وأبعد يديه عن وجهه ونطق بهدوء :

" ترى هل ذلك الطفل يوتا ستلازمه هذه الذكريات لبقية حياته مثلي ؟ "

إبتسم بسخرية ونطق ساخرا من نفسه :

" وأختي أكيكو تقول أنها لن تكرهني ؟! هذا محال ! بالتأكيد ستحتقرني بعد أن تعرف ما إفتعلته يداي كل هذه السنوات...."

....................

قصر آل سوزوكي

إجتمع أفراد العائلة حول مائدة الطعام ليتناولوا فطورهم ، كان الجميع حاضرين إلا ماكوتو ويوتا وبعد دقائق نزل ماكوتو يحمل يوتا والأخر يتذمر ويطلب من أخيه أن ينزله أرضا

جلس ماكوتو بعد أن أجلس يوتا على الكرسي الأقرب إليه وبدأ الجميع بالأكل بينما يحاولون كتم ضحكاتهم على شكل يوتا العابس ولم ينتبهوا لنظرات هيرو المستنكرة مما يحدث أمامه

بعد أن إنتهوا من تناول الطعام قام تاناكا بحمل يوتا رغما عنه وأخذه لغرفة مشاهدة التلفاز وجلس الجميع هناك

إتصل يوتا بآكي وطلب منهم القدوم للقصر وبالفعل قد حضر التوأم للقصر رفقة والدتهما بدون شين ليسأل يوتا بهدوء :

" لما لم يأتي أبي شين معكم ؟ "

إغتاظ تاناكا وشعر بالغضب لسماعه كلمة " أبي " من إبنه يقولها لشخص غريب ولكنه قرر أن يبقى صامتا كي لا يتسبب بمشكلة ما أو يجعل يوتا يكرهه أكثر

نظر يوكي ليوتا وأجابه :

" كان سيأتي ولكن ظهر له عمل طارئ "

: " هذا جيد "

نطق بها تاناكا بغيظ فنظر الجميع له وتحدث كين منبها تاناكا بوجود يوتا هنا

: " أخي "

نطقها كين تزامنا مع إشارته ليوتا بعيناه فإنتبه تاناكا وتحدث بسرعة قائلا :

" أعني من الجيد أن يكون مهتما بعمله ولا يؤجله "

إبتسمت أكيكو وقالت بلطف :

" أيمكنني التحدث مع يوتا على إنفراد لبعض الوقت ؟ "

نظر تاناكا له وقال :

" أجل بالطبع ولما لا ؟ "

نظر لها يوتا وقال :

" لنخرج للحديقة إذا "

أومأت له فمشى يوتا بخطوات بطيئة وتتبعه أكيكو المستغربة طريقة مشيه

وفي الحديقة

جلسا على كرسيان متقابلان بصمت وبعد لحظات نطقت أكيكو مبددة الصمت :

" كيف حالك ؟ "

" بخير "

نطق بها يوتا بدون أن ينظر للماثلة أمامه فهو يعلم أنها تريد الحديث بخصوص ريكي وهو لا يريد إخبارها بناء على طلب ريكي

تنهدت أكيكو وسألت بخفوت :

" هل تعرف أخي ريكي ؟ "

رفع يوتا نظره لها وبعد ثواني هز رأسه نافيا وأشاح بنظره عنها فنهضت هي من مكانها وتقدمت من يوتا وجثت أمامه وأمسكت بيديه وقالت بهدوء يطغى عليه الحزن وقد بدأت دموعها بالإنهمار :

" عندما كنا صغارا أنا وريكي كان والدنا شخص سيء وكان دائما يضرب أخي بدون سبب وعندما يهم بضربي يقف أخي في وجهه فينال هو كل الضرب وفي ليالي كثيرة كان يبقى مستيقظا..... لا يستطيع النوم بسبب ألمه لقد كان يتألم ويبكي دائما ويحاول إخفاء هذا عني ولكنني كنت أكشفه دائما وفي حين هو يتألم ويتحمل الألم من أجلي كان كل ما أفعله من أجله هو المسح على شعره.....كنت أبقى مستيقظة أمسح على شعره حتى يغفو هو......أمي كانت أحيانا تمنع أبي عن ضرب أخي ولكنها في أحيان أخرى كانت لا تتدخل ابدا بل تقف متفرجة وابنها أمامها يتعرض للضرب بقسوة.....حتى جاء ذلك اليوم الذي هجرتنا أمي فيه وأخبرت أبي أنها لا تريديني أنا وأخي وبعد مغادرتها تبرأ أبي مني وطردني وحينها أخي قال لي أن لا خير يأتي من النساء والفتيات ومن يحتاج لهن ؟....قالها بنبرة ساخرة ولكنني قرأت نظراته التي تخبرني أن أبتعد عن ذلك المنزل والتي تترجاني ألا أعود إليه......حينها أنا نفذت طلبه وأبتعدت وعشت حياتي بهناء ولكن لابد أن ريكي قد مر بالكثير لذا...أريدك أن تخبرني بما تعرفه عنه وأيضا بما فعله بك "

رفعت نظرها المشوش بفعل الدموع ليوتا الذي يبكي بدوره فأومأ لها وأخبر بكل شيء حدث منذ أن عرف ريكي وبكل ما فعله وعن تهديده بقتلها...

مع كل كلمة نطقها يوتا كان قلب أكيكو يعتصر ألما لما عاناه يوتا أولا ولما آلت إليه حال أخيها ثانيا

إحتضنت يوتا فبادلها هو وقالت بخفوت حزين :

" أنا أسفة يوتا ، لقد عانيت بسببي أيضا.....لابد أنك تألمت كثيرا والأن للمرة الثانية طفل يتحمل الألم لأجلي....أنا حقا أسفة "

فصل يوتا العناق ومسح دموعها بيديه وقال بهدوء :

" لا تعتذري أمي ، أنا يمكنني أن أموت أيضا من أجلك لو تتطلب الأمر ذلك ، وأيضا ريكي يحبك كثيرا رغم أنه لا يظهر هذا ، حتى أنه بالأمس أتى وطلب مني ألا أخبرك بشيء عنه ، وذلك لإنه بالتأكيد لا يريدك أن تكرهيه ، أمي لا تكرهيه من فضلك "

أومأت له ومسحت دموعها المتبقية ففعل يوتا المثل وقال لها :

" ليبقى ما أخبرتك به عن ريكي سرا عن الجميع وخاصة ريكي ، حسنا ؟ "

أومأت أكيكو مبتسمة و وقفت ثم قالت :

" لنعد للداخل الأن "

أومأ يوتا لينهض هو الأخر و حين دخلا وجه هيرو سؤاله ليوتا بنبرة ساخرة :

" ما الشيء المهم الذي كنتما تتحدثان به لساعة كاملة ؟ "

نظر له يوتا بحدة بينما قال ماكوتو :

" ما شأنك يا هيرو ؟ ، ليتحدثا بما يريدان ما شأنك أنت ؟ "

رمقه هيرو بغيظ ثم إنضموا للبقية وأنقضى اليوم بسلام

وفي المساء كان هيرو يمشي في الممر ويمسك بيده كأس عصير وأثناء سيره لمح يوتا متجها لغرفة مشاهدة التلفاز فأبتسم بخبث وتقدم منه و أوقفه قائلا :

" خذ هذا الكأس لأبي ، إنه في الداخل "

قطب يوتا حاجبيه وقال :

" ولما لا تأخذه له أنت ؟ "

تنهد هيرو وقال :

" إنه غاضب مني وقد خاصمني منذ الأمس وإن أخذت له العصير الأن سيسكبه فوق رأسي "

أومأ يوتا بتفهم وأخذ الكأس من هيرو و دلف للغرفة وتبعه هيرو بإبتسامته الخبيثة
وحين صار يوتا بمحاذاة ريو خلع هيرو خذائه بسرعة وركله بخفة ليتعثر يوتا به وينسكب العصير على ريو وسقط يوتا فتحطم الكأس لقطع صغيرة

نهض ريو بغضب وزمجر :

" أأنت أعمى ؟ "

رفع يوتا نظره لعمه الغاضب وقال ليدافع عن نفسه :

" لقد تعثرت ، ثم أن إبنك الأحمق خدع... "

قاطعته صفعة قوية تلقاها من عمه الذي نطق بحدة :

" إياك أن تتحدث عن إبني بسوء وتعلم أن تتحدث بإدب مع من هم أكبر منك "

أخفض يوتا رأسه وأدمعت عيناه بينما يده إستقرت على خده الذي يؤلمه بسبب قوة الصفعة

خرج ريو من الغرفة ليضحك هيرو بشماتة وتقدم من يوتا الذي لازال جالسا على الأرص ويبكي بصمت

رفعه من شعره فتأوه يوتا ونظر لهيرو بكره ليقول هيرو بسخرية :

" أنت ساذج حقا ، هل ظننت أن أبي قد يخاصمني حقا ؟ أو أنني سأتهرب منه ؟ أنت أحمق بالفعل ولكن من الممتع مشاهدتك تتألم ، كانت صفعة أبي لطيفة ، صحيح ؟ "

: " هيرو ؟! "

إلتفت هيرو لماكوتو الذي تقدم بسرعة وأبعد يد هيرو عن شعر يوتا ونطق بحدة :

" إياك أن تلمسه "

نظر هيرو لماكوتو بإستنكار وتحدث قائلا :

" لما لا ألمسه ؟ ثم ما خطبك منذ أيام تتصرف بغرابة ؟ ألم تكن تنتهز أي فرصة للتنمر عليه ؟ ما الذي حدث الأن لتدافع عنه فجأة ؟ "

أجابه ماكوتو بهدوء :

" لإنني أدركت أنني لا أكرهه ، ذلك اليوم حين دخلنا للقبو لقد فضلته على نفسي ، فكرت بحمايته فقط دون أن أكترث بما قد يحدث لي ، لقد أدركت أنه أهم من حياتي ، إنه أخي ولن أسمح لك بإيذاءه مجددا "

قهقه هيرو بسخرية على كلام ماكوتو وقال ساخرا :

" أخيك ؟! دعني أذكرك بأنك و والدتك قد كانت لكما هواية مشتركة مفضلة و هي إيذاء يوتا سواء بالضرب أو الكلمات ، دعني أذكرك بأنك بعد وفاة والدتك قد حقدت عليه وفرحت حين تبرأ والدك منه وطرده من هنا ، دعني أذكرك بأنك رغبت وبشدة أن يتخلص والدك من يوتا قبل أيام حين خرجنا من السجن وأجتمعنا مع المحامي ، أبعد كل هذا تقول هذا أخي ؟! "

أشار بنهاية كلامه ليوتا الذي يخفض رأسه ويبكي بألم
أمسك ماكوتو ياقة ملابس هيرو ونطق بغضب :

" أجل أنا فعلت كل هذا ولكنني ندمت ، أنا غاضب من نفسي لإنني كنت أحمقا ولم أقف بجانب أخي يوما ، لكن ما حدث لن يتكرر مجددا ، من الأن وصاعدا يوتا لديه أخ كبير مستعد للتضحية بنفسه من أجله ، لذا أنا أحذرك.... إياك أن تمد يدك عليه مرة أخرى "

أبتعد ماكوتو عن هيرو وصرخ بغضب :

" أغرب عن وجهي "

رمقه هيرو بغضب ثم خرج من الغرفة وهو يتوعد ليوتا بالإنتقام

جثى ماكوتو أمام يوتا وأحتضنه ومسح على شعره ونطق بهدوء :

" إهدأ ، لا بأس ، لا تهتم له "

تشبث به يوتا وظل يبكي إلا أن غفى فحمله ماكوتو ليأخذه لغرفته و وضعه على السرير ودثره بالغطاء ثم خرج وأغلق الباب بهدوء

...........................

- منتصف الليل -

دخل ريكي لغرفة يوتا وتقدم ناحيته بهدوء

قطب حاجبيه عند رؤيته لحال يوتا فقد كان وجهه محمر وتنفسه غير منتظم والعرق يتصبب من جبينه

جثى على ركبتيه ومد يده ليتحسس جبين الأصغر فوجد أن حرارته مرتفعة فأبعد يده ولكن سرعان ما شعر بيد يوتا تمسك بيده فرفع بصره ليجده ينظر له بعينان شبه مفتوحتان وبعد لحظات نطق بصوته الواهن :

" ريكي....أهذا أنت ؟ "

" أجل "

نطق بها ريكي بينما يجلس على طرف السرير ليأتيه صوت يوتا مجددا قائلا بخفوت :

" ذلك الرجل....الذي طعنته أنا ذلك اليوم.....في تلك الغرفة...التي تسمى القاتل....هل مات ؟ "

" كلا ، لازال على قيد الحياة "

صمتا لبعض الوقت ليقطع يوتا الصمت قائلا :

" ريكي..."

همهم ريكي ليكمل يوتا كلامه بينما ينظر للسقف بشرود :

" هل تم إجبارك على دخولها أيضا ؟...حين كنت صغيرا ؟ "

أغمض ريكي عيناه بألم ثم تحدث بصوت هادىء :

" أجل ، أجبروني على دخولها لخمسة عشر مرة "

صمت قليلا ثم نظر ليوتا بينما يقول :

" لما تسألني هذا الس....؟ "

صمت ولم يكمل بسبب رؤيته للعرق يتصبب بغزارة من جبين يوتا وشعر بإرتجاف جسد يوتا بسبب أنه لازال ممسكا بيده فأدرك أن الحمى قد إزدادت فأبعد يد يوتا عنه ونهض متوجها للباب وفتحه ليلتفت الحارسان له فقال هو بأمر :

" الفتى حرارته مرتفعة ، نادوا أحد من أهل المنزل ليهتم به "

أومأ الحارسان ليغادر ريكي ويتجه أحد الحارسان لغرفة تاناكا وطرق الباب عدة طرقات وبعد لحظات فتح تاناكا الباب وأطل من وراءه بملامح منزعجة ولكنها تحولت للقلق بعد رؤيته لحارس غرفة إبنه فسأل بسرعة :

" ماذا حدث ؟ "

ليجيبه الحارس بهدوء :

" السيد الصغير مصاب بالحمى ، أرجو منك القدوم لرؤيته "

توجه تاناكا لغرفة يوتا وفتح الباب وأسرع ناحية صغيره وتحسس جبينه لتتسع عيناه ويهرع لإحضار ماء ومنشفة وبللها بالماء ثم وضعها على جبين يوتا ثم نادى الحارس ليحضر دواء خافض للحرارة وبقي بجانب طفله يعتني به طوال الليل وكانت هذه المرة الأولى التي يكون فيها بجانبه حين يمرض فسابقا هو لم يكن يهتم ، كان عندما يخبره أحدهم أن يوتا مريض كان يقول لهم " وما شأني ؟ " ، لكن هو لن يترك طفله بعد الأن ، لن يتجاهله ، سيهتم به

وفي الصباح

فتح يوتا عيناه بهدوء وأعتدل جالسا لتسقط المنشفة التي كانت على جبينه ونظر لوالده النائم على كرسي بجانب السرير فتسأل يوتا عن سبب وجود والده هنا

وبعد ثواني إستيقظ تاناكا وأبتسم حين رأى يوتا مستيقظا يحدق به فمد يده ليتحسس جبين إبنه ثم تنهد براحة وقال :

" الحمد لله ، لقد زالت الحمى "

حمى ؟! الأن فقط أدرك يوتا سبب وجود والده بغرفته

أشاح يوتا بنظره عن والده ليقول الأكبر حين لم ينطق إبنه بأي حرف :

" هل أنت بخير ؟ "

أومأ يوتا له ففهم تاناكا أن إبنه لا يريد الحديث معه فنهض وخرج من الغرفة وهو يشتم نفسه لإنه هو بنفسه جعل طفله يكرهه

.................

- بعد يومين -

دلف يوتا رفقة كازو لغرفة جدته ليطمئنا عليها فأستقبلتهما هي بإبتسامتها المتعبة ووجها الشاحب

" جدتي ما بك ؟ "

سألها كازو بينما يحتضنها فبادلته هي وقالت بخفوت :
" أنا بخير يا عزيزي "

" لكنك لا تبدين كذلك "

قالها كازو فأردف يوتا الذي جلس على طرف السرير وأمسك بيدها :

" جدتي ، أنت لن ترحلي مثل أمي ، صحيح ؟ "

إبتعد كازو عن الجدة فقامت هي بإحتضان يوتا وقالت بحنان :

" لا يا عزيزي ، أنا سأتحسن قريبا "

رفع نظره لها وقال وقد نزلت دموعه :

" لكنك لا تتحسنين ، جدتي أنا أحبك كثيرا ، لا أريد فراقك ، لن أحتمل فراقك "

ربتت الجدة على ظهر يوتا وقالت :

" لا تبكي ، أنا بخير "

صمتت قليلا ثم قالت بينما تبعد يوتا عنها برفق :

" هيا إذهبا الأن ، لا يجب عليكما التأخر عن المدرسة ، هيا "

قبل يوتا جبين جدته وفعل كازو المثل ثم غادرا

.............

- في الليل -

" سآخذ أرواح أبناءك ثم سأرحل "

رفعت المرأة ذات الشعر الأسود والعينان الذهبيتان مسدسها ووجهته لإبن زوجها وأطلقت النار عليه ليسقط أرضا ، لتتناثر دمائه ، لتصرخ والدته بإسمه بفزع

ثم وجهت ذات الشعر الأسود المسدس ناحية طفلها  الذي ينظر لها بعينان دامعتان هو خائف ولكنه مشتاق لها

إبتسمت وأطلقت النار عليه فشعر بشيء حارق يخترق معدته فسقط هو الأخر أرضا وقبل أن يغلق عيناه رأها تضحك ثم تطلق النار على نفسها

صرخة فزع أطلقها يوتا تزامنا مع فتحه لعيناه بذعر وإعتداله جالسا وفجأة شعر بيد تغلق فمه فنظر لصاحب اليد والذي لم يكن سوى ريكي الذي نطق :

" أصمت "

دمعت عينا يوتا وبدأت دموعه تتسابق على وجنتيه هو تجاهل وجود ريكي تماما و رفع كلتا يديه ليمسك بهما برأسه ويضغط عليه بقوة

إستغرب ريكي تصرف يوتا فأبعد يده عنه وسأله :

" ما بك ؟! "

لم يحصل على أي رد

سأل مجددا : " يوتا ما بك ؟! "

ومرة أخرى كان الهدوء المسيطر ولا رد من يوتا وكل ما يسمع داخل الغرفة هو شهقات يوتا فقط

بعد لحظات من الصمت تحدث يوتا بصوت مهزوز :

" لماذا ؟ لما فعلت أمي ذلك ؟ "

قطب ريكي حاجبيه ونطق بإستنكار :

" أمك ؟! ما الذي تقصده ؟! "

أنزل يوتا يديه عن رأسه وأخذينظر لهما ثم أجاب ريكي وكل معاني الإنكسار قد تجلت في نبرة صوته :

" أمي أطلقت النار على أخي.....لقد أطلقت النار علي أيضا....ثم قتلت نفسها.....لقد أخبرتني زوجة أبي بهذا من قبل ولكنه لم يكن سيئا كما رأيته في الكابوس للتو.....هل كانت أمي مجنونة كما قالت زوجة أبي ؟ هل كانت تكرهني ؟ "

عقد لسان ريكي ولم يعرف ماذا يقول ، فقط بقي يحدق بالصغير حتى هدأ ومسح دموعه

رفع يوتا نظره لريكي وقال :

" لما جئت اليوم ؟ أتريد تعذيبي وتتمتع بمشاهدتك لي أتألم ؟ "

حدق به ريكي لبعض الوقت ثم نهض وقال :

" لا ، لا رغبة لي بذلك اليوم ، إلى اللقاء "

ذهب ريكي فنهض يوتا وخرج من غرفته ، نزل عن السلالم فلمح شخص نائم على الأريكة وهو بوضيعة الجلوس فتقدم نحوه ببطء فأتضحت له ملامح النائم والذي لم يكن سوى والده

حدق بوالده لبرهة قبل أن يذهب ويعود بعد لحظات يحمل بيده غطاء وتقدم من والده وقام بتغطيته ثم قبله على جبينه ونطق بصوت خافت :

" شكرا لك لإعنتائك بي طوال الليل حين أصبت بالحمى "

غادر يوتا ففتح تاناكا عيناه ونظر للمكان الذي ذهب يوتا منه وأبتسم ثم نطق بهدوء وقد أدمعت عيناه :

" أهذا يعني أن كرهك لي بدأ يقل ، يوتا ؟ "

*
*
*
يتبع...

حسناً لن أسأل كثيراً فلم أحضر أسئلة لكن هما سؤالين ...

1.رأيكم بالبارت؟

2. توقعاتكم ؟

هل أشفقتم علي ريكي ؟😂

البارت بقلم : yonahema109

دمتم سالمين ☺️❤️

صلوا علي سيدنا محمد ❤️

الي اللقاء ☺️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top