مكان دافئ


أتذكر كل كلماتك بوضوح ..
قلبك الطيب هو ما جعلني أشعر بالأمان ..
خجلك و ابتسامتك اللطيفة ، الشيء الوحيد الذي أعطى لحياتي معنى ..

ركض هاياتو بأقصى سرعته ، و بعد اختفاء صوت ديانا الذي يرشده للطريق لعدة ثوان صرخ : ديانا من أين اذهب ؟!

ردت ديانا بارتباك و قلق : ها .. إذهب .. نحو اليسار .. إنه في الغرفة الثانية أمامك !
انعطف هاياتو كما قالت له تماماً فتوسعت عيناه بشدة عند رؤيته !

كان ميكا يقف وسط الغرفة مغطى بالدماء !
يلتفت حوله كل بضع ثوان بينما يبتسم بجنون !
لماذا ؟! أهو لا يرى ؟!
تقدم هاياتو خطوة واحدة هامسًا : ميكا ...

قاطع كلماته نيكولاس الذي تقدم نحو ميكا ليصيبه بخنجره إلا أن ميكا تجنبه بسرعة عالية و طعن ذراعه و كتفه بقوة لتتناثر الدماء على وجه ميكا !

تراجع نيكولاس للخلف ممسكاً بكتفه بينما كان ميكا يبتسم !
وقف هاياتو يحدق به بصدمة غير قادر حتى على الكلام !

" لا ..هذا ليس ميكا .. ميكا ليس هكذا "

نظر هاياتو مباشرةً لوجه ميكا حيث هناك بعض الدماء على جانبه و ابتسامته تلك جعلته يبدو مخيفاً حقاً !
فظهر الألم و الحزن الشديد على وجه هاياتو .

" ميكا ، ماذا فعلوا بك ؟! "

و دون أي تفكير ركض بسرعة نحوه !
فور أن شعر ميكا بحركة خفيفة خلفه حتى استدار بسرعة ليطعنه !

احتضنه هاياتو فوراً فعكس ميكا الخنجر ليوجهه نحو ظهره رغبة بقتله و لم يوقفه سوى صراخ رفيقه : ميكا !!

توقفت حركته بصدمة .. هل يتخيل أم أنه سمع صوت هاياتو الآن ؟!
اضطربت أنفاسه قليلاً و نطق بابتسامته تلك : ها..هاياتو ؟!

رد المعني بألم و حزن شديدين بينما يحتصنه بقوة اكبر : انا هنا ميكا ! لقد جئت ، لقد جئت لأجلك ، انا بجانبك !
بدأت ابتسامته تتلاشى تدريجياً بينما ارتجفت يداه حتى سقط الخنجر منه !

تحدث بصدمة شديدة و صوت مهتز : ها..هاياتو ..انت..أنت هنا ؟ لماذا ..؟!
أحكم هاياتو إغلاق يديه حول ميكا بقوة كأنه يحاول حمايته من كل شيء بينما يتحدث بحزن شديد : ماذا تقصد بلماذا ؟ أيها الغبي الأحمق المتهور .. للمرة الألف اقول لك .. انت أخي اللطيف ، لن أتخلى عنك أبداً !!

نطق ميكا بصدمة : ها..ياتو ؟!!
احتضنه ميكا ببطئ كأنه ما يزال لا يصدق أنه أمامه !
نطق بصدمة : هاياتو ؟

مسح هاياتو على شعره بخفة فتوسعت عينا ميكا و تجمعت الدموع فيهما ليحتضنه بقوة شديدة و كأنه وجد منزله الدافئ أخيراً ليخرج ما كان محبوساً داخل صدره من ألم و اشتياق : هاياتو .. افتقدتك كثيراً .. اشتقت لك كثيراً جداً .. لا تتركني ، لا أرغب بالبقاء بمفردي مجدداً ... حتى أن كنت وهماً .. فقط أبقى معي ، ارجوك لا تتركني !!

رد هاياتو بألم و حزن : لست وهماً انا معك حقاً ، لن اتركك أبداً أبداً !
ابتعد هاياتو عنه قليلاً و مسح دموعه بابتسامة خفيفة تحمل الكثير من الحنين و الاشتياق !

بقي ميكا ينظر للامام دون قول شيء بينما يشعر بيد هاياتو على وجهه ، ثوانٍ حتى رفع يده ايضاً ليلمس وجه هاياتو يتاكد من انه حقيقي !
هدأ قليلاً و تحدث بقلق : هاياتو هل أتيت بمفردك ؟ مجيئك إلى هنا خطير جداً ، أن دمك ...

قاطعه هاياتو بابتسامة : لا بأس انا اعلم ، جميعنا هنا ، سيصل الآخرون قريباً !
فجأة سحب ميكا هاياتو للجانب بسرعة فمر خنجر نيكولاس بجانبهما تماماً !

امسك ميكا وجه هاياتو ناطقا : هاياتو هل أصبت ؟!
رد هاياتو ببعض الارتباك : ..لا .. لم أصب !

ألا إن اصابع ميكا قد لمست سائلاً كثيفاً دافئاً فنظر ميكا نحوه بقلق و نطق : هاياتو ، لا تكذب علي !

رد هاياتو بانزعاج طفيف : انه مجرد خدش !
سمعا صوت ضحكة نيكولاس الخفيفة خلفهما قبل أن يتحدث : قلق عليه من مجرد خدش ؟ كان علي أن أعلم .. ميكا سيتحمل اي شيء ان كان الأمر متعلق بحماية هاياتو !

كان نيكولاس قد ضغط على زر في حواسيب جاك يجعله يسمع كل ما يقال في الغرفة فتحدث نيكولاس : اسمعت هذا جاك ، إظنني وجدت المكون الأخير .

الآن فقط حتى تذكر هاياتو أن نيكولاس موجود هنا !
و قد كشف حقيقة حمضه النووي بسهولة !
فوقف أمام ميكا رغبة بمواجهة نيكولاس و حماية أعز أصدقائه إلا أن ميكا دفعه جانباً و وقف أمامه بينما يقول : هاياتو أبقى بعيداً !

نظر هاياتو له بدهشة فميكا بدا قلقاً و مرتبكاً و غير مستقر أبداً !
ملامح وجهه باردة و لم تعكس مشاعره إلا أنها أفضل من تلك الابتسامة التي آلمت قلب هاياتو كثيراً !

تنفس ميكا بعمق مفكراً " يجب أن اتمالك نفسي ، لا يجب أن أفقد السيطرة أمام هاياتو ، لا أرغب أن يراني بتلك الطريقة ! "

شعر بيد توضع على كتفه و قد بدأت الرؤية تعود إليه بشكل مشوش عندما سمع صوت رفيقه : لا بأس ميكا ، ساقاتل بجانبك دائماً ، مهما يحدث لك ستظل أخي اللطيف و ستعود لطبيعتك في النهاية !

ابتسم هاياتو و قال له هذه الكلمات المشجعة بلطف بينما كان في داخله يشتعل غضباً من مما فعلوه بأخيه !
كلما ينظر لملابسه الملوثة بدمائه ، الآثار على رقبته ، يشعر بالغضب الشديد !
غاضب منهم و من نفسه ، لأنه ترك رفيقه يعاني في هذا المكان لشهر كامل !

ابتسم ميكا بخفة و اومأ إيجاباً لتبدأ معركة شديدة بينهما و بين نيكولاس !!

.............................................

كان القتال مستمراً بين جاك و لوكاس !
هذا القتال الذي اشتعل منذ سنين طويلة و لم ينتهي حتى الآن .. يجب وضع نهاية له !
أو ربما لم يكتب له أن ينتهي بعد !

فوسط صراعهما الشديد صدر صوت ديانا عبر جهاز الاتصال : لوكاس أن هاياتو و ميكا في خطر ماذا أفعل ؟!

تراجع لوكاس قليلاً بينما تقدم جاك نحوه ليستمر هجومه بينما استمرت ديانا بالحديث : هما يواجهان نيكولاس بمفردهما الان و يبدو الأمر سيئاً و قد اكتشف نيكولاس أمر هاياتو و اعلم جاك عنه و كاي بعيد عنهم ، انت الوحيد الذي تستطيع الوصول إليهما !

دفع لوكاس جاك بعيداً و ضغط على جهاز التواصل ليتحدث فقد اكتشف جاك وجودهم بالفعل : ماذا عن جين ؟!

أجابت ديانا بقلق : جين ؟ يبدو انه سيتاخر !
عض لوكاس على شفته بانزعاج و حاول الهرب من جاك و الذهاب لنيكولاس إلا أن جاك وقف أمامه يتحدث : هل تحاول الهرب ؟ لن أدعك تلتقي بنيكولاس أبداً !

رد لوكاس : لماذا تفعل هذا جاك ؟ لماذا تغيرت هكذا ؟!
رد جاك ببرود : انت فقط لم تلاحظ و قد تعبت من شرح الأمر لك ، هذا العالم لن يتغير أبداً و الضعيف سيموت بسهولة ، لذا سأصبح الأقوى ، و ادمر العالم بأكمله !

نظر لوكاس له بانزعاج و أجاب : و انا أيضاً تعبت من القول ان طريقتك خاطئةٌ تماماً ، أن كنت لا ترغب بالاستماع إلي و جر نفسك للحافة ، إذن إذهب بمفردك و اترك أخي !!

تضارب خنجر لوكاس بمسدس جاك بينما نطق الثاني : انا لا اتمسك به هو من جاء معي .

رد لوكاس بغضب و حزن : نيكولاس لم يكن ليتركني أبداً ، كل هذا بسبب كلامك عن تدمير العالم !

دفعه لوكاس بعيداً و ركض بسرعة نحو شقيقه لكي يمنعه من قتل ولده !
بينما ظل جاك يحدق باثره ثم همس : لوكاس ... لقد كانت فكرته هو !

استدار جاك مفكراً
" الحمض النووي لهاياتو ؟ هذا مزعج جداً الآن لن أستطيع تدمير البرج قبل أن أخذ بعضاً من دمائه ! "

سار جاك في الاتجاه المعاكس للوكاس يفكر بما سيفعله الآن ، فهذا يغير ما اتفق عليه مع نيكولاس !

.............................................

تعاونهما كان مثالياً ..
حاصرا نيكولاس من الجانبين لا يعطيانه فرصة للراحة !
كل منهما تحركه مشاعر مختلفة تدفعه ليظهر قدراته المدفونه !
غضب هاياتو و ألم ميكا !

ألا إن نيكولاس لم يكن سهلاً أبداً فقد كان يواجههما بقوة و قد طال قتالهم !
صد نيكولاس خنجر ميكا بقوة إلا أن هاياتو أطلق عليه من الخلف فاخترقت الرصاصة منطقة حيوية بكتفه جعلته يتراجع بسرعة !

أمسك نيكولاس بكتفه و لم يعد قادراً على استخدام ذراعه تلك !
فور أن رفع رأسه ينظر لهما وجد ميكا أمامه !
فضربه ميكا بالخنجر عدة مرات إلا أن نيكولاس صدها جميعاً ثم ركل ميكا بعيداً ليصطدم بالجدار !

رفع ميكا راسه الا ان نيكولاس رمى هاياتو نحوه فاصطدما ببعضهما !
نظر ميكا لوجه هاياتو المتالم بقلق ليقاطعه خنجر نيكولاس الذي رمي نحوهما إلا أن ميكا صده بسرعة عالية !

تقدم نيكولاس نحوهما بسرعة شديدة فدفع ميكا بهاياتو بعيداً و نهض بسرعة يجري نحو نيكولاس رغبة بقتله و تزامن ذلك مع رفع هاياتو ذراعه ليطلق نحوه فاصاب ساقه مانعاً اياه من الحركة بسهولة بينما مر خنجريهما بجانب بعضهما !!

تجاوز ميكا نيكولاس ليقف خلفه بينما توقفت حركة نيكولاس أيضاً !
استدار ميكا لينظر له بسرعة فخرجت الدماء من نيكولاس !!

كان قد أصابه بجانب رقبته تماماً !
فوضع نيكولاس يده على الجرح بألم و ابتسم !
بينما نظر ميكا له بارتباك فسمع نيكولاس يتحدث : لقد هزمتني ... ميكا !

توسعت عيناه ببعض الصدمة ! رغم انه من فعل هذا إلا أنه لا يصدق ! لا يصدق أنه وجه خنجره نحو والده و .. قتله !!

هل هدأت النار في قلبه الآن ؟
ربما شعر ببعض الراحة لأن مصدر عذابه سينتهي !
لا ... لم يشعر بأي راحة !
بل قلبه بنبض بألم أكبر ! وكأن رغبة القتل التي امتلكها في الفترة الأخيرة ذهبت الآن حتى الخنجر سقط من يده !

شهق بخوف و تراجع للخلف عندما استدار نيكولاس نحوه !
تقدم نحوه ببطئ و الدماء تغطيه بينما يبتسم بخفة !
هو حقا كان يرغب بهذه النهاية . لم يرغب أن يقتله شخص غير أخيه او ابنه !

تراجع ميكا حتى التصق جسده بالجدار بينما تقدم نيكولاس منه أكثر !
فاغمض ميكا عيناه بقوة خوفاً مما قد يفعله والده !
ألا انه فتحها بصدمة عندما شعر بنيكولاس يحتضنه بذراع واحدة !

همس نيكولاس في أذنه بصعوبة بينما يبتسم : أحسنت .. ميكا .. انا .. أحبك كثيراً !
ختم نيكولاس كلامه بابتسامة فشعر ميكا بألم أشد في صدره و خوف أكبر !

ألا إن يداً امتدت تمسك ذراع ميكا و تسحبه خارج أحضان والده و الذي سقط على الأرض فوراً !
فسقط ميكا و هاياتو أيضاً يجلسان على الأرض و انفاسهما تتسابق مع دقات قلبهما !
لم يبعد ميكا نظره عن والده أبداً و هو يراه يغرق في دمائه أكثر حتى شعر بهاياتو يحتضنه محاولاً تهدأة جسده المرتجف دون شعور منه فنطق هاياتو بصوت هادئ بين أنفاسه المضطربة تلك : لا بأس ، لقد انتهى كل شيء .

لم يجبه ميكا و لم يتحرك أبداً بينما فتح نيكولاس عيناه بضعف شديد و قد كانت رؤيته مشوشة جداً إلا أنه استطاع تمييز ابنه فابتسم بخفة ليرى فجأة شخص يدخل الغرفة مسرعاً و قد خيل إليه انه شقيقه !
فابتسم و همس في نفسه
" انت أيضًا لوكاس .. أحبك كثيراً ... أخي ! "

أغمض عيناه بهدوء غارقاً في بحر دمائه ليتوقف قلبه أخيراً و يسكن جسده تماماً تاركاً هذه الحياة التي كرهها منذ ولادته .. إلا أنه أحب شيئان فيها فقط ... شقيقه و ابنه !

توسعت عينا لوكاس بصدمة شديدة عندما دخل الغرفة ليجد شقيقه هكذا !
ألا انه سرعان ما تحولت ملامح الصدمة تلك إلى برود شديد يلفه الحزن !
تقدم نحوه ببطئ دون حتى أن يلاحظه ميكا و هاياتو فقد كانا على بعد مسافة من نيكولاس و كانت حركة لوكاس كالاشباح بلا صوت أو شعور !

جلس بجانب نيكولاس و حدق به بهدوء ثم امتدت يده تبعد خصلات شعر شقيقه التي غطت وجهه و همس في نفسه " ..أخي .."

خرجت دمعة من عينه لتسقط على وجه نيكولاس لتتبعها أخرى و أخرى !
رغم أنه كان يعلم أنه سيضطر لقتله أو سيجده ميتاً بالفعل ، إلا أنه لم يستطع منع دموعه تلك من الخروج لترسم الحزن على وجهه بوضوح !
بعد كل شيء .. هذا كان شقيقه الوحيد ، عائلته الدافئة ، و كل شيء في حياته !

وصل كاي لهذا الطابق أخيراً فتحدث بقلق شديد : ديانا ماذا حدث ؟ هل وصل لوكاس في الوقت المناسب ؟!

ردت ديانا و هي تنظر لما يحدث في الغرفة لا تعلم أهي سعيدة لأجل ميكا ام خزينة لأجل لوكاس : ميكا و هاياتو .. قتلا نيكولاس قبل وصوله !

توسعت عينا كاي بصدمة لينعطف في الممر و يدخل الغرفة فوراً .
فكان أول ما رآه هو جسد نيكولاس على الأرض و لوكاس يجلس بجانبه ! لم يستطع رؤية وجه لوكاس فقد كان يرى ظهره فقط !

أدار بصره في الغرفة ليرى أخيراً هاياتو يحتضن ميكا في الزاوية !
ابتسم بخفة و هو يراهما معاً أخيراً إلا أنه انزعج بعض الشيء من رؤية ملامح وجه ميكا الباردة التي تبدو كأنه مايزال مصدوماً حتى الآن ، حتى أنه لم يكن يحتضن هاياتو !

اقترب منهما بابتسامته الماكرة تلك لينخفض قليلاً و يتحدث ساخراً : هل وجدت اميرتك أخيراً هاياتو ؟

فزع هاياتو من صوته فهو لم يشعر به يقترب فترك ميكا بسرعة لينظر نحوه بانزعاج و أجاب : كاي ؟! من بين الجميع تأتي انت ؟ أخرج من هنا فوراً !

ضحك كاي بخفة ثم اقترب من ميكا و انخفض لمستواه و نطق بابتسامة : أخيراً وجدناك أيها الهارب ، ما بك الست سعيداً بمجيئنا ؟ لا الومك أن كان هاياتو سيلتصق بك من أول ثانية يراك !

ابتسم ميكا بخفة بينما رد هاياتو : بل انت من يزعجه أيها المتنمر .
صدر صوت ديانا عبر جهاز التواصل الخاص بكاي : كاي توقف عن الشجار و دعني أتحدث مع ميكا أيضاً !

ابتسم كاي بمكر و أخرج الجهاز من أذنه ليعطيه لميكا بينما يتحدث : خذ ، هناك معجب آخر يرغب بالحديث معك !

نظر هاياتو له بانزعاج طفيف بينما أخذ ميكا الجهاز بحيرة ليضعه في أذنه فسمع صوت ديانا السعيد لا يخلوا من القلق : ميكا لقد افتقدناك كثيراً هل أنت بخير ؟

ابتسم ميكا بخفة و أجاب : انا بخير ، اشتقت لكم أيضاً .
ابتسمت ديانا بلطف و هي تسمع صوته بوضوح فالصوت الذي كان يصلها ضعيف و غير واضح تماماً !

وضع كاي يداه خلف رأسه و تحدث : تمنيت أن أرى لحظة لقائهما ! كنت متحمساً لارى ما فعله هاياتو و ردة فعل ميكا !

نطقت ديانا بعد ان سمعته : لا تقلق كل شيء محفوظ لدي و ستراهما بالصوت و الصورة .
نطق ميكا بابتسامة : تقول انها سجلت كل شيء .

ابتسم كاي بسعادة بينما صرخ هاياتو عبر جهاز تواصله : ديانا أن لم تحذفي كل شيء الآن فساضعك في القائمة مع كاي !

رد كاي فوراً بنية إزعاجه : لا تقلقي ديانا انا ساحميك منه !
فضحكت ديانا بخفة بينما ابتسم ميكا .

فجأة دخل جين الغرفة مسرعاً يتنفس بقوة !
فور أن رآه ميكا و الآخرين نهضوا فابتسم جين عند رؤيته ميكا أخيراً : ميكا !
رد ميكا بابتسامة لطيفة : مرحباً جين ...!
قاطعه جين باحتضانه له بقلق شديد بينما يتحدث : ميكا هل أنت بخير ؟!

صدم ميكا في البداية فهو لم يعتد على هذا التصرف إلا من هاياتو إلا أن هذا جعله يشعر ببعض السعادة ، أن يكون هناك أشخاص يهتمون بك و يخاطرون بحياتهم من أجلك شعور دافئ حقاً .
و مجرد سماعه لتلك الكلمات اللطيفة منهم يجعله ينسى انه كان يتلقى تعذيباً شديداً قبل عدة ساعات !

بادله ميكا العناق و رد : انا بخير جين .
فمسح جين على شعر ميكا بخفة و ابتسامة و هو سعيد انه على قيد الحياة !
حتى قاطع هذا اللقاء الدافئ تدخل هاياتو ليبعدهما عن بعض و يقف أمام ميكا ينظر لجين بعبوس : ممنوع اللمس !

و هذا جعل الجميع يضحك بسعادة بينما شعر هاياتو بالخجل إلا أنه مايزال مصراً على موقفه !

بينما يضحك الجميع نظر ميكا ببعض الحزن نحو جثة والده ليصدم بشدة و يمسك ذراع هاياتو بقلق ناطقاً : هاياتو .. هناك .. اثنان أبي !

ضحك كاي على طريقة قوله لذلك بينما نظر هاياتو لميكا ثم نظر حيث ينظر ليبتسم بخفة و اجاب : لا ميكا انه لوكاس ، شقيق نيكولاس التوأم .
استمر ميكا بالنظر نحوه بصدمة و همس : لوكاس ؟ هو حي ؟!

نهض لوكاس بعد أن أبعد كل آثار الحزن عن وجهه ليبتسم بخفة و ينظر لميكا .. هذا كل ما بقي من شقيقه العزيز و عليه حمايته مهما كلف الأمر .

تقدم لوكاس نحو ميكا ببطئ و الذي كاد يخرج خنجره ليدافع عن نفسه إلا أنه تمالك نفسه بصعوبة و بقي يحدق بلوكاس بلا حراك !
فهم لوكاس خوف ميكا فحاول جعل أسلوبه لطيف و هادئاً فوقف أمامه مباشرةً و ابتسم : مرحباً ميكا .

ابتلع ميكا ريقة بصعوبة و رد : مرحباً ... سيد لوكاس !
عبس لوكاس و رد : ما هذا ؟! اتقول لي سيد ؟! (يبتسم) لوكاس فقط تكفي .

اومأ ميكا إيجاباً بحيرة فتحدث هاياتو بابتسامة : لا بأس ميكا ، لوكاس مختلف تماماً عن نيكولاس .

اومأ ميكا إيجاباً مجدداً ثم تحدث : ماذا حدث للآخرين ؟ و الفايروس ؟
رد لوكاس : لم يبقى سوى جاك و ...
نظر نحو جين كأنه يسأله عن ما حدث لديفيل فرد جين و قد فهم نظراته تلك : لقد فعلت كما قلت لي ، ديفيل قد مات أيضا !

أخفى لوكاس حزنه ببراعة خلف قناع الجد .
الآن مات شقيقه و جميع رفاقه القدامى و لم يبقى سوى جاك !

تحدث ميكا بقلق : و الفايروس معه ؟!
رد لوكاس : أجل لم أستطع أخذه ، على الأرجح كان يرغب بالهرب معك و نيكولاس ثم تدمير البرج للتخلص منا !

شهق جين و كاي بصدمة بينما احتدت ملامح هاياتو ليتحدث كاي : أليس علينا الخروج بسرعة إذن ؟!

رد ميكا : لا لن يستطيع أن يفعل ذلك الآن فقد علم أن حمض هاياتو النووي هو المكون الأخير الذي يحتاجه و هو لن يضحي به أبداً !

تحدث لوكاس مضيفاً : أجل هو سيأتي للحصول عليه قبل أن يهرب و يدمر المكان ، علينا حماية هاياتو قبل كل شيء .
بدأ لوكاس و ميكا يفكران بعمق بينما ينظر الآخرين للتشابه و التوافق بينهما !
قبل قليل كان أحدهما حزين جداً و الاخر مرتبك جداً و الآن هما نسيا كل شيء و عادا للتفكير بالخطوة القادمة !

نطق كاي بحيرة : إذن ؟ ماذا سنفعل ؟!
تحدث لوكاس : المشكلة أننا لا نعلم أين ذهب .
تحدثت ديانا عبر جهاز الاتصال : انه يعلم مكان كاميرات المراقبة جيداً و يتجنبها فلا أستطيع رؤيته !

رد لوكاس : لابأس بهذا الآن ، هو سيظهر في النهاية لذا علينا الاستعداد .
و أكمل ميكا : أن حبسناه هنا و منعنا أي طريقة للخروج فلن يستطيع الهرب لكن أولاً ....
نظر لوكاس و ميكا لهاياتو و تحدثا معاً : هاياتو أخرج من هنا !

نظر هاياتو لهما بصدمة بينما استمر كاي بالضحك فصرخ هاياتو : ماذا ؟! هل تتعاونان ضدي الآن ؟!
نطق كاي بسخرية : هاياتو أميرتك تطردك فأخرج .

نظر هاياتو له بانزعاج و رد : و انت توقف عن الكلام بهذه الطريقة !
أعاد نظره لميكا و لوكاس و كتف يديه لصدره و تحدث : لن أخرج إلا و ميكا معي لذا لا تحاولا !

رد ميكا ببعض القلق : هاياتو هذا لمصلحتك لا أرغب أن تتعرض للأذى !
رد هاياتو بعناد : اذن عليك لوم محاولتك للانتحار فانا لم أنسى أمرها بعد ، و لن اغير رأي أبداً سابقى هنا رغم كل شيء !

تنهد ميكا باستسلام فعناد هاياتو لا يجاريه شيء أن تعلق الأمر به !
رد لوكاس و قد استسلم قبل ميكا بالفعل : إذن أن كان هاياتو سيبقى فلا داعي لإغلاق الأبواب فجاك لن يغادر أساساً ، كل ما علينا فعله هو إيجاده و القبض عليه .

نطق جين بجدية : اظنني أعلم أين سيذهب !
نظر الأربعة له ينتظرون سماع ما يخفيه جين و الذي أكمل فوراً : لقد وجدت .. منطقة مخفية في البرج !

يتبع ....

.....................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
ميكا يحاول السيطرة على نفسه امام هاياتو فهل سينجح ام ان جنونه سيظهر مجدداً ؟
ماذا سيفعل هاياتو ليساعد ميكا ؟
علم جاك ما هو اخر مكون يحتاجه فماذا سيفعل الان ؟
هل سيتمكن ميكا من حماية هاياتو ؟
و ماذا سيفعل لوكاس ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top