البارت الاول
" لحظات من السعادة تعادل مئة عامًا من الحزن "
1ديسمبر 2023
مشرقة شمس هذا اليوم رغم برودة الأيام في مدينة طوكيو ، الغيوم متوزعة بعشوائية لكنها لم تتفق اليوم معًا كي تمنح لنفسها الفرصة لنشر أمطارها في فصل الشتاء .. و جميل هو شهر ديسمبر الذي أتي ببهجته و أمطاره ...الأرض رطبة لهذا اليوم رُغم ذلك!
الرياح اللطيفة دغدغت وجهه و حركت خصلاته المائلة الي السواد ثم و بحركة سريعة دفع بعجلات لوحه ليرتفع بالهواء لثانيتين توسع ثغره على إثر المتعة لتحط عجلات لوحه أرضًا تسرع للأمام و خلفه صاح يصرخ بحماس و هو يفعل مثله و يكاد يسبقه بينما تتعالي صرخاته يخاطبه:
" كازو تمهل! سأسبقك! "
و تعالت ضحكات كازو و هو يسرع متخطيًا الحواجز أمامه ثم ترك لوحه يقوده و هو ينظر خلفه بسخرية:
" لن تفعل يوتا! .. و غدًا سأهزمك بالتمارين أمام السينسي."
حدق به المعني بتحدي واثقًا و بغتةً أسرع متخطيًا الأخر الذي اعتدل سريعًا يدفع بلوحه للأمام:
" لن تفعل! "
" بلى! "
صاح يضحك بعدما غفَّل صديقه و مر منه ثم راح يردف منبهًا:
" سنذهب لدي يوكي كي نذهب و نصطحب آكي من النادي خاصتها؟ "
همهم المعني و هو يوازيه سرعة، حتى توقفا تلقائيًا معًا أمام منزل عائلة ساتو شين لينزل يوتا دافعًا طرف زلاجته بقدمه فارتفع ليلتقطه بيده و يعدو قبل كازو مناديًا بعلو صوته:
" أبي شيــن؟ .. أمي أكـيكو؟ "
و دلف يناديهما بحماسه المعتاد ثم التفت لكازو قائلًا بتنبيه حين رؤيته يدخل بحذائه الملطخ:
" انزع حذائك أمام الباب كي لا تلوث الأرض لأمي."
و بسرعة نزع كازو حذائه ووضعه لمكانه مع خروج أكيكو تهتف بسعادة:
" حبيبي بوتا! أتيت! "
و راحت تغمره بعناقًا قويًا ليبادلها للحظات ثم ابتعدا لتقول:
" اشتقت لك .."
و نظرت بعدها لكازو تتقدم منه لتعانقه هو الأخر فبادلها بخفة:
" أسفة انتبهت عليك للتو. "
" لا بأس يا عمة. "
ابتعدت بلطف و نطقت بحماس تحثهما على الدخول:
" تعاليا! شين بالشركة و يوكي بغرفته .. اذهبا إليه حالما أُحضر طعامًا لذيذًا قبل الذهاب لآكي. "
أومئا و ما ان اختفت حتي ذهبا لغرفة يوكي و هناك فتحا الغرفة فاعتدل يوكي تاركًا كتابه جانبًا و ابتسم و هو يبعد السماعات عن أذنيه قائلًا:
" كنت أنتظركما .. انتهيتم من التدريب؟ "
" أجل، لما لم تأتي اليوم؟ "
أجاب يوتا و هو يسير يتفقد إحدى التماثيل الغريبة بينما اتخذ كازو جانب يوكي ليستلقي بتعب فابتسم يوكي و قال:
" منذ تعاركت مع ريكي أمس و أنا أشعر أني مكتئب! .. ذلك الوغد ما يفعله يزعجني. "
كاد يرد لولا انسياب صوته نحوهما بينما يدلف:
" لقد كنت المخطئ، لذا تحمل نتيجة خطأك. "
فهتف بغيظ:
" لكن يا ريكي، ذلك الفتي من تجرأ و تحدث لذا أدبته فقط! "
و المعني ناظره ببرود رادفًا:
" اخرس .. "
و راح يبحث بجانب يوتا عن شئ ما بينما يتمتم بضجر:
" لقد تعلم من يوتا الغبي. "
شهق يوتا و دافع:
" و ماذا تعلم مني؟! .. لم أفعل شئ أصلاً! "
فتركهم و غادر بانزعاج منهم فالتفت يوتا ليوكي مستفسرًا:
" ما به منزعج هكذا؟ .. و ما الشئ الذي تعلمته مني يوكي؟!"
تنهد يوكي بملل:
" أمس تعاركت مع داني ذاك حين قابلته صدفة بالقرب من منزلنا و قد اشتد الحوار بيني و بينه بسبب قوله لبعض التفاهات فضربته، و بالمصادفة خالي مر ووجدنا نتعارك فحل الشجار و وبخني. "
همهم كلاً من كازو و يوتا الذي نبس:
" يستحق. "
بعد ذلك ثلاثتهم ذهبوا لاعادة آكي، و مع بعضهم ذهبوا لكافيه لشرب بعد المنبهات مستغلين عدم رؤية أهاليهم لما يفعلوه!
عند حلول الليل توقف اربعتهم أمام منزل ساتو شين مودعين آكي و يوكي ليذهب يوتا مع كازو لمنزله الذي كان بالقرب من قصر سوزوكي بِبُعد شارعين عن منزله ..
" هل ستكون بخير وحدك؟ "
نطق بها كازو قلقًا و هو يمسك بكف يوتا الذي أصر سابقًا أن يوصله أولاً فتبسم المعني قائلاً بخفة:
" لا تقلق، أنا سأكون بخير. "
أمسك بمزلاجه و ودع رفيقه دون أن يلتقي بعمته او زوجها تاكاشي كي لا يصرَّان على بقائه أو مرافقته.
دفع بقدمه للأرض ليسرع أكثر، الليل يسود بقوةٍ عليه، و فجأة ارتعدت السماء فانتفض منزعجًا ليتنفس، لا يحب هذا الصوت، لذلك حرك قدمه أكثر كي يعود قبل نزول الأمطار.
لكن سوء حظه يسبقه بخطوة فسرعان ما انهمرت الأمطار بغزارة لكنه رغم ذلك ابتسم و فرد ذراعيه بسعادة يتلقي قطرات المطر بحرية حتى وصل إلى منزل سوزوكي ليقف بمهل كي لا يسقط، دخل من بوابة القصر و دلف بخطوات يسيره قبل أن يتوقف عند المسبح ، وقف يتطلع عليه قليلاً بينما يبتسم فهو من طلب واحدًا و سرعان ما نفذ والده.
تنهد و التفت يدخل لكن حذائه انزلق بسبب تلوثه بطين الشارع فاندفع جسده بقوة داخل المياه التي و للأسف .. لا يستطيع السباحة داخلها!
و أمام عينيها شهقت بفزع لتدلف للداخل بسرعة تهتف بالجالسين:
" سيد تاناكا! .. يوتا سقط بالمسبح! "
تحرك تاناكا للخارج بفزع لتتبعه آشينا بخوف، كلهم وصلوا للمسبح بينما اندفع جسد تاناكا للمياه ليمسك بيد يوتا الذي يحاول الخروج و من خوفه و شعوره بالمياه شديدة البرودة جعله غير قادر على التفكير بكل تعاليم والده له!
رفعه فتمسك الصبي يحاوط رقبته بينما يتنفس بارهاق و يسعل ليصعد تاناكا على درجات السلم المغمورة تحت الماء و هو يندب حظه على الاستماع ليوتا لصنع مسبح لهذا الغبي الذي لا يستطيع فعلها!
أخذ يتمتم بندمه فتبسمت أشينا و هم يجلسون مرة أخرى معًا في الداخل، بينما تولت أشينا أمر يوتا الذي أخذ يبرر لها بينما يجلس على طرف سريره أثناء وجودهما بغرفة الأصغر:
" صدقيني أمي، لقد تزحلقت قدمي و انزلقت! .. "
" لابد أن حذائك كان متسخ بالطين صح؟ "
احمرت أذنيه بعبوس فكلامها صحيح ، بينما تنهدت حين تأكدت بينما تساعده بنزع ثيابه كلها كي يرتدي غيرها ليظهر جسده الملئ بالندوب القديمة التي حصل عليها قبل عام و نصف من الآن.
عطس فجأة فضحكت ضحكة شامتة بينما تساعده متجاهلة النظر لندباته القديمة .
في منتصف الليل كان يستلقي تاناكا بجانب أشينا النائمة، لكنه كان مستيقظ، هناك شعور ما غير مريحًا يخالجه هذه الأيام ، لكنه لا يعرف ما سببه.
نظر إلى جانبه حيث أشينا النائمة و ابتسم يغطيها جيدًا ليغادر الغرفة كي يطمئن على أولاده.
مر إلى غرفة ماكوتو و دلف بخفة ليفاجأ باستيقاظه ، و المعني انتبه الي أبيه فابتسم مرحبًا بينما يترك ما بيده:
" اهلاً أبي ..تفضل. "
" مازلت تكتب ذلك البحث؟ "
قال و هو يستوي جالسًا بقربه فابتسم ماكوتو يومئ:
" أجل، طلب مني الدكتور أن أعيده نظرًا لأن هناك شئ خاطئ فيه. "
" إذًا أرني؟ "
و تهللت أسارير فتاه للسعادة و هو يقدم له الأوراق ليساعده تاناكا ..
بعد نصف ساعة، خرج من غرفة ابنه الأكبر و ذهب حيث ميرا فوجدها تغط بالنوم فابتسم و غطاها ثم بهدوء أغلق الباب خلفه متجهًا نحو غرفة أصغرهم.
دلف فوجده ينام بطريقة معاكسة للسرير بينما قدميه شبه خارج السرير بالاضافة لذراعيه المفرودان بينما لحافه مرمي أرضًا فتنهد بيأس، لن يكبر هذا الفتى أبدًا!
تقدم إليه و رفعه كي يجعله ينام باعتدال، ثم غطاه و تأكد أنه ليس مستيقظًا ثم التفت ليخرج لكن الأصغر عاد ليتشقلب مجددًا فضرب تاناكا جهته بضيق و عاد ليعيده لمكانه بينما يتمتم و هو يحدق في ملامحه و هو نائم:
" تحتاج لحبال لتُقيدك بالسرير كي تنام معتدلاً! .. يا إلهي كل يوم صباحًا يخبرني أن رقبته تؤلمه بسبب نومته هذه!!!"
بالصباح ...
دلفت أشينا لغرفته كي توقظه فوجدته جالسًا على طرف السرير بينما عيناه مغلقتان و يجاهد ليفتحهما، ابتسمت لمظهره المبعثر بينما تخاطبه و هي تخرج له ملابس مدرسته من الخزانة:
" جيد أنك استيقظت وحدك .. هيا جهز نفسك صغيري. "
فتح عينيه بخفة و نهض يدلف للحمام فراقبته مبتسمة!
تجمعوا جميعًا بغرفة الطعام عدا كيرارا بينما كين و كاميليا جلسا متجاوران ينتظراها للقدوم .. بينما هيرو بدأ الطعام قبلهم هو و ماكوتو فـَ تنهدت يوري ضاحكة عليهما فهما يتسابقان، في حين أتت كيرارا أخيرًا لتجلس بـ جانبهم بـصمت استغربته ابنتها لكنها فضلت سؤالها لاحقًا.
" شبعت."
نطقاها هيرو و ماكوتو بينما ينهضان سويًا فخاطبهما كين بدهشة:
" متى انتهيتما أصلاً؟!! "
فردت يوري بِدالهما:
" بما أنهما متأخران فمن الطبيعي أن يأكلان بسرعة. "
" أجل والدتي معها و ...لحظة ماكوتو دعني أبرر! "
جذبه ماكوتو بسرعة ليذهبا بينما يتجاهله المعني و هو يخاطب والده :
" أبي سأخذ سيارتك، خذ أنت غيرها. "
" لا بأس لدي."
تلقى اجابته من تاناكا الذي أخذ يتناول طعامه بهدوء بينما عقله مشغولاً لينتبه على صوت أشينا و هي توبخ يوتا:
" ماذا تفعل؟! .. يوتا لا تنام أثناء تناول الطعام! "
عبس يوتا و نهض قائلاً بتذمر :
" أمي! .. لن أكل مجددًا معكم! "
التفت ليخرج لكن تاناكا خاطبه:
" يوتا سأتي لأوصلك، انتظر. "
فنظرت نحوه أشينا هاتفه:
" هو لم يتناول طعامه أصلاً يا تاناكا! "
فربت على كتفها بخفة:
" لا تقلقي آشي، سأشتري له وجبة .. الآن سأغادر ، أتحتاجين أن أوصلك لعملك؟ "
تنهدت نافية:
" لا تان .. سوف أذهب مع السائق. "
" حسنًا حبيبتي. "
نطق يأخذ بيد طفله و يغادران.
******
كازو وقف مستعجلاً بينما والده يزرر له أزرار قميصه بهدوء، بيد أمسك سندويتشًا و الأخرى حقيبته و أخذ يحرك قدميه باستعجال يخاطبه:
" أبي بسرعة، سأتأخر! "
ابتسم تاكاشي :
" لن تفعل، الساعة مازالت السابعة صباحًا، كما أني سأوصلك قبل ذهابي للمطعم. "
أقبلت نحوهما سايا قائلة بينما ترتدي فستانًا منزليًا بسيطًا:
" لا تتعجل صغيري، والدك سيوصلك في ميعادك. "
أومأ لها ثم خاطب والده بلهفة:
" أبي لدي تمرين اليوم بالنادي و لقد تًحدَيْت يوتا أن أفوز عليه بالتزلج أمام السينسي! "
" تحتاجني أن أذهب؟ "
رادف تاكاشي مبتسمًا فزادت ابتسامة كازو المندهشة:
" تستطيع؟! "
غمز له بينما يبعثر شعره:
" طبعًا أستطيع يا صغيري. "
" شكرًا أبي! "
هتف يعانقه بحب شديد فبادله تاكاشي مبتسمًا، أثناء مراقبة سايا لأسرتها الصغيرة المحبة التي أخيرًا إلتقيا في منزل واحد يضمهما بكل حب وود!
*****
" ريكي تعال لتوصلنا أنت! "
هتف التوأم في نفس واحد مزعجين النائم على الأريكة ففتح عينيه بتكدر يحدق فيهما حيث يرتديان ملابس المدرسة يستعدان للخروج، لكنه تجاهل ازعاجهم له و عاد لينام فصرخا بينما يجذباه:
" ريكي! هيا! "
سيقتلهما! ..هذان سيقتلهما اليوم!!!
بعد دقائق معدودة ..
جذبا يده و دلف معهم مرغمًا في سيارة والدهما الذي أخذ أجازة لهذا اليوم من الشركة لذلك تولي هو القيادة بملامح مظلمة يكاد يلتفت ليفرغ فيهما مسدسه و ينتهي و خاصةً بسبب عدم سكوتهما منذ دلفا للسيارة، و خلال وصوله للمدرسة ، تقريبًا علم للمرة الألف كل ما حدث خلال العام الدراسي الفائت، العادة السيئة لهما باعادة الأحداث كل يوم ليتذكراها كتوأم محب للذكريات!
اندفع جسدهما بقوة للأمام لولا حزام الأمان لكانا وجدا نفسيهما ملتصقان في زجاج السيارة الأمامي، لكنهما حدقا به بنصف عين منزعجان منه ليعطيهما ابتسامة مستفزة رادفًا:
" انزلقا من السيارة يا أوغاد."
" سنخبر أمنا! "
التفت مخرجًا لسانه لهما:
" افعلا، سوف أذهب قبلكم لاخبارها أنكما أزعجتماني. "
لولا الطرقات على النافذة ما كانا سيتوقفون عن إثارة المتاعب بينما يفكان حزاميهما و يخرجان لكازو و يوتا ، ودعوا ريكي و ذهبا لكن يوتا عاد أدراجه يتأخر عنهم ليقترب من ريكي هاتفًا:
" ريكي أريد إخبارك شيئًا. "
" ماذا؟ "
نبس ينزل زجاج السيارة فنطق يوتا:
" ريكي أيمكنك المجئ اليوم و رؤيتي أتزلج؟ "
نظر له رافعًا حاجبه:
" و والدك؟ .. لما لا يذهب معك؟."
عبس المعني:
" لقد رفض بسبب أعماله بالشركة. "
فتنهد ريكي و أومأ موافقًا ، فابتسم يوتا و هتف:
" شكرًا ريكي! "
التفت دون أن يلمح ابتسامة المعني قبل أن يتحرك و يغادر بينما لحق يوتا بأصدقائه للمدرسة.
****
في الظلمة صاحت بكدر:
" تبًا! لن يحدث ذلك! "
" بلى، سأنتظرك. "
****
مدينة طوكيو _نادي التزلج _الأحد 2.50 مساءً
في ساحة كبيرة وقف رجل أشقر من أصول كندية أمام العديد من الأولاد من ضمنهم يوتا، كازو و يوكي.
حين جاء دورهم طلبوا من معلمهم أن يتسابقون فوافق بشرط ألا يتهوروا فأومأ الثلاثة ..
" 1 ...2 ... انطلقوا.."
تحركت العجلات بقوة مصدرة صوتًا مزعجًا لكن استمتاع الثلاثة معًا كان كفيل بنسيان ما حولهم، و من بعيد ابتسم ريكي ناظرًا لتاكاشي الذي حضر للتو بينما يبتسم على حماس ابنه و الأولاد.
بجانبه كذلك وقف كارل و جين الذي طلبا المجئ لرؤية الأولاد و بالأخص يوتا، و بطريقة ما وجد كارل نفسه يصرخ مشجعًا يوتا:
" هيا يوتا، سأشجعك! "
التفت يوتا ليفاجأ بهم فابتسم ليصرخ كارل مجددًا:
" يوتا انتبه! "
التفت بسرعة بينما يندفع جسده نحو أحد الأعمدة فحرك قدميه بسرعة على مزلاجه يحركه بعيدًا فتنفس الجميع الصعداء لكنه فقد توازنه فجأة بسبب حركته فسقط عن اللوح ، فتوقف كازو و يوكي بقلق يقتربان منه!
أنهضه ريكي بقلق عليه و هو يسأله بخفة:
" أنت بخير؟ .. أرني إصابتك. "
كان يمسك بجبينه متألمًا بينما تقدم معلمهم يطمئن عليه، و ما كاد يفعل و الفتى يُبعد يده ليجد دمًا و مكانه يؤلمه بشدة ، فاتسعت عينيه برهبة و ارتجف جسده متمتمًا بجزع:
" دم! .. ريكي .. دم! "
دفنه ريكي بصدره مخفيًا وجهه بينما يخاطب كارل بجانبه:
" كارل معك مناديل؟ "
نفي بقلق بينما نبس جين بضيق:
" لا تقلق، معي. "
أعطاه فأخذه ليمسح به يده مستاءً، فلازال يوتا مصابًا بالفوبيا!
و لمحت عينيه فجأة شئ يلمع بالأرض فاتسعت عينيه قبل أن يبعد يوتا عنه يمسح جبينه من الدم متجاهلاً تألم يوتا و حينها تأكدت شكوكه فلم يكن جرحًا سببه سقوطه! .. بل كان بسبب ..
رصاصة؟!!
*****
عاد إلى المنزل مضمد الرأس بينما أخذ ريكي تاناكا يحادثه بعيدًا بأمرٍ ما ..
فعاد تاناكا مكدر الوجه و دون أن يسأل عن الأمر أو يسأله عن حاله و هو وسط أسرته خاطبه بضيق:
" لا تذهب للنادي مجددًا. "
شهق يوتا و نهض يخاطبه باستياء بينما أشينا متفاجئة من أمرِه:
" لماذا؟!! "
فردف بغضب:
" قلت كلامي و عليك تنفيذه يوتا. "
لكنه اعترض يصرخ عليه دافعًا بيد أشينا التي حاولت اسكاته:
" لن أفعل! .. ريكي أخبر.."
سكت فجأة و ترقرقت عينيه بالدموع حين اتضح له أن ريكي من أخبره أمرًا جعله يفعل ذلك فنبس بغيظ:
" أنت من طلبت صحيح؟ "
و بدون تبرير أومأ المعني بصمت فصرخ يوتا بكره:
" تبًا لكما، أنا أكرهكما! "
ثم التفت يغادر مسرعًا لغرفته، دلفها مغلقًا الباب خلفه ليبكي وحده و هو مستاء جدًا أن والده يريد حرمانه من الرياضة التي أحبها! .. ألا يكفي ما حل عليه خلال العام الماضي؟! .. ألا يكفيه أنه و بصعوبة خرج من حالته النفسية تلك؟! ..لقد طلب من والده أن يمنحه الفرصة لينشغل بشئ ما و قد اختار نادي للتزلج على اللوح و حين وافق استطاع هو و صديقيه البقاء معًا لكنه بعدما تعلق به، عاد ليمنعه عنه!
" يوتا صغيري افتح الباب .."
خاطبته أشينا بود فنفى هاتفًا بها :
" لن أفتح! غادري لا أحتاج أحد."
تنهدت تحاول مرة أخرى:
" يوتا ، أرجوك إفتح، صدقني سأحادث أبيك و أقنعه بالعدول عن رأيه. "
لم يجيبها بل دفن وجهه بالوسادة متجاهلاً محاولاتها للدخول و ما لبث أن غفى بملابسه الخاصة بالنادي!
في منتصف الليل ..
فتح عينيه عطشًا فنهض يخرج و هو شبه نائم، و بالطبخ وقف يستند على الثلاثة و بيده الزجاجة، شرب و وضعها بهدوء ليغلق الثلاجة و يعود أدراجه قبل رؤية أحد له، لقد قرر بالفعل حبس نفسه بالغرفة حتى عدول والده عن رأيه!
توقف أمام غرفة المستودع لاستماعه لهمهمات مبهمة قبل أن يرتج قلبه بصرخة أتت من خلفه مع زجاج ينكسر ، وقف متسع الأعين مرتجفًا لكنه شجع نفسه، فتقدم ببطء و تردد نحو ذلك الباب ، و قف بمحاذاة الباب و ابتلع ريقه بقلق و هو يقف أمامه بينما العرق يتصبب من جبينه فلقد أصبح كل شئ يرهبه ، وبتردد مد يده و أدار مقبض الباب ودلف للداخل فوجد المكان مظلم ، فاستغرب للأمر و ظن أنه يتوهم و حالما شغل الضوء تصنم مكانه غير قادر على التحرك أو نطق أي حرف من هول الصدمة......
زجاج محطم....
أشياء مبعثرة....
دماء...
جثة...؟!!!
و من خلفه أُنير القصر دون أن ينتبه، لا يزال متسمرًا .. لا يزال غير قادر على استيعاب شئ!
مرمية على ظهرها و أسفل رقبتها تستند على لوح زجاج منكسر ، عيناها اتسعتا بفزع ، تحرك ببطء نحوها، و لكنه توقف بمحاذاة الجثة لرؤيته دمائها تغطي الأرض أسفلها و تبلل الزجاج المتناثز حولها ، أدرك لتوه أنها ماتت فبُهِت العالم من حوله، و من خلفه انفتح الباب ليرتفع صرخة إحدى الخادمات صدحت في كل القصر:
" هناك جثة!! "
خلال دقائق حل الفزع على القصر كله و انهارت كاميليا بعد رؤية والدتها ميتة بينما كين حلت عليه صدمة عنيفة شلته بالكامل عن فعل أي شئ، فحبيبة عمره ماتت!!
و مع نوم الجميع بالمنزل الأخرى كانت الشرطة تنتشر في أرجاء القصر و تستوطن في تلك الحجرة لأجل رفع البصمات!
الحزن خيم على أهل القصر، و البكاء راح يتوزع بين الخدم فكيرارا كانت من أفضل الأشخاص هنا، لكنها ماتت!
و بركن هادئ بالغرفة كان يجلس يحتضن قدميه لصدره يحدق بجثة زوجة عمه بينما جسده يهتز بطريقة متوترة، عقله مشلولاً و مغيب تمامًا عن الواقع، و ها هو يعود لنقطة الصفر مجددًا!
انتبهت أشينا وسط الفوضى إلى أن صغيرها مختفي فتقدمت من تاناكا المشغول مع الضابط لتخاطبه بصوت باكي:
" تان، يوتا لا أجده. "
التفت لها بجبين معقود:
" أليس بغرفته؟ .. لابد أنه نائم. "
نفت باكية:
" ليس هناك، لقد مررت قبلاً عليها قبل صراخ الخادمة بموت كيرارا .. فغفلت عنه."
و فجأة ارتفع صراخه لينتفض تاناكا و أشينا!
دلفا لغرفة المستودع ليجداه متكورًا حول نفسه مشمئزًا من لمس الرجل له حيث أراده الخروج، شهقت أشينا و تقدمت مسرعة منه و هي تحاول تكذيب رؤيتها أن يوتا عاد لتلك الليالي!
" يوتا! لا تخف. "
جلست إلي جانبه و أخذته بحضنها فأراح جسده عليها و هو يتحرك حركة عشوائية بجسده، لمس تاناكا جبينه إثر التعرق الغزير رغم برودة الجو فنده بقلق:
" أشينا؟ .."
فردفت بذعر:
" أنه يمر بصدمة نفسية، تاناكا."
ارتفع صراخه فجأة و هو ينكمش عليها ثم هدأ تدريجيًا فحمله تاناكا بسرعة حين ارتخى جسده تمامًا و هرع نحو غرفته و هي خلفه!
وضعه على السرير ببنما هي جذبت من أسفل سريره حقيبتها الطبية و اقتربت منه، أعطته مهدئًا ليسترخي جسده أكثر بينما تخاطب تاناكا بنبرة مختنقة:
" لقد رآها! .. رآها و هي ميتة يا تاناكا! "
و شهقت ببكاء مرير فلم يستطع تاناكا تهدئتها بل خرج من الغرفة يفكر، أكانت مصادفة أم أن كيرارا .. قُتلت؟!
و هل كان يوتا معها ذلك الوقت؟ .. هل رأي شئ يدلهما على الحقيقة؟!
يعود الماضي لينبش بالحاضر، فلا نحن قادرين على النسيان و لا نحن قادرين على مواجهته!
*
;
;
يتبع..
و كااااات بارت من 2700 كلمة 🙂
ما رأيكم بالبارت يا شباب؟
أصدمتم من موت كيرارا؟
أهي ماتت مقتولة أم وقعت؟
يوتا، هل سيصبح بخير؟
و هل ما وجده ريكي متعلق بما حدث؟
توقعاتكم للبارتات القادمة؟
تقييم البارت، السرد؟
البارت بقلم asmaa 🙋♀️❤️😂
طبعًا لا تأخذون فكرة أني شريرة، سأحزن 😂😂
فأنا أعرف أنكم كنتم تحبون كيرارا لكني قتلتلها 🙂👌
لكن الشخصيات الكثيرة تصيبني بوجع الرأس 😂
الي اللقاء 🏃♀️😂 قبل أن تقتلوني
الدور القادم هديل 😂❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top