نهاية صمت طويل


يتلاشى ...
كلمة دلت على الاختفاء و الفقدان .
كما يتلاشى ضوء الشمس بعد المغيب .
كما تتلاشى قطرات الندى بعد مجيء أشعة الشمس الحارقة .
و كما تلاشت شخصيته اللطيفة و الهادئة تحت وطأة ذلك العذاب لتظهر شخصية جديدة تماماً صدمت كل من رآها !

بعد جلسة الصعق الكهربائي تلك و التي استمرت لعدة ساعات فتح ميكا عيناه ببطئ ليجد نفسه في غرفة والده مجدداً .
آمال برأسه للجانب ليرى والده يجلس على مكتبه يعمل كالعادة .

لكن ما لم يكن على عادته هو تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهه !
نهض بصعوبة بعض الشيء ليجلس على السرير يحدق بنيكولاس بابتسامة .

و لأول مرة في حياته يسمع نيكولاس ميكا يناديه "ابي" بصوت مرتفع واضح دون خوف أو ارتباك !
استدار لينظر له و تلك الابتسامة تزين وجه ميكا فنطق نيكولاس بهدوء : ماذا ؟

رد ميكا بابتسامة : انا جائع !
رفع نيكولاس حاجبه بشك و هو ينظر له بريبة ! هو لن يمانع إحضار الطعام له لكن ميكا لم يطلبه بنفسه من قبل بل كان نيكولاس يجبره على تناول الطعام احياناً !

تنهد نيكولاس و اخرج جهاز صغيراً للتواصل و تحدث من خلاله : ليو ، احضر بعض الطعام لغرفتي .
أتاه الرد فورا : حاضر سيدي انا في طريقي .

اخفض الجهاز و نظر لميكا فكان ما يزال يبتسم و ينظر له فتنهد نيكولاس و عاد للعمل .
بعد قليل وصل الطعام فبدأ ميكا يأكل و بعد وقت قصير نطق : ابي لقد انتهيت .
نظر نيكولاس له فوجد أن ميكا قد أكمل طعامه حتى آخر لقمة و هذا لم يكن طبيعياً أبداً بالنسبة له !

مر الوقت و كان نيكولاس يعمل على مكتبه الصغير بينما يجلس ميكا على السرير بهدوء .
كان نيكولاس يحاول فهم إحدى الرسائل التي كتبها لوكاس لكن دون فائدة فهو يحاول فهمها منذ سنوات و لم يستطع قراءة شيء منها و هذا أكد له أن هذه الورقة بالذات تحمل المكون الرئيسي لتطوير الفايروس !

كان منغمساً بعمله و دون أن يشعر تجاوزت الساعة الثانية عشر بعد الظهر و كان مستعداً ليكمل العمل حتى منتصف الليل دون شعور كما يفعل عادةً لكن قاطع عمله هذا يد امتدت من خلفه لتأخذ الورقة التي كان يعمل عليها دون سابق إنذار !

نهض فوراً لينظر للشخص خلفه بانزعاج إلا أن ملامح الدهشة هي ما ظهرت على وجهه ! هو لم يشعر به حتى !
همس نيكولاس بحيرة : ميكا ؟!

كان ميكا هو من أخذ الورقة !
نظر لها لثانية واحدة ثم نظر لوالده ليتحدث : لم تستطع حلها للان أبي ؟ (يبتسم) يبدو عملك صعباً جداً !

دفعه نيكولاس نحو الجدار بقوة و نطق بابتسامة خفيفة : ماذا تفعل ميكا هل فقدت عقلك ؟
رد ميكا بابتسامة مدعياً الحزن : هذا قاسي جداً ابي ! كنت تناديني بالذكي و الآن بالمجنون ؟

احتدت ملامح وجه نيكولاس و نطق : ميكا !!
رد ميكا بابتسامة بريئة : نعم ؟
لم يجب نيكولاس فملامح وجهه المنزعجة عبرت بوضوح عن ما بداخله !
ظهرت ابتسامة ماكرة و حزينة بعض الشيء على وجه ميكا و هو يتحدث : هذا مؤلم ابي ، إنه يؤلمني كثيراً !

نطق نيكولاس بحدة متجاهلاً كلامه : ميكا اعطني الورقة .
أجاب ميكا دون أي ارتباك : هل تحتاجها كثيراً ؟
رفع يديه بسرعة فمزق الورقة لقطع صغيرة أمام نيكولاس ثم مد يديه نحوه يحمل قصاصات الورقة التي لم يعد أحد قادر على قرائتها من صغر حجمها و نطق بابتسامة : خذها ابي !

نظر نيكولاس له بصدمة ثوانٍ حتى ابتسم بخبث و نطق : يبدو انك اشتقت للعقاب بشدة !
سحبه نيكولاس ليرميه على السرير وقد تناثرت القصاصات على الارض !
رفع نيكولاس يدا ميكا للأعلى ليقيده بحبل سميك عادةً ما كان يستخدمه و سحب قميصه بقوة ليُفتح !

مرر نيكولاس يده على صدر ميكا بينما يتحدث ببرود : هل نسيت ماذا يعني أن تغضبني ميكا ؟
رد ميكا بابتسامة و مرح : لا ، هذا يعني أنه سيكون يوم سيئاً !

زاد الإنزعاج على وجه نيكولاس فنهض و سحب قطعة حديدية طويلة كانت في مدفئة غرفته فكانت نهايتها ساخنة جداً ثم عاد ليجلس بجانب ميكا : انها فرصتك الأخيرة لتجيب ، هل استطعت قراءة شيء من الورقة ؟!

ألا إن رد ميكا كان الابتسام فقط فرفع نيكولاس قطعة الحديد ليضعها على جسده مسبباً حرقاً مؤلماً له بينما استمر ميكا بالابتسام !

بعد اكثر من ساعة ..

نهض نيكولاس ليضع المشرط الطبي على المنضدة بجانب السرير و يمسح الدماء عن يده بينما ينظر لأبنه الوحيد !

كان ميكا مستلقياً كما كان و دمائه ملأت السرير ! آثار جديدة لحروق و طعنات قد رسمت على جسده !
إلا أن ما ازعج نيكولاس هو إن تلك الابتسامة لم تختفي عن وجهه لحظة !
كأنه فقد الشعور بالألم تماماً و ربما جميع مشاعره أيضاً !

دقت باب غرفته فاتجه نيكولاس لفتحها ليجد ليو واقفاً خلفها فنطق ليو : هل ناديتني سيد نيكولاس ؟
عاد نيكولاس للداخل بينما يجيب : أجل ليو ، سأذهب عند ديفيل قليلاً عالج ميكا و أبقى معه حتى أعود .

توسعت عينا ليو بصدمة عندما وقع نظره على ميكا !
كان يبدو بحالة أسوأ من اي وقت مضى !
فك نيكولاس الحبل عن يدي ميكا بينما يردف : لا تدع أحداً يأخذه غيري أفهمت ؟!

رد ليو ببعض القلق و الارتباك : نعم سيدي !
ابتعد نيكولاس عن ميكا ليخرج من الغرفة تاركاً اياه مع ليو فقط .
رفع ميكا يديه ليفرك معصميه بابتسامة : ذلك الحبل ازعجني حقاً !

نظر ليو له بحزن و نطق : ميكا لا داعي لتمثل امامي تعلم أنني لن أخبرهم شيئاً !
نظر ميكا له فابتسم و آجاب بينما ينهض ليجلس على السرير : و هل انا بمسرحية ما ؟

تقدم ليو نحوه بقلق ليتحدث : ميكا لا تتحرك انت تنزف !
نظر ميكا لجراحه ببعض الحيرة ثم رفع رأسه ينظر لليو بابتسامة لطيفة : دعها تنزف أكثر !

نظر ليو له بقلق و ارتباك شديدين يحاول إنكار ما تراه عيناه الان فتحدث بصوت قلق : ميكا هل تخطط لشيء ما ؟ انت لم تفقد عقلك حقاً صحيح ؟ لا أحد هنا ، يمكنك إخباري بخطتك و اعدك انني لن أخبر أحداً !

نهض ميكا ليقف بابتسامة يمد ذراعيه للجانبين مجيباً : و هل هناك من لن يفقد عقله بعد كل هذا !

تقدم ليو نحوه فوراً ليجعله يجلس قائلاً بقلق : ميكا قلت لا تتحرك جراحك .... !
فاجئ ليو مشرط طبي كاد يخترق رأسه لولا ابتعاده بآخر لحظة فنطق ميكا ببرود و تهديد : قلت لك لا تلمسني هكذا ، هاياتو الوحيد الذي يلمسني !

تراجع ليو للخلف قليلاً بصدمة و قلق متفاجئاً من سرعة ميكا باخذ المشرط !
لماذا تركه نيكولاس بقربه اساساً ؟!

نهض ميكا ليقترب من ليو بابتسامة خفيفة : بالمناسبة ليو ، والدتك أيضاً صديقة ابي صحيح ؟ .. إذن .. لماذا أنت لست بمثل حالتي ؟ لماذا انا وحدي من يتألم هنا ؟!

همس ليو بقلق : ميكا ؟!
وقف ميكا أمامه مباشرةً واضعاً يده على كتف ليو و مقرباً وجهه من أذنه : هل جربت شعوري من قبل ؟هل شعرت بالأدوات الحادة تخترق جسدك ؟ النار التي تحرق جلدك ؟ او الصعقات الكهربائية ؟!

زادت دقات قلب ليو رعباً من هذه الكلمات التي نطقها ميكا و طريقة وقوفه امامه زادته قلقاً فاكمل ميكا بابتسامة ماكرة : ليس لك الحق لتتكلم معي عن الجنون و انت لم تجرب ذلك قط ، لذا مارأيك أن تجربه الآن !

أنهى ميكا كلامه بابتسامة ماكرة ليتهاوى ذلك المشرط نحو معدة ليو إلا أنه تحرك بسرعة و أمسك ذراع ميكا ليسقطه على الأرض واضعاً ذراعه خلف ظهره بينما سقط المشرط بجانبهما فصرخ ليو : توقف ميكا لا أرغب باذائك أكثر !

كانت الدماء تستمر بالانتشار خارج جسد ميكا إلا أنه يتجاهلها تماماً او ربما لا يشعر بها اساساً !
توسعت عينا ليو بصدمة عند سماعه صوت ضحك ميكا !

نظر ميكا له بطرف عينه و نطق بابتسامة واسعة جعلته يبدو كأنه فقد عقله تماماً : لا ترغب بايذائي ؟ و هل هناك ما سيؤذيني أكثر ؟! انت مثلهم تماما ليو ، لا انت أسوأ منهم ! أنت من تحضر أطفالاً صغاراً ليقوموا بتجارب عليهم كديانا ! أنت السبب بما يحدث لي ، لو لم تخبرهم بمكاني لما كنت هنا الآن !

دفع ميكا ليو بقوة فأصطدم بالجدار خلفه بينما التقط ميكا المشرط و أمسك ياقة قميص ليو بقوة ليمنعه من الهرب و هو ينظر له بابتسامة خبيثة !

كان ليو ينظر له بصدمة غير مصدقاً لما يحدث فرفع ميكا المشرط ليطعنه ففتحت باب الغرفة بقوة و دخل نيكولاس بسرعة ليمسك ذراع ميكا و يبعده عن ليو !

نظر ليو له بصدمة مفكرًا " ماذا ؟هل كان يراقبنا ؟! "
نطق نيكولاس بانزعاج : ليو أخرج من هنا .
نهض ليو بارتباك شديد و أجاب : حاضر !!

خرج من الغرفة و أغلق الباب تحت أنظار نيكولاس المنزعجة ، لأول مرة يرى ليو الانزعاج على وجه نيكولاس !
في الحقيقة هذه اول مرة لا يرى ابتسامته تلك على وجهه !

أمسك نيكولاس ذراع ميكا مجددا بعد أن كان قد تركه للحظات ، فاستدار لينظر له فكان لا يفصل المشرط عن رقبته سوى شعرة واحدة !

نظر نيكولاس له بانزعاج بينما ابتسم ميكا و نطق : تبدو سعيداً و انت تفعل هذا بي لهذا أردت تجربته قليلاً !
أخذ نيكولاس المشرط منه و قد احتدت نظراته أكثر !
بينما كان ليو يقف خلف الباب ، سمع تلك الكلمات من ميكا فشد على قبضة يده بحزن ثم سار مبتعداً !

..............................................

في غرفة هادئة ..
بعد أن عاد من بحثه في حدود المدينة البعيدة جلس هاياتو على الكرسي أمام المكتب الصغير يحدق بالغرفة بنظرات هادئة .
ساد الصمت و السكينة الاجواء .

" كل شيء يبدو هادئاً ! رغم أنني لم أجد اي دليل يساعدني للعثور على ميكا إلا أنني لا أشعر بالقلق ! هل هذا بسبب لوكاس ؟ لم أتخيل أبداً أنني ساوافق على البقاء مع بالغ تحت سقف واحد مجدداً أو مع أي شخص غيرك ! ... لكن بطريقة غريبة عندما ارى لوكاس أمامي .. أشعر بالأمان بعض الشيء ! أشعر بشعور مختلف لم أشعر به من قبل ! .. "

نظر هاياتو لساعة والدته الموسيقية التي كانت على المكتب مفكراً " اعتقد انه ... يذكرني بأمي ! "

نظر هاياتو للساعة بحزن ثم التقطها ليفتحها فانساب ذلك اللحن الحزين إلى مسامعه ليشعره بالراحة و الاسترخاء .

" أتمنى فقط لو أنك معي الآن ميكا ! "

ظهر الحزن على وجه هاياتو و هو يفكر بأن كل ما ينقصه الآن هو وجود ميكا بجانبه و ستكون اسعد لحظات حياته !

فتح باب غرفته لينساب لمسامعه صوت ميكا ينادي بسعادة و لطف : هاياتو !
نهض هاياتو بسرعة و استدار لينظر للباب ليجد ميكا يقف أمامها ينظر له بابتسامة خفيفة و لطيفة يتخللها بعض الحزن كالعادة فبقي هاياتو بصدمة غير مصدقاً لما يراه : ميكا ؟!!

نظر ميكا له بحيرة و بمجرد أن رمش هاياتو اختفى ميكا من أمامه ليظهر لوكاس بدلاً منه !
نظر هاياتو له بحيرة و حزن ثم نطق بينما يخفض رأسه : لوكاس ؟ آسف ظننتك ...!

تفاجئ هاياتو بيد لوكاس تمسح على رأسه بهدوء بينما ينطق صاحبها بصوت هادئ : لا بأس ، حتى لو كان في آخر الأرض سنجده ، لا تقلق !

رفع هاياتو رأسه لينظر للوكاس بابتسامة و اومأ إيجاباً .
ابتسم لوكاس و نطق بمرح : أخيراً أحد شبهني بشخص غير أخي !

ضحك هاياتو بخفة بينما أكمل لوكاس يتذمر كالصغار : ثم لماذا انا دائما من يخلط بينه و بين أخي ، لم أسمع أحد من قبل ينادي نيكولاس بلوكاس !

ضحك هاياتو بخفة فنظر لوكاس له يتأمله بابتسامة .
اتجهت انظاره نحو تلك الساعة الحمراء التي صنعها هو فلاحظ هاياتو هذا فاغلق الساعة فوراً ببعض الخجل !

ضحك لوكاس بخفة : إذن لم تخبرني ما هو رأيك بالموسيقى ؟

نظر هاياتو له بابتسامة و أجاب : أنها .. جميلة !

رد لوكاس بابتسامة : شكراً .
نطق هاياتو : انت من صنعها صحيح ؟
تقدم لوكاس نحو الساعة مجيباً : أجل ، الزهرة الذابلة صنعتها قبل أن نجد الفايروس .

حمل لوكاس الساعة ينظر لها بابتسامة و ببعض الحزن فنطق هاياتو بحيرة : لماذا اسميتها الزهرة الذابلة ؟

نظر لوكاس له ثم أجاب : في ذلك الوقت رأيت حلماً ... لقد كان اول حلم عن المستقبل لكنني لم أصدقه و ليتني فعلت ، إلا أن الحلم بقي في ذاكرتي فالهمني لكتابة هذه الموسيقى و أطلقت عليها الأسماء حسب ما رأيت في الحلم ...فقد كانت والدتك في حلمي كزهرة جميلة تذبل ببطئ .. و انت تعلم ما حدث لها بعدها ! لهذا اسميتها الزهرة الذابلة !

كان هاياتو ينظر للأرض بحزن و هو يتذكر والدته .
رفع رأسه ينظر للوكاس : و ماذا عن يتلاشى ؟ لماذا أطلقت هذا الاسم على الموسيقى الخاصة بك ؟!

نظر لوكاس له بحيرة مفكراً ثم نطق : لا أعلم السبب تحديداً ، عندما كتبت الموسيقى الخاصة بي هذا ما خطر ببالي ! ربما لأنني رأيت نفسي في النهاية و قد بدأت صورتي تتلاشى حتى كدت اختفي ؟ لست متأكداً أحلامي عن المستقبل تكون سريعة و مشوشة و صعبة التفسير !

نطق هاياتو بعدم فهم : فهمت !
رد لوكاس بابتسامة : لكن ساعتي لم تكن معي سوى لسنة واحدة و بعدها أخذها نيكولاس ، أعتقد أنه أحب الموسيقى كثيراً ، لو لم أكن بغيبوبة لكنت نسيت اللحن الآن...!

فجأة صمت لوكاس و قد توسعت عيناه بصدمة بعض الشيء و هو يتذكر تلك الصورة من الحلم و التي اتضحت له الآن ! كان لوكاس واقفاً و قد بدأ جسده يتلاشى إلا أنه قد أصبح أصغر ليظهر ميكا بدلاً منه ثم يتلاشى هو !

لاحظ هاياتو شرود لوكاس فجاة فنطق بحيرة : لوكاس هل أنت بخير ؟
نظر لوكاس له ثم ابتسم : انا بخير ، تذكرت أمراً علي القيام به لذا سأذهب الآن ، انت استرح قليلاً و سنتحدث عندما يعود جين و كاي .

سار لوكاس ليخرج من الغرفة و هو يفكر بتلك الصورة " كنت أتوقع أن ما يحدث مع ميكا سيؤثر على شخصيته بطريقة ما لكن هذا يبدو أسوأ مما ظننت ! على إيجاده بسرعة قبل أن يتحقق ذلك الحلم و يتحطم تماماً ! أخي .. فقط ما الذي تفعله به ! هل نسيت ابنك ايضاً ؟! "

ارتفع صوت تحطم زجاج في الشقة فظهرت الصدمة و القلق على وجه هاياتو و لوكاس !
نطق لوكاس بقلق : هذا الصوت ...
أكمل هاياتو : قادم من غرفة ديانا !!

خرجا بسرعة نحو غرفتها بقلق و اضطراب ففتح لوكاس الباب بقوة ليجدها تجلس على المكتب وسط ثلاثة أجهزة حاسوب و كوب ما زجاجي محطم على الأرض !

نطق لوكاس بقلق : ديانا هل أنت بخير هل حدث شيء ؟!
لاحظ هاياتو هاتف ميكا الموصل بسلك بحاسوب ديانا !

أجابت ديانا بينما تعمل بسرعة و تنتقل بين الأجهزة الثلاثة : نجح البرنامج الجديد ! وجدت إشارة اتصال ليو !!

اقترب هاياتو منها فوراً و تبعه لوكاس ليحدقا بشاشات الحواسيب بقلق شديد ينتظران معرفة النتيجة !
تحركت يدا ديانا بسرعة تضغط المفاتيح فظهرت خريطة على إحدى شاشات الحاسوب و نقطة حمراء وسطها فنطقت ديانا : من هنا جاء الاتصال !

حدق الاثنان بالموقع فنطق هاياتو بصوت جاد : منطقة صحراوية مهجورة ؟
نظر لوكاس له فوراً و تحدث بجدية : اتصل بجين و كاي و اخبرهما أن يعودا حالا ، لتنسحب كل قوات المنظمة و يبقوا في وضع الاستعداد !

خرج هاياتو من الغرفة فوراً لتنفيذ ما قاله لوكاس بعد أن نطق : حاضر !
نظر لوكاس لديانا و تحدث : تعلمين ما تفعلينه الآن لكن لا تدعيهم يكتشفون أمرنا !

اومأت ديانا إيجاباً و عادت للعمل على الحاسوب بينما بدأ لوكاس يحلل الأمور ليضع الخطط !

"حان الآن دورنا للهجوم"

............................................

في الصباح ..
كان ميكا يسير في الممرات المظلمة بمساعدة ليو عائداً لغرفة والده .

كان الممر خالياً تماماً كالعادة فهذا الطابق مخصص فقط لنيكولاس و الاربعة الآخرين .
نظر ميكا لليو و ابتسامة ماكرة على وجهه فنظر ليو له ببعض الارتباك ثم أعاد نظره للامام بينما يستمر بالسير !

تحدث ميكا بابتسامة : لا أحد يمر من هنا بهذا الوقت صحيح ؟

نظر ليو له بطرف عينه ثم نطق بارتباك : لن أتردد بضربك هذه المرة !

فجأة سمع ليو ضحك ميكا فنظر له بقلق ليتحدث الاخير : هل اخفتك لهذه الدرجة ؟ أظن أن كلامي كان قاسياً قليلاً .

توقف ليو و نظر له بحيرة و عدم فهم فابتسم ميكا بمكر و نطق : ما زلت احتفظ بما يكفي من عقلي لكي لا اهاجمك .

حدق ليو به بحيرة و بدأ قلقه يقل قليلاً فنطق : إذن ما حدث أمس كان خدعة ؟!

ضحك ميكا بخفة و أجاب محاولاً تبرير ما حدث : كنت .. أعلم أن ابي يراقبنا ، قد تراني هكذا حقاً بعد أسبوع لكن الآن مازلت اسيطر على نفسي ... بعض الشيء .

نظر ليو له بسخرية و رد : بعض الشيء ؟ و هل كنت تسيطر على نفسك أمس ؟

نظر ميكا له بابتسامة مخيفة و نطق بتهديد : لكنني كنت جاداً بشأن الأطفال ! إياك أن تحضر المزيد منهم ليو !

ابتلع ليو ريقه بصعوبة ثم أكمل السير : أجل أعلم ، لم أعد أفعل هذا منذ أتيتَ الى هنا فقد كنتُ مشغولاً بتضميد جراحك !

سارا معا بهدوء ثم نظر ميكا له و تحدث بصوت منخفض قليلاً : إذن ليو ، هل تساعدني ؟
نظر ليو له بحيرة و رد : بماذا ؟!
آمال ميكا برأسه قليلاً و ابتسم بمكر مجيباً : بإشعال النار في هذا المكان !
نظر ليو له بنظرات جادة يحاول معرفة ما يفكر به ميكا !

تصرفاته اختلفت تماماً ، لكن قد يكون هذا التغير هو بداية تحطم السلاسل التي قيدت حركته لوقت طويل !
نهاية صمته الطويل !

يتبع ...

.................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما آرائكم و توقعاتكم ؟
ما رأيكم بجنون ميكا ؟
لوكاس يجذب الجميع اليه بسرعة حتى هاياتو بدأ يثق به و يشعر انه شخص يمكن أن يرمي بمشاكله عليه فما رأيكم بهذا ؟
ديانا وجدت المكان الذي اتصل منه ليو فماذا ستكون الخطوة القادمة ؟
ميكا سيشعل النار في مقر العصابة فكيف سيفعل هذا و هو مراقب طوال الوقت الا في لحضات قليلة عندما ينتقل بين الغرف ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top