2| أريد أن أكون قريبة منه

جلست أمام مساعدها، تنتظر أن يخبرها بما جمعه من معلومات، ليقول

" ليام باين، طبيب أمراض الجهاز التنفسي، انتقل لذلك المنزل مؤخراً مع خطيبته و أخته، ليس له غيرهما، هو شاب مسالم، سجله نظيف، هذا كل ما استطعت إيجاده "

كان ذلك محبطا لها، ففي ذهنها الكثير من الذكريات لهما معا، حتى يوم زفافهما، و ولادة طفُلتهما الأولى، لا يمكن أن ينفي الواقع ما يصر عقلها و قلبها على وجوده، حين همت بالمغادرة أوقفها مساعدها ليردف

" حين يكون الجنين في رحم أمه يرى بتسلسل ما سيحدث معه مستقبلا، لكنه حين يولد لا يتذكر شيئا مما رآه "

قطبت حاجباها باستغراب غير قادرة على فهم ما يرمي إليه، لكنه لم يفسر المزيد، بل قال بأنها ستفهم قصده يوما، لتهمس في أذنه

" أريد أن أكون قريبة منه "

إبتسم لها بخفة، ثم أخبرها بأنه سيشتري أقرب منزل من منزل ليام، لتنتقل للسكن فيه، و بذلك ستكون قريبة منه، أومأت له بسعادة، ثم اعتذرت من كونها لن تستطيع البقاء في موقع التصوير أكثر من ذلك، قادت سيارتها متجهة إلى ذاك الحي الصفيحي، ليحييها السكان، ثم تكمل طريقها إلى مبنى مهجور حيث يجلس شاب منهمك بمسح بعض السكاكين و تلميعها، ألقت التحية عليه ثم جلست بجانبه، إلا أنه لم يقل شيئا حتى وخزته، ليقول بهدوء

" وجدت زوجك الوهمي ؟"

" كف عن السخرية مني "

ليجيب بانفعال و غضب

" إذا كفي عن التشبث بأوهامك آن ... إبتري ذالك الجزء السخيف من حياتك "

خرجت من ذاك المنزل صافعة الباب، و سارت نحو سيارتها و هي تشتمه، لقد كان بجانبها منذ هروبها من المستشفى، أحاطها بالأمان، و حقق أحلامها، إلا أنه ما يزال رافضا لتشبثها بمسألة زواجها، و كلما سخر من ذلك ترحل ببساطة حتى يهدأ كل منهما

__________________

يتبع ...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top