مقايضة


نهرب من الواقع المؤلم إلى عالم الاحلام .
حيث نصنع ما نريد و لا يوجد قانون يحكمنا.
حيث لا الم و لا خوف .
لكن بالنسبة له .. لا فرق بين واقعه و حلمه .
يرى العذاب بكلا العالمين !
كما توقع تماماً .. أحلامه لم ترحمه أبداً و بدأت تعيد عرض أقسى لحضاته لتشعره بألمها مجدداً كأنه يعيشها الآن .
إن كان والده لم يرحمه فهل سترحمه أحلامه ؟!

بدأ هاياتو يفتح عينيه ببطئ و هو يسمع صوت أنفاس سريعة خلفه !
نهض ببطئ من سريره و نظر لميكا بقلق : ميكا ؟!

اقترب منه و هو يتحدث : ميكا ، استيقظ ، هل نسيت تناول الدواء ؟!

ألا إنه لم يجبه !
عندما لمس هاياتو جسده شعر بحرارة عالية !

تحدث في نفسه " حمى ؟! "
كان ميكا يتعرق كثيراً و انفاسه سريعة !
ذهب هاياتو فورا إلى المطبخ و أحضر منديلا و بعض الماء و دواء لخفض حرارته !
وضع المنديل على جبين ميكا بينما يتحدث بقلق : ميكا ، اتستطيع تناول الحبوب ؟
فتح ميكا عيناه ينظر له و كان وجهه أحمر من الحرارة و تنفسه يزداد صعوبة مع كل ثانية.

حاول النهوض قليلا فساعده هاياتو على ذلك و أخذ الحبوب الخافضة للحرارة ثم عاد للاستلقاء على السرير .
بقي هاياتو بجانبه يضع المنديل في الماء ثم يعيد وضعه على جبين ميكا !

.................................................

في هذا الوقت ..
في منطقة بعيدة عنهم ..
في بناءٌ كبير ، كان نيكولاس يسير ذاهباً لغرفته .
توقف بسبب يدين امتدتا من الخلف لتستقر ذراعا الذي خلفه على كتفيه و يسند جسده عليه !

ابتسم نيكولاس و هو يتحدث : ماذا تريد ديفيل ؟!
رد ديفيل بابتسامة : لهذا السبب أرسلتني إلى هناك صحيح ؟ كنت تعلم أن ميكا سيظهر هناك !
إبتعد ديفيل عنه ليستمر نيكولاس بالتقدم و هو يتحدث : إذن ؟ كيف كان ؟!

سار ديفيل بجانبه و هو يتحدث : لا يشبهك ، بل يشبه النسخة الأخرى .

ضحك نيكولاس بخفة ثم أجاب : لا اسمح لك بلمسه .

عبس ديفيل و أبعد نظره عنه و هو يتحدث : أعلم ذلك ، لست كهيت .

نيكولاس : و ماذا عن ابن هانا ؟

رفع ديفيل يديه بقلة حيلة مجيباً : انصحك بعدم جعله يركب طائرة ابداً فهو لا يعلم ما معنى الجلوس ! من كثرة حركته ستسقط الطائرة ، صدقني !

ضحك نيكولاس بخفة و رد : حقاً ! يبدو انك استمتعت بوقتك هناك !

ديفيل : كان عليك رؤيتهما ، كان الامر ممتعاً حقاً .

نيكولاس : لا بأس ، سأرى امور اخرى في المستقبل .

ديفيل : قابلت غيلن أيضاً .
نظر نيكولاس له و اجاب بمرح : حقاً ! و كيف حاله ؟

نظر ديفيل له بابتسامة ساخرة : تسأل عنه و كأنه صديق مقرب لك !

رد نيكولاس بابتسامة حائرة : و ماذا هو اذن ؟

تنهد ديفيل باستسلام ثم تحدث : كان يتحدث عنه باستمرار ، يبدو انه غاضب منك على ما فعلته .

ابتسم نيكولاس و اجاب : توقعت هذا ، بالتأكيد سيكون غاضباً .

نظر نيكولاس للأعلى و هو يكمل : كان رائعاً بكل شيء .

تحدث ديفيل مدعياً عدم الفهم : غيلن ؟!

نظر نيكولاس له بعبوس مجيباً : لا ، بل الشخص الآخر .

ضحك ديفيل قليلا ثم تحدث : فهمتك .

.................................................

غرفة مظلمة ..
فتحت الباب ليدخل صاحبها بهدوء دون أن يشعل الضوء و يجلس على مكتبه بصمت .
جلس غيلن يحدق في الفراغ مفكر " لم أستطع تحقيق ما أردته ، في النهاية لا بد من موت أحد الطرفين .. "
صمت لمدة ثم نظر لأحد ادراج مكتبه و فتحه ليخرج منه ساعة فضية ، فتحها لتصدر موسيقى جميلة منها فاغمض عينيه بهدوء يستمع لذلك اللحن .

كان ذلك الدرج يحتوي ثلاثة ساعات أخرى تشبهها بعض الشيء ، فتح غيلن عيناه ينظر للصورة على مكتبه و التي كانت تجمع أحد عشر شخصاً .
امسكها بينما يتحدث مع نفسه : هانا ، كاد ابنك يتاذى بسببي ، انا اسف حقا ، سأحاول حمايته أكثر .

تأمل الصورة يوزع نظره على كل من فيها الى ان استقر بصره على احدهم فنطق بابتسامة : أما أنت .. كيف لم تخبرني عن امر ميكا ، لم أعلم بوجوده إلا منذ فترة قصيرة .. ايزابيلا تكرهه لأنه يشبه نيكولاس ، لكنه في الحقيقة يشبهك انت .. جين و كاي أيضا بخير ، سأحاول حمايتهم هذه المرة .

.........................................................

في الصباح ..
خرج كاي و ديانا مستعدين للذهاب للمدرسة إلا أن ميكا و هاياتو لم يخرجا ! وهذا ليس من عادتهما لذا قررا أن يذهبا للاطمئنان عليهما .
دق كاي الباب و انتظر فلم يأتي أحد !
شعر بوجود شي غريب .

دق الباب مرة أخرى و هو يتحدث : ميكا ؟ هاياتو ؟
ثوان حتى فتحت الباب له ليظهر هاياتو و علامات القلق على وجهه !
تحدث هاياتو فوراً : جيد انك هنا كاي .
أعطى هاياتو ورقة صغيرة لكاي و هو يكمل : إذهب و أحضر هذا الدواء فوراً !

نظر كاي له بحيرة : هاا ؟ و ما هذا ؟
رد هاياتو بينما يعود للداخل : دواء ميكا ، و دواء آخر لخفض الحرارة .
لحقه كل من كاي و ديانا للداخل بينما تتحدث ديانا : خافض حرارة ؟
نظر هاياتو لهما بينما يتحدث بسرعة : ارتفعت حرارة ميكا في الليل و لم تنخفض حتى الآن ، كاي ماذا تنتظر ؟ إذهب بسرعة !

خرج كاي فوراً بينما دخل هاياتو و ديانا لغرفة ميكا .. كان ميكا ما يزال يتنفس بسرعة و جسده ساخن جداً !
أعاد هاياتو وضع المنديل على جبينه بينما يتحدث : ميكا لا يستطيع الذهاب للمدرسة و انا سابقى بجانبه ، أنتما إذهبا من دوننا .

تحدثت ديانا بقلق : لقد كان بخير أمس !

ظهر الإنزعاج على وجه هاياتو و هو يفكر و يلوم نفسه " لا ، لقد كان متعباً منذ يومين ، كيف لم انتبه له "

عاد كاي بسرعة و معه الدواء فأخذه هاياتو
تحدث كاي : أعطاني الرجل هذا الدواء أيضا ، قال إنه أفضل لخفض الحرارة !
هاياتو : شكراً لك ، أنتما اذهبا الآن حتى لا تتأخرا .
ديانا : حسناً ، أن احتجت شيئاً أخبرنا .

اومأ هاياتو إيجابا و غادرا الشقة فأغلق هاياتو الباب خلفهما وعاد حيث ميكا ، دخل الغرفة ليسمع صوت ميكا يهمس : توقف ... لا أريد ... !

ظهرت ملامح الحزن على وجه هاياتو فاقترب منه و بدأ يحركه بينما يتحدث بهدوء : ميكا ! استيقظ ، لا أحد هنا ... توقف عن هذا ، أنه يؤلمني أيضا .

بدأ ميكا يفتح عينيه ببطئ و ينظر لهاياتو .
رفع يده ليمسك ذراع هاياتو بينما يتحدث بصوت حزين : انا اسف .
أمسك هاياتو يده ليتحدث : هيا انهض ، أحضر كاي الدواء .
حاول ميكا النهوض و ساعده هاياتو ، فأخذ دوائه و خافض الحرارة و عاد للنوم مجدداً .

.......................................................

عند الظهر ..
كان كاي و ديانا يسيران في حديقة المدرسة ، رن هاتف كاي فأخرجه ليتحدث : مرحبا ؟!
صدر صوت جين عبر الهاتف : مرحباً كاي ، كنت اتصل بهاياتو و ميكا لكنها لم يجيبا !

ابتسامة ساخرة رسمت على وجه كاي و هو يجيب : ميكا مريض و الهواتف جميعها بيد هاياتو الآن ، أظنه يعلم لما تتصل لذا لم يرد .

تحدث جين ببعض القلق : ميكا مريض ؟ ما به ؟
كاي : حرارته مرتفعة .
جين : هذا سيء ، وصلتنا رسالة من العصابة و تحديدا من نيكولاس !

كاي في نفسه " توقعت هذا "
رد كاي : مشفرة مجدداً ؟!
جين : لا ، إنها رسالة عادية .

اجاب كاي بسخرية : هل يعلم نيكولاس كيف يكتب رسالة عادية ، هذا تقدم جيد حقاً !
تحدثت ديانا بجانبه : هذا ليس وقت المزاح كاي .
تنهد كاي ثم تحدث بسخرية مجدداً : و ماذا تريد السيدة ايزابيلا إذن ؟

صمت جين قليلا ثم رد :... لا نستطيع الحديث عبر الهاتف ، تعاليا أنتما على الأقل .

أغلق كاي الهاتف بينما يتحدث : أشعر أن هناك مصيبة خلف هذا !
ديانا : لنذهب بسرعة .
فخرج الاثنان من المدرسة متجهين إلى مقر المنظمة .

اخفض جين يده التي تحمل الهاتف بينما يحدث نفسه
" ماذا افعل الآن ؟ إنه مريض لكنه بالتأكيد سيحاول فعل ما كتب في الرسالة ! "
نظر جين لرئيسه غيلين الذي يمسك الرسالة بغضب و قلق !

كان مكتوب فيها ..
(( غيلن ، ايزابيلا ، لقد نفذ وقتكما ، كنت ساقتل ابنتكما و ارسل جثتها لكما اليوم لو لا أنني علمت ان ميكا يحاول انقاذها أيضاً ، لذا فكرت بشيء سيعجبك ايزابيلا ، ميكا مقابل مينا ، ما رأيك ؟ لا اظنها مقايضة سيئة بالنسبة لكِ ، بالنسبة لي أراها غير عادلة أبداً فمينا لا تساوي شيء مقابل ميكا لكنني المستفيد فلا بأس ، و أخبري ميكا أن الاتفاق الكاذب بيني و بينه و الذي أخبره لديفيل ساحققه له أن سلم نفسه لي ، أمامك أقل من يوم ، سانتظرك في قصر اشويا ، المكان مراقب من قبلنا هناك لذا من الأفضل ان يأتي ميكا بمفرده أو تعرفين ما سافعل . ))

كانت ايزابيلا تقف خلفهما فتحدثت مباشرةً :
غيلن ، الأمر لا يحتاج للتفكير ، هل ستضحي بابنتنا لأجل ميكا ؟

نظر جين لها و تحدث بأنفعال : سيدتي ، لا تنسي أن ميكا ابنك أيضا !

نظرات ايزابيلا الحادة اتجهت نحوه و هي تتحدث : لا شأن لك بمن يكون ميكا بالنسبة لي ، لن اعترف به كابني أبداً ، مهمتك أن تعيد ابنتي فقط ، لا تتدخل في ما لا يعنيك !

أراد جين أن يجيب على كلامها إلا أن غيلن تحدث بهدوء : لا استطيع فعل ذلك ايزابيلا .. كلاهما مهم بالنسبة لي .
تقدمت ايزابيلا خطوة للامام و هي تتحدث بانفعال : هل تقارن مينا بميكا !

غيلن : لا يوجد مقارنة بينهما كلاهما متساويان .. لن ننفذ ما يريده نيكولاس ، عندما يأتي ميكا و الآخرون لن نخبرهم بأمر الرسالة ، سنظع خطة لاستعادة مينا دون التضحية بأحد .

تحدثت ايزابيلا بقلق : هل تستطيع فعل هذا ؟ لابد أن نيكولاس خطط لكل شيء .
أجاب غيلن بابتسامة : نيكولاس بشر في النهاية ، لا بد من وجود فجوة في خططه .

اومأ جين إيجاباً ثم تحدث : لكن هناك مشكلة سيدي ، ميكا مريض و عندما اتصلت به أغلق هاياتو هاتفيهما !
تحدثت ايزابيلا ببعض الغضب : هاياتو ذاك مزعج حقاً !

غيلن : عاود الاتصال بهما لاحقاً .
جين : حاضر
ايزابيلا : حتى لو لم يذهب ، نحتاج ميكا لوضع الخطة صحيح ؟!
غيلن : ستكون مساعدة كبيرة جداً لو كان هو و هاياتو معنا .
بدأ غيلن و جين يتحدثان عن الخطة و ما يجب فعله بينما أبعدت ايزابيلا عيناها عنهما و شردت بأفكارها !
بعد مدة تحدثت قائلةً : ساخرج قليلا .

ثم خرجت من الغرفة دون أن يتحدث غيلن او جين بشيء

.............................................

وصل كاي و ديانا لمقر المنظمة و اتجها مباشرةً لغرفة الاجتماع .
دخلا الغرفة ليقفا أمام الطاولة بينما تحدث كاي : اذا ؟ ما أمر الرسالة ؟

وضع جين الأوراق جانبا و اجابه : انها رسالة تهديد ، يقول انه سيقتل مينا الليلة في قصر اشويا لذا علينا انقاذها بسرعة .

شهقت ديانا بصدمة : يقتلها ؟!
تحدث كاي بغضب : ذلك الرجل .. و ماذا يريد ؟
رد غيلن بغضب مكبوت : يريد إزعاجنا !

أخفى جين و غيلن امر مقايضة ميكا بمينا و أكمل جين كلامه : ربما لا يرغب بقتلها فقط ، يرغب ببعض المغامرة ، يجعلنا نلاحقه بينما يستمتع هو !

كاي : يحتاج طبيب نفسي أكثر من ميكا .
ردت ديانا ببعض القلق : و ما الخطة ؟ كيف سننقذها ؟

رد غيلن مفكراً : المكان حول قصر اشويا سيكون مليئاً بأفراد العصابة ، بالإضافة انه مكان وسط المدينة ، سنتسلل بهدوء دون أن ينتبهوا لنا ، و عندما نضمن سلامة مينا سنجذب رجال الشرطة إلى هناك بطريقة ما ، نحن نضع التفاصيل الآن .

اومأ كاي و ديانا إيجاباً واقتربا منهما لمساعدتهما على دراسة الموقع و الوضع جيداً

...................................................

في احدى الشقق ..
وقف هاياتو أمام سرير ميكا واضعاً يده على رأس رفيقه ليقيس حرارته !
ابتسم ببعض الراحة عندما شعر بأنها انخفضت أخيراً .

ابتعد عنه فاهتز هاتف ميكا يشير إلى أن مكالمة قد وصلته فرفع هاياتو الهاتف ليرى اسم المتصل ، إلا أنه كان رقماً غريباً دون اسم !
فتح المكالمة ليعلم من المتصل بينما يخرج من الغرفة .

هاياتو : مرحبا ؟!
صدر صوت ايزابيلا عبر الهاتف تتحدث بغضب  : ميكا ...
فور سماع هاياتو صوت والدة ميكا أغلق الهاتف دون ان يعطيها فرصة لقول كلمة واحدة أخرى !
نظر لشاشة الهاتف بملل و هو ينطق : لست بحاجة لمزعج آخر يفسد مزاجي أكثر .

استدار هاياتو متجهاً للمطبخ ، فهو لم يأكل شيئاً بعد و من حسن الحظ أن ميكا حضر الكثير من الطعام أمس .
فجأة فتحت باب شقته بقوة محدثةً صوتاً عالياً فاستدار بسرعة ينظر للمدخل بقلق شديد !

يتبع ...

..........................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما رأيكم و توقعاتكم ؟
لما أرسل نيكولاس رسالة كهذه ؟!
الجميع يقول ان ميكا يشبه شخص ما فمن هذا الشخص و ما صلته بميكا ؟!
غيلن يهتم لميكا و الاخرين كثيراً بالرغم من انه لم يقابلهم الا منذ مدة قصيرة !
و في النهاية ، من اقتحم منزل هاياتو بهذا الشكل ؟!

و لدي سؤال اتمنى ان تجيبوا عليه ..
من اكثر شخصية احببتموها حتى الان ؟!
و ما رأيكم بالرواية بشكل عام ؟!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top