ليو كارمن
رن الجرس معلناً بداية الحصة الأولى ..
توقف الطلاب عن الكلام و جلس كل منهم بمكانه ليدخل مدرس الفصل برفقة طالب جديد !
المدرس : سينظم إلينا اليوم طالب جديد ، ليو كارمن ، وصل اليوم من منطقة بعيدة و سيدرس معنا .
كان ليو ذو شعر بني و عينين عسليتين ، طويل بعض الشيء ، ابتسم و تحدث : سعدت بالتعرف إليكم .
جلس بمقعد فارغ في الخلف و قد بدأ الدرس .
في استراحة الغداء ذهب ميكا و هاياتو إلى حديقة المدرسة الخلفية لتناول الطعام ، و قد اجتمع الطلاب حول ليو يسألونه عن مدرسته القديمة و من أين جاء ؟!
بعد مدة كان ليو يسير بمفرده في الحديقة الخلفية إلى أن رأى ميكا يجلس بمفرده هناك .
ذهب إليه بابتسامة لطيفة و عندما رآه ميكا ابتسم بخفة أيضا .
وقف ليو متحدثاً : مرحباً ، ميكا صحيح ؟
اجابه ميكا بهدوء : أجل ، أتحتاج شيئاً ؟
ليو : لا ، فقط كنت أسير و رأيتك تجلس هنا بمفردك ، اخبرني الطلاب عنك و سمعت انك لا تفترق عن صديقك ابدا !
أجابه ميكا : هاياتو ذهب لشراء بعض الماء .
ليو : فهمت .
جلس ليو قرب ميكا و تحدث بابتسامة : سمعت انك الأول على مرحلتنا هذا رائع ، انا جيد بالدراسة لكن ليس لهذا الحد !
ميكا : شكرا .
ابتسم ليو : هذا المكان جميل ، أتحبه ؟
ميكا : أجل ، اتي مع هاياتو إلى هنا في الاستراحة دائماً .
ليو : فهمت ، هاياتو ، حسب ما سمعته من الطلاب فهو ليس جيداً جداً .
ابتسم ميكا بخفة رغم انزعاجه الطفيف : انه جيد كصديق .
ارجع ليو جسده للخلف : لكنني سمعت انه .. غير ودود ابداً و مستعد لمهاجمة اي شخص امامه ! اظنه مثيراً للمشاكل !
نهض ميكا فوراً و تحدث ببرود : لا تتكلم هكذا عن هاياتو .
نظر ليو له بتفاجئ ثم لوح بيديه بابتسامة مرتبكة : حسنا انا اسف حقاً ، لم اقصد الاساءة اليه ، لا تغضب .
سمعا صوت ينادي من بعيد : ميكا .
كان هاياتو يقف على بعد مسافة منهما ينظر لهما ببرود و حذر ! اعاد ميكا نظره لليو : آسف سأذهب الان .
ركض ميكا بسرعة نحو هاياتو و سارا مبتعدين فتحدث ليو في نفسه " أغضبته من أول محادثة "
ثم نهض هو أيضا ليتجه لفصله !
بعد انتهاء الدوام خرج ميكا و هاياتو متجهان لمنزلهما . كانا يسيران معاً بهدوء الا ان بعض القلق كان مزروعاً داخلهما ! نظر هاياتو لميكا بطرف عينه و على وجهه نظرة جادة لينظر ميكا له و يومأ إيجاباً !
انعطفا عند الزاوية ثم توقفا و استدارا للخلف منتظرين ظهور ملاحقهما !
ثوان فقط و ظهر ليو أمامهما !
نظر ميكا له بحيرة : ليو ؟!
احتدت نظرات هاياتو وهو يتحدث : ماذا تريد ؟ لما تتبعنا ؟!
كان ليو ينظر لهما بدهشة قبل ان يبتسم بارتباك مجيباً : آسف ، لم أقصد أن اتبعكما فمنزلي من هذا الاتجاه أيضاً !
رفع هاياتو حاجبه ليقول : هل تذهب للمنزل و انت تختبأ كل بضع سنتيمترات ؟
ضحك ليو ثم قال بابتسامة لطيفة ينظر لميكا : بعد محادثتنا تلك اعتقدت انك غاضب مني الآن لذا لم ارد أن أظهر أمامك و ازعجك !
اجابه ميكا بابتسامة خفيفة حائرة: لست غاضباً لذا لا داعي لفعل هذا !
ابتسم ليو : حقا ؟ أنا سعيد لهذا .
مد يده ليصافح ميكا فمد ميكا يده أيضا بينما تحدث ليو بابتسامة : أمل أن نكون أصدقاء .
ظهرت ملامح الدهشة على وجه ميكا الا انه لم ينطق بشيء فقد نظر ليو لهاياتو بابتسامة و تحدث : سمعت الكثير عنك في الفصل ، لكنني ارغب بالتعرف عليك بنفسي ، آسف أن ازعجتك بما حدث قبل قليل !
نظر هاياتو بحدة ليد ليو التي امتدت إليه أيضا فأمسك يد ميكا ليسحبه معه مكملا سيره و متجاهلا ليو فنظر ليو له بعدم فهم !
و صلا لمنزلهما ففتح ميكا الباب و دخل ليتحدث هاياتو : آسف لما فعلته قبل قليل ميكا لكنني .. لم أحب ليو ذاك أبداً !
نظر ميكا له بحيرة قبل أن يبتسم بلطف : لا تهتم لهذا هاياتو ، هيا أدخل بسرعة لدينا امتحان غداً و عليك الدراسة جيداً .
رد هاياتو بعبوس : أن كنت ستجبرني على الدراسة منذ الان فساخرج فوراً .
ضحك ميكا و هو يسير إلى غرفتهما فابتسم هاياتو أيضا و أغلق الباب ليركض نحو الغرفة أيضاً !
هو لم يرتح لليو و لا يريد الاختلاط بأحد .
بينما ميكا أكثر من يعرف صديقه لا يلومه على تصرفه هذا فهو يعلم سببه جيداً ، و ما الذي يسعده أكثر من بقاء رفيقه بجانبه !
...................................
لم يحدث شيء مميز باليوم التالي ، تقريباً كل شيء سار بهدوء كالعادة .
و الأمر نفسه في اليوم الذي يليه !
و الآن رن الجرس معلناً بداية الاستراحة الثانية .. نهض ميكا و هاياتو و خرجا من الفصل فقد تعبا من الجلوس طويلا !
راقبهما ليو و هما يبتعدان ثم اخرج دفتراً من حقيبته و نظر له بابتسامة ماكرة ليتحدث مع نفسه : حان الوقت الان ، عزيزي ميكا !
بعد مدة ليست بطويلة كان ميكا و هاياتو يسيران في الممر و قد كان شبه خالي !
تقدم ليو نحوهما قائلاً : هاياتو كنت أبحث عنك ، قال المدرس انه يريدك بغرفة الإدارة .
نظر هاياتو له بحيرة : و ماذا يريد مني ؟
اجاب ليو بحيرة : لا أعلم فقط قال إنه يريدك الآن .
نظر هاياتو لميكا بحيرة ثم تقدم ليذهب لغرفة الإدارة يتبعه رفيقه فنظر ليو لميكا بحيرة : ميكا هل ستذهب ايضاً ؟
نظر ميكا له بحيرة الا ان هاياتو تحدث ببعض الحدة و الانزعاج : و هل لديك اعتراض على هذا ؟!
نظر ميكا لهاياتو كانه يوبخه على اسلوبه هذا و قد فهم هاياتو نظراته الا انه لم ينطق بشيء فقد تحدث ليو ببعض الارتباك : لا ، كل ما في الامر هو ان هناك سؤالاً لم افهمه و فكرت في ان يشرحه ميكا لي بسرعة اثناء انتظارك !
نظرا له قليلاً فتحدث ميكا : حسنا لا بأس ، سانتظرك هنا هاياتو .
نظر هاياتو له ببعض القلق و الانزعاج الا انه اومأ إيجاباً و ذهب مسرعاً ! رغم قوته إلا أنه لا يشعر بالاطمئنان إلا بجانب ميكا !
بعد ذهابه اقترب ليو من ميكا و أعطاه الدفتر الذي كتب فيه السؤال !
بينما كان ميكا يقرأه شعر فجأة بيد ترتفع خلفه فتوسعت عيناه بقلق و ابتعد عن ليو فوراً لينظر له !
تفاجئ ليو من حركته ليتحدث بحيرة : ما الامر ميكا ؟!
لم يكن هناك شيء خلفه و كان ليو يقف بشكل طبيعي !
نظرات ميكا أصبحت اكثر قلقاً فاخفض رأسه ينظر للدفتر محدثاً نفسه " هل كنت أتخيل ؟ "
رفع بصره محدقاً بليو : ليو ، من الذي طلب هاياتو ، أي مدرس ؟
تحدث ليو بهدوء : مدرس الفيزياء ، لما ؟!
رغم نظرات ميكا التي لم تتغير قط كان قد تفاجئ في داخله مفكراً " مدرس الفيزياء ؟ هو لم يأتي اليوم ! هل كان ليو يكذب ! لماذا ؟ .. يجب ان الحق بهاياتو بسرعة ! "
ابتسم ميكا و تحدث بارتباك : آ .. آسف ليو ، لكنني تذكرت امراً مستعجلاً و علي الذهاب بسرعة سأشرح السؤال لك لاحقاً .
تقدم ميكا بسرعة متوسطة مارا بجانب ليو الذي تحدث بحيرة : ما هو ؟ ربما أستطيع مساعدتك !
اجابه ميكا بهدوء : شكرا لك لكنني أستطيع فعله بنفسي .
أكمل ميكا سيره و عندما أصبح بجانب ليو أمسك الاخير معصمه بقوة ليتحدث : آسف ميكا لكنني لن ادعك تذهب .
نظر لميكا بابتسامة كبيرة بدت مخيفة لميكا جعلت قلبه ينبض بقوة قلقاً !
....................................
عند هاياتو فور وصوله لغرفة الإدارة طرق الباب بهدوء و دخل .
نظر له أحد المدرسين ليقول : مرحبا هاياتو ، هل تحتاج شيئا ؟
رد هاياتو : سمعت أنكم تريدونني !
اجابه المدرس بحيرة : لم يناديك أحد ، هل أنت متأكد من ذلك ؟
نظر هاياتو له بحيرة مجيباً : ليو أخبرني بـ...
لم يكمل هاياتو كلامه و توسعت عيناه بقلق " هل يمكن أنه ..."
خرج راكضاً باقصى سرعة نحو مكان ميكا و ملامح القلق على وجهه ! هل أبعده ليو عن ميكا عمداً ؟ ان لم يكن هناك أي شخص قد طلبه فلماذا قال ليو ذلك ؟ هو و منذ وصوله يلاحق ميكا ، ماذا يريد منه ؟
وصل إلى حيث افترق عن رفيقه و اتفقا أن يلتقيا هنا ، إلا أنه لم يجدهما و هذا ادخل الخوف إلى قلبه بسرعة ليهمس بصوت مرتجف : ميكا ؟!
ركض فورا إلى فصلهما فدفع الباب بقوة و دخل فتوجهت أنظار الجميع إليه إلا أنه لم يجد ميكا ! نظر للطلاب قائلاً : هل رأيتم ميكا أو ليو ؟
اجابه أحد الطلاب : لا ..
خرج هاياتو بسرعة ليكمل بحثه !
عند خروجه رآه كاي و رفيقاه فتحدث أحدهما بتسائل : أليس هذا هاياتو ؟ لما يركض هكذا ؟
اجاب الآخر بسخرية : ميكا ليس معه لذا ربما فقد عقله أخيراً .
وسط حديثهما هذا تقدم كاي إلى داخل فصل هاياتو بهدوء ليتحدث موجها كلامه للطلاب الآخرين : انتم ، أتعلمون لما خرج هاياتو هكذا ؟!
...................................
بحث في أماكن عديدة من المدرسة ، ذهب لكل مكان كانا يذهبان له ، صحيح أن هذه المدرسة كبيرة جداً الا انهما لم يكونا يذهبان إلا لأماكن محددة و ميكا ليس في أي واحدة منها !
توقف في تلك الحديقة التي اعتادوا على تناول الطعام فيها ! كان يتنفس بصعوبة ، ليس بسبب ركضه فهو لم يجري كثيراً جداً إلا أن قلبه ينبض بقوة يطالبه برؤية رفيقه الآن !
ضرب الحائط بقبضة يده و اغمض عيناه بقوة
" أين هو ؟ "
صوت أنساب لمسامعه جعله ينظر لصاحبه بحدة فتحدث كاي بهدوء : ألم تجده بعد ؟
تقدم هاياتو نحوه و أمسك ياقة قميصه بقوة ناطقاً : أين هو ؟
رد كاي ببرود : لا أعلم .
إجابته هذه لم تساعد هاياتو ابدا : أن علمت ان لك يداً في هذا ساجعلك تندم بشدة !
أبعده كاي عنه بانزعاج : قلت لك لا أعلم شيئاً !
سار هاياتو ليكمل بحثه إلا أن كاي اوقفه بقوله : أتريد أن اساعدك ؟!
نظر هاياتو له بشك فتحدث كاي : أن بحثنا معاً سنجده بشكل أسرع !
رد هاياتو بسخرية و انزعاج : تريد مساعدته الآن ! ما الذي تخطط له ؟
اجابه كاي : لا أخطط لشيء لكن لا أحب رؤيتك هكذا ، أنتما عدواي و سأكون انا اول من يهزمكما ! لن اسمح لأحد ان يفعلها قبلي !
رد هاياتو ببرود : يبدو انك لم تتعلم شيء مما حدث سابقاً ، لن اسمح لك بأن تؤذي ميكا ابدا !
عبس كاي قائلاً : اخبرتك أنني لا أخطط لشيء حالياً ، أريد مساعدتكما ، هذا أفضل لميكا .
احتدت نظرات هاياتو بقلق الا انه أضطر للموافقة على مساعدة كاي له فهذا سيساعده بإيجاد ميكا بشكل اسرع !
رغم تعاونهما معا لأول مرة إلا أنهما لم يعثرا على ميكا ! اجتمعا في الممر فتوقفا ليلتقطا أنفاسهما قليلا !
كان كاي ينظر لهاياتو مفكراً " بحثنا في المدرسة باكملها ، أين ذهب ميكا ذاك ، لا يمكن انه قد خرج من المدرسة ، هو ليس من هذا النوع ! "
تحدث كاي : بأي حال ، لما انت قلق هكذا ؟ ربما ذهب لمكان ما و نسي اخبارك !
اجاب هاياتو بقلق : مستحيل ميكا لن يخرج هكذا !
حدق كاي به لثوان ثم قال : ماذا ستفعل الآن ؟ ليو أيضا ليس هنا !
عض هاياتو على شفته ثم ثحدث : و ماذا سافعل برأيك ؟ سابحث عنه في المدينة حتى أجده !
ذهب هاياتو إلى الفصل لأخذ حقيبتهما قبل أن يهرب من المدرسة بينما يتبعه كاي : ماذا ! هل جننت هذا كثير سيعود بنفسه لاحقا !
ألا إن هاياتو لم يجبه ! أخذ الحقيبتين و خرج من الفصل !
كان كاي يفكر " لقد فقد عقله حقاً ! لماذا كل هذا القلق ؟ ليس و كأن أحداً سيتعرض له غيري خاصةً بعد انتشار الإشاعات عن هاياتو ! بأي حال ، لا حل آخر لدي "
تحدث كاي : هاياتو انتظر ، بما انك قلق لهذه الدرجة لنذهب لغرفة كامرات المراقبة حتى ترى أن لا شيء حدث لميكا .
نظر هاياتو له بحيرة : لكنها مقفلة و لن نستطيع الدخول !
أبعد كاي نظره عنه ليتحدث : أستطيع ادخالك لكن لا تخبر أحداً بهذا !
نظرات الحيرة لم تبتعد عن هاياتو و هو
يجيبه : حقا ! حسناً ، لن أخبر أحد لنذهب بسرعة !
أسرع كاي لغرفة المدير يتبعه هاياتو بينما يتحدث كاي : المدير يكون عمي لذا أستطيع أن اقنعه بإدخالنا هذه المرة فقط .
رد هاياتو بجدية : لكن لا تخبره عن امر ميكا !
اجاب كاي بحيرة : لماذا ؟ هذا سيجعله يدخلنا بسهولة أكثر !
رد هاياتو بحدة : لا علاقة لك ، فقط لا تخبره !
تنهد كاي ثم فتح باب غرفة المدير ليتحدث بصوت هادىء : عمي .
نظر المدير له باستغراب كاي لن يناديه عمي بالمدرسة إلا أن كان هناك أمر جاد .
اجابه المدير : ماالامر كاي ؟ اي مشكلة أوقعت نفسك بها هذه المرة ؟!
كاي : أريد مفتاح غرفة المراقبة .
رفع المدير حاجبه بشك : غرفة المراقبة ؟ لما ؟
اجابه كاي بارتباك بينما ينظر بطرف عينه لهاياتو الذي يقف خلفه : لا استطيع اخبارك !
المدير : هل تفعل أمراً سيئاً كاي ؟
رد كاي بعبوس : انا لا أفعل شيئاً سيئاً ابداً !
كان هاياتو ينظر له نظرةً كأنه يقول فيها " و ماذا تسمي ما فعلته بميكا ؟ انت أسوأ من ليو حتى ! "
تحدث كاي : ساعيده بسرعة .
حدق المدير به لثوان ثم تنهد و أخرج المفاتيح ليعطيها له فاخذ كاي المفاتيح و ذهب بسرعة !
دخل هاياتو و كاي الغرفة فلم يكن هناك أحد فيها ! فقط أجهزة الحاسوب التي تراقب المدرسة .
جلس كاي على أحد الكراسي امام الحاسوب ليشغل التسجيل الذي يريدانه !
توجهت انظارهما للشاشة و هي تبدأ بالعرض .
يتبع ...
............................................
صور الشخصيات
مـيـكـا مـوراسـاكـي
هـايـاتـو آكـاشـيـنـا
كـاي دايـغل
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top