مدينة بلا اسم
حيث عشنا ، حيث اجتمعنا و حيث افترقنا .
هناك تقبع أوراق القصص !
في مدينة ناميدشهر في أحد الفنادق ..
حجز جين غرفة واحدة لشخصين ليبقوا بها اربعتهم توفيرا للنقود .
ليس وكأنهم سيبقون فيها كثيراً بأي حال .
نطق هاياتو بصوت جاد : إذن لنذهب للعمل حالاً !
رد كاي بانزعاج : لقد وصلنا للتو دعنا نرتاح قليلاً !
تحدثت ديانا بابتسامة لطيفة : انت كنت نائماً طوال الرحلة .
عبس كاي بينما تحدث جين : انا أيضًا أرغب بالبحث عن ميكا الآن .
تنهد كاي ثم تحدث : حسناً ، انا أشعر بالقلق عليه بعض الشيء ايضاً !
وضعوا حقائبهم في الزاوية و جلس كاي على أحد الأسرة بينما جلست ديانا على السرير المقابل و سحب جين كرسياً ليجلس عليه و بقي هاياتو واقفا يستند على الجدار !
أخرج جين بعض الأوراق و بدأ بالكلام : حسناً ، نحن الآن بمدينة ناميدشهر حيث عاش لوكاس و الآخرين و حيث يمكن أن يكون نيكولاس مختبأ ! هدفنا الأساسي هو إنقاذ ميكا و تدمير الفايروس لذا علينا البحث بالهدوء و التأكد أن كل ما نحتاجه هنا حقاً !
نظر كاي لهاياتو و تحدث متسائلاً : هل تظن أن ميكا سيحاول الهرب مجدداً أم أنه سيطيعهم لأجل سلامتنا ؟!
نظر هاياتو له ثم نظر للأرض بحزن و نطق : ميكا لم يحاول الهرب من قبل لقد كان مستسلماً لهم تماماً و نيكولاس لا يغفل عنه للحظة ! قبل أربعة سنوات كان مريضاً جداً و اخذه السيد هيت ليقوم بتجربة خطيرة عليه لذا هربت و قمت بتحريره و بما انهم اكتشفوا أنني من فعل هذا اضطر ميكا لمساعدتي على الهرب و لحسن حظنا أن نيكولاس لم يكن موجوداً في ذلك الوقت !
ظهر الجد على ملامح وجههم ، بما أن ليو قال أن ميكا يبقى بغرفة نيكولاس إذن هو لن يستطيع الهرب أبداً ؟!
الا ان هاياتو رفع رأسه و تحدث بثبات : لكنني واثق أن ميكا سيقوم بالخيار المناسب دائماً لذا لا داعي للقلق بشأنه ، هو سيجد حلاً لكل شيء من جهته و نحن علينا فقط الإسراع بالذهاب إليه !
ابتسم الثلاثة بثقة ، ليس هاياتو فقط بل جميعهم يثقون بميكا ، سواء هرب ام لا ، هو بالتاكيد سيبقى حياً حتى يصلوا إليه .. هذا ما كانوا يتمنونه
نظر جين لهم و تحدث : عملنا يحتاج للهدوء و التفكير و أن نتحرك دون أن يدرك نيكولاس ذلك ، تذكروا أن رجال العصابة يمكن أن يكونوا بأي مكان لذا احذروا و لا تتهوروا !
نطق كاي بملل : جين لا تؤدي دور العجوز غيلن و ادخل في المهمة مباشرةً .
نظر جين له ببعبوس ثم عاد للنظر للأوراق يراجع المعلومات مرة أخرى بينما يتحدث : حسناً ، الان سننقسم لمجوعتين أحداهما ستتبع أثر نيكولاس ابتداءً من تلك الباخرة الصغيرة ، و المجموعة الأخرى ستبحث عن منزل لوكاس .
تحدثت ديانا بسائل : السيد لوكاس من المفقودين الآن ، و بما انه لا يساعد نيكولاس ، فهو ميت أيضا ؟!
رد جين : أعتقد هذا ، لا يوجد دليل على كونه على قيد الحياة لذا اغلب الظن انه ميت .
نطق كاي بحيرة : هل سيقتل نيكولاس أخاه ؟ قال السيد غيلن بوصيته لميكا إنهما يحبان بعضهما جداً ؟!
تحدث هاياتو ببعض الغضب : انه مجنون يقوم بتعذيب ابنه هل سيحزن أن قتل شقيقه ؟!
نطق جين محاولاً تهدئته قليلاً : اهدأ هاياتو لنعد لخطتنا ، (ينظر لديانا ) ديانا قد نحتاج لمهاراتك في الأجهزة للبحث عن نيكولاس لذا انت في فريق البحث عنه .
نطقت ديانا ببعض التوتر : حاضر !
اتجهت انظار جين نحو كاي و تحدث : كاي قد تستعيد باقي ذاكرتك و تتذكر طريقة تطوير الفايروس أو حتى تدميره لذا انت في فريق البحث عن منزل لوكاس !
اومأ كاي إيجاباً و نطق : حسناً ، و انت ستكون معي صحيح ؟
ابتسم جين و رد : لا بل هاياتو .
نهض كاي فوراً و تحدث باعتراض : لماذا هذا المغرور الكئيب المحب لميكا معي ؟!
نطقت ديانا بحيرة : لكنني لا أراه كئيباً او مغروراً ؟!
نظر كاي لها فوراً و تحدث : هو كئيب حالياً و مزعج جداً !
صرخ هاياتو بانزعاج : ليس وكأنني أرغب بالذهاب معك أيها المتنمر الجبان !
نهض جين و وقف بينهما يمنعهما من الشجار بينما يتحدث : هيا هذا يكفي لقد أصبحتما صديقين منذ مدة !
صرخا في وقت واحد : لسنا كذلك !
وضع جين يده على اذنه بسبب صوتهما المرتفع بينما يضحك بخفة فنطق : هذا يذكرني بأول لقاء لنا ... على أي حال عليكما التعاون و الهدوء ، دائما ما يكون كاي مع ديانا في مثل هذه المهام لذا سيكون التغير مفيداً بما أننا فريق عليكما تعلم التعاون معاً ، كما أننا قد نحتاج للتعامل مع الشرطة في البحث عن نيكولاس أن اضطر الأمر و انا البالغ الوحيد هنا !
كتف كاي يديه لصدره ليتحدث بانزعاج : انا اتعاون معه في جميع المهام التي تحتوي على قتال !
و نطق هاياتو بانزعاج أيضاً : كما أنك بلغت الثامنة عشر قبل اربعة أشهر فقط لا تتصرف كأنك رجل في العشرين و تتحكم بنا !
ضحك جين و رد : هكذا ، تعاونا دائما .
ضحكت ديانا بخفة بينما نظر كاي و هاياتو لبعضهما بانزعاج !
حقاً لقد استيقظ كاي قبل اسبوع تقريباً و قابل هاياتو قبل ثلاثة أيام فقط و هما يتشاجران طوال الوقت رغم أن أغلبها كان كاي يتعمد إزعاجه !
جميعهم متوترون و خاصةً هاياتو .
و ميكا ليس هنا لتهدئتهما الآن لذا عليهما حقاً تعلم معنى كلمة التعاون !
انطلق الأربعة كل اثنين في اتجاه .
اتجه جين و ديانا نحو الميناء و بحثا عن تلك السفينة حتى وجداها .
تحدث جين مع أحد العاملين فيها و سأله أن كان قد رأى ثلاثة رجال في نهاية عقدهم الثالث و معهم فتى في الخامس العشر بشعر أشقر قبل اكثر من ثلاثة أسابيع ؟!
فأجابه الرجل بلا !
سأل واحداً آخر منهم فأجاب بلا و أنه لا يذكر جيداً فثلاثة أسابيع مدة طويلة بعض الشيء و الكثير من الركاب يركبون السفينة كل يوم !
نطقت ديانا محاولةً جعلهم يتذكرون قليلاً : قد يكون أولئك الأشخاص ركبوا السفينة بعد أن كانوا في طائرة وسط البحر !
نظر الرجل لها بحيرة و نطق : طائرة ؟!
ثوانٍ حتى تحدث الرجل ببعض الحماس : أجل تذكرت ، لقد حملنا ركاب كهؤلاء !
تم تاكيد توقع كاي فنطق جين كأنه وجد ما كان يبحث عنه لسنوات : حقا ؟ هل تذكر أي شئ عنهم ؟ أي شئ قالوه ؟ أين سيذهبون بعد نزولهما من السفينة ؟
وضع الرجل يده اسفل ذقنه مفكراً ثم نطق : آسف لا أتذكر شيئاً !
تنهد جين بخيبة امل و شكره على وقته ثم استدار ليجد شخص يقف خلفه ينظر له بريبة ثم نطق : ماذا تريدون من أولئك الأشخاص ؟!
نظر جين و ديانا له بحيرة ثم تحدثت ديانا بحذر : و من أنت ؟!
أجاب الرجل : انا اعمل على هذه السفينة أيضا ، لماذا تبحثون عن أولئك الأشخاص هل انتم من معارفهم ؟
تقدم جين بحذر نحوه و تحدث : بما انك تعمل هنا و يبدو انك تذكرتهم جيداً ايمكنك اخباري القليل عنهم ؟
رد الرجل : الأمر يعتمد على من يسأل ؟ من انت بالنسبة لهم و لما تبحث عنهم ؟
شعر جين بالخطر من هذا الرجل فتصرفه بدا مريبا قليلاً !
وضع جين يده خلف ظهره مستعداً لإخراج السلاح بأي لحظة ان تطلب الامر بينما أكمل ذلك الرجل : هل ذلك الفتى تعرض للاختطاف ؟ أنتم لا تبدو من رجال الشرطة ؟!
رد جين بحيرة : اختطاف ؟ لما تقول هذا ؟!
رد الرجل ببعض القلق و الحيرة : انا أتذكرهم لأن ذلك الفتى أثار اهتمامي ! بدا حزيناً جداً و خائفاً ، عادةً الأولاد في عمره يفرحون عندما يركبون السفن لكن هو لم يكن كذلك ! و بعد أن شككت بالرجال الذين كانوا معه عند مغادرتهم سألته أن كانت حياته في خطر فأجاب .. أنه لم يعد يملك حياةً اساساً !
بدا الحزن على وجه ذلك الرجل و هو يلفظ العبارة الأخيرة فخف حذر جين قليلاً و بدأ يرى أن هذا الرجل ربما ليس خطيراً !
نطق جين : سياه جون .
نظر الرجل له بحاجب مرفوع و عدم فهم ثم نطق : عذراً لكنني لم أفهم ما قلته هلا تحدثت بلغتنا !
تنهد جين و اخفض ذراعه و قد شعر ببعض الراحة لأن الرجل لم يفهم تلك العبارة و لم يبدي ردة فعل قوية . فهذا يقلل احتمال ان يكون من أفراد العصابة !
تحدث جين بهدوء و بعض الحذر : انت محق سيدي ذلك الفتى في خطر كبير و نحن هنا لإنقاذه لذا ايمكنك إخباري بكل شيء حدث ؟!
نظر الرجل له ببعض الصدمة و القلق ثم نظر للأرض و تحدث : كنت على حق ؟ كان علي تبليغ الشرطة فوراً !
نطق جين بجدية : سيدي أخبرني الآن كل شئ !
رد الرجل بصوت جاد و نظرة حادة بعض الشيء : حسنا ، لقد بقي أولئك الأشخاص معنا ليومين ثم اوصلناهم إلى هنا .
نطق جين : عندما ركبوا السفينة الم تسألوهم من أين جاؤا و لماذا بهذا الشكل ؟
أجاب الرجل : لا .
جين : كيف سمحتم لهم بالركوب بهذا الشكل الغريب دون توضيح ؟!
رد الرجل : قبطان السفينة سمح لهم بالركوب و قد تحدث معهم على انفراد !
همست ديانا : أظن أن القبطان مع العصابة !
تحدث جين : و هل قالوا إلى أين سيذهبون ؟
رد الرجل : لا لكنني رأيتهم يذهبون في ذلك الاتجاه !
أشار الرجل نحو الجنوب أي نحو الأسواق و مركز المدينة !
نظر جين حيث أشار الرجل ثم عاود النظر إليه و شكره على معلوماته و تحرك قليلا للمغادرة إلا أن ديانا أوقفته بسآلها الرجل : عذراً لكن لدي سؤال ... ميكا ، ذلك الفتى .. كيف كان ؟ هل كانوا يؤذونه ؟!
نظر الرجل لها ببعض الحزن ثم أجاب : لهذا شككت بهم منذ البداية .. رأيتهم مصادفة و قد كان أحدهم يضرب الفتى بقوة ، و أخرج سكين و قال إنه يرغب بايذائه الآن ! لكن من قال إنه والده أوقفه و قال له أنه أن فعل شيئاً لولده دون أذنه فلن يدعه يراه مجدداً أو شيء كهذا !.. لكن ذلك الفتى لم يكن يقاومه أبداً و لم يطلب المساعدة من أحد منا .. عندما كان والده يقترب منه كان يبدو متوتراً أكثر رغم أنني لم أره أو الشخص الآخر الذي معه يؤذيانه كما فعل ذلك الرجل ! ... إنه حزين جداً و أستطيع أن أعلم أنه خائف أيضاً على شيء ما لذا ارجوكم انقذوه بسرعة !
شعرت ديانا بالحزن أكثر على وضع رفيقها و كذلك جين !
اومأ جين إيجابا و شكره مجدداً ثم اتجه مع ديانا حيث أخبرهم الرجل .
.........................................
في حي جميل و هادئ غطته الحدائق و الأشجار ..
هبت رياح خفيفة تحمل رائحة الزهور في الارجاء .
كان مكاناً جميلاً حقاً !
سار هاياتو و كاي يبحثان عن العنوان الذي حصل عليه جين قبل اكثر من شهر عندما سأل رجال الشرطة عن حادث اختفاء و موت أحد عشر طالباً من كلية الطب !
نطق كاي بانزعاج : هذا يذكرني عندما ذهبنا للبحث عن ميكا في السابق ، هل ستعرض حياتي للخطر مجدداً كما في ذلك اليوم ؟!
رد هاياتو ببرود : انت من أصر على الذهاب وقتها ، ثم حياتك بخطر طوال الوقت منذ ذلك اليوم و ليس عندما تكون معي فقط !
ابتسم كاي ثم تحدث محاولاً إزعاج هاياتو : هاياتو هل أميرتك تخطف طوال الوقت ؟ هل انت واثق من أنها لا تهرب منك ؟!
نظر هاياتو له بحدة فضحك كاي !
ألا إن هذا آثار غضب هاياتو فنطق ببعض الحزن : هل ترى هذا مضحكاً كاي ؟ ميكا هو كل عائلتي ، أنه يعاني الان و انت تسخر منه بهذا الشكل ؟!
نظر كاي له و الابتسامة ما زالت تزين وجهه فاستدار هاياتو ليعود للسير و نطق بغضب و حزن : انت لن تفهم شعوري أبداً ليس وكأن عائلتك الوحيدة في خطر !
سار هاياتو للأمام و ملامح الحزن على وجهه . شعر كاي ببعض الندم فهو يحب إزعاج هاياتو لكن ليس جعله حزيناً ! عض على شفته بندم ثم سار بسرعة ليصبح بجانب هاياتو و تحدث بانزعاج بينما ينظر للجانب الآخر بعيداً عنه : حسناً لم أقصد الضحك أردت إزعاجك فقط ، أيها الكئيب .
همس هاياتو بصوت مسموع : حسنا يكفي !
فنظر كاي له بانزعاج ، هو لا يحب هذا الجانب منه ، أين هاياتو القوي المغرور (كما يصفه) الذي كان في المدرسة ؟!
سارا حتى وصلا إلى منزل متوسط الحجم ذو حديقة صغيرة تحيطه أصبحت النباتات فيها كأنها غابة مصغرة !
فرغم منظره الجميل إلا أنه كان يبدو أن أحداً لم يهتم به منذ زمن فقد طالت الأعشاب كثيراً و سلسلة حديدية كانت تغلق الباب بقوة تحميه ريثما يعود أصحابه ... لكن هل سيعودان له حقاً ؟
نظر هاياتو إلى العنوان مجدداً ليتاكد من أنه لم يخطأ به فسأله كاي : هذا هو المنزل ؟
رد هاياتو : أجل هذا هو .
- إذن ماذا سنفعل ؟ هل نسأل أحد أن كان لديه المفتاح ؟
- لا هذا سيضيع الوقت ، أنه متروك منذ زمن .
- إذن سنقتحمه كاللصوص ؟!
- اجل هذا أسرع .
- رغم انني احب هذا لكنك ستجلب نهايتي !
- انه منزل مهجور ثم انت فعلت ما هو أسوأ من اقتحام المنازل لذا لا تتذمر !
تقدم هاياتو و قفز ليصبح فوق الباب يسند جسده بذراعه على حافتها ثم أدار جسده ليهبط داخل حديقة المنزل !
بينما كان كاي يتحدث بانزعاج : كنت أواجه عصابةً و هذا يعد دفاعاً عن النفس و قتالاً لأجل الخير !
نطق هاياتو بانزعاج : تعال إلى هنا بسرعة أو سأتركك !
قفز كاي كما فعل هاياتو ثم اتجه نحو إحدى النوافذ فقام هاياتو بتحطيمها و الدخول !
نظرا حولهما فكانا في غرفة المعيشة .
كانت غرفة جميلة رغم تراكم الأتربة على اثاثها ! كانت هناك صورتين على الجدار لنيكولاس و لوكاس أكدت أن هذا المنزل كان لهما !
انطلق هاياتو يسير في أرجاء المنزل بعد أن نطق : هيا لنبحث عن الأوراق التي تركها لوكاس !
بدأ كاي بالبحث في إدراج المكتبة الكبيرة بينما اتجه هاياتو لغرفة أخرى .
كانت المكتبة مليئة بالكتب الكبيرة .. كتب عن الموسيقى و اخرى علمية ، قصص خيالية و روايات مليئة بالغموض و التحقيق !
كانا يحبان الكتب كثيراً .
دخل هاياتو إحدى الغرف فكانت غرفة نوم احتوت سرير واحد و مكتب للدراسة و خزانة و في الزاوية كان هناك منضدة صغيرة فوقها كمان و بعض كتب الموسيقى !
على الأغلب هي غرفة لوكاس .
حمل هذا المكان رائحة الماضي الجميل ، منزل صغير و هادئ و دافئ ، و رغم ذلك شهد هذا المنزل اصعب ايام من يسكن فيه ، و ها هو الان يكمل المسيرة ليرى نهاية صراع الاخوين و ليعلم اي منهما كان محقاً و ايهما اخطأ .
بدأ هاياتو بالبحث فيها و في إدراجها .
بقيا عدة ساعات في المنزل يبحثان و يبحثان و ما يزال مستمرين بالبحث في كل زاوية عن أي دليل !
......................................
وسط غرفة كبيرة .. جلس جاك على مكتبه يعمل على أوراق تطوير الفايروس .
بجانبه كوب من القهوة الساخنة يريح عقله بها .
دقت باب غرفته ثم فتح دون أن يأذن هو بذلك فتنهد و هو يدرك أنه أحد أصدقاءه الذين لا يحترمون خصوصيته أبداً !
و كم حظه سعيد فجميع أصدقائه هكذا !
امتدت يد من الخلف تستند على مكتبه الكبير يحدق صاحبها بالاوراق التي يعمل جاك عليها فنطق جاك ببرود : نيكولاس ماذا تريد ؟
ابتسم نيكولاس و تحدث : بعض الكلام مع رفيق طفولتي .
استدار جاك بكرسيه المتحرك لينظر له بينما ابتعد نيكولاس قليلاً : الكلام عن ماذا ؟!
التقط جاك كوب قهوته ليرتشف منه قليلاً بينما ابتسم نيكولاس بلطف و نطق : يتلاشى ما يزال موجوداً .
سقط كوب القهوة من يد جاك ليتحطم لقطع صغيرة و تسكب القهوة على الأرض بينما بدأ هو يسعل بقوة !
فتحدث نيكولاس بسعادة واضحة : هل تفاجأت ؟!
نهض جاك من كرسيه و اقترب منه ليتحدث : ما الذي تقوله نيكولاس لقد مات لوكاس مند زمن !
وضع جاك يده على جبين نيكولاس يتأكد من حرارته فدفعه نيكولاس بعيداً و نطق بعبوس : ماذا تفعل لست مريضاً ، ثم قلت يتلاشى و ليس لوكاس !
نظر جاك له بحاجب مرفوع و رد : أليس يتلاشى هو لقب لوكاس ؟!
جلس نيكولاس فوق مكتب جاك و تحدث : لهذا جئت للتحدث معك .. (ينظر ببرود ) .. جاك أخي مات صحيح ؟!
جلس جاك على كرسيه و نطق ببرود أيضاً : ماذا هل تظن انني خدعتك ؟ ألم تراه ينتحر أمامك !
ابتسم نيكولاس و رد : أرغب فقط بمحو كل شكوك .
تنهد جاك ثم أجاب : أجل لقد مات ، انا أمرت بدفنه في الغابة كما طلبت ، لم أفعل أي شيء به !
نظر نيكولاس للأرض ببعض الحزن : حسنا فهمت انا أصدقك .
نظر جاك له بحيرة فتحدث بتسائل : إذن ماذا تقصد بيتلاشى ما يزال موجوداً ؟ أين سمعت هذا ؟
رد نيكولاس : لقد حللت شفرة إحدى أوراق لوكاس التي وجدتها مخبأة في منزلنا ، و كان هذا مكتوباً بها .
نطق جاك براحة : ربما يعني شيئاً من الماضي قبل موت لوكاس .
نظر نيكولاس له بابتسامة و رد : لا لقد كانت تعني الحاضر .. تعلم أن لوكاس في المدة الأخيرة كان يرى احلاماً عن المستقبل ! كان يعلم أنه سيموت .. و قد أعاد لاي إلى مدينتنا لينقل تلك الرسالة إلى ولده !
نظر جاك له بدهشة و حاجب مرفوع و نطق : هل علمت هذا من تلك الورقة ؟ إذن ما هي الرسالة ؟
رد نيكولاس : هو ترك كل شيء للجيل الجديد لينهوا ما بداءه .. الأوراق التي وجدناها في غرفته كانت على الاغلب رسائل موجهة لهم تخبرهم بما حدث و الطريقة لحل كل شيء .
تحدث جاك بحيرة : الأوراق التي لم تستطع انت قرائتها احداها هي طريقة تطوير الفايروس صحيح ؟!
نيكولاس : أجل .. و الجيل الجديد هم ... الزهرة التي ستزهر مجدداً ، ابن هانا ، هاياتو ... المرسل الذي سيرسل الرسالة ، ابن لاي ، كاي ... شخص لن أقول لقبه لذا لا تحاول ابدا و لست أعلم اسمه الحقيقي حتى الآن ... و الفرد الجديد و الذي ربما هو الفتاة التي انقذها ميكا و هاياتو و التي تدعى ديانا رقم ثمانية ... و أخيراً يتلاشى ..
نظر جاك له بانزعاج ثم نطق : حسب الأسماء و بما أن لوكاس ميت فالمعني هنا هو ... ابنك !
نظر نيكولاس له و ابتسم بسعادة : أجل ، لوكاس يقول أن ميكا سيكون مثله تماماً ، هذا رائع أصبح لدي لوكاس آخر !
نظر جاك له ثم نطق : نيكولاس الوضع جاد لا وقت لجنونك ... هل تظن أن ميكا بمستوى لوكاس ؟!
ابتسم نيكولاس بمكر ثم أجاب : هو مازال يحتاج للمزيد ليصل إليه ، لكنه لا بأس به أن أفكاره محتجزة فقط و هو على حافة السقوط الآن لذا لن يشكل اي خطر !
تنهد جاك و نطق : نيكولاس أسرع بإيجاد العنصر الأخير الذي تحتاجه و لننهي الأمر بسرعة ، الحذر أفضل من أن نصل لمرحلة الخطر لاحقاً !
نهض نيكولاس بينما يتحدث : انا اعمل قدر الإمكان لذا لا تقلق ، قريباً هذا العالم القذر سيمحى تماماً !
خرج نيكولاس من الغرفة تاركاً جاك ليعود لعمله !
في هذا الوقت كان ديفيل يقف في شرفة غرفته يستمع للحن ساعته الموسيقية بهدوء ظاهر ، لكن في داخله كانت فوضى كبيرة !
منذ أخبره نيكولاس عن وجود ابن له و هو يشعر بشعور غريب !
يشعر أنه تائه ! هل يرغب بمعرفة من هو ابنه ؟ لكن ماذا سيفيده معرفة ذلك ؟
بأي حال فابنه يعيش بسلام بعيداً عنه لذا لا يجب أن يشغل باله به و لا يظهر بحياته أبداً !
هو اختار تدمير العالم بإرادته .. تخلى عن كل شيء في السابق و هذا لن يتغير الآن ! أجل .. هو أصبح قاتل و لا يمكنه العودة من هذا الطريق أبداً ، عليه اكماله للنهاية .
هكذا اختار ديفيل أن يستمر بما بفعله فهو قرر التخلي عن كل شيء منذ زمن ..
لكن أليست الحقيقة ... إنه فقط لم يكن يملك شيء في السابق ؟ و الآن أصبح يملك ابن هل يستطيع حقا تجاهله بهذا الشكل ؟!
........................................
سار جين و ديانا طويلاً لم يدركا ماذا يفعلان الآن فلا شيء مميز بهذه المنطقة فكلها متاجر صغيرة و يمكن أن يكون نيكولاس قد دخل أي منها ثم هل سيتذكره أصحاب المتاجر ؟! هل سيسألونهم واحداً واحداً !
فجأة تحدثت ديانا : جين يوجد مشفى هناك احتمال كبير أن نيكولاس ذهب إليه !
نظر جين نحو المستشفى ثم نطق : أجل .. لنذهب !
اتجها نحو مكتب الاستعلامات فوراً و سأل جين عن نيكولاس و الاخرين و اعطاهم صوراً لهم الا ان موظف الاستعلامات اخبره انه لم يرى اشخاصاً كهؤلاء !
تحدث جين : هل أنت متأكد من هذا ؟
رد موظف الاستعلامات : أجل سيدي لا يوجد مريض بأحد هذه الأسماء !
أراد جين الكلام إلا أن ممرضة جاءت بسرعة تحدثت مع موظف الاستعلامات : اتصل بالدكتور هاري فوراً أخبره أن المريض في الغرفة 144 استيقظ من الغيبوبة !
رد الموظف : حسناً .
و رفع السماعة بسرعة منادياً الطبيب فتراجع جين للخلف فهم يبدون مشغولين الآن و قد قال الموظف ان نيكولاس لم يأتي لذا لا داعي أن يبقى أكثر و يزعجهم !
خرج مع ديانا و سارا قليلا ثم تحدثت ديانا بارهاق : كان هاياتو محقاً من المستحيل إيجادهم هكذا بهذه المدينة الكبيرة !
تنهد جين ثم نظر لساعة يده فكانت قد تجاوزت الساعة السابعة فتنهد و نطق : لنعد للفندق أن تأخرنا قد يقلق هاياتو و كاي !
اومأت ديانا إيجابا ثم سارا نحو الفندق .
يتبع .....
.................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
هل سيقاوم ميكا قليلاً ام انه سيكتفي بالصمت لاجل حياة رفاقه ؟
هل سيجد جين اي دليل على مكان نيكولاس و ميكا ؟
و هل وجدت انتم دليلاً بسيطاً ؟!
وجد هاياتو منزل لوكاس لكن هل ما يبحث عنه سيكون هناك ؟
هل تظنون ان ميكا يمكن ان يشكل تهديداً لنيكولاس و الاخرين كما كان لوكاس ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top