و يستمر القتال

جين ☝ 💖
.................................

بعد أن أمسك رجال جين بالكس و أخذوه بعيدا ،
سار كاي و ميكا و هاياتو خلف جين ليخبروه ما حدث إلا أن يد امتدت لتسحب ميكا للخلف بعيدا عن أصدقائه لينطق صاحبها : ميكا اللطيف يصرخ على أحد رجالنا ! هذا حدث نادر بالفعل ، كان والدك سيرغب برؤيته بالتأكيد .

التأثير الذي ينشره بالمكان فور دخوله !
هذا الشعور الذي يحس به ميكا فور رؤيته !
شعور مخيف حقا !
يرغب بالابتعاد عنه بسرعة !
ربما يستطيع الوقوف أمام أفراد العصابة مجددا ، لكن هذا الشخص مختلف !
أحد أصدقاء والده ، أحد أقوى خمسة أشخاص في العصابة ، و أحد مؤسسيها بجانب نيكولاس !

همس ميكا بخوف : سيد ... هيت ؟!

هذا الشعور لم يختلف كثيراً لدى هاياتو فهو قابل هذا الشخص خمس مرات من قبل ، و كانت كافية ليعلم مدى خطورته !
ألا إن رغبته بحماية رفيقه الوحيد جعلته يتقدم نحوهما صارخاً : أتركه !

أراد هاياتو ضربه إلا أنه تجنبها بسهولة ليمسك ذراع هاياتو و يدفعه نحو الجدار مثبتاً اياه بعد أن ترك ميكا !
ابتسم بخبث و هو يتحدث : اما انت هاياتو فما زلت مندفعاً كما كنت .

رفع جين مسدسه نحوه قائلاً : من انت ، اترك الأولاد حالاً !

ضحك هيت قليلا ليبتعد عن هاياتو ببطئ و هو يتحدث : حسنا لا بأس ، كنت فقط أشاهد لكنني تحمست قليلا عندما غضب ميكا ! بأي حال نيكولاس لن يسمح لي بوضع أصبع عليهما دون إذنه .

اقترب هيت من ميكا الذي كان بحالة صدمة و وضع يده على رأسه ليتحدث بهدوء و ابتسامة ماكرة : دعني أرى هذا مجددا عندما تأتي الي ، حسنا ؟ أراكما لاحقا .

تحرك هيت مبتعداً بينما صرخ جين : توقف ، انت ستأتي معي !

بحركة سريعة أخرج هيت مسدسه ليطبق بضع رصاصات لم تصب جين إلا أنها مرت بجانبه تماما فأغلق عيناه بسرعة بسبب تلك الرصاصات ثم فتحها فكان هيت قد هرب !
تحدث جين بانزعاج : لقد ذهب !

سقط هاياتو ببطئ ليجلس على الأرض و دقات قلبه لم تهدأ أبداً .
عندما راه ميكا تقدم نحوه مسرعاً قائلاً بقلق شديد : هاياتو ، أأنت بخير ؟ هل اذاك ؟!

تنفس هاياتو بعمق ليريح نفسه من ذلك الضغط الذي تعرض له قبل قليل ليجيبه : لا تقلق انا بخير .

نظر جين لهم و تحدث : لنذهب من هنا بسرعة .

نهض الأربعة متجهين إلى حيث والدة كاي !
اخبروها عن المنظمة و العصابة و حقيقة أخيها فمن حقها أن تعلم ماذا يفعل إلا أنهم لم يدخلوا في التفاصيل كثيراً .

صدمت والدة كاي بشدة إلا أن ماحدث أمامها لا يمكن انكاره .
طلب كاي من والدته توضيح كل شيء ، ذاكرته ، علاقة والده بخاله و الكثير !

تنهدت بقلق و إجابته : كاي .. والدك لم يمت و انت في الثانية من العمر ! كان يعيش معنا ، كان يخبرك و اختك قصصا كثيرة و يلعب معكما و كنا سعداء جدا ! عندما كنتُ في الجامعة ، قبل زواجنا ، كان ابن عمي اي والدك في قسم مختلف عني ، دون أن نعلم السبب فجاة بدأت أشياء كثيرة تتغير في حياته ! توفيت إحدى صديقاته التي كانت معه في الجامعة ! قال والدك أن فايروس خطير قد أصابها ! بعدها بدأ هو و بعض أصدقائه في القسم يتغيبون عن المحاضرات كثيراً ! والدك انقطع عن العائلة لفترة ثم .. لا أعلم كيف تطور الأمر ! عثرت الشرطة على جثة اثنين منهم ، ثم بدأوا بالاختفاء واحداً بعد الاخر حتى والدك ! ثم قالوا إنهم ماتوا ! جميهم قتلوا !

تكمل : لكن بعد مدة عاد ، عاد والدك بمفرده في نفس الوقت الذي اختفى فيه اخي الكس ، لكنه كان متوتراً جداً حتى بعد زواجنا ، فجأة بدأ يتعرض لإصابات كثيرة و دخل المشفى عدة مرات و عاد للغياب عن المنزل كثيراً حتى انك كنت أحياناً تنتظره أمام المدخل حتى يعود و يحكي لك قصة قبل النوم لكنه كان يتأخر كثيراً بحجة العمل ، طلبت منه أخذ إجازة فالعمل أيضاً تسبب بدخوله المشفى كثيراً حسب ادعائه لكنه قال إن لا فائدة من هذا ! لم أفهم ما يحدث معه و هو قال انك تعلم كل شيء .. بعد مدة عاد أخي أيضاً .. و في احد الايام عندما كنت انت و والدك خارج المنزل ، عثرت الشرطة على والدك ميتاً بينما انت كنت مفقوداً ! بعد أسبوعين وجدتك الشرطة في نفس المكان الذي قتل فيه والدك .. بعد أخذك للمشفى و بعد أن استيقظت .. قلت للشرطة و لي و للجميع .. إنك كنت معي في المنزل ! و أنك لم ترى والدك في حياتك ابدا ! و لا تعلم سبب وجودك في المشفى !
الطبيب قال انك ربما رأيت القاتل و كنت معه طيلة هذين الأسبوعين لذا تعرضت لصدمة شديدة و من شدة الخوف اختلق عقلك هذه الأحداث .. أخبرني أيضا ، أنك إن استعدت ذاكرتك و عرفت الحقيقة ربما سيؤثر هذا بشكل سيء عليك ، و قد يتضرر عقلك ، لهذا السبب لم أخبرك !

كانت يدا والدته ترتجف و هي تتكلم ، كانت خائفةً حقاً من فقدان ابنها مجدداً .
بينما كان الأربعة الآخرين يستمعون بصمت .
شعور كاي كان صحيحاً .. تلك الصور التي رآها في عقله كانت حقيقية .
والده حاول حمايته من شخص ما و قتل أثناء ذلك .

لكن الغموض ما زال يحيط بماضيه !
رغم ما أخبرته والدته به الا انه لم يستعد ذاكرته جيدا بعد .. راى صورا متقطعة فقط و لم يفهم منها شيئاً !
و ماذا عن باقي المفقودين ؟ ألم يجدوهم بعد ؟ و من هم أصدقاء والده هؤلاء ؟ و أين هم الآن ؟ لما عاد والده بمفرده ؟
لما كان مرتبكاً و يخرج كثيراً ؟
و ما معنى أن كاي يعلم كل شيء ؟

أسئلة كثيرة ظهرت بعقله ، بدل أن تحل الغموض الذي يشعر به جعلته يزداد و ما من أحد ليجيبه على تساؤلاته هذه .
أصبح يشعر بالضياع اكثر الآن !
تحدث كاي : أهذا كل شيء ؟

والدته : أجل ، هذا كل ما أعلمه !

نظر كاي نحو ميكا و هاياتو بشك فنطق هاياتو : لا تنظر لنا هكذا ، نحن أيضا لا نعلم شيئاً .

ميكا : المعلومات قليلة جدا ، لا استطيع افتراض شيء قد يربكك أكثر .

تحدثت والدة كاي بحزن : كاي .. هذا أصبح من الماضي .. أنسى الأمر و لنذهب لمنطقة أخرى بعيداً عن العصابات و خالك  .

نظر كاي لها قبل أن يخفض رأسه و يتحدث : آسف أمي ، انا اريد معرفة الحقيقة !

أرادت والدته الاعتراض إلا أنه تحدث مقاطعاً: أريد أن أتذكر ابي ، أريد أن أعلم من قتله و لما ؟ لماذا تعمد خالي افقادي ذاكرتي ؟ ماذا يوجد فيها ؟

الأم : هذا أمر لا يعنيك .

صرخ كاي : كلا امي انه يعنيني .. ابي قال أنني أعلم كل شيء ، لابد أن هناك شيء مهم في ذاكرتي ! ربما يريدني والدي أن أكمل ما بدأه .

رأت والدته إصراره فتذكرت إصرار والده المشابهة له ، إلا أن كاي ولدها كيف تسمح له بتعريض نفسه لخطر كهذا ؟!

تحدث كاي محاولا اقناعها : أرجوك امي ، لا أرغب بالبقاء حائراً بشأن ماضيّ ارغب باكتشاف الحقيقة .

اخفضت والدته رأسها بقلق مفكرةً ، تعلم أن لا شيء سيوقف ابنها ، هل تستطيه منعه من معرفة والده ! تحدثت محاولةً تغيير رأيه : قلت انك ترغب بمواجهة عصابة ، هذا خطير جداً ، كيف تستطيع مواجهتهم بمفردك ؟

ظهرت ابتسامة النصر على وجه كاي كأنه حصل على الموافقة : لا تقلقي امي ، لن أكون بمفردي ! صديقاي ميكا و هاياتو معي .

شهق هاياتو بصدمة قائلاً : صديق ؟ لا تنادينا بهذه الكلمة ! ما زلت لم اسامحك بعد !

ضحك ميكا بخفة .

أكمل كاي بقلق : لكنني قلق عليك و على اختي ! أن أصبتما بسببي لن اسامح نفسي ابدأ .

نهض جين متحدثاً : لا تقلق لهذا الأمر ، سانقلهما إلى منطقة أخرى آمنه و سيكونان تحت حمايتنا و تبقيان على تواصل !

ابتسم كاي براحة و أكمل جين بابتسامة لطيفة : انتَ ايضا لم يعد لديك منزل الآن لذا مارأيك أن تأتي معي ، المنظمة توفر شققاً لأعضائها مجانا ، سأكون جارك و سادربك و ارعاك في الوقت ذاته لكي لا تقلق والدتك .

ابتسمت والدة كاي و تحدثت بصوت هادئ : شكرا ، سأكون ممتنةً لك كثيرًا .

جين : لا بأس ، كاي سيساعدنا و هذا أقل ما يمكنني تقديمه له !

بعد هذا خرج جين و هاياتو و ميكا من الغرفة و بقي كاي مع والدته .
نظر ميكا لجين كأنه يرغب بقول شيء و قد شعر جين بذلك لذا تحدث بابتسامة لطيفة و هادئة : ميكا ، ان اردت قول شيء يمكنك ذلك ، انا لن اؤذيك كما تعلم !

أنهى كلامه بابتسامة خفيفة فهو يرغب حقا بالتقرب من هؤلاء الأولاد و جعلهم يتحدثون معه بحرية ففارق السن بينهم ليس كبيراً !

نظر ميكا للأسفل و تحدث بارتباك : كنت أفكر .. هل يمكننا انا و هاياتو المجيء معكما أيضا ؟

نظر هاياتو و جين له باستغراب فتحدث هاياتو أولاً : لماذا ميكا ؟ نحن لدينا منزل !

نظر ميكا للجهة للاخرى بعيداً عنهم و هو يتحدث بصوت منخفض : فقط .. الن يكون هذا أكثر أماناً ؟! بما أننا نواجه العصابة الآن !

شعر هاياتو أن هناك أمرا خاطئاً !
أمس أيضا رأى ميكا متعباً في المدرسة !
تحدث هاياتو بإصرار : ميكا ، أخبرني ما حدث حالاً !

تحدث ميكا دون أن ينظر له مجددا : لم يحدث شيء ..!

قاطع كلامه إمساك هاياتو له و جعله ينظر لوجهه قائلاً بحدة : ميكا !

نظر ميكا له بارتباك ، لا يرغب أن يخبره عن والده ، لكنه هكذا سيتسبب بإقلاق هاياتو أكثر فقط صحيح ؟!
أخفض ميكا رأسه ثم تحدث بصوت منخفض : أمس .. جاء ابي الى المدرسة !

اتسعت عينا هاياتو بصدمة ليتحدث : و ماذا حدث ؟ كيف لم تخبرني بهذا ؟!

رد ميكا بارتباك أكثر : لم يحدث شيء ، كان على عجلة لذا سألني عن المدرسة و حياتنا فقط  ثم رحل ، انا فقط لم ارد جعلك تقلق .. آسف !

ابتعد هاياتو عنه و تحدث بانزعاج و حزن : و متى كنت ترغب باخباري ؟ عندما تسوء حالتك ؟!

نظر ميكا للأرض بحزن فزاد غضب هاياتو و حزنه أيضاً ! هو لا يريد من ميكا أن يتحمل كل شيء بمفرده ، يرغب بحمايته ، يرغب بجعله يخبره كل شئ .
تحدث جين مفكراً : أن كان قد جاء للمدرسة فهناك احتمال كبير أن يأتي لمنزلكما أيضا و أن لم تكونا مستعدين قد يأخذكما مجدداً !

تحدث ميكا : أجل ، لهذا أرغب بتغير المنزل .

جين : لا بأس بهذا هناك شقق كثيرة غير مستعملة ، أنتما لا ترغبان بمواجهته مجددا بالتأكيد لذا من الأفضل أن تذهبا لمدرسة أخرى و أن تكون قريبةً من المنظمة أيضا ، سأتكفل انا بهذا ! ستكونان تحت حمايتنا !

اومأ ميكا إيجابا قائلاً : شكرا لك جين ، و ماذا بشأن التحقيق الذي تجريه ؟ هل وجدت المخبأ ؟

تحدث جين بجدية : .. أجل ، لقد وجدته .

ميكا : من الأفضل أن نسرع بالتحرك .

رد جين : أعلم ، سنقتحم المكان الليلة ، أخبرتني السيدة ايزابيلا أن أخبركما أن تاتيا للمهمة أيضاً و ستعلمان التفاصيل في ذلك الوقت !

اومأ ميكا إيجابا و خرج الثلاثة .
اوصلهما جين إلى منزلهما القديم بينما سيذهب هو لإعداد أمر كاي و عائلته ثم يجهز مكان لهما إلى أن يحين موعد المهمة ليتجه للموقع المحدد .

في الطريق كان هاياتو و ميكا و حدهما داخل سيارة كبيرة .
لم ينظر هاياتو لعيني ميكا ابدا و كذلك لم يفعل ميكا .

بالنسبة لهاياتو فقد شعر بالحزن و الغضب لأن ميكا لم يخبره بأمر والده ! هو يرغب بجعل ميكا يخبره كل شيء ، من السيء أن يكتم الانسان ألمه و لا يخبر أحد به ، لا يرغب برؤية ميكا بتلك الحالة التي رآها قبل ستة سنوات بسبب مرضه ! يرغب أن يكون سنده دائماً .

بينما كان ميكا يفكر بهاياتو طوال الوقت أيضا !
يعلم أنه سيقلق عليه ، يعلم أن هذا سيحزنه ! لكنه لم يستطع الكلام ! هو يستطيع تحمل رؤية والده و البقاء هادئة نوعاً ما لكن هاياتو كان سيقوم بفعل متهور بالطبع و يعرض نفسه للخطر ! ميكا لم يكن يشعر بالأمان ابدا إلا بجانب هاياتو ! هو الضوء الوحيد الذي ينير الظلام الذي يعيش فيه منذ زمن !
ماذا سيفعل أن فقد هذا الضوء أيضا ؟!
هو لن يستطيع التحمل من دونه !

لم يستطع تحمل عدم نظر هاياتو له بهذا الشكل ، أنه يحطمه من الداخل ! كسر حاجز الصمت هذا صوت ميكا الحزين : هاياتو .. انا اسف .

الا ان هاياتو لم ينظر له أيضاً !
تحدث ميكا بحزن أكثر : لا تغضب هكذا .. هاياتو !

صمته هذا ألمه جداً ، اخفض رأسه لينطق مجدداً : آسف .

تحدث هاياتو أخيراً : ستخبرني كل شيء من الآن فصاعداً ؟!

رفع ميكا رأسه ينظر له ثم تحدث بارتباك : أجل .

هاياتو : لن تخفي عني شيئاً ؟!

اخفض ميكا رأسه مجيباً : أجل .

نظر هاياتو له بعبوس : لست مقتنعاً بـ " أجل " هذه !

نظر ميكا لوجهه ليبتسم بخفة إلا أن هذا تسبب بعبوس أكبر يظهر على وجه صديقه و هو ينطق : ما بآل هذه الابتسامة ؟ ميكا انت لست بخير ، ستصبح حالتك أسوأ !

رد ميكا بابتسامة خفيفة : انا بخير حالياً .

تحدث هاياتو بانزعاج : حالياً فقط ؟ يجب أن تهتم بلاحقاً أيضا !

أدار هاياتو وجهه بعيدا عنه قائلاً : لن أتحدث معك مجددا !

شهق ميكا بصدمة قبل أن يتحدث : لا تستطيع فعل هذا هاياتو ! وعدتني انك لن تتركني !

لم يجب هاياتو ! ثوان حتى بدأت ضحكاته تظهر و هو يرى ردة فعل رفيقه مما جعل ميكا يضحك بخفة أيضا !
سمع جين ضحكهما فشعر بالراحة ! كان قلقا من أن لا يتصالحا اليوم لكن علاقتهما أقوى من أن يفسدها شيء كهذا .
خصوصاً أن كلاهما تصرفا لأجل حماية الآخر .

يتبع ..

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top