بارت 10

كانت ليلة صعبة علي الجميع .. رؤية افراد أسرة السوزوكي تعتقلهم الشرطة هذا فقط أدي لتجمع الكثير من الصحافة لينتشروا لإشباع فضولهم عن السبب خلف ما يحدث لأكبر العائلات بطوكيو و ذلك فقط جعل مجموعة ياماموتو تسعد بالخبر فأخيراً ستسقط أسهم شركات سوزوكي المنافسة و ذلك أدي لإرسال رسالة لشين تخبره من خلالها أنه سوف يرتقي .. رغم أن هذا الخبر أسعده الا أنه لم يفعل ذلك لكي يرتقي لمقام أعلي بمجموعة شركات ياماموتو لكنه لم يعير للأمر اهتمام .

بالفعل مر يومان و تاناكا و ريو بالاضافة لماكوتو و هيرو و هم بالحجز ينتظرون دفع الكفالة .

لكن تاناكا كان هادئ طوال اليومان .. كل تفكيرة تمحور حول يوتا الذي سيفقده بسبب خطؤه ذاك .. ليته يعود كل شئ لسابق عهده .. الان سوف يسعد يوتا بهذا الشئ و يطلب أن يكون مع أسرة ساتو بدلاً عنه .. لقد ضيع كل ما شئ من بين يداه .

":_يا إلهي ! سنخسر الكثير بالشركة بسبب ما حدث ."

نطق ريو بغضب و إستياء فنظر له تاناكا بغضب تولد فجأة :" إصمت أنت ريو .. كل ما يهمك الشركة فقط .. هذا سهل لكن خسارتي لحضانة طفلي هذا هو الصعب ."

غضب ريو و كاد يرد الا أن السجان نادى بحده :" تاناكا ، هناك زيارة لك ."

رفع الاربعة أنظارهم نحوه ثم وقف تاناكا و خرج معه .. أكيد ذلك الشخص هو كين .

بعد دقيقة وصل السجان بتاناكا لحيث غرفة مكتب الضابط ليدخل .. و ما كاد ينظر حتى تسمر مكانه و عيناه تلتقط جسده الصغير يقف أمامه بمفرده .

":_يـو ، يوتا ؟! "

إبتسم يوتا بلطف زائف و هذا وحده كفيل بدفع قنبلة نووية بوجه تاناكا الذي وقف يحدق بتلك الابتسامة بقلق ليخرجه صوت الضابط يتكلم :" لديك طفل جيد ، كيف تعنفوه ؟! .. ثم هو أتي هنا رغماًرعن الجميع لرؤيتك و إصلاح سوء الفهم الذي حدث قبل يومان لذا تحدث معه لأري ما يحدث بعدها ."

أومأ تاناكا و خرج الضابط مغلقاً الباب عليهما لتختفى إبتسامة يوتا الذي نطق ببرود :" تعرف ماذا حدث لكي أصل لك ؟ .. عانيت لإني طفل لهذا لم يسمحوا لي الا حين جئت بالسائق معي ."

":_هل جئت لتخرجني ، يوتا ؟."

سأل تاناكا مباشرة .. يريد أن يعلم ما يفكر به طفله !

هز رأسه نافياً و نطق بحقد دفين بينما يدفن كفيه الباردان بجيبيّ معطفه :" لم آتي الي هنا لأجلكم بل جئت لعقد معك صفقة تريحنا كلينا و خاصةً تريحني من عائلة سوزوكي التي تقتلني ببطء منذ أن كنت صغيراً ."

حدق بولده بدهشة مخفية .. ينظر لعيناه التي تشع حقداً تجاهه .. كلامه الذي يكبره بسنوات .. نظرته الكارهه التي لم تتغير تجاهه .. كرهه لعائلة سوزوكي و خاصةً كرهه الذي تولد تجاهه و كل ذلك كان بسببه .

همس بوجس :" ما هي .. الصفقة ، يوتا؟"

أجابه ببرود بينما يحدق فيه بحقد بينما يخرج ورقة من جيبه :" أولاً لك خياران .. الخيار الاول أن توقع علي تلك الورقة و تخلي سبيلك من الاعتناء بي لساتو شين او تكتب لي ثلاث أرباع الشركة بشرط أن أبقي بأسرة سوزوكي .. لديك مدة قرر فيها ، ما رأيك ؟ .. خيار من الاثنان سيجعلني أجعل السيد شين يتنازل عن القضية بل و سوف ينتهي كل شئ ."

صمت يوتا بعد تلك القنبلة النووية الناسفة التي ضربت بوجه تاناكا المصدوم من تفكير إبنه الذي كان بدوره يعلم أنه لن يختار أي من الخيارت تلك و هكذا سينتقم منهم و خاصةً من ريو و هيرو بالاضافة لأخيه ماكوتو .. هو فكر جيداً حين رأي ورقة تبني بأوراق شين خلال اليومان الماضيان ..الان كل الخيارات متاحة له و رغم ذلك كان يتمني من والده أن يختار الخيار الاول لكن لينتظر و يعرف .. هو يعلم أن عمه كين قادم بمال الكفالة التي ستخرجهم لكن القضية لن تنتهي الا بالتنازل عنها من قبل شين و بيده القرار .!

":_ لم أكن أعلم إنك ستحقد علي هكذا ، يوتا ، أنت تغيرت ."

نطق بهدوء شخص بائس ليبتسم يوتا بسخرية و نطق بينما يغادر أمامه :" الولد إبن أبيه يا أبي .. مهما إبتعدت فدمي مختلط بدمك و لن أتخلص من تلك اللعنة الي حين موتي .. فكر جيداً أبي حتى لا تخسر الكثير ."

إختفى صوته مع إبتعاده ليذهب تاناكا مع السجان قبل أن يصل كين بالكفالة .. الان الخيار أصبح أصعب .. فمن جهة سيتخلي عن طفله .. و من الجهة الأخري سيظلم معه الكثيرين .

.
.
.
***

توقف أمام الشاطئ يحدق فيه بشرود بينما أمواج البحر تعلو لتلامس قدميه لكنه لم يكن خائفاً .. حياته منذ الصغر تأخذ منعطفات قاسية تكسره دائماً لكنه للآن لم ينحني رغم تلك الالام التي مازالت تطارده .. لكنه بالنهاية تعذب كثيراً .. حياته سيئة و تسوء .. يعلم أن ما فعله سيقلب الجميع ضده و لكنه لن يبالي ..

لاحت ذكراه لتذكره بتلك النظرة المنكسرة التي أطلت من عين والده .. ذلك الرجل القاسي المحب و حاد الطباع .. لم يكن يعلم أنه سيرى تلك النظره بعيناه يوماً بينما يملي عليه تلك الخيارات و الملزم بها أن ينفذ إحداها .. لم يتخيل نفسه من قبل يهدد أو يملأ أعماقه بكل ذلك الحقد و خاصةً إن توجه علي الشخص الذي كان يتشبث بالحياة بسببه و لأجله فقط .. أجل ، هو يعترف أنه ما يزال يحبه لكنه لا يستطيع تقبله بعد كل ما حدث له بسببه .. هو ما زال يعترف به والداً له ! لكن بنفس الوقت أصبح يحقد عليه ، لذا هو يريد الثأر لنفسه .

ترقرقت دمعة بعيناه لتسقط قبل أن يغمض عيناه و يتحدث للبحر :" هل ما أفعله خاطئ ؟ .. هل إنتقامي منهم خاطئ ؟ .. طوال حياتي و أنا أتألم دون أن يساعدني أحد .. لكن لما أنا أشعر بالذنب ؟ .. هذه هي فرصتي لأنتقم منك تاناكا فلما أشعر بالذنب ؟ ... "

تساقطت دموعه بينما يكمل صارخاً بإنفعال :" .. ألأنك ابي ؟ .. هل لأنك والدي قلبي لا يود الانتقام منك ؟ .. أخبرني أبي ، لماذا أنا مازلت أحبك ؟ ... لماذا رغم كل ما حدث بسببك أنا أحبك ؟ .. لماذا ؟.. "

سكت عن الصراخ ليهبط علي ركبتيه التي لامست المياة التي تتحرك بقوة بسبب الهواء و همس بينما يمسك بقلبه و يحدق بصورته التي تأتي بالماء :" لم أكرهك يوماً و لن أكرهك .. و لم أكره أمي و لكني كرهت سيلينا .. لم أحبها يوماً و لكنك أحببتها لهذا أنا أكرهها و أتمني لها العذاب بقبرها ."

أغمض عيناه يلمس بأنامله المياه البارده قبل أن ينهض و يغادر هذا المكان نهائياً .

-----

وصلت السيارة للقصر و نزل منها يوتا بهدوء شديد ..

انتفض الجميع بقلق و قد إقتربت منه كيرارا تنطق بقلق :" يوتا ، أين كنت ؟ .. انت .. "

":_دعوني لوحدي قليلاً .. لا أريد رؤية أحد ."

نطق ببرود بينما يتخطاهم ، فنادته كيرارا مجدداً لكنه لم يجيبها ، فنطقت الجدة بحزن : " دعوه وشأنه ، حين يهدأ سيخرج ."

نظرت لها بقلق و اردفت : " لكني خائفة قليلاً .. قد يأتي تاناكا و كين بأي وقت ."

":_نحن عدنا كيرارا "

نطق كين الذي دلف و إقترب منها بابتسامة مطمئنة و خلفه دخل الاربعة يتقدمهم تاناكا الذي جلس علي الاريكة يخفي وجهه بذراعه .

":_كل ما حدث لنا بسبب ذلك الصعلوك ."

تكلم هيرو بحقد فرد ماكوتو بانزعاج:" أجل بسببه لما حدث لنا ذلك ."

نظر لهما كين بحده ليصمتا ثم نظر لتاناكا الصامت منذ جاء بينما يتذكر الكلام الذي دار بينهما و يفكر به جيداً .. هو كان موافقاً علي أي قرار يفكر به شقيقه حتى يصلح الامر بينهم !

تقدم احد الخدم ينطق :" سيدي هناك رجل جاء يقول أنه بطلب منك ."

أبعد ذراعه و نظر للخادم ينطق :" دعه يدخل و إطلب عائلة ساتو شين ليأتوا ."

نظر له أغلبهم بحيرة و قلق بينما دقيقه هي ما فصلتهم عن دخول رجل بالعقد الثالث بعيون سوداء و نظارات طبية بيده حقيبة جلدية .. دخل و إنحني إحتراماً لكين و تاناكا و جلس أمام تاناكا بصمت تحت نظرات الجميع المستغربة .

":_لن يحدث شئ الا بوجود عائلة ساتو شين هنا ."

قاطع أفكارهم و نظراتهم المتسائلة بكلماته التي قالها بكل برود بينما يسترخي .

_ بعد نصف ساعة و أكثر _

دخل التوأم يسبقان والدهما ليقفوا أربعتهم أمام أسرة سوزوكي و نطق شين بحدة هادئة : " لما أردتنا أن نجتمع مع أسرتك سيد سوزوكي ؟! "

نظر له تاناكا بهدوء و رد :" هناك أمر جميعكم يحب أن تعرفوه .. هو يخص الجميع .. تفضل سيد ساتو ، الان نحن بمصلحة مشتركة ."

أومأ شين و جلس مع عائلته ينتظرون ما سيحدث فنطق تاناكا لأحد الخدم :" أرسل لي يوتا ليحضر ، فهو الاهم هنا ."

عقد جميعهم جبينهم بقلق و حيرة مشبعة بالاستغراب و إنتظروا ليأتي ضيف الشرف !

بوسط إنتظارهم ليوتا نظر هيرو لماكوتو و ابتسم بإستهزاء يهز حاجبيه بنظره ذات معني فهمس ماكوتو له :" يبدو أنه سيفعل شئ يؤدبه جيداً و نتخلص منه .. هيرو ."

ابتسم هيرو بخبث و نظر لوالده الذي ينتظر ما سيحدث بصمت .

خطوة !

خطوتان !!

ثلاث !!! .. إنتقلت أعينهم علي من ينزل ببطء يحدق بهم ببرود حتى توقف أمامهم بملابس سوداء فضفاضة .. هو نظر لشين و أسرته بصمت و حدق بأكيكو التي نظرت له بحنان لينزل نظراته عنها بصمت بينما يسمع تاناكا ينطق معرفاً بالرجل :" السيد مورا هو محاميّ الخاص و لقد جاء اليوم بخبر سيهمكم جميعاً ."

نظر ريو لتاناكا بإستغراب يسأله :" و ما الغرض من جمعنا أخي تاناكا ؟ "

تنهد تاناكا و نظر ليوتا الواقف أمامهم بصمت لينطق بما صدم أغلبهم :" سوف أكتب ثلاث أرباع الشركة بإسم يوتا بشرط أن يبقى ابن أسرة سوزوكي و سوف أكون الوصي إلي أن يتم الثامنة عشر ليستلم الآرث ."

الصدمة غلفت أغلبهم ، منهم من فرح و منهم من لم يهتم و و منهم من غضب و لم يكونوا سوي ريو و إبنه بالاضافة لماكوتو من صدموا و شعروا بالغضب مما حدث فنطق ريو معترضاً :" تمزح تاناكا ؟ كيف لطفل أن يستلم أملاكنا ؟ .. بالتأكيد تمزح ! نحن لا نوافق ."

نظر له تاناكا ببرود بينما يأخذ الورق من المحامي و يوقع عليها :" أنا أخذت قراري و إنتهي الامر يا ريو ، لا مجال للإعتراض ."

إغتاظ ريو و لكن تاناكا تجاهله و نظر ليوتا بإبتسامة حزينة ينطق :" لن أتخلي عنك ، يوتا حتي لو تخليت عن العالم أجمع .. أعرف إني أخطأت بحقك كثيراً و لكن هظا سيكون بمثابة صلح بيننا ، موافق ."

كانت هناك ابتسامة راضية إستقرت علي وجه شين .. لا يعرف لماذا ؟ لكن بالنظر لوجه يوتا يعلم أنه فعل شئ جعل والده يفعل ذلك .. الان سيطمئن عليه قليلاً و سيستغل تلك النقطة لصالح يوتا لكي يبقى بآمان رغم أنه يعلم أن المشاكل ستزيد من ما حدث الان .

إنتهي كل شئ بمغادرة المحامي بالاوراق و بهذا أصبح ليوتا أكثر من صاحب الممتلكات نفسه لكن هذا لم يعجب البعض منهم حيث إعترض ريو علي الامر برمته لكن تاناكا نظر له ببرود و نهض متجاهلاً إياه مما جعل ريو يأخذ أسرته و يغادر بهم بينما ماكوتو تنهد بقلق .

تكلم شين بابتسامة :" لا أعرف لما لكن أعجبني قرارك سيد سوزوكي ."

أومأ تاناكا و إقترب من يوتا الصامت أغلب المفاوضة التي كانت بسببه .. حدق به بإستغراب مشبع بالحنان و بادله الفتى بشرود بل بنظرة كانت مشوشة بالكاد كانت تتوضع أمامه ملامح والده .

أحاط به من خصره و قربه نحوه بينما يتحدث إليه :" يوتا ، لما أنت صامت ؟ .. يو... "

صمت بدهشة حين شعر بشئ دافئ علي كفه فرفع كفه يحدق بذلك السائل الاحمر بدهشة و عدم إستيعاب ..

تراخى جسد يوتا فجأة فأمسكه تاناكا بفزع و قد إنتفض الجميع بصدمة و خوف .

أسنده تاناكا لصدره و بيده الاخرى أبعد ملابسه عن خصره ليصدم هو و الجميع بذلك الجرح الغائر الذي ينزف بغزارة .. لكن كيف أصيب ؟! .. بل كيف كان يقف بتلك السهولة معهم بدون أن ينتبه أحد عليه ؟!

لنعود قبل هذا الوقت بأقل من ساعة...

عندما دخل يوتا لغرفته .. هو أراد أن يختلي بنفسه قليلاً بعيداً عن الضوضاء ..

إقترب من خزانته و أخرج ملابس قاتمة فضفاضة ليبدأ بإرتدائها بهدوء بينما عقله يعمل دون توقف و قد شرد بذهنه بينما يقف قرب السرير .

لم ينتبه علي من يقف خلفه بإبتسامته الخبيثة و الذي همس بخبث :" يـــوتــا! "

إنتفض يوتا بفزع و إلتف ليرى من هذا الا أنه وجد من يغلق فمه بيده و يدفعه ناحية سريره ليسقط عليه ، فرفع يديه يمسك بهما يد ريكي محاولاً نزعهما عن فمه دون فائدة لكن ضحكات ريكي الخافتة و الخبيثة بينما يجلس بجانبه جعلته يفزع أكثر بينما يرتجف جسده ذعراً بينما يحدق به :" لا يمكنك الهرب مني عزيزي .. لقد جئت خصوصاً إليك لأعطيك هدية لأني إكتشفت إنك ولد جيد إعتنيت بأختى الصغرى ."

نظر له يوتا بحيرة فإبتسم ريكي بمكر و نطق :" مستغرب ؟ .. أجل أنت تعرف أختى الصغرى .. أنسيت أكيكو ؟ "

توسعت عين يوتا بصدمة ما إن فهم الامر بينما تابع ريكي بنفس نبرته و إبتسامته :" أجل ، أكيكو هي أختي التي تبرأنا منها و كرهناها بمغادرة أمنا للمنزل .. مات والدنا بعدها بعام بسبب فشل كلوي مفاجئ و إنتقلت للعمل بالمنظمة التي كان يعمل بها و الان وجدت أن أختى بخير و تعيش حياتها بينما أنا لا .. لذا حين علمت بأنك تعرفها قررت أن أستغلك لمصلحتى و الان قرر أنت .. أعذبك ببطء و كما يحلو لي أم أقتل أكيكو أمام عينيك و لن أتأثر بكونها أختى فأنا أكرهها علي أي حال ."

بعد عدة ثواني من التفكير رفع إصبعه و أشار بإصبع واحد ليعلم ريكي أنه إختار أن يعذبه علي ألا يقتل أكيكو فإبتسم بخبث و حرك يده ليرفع تيشرت يوتا الاسود لتظهر معدته .. حدق الصبي به بغرابة و خوف بينما يتشبث بكفيه بملائة السرير بجسد يرتجف رعباً قبل أن يشهق بصوت مكتوم ملئ بالالم حين شعر بشئ حاد يخترق معدته فزاغت عيناه و كاد يفقد وعيه الا أن ريكي أبعد يديه و صفعه ليفيق ، فعض يوتا شفتيه بتألم شديد بينما يتنفس بألم لينطق ريكي بجفاء :" أنت الان تحت يدي و يمكنني التحكم بك متى أردت و بمكنني قتلك بكل سهولة لكني سوف أعذبك و أتلذذ بألمك ، يوتا ."

حدق به يوتا ببصر مشوش قبل أن يسمع صوت طرقات الباب لكنه لم يقوى علي الرد ليأتيه صوت الخادم ينطق من خلف الباب :" سيدي الصغير ، السيد الكبير يريد حضرتك بأمر هام .. هو ينتظرك ."

نظر بضعف لريكي الذي يقف بإبتسامة خبيثة حيث نطق بإستمتاع :" الان يمكنك النزول و لا أريدك أن تظهر أي ألم أو تنطق بحرف عني حتى لا أقتل أكيكو أمام عينيك ."

صمت قليلاً يحدق به و حين لم يجد تفاعل نطق بحدة :" قلت هيا إنهض ."

أومأ يوتا بضعف و نهض بصعوبة بينما يتنفس بإضطراب و لا يعرف أين أتته القوة و التماسك ليغادر الغرفة و يتقدم للسلم ينزل درجاته الملتوية بينما يتمسك بالدرابزين حتى أصبح أمامهم و قد ظل واقفاً خوفاً من وصول دمه علي الاريكة حين يجلس و حينها سيقتل ريكي أكيكو أمامه و هذا لن يحتمله لهذا .. هو فضل موته علي موت شخص أخر أحب إلي قلبه منه ."

_الحاضر.._

شهق بألم حين حمله والده بين يديه ، فتمسك بأبيه و إنزلقت دموعه بضعف بينما لا يستطيع التحدث بسبب الألم الذي ينتشر بجسده .. فقط إشارات عفوية كتشبثه بوالده يحاول إيصال له ألمه بينما عيناه تحدق بأكيكو التي تضع يدها علي فمها بصدمة و تنزلق دموعها بغزارة قبل أن يشهق وبألم و يغمض عيناه بحضن أبيه و يسكن و أخر همساته كانت :" أمي .."

_بعد نصف ساعة ..

كان قد وصل تاناكا بيوتا للمشفى ليسرع للداخل و هناك قد تقدم المسعفون لينتشلون يوتا الذي أصبح ينتفض جسده و كأن روحه تحاول مغادرة جسده .. بالنهاية إنتظر الجميع بالخارج ينتظرون يوتا الذي أدخلوه لغرفة العمليات .

.
.
.

_بعد 4 ساعات _

قد كان مستلقياً علي ظهره .. إبرة المغذي بذراعه و قناع الاكسجين يغطي فمه بينما من جلس معه كان تاناكا و شين بالاضافة لكيرارا و كين بينما الباقي قد جعلهم تاناكا يغادروا للقصر .

بدأ يفتح عيناه لتبصر وجوههم الممتلئة بالغم و الهم ففتح فمه ليتحدث لكن لسانه كان ثقيلاً فأطبق فمه يتنفس بضعف ثم همس بصوت بالكاد خرج بينما جسده يرتجف ذعراً :" أ .. أبي .. أبي ."

إنتفض تاناكا حين سمع صوته ليقترب منه بقلق واضح و أخذ يربت علي رأسه يحاول تهدئته بكلماته القلقة :" إهدأ طفلي .. لا بأس أنت بخيـ.."

صمت حين صرخ يوتا ذعراً بينما يرمي بجهاز الاكسجين و يتمسك بملائة السرير بجسد يرتجف و ينتفض بينما يحاول النطق بدون وعي :" ري .. ري .. بابا .. أمي .. أكيكو .. "

كان قد ذهب كين ليحضر الطبيب بينما ظل يصرخ يوتا بألم ثم يهمس بضعف و ذعر بتلك الكلمات و كأنه يحاول أن يوصل له معنيً لها .

تقدمت أكيكو و شين لتمسك أكيكو بيد يوتا محاولة تهدئته لكن صرخاته المتقطعة زادت لينطق برعب :" أبي! "

جذبه تاناكا لصدره و إحتضنه يربت علي ظهره فهدأ يوتا بحضن أبيه بل و تمسك به أيضاً .. يوتا لم يكن واعياً ليدع نفسه المكبوته و مشاعره من تتحكم به لكنه كان دائماً يحتاج والده الحقيقي لهذا هو شعر بالأمان بين يديه و خف إرتجاف جسده لينام و يعود السكون لجسده مجدداً و بتلك اللحظات دخل الطبيب الغرفة ليفحصه ..

:" يبدو أنها نوبة إنهيار عصبي لكنها لم تحدث ."

تكلم الطبيب ثم أضاف :" هو بخير لكنه يحتاج للإهتمام جيداً حتى لا يعود الجرح للنزيف ."

أومأ الجميع له بينما يحدقون بيوتا النائم بتعب .

.
.
.

_بعد أربع أيام ... _

ها هو يوتا يجلس علي الاريكة بغرفة المعيشة .. لا يعرف لما هو أراد الابتعاد عن غرفته التي أصبح أمامها حارسين غير الكثير من الحراس الذين يحرسون القصر بعد تلك الحادثة فقد علم الجميع بعدها أن من فعل ذلك به هو أحد أفراد تلك العصابة لكن يوتا لم يخبر أكيكو عن شقيقها .

":_أتمزح يوتا ؟! ما زلت لم تتعافى بعد ."

نطق كازو بينما يقترب و يجلس جانب رفيقه الذي نطق بعبوس :" إصمت كازو .. أنا حقاً كرهت غرفتي ثم لما هو وضع لي كل هؤلاء الحراس ؟ "

ابتسم كازو بقلة حيلة و نطق بمنطقية :" أولاً ، إسمه والدي و ليس هو .. هو بالفعل يفعل المستحيل لإرضائك لكن رأسك يابس كالصخر .. ثانياً ، الحراس لأجل أن يحموننا كلنا و ليس أنت فقط ."

عبس يوتا أكثر و بتلك اللحظة دخل هيرو الذي ما إن رآه حتى تقدم نحوه ساخراً : " الطفل المدلل الاحمق أصبح أكثر تدليلاً من قبل .. أليس كذلك يوتا ."

نظر له يوتا ببرود ثم إبتسم مستفزاً الاكبر بكلامه :" و الشاب المدلل العاطل شارب السجائر سراً يتدخل بما لا يعنيه و لا يعرف أن المدلل قد يقذف به خارج حدود العائلة لأنه أصبح يملك كل شئ بين يديه يا هيرو ."

شعر هيرو بالحرارة تشتعل بصدره ليجذب يوتا من ملابسه بقسوة فشهق الصبي متألماً لكن كازو دفع هيرو عنه و نطق غاضباً :" أ أنت مجنون ؟ هو مصاب يا أحمق ! .. أقسم لو لمسته لأقول لعمي تاناكا بكل ما فعلته له أنت و ماكوتو ."

رغم شعوره بالغيظ الا انه إلتفت ليغادر تحت انزعاج كازو و عبوس يوتا .

بعد ذلك تجمع الجميع علي العشاء و لكن يوتا لم يكن ضمنهم فقد كان بغرفته ..

بتلك اللحظة كان يتسطح أرضاً علي معدته بينما يده يحشرها تحت مكتبه يبحث عن قلمه الذي سقط منه و متجاهلاً أن لديه عملية بخاصرته !

":_ماذا تفعل أيها اللص الصغير ؟! "

انتفض يوتا و صرخ بفزع بينما يلتفت يحدق بمن ظهر خلفه يكتف ذراعيه لصدره بإنزعاج منه لينطق بعبوس و كبرياء مصطنع :" لا دخل لك بما أفعله سيد سوزوكي ."

تنهد تاناكا بيأس و إقترب منه ليحمله فجأة فشهق يوتا و نظر له بغضب هاتفاً : " ماذا تفعل أيها العجوز ؟ أنزلني حالاً ."

ضحك تاناكا متجاهلاً إياه و تكلم ساخراً :" سمو الامير يوتا قادم للعشاء ، أفسحوا المجال ."

تمسك به يوتا بخوف و نطق متلعثماً يحاول رد كبرياؤه الذي أصبح بالطين بينما ينظر للأرض :" سوف أقاضيك .. سوف أ .. سوف أخذ .. باقي ممتلكاتك .. أتركني هذا مخيف !! "

صرخ حين رفعه والده للأعلي و قد تشبث به فيما ابتسم تاناكا فهو يحاول إصلاح علاقته بإبنه و الحل الوحيد يعرفه جيداً .. يوتا طفل بالنهاية و بالقليل من الاعتناء به و الاهتمام الكثيف سيعود كما كان .. هو يتمني ذلك .

*
*
*
يتبع..

رأيكم بالبارت ؟

من قلم : asmaa487

البارت: 3000 كلمة

توقعاتكم ؟

هل توقعتم ما فعله يوتا ؟

و رأيكم بما دار بينه و بين والده بمركز الشرطة ؟

يبدو أن يوتا واقع بين عقله و قلبه و لا يستطيع الاختيار لكن من سيفوز بالنهاية .. العقل ام القلب ؟

هل توقعتم أن يختار تاناكا أن يكتب ثلاث أرباع الشركة ليوتا ؟

هل توقعتم أن يكون ريكي شقيق أكيكو ؟

و الان بدأ ريكي بالتدخل بحياة يوتا عن طريق أكيكو !

ماذا سيحدث ؟

و هل يوتا سينجو ؟

هل تاناكا سيكسب قلب طفله مجدداً أم أن هناك من سيتدخل بينهما مجدداً ؟

و هل سيسامح يوتا والده ؟

كل تلك الاسئلة ستعرفوها بالاجزاء القادمة !

الي اللقاء ☺️❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top