موجة تغير و اتصال !
مر يومين على استيقاظ كاي ..
خرج من غرفته للمشي في الممرات قليلا فقد تعب من الجلوس طويلاً .
كما أنه يقول انه بخير تماماً و رغم ذلك فإن الأطباء لا يوافقون على خروجه و هذا ما يزعجه جداً .
همس مع نفسه : لهذا أكره المشفى ! يبالغون دائماً !
مشى في الممرات مفكراً " مرت اكثر من ثلاثة اسابيع ، علي الإسراع بالخروج ! لكن لا نستطيع حل مشكلة ميكا بعد و نحن لم نستطيع حل مشاكلنا هنا ! علي إخراج جين و ذلك المغرور من اكتآبهما ! أستطيع تخيل هاياتو منعزلاً هكذا خاصةً بعد أن علم أن لا أحد استطاع تتبع أثر ميكا ، لكن لم أتوقع أبداً أن هذا سيحدث لجين أيضاً ! "
سمع صوت ديانا تتحدث و هي تقترب منه بسرعة : كاي هل هربت من غرفتك مجدداً ؟!
تحدث كاي بحاجب مرفوع : تقولين هذا و كأنني هربت من الغرفة مئة مرة ! إنها فقط خمس مرات !
كتفت ديانا يديها لصدرها لتتحدث : خمس مرات بيومين ؟ هذا قليل حقاً !
تحدث كاي بفخر : أجل رأيتي ، انها قليلة !
أمسكت ديانا ذراعه لتسحبه خلفها و هي تتحدث : عد للغرفة انت بحاجة للعناية !
تحدث كاي بتذمر : المكان ممل هناك ، و نحن علينا التحرك بسرعة !
ردت ديانا بجدية : لا تقلق انا اهتم بأمر المنظمة بمساعدة أعضائها الآخرين و قد انتهى أمر دفن السيد غيلن منذ مدة و الآن ابحث عن أي دليل يقود لميكا .
نظر كاي لها ثم تحدث : انت مذهلة ، استطعتي فعل كل هذا بمفردك بعد كل ماحدث !
ابتسمت ديانا بخجل و تحدثت : شكراً لك ، انا حزينة لكنني أعلم أن حزني لن يفيدني ، لست جيدة بالقتال مثلكم لذا سافعل أي شيء لأكون مفيدة لكم !
ابتسم كاي و تحدث : انت مفيدة حقاً لذا لاتقولي هذا ، و ماذا عن هاياتو و جين ؟
توقفت ديانا عن السير و ملامح الحزن رسمت على وجهها لتتحدث : مازالا لا يجيبان و لا يفتحان الباب ، كأن لا أحد في الداخل .. لكن علمت اليوم من المشفى .. إن جين فقد احدى ذراعيه !
توسعت عينا كاي بصدمة ليتحدث : فقد .. ذراعه ؟
تحدثت ديانا بحزن : أجل .. هو استيقظ قبلي لذا لم أره ، لكنهم اليوم أخبروني انه نجى بأعجوبة لكنه فقد ذراعه !
بعد قولها هذا نظر كاي للأرض بغضب ليتحدث : سانتقم منهم جميعاً ! سيدفعون الثمن على ما فعلوه ! نيكولاس ، ديفيل و كل من له صلة بهم ، لن اسامحهم ابداً !
نظرت ديانا له بحزن و قلق .. فجأة رأت فتاة صغيرة تجري بسرعة نحوهما !
توسعت عيناها قليلاً بدهشة و قلق فاقتربت منها بسرعة لتتحدث : مينا ؟ ماذا تفعلين هنا ؟ أين والدتك ؟
نظر كاي لهما باستغراب بينما توقفت مينا لتلتقط أنفاسها ثم رفعت رأسها تنظر لديانا و تتحدث : عندما رفضت أن تحضرني إلى هنا هربت من المنزل !
توسعت عينا ديانا بصدمة : ماذا ؟ كيف تفعلين هذا ؟ ماذا إن اصابك مكروه ! و لما رغبتي بالقدوم أساساً ؟
ردت مينا بعناد : أردت رؤيتك و كنت اعلم أنني ساجدك هنا .. لا بد ان امي اكتشفت خروجي الآن و هي في طريقها إلى هنا !
تحدثت ديانا بحيرة : و لما أردتي رؤيتي ؟ هل هناك شيء ؟
اقترب كاي منهما ليصغي لحديث مينا : اشتقت لأبي جداً ، كنت أقضي أغلب وقتي في مكتبه و أمس .. وجدت ورقة كتبها هو !
ظهرت ملامح الدهشة على وجه كاي و ديانا التي تحدثت : و ماذا كتب ؟
ردت مينا بحزن شديد : قال .. إنه أن مات فجأة فسيترك هذه الرسالة لنا لنقرأها .. كتب بعض الكلام المشجع لي و لأمي .. و قال أنه يحبني كثيراً .. و أن اهتم باخي .. و أن أحبه ايضاً ..!
بدأت الدموع تخرج من عيني مينا لحديثها عن والدها الذي احبته كثيراً .
هذا حقاً قاسي عليها ! طفلة بعمرها تقرأ وصية والدها الذي مات قبل بضعة أسابيع فقط !
احتضنتها ديانا مواسية لها بينما نظر كاي لهما بحزن !
لا ذنب لهذه الطفلة ، لماذاعليهم أن يواجهوا كل هذا الألم ؟
ابتعدت مينا عن ديانا قليلاً لتكمل اخبارهم بوصية والدها : لقد قال لوالدتي .. إن تاخذ الشركة و تهتم بها بدل عملها الحالي ، و أن نصف ثروته الحالية توزع عليكم !
تفاجئ كاي و ديانا من جملتها الأخيرة ! غيلن ناجح بعمله في الشركة و هو غني جداً ! هل حقاً سيعطي نصف ثروته لهم ؟ لماذا ؟
لهذا السبب طلب من ايزابيلا أن تأخذ الشركة أيضا ً، لكي لا تحتاج للمال حتى أن اعطتهم نصف النقود !
أكملت مينا كلامها : قال ان جميعكم مهمين لديه و انه يحبكم مثل أبنائه ! فأنتم أولاد اعز أصدقائه ... قال .. إن يتولى جين رئاسة المنظمة أن لم يكن لديه مانع .. و أيضاً .. ترك رسالة لكل واحد منكم مع أربعة ساعات موسيقية !
قال إن ساعته ستكون لي .. و الساعات الثلاث الأخرى وضعت تحت كل واحدة منها ورقة كتب عليها أسم احدكم .. لذا احضرتها لكم .. دون أن أقرأها !
أخرجت مينا الساعات و الأوراق من جيبها .
مدت إحدى الأوراق لديانا و هي تتحدث بصوت حزين : خذي اختي ، هذه الورقة كانت بمفردها دون ساعة !
نظرت ديانا لها بحزن ثم أخذتها و هي تتحدث : شكراً لك عزيزتي مينا .
نهضت ديانا فاقتربت مينا من كاي تتحدث : انت كاي صحيح ؟ هذه لك !
مدت يدها تحمل ساعة برونزية اللون مع ورقة صغيرة !
أخذها كاي و فتح الورقة ليبدأ هو و ديانا بقراءة ورقتيهما .
ورقة ديانا كتب عليها
" مرحباً عزيزتي ديانا ، كيف حالك الان ؟ قد تكونين حزينة جداً ! لكن يجب أن لا تستسلمي لهذا الحزن تذكري دائماً انك شخص مهم .. فريقكم يحتاجك ، لا تقللي من شأنك أبداً فأنت شخص مميز ! أنت أكثر استقراراً من الآخرين . انت التي تستطيع أن تبعث شرارة الأمل فيهم من جديد ! ديانا .. أعلم أن العصابة هي من قتلت والديك .. لكن لا يجب أن تركزي على الانتقام منهم فقط ! عليكِ أن تعيشي في الحاضر .. و تنظري للمستقبل ! عيشي كفتاة و لا تركزي فقط على مساعدة الفريق و كيف توقفين العصابة ! لا تحاولي أن تجاري هاياتو و الآخرين ! فالنساء لديهن طرقهن الخاصة بالمساعدة ! هن ماكرات و مخادعات أكثر مما تظنين ! لكنهن لطيفات و مراعيات جداً ! و لدي طلب منك .. انا اعرف جين جيداً ، لابد انه حزين الآن . سيكون هادئ جداً ، و قد يقول انه بخير ! هو يتشارك بهذه الصفة مع ميكا أيضاً ، لذا لا تستمعي لهما أبداً ! اجعليهما يخرجان من عزلتهما حتى و أن استخدمتي القوة ! فأنت فتاة قوية بعد كل شيئ . "
انتهت رسالة غيلن لها لتجعلها تبتسم بخفة و بعض الدموع تتجمع بعينيها ! دموع حزن على فقدان شخص عزيز يشجعهم و يهتم بهم حتى بعد موته !
قرأ كاي وصية غيلن له بهدوء
" كاي انت شخص شجاع و تهتم للآخرين .. و أعتقد أنك تغيرت للأفضل أيضا بعد مقابلتك ميكا و هاياتو . أردت أن أقول لك بعض النصائح لكنني أعلم انك ستتجاهلها بأي حال ، فأنت عنيد مثل والدك و ربما أكثر منه حتى ! تحب إدخال نفسك في المشاكل و لا تستمع للآخرين أبداً و سليط اللسان احياناً و سريع الغضب ! "
توقف كاي عن القراءة و ملامح الانزعاج على وجهه فتحدث في نفسه " ما هذا ؟ هل يشجعني أم يوبخني ؟.. ذلك العجوز ! "
أكمل كاي القراءة فقد يكون هناك شيء مفيد بعد كل هذه الثرثرة كما يصفها
" لكنك في الوقت ذاته ذكي و تفكر لذا هذا جيد .. انت تشبه والدك تماماً كاي !
أنا و والدك كنا صديقين في الجامعة ، حتى نيكولاس و والدة هاياتو و الآخرين .. جميعنا كنا أصدقاء . قد تتسائل الآن عن هذه الساعة و لما أعطيها لك ! أعتقد أنك لا تعلم شيئا عنها .. هذه الساعة صنعها شقيق نيكولاس التوأم ، لوكاس ! كنا أحد عشر شخصاً و قد صنع لوكاس ساعة لكل واحد منا تحمل موسيقى من تأليفه ! إنها موسيقى جميلة جداً ، و هذه الساعة كانت تخص والدك و هي من حقك الآن .. ساخبرك بكل شيء أعرفه .... "
استمر كاي بقراءة الرسالة التي احتوت على بعض المعلومات حول ما حدث في الماضي ..
بينما تحدثت مينا : هناك ثلاث أوراق أخرى و ساعتين !
نظرت ديانا له لتتحدث : الآخرون ليسوا هنا و لم أستطع مقابلة أحد منهم هذه الأيام !
نظر كاي لهما بجدية و بعض الحدة لينطق : إذن حان الوقت لايقاظهما !
ابتسم كاي بمكر و استمر بالجدال مع ديانا طويلاً ليستطيع الهرب من المشفى و الذهاب معها .
و بعد ان استسلمت ديانا من الشجار معه ذهبا مع مينا إلى الشقق فقد أصرت مينا على القدوم أيضاً و أن تعطي الساعات بنفسها إلى أصحابها !
و عندما وصلت ايزابيلا للمستشفى تحدثت ديانا معها أيضا فوافقت بصعوبة بسبب إصرار مينا .
وصل الثلاثة إلى شقة جين ليقفوا أمام بابها .
دق كاي الباب عدة مرات إلا أنه لم يتلقى أي إجابة !
نظر كاي لديانا ليتحدث : ألم نتفق في السابق أن نضع نسخة من مفتاح شقة كل شخص منا في مكان سري ليستطيع الآخرون فتح الباب أن حدث شيء ؟
ردت ديانا : أجل ، انا أتذكر مكانه هل نستخدمه ؟
نطق كاي : بالطبع .
أحضرت ديانا المفتاح ففتحوا الباب و دخلوا ليجدوا جين جالساً على الأرض بصمت .
نظر كاي لذراع جين المفقودة فشعر بالغضب و الحزن معاً .
تقدمت ديانا نحو جين قائلةً : جين ؟ .. آسفين على دخول شقتك دون إذن لكننا كنا قلقين عليك !
رفع جين رأسه ببطئ لينظر لهما .
لم يبدي ردة فعل ، كانت عيناه كأنه فقد الرغبة بالحياة !
تحدث جين ببرود : ماذا تريدان ؟
نظرت ديانا له بارتباك فتحدثت : نحن .. نريدك أن تخرج معنا .. لا نريدك أن تبقى مفردك هنا !
أكمل كاي كلامها بقوله : نريدك أن تساعدنا بإيجاد ميكا .
نظر جين للأرض ليتحدث : ميكا ؟
تقدم كاي خطوة للامام و تحدث بصوت جاد : أجل ، هيا جين انهض ، اعلم ان السيد غيلن قد مات و ميكا رحل لكن هذا لا يعني نهاية كل شيء ! سوف نعيد ميكا و ننتقم لـ...!
قاطع كلامه صوت جين المنخفض : هل كان أبي الحقيقي سيقوم بإجراء تجارب عليّ كميكا لو لم ياخذني غيلن ؟!
نظر كاي و ديانا له بعدم فهم !
كاي : ماذا ؟
رفع جين رأسه يتحدث : لقد علمت أخيراً من هو والدي الحقيقي ... إنه .. ديفيل كارتر !
توسعت أعين الاثنان بصدمة فاكمل جين بابتسامة حزينة : والدي الحقيقي هو قاتل غيلن ، هو من ساعد بأخذ ميكا ، هو السبب بفقداني ذراعي .. والدي هو السبب بموت والدك كاي ، و موت والد مينا !
اخفض كاي رأسه بينما يهمس بصدمة و بعض الغضب : ديفيل .. والدك ؟!
شد على قبضة يده بغضب بينما تحدث جين بصوت و ابتسامة حزينة جداً : انا ابن قاتل والدك و قاتل غيلن !
تقدم كاي فوراً يمسك ياقة قميص جين بقوة ليصرخ : جين !!
شهقت ديانا بصدمة لتتحدث : كاي اهدأ !
نظر جين له بحزن ثم تحدث : انت تكرهني الآن صحيح ؟ .. لم يعد لدي مكان بينكم .. حتى أنني لن أستطيع فعل شيء بيدي هذه ... غيلن أيضاً قد مات ، لم يعد هناك فائدة من بقائي .
نظرت ديانا و مينا لهما بقلق بينما لم ينظر كاي لوجه جين ابدا !
ارادت ديانا الاعتراض قائلةً : ليس...!
قاطع كلامها صوت كاي الغاضب : انت ابن مجرم .. ابن قاتل ابي !
صدمة شديدة ظهرت على وجه ديانا و هي تسمع هذه الكلمات !
تحدثت بارتباك : كاي ؟!
ألا إن كاي رفع رأسه ينظر لجين بينما يصرخ : و ماذا في هذا ؟ والدا ميكا و هاياتو من العصابة أيضاً لكننا لم نقل لهما شيئا ! و ما خطأك أن كان والدك ضمن العصابة ؟ لست انت من قتل والدي ! لست انت من قتل غيلن ! لذا لا تحزن على اخطاء ذلك الرجل !
صدم جين من كلامه هذا و نطق بارتباك : لكن ابي ..
قاطع كلامه صوت كاي : ذلك الشخص لا يمكن مناداته بوالد حتى ! هو لا يستحق أن تناديه - ابي - ! ليس هو من اعتنى بك بل غيلن !
توسعت عينا جين بصدمة !
ابتسمت ديانا و تحدثت أيضا : هذا صحيح جين ، هو ليس والدك بل السيد غيلن .. ثم نحن لسنا أفضل منك ، ميكا و هاياتو والدهما من العصابة أيضا و قاما بتعذيبهما ، كاي بالكاد يتذكر وجه والده و انا ايضا مات والداي و تم حبسي لسنوات ! انت ربما أفضل منا ، انت شعرت بحنان الأب حتى لو لم يكن والدك الحقيقي ، لقد اهتم السيد غيلن بك منذ صغرك و قام بحمايتك أفضل من الوالد الحقيقي حتى ، لذا لا تخذله جين ، لا تستسلم في منتصف الطريق !
نظر جين لهما بصدمة ثم تحدث : أصدقاء .. لكن يدي ..
قاطع كلامه كاي بانزعاج : أما زلت تقول لكن ؟ هذه اليد غير مهمة ! أنت لا تقاتل بيدك المجردة بأي حال ، اختصاصك هو القنص ، كل ما عليك فعله هو التدرب على استخدام السلاح من جديد و كل شيء سيكون بخير .. انت ستنتقم لتلك اليد ، صحيح ؟
شعر جين بشعور غريب !
كأن شعاع الأمل دخل لقلبه من جديد !
هذا حقاً ما احتاج لسماعه .. إن هناك شخص لا زال يثق به !
كان الأولاد في السابق يسخرون منه فقط لأنه لا يعلم من هو والده الحقيقي .
تمسك بكلمات غيلن بأن والداه يحبانه و لم يتخليا عنه ، لكن الآن بعد أن علم أن والده قاتل تحطم كل شيء بالنسبة له ، و كل ذلك الأمل الكاذب برؤية والديه و العيش معهما تبخر تماماً ، و زاد سوء حاله أن الشخص الوحيد الذي كان يقف بجانبه قد مات !
لهذا ظن أن لا مكان له بعد الأن !
لكن هذه الكلمات أعادت له الأمل !
الأمل بأنه لن يبقى وحيداً أبداً حتى أن ذهب من كان كل شيء بالنسبة له !
تحدث كاي بانزعاج : إذن هل ستخرج من هذه الغرفة الآن أم اضربك لارسلك للمشفى مباشرةً ؟!
وضع جين يده أمام وجهه فوراً ليتحدث : حسناً حسناً ابتعد عني !
ابتسم كاي بمكر و ابتعد عنه فتنهد جين براحة .
رفع رأسه ينظر لمينا التي تقدمت نحوه تمد يدها التي تحمل فيها ساعة صفراء اللون مع ورقة صغيرة .
نظر جين لها بعدم فهم : ما هذه ؟
ردت مينا : انها وصية من أبي إليك ، وجدتها مع هذه الساعة و اسمك مكتوب فوق الورقة .
توسعت عينا جين بصدمة ! وصية من غيلن !
امتدت يده بتردد لتمسك الورقة و الساعة و تأخذهما ، فتح جين الورقة بقلق و ارتباك ليبدأ بقرائتها !
" عزيزي جين .. إن كنت تقرأ هذه الرسالة فهذا يعني أنني قد قتلت .
انا اسف لتركك وحيداً هكذا ! جين انت مثل ابني ، لقد احببتك حقاً كابن لي !
أرغب برؤيتك تكبر و تنهي دراستك لكن أخشى أنني لن أستطيع .. جين لا أرغب برؤية دموعك لذا أرجوك ابتسم مع أنني أعلم أن هذا طلب صعب قليلاً ، أريدك أن تبتسم دائماً كما كنت .. كنت أعلم دائماً انني لن املأ فراغ الوالدين الذي تشعر به لكنني حاولت أن اجعلك تشعر كأنك ابني ، حاولت أن اشعرك بحنان الوالدين قدر المستطاع ، لكنك استمريت بالسؤال عن والديك ، لم أخبرك وقتها لأنني لم أرغب بالكذب عليك و لم استطيع ان أخبرك بالحقيقة ، لكنني ساخبرك الآن .. جين والدك هو ديفيل كارتر ، و هذا يعني أن والدتك هي لينا سويشي ، لكن جين انا لم اكذب أبداً عندما قلت ان والديك يحبانك ! لقد كنا جميعاً أصدقاء بالجامعة عندما تزوج ديفيل لينا .. كان لدي عمل مع والدي خارج البلاد لذا ذهبت لبعض الوقت و عندما عدت لم أجد أحد من أصدقائي !
البعض مات و الاخر اختفى ! بحثت في الأمر و استمريت بمحاولة إيجادهم .. و بعد سنة تقريباً وجدت لاي و كان يحمل معه طفلاً في شهره الثالث .. هذا الطفل كان انت جين ! لم يبقى لاي معي طويلاً و لم يخبرني كل شيء ، قال فقط أن نيكولاس و الآخرين كانوا يعملون لإيجاد العلاج للفايروس كما تركتهم ، لكن بعدها ماتت مينا ، و أصبح جاك و الأربعة الآخرون أعدائنا !
قال أنك ابن ديفيل و لينا و طلب مني أن اعتني بك ! قال إن ديفيل لا يعلم بامرك و أن لينا قتلت قبل شهر ! أخبرني ان لا ادع ديفيل يعلم عنك إلا عندما تبلغ الخامسة عشر على الأقل ! و أن لوكاس وحده من سيواجه شقيقه و الآخرين ، و أن علي أن اؤسس منظمة سرية للإمساك بهم و دعم لوكاس خلال الست سنوات القادمة !
هذه كانت أوامر لوكاس لي ! هذا كل ما أخبرني به ثم ذهب بعدها ، لم أعلم لما أراد لوكاس أن أفعل هذا ، لكنني أثق به تماماً ! لهذا نفذت ما طلبه و شكلت المنظمة ، عندما بدأت تكبر أمامي بدأت اتعلق بك أكثر ، لقد احببتك و اعتنيت بك ليس لأن لوكاس طلب مني هذا ، بل هذه كانت رغبتي حقاً ! و هذه الساعة هي ساعة والدتك لينا ، كانت معك عندما احضرك لاي ، احتفظت بها لاعطيها لك عندما تكبر و هي من حقك الآن ، ساعة والدك معه و كذلك الآخرين ، فرغم انهم أصبحوا اعداء لوكاس إلا أن صداقتنا لم تفنى بعد ! جين انا متأكد ان ديفيل لو علم بوجودك لم يكن ليستطيع فعل شيء لك ، هو طيب رغم كل شيء ، قد يستطيع إجبار نفسه على قتل رفاقه لكنه لن يستطيع قتل ابنه ! لذا لا تحزن كثيراً فوالدك يحبك جداً في أعماقه "
أنهى جين قراءة وصية غيلن له لتتجمع الدموع بعينيه !
اخبرته مينا عن أن والدها طلب منه أن يقود المنظمة و أن نصف ثروته لهم !
تحدث كاي : إذن ماذا ستفعل الآن ؟
التقط جين الساعة ينظر لها بحزن .. سرعان ما ظهرت ملامح الجد على وجهه لينهض و يتحدث : انا .. سافعل هذا ! سأقود المنظمة و ادمرالعصابة .. ساقابل ابي مجدداً و .. ساخبره أنني ابنه ! .. غيلن قال إنه طيب و انا أثق بكلماته ، لكن ابي .. أما أن يعود معي عن طريق استسلامه و تسليم نفسه للشرطة أو .. سانتقم منه على ما فعله لغيلن !
ابتسم كاي و ديانا و هما سعيدين أن رفيقهما خرج من كآبته اخيراً !
نظرت ديانا لكاي و نطقت : و الآن ... ؟
نظر كاي لها ثم نظر نحو باب غرفة جين ليتحدث : حان وقت الجزء الأصعب .. هاياتو .
نظر جين له بحيرة و تحدث : هو أيضاً ؟
رد كاي بملل : أجل ، منذ رحيل ميكا و هو لا يخرج أبداً ، ستكون مهمة إخراجه أصعب منك بكثير و انا افضل إخراجه و ارساله للمشفى مباشرةً !
تحدثت ديانا بتحذير : على مهلك كاي فهو مصاب !
خرج الأربعة من الشقة متجهين لهاياتو .
تحدثت ديانا : مفتاح بابه ليس موجوداً ، على الأغلب أخذه !
ضرب كاي يداه ببعضهما و هو يتحدث : حسناً لا بأس ، دعوا هذا الأمر لي !
ابتسم كاي بخبث و أكمل : تمنيت فعل هذا منذ زمن و خاصةً له !
بعد قليل كان كاي قد كسر الباب ليدخلوا !
حتى أن أخذ هاياتو المفتاح هذا لن يمنعه من تحطيم الباب فوق رأسه و تلقينه درساً قاسياً على فعله هذا !
دخل الأربعة الشقة فكانت فارغة تماماً ! لا صوت و لا أثر يدل على وجود شخص يسكنها !
تقدمت ديانا لتفتح باب المطبخ التي كانت الأقرب إليهم فلم يكن أحد في الداخل !
صرخ كاي : هاياتو هل أنت هنا ؟
لم يسمعوا اي صوت أو إجابة !
تحدثت ديانا بقلق : ما هذا أين هو ؟
تقدم الثلاثة ليفتحوا البابان اللذان بقيا ، أحدهما يؤدي لغرفة ميكا و هاياتو و الاخر للحمام .
فتح جين باب غرفتهما ليجد هاياتو مستلقياً على السرير !
تحدث جين بقلق : هاياتو ؟ انت هنا .
سمعه الثلاثة الآخرين فاقتربوا من الغرفة لينظروا لهاياتو الذي لم يتحرك أبداً و لم يتحدث حتى !
تحدث كاي بانزعاج : لم لم تجنبا ؟
لم ينطق هاياتو بشيء بل لم ينظر لهم حتى !
كان يحدق بالجدار بصمت و نظراته حزينة جداً !
اقترب كاي منه يتحدث بعبوس : هل تسمعني هاياتو ؟
سحبته ديانا قليلاً و هي تتحدث : انتظر كاي لا تقسوا عليه !
بينما اقترب جين منه ليتحدث بهدوء : هاياتو ، هل أنت بخير ؟
لم يتلقى اجابة من الاخر !
جين : هاياتو انهض .
قابله هاياتو بالصمت فصرخ كاي بانزعاج : انهض بسرعة أيها المغرور علينا الخروج !
تحدث هاياتو بصوت منخفض و منكسر : لماذا ؟
نظر كاي له بحاجب مرفوع و تحدث : هاا ؟! لأن الحياة ليست داخل الغرفة فقط !
رد هاياتو بصوت حزين : إذن أخرجوا .
نظر كاي له بانزعاج فتحدث جين : هاياتو ، يجب أن تخرج ، يجب أن تجد ميكا !
زادت ملامح وجه هاياتو حزناً عند ذكر اسم ميكا بينما أكمل جين : حتى انا كنت داخل الغرفة طوال هذه المدة ، لن تستفيد شيء بفعل هذا !
أمسك هاياتو طرف الغطاء بقوة أكبر ثم تحدث : اخرجوا ، لا أرغب برؤية أحد ، أريد البقاء بمفردي !
نظر الجميع له بحزن فتحدثت ديانا : هاياتو ، انت لست بمفردك جميعنا معك ، طالما نحن أحياء فما يزال هناك أمل !
رد هاياتو : ليس هناك أمل ، ليس لدي حياة بلا ميكا !
تحدث كاي بانزعاج : إذن إذهب و ابحث عنه ! أليس هذا ما فعلته في المرة السابقة أيضاً !
رد هاياتو بحزن شديد : هذه المرة مختلفة ، لقد ذهب مع نيكولاس ! .. إلى بلد آخر !
تحدث كاي بانفعال : حتى و أن ذهب للفضاء هو ما يزال حياً ! نستطيع أن نلتقي به مجدداً !
لم يجب هاياتو و لم يتحرك أبداً فشعر كاي بالغضب و اقترب منه بسرعة و سحبه من السرير ليصرخ : هاياتو !
دفع هاياتو يد كاي بعيداً عنه و صرخ : اتركني ! انتم لا تعلمون شيئاً عما يفعلونه لنا هناك ! اخرجوا فوراً !
أمسك كاي ياقة قميصه بقوة و صرخ : أنها ليست نهاية العالم أن ذهب ميكا ! و لماذا أنت خائف مما فعلوه ؟ لقد انتهى الامر و أصبح من الماضي بالنسبة لك ، أم أنك أنت الذي هناك و ليس ميكا !
نظر هاياتو له بغضب و صرخ : انا لست خائفاً على نفسي بل على ميكا !
صرخ كاي بانزعاج : أن كنت خائفاً عليه إذن عليك الذهاب إليه و ليس الجلوس هنا و النظر للجدار !
سحب كاي هاياتو ليجعله ينظر نحو سرير ميكا صارخاً : انظر ، ميكا ليس هنا ! لم يعد معك بعد الآن ! هو يتعذب بمفرده !
نظر هاياتو للسرير بحزن شديد و هو يرى خيال ميكا مجدداً كلما نظر للغرفة !
رماه كاي بقوة على الجدار ليسقط هاياتو و يجلس على الأرض بينما صرخ كاي : لقد كان ميكا يثق بك لكنك لا تستحق ثقته ! أنت فقط خائف من مواجهة العصابة و لا ترغب بإنقاذه ! أنت تخليت عنه !
توسعت عينا هاياتو بصدمة و شد على قبضة يده بقوة ! هو الذي تخلى عنه ؟!
همس هاياتو بغضب و بعض الحزن : كاي !
نهض هاياتو بسرعة يستند بذراعه على السرير ليضرب كاي بقوة و يصرخ بألم : انا لم أتخلى عنه ! لم أتخلى عنه ! أرغب بإنقاذه بشدة ! أرغب برؤيته و أن أكون معه الآن حتى و لو بغرفة التعذيب ! لكن هذا ليس سهلاً ، نيكولاس هو الذي أخذه ، هو لن يترك أي دليل خلفه ! نحن وجدنا مينا فقط بسبب انه أراد ذلك ، هو ترك رسالة و أدلة عمدا لنجدها فكيف سنجد ميكا و هو سيفعل أي شيء لابقاءه بعيداً !
قال هاياتو هذا و ملامح الحزن الشديد على وجهه فنهض كاي بعد أن سقط بسبب لكمة هاياتو ليتقدم نحوه بسرعة و يضربه أيضا بينما يصرخ : و ماذا إن كان نيكولاس لا يوجد فرق ، أن تعاونا سنجده مهما كان من أخذه ! أنتما استطعتما الهرب منه عندما كنتما بالعاشرة و الآن تستطيعان هزيمته أيضاً !
نظر هاياتو له بغضب ثم ضربه مجدداً صارخاً : انت لا تفهم شيئاً ! نحن لم نهرب من نيكولاس بل من هيت ، لو كان نيكولاس موجوداً في ذلك اليوم لما استطعنا الخروج من الزنزانة حتى !
ضربة هاياتو الأخيرة جعلت كاي يصطدم بالمكتب خلفه فنظر كاي له بغضب شديد و حمل المصباح الذي كان خلفه ليرميه نحو هاياتو بغضب صارخاً : انت فقط تحاول إيجاد عذر ايها الجبان !
ابتعد هاياتو و جين عن مسار المصباح فاصطدم بالجدار قرب ديانا و مينا بقوة و تحطم ! أمسكت ديانا مينا لتحميها و صرخت : كاي ، هاياتو كسرت ساقه قبل مدة لا تضربه بشدة ! و هاياتو ، كاي استيقظ من الغيبوبة قبل يومين فقط !
صرخا بوقت واحد قائلين بغضب و كره
هاياتو : أهذا شخص كان بغيبوبة !!
كاي : أهذا شخص كسرت ساقة !!
نظرت ديانا لهما بقلق شديد و هي ترى الغرفة تنقلب لفوضى كبيرة فنطقت بقلق : لنخرج من هنا هذا خطير !
خرجت ديانا و مينا بينما بدأ هاياتو و كاي بالقتال و الصراخ !
نظرت ديانا لجين بسرعة و قالت : جين انت أيضًا أخرج قد تتاذى !
نظر جين لهما بقلق إلا أنه استسلم و خرج فهو لا يستطيع إيقافهما بذراعيه عندما يصلان لهذه المرحلة فكيف سيوقفهما الآن بذراع واحدة !
ضرب كاي و هاياتو بعضهما بقوة و هما يصرخان على بعض و أصبحت الغرفة بحالة فوضى تامة !
في النهاية أمسك هاياتو بكاي و رماه على الأرض بقوة صارخاً : انا اكرهك كاي !!
توقف هاياتو عن ضربه فشعر كاي بقطرات من الماء تسقط على وجهه !
كانت الدموع قد خرجت من عيني هاياتو بالفعل و هو يمسكه بقوة لينطق هاياتو بضعف : ميكا .. اشتقت لك كثيراً !
نظر كاي له بحزن فهذه اول مرة يبكي هاياتو أمامه حقاً ! أقترب جين و ديانا منهما أخيراً بعد ان شعرا أن القتال انتهى !
وضع جين يده على كتف هاياتو كنوع من المواساة!
فجأة سمعوا صوت رنين هاتف !
توسعت عينا هاياتو بصدمة و نظر الجميع نحو مصدر الصوت !
كان هناك هاتفان على الأرض ، احدهما لميكا و الاخر لهاياتو !
همس هاياتو بصدمة : هاتف .. ميكا ؟!!
نهض ببطىء متجهاً نحو الهاتف بصدمة و ارتباك !
ميكا ليس لديه أحد ليتصل به غير الأربعة الذين هنا فمن يملك رقمه غيرهم ؟
من يمكن أن يتصل ؟
التقط هاياتو الهاتف بارتباك ليرى من الذي يملك رقم اخيه غيره !
يتبع ...
..............................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما آرائكم و توقعاتكم ؟
كان يفترض ان يكون هذا الفصل اثنين منفصلين لكنني رايت انه سيكون مملاً هكذا لذا دمجته فما رايكم به و بسير الاحداث هل هي مملة ؟!!
حسناً هاياتو نهض مجدداً لذا سيعود الحماس قريباً مع بعض الألغاز :)
غيلن سلّم المنظمة لجين و اعطاهم نصف ثروته فماذا سيفعلون بها ؟
لماذا طلب لوكاس من غيلن تشكيل منظمة في ستة سنوات ؟
كيف يرغب هاياتو بايجاد ميكا دون اي دليل على مكانه ؟
من يملك رقم هاتف ميكا و يتصل به الان ؟
ميكا لم يظهر في هذا الفصل 😭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top