بارت 12


دخل تاناكا بهدوء للقصر بينما يحاول فك ربطة عنقه فهو قد تعب من كثرة العمل لوحده لهذا اليوم فريو و كين قد سافرا و لن يأتيا الا بالمساء .

قابله احد الخدم بابتسامة :" سيدي أتريد شئ ؟"

هز رأسه و نفي قائلاً بهدوء :" لا شكراً دييغو ."

ابتسم دييغو و إنحني بخفة ليغادر الا أن تاناكا أوقفه بسرعة :" لحظة دييغو .."

توقف دييغو و إلتفت بنفس ابتسامته :" ماذا سيدي ؟"

استئنف تاناكا حديثه يسأله :" هل الاولاد عادوا و يوتا معهم ؟ "

:"اجل سيدي .. الانسة ميرا و الانسة كامليا غادرا فوراً مع السيدة كيرارا للسوق و السيد الصغير كازو قد دخل لينام و السيد الصغير يوتا ذهب لغرفته أيضاً ."

ابتسم تاناكا و نطق :" حسناً دييغو يمكنك الذهاب ."

أومأ دييغو و غادر بصمت فيما جلس تاناكا علي الاريكة بتعب .. دخلت سايا و اقتربت منه لتجلس جانبه تنطق : " أخي أأنت بخير ؟ تبدو متعباً ."

ابتسم له ينفي :" لا يا سايا انا بخير لكن العمل كان كثير اليوم و لقد أنهيته اليوم بصعوبة بوقت محدد ."

ابتسم بهدوء ليقطع ابتسامتها سؤاله :" أين أمي ؟ "

توترت سايا و ظهر عليها الحزن لتجيبه :" هي بغرفته متعبة .. الطبيب غادر المنزل منذ ساعة ."

قلق تاناكا ليعتدل يحدق بوجه شقيقته و نطق :" لماذا ؟! ماذا بها ؟"

أجبته بهدوء :" قال إن ضغطها إنخفض فجأة و مستوي السكر مرتفع .. قال انها يجب ان نراعيها جيداً و نهتم بها حتى لا يزداد الامر سوءاً ."

وقف تاناكا قائلاَ بقلق : " سأذهب لأراها و انت إذهبي لتطمئني علي يوتا ."

:" حاضر ."

أجابته بشرود فهي قلقه بشدة علي والدتهما فهي متعبة بشدة و تخاف أن تفقدها فهي تعبتر سندها بهذه الحياة بعد أن إفترقت عن تاكاشي .

****

شهق بألم و لم يتحمل الالم لتنزلق دموعه بحزن ثم نظر لريكي الدي يجلس صامتاً و سأله بغضب و حزن :" لما تفعل هذا بي ؟ ماذا فعلت لك لكل هذا الالم و الذل الذي أعانيه بسببك ؟"

نظر له ريكي بهدوء لدقيقة يحدق بوجه يوتا الغارق بدموعه يطالبه بالاجابة حتى نطق بغموض و بهدوء بنبره غريبة :" لإني أري نفسي بك .."

تغيرت ملامح يوتا للإستغراب ليسأل بصوت مهتز :" ماذا تقصد ؟"

نهض ريكي و تقدم ناحيته ثم جثى أمامه و مد يده ليمسك بيده و يبعده عن الزجاج ثم أجلسه أمامه و نطق بهدوء لم يكن لريكي الذي يعرفه يوتا :" حين توفي أبي كنت بعمرك .. كنت كل يوم أبي يضربني و يخرج غضبه عليّ بعد أن تركتني امي و طرد أختي أكيكو .. كان ينعتني دائماً بالضعيف و الفاشل و كنت أبيت كل ليلة باكياً علي الارض الي أن ذهب بي احدي المرات للعصابة التي يعمل عندها و قد كان يدين لها بأموال طائلة .. حدث الكثير منذ تلك اللحظة لكن الاسوأ هو بعد موته .. هم أخذوني و عذبوني و جعلوني أتدرب علي الجريمة و القتل الي ان أصبحت أسوأ شخص هناك فقد حقدت علي العالم و خاصةً علي الاطفال لانهم ضعفاء و حين أمرني رئيسي بخطفك و رأيتك دخلت لرأسي و رأيت نفسي بك لهذا انا أفعل ذلك لأنتقم مني أنا ."

أنهي كلامه لينطق يوتا بتلقائية :" أنت مجنون ! "

:" أعرف .."

أجابه بهدوء بينما ينهض و يردف بخفوت :" أعتذر عما فعلته بك لكني مجبور و طالما أنت ضعيف هكذا فأنا سأكون معذبك ."

كلماته أدهشت و حيرت يوتا و شعر بمقدار حزنه من ماضيه و بينما يغادر ريكي نهض يوتا مسرعاً متجاهلاً ألمه ليمسك بسترته ينطق من تحت أنفاسه المتعبة و نبرة صوته الباكية :" إنتظر ريكي .. "

أخفى ريكي دهشته و إلتفت ليوتا الذي أبعد يده و نطق بتوتر :" هل .. هل أنت تحب أمي أكيكو ؟ .. "

قاطعه بإستغراب :" لماذا تسأل هذا السؤال و انا أخبرتك من قبل اني أستطيع قتلها .؟"

نطق يوتا بجدية و ذكاء :" صحيح انك قلت إنك تستطيع قتلها لكنك تحبها أيضاً و هذا جعلك تطردها من منزل والدك حين طردها أبيك و هذا لتمنع عنها العذاب لانك كنت تعرف ان والدك سئ .."

:" لست كذلك ."

نطق منفعلاً بعد أن قاطع يوتا الذي نطق مصراً :" بل تحبها ، أنت تحبها يا ريكي لكنك تكره ان تعترف كي لا تظهر بمظهر ضعيف ..!

:"أصمت يوتا ."

وقف يوتا أمامه و نطق بحزم و انفعال :" لن أصمت ، لن أصمت .. أنت قلتها .. انت ترى نفسك بي و لهذا انا أخبرك إنك لا تريد الاعتراف ، اجل لا تريد الاعتراف انك شخص جيد أراد لأخته الحياة الجيدة ولهذا أيضاً حين علمت انها دخلت حياتي خفت عليها من أبي تاناكا و مني شخصياً كي لا أجرها لعالمك بما أن هناك عداوةً ما بين العصابة و ابي و لهذا تعذبني لانك أردت ان ترى مدي حبي لها و كيف أستطيع ان أدفع لحمايتها .. أليس كذلك ريكي ؟ "

حدق به ريكي كالمصعوق .. كل كلمة قالها يوتا دخل كسكين حادة تنغرز بقلبه .. لم يكن يعلم انه سينكشف بسهوله أمام طفل بكَّاء !.. لكن أحقاً هو يحبها ؟.. ألهذا يريد حمايتها ؟ .. هل ان وقف امامها مرة فقط هل سيقدر ان يرفع مسدسة عليها ؟!

أخفض وجهه و إلتفت مغادراً دون رد فسقط يوتا أرضاً بتعب بينما يحدق بالمكان الذي ذهب منه ريكي .. كيف فعلها ؟ .. لم يشعر بنفسه و هو ينفعل هكذا أمامه ؟ .. هل بعد ما فعله به شعر بألمه ام ان ذلك فقط لأجل أكيكو ؟ .. هل تأثر بماضيه أم أنه يخدعه ؟! .. هو لم يعد يفهم نفسه !

إستند علي يديه و نهض بصعوبة مقاوماً ألمه .. هو أبعد الزجاج عن الارض و عالج قدمه بينما يغمض عيناه حتى يمنع عيناه عن رؤية دمه .

_بعد يومين _

خلال اليومان الفائتان لم يخرج يوتا من غرفته و لم يذهب لمدرسته و لم يأكل معهم بل كان يأتيه الطعام لغرفته من أحد الخدم .. ذلك جعل الجميع يستغرب و أرادوا رؤيته لكنه رفض تماماً أن يراه أحد حتى تشفى قدميه و لا يعلموا بإصابته .

و خلال اليومين أيضاً كانت حالة الجدة تسوء تحت حزن سايا و خوفها و تحت نظر الجميع بينما تاناكا حاول يذهب بها للمشفى لكنها رفضت تماماً .

:" أرجوكِ أماه دعيني أطلب سيارة إسعاف لكٌ ! "

ترجاها تاناكا بينما يمسك بيدها و هي تتوسط فراشها حتى نظرت له ببسمة متعبة و نطقت بتعب :" لا يا تاناكا .. أنا سأذهب لأبيك حان الموعد لألتقي به ..

:" لا تقولي ذلك أمي ."

قاطعها بألم لتنطق :" هذا قدرنا كلنا تاناكا .. حافظ علي إخوتك من بعدي .. و حافظ علي أبنائك و من ضمنهم يوتا .. أشعر أن أجلي قريب بني و لهذا أود رؤية الجميع ."

بكت سايا و اقتربت تجلس جانبها :" لا تقولي ذلك أمي ،ماذا أفعل من بعدك ؟ "

ابتسمت الجدة و مسحت علي شعر صغيرتها و نطقت :" سايا صغيرتي ، ان عاد إليكي تاكاشي لا ترديه بل تمسكي بيده و عودي لمنزلك عزيزتي.. و لا تحرمي كازو من رؤية أبيه ."

:" حاضر أمي لكنك ستعيشين لتري ذلك ."

نطقت ببكاء بينما تحتصنها لتبتسم الجدة بحنان بينما تمسح علي رأسها .

نطق تاناكا بهدوء :" نادوا يوتا ."

بادر ماكوتو قائلاً :" سوف أناديه أنا "

أومأ تاناكا ليذهب ماكوتو تحت أنظار هيرو المستغربة تصرفه .

--

وقف امام الباب و طرق عليه بخفة ينادي يوتا :" يوتا ، جدتي مريضة و هي تريد رؤيتك حالاً ."

بالداخل...

فتح عيناه بتعب علي صوت شقيقه ليعتدل و ينطق بصوت بالكاد سمعه ماكوتو من الخارج :" قادم أخي ."

:" أنا أنتظرك ."

لم يسمعه يوتا بينما يغادر السرير بصعوبة فيما قد وقف ماكوتو خارجاً ينتظره .. هو حتى لا يعلم لما يفعل ذلك لكنه فقط لم يعد يفهم نفسه !

ما إن وقف علي قدمه حتي انهار أرضاً يئن بألم .. ظن خلال اليومان السابقان أنه مجرد ألم و سيختفى مع الوقت لكن الالم ازداد و معه حدث تورم و احمرار بقدميه !

:" يوتا ، هيا فلقد تأخرنا و جدتي مريضة ."

جفل علي صوت شقيقه لهذا تحامل علي ألامه و مد يده يفتح الدرج ليأخذ كريم مسكن للألم ليضعه علي قدميه ثم إرتدى جوارب ليخفي قدميه ثم نهض متحاملاً علي ألامه بينما يهمس مشجعاً نفسه :" لا بأس ، لا بأس ، هي مجرد خمس دقائق أرى بهم جدتي ثم أعود ."

سار للخارج و فتح الباب ليري شقيقه الذي نظر له بإنزعاج ينطق :" لما تأخرت ؟!"

نظر له بجفاء و لم يجادل فهو ليس لديه القدرة للمجادلة معه لهذا تقدم بصمت لغرفة الجدة حيث الجميع !

دخل يوتا يسبق ماكوتو بخطوتين ليقف أمام الجدة بدهشة .

تغيرت ملامحه للقلق وهو يرى جدته مريضة بشده وترفع يدها تطالبه بالاقتراب ليقترب بسرعة متجاهلاً تعثره .. جلس جانبها بل إحتضنها بخوف :" جدتي ما بكِ ؟"

ربتت علي شعره الابيض بحنان و تعب ثم ابتسم و قالت :" لا شئ بني لكني متعبة قليلاً و سوف أعود بصحتي قريباً فقط أود أن أنصحك بأن تسامح والدك فهو يحبك و أيضاً تقرب انت و ماكوتو من بعضكما فأنتما أخوة بالاضافة لميرا و كازو و كاميليا تمسك بأيديهم فهم سندك أيضاً ."

رفع ذهبيتيه التي تكسوها طبقة من الدموع و نطق بقلق و خوف :" لما تقولين ذلك جدتي ؟ لما أشعر ان هناك شئ خلف كلماتك ؟ هل أنت بخير ؟"

ابتسمت بضعف و تكلمت :" انا بخير حفيدي الصغير و لا تخف سأعود بقوتي ."

نطق بحزم :" إذاً تعديني بذلك ؟ "

نظرت له و ابتسمت ثم إحتضنته هامسة :" انا قوية بني و لن أبتعد عنك بسهولة ."

صمتت ليبتعد هو و تكمل هي :" الان غادروا و ارتاحوا فأنا سأصبح بخير ."

أومأ الجميع ليتكلم تاناكا :" حسناً أمي ، هيا جميعاً لندعها ترتاح ."

تحرك الجميع مغادرون ليحاول يوتا الابتسام بينما ينهض و يترك و يغادر بتعثر خلفهم حتى خرجوا .

:" يوتا ما بك تمشي هكذا ؟"

جفل يوتا علي صوت شقيقه الذي وقف أمامه يسأله بنظرات مستفسرة فأبعد وجهه عنه و نطق بحده :" لا شأن لك يا مزعج ."

عقد جبينه بغيظ و قبل أن يغادر مد قدمه أمام قدم يوتا الذي لم ينتبه ليتعثر بقدمه و يسقط !

صرخه ألم خرجت بعد أن سقط لينتبه الجميع عليه !

انزلقت دموعه بألم شديد بينما يمسك بساقه غير قادر علي تحريك قدميه .. ماكوتو دهش فهو لم يفعل له شئ ليصرخ هكذا !

صفعة قوية تلقاها ماكوتو من والده ليمسك بخده و يحدق بدهشة بوالده الذي صرخ بغضب :" ماذا فعلت له ؟"

تلعثم و دافع عن نفسه :" لم ، لم افعل له شئ أبي صدقني .. فقط جعلته يتعثر لكني لم أؤذيه !"

نظر والده إليه بغضب ثم تركه و إتجه ليوتا الذي تمسك بأنامله بقميص عمه كين بينما يصرخ بصوت مكتوم و دموعه أغرقت وجهه و بقربه جلس كازو يظهر قدميه ليصدم الجميع بمظهرهما !

:" لما قدمك هكذا ؟"

سأل تاناكا بقلق شديد بينما يلمسهما مما جعل يوتا يصرخ فأبعد تاناكا يده بسرعة و نطق بغضب و صوت عالي :"كيف حدث هذا يوتا ؟! "

لم يجب والده بل دفن وجهه بصدر عمه كين يخفي خوفه من والده .. كيف يخبره بأنه يتعذب كل يوم علي يد ريكي ؟ .. هل يكشف الامر و يتسبب بقتل أكيكو ؟ .. لا أبداً لن يخبره .

شهق بألم حين جذبه تاناكا عن حضن عمه ليمسك كتفيه بقوة يحدق به بحدة اجتمعت بقلق بينما يطالبه بتفسير لينطق يوتا بتعب بينما يخفض رأسه :" منذ يومين كُسرت زجاجة مني .. كنت شارد الذهن و خرجت و حين دخلت لغرفتي أصابت قدميّ ."

هزه بغضب و صرخ به :" و لما لم تخبر أحدنا ليعالجها يا غبي ؟ .. أنظر لنفسك ! أتريد أن تبتر قدميك بسبب الاصابة ؟! "

رغم تألمه رفع نظره لوالده بخوف قبل أن يجد نفسه بين يدي والده الذي حمله بين يديه و غادر به أمراً بصوت حاد :" كين تعال معي و الجميع ابقوا هنا ."

لم يجادل أحد رغم خوفهم علي يوتا بينما غادر كين مع شقيقه ليطمئنوا علي الفتي.

*****

_بمنزل ساتو شين _

كانت تجلس علي الاريكة بابتسامتها المعتادة .. جلس الي جانبها التوأم بينما يتشاجران سوياً علي أحد الالعاب الالكترونية .

:"انا من سأفوز يوكي !"

هتفت آكي بانزعاج ليبتسم أخيها بمكر و سحب منها هاتفها بينما يقول :" سنرى ذلك و حين تفوزين ستحصلين علي هاتفك أختي ."

رفعت يدها تحاول الوصول لهاتفها بينما تصرخ :" هات هاتفي يا احمق ! لن ألعب معك بعد اليوم ! "

و تبادلا الشجار تحت نظرات أكيكو التي ضربت جبينها بغيظ منهما لتنطق ببرود مخيف :" سوف أذهب لأرتاح بغرفتي ان سمعت ضجيجكما فسوف أقتلكما يا أشقياء و أطعمكما للسمك بالحوض ."

صمت الاثنان و أومئا لها بخوف و براءه فإبتسمت و غادرت لغرفتها فتنهد التوأم و عادا لشجارهما لكن بصوت منخفض خوفاً من العقاب .

-

تنهدت بيأس منهما بينما تفتح الخزانة لتنتقي ملابس أخرى لها لتغيرها بينما الابتسامة لم تفارقها .

إحتضنها من الخلف و أراح رأسه علي كتفها فإبتسمت و رفعت يدها تبعثر له شعره بحنان :" ها قد عدت .."

صمتت و لم تكمل بل شرد عقلها و غزاها الحنين المشبع بأحزان ماضيها قبل تسقط دموعها و هي تردف بصدمة و غير تصديق :" ري .. ريكي ؟! .. أخي ؟! "

لم يبتعد رغم تفاجؤه بمعرفتها به بعد كل تلك السنوات التي مرت و كأنها لم تنسى كيف هو ملمس شعره كما كان قبل سنوات ، قبل أن تفترق عنه بسبب والدهما .. تذكر كيف كانا ينامان سوياً و تبقى طوال الليل تلعب بشعره الاسود حتى يغفى !

:"هل ما زلت تتذكريني أختي ؟!"

حاولت الابتعاد و رؤيته لكنه إحتضنها أكثر و أكمل بصوت هادئ حزين :" لماذا بعد كل ما فعلته لكِ؟ لقد أسأت لكِ و جعلت أبي يطردك خارج المنزل .!"

سقطت دموعها و نطقت بحزن مشبع بتوبيخ :" قد يكون لانك أخي او لاننا كنا معاً كل ليلة ، ننام سوياً ، نأكل سوياً لكنك فجأة تغيرت .. اجل تغيرت و لم تكن ريكي الذي أعرفه .. لم تكن أخي الذي أحببته أكثر من نفسي ، كنت شخص أخر سئ أخذ محل أبيه في القسوة و أخذ عدم مبالاة أمنا بنا .. لم أكرهك لكني أحببتك أكثر مما ينبغي ."

تنهيدة عميقة أطلقها بينما ينطق بآسي :" لما لم تصرخي و تطلبي أحد لينقذك ....؟! "

:"لأنك مازلت أخي ، حتي لو مت علي يدك لن يهمني ."

صدمُه جوابها ففك يديه عنها و ابتعد خطوة فألتفت بسرعة لترى وجهه لكنه قد أخفاه بقلنسوته بينما ينطق ببرود :" حاولي كرهي أكيكو فأنا أصبحت أسوأ ."

قاطعته بحزم و إصرار :" لن أكرهك أخي ، لن أفعل ."

نظر لها بغضب و نطق بحده :" لكني قاتل أكيكو ، قاتل .. "

نظرت له بتفاجؤ ليكمل بغضب و انفعال :" أجل أنا قاتل ألا تصدقين ؟ .. حسناً إذهبي لذلك الولد و إسأليه ، إسألي يوتا فهو قد أصابه الكثير بسببي ، إذهبي إليه و أنظري ماذا فعلت به ، إجعليه يخبرك من كان معذبه حين كان مختطف بالعصابة ، او بالوقت الحالي ،  إكرهيني أكيكو هذا لمصلحتك ."

ألتفت ليغادر تحت نظراتها المصدومة و الغير مستوعبة قبل أن يختفي و تظهر دموعها و بكائها الصامت .

:"كل ما أريده هو أنت أخي .. أعرف ان هناك سر جعلك هكذا لكنك ستظل أخي دائماً."


****

:"إشرب العصير ، يوتا ."

نطق تاناكا بينما يمد له العصير ليبعده يوتا و ينطق بنبرة باكية معترضة :" لا أريد منك شيئاً ، ابتعد عني ."

تنهد تاناكا بيأس من طفله العنيد بينما تقدم كين منهما يكلم يوتا :" يوتا كانت  قدمك ملوثة بشدة و كان يجب فعل ذلك و إخراج الصديد و باقي شظايا الزجاج منها قبل أن تسوء و تفقدها يا أحمق ."

تذكر ألمه حين كانوا يعالجوه ليعض علي شفتيه باكياً و نطق ببكاء :" لكني أكرهكما ، أنتما لم تساعداني و هم يمسكون بي بقسوة ."

تنهد الاثنان باحباط بينما يمسح يوتا دموعه و يبكي فنطق تاناكا ساخراً :" يا فرحتي ، وريث ممتلكاتي صبي بكاء مهمل و يبكي بسهولة ."

:" لست كذلك يا أحمق ."

اعترض بينما يرمقه بنظرات عابسة ثم نظر للناحية الاخري بعيناه المليئة بالدموع ليتمتم تاناكا بانزعاج و نفاذ صبر :" و سليط اللسان أيضاً ، الصبر يا إلهي ."

سمعه الاثنان بالفعل لكن يوتا تجاهله و أخذ ينظر للنافذة المفتوحة بينما يشعر بألم قدمه المضمدة .

_بالمساء _

عادوا ثلاثتهم للقصر .. يوتا كان قد رفض أن يحمله تاناكا او كين و رغم ذلك لم يستطع المشي بدون مقعد متحرك و ها هو يدخل جالساً علي المقعد بينما يشاجر تاناكا الذي بدوره يتشاجر معه بينما كين كان هو من يدفع المقعد و يتنهد بين الفينة و الاخري و ما ان وصل حتى صرخ بهما :" توقفا عن الثرثرة يا طفلان ، أصبت بوجع الرأس بسببكما .. تباً !"

هو ترك المقعد و غادر تحت نظرات الجميع المندهشين حتي ابتسموا ضاحكين علي ما حدث !

نظر يوتا و تاناكا لبعضهما بنفس اللحظة و نطقا بغضب :"أنت السبب!"

ضحك الجميع عليهما مما زاد بإستيائهما .. حسناً هذا الشجار الدائم بينهما لن ينتهي !

عاد كل شئ لطبيعته .. كان يوتا مستلقياً علي سريره يغمض عيناه بهدوء بعيداً عن ضوضاء عقله المتزاحم بالافكار .. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءاً .. غداً يوم عطلة و هذا جيد ليرتاح أكثر و سيطلب بمجيئ آكي و يوكي ليشاركاه اليوم ..

شعر بيد تغلق فمه فانتفض و فتح عيناه بذعر قبل تتقابل عيناه بعين ريكي الذي يجلس الي جانبه يحدق به ببرود .

:"لم آتي لإيذائك لكني سأطلب منك طلب اريدك أن تنفذه لي ."

أومأ يوتا بقلق فأردف ريكي :" أنا متأكد أن أكيكو ستأتي ، لا أريدك أن تخبرها عني شئ ."

أومأ يوتا له بصمت فأبعد ريكي يده و إلتفت ليغادر بصمت فحدق يوتا بأثره بإستغراب شديد !

أغمض عيناه بصمت قبل أن يغفى و يدخل لعالم الاحلام متمنياً حين يستيقظ أن يجد كل ذلك حلم فقط .!

_بالصباح ..._

دخل ماكوتو لغرفة شقيقه ليراه نائماً لكن كانت ملامحه تتغير بينما يحرك رأسه .. هو كان يحلم !

تقدم منه و جلس إلي جانبه يحدق بملامحه بصمت و شرود حتى رآه يفتح عيناه برعب و أنفاس مضطربة !

إعتدل يوتا محاولاً التحكم بضربات قلبه حين رأى أخيه يجلس أمامه و الصمت يحوم حوله .

:" ما بك ؟"

رفع نظره بأخيه و قد تذكر ماذا رأي بكابوسه فإنزلقت دمعة من عيناه و شعر بقلبه ينقبض فرفع يده يخفي وجهه تحتها .

لم يشعر ماكوتو بنفسه و هو يقترب و يضمه لصدره بقلق فشهق يوتا باكياً بسبب الكابوس الذي رآه .. لم يبكيه الا رؤيتها .. رؤيته لها و هي تقترب منه ثم تحتضنه بين يديها .. شعوره بها و كأنها واقع ثم غدرها به فجأة .. كانت الصدمة تشل لسانه و جسده حتى رآها تدفعه غاضبة و تصرخ بكم هي تكرهه و تريد له الموت .. رآها تقتل نفسها بسببه .. لانها لم تستطع قتله !

:" ما بك يوتا ؟ لما تبكي أخي ؟! "

سأل ماكوتو بقلق مما زاد من بكاء الاصغر الذي بادل أخيه و نطق يحكي له ما رآه بينما يشعر بقلبه يؤلمه و أنه تعيس الحظ :" لقد رأيتها أخي !... رأيتها و شعرت بها تضمني و لكنها .. لكنها غضبت فجأة و دفعتي و أرادت أن تقتلني .. لكن .. لكنها قتلت نفسها أمامي لانها لم تستطع أن تقتلني! .. هي تكرهني أخي ."

نطق بحزن بينما يمسح علي ظهره و يلعب بخصلاته البيضاء :" لا بأس أخي ، إهدأ و أخبرني من تلك المرأة ."

:" أمي .. إنها والدتي ."

دهش ماكوتو و ضمه أكثر يربت علي رأسه و يهمس له بحنان :" لا يا صغيري هي لم تكرهك هي كانت تحبك لكن الامور سارت علي غير توقع .. لقد كنت أراها تلاعبك و أنت صغير .. كانت تحبك لكن .."

صمت و لم يعرف ماذا يخبره عنها بعد ذلك .. هو لم يعلم لما سوزي تغيرت فجأة فهو كان صغير حينها ..

لم يستطع يوتا أن يسأله فيكفيه بعض الكلمات التي تشعره بحبها له قبل أن تقتل نفسها و لم ينتبه الاثنان علي تاناكا الذي يحدق بهما بابتسامة قبل أن يتراجع مغلقاً الباب و يغادر متمنياً ان تنتهي مشاكل صغاره بين بعضهما .

:"أخي هل تكرهني .؟! "

تفاجأ من سؤاله لكنه تنهد و نطق :" كنت أظن ذلك يا يوتا بسبب غيرتي منك .. لكني أحبك كشقيق صغير و ليس أخ من أبي .. يوتا أعلم أني قسوت عليك كثيراً و لكني عدت لرشدي و أريدك أن تسامحني علي كل ما فعلته بحقك ، أنا أسف ."

إبتعد يحدق بعيناه المتعبة لعين أخيه فسأله ماكوتو بإستغراب :" لما تنظر لي هكذا ؟! "

ابتسم و إنحنى ليعانق أخاه بقوة و ألم بينما يهمس بترجي :" لا تبتعد عني ماكوتو .. أرجوك لا تكرهني أخي .. أنا لم أعد أتحمل أخي ، لقد سئمت ."

لف ذراعيه حول ظهر الصغير و رغم دهشته لكلمات يوتا نطق :" أنا أعدك بأن أكون أخ جيد لك دائماً .. أعرف أني ظلمتك بشدة لكني الان أفتح صفحة جديدة معك و أريد أن تكون حياة أخي الصغير جميلة و سأحاول أن أحميك بحياتي أخي الصغير ."

ابتسم يوتا لكلمات أخيه .. كم أسعده الامر ! .

ها قد عاد الاخوين لبعضهما .. ماذا سيكون دور الحياة بعلاقتهما معاً و هل سيكتمل ذلك ام سيتدخل القدر بتفرقتهما مجدداً ؟!




*
*
*
يتبع..


من قلم : asmaa487

رأيكم بالبارت ؟

توقعاتكم ؟

كيف كانت ردة فعلكم حين علمتم أن لريكي ماضي قاسي ؟

هل كنتم تظنون ان ريكي سيغيره كلام يوتا ؟

لما طلب ريكي من أكيكو ان تسأل يوتا ؟
و لما طلب من يوتا أن لا يخبر أخته بما حدث له ؟ ما هذا التناقض؟!

ماكوتو علم انه كان مخطئ بحق يوتا و عاد و إعتذر و يوتا تقبله و فرح بذلك ، ماذا سيكون مصيرهما ؟

تاناكا فرح لرجوع طفليه لبعضهما !

مع اني لا احب المجرمين لكني وقفت لصف ريكي لسببين .. الاول هو لان هديل تحب هذه الشخصية ، و الثاني هو لاني احببت شخصيته .. ريكي لديه كاريزما و شخصية قوية أحببتها و لكن ذلك سيحدث الكثير من المشاكل و خاصةً لريكي .😅 لا احد يدخل لجانب يوتا و يصبح بخير 😏🙃😅

كفي أسئلة و الي اللقاء مع بارت من هديل 😜

❤️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top