نهاية سعيدة أم حزينة ؟!


بينما كان لوكاس يحاول تهدئة ميكا .
كان جاك ينظر لهم مفكراً

" الآن لن أستطيع التحرك ... لقد انتهى الامر ، لن أستطيع نشر الفايروس في العالم "

نظر للحقيبة بجانبه ثم أعاد نظره لهم فابتسم بمكر مفكراً
" لكن هذا لا يعني أنني غير قادر على فعل شيء ! "

التقط حقيبته بسرعة دون أن ينتبه له أحد فقد كانوا مشغولين بميكا .
فأخرج الفايروس و أضاف له بعض المواد ثم التقط المسدس الذي كان قد سقط من ميكا بجانبه و نظر لهم بابتسامة و تحديداً لديانا !

فرفع سلاحه بسرعة ليطلق نحو حاسوبها فتحطم و سقط وسط صدمة الجميع !
توسعت عينا هاياتو بصدمة و قلق عندما رأى جاك يوجه المسدس نحوهما و تحديداً نحو ميكا فسحبه إليه ليحميه بينما أخذ خنجره ليرميه نحو جاك فأصاب المسدس و حرفه عن مساره بآخر لحظة فمرت الرصاصة من فوق رأسيهما !

تدخل لوكاس فوراً ليمسك ذراع جاك بينما أطلق كاي عليه فاخترق صدره
ألا انه لم يمت بتلك الرصاصة فلم تصب قلبه !

و عندها رمى جاك قنينة ما !
انتبه ميكا لها فوراً فنهض و أمسكها بسرعة قبل أن تسقط على الارض !
فنظر لوكاس لجاك بغضب : ما تلك ؟!

ضحك جاك بخفة و اجاب : ما زال بإمكاني قتل الكثير !
نظر لوكاس له بانزعاج و حزن : لن ادعك تفعل هذا !

أخذ لوكاس المسدس من يده و وضعه على رأس جاك ببطئ !
نظر له بحزن ثم نطق : ...وداعاً ...صديقي جاك .

ابتسم جاك بخفة كأنه يودعه .
ضغط لوكاس الزناد لتخرج الرصاصة تخترق رأس رفيقه و تنشر الدماء فوق ملابس لوكاس و ذلك الجدار !
فاغمض لوكاس عيناه بهدوء كأنه في حداد قصير على من كان رفيقه لسنوات !

تنهد بعمق ثم فتح عينيه لينهض بهدوء و يستدير نحو أبناء اصدقائه فتحدث كاي : هل مات الآن ؟ هل انتهينا ؟!

ابتسم لوكاس بخفة ليجيبه : أجل احسنتم !
ابتسم كاي و جين بسعادة بينما كانت ديانا حزينة على حاسوبها المفضل .

اقترب كاي منها ليجعلها تقف و تترك ذلك الحاسوب بينما يتحدث : هيا المهم انك لم تصابِ ستشترين غيره لاحقاً ثم انت لديك الكثير !

فابتسمت ديانا بخفة و اومأت إيجاباً بينما
نهض هاياتو ليقترب و لوكاس من ميكا بينما تحدث لوكاس بابتسامة : الان كل ما بقي هو تدمير الفايروس و تكونون أيها الأبطال الصغار قد انقذتم العالم .

نظر هاياتو له بابتسامة سعيدة . حقاً كلماته تلك و وصفه لهم بالأبطال أشعرتهم جميعاً بالسعادة .

مد لوكاس يده لميكا بابتسامة : أعطني الفايروس .
نظر ميكا له ببرود و اجاب : لا استطيع !

نظر الجميع له بحيرة و تفاجئ فنطق لوكاس : لماذا ميكا ؟!
نظر ميكا للفايروس و اجاب : لأنني .. إن أبعدت يدي عنه ... سينفجر !

توسعت أعين الجميع بصدمة فاقترب هاياتو منه و نطق بصدمة: ماذا ؟! لماذا ينفجر ؟!
رد ميكا : ربما وضع شيئاً فيه ، أن السائل يغلي و أشعر بالزجاج يكاد يتشقق !

نظر لوكاس بقلق نحو النافذة حيث يغطيها حاجز الفولاذ !
إذن لهذا حطم جاك حاسوب ديانا !
حتى لا يستطيعوا فتح الحاجز و الهرب !

نطق لوكاس : هذا سيء ، أن تعرض الفايروس للهواء فسيتكاثر و ينتشر بالمنطقة و لايمكننا الهرب أو ابلاغ الذين بالخارج ليهربوا !!

نطق جين بقلق : ماذا سنفعل ؟!
بدأ الزجاج بالتشقق بين يدي ميكا فنطق بقلق : سيد لوكاس سينفجر في أي لحظة !

رد لوكاس بانفعال : سندمره هنا ! اذهبوا للمختبر بسرعة !
ركض الجميع نحو المختبر بينما حاول ميكا عدم تحريك الفايروس قدر الإمكان !

تحدث لوكاس يوجه كلامه لديانا : أتستطيعين فتح الحاجز عن طريق الحاسوب الرئيسي ؟!

ردت ديانا بقلق : لا انه نصف محطم و لا استطيع تشغيله كنت قد نقلت التحكم الى حاسوبي لكنه ...!

شد لوكاس على قبضة يده بانزعاج مفكراً " تبا ! "

دخلوا المختبر بسرعة فاتجه لوكاس فوراً ليسحب الدم منه و يضيف له الكثير من المواد بينما يخبر الآخرين بما يفعلونه و ما يضعون في المركب !

استمر لوكاس يعطيهم الاوامر بينما يقف ميكا قرب المنضدة ممسكاً الفايروس باحكام .
الا ان هاياتو لم يجد احدى تلك المواد !
و عادت ديانا تنتظر اوامر لوكاس بينما كان جين يحضر المركب فلم يعلم ماذا يضيف الآن و لوكاس لم يستطع التركيز عليهم و على عمله في الوقت نفسه !

فتوقف العمل تقريباً و أصبح الوضع في فوضى !
فجأة بدأ ميكا يتحدث يخبرهم بما يفعلونه ، بدأ يعطيهم الأوامر و هم نفذوها فوراً .
ابتسم لوكاس و عاد لعمله بسرعة و هو يفكر انه من الجيد أن ميكا قرأ رسالته و حفظ كيف يعد المضاد للفايروس .

إلا أن الأمور ما تزال سيئة !
فالمختبر محطم أيضاً بسبب القتال و الكثير من المواد قد سكبت و هناك نقص كبير !
زاد الارتباك و الخوف لديهم عندما لم يعثروا على أغلب المواد التي طلبها ميكا !

تحدث هاياتو بقلق شديد : ميكا المركب الثالث ليس موجوداً أيضاً !
صمت ميكا قليلا ثم نطق بارتباك و قلق : ماذا عن
سيانيد البوتاسيوم ؟!

نظر هاياتو للمواد ثم اجاب : لا يوجد !
نظر ميكا للأرض بقلق يفكر
" هذا سيء ! "
فسمع صوت هاياتو القلق : ميكا ؟!

نظر ميكا له و اجاب : أحضر H3OCL من المجمد !
تحرك هاياتو بسرعة ليفعل ما قاله ميكا بينما يكمل الآخرون أيضاً .

شعر ميكا بالزجاج يتشقق أكثر فنظر للقنينة بقلق !
اتجه نظره للابرة على المنضدة بجانبه !
نظر لها لبعض الوقت قبل أن يتجه نظره للآخرين و يرى القلق و الارتباك على وجوهم !

" أن لم ننجح...سيموت الجميع ! سيموتون بسببي ! ..."

بدأت هذه الأفكار تشغل عقل ميكا
امسك القنينة بيد واحدة جيدا رغم أن التشقق قد ازداد حجماً و امتدت يده بهدوء ليأخذ الابرة دون أن يلاحظ أحد !

سمع صوت جين يتحدث : ميكا لقد انتهيت ماذا أيضاً ؟!
رد ميكا بارتياك : هل ..هل أضفت مركب الفينول ؟!
رد جين : نعم !
فأجاب ميكا : إذن أضف NaOH . 

فور أن سمع لوكاس اسم المركب توقف عن عمله يفكر بقلق ..

" هذا العنصر غير موجود ضمن المركب ! .. إن أضاف هيدروكسيد الصوديوم فسيتفاعل مع الفينول و عندها ..!! هل يمكن ..؟!! "

فجأة سمعوا صراخ هاياتو القلق : ميكا ماذا تفعل ؟!!
التفت الجميع نحو ميكا بصدمة و قلق ليجدوه قد نقل الفايروس للابرة و يحاول حقن نفسه بها قبل أن تنفجر !

ركض هاياتو و لوكاس نحوه بسرعة لياخذوها منه إلا أنهما لم يصلا في الوقت المناسب فقد دخل الفايروس جسد ميكا ليسري في دمه !

رمى هاياتو الإبرة الفارغة بعيداً و أمسك ذراعي ميكا بقوة يتحدث بقلق شديد : ميكا ! الفايروس أصبح خطيراً جداً سيقتلك ! كيف تفعل هذا ؟!!

نظر لوكاس لميكا بقلق شديد أيضاً فأجاب ميكا موجهاً كلامه للوكاس : لا بد انك أدركت ذلك بالفعل ، لا يمكن صنع المضاد بوقت قصير جداً و أغلب المكونات غير موجودة ، من الأفضل اللجوء لطريقة تدميره داخل جسد مقاوم له فالمواد التي نحتاجها موجودة بالفعل .

صرخ هاياتو بغضب : هذا لا يعني أن تحقنه في جسدك !
أبعد ميكا يدا هاياتو و اجاب بابتسامة لطيفة : لا بأس انا بخير ، لم يحدث لي شيء !

فجأة شعر ميكا بألم شديد في صدره فدفع هاياتو بعيداً عنه بسرعة واضعاً يده على فمه ليخرج الكثير من الدماء !!

تقدم جين و كاي و ديانا نحوه سريعاً بقلق فسقط ميكا جالساً على الأرض و الدماء تخرج من فمه ، أذنه و عيناه بكثرة !
و زاد سوء الوضع جراحة السابقة فقد عادت تنزف اكثر مما كانت !!

نظر هاياتو له بقلق و خوف فاقترب منه بسرعة محاولاً إمساكه بينما يناديه : ميكا !!
ألا إن المعني دفعه فوراً و تحدث بصوت بدا الالم واضحاً فيه : لا تقترب مني !!

تحدث لوكاس فوراً بقلق شديد : جين أحضر المركب الذي صنعته بسرعة !
تحرك جين فوراً لينفذ ما قاله لوكاس بينما بدأ صوت انين متألم يخرج من ميكا و أنفاسه اضطربت بشدة بينما كان يضغط بقوة على جانب صدره الأيسر !

أحضر جين المركب فوراً و أعطاه للوكاس و الذي أمر الجميع بالابتعاد عنه ثم أمسك ميكا و تحدث بسرعة : ميكا اشرب هذا فوراً !

ألا إن ميكا لم يرفع رأسه أبداً فناداه لوكاس مجدداً لكن لا استجابة منه !
وضع لوكاس المركب جانباً و أمسك ميكا بقوة و دفعه ليجعله يستلقي على الأرض إلا أن ميكا بدأ بالصراخ !

بدأ يصرخ و يقاوم لوكاس بقوة فأراد هاياتو التقدم و مساعدته إلا أن لوكاس صرخ : لا تقترب انت هاياتو ! الفايروس ينتقل عبر الدم ، ديانا انت لم تجرحي تعالي و ساعديني !

نظر هاياتو لهما بخوف و حزن شديدين !
عندما رأى ميكا بدأ يصرخ تذكر ما حدث لهما قبل عدة سنوات و قبل أن يخطف ميكا فبدأت يداه ترتجف بقلق شديد و همس بألم : ميكا !!

بينما تقدمت ديانا نحوهما بسرعة فامسكت يدا ميكا بقوة تحاول تثبيته و التقط لوكاس المركب ليجبر ميكا على شربه !
ثم صرخ : كاي أعطني الإبرة التي جهزتها على المنضدة !

أعطاه كاي ما أراده فحقن ميكا بها ثم نظر له .
لم يتوقف ميكا عن الصراخ و المقاومة و هذا ربما بسبب مرضه أيضاً ، لكن الدماء تستمر بالتدفق منه بسرعة شديدة و هذا سيء جداً !

بدأ لوكاس يفكر ..
" الفايروس يسبب تلف الأعضاء الداخلية و تدميرها ، قد يسبب نزيفاً داخلياً له ، أعتقد انه نزيف في الصدر ، ربما القلب أو الرئتين ؟! .. هذا سيء جداً ! "

نطق لوكاس بقلق : علينا نقله للمشفى بسرعة !
رد جين : لا نستطيع الخروج من البرج و المشفى هنا اشتعل حريق به و ليس هناك أطباء ! أقرب مدينة قد نصل لها خلال ثلاث ساعات دون احتساب الوقت لنجد طريقة للخروج !

صرخ لوكاس بغضب و قلق : سيموت من النزيف في اقل من ساعة !!

شهق هاياتو بصدمة و بدأت الدموع تتجمع بعينيه !
رآه لوكاس فحاول تمالك نفسه و التفكير جيداً بينما تحدث هاياتو بخوف و حزن شديدين : لا .. لا ميكا لن يموت ! جد طريقة لإنقاذه !

نظر لوكاس لميكا بقلق شديد يفكر ..
" ليس هناك طريقة أخرى ... سيموت بأي حال أن لم أفعل شيئاً ! "

نطق لوكاس بقلق و ارتباك : ميكا .. سأقوم بالعملية لك هنا .. تستطيع التحمل صحيح ؟!

نظر الجميع للوكاس بصدمة بينما فتح ميكا عينيه بصعوبة لينظر لعيني لوكاس و قد خرجت دمعة منه فاومأ إيجاباً فتحدث لوكاس بسرعة : جين أعطني الأدوات ، كاي و هاياتو ابحثا عن أي مخدر موجود هنا ، أي شيء قد يفيد !

تحركوا جميعاً ليفعلوا ما قاله لوكاس بينما هو قام بفتح قميص ميكا بسرعة بينما يتحدث : ابتعدوا جميعاً من هنا و يفضل أن تخرجوا من الغرفة ، آسف ديانا لكنك يجب أن تبقي و تمسكي ميكا !

اومأت ديانا إيجاباً بقلق شديد و الدموع تجمعت بعينيها بينما وضع جين الأدوات بجانب لوكاس .
نطق لوكاس بقلق و هو ينظر لكاي و هاياتو : ألم تجدا مخدراً بعد ؟!

رد كاي بينما يستمر بالبحث : لا يوجد شيء هنا !
نظر لوكاس لهاياتو و هو يستمر بالبحث فعض على شفته بقلق و قد فهم أن هاياتو لم يجد شيئاً أيضاً !

أعاد نظره لميكا الذي يقاوم إمساك ديانا له بلا وعي مفكراً بأنه منذ أن باعه من كان يظنه والده للعصابات و هو يخشى الدماء الكثيرة فكان لا يدخل القسم في الجامعة عندما يقومون بالتشريح أو شئ كهذا فكيف الآن و هو سيقوم بعملية لابن أخيه بنفسه ؟!
و الأسوأ انه قد يضطر للقيام بها دون مخدر !
لكنها حالة طارئة جداً و لا يمكن الانتظار طويلاً !

كان هاياتو يبحث بسرعة شديدة عن أي شيء قد يفيده لكن لا فائدة !
الوقت يمر بسرعة و لا يوجد أي مخدر هنا !

فجأة ارتفع صراخ ميكا أكثر !
فاستدار هاياتو فوراً ينظر له ليجد أن لوكاس قد بدأ بشق صدره !
ارتجفت يدا هاياتو و خرجت دمعة من عينه ليهمس بصوت منخفض : لا انتظر .. انتظر قليلاً بعد .. ساجد المخدر .. لا تؤذي أخي !

اقترب جين منه بسرعة ليأخذه معه للخارج بعد ان قال : هاياتو لنخرج !
خرجا من الغرفة ليتبعهما كاي فلم يستطع تحمل رؤية هذا أكثر !

وقف جين في الممر يسند ظهره للجدار و ملامح القلق و الخوف على وجهه بينما جلس كاي و هاياتو على الأرض بجانبه و لم يقل خوفهما عنه فقد وضع هاياتو يديه على أذنيه يحاول عدم سماع صراخ أعز أصدقائه !
بينما نظر كاي له بحزن و قلق شديد .

صرخ ميكا بقوة حتى بح صوته !
بكل ثانية يزداد الألم في صوته و الذي لم يكفي ليعبر و لو قليلاً عن الألم الذي شعر به !

كان الأمر أشبه بعودته لتعذيب والده له في المنزل بل و أكثر الماً !
عندما يفتح عينيه بصعوبة و يرى لوكاس .. لا يستطيع منع نفسه من التفكير بأن والده يعذبه الآن او يقوم بتجربةٍ عليه !

و بعد بعض الوقت ..
فجأة اختفى صوت ميكا تماماً !
رفع هاياتو رأسه بقلق فتحدث كاي : هل انتهى لوكاس ؟!

رد جين بقلق : من المفترض أن العملية تأخذ وقت أكثر !
لم ينتظر هاياتو المزيد من الوقت فقد نهض فوراً و نظر لداخل الغرفة !
كان لوكاس ما زال يجلس قرب ميكا بينما كانت ديانا تدير وجهها للجانب و الدموع تخرج من عينيها !

تحدث هاياتو بصوت قلق منخفض بعض الشيء : هل انتهى الأمر ؟ هل نجحت ؟!
ردت ديانا بحزن شديد : لا لم ينتهي .. لقد فقد وعيه فقط !

شد هاياتو على قبضة يده بحزن شديد بينما تحدث جين : هذا أفضل قليلاً .
توقف لوكاس عن العمل و تحدث بحزن و إرهاق واضح في نبرة صوته : من الأفضل أن تبحثوا عن طريقة لنخرج ليس لدي الوقت للتفكير بهذا أيضاً !

رد جين : سنفعل .
فخرج الثلاثة و عاد لوكاس للعمل .
فبدؤا يفكرون بطريقة للخروج غير مدركين ما مصير ميكا من العملية حتى الآن !

..........................................................

بعد أسبوع

اذيع في الأخبار ان منظمة ضوء القمر قد أمسكت آخطر عصابة .. عصابة blood .
بعد أن كان عمل المنظمة الحقيقي سرياً أصبح الجميع يعلم بشأنه الآن بعد أن حققت المنظمة هدفها .

تم إمساك المتعاونين مع العصابة من أفراد الحكومة ، و ما زال البحث مستمراً عن أي متعاونين معهم .
و قد حل الأمن في نفوس الناس بعد أن ذهبت تلك العصابة .

رغم كل شيء بقي موضوع الفايروس سرياً
و كذلك أعمال العصابة الحقيقية و من هم قادتها ، رفضت المنظمة قول شيء عنهم لكنها أعطت وعداً للناس بحفظ الأمن في البلاد و مكافحة الفساد و الأعمال الإجرامية !

في المقبرة ...
هبت الرياح فحركت شعره بخفة .
وقف جين أمام القبر بنظرات حزينة يحمل زهوراً بيضاء فانحنى و وضعها على التراب برفق ثم نهض و ابتسم بخفة .

" اشكرك على كل شيء ... غيلن . "

استدار ليغادر قبر من كان مثل والده .
من كان السبب في تأسيس المنظمة و نجاحها لكنه لم يرى ذلك النجاح .
لن تكون هذه الزيارة الأولى و لا الأخيرة لجين لهذا المكان .. حيث يرقد أحب الأشخاص إليه .

...........................

وسط المدينة ..
بناء كبير و هادئ ...
حسناً .. عادةً هو ليس كذلك !

سار ذو الشعر الأشقر بهدوء وسط ذلك المشفى لتأتي ممرضة نحوه مسرعة و تتحدث بقلق : سيدي ، ابنك يصرخ مجدداً !
رد لوكاس بجدية : حسناً انا قادم .

اتجه لوكاس لغرفة ابنه فوراً .. مهلا لحظة ، ابنه ؟!

فتح لوكاس الباب ليدخل بسرعة و يرى الممرضة تحاول إمساك الفتى و تهدأته دون فائدة فاقترب لوكاس من السرير و أمسك ذراعيه و تحدث : لابأس يمكنك الذهاب .

ابتعدت الممرضة عن الفتى و اومأت إيجاباً ثم خرجت .
نظر لوكاس بابتسامة هادئة للفتى الذي استمر بالصراخ و الدموع تخرج من عينيه !

وضع يده على رأسه و قرب وجهه منه يتحدث : لا بأس ميكا .. انت بأمان .. لا أحد سيؤذيك هنا .

أخرج لوكاس ساعته الموسيقية و فتحها ليضعها على سرير ميكا بجانب وسادته .
أنسابت تلك الموسيقى الهادئة و الجميلة إلى مسامعهما فلم يمر وقت طويل حتى هدأت حركته و عاد للنوم .
ارخى لوكاس جسده و نظر لميكا بحيرة

" متى سيستيقظ ؟! "

نظر لوكاس لصدر ميكا بحزن و هو يتذكر تلك العملية !
كانت أسوأ تجربة له و لميكا ربما !
رغم انه درس بكلية الطب و قرأ كثيراً عن العمليات الجراحية و كان الأول على مرحلته لكنه لم يقم بعملية
أو يشاهد واحدة يوماً !
حتى هو ادهش نفسه من نجاحه بفعلها لميكا !

تنهد لوكاس براحة فقد أنتهت تلك التجربة المريعة الآن .
فجأة سمع صوت ميكا المنخفض : سيد لوكاس ؟!

نظر لوكاس له فوراً بسعادة و تحدث : ميكا ؟ استيقظت أخيراً ! ..(يعبس) و قلت لك لوكاس فقط ... لكن من الجيد انك لم تناديني بنيكولاس او ابي !

حاول ميكا النهوض بينما يتحدث بقلق : هاياتو ؟ أين هو ؟ هل خرجوا ؟ هل الجميع بخير ؟!

أمسكه لوكاس و جعله يستلقي مجدداً بينما يجيبه بابتسامة لطيفة : لا تقلق انت فقط من كانت حياته بخطر ... الجميع بخير و ينتظرون استيقاظك .

شعر ميكا ببعض الراحة فتحدث : ماذا حدث ؟ أين هاياتو الآن ؟ منذ متى و انا نائم ؟!
رد لوكاس : منذ أسبوع و لا يهم ما حدث الآن فقد انتهى كل شيء ، من اليوم لن تعاني أبداً و ستعيش بامان كالاخرين بعمرك ... أما بالنسبة لهاياتو .. فكان ينتظرك طوال الليل و قد نام الآن ، هو في الخارج أترغب أن اوقظه ؟!

اجاب ميكا بابتسامة : لا دعه يرتاح .. أين نحن الآن و ماذا عن الآخرين ؟!

جلس لوكاس بجانبه يجيبه على اسئلته بصوت هادئ يبعث على الدفئ : لقد عدنا لمدينتكم ، جين يأتي لزيارتك يومياً لكنه مشغول قليلاً بعمل المنظمة الآن ربما سيأتي بعد قليل و ديانا عادت لشقتها لكنها كانت تبقى أغلب الوقت هنا تنتظرك مع هاياتو اما كاي فقد جائت والدته و شقيقته و هو يقيم معهم في منزل قريب من هنا .

ابتسم ميكا : هذا جيد .
لاحظ ميكا الساعة الموسيقية بجانب وسادته فنظر لها قليلاً فتذكر والده !
فتحدث ببعض الحزن : أهذه ساعة ابي ؟

أجاب لوكاس بابتسامة لطيفة : لا .. إنها ساعتي انا ، هاياتو أخبرني انك لا تحب موسيقى والدك لكنك بدوت مرتاحاً عند سماعك لهذه الموسيقى لهذا كنت اسمعك إياها عندما تصرخ .

نظر ميكا له بصدمة و قلق : أكنت اصرخ ! .. هل .. رآني هاياتو و الآخرين ؟ أفعلت شيئاً لهم ... كمهاجمتهم .. مثلاً ؟!

أنهى ميكا جملته بصوت منخفض حزين و متردد .
فابتسم لوكاس لملامح وجهه اللطيفة كما يراها هو و مسح على شعره بخفة مجيباً : كنت أعلم انك لن تحب أن يروك هكذا لهذا لم اسمح لأحد منهم بالدخول فلا تقلق لا أحد يعلم بالأمر .

ابتسم ميكا و شكره على هذا بينما كان لوكاس يحرك يده على شعر ميكا حتى استقرت على جانب وجهه فشعر ميكا بالدفئ و الحنان من تلك اليد لاول مرة فاغمض عينيه براحة و نطق بأفكاره دون أن يشعر : يدك دافئة جداً .

ضحك لوكاس بخفة و أجاب : شكراً لك .
ليجعل ميكا ينتبه أخيراً لما قاله و يشعر ببعض الاحراج !

تذكر ميكا ما حدث في ذلك اليوم ..
لقد طعنه .. و قام بتهديده .. ثم .. قام لوكاس بتعذيبه .. لا ليس كذلك .. لوكاس انقذ حياته ، رغم ما فعله ميكا الا ان لوكاس انقذه دون مقابل !

لاحظ لوكاس أن هناك بعض الكلمات العالقة في صدر ميكا فتحدث بحيرة : ما الأمر اترغب بقول شيء ؟!

نظر ميكا له ببعض الحزن و تحدث : انا اسف لما فعلته لك .. لقد طعنتك و انت أنقذتني ..لكنني .. لم أكن اسيطر على نفسي في ذلك الوقت ..لذا .. انا اسف ج...

قاطع لوكاس كلامه بابتسامة : لا تفكر بهذا لقد نسيت الأمر تماماً ، ثم انت لم تؤذني كثيراً كان مجرد خدش بسيط .

نظر ميكا له بدهشة : ألست غاضباً مني ؟!
لوكاس (بسعادة) : بالطبع لا ، يستحيل أن أغضب من ابن أخي الوحيد .

ابتسم ميكا بلطف أيضاً فتحدث لوكاس ببعض القلق و الارتباك : لكن ميكا .. لا أرغب بازعاجك لكن .. الاطباء هنا لاحظوا الشبه بيننا و الجميع الآن .. يظنون أنني والدك ! .. لم انتبه للأمر إلا و الجميع يناديك بابني فلم يكن لدي الوقت للأخبارهم لهذا لا تصدم عندما تسمعهم ينادوننا هكذا !

قال لوكاس هذا بإحراج و قلق من أن ينزعج ميكا من هذا رغم أنه فكر في نفسه ..
" الحقيقة هي أن هذا أعجبني فلم ارد أخبارهم ! "

إلا أن ميكا ابتسم و اجاب : لا بأس .
فشعر لوكاس بالسعادة أن ميكا تقبله و لم يمانع .
شعر ميكا بشعور غريب أيضاً بالنسبة له فقد كان يحلم أن يتوقف نيكولاس عن ما يفعله به و يعامله كابن له أيضاً ، شعر بالسعادة بمجرد أن تخيل أن لوكاس والده !

فجأة سمعا صوت هاياتو كأنه يتشاجر مع شخص في الخارج فضحك لوكاس و تحدث : أظن أن كاي قد وصل و بدأ بازعاج هاياتو !

ضحك ميكا بخفة أيضاً فنهض لوكاس : يجب أن اوقفهما قبل أن يدمرا المكان .

تحرك لوكاس ليخرج إلا أن صوت ميكا اوقفه : أن ..

نطق ميكا بحرف واحد و صمت !
فاستدار لوكاس ينظر له بحيرة : ما الأمر ؟
نهض ميكا ليجلس و اخفض بصره ليتحدث بخجل : بما .. بما أن الجميع يظنون انك والدي ... هل تمانع إن ... اناديك أبي ؟!

اتسعت ابتسامة لوكاس إلا أن ميكا لم يرها و أكمل بإحراج : فقط أمامهم .. ان لم تمانع !

ألا إن لوكاس اقترب منه و تحدث بابتسامة لطيفة : يمكنك مناداتي هكذا دائماً هذا يسعدني ، بالحقيقة كنت قلقاً من اخبارك و الآن قد ارحتني !

نظر ميكا له بحيرة : إخباري بماذا ؟!
ابتسم لوكاس و أجاب : أرغب أن تعيش معي .

ظهرت الصدمة على وجه ميكا فتحدث لوكاس : لا تقلق ليس انت فقط ، هاياتو و ديانا أيضاً ! أرغب بتبنيكم جميعاً و هكذا تستطيعون مناداتي - ابي - حقاً !

اخفض ميكا بصره و تحدث : لكن .. الن يزعجك هذا !
رد لوكاس بابتسامة : بالطبع لا سأكون سعيداً أن وافقتم ، أخبرت ديانا و قد وافقت اما هاياتو فقال إنه لا يمانع و انه سيفعل ما تريده انت ! سنسكن في شقة بجانب جين و سيكون منزل كاي قريباً جداً و هكذا تبقون معا فما رأيك ؟ ... لست مضطراً للإجابة الآن ساعطيك وقت لتفكر جيداً !

شعر ميكا بسعادة شديدة من هذه الكلمات !
والد لطيف ، منزل ، أشقاء و أصدقاء ! ماذا يريد أكثر من هذا ؟! لم يعد يعلم أهذا حلم أم حقيقة !

أجاب بابتسامة و خجل دون أن يرفع رأسه له : لا داعي .. إن كان هاياتو لا يمانع فلا مانع لدي أيضاً !

ابتسم لوكاس بسعادة : سابذل جهدي لأكون والداً جيداً لكم .
رفع ميكا رأسه و نظر له بابتسامة لطيفة كأنه يرى حلمه يتحقق الآن !
نسخة لطيفة من والده !

قاطع هذا الجو الجميل صوت هاياتو الغاضب ليخرج لوكاس بسرعة و يرى ما يحدث ..!

كان جين يحاول إمساك هاياتو و أبعاده عن كاي بصعوبة شديدة بينما تقف أمامهم ديانا تمسك كاي بصعوبة أيضاً و في الخلف والدة كاي تضحك بقلة حيلة و شقيقته مرتبكة !

كاي (بابتسامة ماكرة) : متشوق للعودة للمدرسة سريعاً ، جهزت الماء البارد و العديد من الخطط لعزيزي ميكا !

هاياتو (يصرخ بغضب) : ساقتلك أن لمست شعرة منه أيها المتنمر الجبان !

جين (ينظر للوكاس برجاء) : لوكاس لدي يد واحدة فقط و انا أحتاجها !!

ديانا (تنظر للوكاس برجاء) : ساعدنا !!

ضحك لوكاس بينما يتقدم ليقف بينهم و يتحدث : مهلاً مهلاً كيف وصل الأمر لهذا ؟ كان هاياتو نائماً بعمق قبل لحظات !

نظر هاياتو له و تحدث بانزعاج بينما يشير لكاي : هو يشعر بالغيرة من تفوقي انا و ميكا عليه بكل شيء لذا يحاول ازعاجنا دائماً !

رد كاي بانزعاج : لا اشعر بالغيرة من أحد ثم أنتما لم تتفوقا علي بأي شيء أيها المغرور !

رد هاياتو بابتسامة ماكرة : قل هذا عندما تحصل على درجة واحدة أعلى من ميكا .

عبس كاي بانزعاج بينما نطق لوكاس : هاياتو تفاخر بشيء لك .

ابتسم هاياتو و أجاب : انا أفعل ، انا اتفاخر باخي ! (بعبس) و لوكاس لقد مر أسبوع لا يمكنك ابعادي عن ميكا أكثر من هذا أريد رؤيته الآن !

ابتسم لوكاس بخفة و أجاب : أعلم و هو أيضاً يرغب برؤيتك ، يرغب برؤيتكم جميعاً .

توقف شجارهم فوراً لينظر جين له بدهشة و يتحدث : اتعني .. إنه استيقظ !
اومأ لوكاس إيجاباً ليسرع هاياتو إلى الغرفة فوراً فتبعه كاي و الآخرون بينما تحدث لوكاس : لكن بلا شجار نحن في المشفى و هو ما زال مريضاً !

اقتربت والدة كاي منه و تحدثت بابتسامة : انهم نشيطون جدا اليوم !
رد لوكاس بقلة حيلة و هو يفكر كيف سيعتني بهم : على الأقل سيساعدني ميكا .

دخل هاياتو غرفة ميكا بسرعة و بعض القلق ليجد ميكا يجلس على السرير بهدوء .
فنظر ميكا إليه و ابتسم : صباح الخير هاياتو .

ابتسم هاياتو و اتجه نحوه بسرعة : كيف تشعر الآن ميكا ؟!

دخل الآخرون أيضاً بينما أجاب ميكا : انا بخير آسف لاقلاقكم .
ردت ديانا : لا داعي للاعتذار نحن أصدقائك و بالطبع سنقلق عليك !

أضاف جين بابتسامة : الاهتمام بنفسك سيكون أفضل من الاعتذار !
ابتسم ميكا بخفة و أجاب : حسناً .

إلا أن هاياتو نظر له بانزعاج و تحدث : لا تبتسم هكذا ميكا -حسناً- تلك لا تعجبني ! حاولت الانتحار مرتين دون الاهتمام بنا ، مهما أخبرك أن تهتم لنفسك لا تفعل ، لن اسامحك بسهولة هذه المرة !

نظر ميكا له بابتسامة خفيفة يتأمله : آسف .
فعبس هاياتو و كتف يديه لصدره : ميكا ، مللت من
- آسف -  تلك ! أتحاول خداعي بها ؟!

رد ميكا بابتسامة : آسف .
عبس هاياتو أكثر و أدار وجهه بعيداً عنه بعد أن نطق : اكرهك !

ابتسم الثلاثة بخفة بينما شهق ميكا بصدمة و نطق : ماذا ؟!
ظهرت على وجه ميكا نظرات حزينة بينما ينظر لهاياتو و الاخر لم ينظر له أبداً فتحدث كاي بسخرية : هاياتو أحزن اميرته ؟! هذا تغير ممتاز .

رد هاياتو فوراً : اصمت انت !
نظر لميكا بطرف عينه قليلا ًفتذكر سؤاله في مقر العصابة قبل اسبوع
" هل تكرهني ؟"

هو لا يكرهه حقاً بل قال هذا فقط ليجعل ميكا يندم و يهتم بنفسه أكثر فلا شيء أهم لديه من اخيه !
الا انه لا يستطيع مقاومة نظراته الحزينة تلك بعد تذكره لذلك السؤال ايضا فتنهد بقلة حيلة و نطق بعبوس : حسناً .. أحبك !

تعالت ضحكات الثلاثة في الغرفة بينما ابتسم ميكا بخفة فنظر هاياتو لهم بغضب : ما المضحك ؟! توقفوا ! ميكا كل هذا بسببك !

ضحك ميكا بخفة و أجاب : آسف .. انا ايضا أحبك هاياتو .
ابتسم هاياتو بخفة و هو يرى هذا الجو الجميل .

بعد سنوات من العذاب و العيش في القلق أخيراً أصبح لديهما أصدقاء يثقون بهم .. أصدقاء يحبونهم .. يحمون بعضهم بعضاً .
أخيراً .. حلمهما يتحقق .

لكن ... مازالت هذه ليست النهاية !
ما زال هناك مشكلة واحدة فقط !

قاطع ضحكهم الجميل صوت مرتبك لفتاة صغيرة : أخي ..
اتجهت انظار الجميع نحو الباب ليروا مينا تقف هنا .

نظر ميكا لها بحيرة و بعض الحزن عندما تذكر اول لقاء لهما !
عندما رمت حجارة عليه و صرخت قائلةً انها تكرهه و أنه السبب بكل شيء !
لقد آلمته كثيراً ..
لكنه الآن لم يعد يهتم لهذا الكلام !

لقد تغير حقاً .
بعد أن عاد لوالده مجدداً عانى ألماً أكبر من السابق بكثير و خاصةً أن هاياتو لم يكن معه ليقدم الدعم النفسي له لذا أصبح لا يهتم لكلامهم .
لا يهتم أن لم يتقبلوه .
طالما هاياتو .. و أصدقائه .. و والده الجديد معه ، فهو لا يحتاج لوالدته و لا يرغب برؤيتها أساساً !

من تخلت عنه سابقاً .. و حتى بعد كل ما فعله .. كل ما طلبه منها هو أن تناديه بلطف و تعطيه بعض الاهتمام لكنها لم تفعل .
و الان هو سيتخلى عنها .
عن والدته .
لكن ماذا عن شقيقته ؟!

نظرت مينا له بارتباك و تردد فنهضت ديانا و جعلتها تقترب من ميكا بينما تتحدث بابتسامة : ميكا ، مينا لديها شيء لتقوله لك .

وقفت مينا أمام شقيقها بقلق فتحدث ميكا بحيرة و صوت جاد بعد أن طال صمتها : ما الأمر ؟!
ردت مينا بارتباك : انا .. آسفة لما فعلته .. انا اسفة جداً .. لم أقصد ما حدث أرجوك سامحني ..

لم يصدر أي صوت في الغرفة فنظرت مينا لشقيقها بقلق خوفاً من أن يغضب منها إلا أنها لم تستطع معرفة ما يفكر به فوجهه لم يبدي أي ملامح !

شعرت مينا بالحزن لأنه يبدو انه لن يسامحها إلا أن ميكا ابتسم بخفة و أجاب : حسناً ، انا اسامحك .

ابتسمت مينا ثم تحدثت : حقاً ؟ شكراً لك أخي .
مسح ميكا على شعرها بخفة لتقليل خوفها فشعرت مينا بالسعادة و تحدثت : هل أنت بخير الآن ؟ هل تتألم ؟!
ابتسم ميكا و أجاب : لا انا بخير .

..........

و خارج غرفة ميكا ..
كان لوكاس ينظر لهم من خلال الباب بابتسامة و هو يشعر بالسعادة و الرضى لما يحدث .

فجأة سمع صوت امرأة في الخلف تتحدث بانزعاج و قلق : أين مينا ؟ أين ابنتي ؟!
بينما كانت والدة كاي تحاول تهدأتها : سيدة ايزابيلا لا يجب أن تصرخي !

فتنهد لوكاس ثم تقدم نحوهما بابتسامة لطيفة : سيدة ايزابيلا ؟ مرحباً بك ، شكراً لأنك أحضرتي مينا ، ميكا بدا سعيداً عندما رآها (يضحك بخفة) انه يحب شقيقته في النهاية و هي كذلك ستحبه أكثر .

اقتربت ايزابيلا منه بغضب : انا لم احضرها لتراه يا شبيه نيكولاس ! أين هي ؟ سأخذها الآن !
ابتسم لوكاس و أجاب : اسمي لوكاس .

رأت ايزابيلا مينا و الآخرين في الغرفة فتجاهلت كلام لوكاس و تقدمت نحو الغرفة إلا أنه أمسك ذراعها بقوة ليوقفها فتحدثت بغضب : اتركني !!

ابتسم لوكاس و تحدث : انه يتحدثون الآن بسعادة و لا يمكنك مقاطعتهم !

ردت ايزابيلا بغضب : أنها ابنتي و أستطيع أخذها !

ألا ان لوكاس رد بابتسامة و برودة أعصاب بينما يضغط على ذراعها : انها مع شقيقها الآن و هي سعيدة جداً ، بالمناسبة سيدتي ، انت تخليتي عن ميكا صحيح ؟ هذا تصرف سيء بالنسبة لأم ! .. أتسائل هل مينا تعلم بما فعلته ؟ ماذا ستقول عنك عندما تعلم أن والدتها العزيزة أجبرت ابنها الصغير على شرب ماء ساخن فقط لأنه قال لها أنه جائع ؟ ماذا سيقول الناس عن أم دفعت ابنها ليسقط من فوق السلالم بينما كان يرجوها لتحميه من والده ؟ أتعلمين .. ربما لا أقول شيئاً عن نيكولاس و أخبر العالم أن الآثار على جسده كانت من فعلك انت ! عندها أتسائل أن كان القاضي سيبقي مينا معك ؟ ربما أخذها معي و اجعلها تعيش مع شقيقها ! ما رأيك سيدة ايزابيلا اليست فكرة جميلة ؟!

أنهى لوكاس كلامه بابتسامة لطيفة و صوت هادئ جعل ايزابيلا تغضب بشدة !
أبعدت يده عنها و تراجعت للخلف : حقير كنيكولاس تماماً !

ابتسم لوكاس و أجاب بمرح : ماذا توقعتي انه أخي التوأم !

غضبت ايزابيلا و ذهبت لتجلس على أحد المقاعد تنتظر مينا بينما اقتربت والدة كاي من لوكاس و همست بانزعاج : يا لها من أم ، أحسنت الكلام لوكاس ، انت الوحيد القادر على إسكاتها .

ضحك لوكاس بخفة و أجاب : هذا جيد .
استدار ينظر للأولاد في الغرفة : ساحافظ على السعادة بينهم ... لن اجعلهم يحزنون أبداً .

نظرت والدة كاي له بابتسامة ثم إعادت نظرها للأولاد في الداخل تنظر لهم و هم يتحدثون و يضحكون .
يبدو أن كاي لن يكف عن إزعاج هاياتو ، و الاخير سيواصل الشجار معه عن حماية ميكا ، و ديانا ستستمر بتوبيخهم دون فائدة ، و كالعادة سينتهي الشجار بكلام ميكا اللطيف و ابتسامته الهادئة ، بينما يضحك جين على تصرفهما .

ذهب جين للجامعة .. بينما عاد ميكا و هاياتو و كاي و ديانا للمدرسة معاً .
لكن هذه المرة .. ذهبوا و هم مطمئنين .
بلا خوف من ملاحقة شخص ما لهم .
بلا خوف من ظهور مفاجئ لأفراد العصابة .

استمر ميكا يأخذ العلاج لحالته النفسية باشراف لوكاس ، لكنه أصبح مسقر أكثر الآن .
شارك مع هاياتو بتجربة أمور كثيرة لم يكونوا يستطيعون تجربتها سابقاً كالتخييم مثلا !
و قد كان ممتعاً جداً لهما خاصةً بمشاركة ديانا ، كاي و شقيقته ، مينا و جين و بدعم لوكاس لهم في كل خطوة و اهتمامه بهم جيداً .. فعاشوا بسعادة أخيراً .

🌺 النهاية 🌺

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top