بارت 11

بعد تناولهم للعشاء توجه يوتا لغرفته وبعد أن دلف إليها توجه لسريره و إرتمى فوقه بإرهاق .

أغمض عيناه لينام ولكنه فتحهما بينما يفكر " ربما يأتي حضرة المعذب وقد ينزعج كون الباب مفتوحاً "
لذا نهض مجدداً وأغلق الباب ثم عاود الإستلقاء وأغلق جفونه غارقاً في النوم.

.............

وفي غرفة هيرو كان يستلقي على سريره يتقلب بغيظ ثم تنهد وقال بحقد :

" لا أصدق أنني أصبحت تحت رحمة ذلك المزعج "

إلتمعت في باله فكرة ما فابتسم بخبث ثم نهض وخرج من غرفته متوجها لغرفة ماكوتو .

طرق الباب عدة مرات حتى فتح الأخر الباب بإنزعاج وقبل أن يتذمر أو يقول أي شيء دفعه هيرو جانباً و دخل بينما يقول بإبتسامة خبيثة : " لدي فكرة ستسعدك بالتأكيد ".

أغلق ماكوتو الباب وقال : " هات ما عندك ".

فبدأ هيرو بسرد فكرته على ماكوتو الذي إبتسم بخبث هو الأخر .

...............

- لنترك هذان الأحمقان جانباً ولنعد لغرفة يوتا -

بعد أن تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تسلل ريكي للغرفة بهدوء وألقى نظرة على يوتا النائم و ابتسم بخبث ثم توجه لباب الغرفة وفتحه فألتفت الحارسان للباب لينطق ريكي ببرود :

" لا تدعا أي أحد يدخل "

أومأ الحارسان بطاعة فعاود ريكي إغلاق الباب وتقدم من يوتا بملامح خبيثة ثم قرب وجهه من إذن يوتا وهمس بصوت خبيث : " إستيقظ "

قالها تزامناً مع توجيه لكمة لمعدة يوتا مكان الجرح الذي سببه هو سابقاَ ليفتح الأصغر عيناه بتوسع شاهقا بألم.

وجه نظره لريكي المبتسم بإستمتاع فبدأ جسده بالإرتجاف تلقائياَ فتقدم منه ريكي مجدداً بينما يقول بسخرية :

" أووه هل كان هذا مؤلمًا ؟ ، لا بأس القادم سيكون مؤلماً جداً وليس مؤلماً فقط "

أنهى كلامه بجلوسه على طرف السرير وأخرج من جيب معطفه حقيبة صغيرة لكن طويلة بعض الشيء و إبتسم بخبث ثم نظر ليوتا الذي يكاد يموت رعباً وقال :

" الأن اخلع سترتك وإياك ثم إياك أن ترفع صوتك فإن علم أحد أي شيء عني سأحرص على قتل أكيكو بأبشع طريقة ، مفهوم ؟ "

أومأ يوتا بطاعة ثم خلع سترته ليبدأ جسده بالإرتجاف برداََ وخوفًا بينما عيناه تحدقان بريكي الذي قام بفتح الحقيبة التي بيده وأخرج منها الكثير من الإبر التي بطول القلم ونظر لجسد يوتا الذي يحمل علامات التعذيب الذي تلقاه سابقاً فأمسك بإبرة و إبتسم بشر ثم سحب يوتا من شعره و رماه على الأرض وجثى بقربه .

" واحد ، إثنان ، ثلاثة "

أنهى ريكي العد وإبتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه ثم غرس الإبرة في أحد الجروح الذي سببتها مسامير التابوت سابقا ليصرخ يوتا متألماً ولكن يد ريكي التي كممت فمه قد أخرسته ، والحارسان في الخارج سمعا صرخة يوتا ولكنهما لم يهتما فهما من رجال ريكي على أي حال.

وفي الداخل نظر ريكي ليوتا وقال : " إياك وإصدار أي صوت أو تعلم ما الذي سيحدث "

أومأ يوتا وقد إمتلأت عيناه بالدموع فأبعد ريكي يده عن فم الأصغر ثم بدأ بغرس الإبر بجروح يوتا بإستمتاع والأصغر لم يستطع فعل شيء سوى البكاء وإغلاق فمه بيديه ليمنع صوته و شهقاته من الخروج كي لا يزعج متعة الأكبر ويؤدي هذا إلى إصابة أكيكو بمكروه أو موتها.

مضت نصف ساعة و ريكي يقوم بغرس الإبر بجسد يوتا ثم سحبها بقوة ثم يعاود الكرة وإبتسامته الخبيثة المستمتعة لم تفارق وجهه بينما يوتا لازال يبكي بصمت ويداه تغلق فمه حتى توقف ريكي عما يفعل و إعتدل واقفا وقال :

" أشعر بالملل لذا سأتركك الأن لكن كما قلت سابقاً إياك وإخبار أي أحد بأي شيء "

نظر ليوتا بغضب كون الأصغر لم يرد فرفع الأكبر قدمه وداس بها على صدر يوتا الذي شهق بألم وكاد يصرخ ولكنه أغلق فمه بسرعة لأنه يدرك أن الماثل أمامه سينفذ تهديده حتماً .

رفع عيناه المليئة بالدموع لينظر لريكي الغاضب والذي نطق بأمر :

" عندما أحدثك عليك أن ترد "

أومأ يوتا ليكمل ريكي بغضب أكبر بينما يزيد من قوة ضغط قدمه على صدر يوتا :

" الأن إنهض وأفعل شيئاَ لهذه الدماء ثم إذهب للنوم ولا تنسى إتفاقنا ، هل فهمت ؟ "

" ح....حاضر "

قالها يوتا بضعف ليبعد ريكي قدمه عنه بينما يقول :

" جيد ، طفل مطيع "

ثم غادر ريكي المكان بينما نهض يوتا ببطئ وسار بترنح ليفعل ما أمره به معذبه وقد إستغرق هذا منه ثلاث ساعات لأنه بالإضافة للألم كان مذعوراَ بسبب فوبيا الدم التي تلازمه منذ صغره.

...............

وفي الصباح إجتمع الجميع حول مائدة الإفطار وقد لاحظوا جميعاً هدوء يوتا الغريب فهو لم ينطق بحرف منذ إستيقاظه حتى أنه لم يرد على كازو حين تحدث معه ولكنهم تجاهلوا هذا ظناً منهم أن يوتا منزعج منهم فقط ولكن الحقيقة هي أنه يصارع ألم جروحه التي أمره ريكي بتولي أمرها ولكن بسبب الفوبيا لم يستطع تعقيمها كما يجب بل إنه قد اخطأ بالمعقم وإستخدم شيئا أخر ليتحول ألمها لجحيم لا يطاق ولكن يوتا يحاول ألا يظهر ألمه من أجل بقاء أكيكو سالمة.

بعد الإفطار توجه ريو للشركة مع كين وسايا وكيرارا قررتا الذهاب للسوق بينما كلاً من كازو وكاميليا بالإضافة لميرا توجهوا للمدرسة ولكن يوتا بقي في المنزل بحجة أنه يشعر بالصداع .

و ها هو يجلس بغرفة المعيشة مع أخاه الأكبر و والده بالإضافة لهيرو .

تنهد تاناكا بعد أن أغلق هاتفه ونطق بتذمر :

" الأن كثرت الأعمال ولا يستطيعون التعامل معها بدوني ".

ليتحدث ماكوتو قائلاً : " ولما لا تذهب أبي ؟ "

تنهد تاناكا مجدداً ونطق بعد أن حول نظره ليوتا الهادىء :

" الجميع خرجوا ولم يبقى أحد للإعتناء بيوتا "

نظر يوتا لوالده وقال بهدوء :

" أنا لا أحتاجك ، أستطيع الإعتناء بنفسي "

ليكمل هيرو بينما يحاول إخفاء خبثه :

" لا تقلق عمي ، أنا وماكوتو ليس لدينا دوام جامعي اليوم ، لذا سنبقى معه ونعتني به "

أومأ ماكوتو موافقاً لكلام هيرو بينما قلب يوتا عيناه بملل وقال في نفسه :

" رائع ، أولاً ريكي ثم هذان الأحمقان ، أنا واثق أنهما يريدان الإنتقام مني "

خرج من أفكاره على صوت والده الذي نطق :

" جيد أنكما ستبقيان معه ، الأن أستطيع الإطمئنان "

نهض تاناكا و إقترب من يوتا بنية تقبيل جبينه إلا أن يوتا نهض وذهب لغرفته ليتنهد تاناكا بيأس ثم يغادر المنزل وفي هذه اللحظة تبادل هيرو وماكوتو النظرات الخبيثة فهما كانا يعلمان بجدول الجميع اليوم ولكنهما لم يتوقعا عدم ذهاب يوتا للمدرسة.

- وفي غرفة يوتا -

كان جالساً على طرف السرير يمسك بصورة لوالدته ويحدق بها بشرود .

قطع شروده دخول أحد الخدم يخبره بأن أخاه ماكوتو يريده في غرفته فترك يوتا الصورة على السرير و إتجه لغرفة ماكوتو وطرق الباب مرتين ليسمع بعدها صوت أخيه يأذن له بالدخول.

فتح الباب ودخل فوجد أخيه واقفاَ أمام المرآة يعدل تسريحة شعره ليسأل يوتا ببرود :

" ماذا تريد مني ؟ "

إلتفت ماكوتو ليوتا ثم سار ناحية الباب قائلاً : " إتبعني "

لحق به يوتا بصمت ونزلا السلالم وتابع ماكوتو طريقه نحو القبو ويوتا يتبعه بهدوء إلا أن توقفا أمام باب القبو.

: " لما جئنا إلى هنا ؟ "

قالها يوتا بينما ينظر لباب القبو بإستنكار ليأتيه رد أخيه الغامض :

" أريد أن أريك شيئاً هنا "

همهم يوتا بملل فهو يعلم أن لا خير سيأتيه من أخاه الأكبر ، قام ماكوتو بفتح الباب والدخول ليتبعه يوتا ..

تقدم يوتا عدة خطوات ولم ينتبه للإبتسامة الخبيثة التي إعتلت ثغر ماكوتو لينغلق الباب فجأة ويصدح صوت المفتاح بأرجاء المكان .

إلتفت يوتا بخوف للباب الذي تم إقفاله من الخارج ثم نظر لماكوتو المتظاهر بإنه متفاجىء ونطق بخوف :

" م....ما الذي...حدث ؟ "

نظر له ماكوتو وقال : " لا أعرف ، يبدو أنه قد تم إقفال الباب علينا ، ولكن من يهتم ؟ ولا داعي للخوف فأنا معك هنا "

أشاح يوتا بنظره لتتسع عيناه بصدمة ويتراجع بخوف خطوتين بينما يشير بيده المرتجفة لشيء ما وتحدث بخوف : " أنظر !"

نظر ماكوتو لما يشير إليه يوتا لتتسع عيناه هو الأخر بينما يحدق بتلك الجثة المشوهة والمغطاة بالدماء ويبدو أنها جثة خادمة .

أعاد نظره ليوتا الذي صرخ بذعر وتراجع ليسقط أرضاً بينما جسده يرتجف وعيناه تحدقان بأربعة جثث مقتولة بطريقة شنيعة حيث أطرافهم مقطوعة ومرمية بجانبهم و إحدى الجثث بلا رأس .

نبض قلب ماكوتو بخوف فهو لم يتوقع وجود أشياء كهذه في قبو منزلهم ، تحرك بسرعة للباب يطرقه بقوة وينادي لأي أحد ليفتح لهما الباب ولكن لا رد .

سمع ماكوتو صراخ يوتا مجدداً فإلتفت إليه لتتسع عيناه حين رأى رجلين يحمل كل منهما سكين كبيرة و يقتربان من يوتا بإبتسامة خبيثة فصرخ ماكوتو قائلاً :
" يا أحمق لا تبقى هناك ، تحرك "

لكن يوتا كان مرعوباً جداً ولم يسمع ما قاله أخيه فإندفع ماكوتو نحوه و إحتضنه ليتشبث به الأصغر بخوف ، وصل أحد الرجلين إليهما ورفع سكينه إستعداداً للهجوم فإحتضن ماكوتو يوتا بقوة أكبر جاعلاً من نفسه درعاً لأخيه الصغير ، ولكن الرجلين إبتعدا عنه حين وقعت أعينهما على خادمة تقف عند الجدار القريب وترتجف بخوف فأقتربا منها وقاما بتقطيعها إرباً إرباً تحت أنظار الأخوين المرعوبة ، تطايرت دمائها عليهما ليصرخ يوتا بذعر ثم يفقد وعيه مما أرعب ماكوتو ، حاول إيقاظ الأصغر ولكن دون جدوى فعض ماكوتو شفته السفلى ندماً على القدوم لهنا .

فجأة توقف كل شيء و إختفى !!

الجثث ، الرجلين ، الدماء ، لم يبقى شيئاً منها .

نظر ماكوتو حوله بإستنكار فأين إختفى كل شيء ؟!

وما هي إلا لحظات حتى فتح الباب وجاء صوت هيرو ينادي ماكوتو فقام المعني بحمل يوتا والخروج من القبو بشعر مبعثر و وجه مخطوف الملامح وبمجرد وقوع نظر هيرو على الأخر حتى بدأ بالضحك ونطق بين ضحكاته :

" شكلك مضحك جداً "

تنهد ماكوتو وقال بصوت مرتجف إذ أنه لم يخرج من صدمته بعد :

" ه....هناك...جثث....و قتلة.."

إنفجر هيرو بالضحك ويداه على معدته ثم توقف يمسح دموع الضحك من عيناه وقال :

" ولكن هذه كانت خطتنا معاً لتلقين المزعج درساً "

تسمر ماكوتو للحظات ثم تحدث قائلَا :

" الخطة كانت إستغلال كونه لديه فوبيا من الدم لإرعابه ولكن ما كان في الداخل كفيل بقتله وليس إرعابه فقط حتى أنا كدت أموت رعباً فما بالك به ، ثم كيف فعلت هذا ؟ "

إبتسم هيرو وقال :

" إنه مجرد عرض ضوئي وهمي "

" ولكن الرجلين كانا على وشك قتلنا وأيضاً الدماء التي تطايرت علينا...."

قاطعه هيرو قائلاً : "كلها مجرد وهم".

قطب ماكوتو حاجبيه وقال بإنزعاج : " ولكنني طرقت على الباب كثيراً وناديتك فلما لم تفتح الباب ؟! "

تنهد هيرو وقال : " لقد ذهبت لتناول وجبة خفيفة ثم عدت "

" أنت فظيع "

كان هذا ما نطق به ماكوتو قبل أن يشعر بيدي هيرو تنتشل يوتا من بين يديه بينما يقول :

" سآخذه لغرفته وأنت إذهب لتعدل مظهرك كي لا يعلم أحد بما جرى هنا ، وبالنسبة ليوتا فهو لن يجرؤ على قول أي شيء ".

توجه هيرو لغرفة يوتا بينما ماكوتو لغرفته وبعد أن إستحم وغير ملابسه وقف أمام المرآة ليعيد تسريح شعره كما كان وبعد أن إنتهى من فعل ذلك بقي يحدق بإنعكاسه في المرآة بينما يتذكر ما حدث في القبو ..

" لماذا ؟! ، لما عدت إليه حين كانا على وشك مهاجمته ؟! لما قمت بإحتضانه ؟! لما كانت حمايته هي كل ما فكرت به حينها ؟! لما ذعرت عندما فقد وعيه بين يدي ؟! "

كان هذا ما فكر به ماكوتو ثم تنهد وقال : " لابد أن تصرفي آنذاك كان بسبب الرعب فقط ".

أنهى كلماته وخرج من غرفته متوجها للحديقة حيث يجلس هيرو بسعادة فهو الأن قد شفى غليله .

...............

- و في المدرسة -

إنتهى الدوام المدرسي و ها هم الطلاب يستعدون لمغادرة الفصول والعودة لمنازلهم وبينما كان كازو يجمع أغراضه تقدمت منه آكي بهدوء وسألته بغضب :

" هل حقاً يوتا لم يأتي بسبب الصداع أم أن عائلتكم قد أذته مجدداً ؟ "

رفع كازو نظره لها وأجابها بهدوء :

" لا ، العائلة لم تفعل أي شيء ولكنه كان هادئاً جداً هذا الصباح ولا أعلم السبب فقد حاولت التحدث معه ولكنه لم يرد علي "

تنهدت آكي بحزن وقالت بخفوت :

" ليته يأتي لزيارتنا "

" ولما لا تأتون أنتم لزيارته ؟ "

قالها كازو بينما ينهض ويحمل حقيبته فأجبته آكي بحزن :

" هذا سيغضب السيد سوزوكي و ربما...ربما يضرب يوتا "

نفى كازو كلامها بهز رأسه وقال مبتسماَ :

" العم تاناكا يسعى جاهداً لإرضاء يوتا لذا لن يعترض على زيارتكم له "

" حقاً ؟! "

سألت آكي بأعين دامعة فأومأ كازو لتبتسم آكي وتشكره على إخبارها بهذا ثم غادرت لتجتمع بأخيها الذي ذهب لتسجيل إشتراكه بأحد النوادي الرياضية بينما توجه كازو لحيث تنتظره ميرا مع كاميليا.

................

- قصر عائلة سوزوكي -

دلف هيرو يحمل بيده كوب ماء لغرفة يوتا الذي لازال فاقداً لوعيه حتى الأن وقام بسكب الماء على وجه يوتا فإعتدل المعني جالساً يلهث بقوة وسرعان ما إتسعت عيناه برعب حين تذكر ما جرى قبل أن يفقد وعيه ليصرخ بإسم أخيه بذعر ولكنه هدأ حين استوعب أنه في غرفته الأن و نظر لهيرو بخوف ونطق :

" هل ماكوتو بخير ؟ "

تفاجأ هيرو من ردة فعل يوتا وسؤاله ولكنه أجاب ببرود : " إنه بخير لم يحدث له أي شيء ولا لك ، أساساً ما رأيته في القبو كان مجرد وهم وقد خططنا له أنا وماكوتو للإنتقام منك "

صمت قليلاً ثم أردف بسخرية :

" ما الذي دعوتني به سابقاَ ؟ ، آه تذكرت ، هل رأيت ما الذي يستطيع فعله الشاب المدلل العاطل شارب السجائر سراً ؟ ، إياك أن تتجرأ على التفوه بهذا الكلام مجدداً وأيضاً إن علم أحد بما حدث اليوم فستكون العواقب وخيمة ".

أنهى كلامه وخرج من الغرفة فتنهد يوتا براحة كون كل ما حدث مجرد خدعة ولكن لحظة !!

هل قلق أخيه عليه كان خدعة ؟! هل إحتضان أخيه له خدعة ؟! و حماية أخيه له أكانت خدعة ؟! أم أنه تخيل هذا بسبب الخوف ؟!

بقي يفكر بهذا إلا أن دخل أحد الخدم يخبره أن الجميع قد عادوا و هم بإنتظاره لتناول الغذاء فنهض وغير ملابسه ثم نزل لغرفة تناول الطعام.

وصل إليها فوجد العائلة متحلقة حول المائدة ينتظرون قدومه فتقدم وسحب الكرسي الذي بجانب ماكوتو ليجلس عليه كونه الكرسي الوحيد الفارغ وبعد أن جلس سأله ماكوتو بلا شعور :

" هل أنت بخير ؟ "

أومأ يوتا بصمت و باشر بتناول الطعام كما فعل الجميع عدا ماكوتو الذي كان مصدوماً من نفسه لإنه سأل عن حال يوتا ، وفجأة نطق تاناكا بسؤال جعل كلا من هيرو ويوتا يتوقفا عن الأكل وينظرا لبعضهما

" هل حصل شيء ما أثناء غيابنا ؟ "

خرج ماكوتو من صدمته و نظر لوالده ونطق ببلاهة : " هاه ؟ "

فأعاد والده طرح السؤال ثم أردفت كيرارا بقلق :

" آه صحيح لقد سمعت إحدى الخادمات تقول لأخرى أنها رأت هيرو يحمل يوتا وأخذه لغرفته ، ما الذي حدث ؟ "

توتر هيرو وأجاب بتعلثم : " ه....هذا... "

قاطعه يوتا قائلاً ببرود :

" لقد كنت في الحديقة وغفوت هناك لذا قام هيرو بحملي و هذا أيضاَ هو سبب سؤال ماكوتو تواً ، شكراَ هيرو لأنك أخذتني لغرفتي ".

نظر بنهاية كلامه الذي إبتسم بلطف مصطنع وقال :

" لا بأس ، ليس بالشيء الكبير ".

ثم تابعوا تناول الطعام بصمت وفي المساء زارت عائلة ساتو قصر سوزوكي ولم يعترض تاناكا ابداََ على وجودهم كون يوتا كان سعيداً بذلك.

..................

مرت ثلاث أيام وخلالها لم يقم ماكوتو بإزعاج يوتا لا بقول ولا بفعل مما أثار إستنكار هيرو ، أما يوتا فلم يكن يشعر بالراحة لهدوء أخيه وهالة السلام التي تحيط به وبالنسبة لتاناكا فقد كان سعيداً جداً بهذا.

وبعد الظهيرة حيث عاد الأولاد من المدرسة فتوجه يوتا لغرفته و دلف إليها و إستدار ليغلق الباب و....

: " أهلا بعودتك ، يوتا "

إنقبض قلب يوتا بخوف فهذا الصوت ليس سوى صوت السيد المعذب ريكي ، إستدار يوتا لتقع عيناه على ريكي الجالس على السرير بإبتسامة خبيثة ثم نظر للأرض حيث يوجد زجاج محطم لقطع صغيرة جداً على بعد خطوة واحدة منه وتمتد على طول الطريق لنهاية الغرفة حيث يقبع السرير كما لو أنها بساط لامع.

أعاد نظره لريكي مستغرباً هذا ففهم الأكبر مغزى نظرة يوتا ليبتسم ريكي بشر ويقول مجيباً تساؤل الأصغر :

" أنا أشعر بالملل الشديد ولهذا جئت إلى هنا لأتسلى ، ولأنك لم تكن قد عدت بعد أمضيت وقتي بتحطيم هذا الزجاج والأن.... أخلع حذائك و أخطو فوق هذا البساط الجميل إلى أن تصل إليّ ".

لم يفكر يوتا ابداً بل خلع حذاءه وبدأ يسير فوق الزجاج المحطم بينما يحاول حبس دموعه وعدم النظر لقدميه الداميتان ولكن ملامحه كانت تظهر جلياً أنه يتألم بشدة.


*
*
*
يتبع..

البارت من كتابة :yonahema109

رأيكم بالبارت ؟

توقعاتكم ؟

كيف كانت ردة فعلكم بخطة هيرو .. انا تقريباً كنت منذهلة و صدقتها 😅

هل توقعتكم ان ماكوتو يتأثر بألم يوتا ؟ و هل سيكون هناك تصالح بينهما؟

ريكي .. هل سيظل يوتا تحت رحمته ؟ او أن الامر سينكشف مع مرور الوقت ؟

هل ستعرف أكيكو عن شقيقها ؟

و ... الي اللقاء كفي أسئلة

رسالة لهديل :" البارت بغاية الرووووعة 👌☺️ شكرا لمجهودك ."
❤️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top