فرصة واحدة ، رصاصة واحدة
عندما ترى الضوء الوحيد في حياتك المظلمة يسلب منك بسهولة !
يدمرون حياتك بأكملها و يتركونك وسط ألمك و ابتسامة مستمتعة على وجوههم ، ثم يأتون ليأخذوا آخر ما بقي لك !
تحطم قلبه و روحه لقطع صغيرة كبقايا الزجاج المكسور فماذا يريدون أكثر ؟
فتى في الخامسة عشر كل ما أراده هو أن يعيش بسلام مع عائلة تحبه و صديق أقرب من نفسه له
فهل طلبه صعب لهذه الدرجة ؟
يرى حلمه الوحيد يسلب منه مئة مرة دون اكتراث لمشاعره !
لم يعد يرغب الان إلا بشيء واحد .. بقاء رفيقه بخير .
تعالى صدى صوته في المحطة صارخاً باسم رفيقه !
عقله توقف عن العمل عند رؤيته يؤخذ منه هكذا ، جسده يرتجف و الكلمات ترفض الخروج من صدره بعد صرخته تلك !
وضعت يد على كتفه فنظر ميكا لصاحبها فكان كاي خلفه يصرخ : ميكا ، مازال هناك وقت ، لابد من طريقة لاعادته فكر بسرعة !
نظر ميكا للطائرة فراى هاياتو داخلها مقيداً يقاوم امساك والده له ، و دون اي تفكير بدأ يركض خلفها !
كان هناك جدار مرتفع يحيط بالمحطة يفصلها عن البحيرة التي خلفها و على جانب الجدار سلالم طويلة تؤدي للاعلى !
صعدها ميكا باقصى سرعته و بصره مثبت على رفيقه داخل المروحة !
كان هاياتو يقاوم والده و يحاول النهوض صارخاً : اتركني ! لن اعود معك ابداً !
دفعه والده بقوة ليجلسه على الكرسي قائلاً بانزعاج : اصمت ايها الطفل الوقح !
نهض هاياتو بسرعة و دفع والده بقوة فاصطدم بباب المروحة فتقدم هاياتو فوراً ليدفع السائق محاولاً اعاقة تقدم الطائرة !
كانت الطائرة قد تخطت الجدار بالفعل و هي تحلق فوق البحيرة بجانبه الا ان عبث هاياتو المستمر في الداخل و دفعه للسائق بقوة جعل جسده يصطدم بالازرار امامه فانخفضت الطائرة قليلاً و لم تعد تحلق بانتظام !
نهض والد هاياتو ليمسكه بقوة و يسحبه للخلف قائلاً بغضب : اجلس ايها المزعج !
كان هاياتو يقاتل باستماتة لكي لا يتحقق ما يريده والده فعض ذراع السائق متمسكاً بثيابه فسحبت ذراع السائق معه فاستدار المقود لتنعطف الطائرة للجانب بينما استقرت ذراعه على عصا التحكم في الارتفاع لتخفضها عن طريق الخطأ فسقطت الطائرة نحو الماء لتصطدم بسطحه !
وصل ميكا لقمة الجدار ليرى الطائرة تتهاوى نحو الماء فصرخ بقلق : هاياتو !
راى غيلن و ديفيل فظهرت الدهشة على وجهيهما و بالأخص غيلن فاستدار بسرعة ليخرج من البناء عله ينقذ اولئك الأولاد فنظر ديفيل له الا انه لم يمنعه !
اعاد بصره للمروحة هامساً : هاياتو !
رفع السائق ذراع التحكم في الارتفاع لتبدأ الطائرة بالصعود ببطئ !
رمى والد هاياتو ابنه على الكرسي ليصفعه بقوة فنظر هاياتو له بطرف عينه بغضب شديد و انفاس مضطربة !
نظر ميكا له بقلق فصرخ بجدية : هاياتو احذر !
نظر هاياتو له بطرف عينه فراى ميكا يخرج خنجره و يضعه في غمده ليتنفس بعمق و يصب كل تركيزه عليهم !
نظر ميكا للمروحة بحدة مركزاً كل حواسه ، حاول تناسي كل ما حوله و التركيز فقط عليها !
سرعة الهواء ، ارتفاع المروحة ، زاوية وقوفه و موقع هاياتو !
تراجع ميكا خطوتان للخلف و ثبت بصره على النافذة التي خلف هاياتو مفكراً " لدي فرصة واحدة فقط ! "
تقدم بسرعة و رمى الخنجر نحوه ليدخل عبر النافذة و يصطدم بظهر هاياتو و يسقط بين يديه !
اخرج هاياتو الخنجر من غمده بسرعة و قطع الحبل الذي يقيد ذراعيه رغم انه خدش معصمه قليلاً !
امسك والده كتفه لياخذ الخنجر منه الا انه تاخر فقد تحرر هاياتو و طعنه به بسرعة !
تراجع والده قليلاً واضعاً يده على معدته بالم فامسك هاياتو الرجل امامه ليضع الخنجر على رقبته صارخاً : عد الى المحطة !
احتدت نظرات السائق بقلق فتقدم والد هاياتو و امسك ذراع ابنه بقوة مبعداً اياها عن السائق فامسك هاياتو الخنجر بيده الاخرى ليطعن ذراع والده ثم امسك ياقة قميصه و اسقطه على ارض المروحية واضعاً الخنجر على رقبته بغضب شديد !
فجأةً اخرج السائق مسدساً و استدار موجهاً اياه نحو هاياتو !
توسعت عينا هاياتو بقلق الا ان رصاصة اخترقت زجاج المروحية الامامي لتجعل السائق ينظر للامام بقلق حيث كان غيلن يقف في قمة الجدار ايضاً يوجه المسدس نحوه !
نهض هاياتو بسرعة و اخذ المسدس ليوجهه نحو والده و يضع الخنجر على رقبة السائق صارخاً : عد بسرعة !
كان هاياتو ينظر لوالده بقلق و الاخير لم يستطع النهوض بسبب السلاح الموجه نحوه !
لم يستجب السائق لتهديد هاياتو فضغط الخنجر على رقبته اكثر حتى خرجت قطرة دم منه بينما يصرخ بغضب : قلت عد !
شعر السائق بالقلق فادار المروحية نحو المحطة ليعود !
دخلت المروحية ضمن حدود الجدار فنظر ميكا لها بقلق ثم نزل السلالم بسرعة متجهاً نوحها !
اقتربت الطائرة من الارض و بدأ الغبار يتناثر حولها ! ابعد هاياتو بصره عن والده لينظر للخارج فنهض والده بسرعة ليمسك السلاح فاستدار هاياتو و حاول التسمك بالسلاح الا ان والده اخذه !
هاجمه هاياتو بالخنجر الا ان والده امسك ذراعه و ادارها للخلف و اسقط الخنجر من يدها ليضع المسدس على رأسه !
تقدم جين و كاي بسرعة ليوجها السلاح نحوه الا ان والد هاياتو صرخ : ابتعدا !
نطق جين بجدية : انت محاصر ، استسلم !
نظر والد هاياتو حوله بقلق الا انه لم يجد طريقة للهرب !
فجأة وُجِه سلاح نحوه من الخلف عبر النافذة ليتحدث غيلن بنظرات حاقدة : ابتعد عنه !
احتدت نظرات والد هاياتو بغضب ليبعد السلاح عن رأس هاياتو ببطئ !
ما ان اسقط السلاح على الارض حتى استدار هاياتو بسرعة ليمسك ياقة قميصه بغضب و يرميه خارج المروحية !
خرج خلفه و حدق به بغضب شديد فاقترب منه بسرعة ليضربه ! اسقطه على الارض و استمر بضربه و هو يتذكر كل الالم الذي تعرض له بسببه !
كيف كان يؤذي والدته رغم ضعفها و عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها ! كيف كان يضربه عندما يحاول هو الدفاع عن والدته !
كيف ياخذه الى مقر العصابة و هو يعلم انه سيتلقى انواع التعذيب هناك و يعيده الى المنزل ببرود و عدم اهتمام !
الوحدة و الفراغ الذي عاشه بسببه !
الذل و الالم الذي شعر به !
حبسه له في الغرفة لايام دون طعام و جعله يعيش في ظلام لا نهاية له ! أهذا تصرف يقوم به شخص يفترض انه يكون والده !
اخرج هاياتو كل غضبه عليه هامساً : اكرهك ! اكرهك ! اكرهك بشدة ! كله بسببك !
وصل ميكا اليه ليحدق به بقلق !
في اعلى البناء و تحديداً في الطابق الثالث !
كان ديفيل ينظر لهم بعدم اهتمام ناطقاً : اظن ان الامر قد انتهى الان ! لقد نجيا مجدداً !
ظهرت ابتسامة ماكرة على وجهه ليرفع مسدسه و يوجهه نحو والد هاياتو ناطقاً : حسناً ، لقد كرهتك منذ البداية بعد ما فعلته لهانا !
ركز ديفيل بصره على هدفه ثم اطلق رصاصة واحدة كانت كفيلة بانهاء كل شيء !
رصاصة واحدة مرت بجانب هاياتو لتخترق رأس والده فتناثرت الدماء امامه !
توسعت عينا هاياتو بصدمة فتقدم ميكا نحوه بسرعة صارخاً بقلق : هاياتو !
ابعده ميكا عن والده ليجعله يقف خلف المروحية لحمايته من الرصاص خوفاً من استهدافه بينما نظر الجميع الى الاعلى بقلق !
ابتسم ديفيل بمكر ثم استدار ليسير مبتعداً عنهم ناطقاً : حقاً يا صديقي ، اظن ان لقب عين النسر كان افضل !
أخرج ساعة من جيبه و فتحها لتصدر موسيقى هادئة منها فبدأ يردد اللحن مع الموسيقى بينما يبتعد في الأفق .
نظر جين له بقلق و هو يبتعد و تقدم بضع خطوات للامام قائلاً : يجب ان نمسكه ! انه احد القادة !
صرخ غيلن بغضب : جين !
تفاجئ الثلاثة من صوته المرتفع كأنه غاضب من مساعده فاخفض غيلن صوته ناطقاً : اظن ان ديانا في خطر ايضاً ! اهتم بامرها !
تفاجئ جين من كلامه قبل ان ينطق بتردد : حاضر !
اتصل جين بالقوات اللذين في الخلف مع ديانا ليخبرهم بوجود خطب معها و يأمرهم بالذهاب لانقاذها بينما حدق غيلن باثر ديفيل ببعض الانزعاج !
.............................................
انتهت المهمة و استطاعت المنظمة القبض على أغلب أعضاء العصابة في هذا المكان .
تمكن ميكا من الحصول على بعض الأغراض من المختبر و أعطاها لقسم التحليل في المنظمة ليكتشفوا ما هي هذه المواد .
و عاد لأصدقائه فكانوا ثلاثتهم يقفون بانتظاره ، جين ، كاي و ديانا .
تحدثت ديانا : كيف حال إصابتك ميكا ؟
ابتسم ميكا و هو يجيب : أنا بخير شكرا لك ، لقد كنتِ جيدةً اليوم .
ردت ديانا ببعض الحزن : ليس كثيراً ، لم اقدم المساعدة لكم في النهاية و احتجتكم لتنقذوني مجدداً !
تحدث كاي : ليس كذلك ، اختراقك النظام بمفردك وحده امر رائع !
نظرت ديانا له ببعض الخجل : شكراً !
نظر ميكا حوله بينما يتحدث متسائلاً : أين هاياتو ؟
نظر كاي الى الجدار المحيط بالمحطة حيث كان هاياتو يقف سانداً ظهره له ليتحدث كاي ببعض الانزعاج : انه غارق بالتفكير ، سوف يخترع الة مذهلة قريباً !
تحدثت ديانا بحيرة : هل هو حزين لموت والده ؟
رد ميكا : لا اظن ذلك ، بل هو منزعج ! مقابلة والده صعبة أيضا ، سيحتاج وقت لتخطي امر هذا اللقاء لكن لا يجب تركه بمفرده ، سأذهب إليه !
تحرك ميكا نحو هاياتو مسرعاً .
نظر جين لكاي و ديانا فنظر كاي له أيضا .
ابتسم كاي بينما يتحدث : حسناً لنذهب نحن أيضا ، ما فهمته هو أن علينا فقط إثارة ضجة حوله أكثر من الضجة داخل دماغه القاسي .
ضحك جين بخفة بينما يتحدث : أجل و من أفضل منك بهذا ؟
تحرك الثلاثة نحو هاياتو أيضا بينما يتحدث كاي : لكنني مفيد بأوقات كهذه .
ردت ديانا ببعض سخرية : أجل .
كان هاياتو يقف يحدق في بالارض بشرود تام فشعر فجأة بشخص يقف بجانبه !
نظر للجانب ليرى ميكا ينظر له بابتسامة خفيفة : كيف حال جراحك ؟!
رد هاياتو بهدوء : انها بخير !
نظر ميكا له قليلاً ثم تحدث ببعض الانزعاج : الم اقل لك ان لا تواجه شخصاً خطيراً ! انت تعمدت تركي ابتعد عنك لتقاتل والدك ، أليس كذلك ؟ لما خدعتني ؟ و انا من وثق بانك ذكي و لن تتهور !
ابتسم هاياتو ليجيبه : قلت آسف مئة مرة .
وقف ميكا بجانبه و هو يتحدث بتوبيخ : هذا لا يكفي ، ما الهدف مما فعلته ؟ تطلب مني أن اهتم بنفسي بينما انت تهمل نفسك ، أن بقيت هكذا لن أتناول الدواء بعد الآن !
ضحك هاياتو بخفة إلا أن ملامح الحزن لم تفارقه و هو يتحدث : حسنا فهمت ، ألن يتوقف توبيخك أبداً ؟
في هذه الأثناء وصل جين و الآخرين إليهما أيضا فتحدث كاي بسخرية : هاياتو يتم توبيخه ؟ هذا رائع !
ظهر الإنزعاج على وجه هاياتو و هو يتحدث : كاي ؟!
تحدث كاي مدعياً عدم الفهم : ماذا ؟ أنا اقول الحقيقة يبدو انك ضعيف أمام ميكا حقاً !
تحدث هاياتو بابتسامة ماكرة : تذكرت ، سمعت أن ميكا أصيب ايضاً !
ظهرت ملامح الارتباك على وجه كاي ليتحدث : ها ؟ لا .. إنه بخير .
إلا أن ديانا فضحته قائلةً : نعم ، ليست خطيرةً جداً لكنه سيحتاج وقتاً حتى يتعافى ، الإصابة امتدت من كتفه الأيمن حتى منتصف صدره ، عليه أن يكون حذرا بحركته ! لكن للعلم فاصابتك اخطر !
نظر كاي لها بصدمة و كاد أن يتحدث لو لا سماعه صوت هاياتو الذي بدا كأن الدخان سيخرج منه : كاي ، أقلت بخير ؟!
نظر كاي له بارتباك و تحدث مدافعاً عن نفسه : لم أكن موجوداً وقتها لكنني أوقفت من سبب له هذا فور رؤيتي له ! كما ان اصابتك اخطر ، لا تنسى هذا !
اقترب هاياتو من كاي الذي تراجع للخلف بينما يتحدث هاياتو : لا علاقة لك باصابتي ! المهم انك تأخرت عليه وتركته بمفرده مقيداً !
بدأ كاي بالركض مبتعداً بينما يضحك و يتكلم : لم يكن الأمر بيدي .
ركض هاياتو خلفه و هو يقول : انتظر ، ساقتلك اليوم !
بينما ضحك الآخرون عليهما !
كان كاي يركض في المكان و هاياتو يتبعه بغضب . إلا أن الأجواء بدت ممتعة لهم .
حقاً من الجميل أن تمتلك أصدقاء يساندونك في أحزانك .
.........................................
بعد ذلك ..
عاد الخمسة للشقق الخاصة بهم .
كان ميكا يجلس على سريره يشعر بصداع شديد بسبب كل ما يحدث معه .
رفع راسه لينظر لهاياتو و الذي كان مستلقياً على السرير يحدق بالسقف بشرود على غير العادة ، لم يخفى عن ميكا ان رفيقه ما زال متاثراً بمحاولة والده لاخذه و كل ما حدث اليوم لذا حاول التفكير بطريقة لاخراج هاياتو من حزنه كما يفعل هو معه .
و رغم الالم و الصداع الذي يشعر به حالياً نطق ميكا بابتسامة : هاياتو ، مر وقت طويل لم نلعب بالورق ، ما رأيك ان نفعل ذلك الان ؟!
نظر هاياتو له بدهشة ثم ابتسم بخفة و قد فهم محاولة رفيقة الواضحة لمواساته فنهض و اجاب : حسناً .
ابتسم ميكا بخفة و اخرج علبة الورق الا ان صوت جرس الباب قاطعهما يعلن مجئ ضيوف لهما !
ظهرت ملامح الدهشة و الحيرة على وجهيهما فلم يأتي أحد لزيارتهما من قبل أبداً !
نهض ميكا و فتح الباب ليجد أصدقائهم الثلاثة جين و كاي و ديانا !
تحدث جين بابتسامة : لم نرد ترككما وحدكما لذا جئنا لرؤيتكما ، أمل أننا لم نزعجكما !
دهش ميكا في بادئ الامر لكن سرعان ما أبتسم بلطف و هو يشعر لاول مرة أن هناك من يقلق عليهما لذا تحدث : لا بالعكس ، سعيد لوجودكم .
دخلوا شقتهما و تحدثوا معاً طويلا و لعبوا معاً .
أبدى هاياتو انزعاجه قائلاً انه يرغب بالبقاء مع ميكا فقط إلا أنه في اعماقه كان سعيداً ايضاً .
يبتسم كل مرة لا ينظر أحد له و يظهر عبوسه أمامهم . و هم كانوا يعلمون مشاعره الحقيقية تلك .
بعد مدة بدأوا يشعرون بالجوع لذا نهض ميكا قائلاً : سأجهز الطعام .
نهضت ديانا بينما تتحدث بابتسامة : سأساعدك ، انا جيدة بالطبخ .
إلا أن ميكا رفض قائلاً : لا داعي لهذا ، ستتناولون اليوم الطعام الذي أعده ، و تخبروني رأيكم به .
اومأ الجميع إيجابا فعادت ديانا للجلوس .
خرج ميكا من الغرفة و اتجه للمطبخ .
وقف أمام منضدة الطعام ، ثوان حتى كاد يفقد توازنه و يسقط لو لم يسند جسده على تلك المنضدة !
تسارعت انفاسه و ضربات قلبه !
فهمس بصوت مرتجف : أرجوك أتركني .. الليلة فقط .. اتركني هذه المرة .. هاياتو متعب و الجميع هنا ، لا ارغب أن أبدو هكذا أمامهم !
فجأة ظهر والده خلفه !
مد يديه ليحتضن ميكا من الخلف بينما يبتسم بمكر !
بدأ جسد ميكا بالارتجاف بينما يهمس بألم : اتركني .. هذا ليس حقيقياً ، ليس حقيقياً .
بدأ ميكا يردد هذه الكلمات يحاول التماسك من خلالها !
و بالفعل ، كان هذا مجرد وهم لنيكولاس نسجه عقله له بسبب ما حدث اليوم .
دخوله المختبر مجدداً ، مقابلته لديفيل ، تعرض هاياتو للخطر ، بالإضافة لما حدث أمس !
كل هذا يتجمع عليه جاعلاً من حالته اسوأ !
كان ميكا يعاني مرضاً نفسياً بسبب ما عاناه من تعذيب في الماضي !
و احد أعراض هذا المرض هو تخيله وجود والده حوله أو في أحلامه فكان عذابه يستمر حتى في نومه ، إلى أن وجد هاياتو طبيباً له بعد أن هربا و أعطاه دواء يريحه قليلا رغم أن لا علاج يمكن أن يشفيه ، فكان يأخذ الدواء قبل نومه للتخلص من الكوابيس او عندما يتعرض لموقف مؤلم أو محزن .
إلا أنه تناول آخر ما بقي منه عندما كان في المختبر و لم يستطع شراء واحد آخر اليوم !
فعادت تلك الهلوسات لتطارده .
بينما يحاول ميكا التماسك و عدم إظهار شيء لأصدقائه .
نهض ميكا محاولا تجاهل ما يراه بينما يتحدث في نفسه : على الأقل مازلت أرى الواقع و أشعر به !
جهز الطعام و نادى الآخرين بابتسامته اللطيفة تلك فتناول الجميع الطعام و مدحوا طبخ ميكا .
ثم عاد الجميع لغرفهم .
بينما كان ميكا يفكر هل سيستطيع النوم أساساً و هو يعلم أن نومه بمثابة الذهاب لمنزل لوالده !
ان كان فقط يرى نيكولاس الآن ، فعندما ينام
بالتأكيد سيقوم بتعذيبه بأحلامه !
أستلقى ميكا على سريره فقط لكي لا يلفت انتباه هاياتو المتعب و الذي نام فوراً من تعبه اليوم .
يتبع ..
..............................................
أتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما آرائكم و توقعاتكم .
الآن ستبدأ المشاكل 😈
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top