لحظات مميزة


الحياة متفاوتة ..
لا يوجد قانون وضعه البشر يطبق على الجميع ..
الأم مصدر الحنان ، مصدر الامن و السعادة .
الشخص الذي سيقف معك ضد العالم بأكمله .
هذا صحيح تماما .
فالام أغلى شخص في هذه الحياة .

لكن هذا القول لا ينطبق على الجميع .
فهناك أم ضحت بنفسها و كل ما تملك و بذلت أقصى جهدها و ماتت و هي تحاول حماية ابنها الوحيد .

و أم أخرى ..
تستطيع فعل كل شيء ! لا يفصلها عن حياة ابنها سوى بعض الأوراق ! فقط ابتسامتها و كلمه لطيفة واحدة منها له ستجعله سعيداً جداً !إلا أنها ترفض القيام بذلك !
من يفترض أن تكون مصدر الأمن له هي سبب ثاني لمعاناته !

سقط هاياتو على الأرض صارخاً : أرجوك ساعديه ! .. آسف على كلامي .. فقط .. ساعديه !

صدم الحراس من تصرف هاياتو فقد عرفوه عنيداً لا يستسلم لأحد ، إلا أن كل شيء يتغير بالنسبة له أن كانت حياة ميكا في خطر !
فهو مستعد للتخلي عن كبريائه و حتى حياته لأجله !

اقتربت مينا من والدتها تحدق بهاياتو بحيرة بينما تنظر ايزابيلا له بعدم اهتمام !
تحدثت ايزابيلا ببرود : أتعلم ؟ .. إن نيكولاس يحب ميكا جداً .. حتى أن كان يعذبه فهو يحبه كثيراً و هناك رغبة و لو بسيطة داخله بأن يبقى ميكا حياً ، لذا .. ( تبتسم ) .. إن مات ميكا .. فهذا سيؤلمه أيضاً !

توسعت عينا هاياتو بصدمة !
أحقاً لن تنقذه ؟ ستتخلى عنه مجدداً فقط لازعاج نيكولاس ؟
شد هاياتو على قبضة يده بقوة و غضب و رفع رأسه بعد أن فقد أعصابه ليصرخ بها إلا أنه صمت بسبب سماعه صوت جين الغاضب : إذن ستموتين انت أيضًا !

نظر هاياتو حيث يقف جين فوراً !
كان جين يوجه مسدسه نحو ايزابيلا و عيناه تشع غضباً ممزوجاً بالحزن !
احتدت نظرات ايزابيلا له بينما تقدم أحد الحراس يتحدث بقلق : جين ؟

تحدث جين فوراً : لا تقترب و الا أطلقت عليها !

كان الحراس هنا يعرفون جين جيداً فهو تربى في هذا المنزل و كبر أمامهم و برفقتهم ! هذه اول مرة يكون غاضباً هكذا و اول مرة يرفع سلاحه بوجه احد افراد عائلة غيلن !

تمسكت مينا بثياب والدتها بخوف : امي ؟!

ابعدتها ايزابيلا قليلا و تحدثت : لا تقلقي صغيرتي لن يحدث شيء !

نهض هاياتو من على الأرض و في عينيه غضب و كره شديدين ! لم يعد هناك شيء يدفعه لكبح غضبه فقد رفضت مساعدته عندما طلب بلطف و الآن يمكنه الطلب بالقوة فبالتأكيد هو لن يستسلم و يعود خائباً !

تحدثت ايزابيلا موجهةً كلامها للحراس : ماذا تفعلون ؟ اخرجوهما من هنا فورا !

ألا إن الحراس ترددوا بالتقدم و لم يتحركوا أبداً .
تحدث جين بتهديد : ستدفعين ثمن علاج ميكا و الا .. ستموتين قبل أن يفعل هو !

ايزابيلا : و هل تظن انك ستنجو ؟ ستدخل السجن و لن تحقق هدفك ! لن تعلم مكان والديك أبداً !

احتدت نظرة جين بقلق ، هو لا يرغب بهذا قطعاً ! لكن لا خيار آخر لديه !
ألا إن هاياتو تحدث بغضب و كره مكبوت : انا ليس لدي شيء لاخسره و سأكون سعيداً جداً بقتلك !

ظهر الانزعاج على وجه ايزابيلا و لم تنطق بشيء !
فجأة جائت سيارة مسرعة و توقفت أمام باب المنزل ليخرج غيلن منها بسرعة قائلاً : ما الذي يحدث هنا ؟!

نظر جين له فوراً فتقدم غيلن نحوهم مسرعاً ليتحدث بغضب : جين ماذا تفعل ؟ اخفض سلاحك حالاً !

الا ان صراخ جين ارتفع بصوت حزين و غاضب : لن أفعل غيلن ، أنت لم تسمع ما قالته ، ميكا على حافة الموت و هي تستمتع بذلك !

صرخ غيلن بغضب : جين !

تحدث هاياتو ببرود إلا أن نظراته المخيفه عكست غضبه الشديد بوضوح : ميكا في المشفى ، يحتاج لعملية فوراً !

نظر غيلن له ففهم فوراً ما يحدث " لابد أنهما طلبا المساعدة من ايزابيلا و رفضت بطريقة جارحة ! "
تنهد و تقدم نحو هاياتو يتحدث : فهمت ، مهما كان السبب لا اسمح لك برفع سلاحك بوجه عائلتي جين !

توقف امام هاياتو و وضع يده على كتفه بينما يتحدث لايزابيلا : و ما تفعلينه خاطئ أيضاً ، مهما يكن ميكا ابنك و لا ذنب له بأفعال والده ، ايزابيلا أنت تعلمين مكانة هؤلاء أربعة لدي ... حتى ديانا عزيزة علي !

بدا الإنزعاج واضحاً على وجه ايزابيلا !
نظر غيلن لهاياتو و تحدث : في اي مشفى هو ؟!

قل الغضب على ملامح وجه هاياتو بينما اخفض جين سلاحه بهدوء .
أخيراً جاء غيلن ليقوم بمساعدتهم و يوافق على إنقاذ ميكا !

لكن تصرف أخر بدأ يحير جين !
لما خصهم هم الأربعة تحديداً ؟ لما قال الأربعة و ليس خمسة ؟ ديانا أيضا ساهمت بإعادة مينا ، يمكن أن يفهم أن لديه مكانة عند غيلن بسبب انه من رباه منذ صغره لكن ماذا عن الآخرين ؟
بدأ جين يفكر بهذا ألا انه قرر تأجيل الأمر فحياة ميكا أكثر أهمية الآن !

عاد هاياتو و جين للمشفى و معهم غيلن و ايزابيلا و مينا فجين أخبر غيلن أن ميكا أصيب بالفايروس بسبب نيكولاس و الآن لديه نزيف داخلي حاد و يمكن أن نيكولاس يراقب ما يحدث الآن لذا قرر غيلن أخذ ايزابيلا و مينا معه و وضع بعض افراد المنظمة و رجال الشرطة حول المشفى لحراسة ميكا !

دفع غيلن ثمن العملية  بسرعة !
كان هاياتو يجلس أمام باب غرفة العمليات ينظر للأرض دون حراك ! لم يرفع رأسه و لم تظهر ملامح وجهه أبداً !
بقي جالساً هناك بصمت طوال الليل ينتظر أن يخرج ميكا و كذلك فعل الآخرون ، فقد استغرقت العملية وقتاً طويلاً ، و نام الجميع في المشفى تلك الليلة !

......................................

في وقت قريب من الفجر و فوق بناء بعيد عن المشفى قليلاً ..
كان نيكولاس يجلس على سطح البناء يتأمل شروق الشمس الذي سيبدأ بعد قليل .
تقدم ديفيل نحوه بابتسامة ليقف خلفه مباشرةً !
لم تكن الابتسامة تزين وجه نيكولاس كالعادة ! كان يبدو قلقاً قليلاً و تحدث بعدم صبر دون النظر لمن خلفه : إذن ما النتيجة ؟!

ابتسم ديفيل ليتحدث : لقد نجى !

ابتسامة ماكرة شقت طريقها لوجه نيكولاس فجلس ديفيل بجانبه و تحدث : ما هذا هل كنت تنتظر سماع خبر كهذا ؟

نظر نيكولاس له بابتسامة لطيفة يتحدث : لقد نجى بأي حال و لا يمكننا فعل شيء لهذا .

نظر ديفيل له بابتسامة حائرة ثم تحدث : لا أفهمك و لا أفهم منطقك ، حتى أنني لست متأكداً هل أنت معنا أم لا ؟

ضحك نيكولاس بخفة و نهض ليتحدث : صحيح انني أرغب بتدمير هذا العالم القبيح بشدة ، لكنني منذ ذلك الحادث قررت أن أفعل ما أرغب به في كل لحظة من حياتي ، لا أهتم أن لم انجح بما أسعى إليه .. فنجاة ميكا شيء جميل بالنسبة لي ..!

أكمل ديفيل كلامه قائلاً : فأنت ترغب بالاستمتاع بمواجهته حتى النهاية لتقتله بيديك صحيح ؟ هذا الشيء الوحيد الذي أحفضه منك ، يا له من حب غريب !

ضحك نيكولاس بخفة و تحدث : اما ان اقتله بنفسي أو يقتلني هو !

نظر ديفيل له بطرف عينه و تحدث : غريب كالعادة ! لكن جاك لن يفرح كثيراً بالنتيجة مثلك .

تحدث نيكولاس مفكراً : صحيح فالفايروس يحتاج للمزيد من التطوير !

نهض ديفيل و وقف أمامه ليتحدث بابتسامة : اذن يبدو أن هيت و جينا سيكونان سعيدين !

تنهد نيكولاس و تحدث بابتسامة : للأسف ، سيبدآن بازعاجي الآن للحصول على ميكا .

آمال ديفيل رأسه بابتسامة ماكرة : قررت اعادته اخيراً ؟!

رد نيكولاس بابتسامة : أجل .

......................................

كانت الشمس قد أشرقت لتنشر دفئها في المدينة بعد أن استمر نزول المطر بشكل متقطع لثلاثة أيام .
فتح ذو الشعر الأشقر عيناه ببطئ و إرهاق ليجد نفسه في مكان لم يره من قبل !
حدق بارجاء الغرفة مفكراً " يبدو أنني في المشفى ! "

لاحظ ميكا أخيراً هاياتو الجالس على كرسي بجانب سريره واضعاً رأسه على سرير ميكا و نائماً بعمق !
ظهرت الحيرة على وجه ميكا مفكراً " لما هاياتو نائم هكذا ؟ "
إلا أنه ثوانٍ حتى ابتسم بخفة لرؤية رفيقه بجانبه ! رفع يده ليضعها على رأس هاياتو يتأكد انه ليس وهماً !

شعر هاياتو بيد فوقه ليفتح عينيه بانزعاج دون رفع رأسه .
ثوانٍ حتى استوعب ما يحدث فرفع رأسه بسرعة يحدق بميكا بدهشة مما سبب استغراب ميكا !
إبتسم هاياتو و كأنه يرى حلماً يتحقق : ميكا ؟!

ظهرت الحيرة على وجه ميكا الذي تحدث : ماذا ؟!

ألا إن هاياتو احتصنه بقوة فوراً !
شهق ميكا بصدمة ثم تحدث بقلق و حيرة :ما الأمر هاياتو انت تقلقني حقاً ؟

ابتعد هاياتو عنه ليتحدث : كيف تشعر الآن ؟ هل تراني ؟ هل تشعر بي ؟!

تحدث ميكا بحيرة : أجل .

تنهد هاياتو براحة و نظر له بابتسامة متحدثاً : سعيد انك بخير .

رفع ميكا جسده ليصبح جالساً على السرير و نظر لهاياتو بحيرة يتحدث : ماذا حدث هاياتو ؟ لما انا هنا ؟ آخر ما أذكره انك كنت تعمل على الحاسوب .. و انا نمت في ذلك الوقت ثم ..!

توسعت عينا ميكا بصدمة عندما تذكر ما حدث !
نظر لهاياتو و تحدث بقلق : هل كان ذلك هو الفايروس ؟!

ابتسم هاياتو له و تحدث : لا تهتم بهذا الآن ميكا ، عليك ان ترتاح .

إلا أن ميكا تحدث بقلق : لكن هاياتو ماذا إن...!

قاطع هاياتو كلامه يتحدث بابتسامة : لا بأس ميكا ، كان هذا منذ اربعة أيام ! لا أحد من أفراد العصابة جاء إلى هنا و السيد غيلن وضع حراس حول المشفى بأكمله لذا انت فقط ارتح .

همس ميكا بقلق : اربعة .. أيام ؟

لم يرتح ميكا لطريقة كلام هاياتو و لا ابتسامته ! يبدو كما لو أنه يخفي شيئاً أو قلق من شيء !

تحدث ميكا في نفسه " هو قلق علي ! لكن قلقه يبدو مختلفاً ! هل نمت لاربعة أيام متواصلة ؟ أنا .. لم انم فقط ! ماذا فعلت في الأيام الاربعة الماضية ؟ لا أصدق أنني نمت بهدوء و بشكل طبيعي ! لم يكن هاياتو ليكون حزيناً و قلقاً هكذا عندها "

تحدث هاياتو بابتسامة : هل أنت جائع ؟ سأحضر الطعام لك فوراً .

نهض هاياتو بنية المغادرة إلا أن ميكا أمسك ذراعه فوراً ليوقفه بينما يتحدث بصوت جاد : هاياتو ، ماذا حدث في الأيام الاربعة الماضية ؟!

رد هاياتو بابتسامة دافئة : لم يحدث شيء مهم ، لا تقلق .

إلا أن ميكا تحدث : لا هاياتو انا اعرفك من صوتك ، لقد حدث شيء !

لم يجب هاياتو و ظل صامتاً فتحدث ميكا بقلق : هل انا فعلت شيئاً اثناء نومي ؟! شيء ازعجك !

بقي هاياتو صامتاً لثوانٍ ثم تحدث بابتسامة : قلت لك لا تقلق ليس أمراً مهماً ساخبرك لاحقاً ، أريدك فقط أن ترتاح الآن .

إلا أن ميكا تحدث بصوت قلق : لن أستطيع أن ارتاح قبل لن تخبرني !

نظر هاياتو له بقلق .. ثوانٍ حتى عاد للجلوس على الكرسي و تحدث : حسناً ساخبرك اذن .

نظر هاياتو لميكا بحزن و تحدث : ساءت حالتك مجددا و كنت تصرخ أثناء نومك ، ثم لاحقاً بدأت تناديني ! فتحت عينيك و نظرت الي إلا أنك لم تراني و لم تسمعني حتى ، و كنت تنزف كل فترة .. في إحدى الليالي عندما كنت تصرخ حاولت انا و الممرضون تهدأتك .. و انت .. هاجمتني ! اصبتني بينما كنت تناديني !

تذكر هاياتو تلك اللحظة و ملامح الحزن على وجهه !
حين كان الممرضون و هاياتو يمسكون ميكا كان ميكا يراهم كأفراد العصابة و دون وعي كان يحاول الإفلات منهم بقوة فدفع هاياتو بعيدا بقوة فاصطدم بمنضدة خلفه و سقطت الاغراض التي كانت عليها
إلا أن هاياتو لم يبعد نظره عن ميكا ابداً !
آلمه جداً رؤية رفيقه يقاوم الممرضين و يدفعه بعيدًا عنه كلما اقترب بينما يصرخ بألم قائلاً : توقفوا ، اتركوني .. هاياتو .. أريد رؤية هاياتو ، اتركوني .. هاياتو !!

في تلك اللحظة همس هاياتو بألم : انا هنا ميكا .. انا أمامك ! لما لا تراني ؟!

شعر هاياتو بحزن شديد !
رفيقه هو كل ما بقي لديه و رؤيته في تلك الحالة تحطمه أيضاً !
صدم ميكا عند سماعه بهذا فهو يعلم صعوبة هذا الأمر على هاياتو !
تحدث ميكا بصدمة : انا .. هاجمتك ؟!

عم الصمت أرجاء الغرفة فأخفض ميكا رأسه يتحدث بحزن : انا اسف جداً هاياتو .. لم اكن ..!

قاطع حديثه نهوض هاياتو و هو يتحدث بابتسامة دافئة : لا بأس ميكا انسى ما حدث ، قلت لك ان الامر غير مهم ! طالما انت بخير فسأكون سعيداً جداً .

نظر ميكا له بقلق ثم ابتسم بخفة !
أعاد هاياتو جسد ميكا للخلف ليستلقي على السرير بينما يتحدث : لا تتحرك كثيراً ، سأذهب لاخبار الطبيب انك استيقظت ليفصحك مجدداً ، انتظرني هنا .

خرج هاياتو من الغرفة ليبقى ميكا بمفرده هناك .
استدار ميكا ليستلقي على جانبه فسمع صوت امرأتين من خارج غرفته تحدث إحداهما : انت رفيق الفتى صحيح ؟

توقف هاياتو بحيرة و تحدث : أجل .

المرأة : هل تَحسن صديقك الان ؟

تحدث هاياتو ببرود و بعض الحذر : أجل ، انه بخير .

ابتعد هاياتو عنهما فنظرت المرأة الأخرى من خلال النافذة لميكا الذي كان يدير ظهره لهما و تحدثت متسائلةً : ماذا به هذا الفتى ؟

إجابتها المرأة الأخرى : لا أعلم تماماً لكننني رأيته مرتين يصرخ و يدفع الأطباء و حتى رفيقه ، أظنه مجنوناً !

تحدثت المرأة الأخرى بصدمة : ماذا ؟!

نظرت للفتى في الداخل بحزن قائلةً : مسكين هو يبدو صغيراً !

تحدثت المرأة الأخرى بحزن : أجل .

و في داخل الغرفة سمع ميكا كلامهما .
ضغط بيده على الغطاء بقوة و ملامح الحزن اعتلت وجهه مفكراً " لست مجنوناً ! هو مجرد اضطراب نفسي ! .. لا احتاج شفقتكما ! لا يحق لكما الكلام عني هكذا ! .. لهذا أكره أن يراني أحد بتلك الحالة ! "

....................................

خارج المشفى في الطريق المؤدي إلى هناك ، كان كاي و ديانا يسيران .
تحدثت ديانا : متى سيستيقظ ؟

تنهد كاي ثم تحدث : لا أعلم علينا أن ننتظر ، لا يمكننا فعل شيء له حالياً .

كانا يسيران في صمت .
لا رغبة لأحدهما بالحديث فالجميع قلق منذ ذلك اليوم ، صحة ميكا ، هجوم من العصابة ، اختطاف ميكا دون ان ينتبه أحد !
كل هذه الأفكار و الاحتمالات جائتهم في هذه الايام الاربعة لتسلب الراحة منهم !

لم يوافق هاياتو على ترك المشفى و العودة للمنزل فبقي هناك طوال الوقت يراقب ميكا خوفاً من أن يأخذه نيكولاس أن ابتعد عنه !
و جين ايضا بقي معه في البداية إلا أنه تركه أمس بسبب تراكم عمله !
كان كاي و ديانا يزورانهما كل يوم ! حتى غيلن أتى للاطمئنان عليهما !

كانا يسيران نحو المشفى كالعادة فجأة سمعا صوت جين قادماً من خلفهما يناديهما .
توقف كاي و ديانا ليقترب جين منهما مسرعاً تحدث بابتسامة : صباح الخير .

ردت ديانا : صباح الخير جين .

رفع كاي يديه ليضعهما خلف رأسه و تحدث بحيرة : لم تركض هكذا هل حدث شيء ؟

تحدث جين : يبدو أن هاياتو لم يخبركما !

نظر الاثنان له بجدية و قلق ليتحدث كاي : يخبرنا ماذا ؟ هل حدث شيء لميكا ؟

اتسعت ابتسامة جين و تحدث : لقد استيقظ اليوم .

ظهرت الدهشة على وجههما و ابتسامة سعيدة شقت طريقها لديانا و هي تتحدث : حقاً ؟

أوما جين إيجابا : أجل .

إلا أن الإنزعاج بدا على وجه كاي و تحدث فورا : لما لم يخبرنا هاياتو ذاك ؟

أنهى جملته ليجري نحو المشفى يتبعه كل من ديانا و جين ! حقا كانوا سعداء بهذا الخبر !
دون أن يشعروا ، جميعهم أصبحوا عائلة كبيرة جميلة لا يتخلى أحدهم عن الآخر و يكمل بعضهم بعضاً .

وصل الثلاثة للمشفى و اتجهوا فوراً لغرفة ميكا .
فتح كاي الباب بقوة فرأى ميكا يجلس على سريره و هاياتو بجانبه يتحدثان بابتسامة .
نظر هاياتو له بانزعاج بينما ابتسم ميكا بلطف و تحدث : كاي ، مرحباً بك .

دخلت ديانا و جين الغرفة أيضا و فور أن رأت ديانا ميكا اتسعت ابتسامتها و تقدمت نحوهما فورا تتحدث : ميكا كيف حالك الآن ؟

رد ميكا بابتسامة دافئة : انا بخير شكراً لكم .

رأى ميكا جين فتحدث : جين أيضا ؟ جميعكم هنا .

تقدم جين نحوه و كان سعيداً لرؤيته بخير .
تحدث هاياتو بعبوس : انا أخبرت جين فقط لماذا أنتما هنا ؟

تقدم كاي نحوه بغضب مكبوت قائلاً : إذن انت تعمدت هذا هاياتو ! الا تقدر كم كنا قلقين ؟

ابتسم هاياتو بمكر ليتحدث : هل كنت قلقاً حقاً ؟ آسف لكن من كان يزعجه قبل سنتين ؟

تحدث كاي بصوت مرتفع قليلاً : و ما علاقة هذا ؟ لقد كان قبل سنتين !

رد هاياتو بابتسامة : و انا لم احصل على انتقامي بعد !

ديانا : يكفي ، هذا مشفى لا تتشاجرا هنا !

تحدث كاي مبرراً : هو بدأ ، أن كنت ترغب بالانتقام فلا مانع لدي انا مستعد لك دوماً !

تحدث هاياتو بابتسامة ماكرة : حسب ما أذكر فآخر مرة تدربنا معا هزمتك بخمسة مقابل صفر .

صرخ كاي بانزعاج : أنسى الماضي ، لقد تحسنت كثيراً و لن تهزمني هذه المرة !

تقدم هاياتو نحوه قائلا : حقاً ؟!

تدخلت ديانا بشجارهما أيضا لتتحدث : قلت يكفي ستزعجان المرضى !

بدأ الثلاثة بالكلام و الشجار معا بينما وقف جين و ميكا يحدقان بهم بابتسامة دافئة .
ما أجمل هذه اللحظات الجميلة معا .. بالنسبة لأشخاص عاشوا في الظلام و الألم و لم يروا الامل و الضوء أبداً كميكا و هاياتو ، أشخاص عاشوا وحيدين دون أن يعلموا إلى أين ينتمون ككاي و جين ، أشخاص سلبت الحياة ابتسامتهم لتتركهم بمفردهم في هذا العالم كديانا ، هذه اللحظات كانت كنزهم الحقيقي !

نظر جين لميكا بابتسامة و تحدث : هل أنت بخير الآن ؟

ميكا : أجل انا بخير .. لكن .. لدي سؤال ، من أين أحضرتم المال ؟ فحسب توقعي سيكون المبلغ كبيراً جداً !

ابتسم جين و تحدث : السيد غيلن و ايزابيلا هما من دفعا .

تفاجئ ميكا فرفع رأسه ينظر له بدهشة : امي ؟ هل حقاً فعلت امي هذا ؟!

وضع جين يده فوق رأس ميكا و تحدث بابتسامة : بالطبع ، و هذا أقل شيء يمكن لايزابيلا أن تقدمه لابن مثلك !

ابتسم ميكا بخفة و سعادة بمجرد معرفته ان والدته فعلت شيئاً لاجله ! اعاد بصره للثلاثة الآخرين ، يستمع لشجار كاي و هاياتو ، و محاولة ديانا لايقافهما دون فائدة ، حتى تدخل جين ليبعد الاثنان عن بعضهما بينما يتحدث : حسناً هذا يكفي ، ستزعجان ميكا .

توقف الاثنان فور ذكر ميكا فابتسم الاخير و تحدث : إذن .. ألن تخبروني بما فعلتم أثناء نومي ؟ إلى أين وصلتم بالبحث ؟

نظر الأربعة له لتظهر الابتسامة على وجوههم و تحدث كاي : كنا نعلم انك ستسأل عن هذا فور استيقاظك .. إذن .. لنبدأ !

يتبع ...

.................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
اسفة ان كان هناك اخطاء به فقد كنت مستعجلة قليلاً !
نيكولاس قال انه سيعيد ميكا لكن مرت اربعة ايام و لم يفعل شيئاً فماذا يخطط ؟!
جمع كاي و الاخرين المعلومات حول الحادثين و سيبدؤن بمناقشتها فما توقعكم لها ؟!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top