فايروس
.... في الماضي ....
ليلة عاصفة باردة خيمت على المدينة لتزيد من جوها المخيف .
صوت الأمطار الغزيرة تسقط على الارض كأنه لحن موسيقى مريح له لو لا صوت البرق الذي يضرب بقوة .
فتى صغير في الخامسة من العمر تقريبا يجلس في قبو منزله يضم ساقيه لصدره ، لم يكن يستطيع النوم بسبب الخوف الذي يمنعه من ذلك .
ضرب البرق في السماء بقوة فانتفض جسده الصغير بخوف .
فجأة سمع صوت الباب يفتح ليزيد من خوفه ، فمن سيأتي إليه هنا سوى شخص واحد لا غير !
و كم كان توقعه صحيحا ، فتحت الباب ليدخل نيكولاس بابتسامته المعتادة !
حدق بابنه قليلا ثم تحدث : ما الأمر ميكا ؟ لما لم تنم بعد ؟ هل انت خائف من صوت البرق ؟
حرك الصغير ذو الخمس سنوات رأسه نافياً بسرعة و توتر شديد إلا أن صوت البرق الذي ارتفع بقوة فجأة جعله يصرخ بخفة واضعا يده على أذنيه فقد زاد خوفه هذا رؤيته والده مما جعله يصرخ بلا ارادة منه !
تقدم نيكولاس نحوه و هو يضحك بخفة .
انخفض لمستواه و وضع يده على وجه ميكا مما سبب انتفاض جسده برعب بينما تحدث والده : لا تقلق انه مجرد صوت ، الصوت لا يؤذي !
صمت نيكولاس قليلا و هو يتذكر تأثير ساعة الموسيقى خاصته على نفسية ميكا فتحدث : حسناً ، ليس كل الأصوات .
اخفض رأسه ينظر لابنه ميكا الذي كان واضحاً انه خائف بشدة ! و ربما خائف منه الآن أكثر من خوفه من صوت البرق !
ضحك نيكولاس بخفة ثم جلس قرب ميكا و حمله ليضعه في حضنه مما سبب خوف أشد لميكا الذي شهق برعب عندما حمله والده !
فاسند نيكولاس ظهره للجدار و هو يحتضن ميكا و تحدث بابتسامة ماكرة : هذه المرة فقط .. لن أفعل شيئا الليلة لذا يمكنك الاسترخاء قليلا .
ثوان حتى رفع ميكا رأسه ببطئ ينظر لوالده بحيرة و ارتباك !
ضرب البرق بقوة و صدر صوت مرتفع جدا .
فتمسك ميكا بقميص والده بخوف دون شعور منه و وضع رأسه على صدر والده !
عندما أدرك ما فعله أراد الابتعاد بسرعة خوفا من ردة فعل والده إلا أنه تفاجئ بيد والده التي وضعها على رأسه بينما يضحك نيكولاس بخفة قائلاً : هذا لطيف ، بما انك خائف هكذا ما رأيك أن أخبرك بقصة حتى تنسى هذا الخوف ؟
رفع ميكا رأسه ينظر له بارتباك و عدم فهم هل هذا والده حقا ؟ هذه أول مرة يلمسه دون أن يسبب ألم نفسي أو جسدي له !
لا و بل لكي يبعد الخوف عنه ؟
تكلم والده بابتسامة : ما الأمر ؟ إن كنت ترغب بقول شيء فقله .
تردد ميكا بالكلام ليتحدث والده مرة أخرى : قلت لن أفعل لك شيئاً الليلة يمكنك الكلام .
تحدث ميكا بارتباك : ل..لا أريد قصة مرعبة .
ضحك والده ثم تحدث : هذا فقط ؟ حسناً لا تقلق أنها ليست مرعبة .
بدأ نيكولاس بالتحدث لأول مرة دون أن يثير الخوف في نفس ابنه .
كان ميكا متفاجئ من هذا !
أمسك قميص والده بقوة و وضع رأسه على صدره بنظرات حزينة .
عندما انتهى نيكولاس من أخباره القصة نظر له فوجد دموعه تكاد تخرج من عينيه !
ابتسم نيكولاس بينما يتحدث : ما الأمر الآن ؟ النهاية سعيدة فلما تبكي ؟!
زادت دموع الصغير و تمسك بقميص والده بقوة و نطق : ليس بسبب هذا !
نيكولاس : إذن ماذا ؟
اجابه ميكا بصوت متألم : أنت .. دافئ !
كان ميكا قد شعر بالقليل من الراحة لأول مرة في هذا المنزل !
شعر ببعض الدفئ لأول مرة في حياته !
يد والده دافئة حقاً ، فور تناسيه كل شيء سيشعر بأن هذا أكثر مكان آمن في العالم .
شعر ميكا انه في حلم !
خشي أن يحل الصباح و يذهب هذا الدفئ عنه ! لأول مرة تمنى أن يتجمد الوقت هنا و يتركه ليعيش في هذه اللحظة للأبد !
لكن كان هذا سيحدث ، فالوقت سيمضي و لن يرحمه ابدأ ، لحضات العذاب تمضي ببطئ و لحضات السعادة كأنها ثانية فقط .
تسائل في نفسه لما والده دافئ هكذا ؟
لما يشعر بهذا الدفء عندما يكون بين يديه ، تمنى لو ان هذا الشعور يدوم للأبد ، أو أن لا يشعر به ابدا !
فهو لا يمكنه كره والديه بسببه !
يشعر أنه يحبهما ! يرغب بجعلهما يحبانه أيضا .
تفاجئ نيكولاس من كلامه .. ثوان حتى رفع يده يمسح على شعر ابنه و هو يتحدث بابتسامة ماكرة : إذن استمتع بهذا الدفئ ، فأنت لن تراه ثانيًا بهذا الشكل !
زادت دموع ميكا بينما احتضنه نيكولاس و ابتسامته لم تتغير أبداً .
.... الحاضر ....
بعد جلوسهما قرب المنحدر لمدة ، عاد ميكا و هاياتو إلى حيث تجتمع المنظمة .
رآهما كاي من بعيد يلوح لهما بينما يناديهما . فابتسم ميكا و هو يسير .
لكن فجأة شعر ميكا بشيء خلفه فاستدار بسرعة ينظر للخلف بارتباك !
توقف هاياتو ينظر له بحيرة متسائلاً : ما الأمر ميكا ؟!
رد ميكا و هو يضع يده خلف شعره : شعرت بشيء يلمسني !
نظر هاياتو حولهما أيضاً لكن لا شيء مريب .
أعاد نظره لميكا يتسائل في نفسه
" أهذا بسبب ما حدث قبل قليل ؟ "
نظر هاياتو للأرض بحزن
" كان علي أن إحضر دوائه معنا ، كيف نسيت أمرا كهذا ؟! "
كان ميكا ينظر حوله بقلق و قد خطر بعقله نفس ما خطر لهاياتو ، إلا ان عيناه توسعت عندما وقع بصره على أحد الرجال !
كان الرجل يضع قلنسوة على رأسه تغطي وجهه و يسير مبتعدا عنهما بينما يستمر هاياتو بالنظر للأرض مفكراً تقدم ميكا نحو الرجل فرفع هاياتو رأسه ينظر له بحيرة و قد اقترب كاي و جين منهما أيضا !
عندما اقترب ميكا من الرجل تحدث بابتسامة لطيفة : سيدي .
التفت الرجل له نصف التفاته ليتحدث ميكا مكملاً : اسف على طلبي الغريب لكن أيمكنك نزع قبعتك قليلا .
تحدث الرجل دون الالتفات له : لماذا ؟
اتسعت عينا هاياتو بصدمة فور سماعه صوته ثم ظهرت ملامح الكره على وجهه و هو يشد على قبضته بقوة !
و قد لاحظ كاي هذا لذا احتدت نظراته لذلك الرجل و قد وضع بعض الاحتمالات لما يحدث الآن !
بالكاد استطاع ميكا المحافظة على ابتسامته تلك بفضل تمثيله الدائم بأنه ليس حزيناً !
تقدم نحوه قليلاً و هو يتحدث : سيدي !
لم يتحرك قط فجأة أظهر ميكا خنجره و حركه باتجاه الرجل بسرعة ليخدش ذراعه بقوة و لو لا إبتعاد الرجل عن مسار السكين بآخر لحظة لكان أصيب بشدة !
فور تراجع الرجل ظهر هاياتو خلفه و نظرات باردة تحمل كره شديداً مرسومة على وجهه ! ضربه هاياتو فاصاب ظهره ليتحرك الرجل بسرعة مبتعداً عنهما مجددا بينما صرخ ميكا : جين أمسكه !
تحرك جين و كاي ليحاصراه أيضاً فلم يعد يستطيع الهرب ، حاول أبعادهم عن طريقه إلا أن جين أمسك ذراعيه بسرعة يمنعه من الهرب بينما وجّه كاي مسدسه نحو رأس ذلك الرجل رغم أنه يعلم أنه لن يستطيع الإطلاق و قتل بشري .
و تقدم هاياتو فوراً يمسك ياقة قميصه بقوة و هو يصرخ بغضب و كره شديد لم يره أحد منه من قبل : ماذا تفعل هنا ؟!
اقترب ميكا منه قائلاً : هاياتو اهدأ .
إلا أن غضبه زاد بدل أن يقل ليصرخ : أجبني بسرعة ، ماذا تفعل هنا ؟ أكنت تنوي ايذاء ميكا ؟!
ابتسم الرجل باستفزاز كأنه ليس في موقف
صعب أساساً و تحدث : أهكذا تستقبل والدك ، هاياتو ؟!
ظهرت ملامح الصدمة على وجه كاي و جين!
"والده ؟ أهذا والد هاياتو ؟ "
أجاب هاياتو بغضب : استقبال ؟ انت لم ترى إستقبالي بعد ، ميكا أعطني خنجرك !
شهق ميكا بخوف ليتحدث بتوبيخ : هاياتو !
زاد غضب هاياتو و احتدت نظراته أكثر بسبب رفض ميكا .
فضحك والده قليلا و تحدث : نفذ كلام أميرتك هاياتو .
كاد هاياتو يضربه بالفعل لو لا ان ميكا أبعده فوراً و نظرات القلق على وجهه .
نظر ميكا لوالد هاياتو لثوان ثم مد يده في جيب سترة الرجل فأخرج منها كيساً صغيراً به بعض من خصل شعر ميكا و آخر به خصل من شعر هاياتو !
نظر ميكا للكيسين بارتباك ليتحدث : ما هذا ؟ ما الذي تخطط له ؟!
ابتسم والد هاياتو بمكر و هو يتحدث : لما لا تحزر بنفسك يا ابن نيكولاس ؟
احتدت نظرات ميكا له كأنه يخبره أن يجيب و الا سيترك أمره لهاياتو !
لم يخف الرجل من نظراته ابدا بل ضحك و هو يتحدث : ماهذه النظرات ؟ يبدو ان ابني بدأ يفسدك حقاً !
تحدث ميكا بحدة : أجب على سؤالي ، ماذا ستفعلون بهذا ؟
تنهد الرجل ليتحدث : انت لا تعلم شيئاً ، تحاول إيقاف السيد نيكولاس دون أن تدرك ما يفعله حتى .
ظهرت ملامح القلق و الحيرة على وجه ميكا بينما أكمل الرجل : أتظن أن ما فعلناه لكما كان مجرد تعذيب فقط لنستمتع نحن ؟ أنتما لم تدركا ما يحدث حولكما .
صرخ هاياتو بحدة و قلق : ماذا تعني ؟ ماذا فعلتم بنا ؟!
ابتسم الرجل و نطق : سياه جون !
توسعت عينا كاي بشدة و بدأ يشعر بصداع شديد وضع يده على رأسه بألم و بدأت صور متقطعة و غير واضحة تظهر في عقله مسببةً ألم شديد له فصرخ بصوت مرتفع !
نظر الثلاثة له بصدمة ليتحدث ميكا بقلق : كاي ، ما بك ؟!
استغل والد هاياتو فرصة أبعاد المسدس عن رأسه لضرب جين بقوة و التحرر منه !
سحب الكيسين من يد ميكا و هرب .
تبعه هاياتو بسرعة محاولاً اللحاق به إلا أنه لم يستطع فعاد خائباً !
ساعد ميكا كاي على السير و الذهاب لإحدى السيارات ليرتاح فتحدث جين بقلق : كاي ، ماذا حدث لك ؟!
رد كاي بينما يضع إحدى يديه على رأسه بألم : لا أعلم ... لكن .. اظنني سمعت كلماته تلك من قبل !
هاياتو : ذاكرتك ؟!
كاي : لم تكن واضحة ، لا استطيع حتى تذكر ما رأيته !
ميكا : يبدو أن هناك شيء مهما حدث لك في الماضي و له علاقة بما حدث معنا و ما يحدث الآن أيضاً ، عليك أن تحاول التذكر !
تحدث هاياتو متسائلاً : هل ستتذكر أن سمعت تلك العبارة مجدداً ؟
كاي : ربما ، انا لا أعلم .
نظر هاياتو لميكا و هو يتحدث : هل تذكرها ميكا ؟
رد ميكا بتردد : ليس جيدا ، إنها لغة غريبة لا أعرفها ، ربما كانت ... سين جون ؟!
صدر صوت من خلفهم : بل سياه جون .
نظر الأربعة لصاحب الصوت ليجدوا ديانا تقف خلفهم تستند على باب السيارة لتستطيع الوقوف .
تقدم ميكا نحوها و امسك ذراعها ليجعلها تجلس على أحد الكراسي بينما يتحدث : لماذا نهضتي لا زلت مصابة !
ديانا : انا بخير ، لقد شاهدت ما حدث .
ابتعد ميكا عنها بينما يتحدث : هل تعلمين معنى تلك الكلمات ؟
ردت ديانا : لا ، لكنني امتلك ذاكرة قوية جداً أستطيع تذكر كل شيء بوضوح و تلك الكلمات أيضاً .
تحدث جين بجدية : هل يمكنك تكرارها ؟
ديانا : أجل (تنظر لكاي) سياه جون .
شعر كاي كأن صاعقة ضربته !
كرر كلامها بصدمة و صوت هامس : سياه ...جون !
ظهرت تلك الصور بعقله مجدداً و هذه المرة بشكل أوضح .
(( طفل صغير ربط بسرير طبي و حوله ثلاثة رجال يرتدون بدل بيضاء ، ملامح الإرهاق على وجه الصغير رغم عدم وجود إصابات جسدية عليه !
اجهزة كبيرة و غريبة كانت حوله !
تحدث أحد الرجال : انتهينا أخيرا ، لن يتذكر شيئاً الآن .
رجل آخر : كل هذا العناء فقط لأنه غير ملائم ؟ كان يمكننا قتله بسهولة فقط .
الرجل الثالث : ليس فقط بسبب هذا ، لقد كانت تجربة لهذا الجهاز أيضا و يبدو انه يعمل جيدا .
تحدث الرجل الثاني مجددا : لدي فكرة ، لما لا نجرب سياه جون عليه أيضا ؟
الرجل الأول : لا تفعل ، أمر السيد بمحو ذاكرته فقط .
الرجل الثالث : ذلك الفايروس سيقتله بالتاكيد عندها قد نقع بمشكلة .
الرجل الثاني : لكن سمعت انه لا يعمل جيدا ، لما لا نتحقق من هذا ، سيكون هذا مفيدا للعصابة أيضاً ؟
الرجل الأول : لا يعمل ؟ من أين سمعت هذا ؟ لقد قتل السيد هيت بعض الأشخاص بواسطته قبل أيام !
الرجل الثاني : حقا ؟ لا أعلم لقد سمعت هذا بالصدفة من بعض الأشخاص !
الرجل الثالث : انا سمعت انه لا يؤثر بالسيد نيكولاس فقط !
الرجل الأول : سيد نيكولاس ؟ قد يكون هذا صحيحاً ، فهو الوحيد الذي يسمح له بإبقاء سياه جون معه حتى القادة الأربعة الآخرين لا يلمسونه دون موافقته !
الرجل الثاني : أن كان لا يؤثر بالسيد نيكولاس إلا يوجد احتمال أن يكون هناك أشخاص اخرون لا يتأثروا به أيضا ؟
الرجل الأول : سمعت انه يقوم بتجارب على ابنه بهذا الخصوص .
الرجل الثالث : حسناً توقفا هذا الأمر لا يعنينا ، المهم لا تحاول فعل شيء لهذا الصبي دون أن يكون بأمر القادة فهو يبدو طفلاً مهماً بالنسبة لهم .
الرجل الثاني : حسنا فهمت توقف عن ازعاجي . ))
أخبرهم كاي فورا بهذه الذكريات ليدخلوا جميعا في حالة صدمة ماعدا ديانا التي لم تفهم شيئاً .
تحدث جين بقلق شديد : فايروس ؟ انتظر الم تخبرنا والدتك بشيء كهذا أيضا ؟ فايروس تسبب بموت والدك و أصدقائه ؟!
تحدث كاي بارتباك : أجل ، لكن .. أهو نفسه الذي مع نيكولاس ؟ كيف وصل إليه ؟!
كان ما لفت انتباه هاياتو امر اخر .
همس بصدمة : تجارب ؟!
وجّه نظره لميكا و قد فعل الآخرون المثل حتى ميكا نفسه نظر ليديه بخوف يتحدث في نفسه
" ابي .. فقط ماذا فعلت بي ؟ "
فجاة امسك هاياتو ذراعي ميكا بقوة و هو يتحدث بخوف و ارتباك شديدين : ميكا ، أخبرني فوراً ماذا فعل بك ؟ أي نوع من التجارب هذه ؟ ماذا فعل بك في المنزل ؟!
نظر ميكا له بخوف و قلق بينما يحرك رأسه نافياً : لا .. لا أعلم .
في هذه اللحظة دخل غيلن السيارة ليشاهد ما يحدث فأبعد هاياتو عن ميكا و تحدث بقلق و حيرة : ما الذي سمعته ؟ ما أمر هذه التجارب ؟
نهض جين و أعطى تقريرا سريعا لقائده : سيدي ، ظهر شخص من العصابة قبل قليل حاول أخذ بعض خصل شعر ميكا و هاياتو و قد امسكناه لكنه هرب في النهاية ، إلا أنه قال جملة غريبة جعلت بعض ذكريات كاي تعود ، و على حسب ما فهمناه ، فالعصابة تمتلك فايروس قد يكون خطيرا ، و ربما هو لا يؤثر بوالد ميكا - نيكولاس - و يبدو أنه قد قام بتجارب على ميكا و قد يكون يحمل هذا الفايروس الان .
توسعت عينا غيلن بعد سماعه بأمر تجارب نيكولاس !
صرخ هاياتو بقلق شديد : ميكا ، تكلم بسرعة ، ماذا فعل لك في المنزل أو قبل أن اقابلك ؟!
كان هاياتو قلق جداً على ميكا من تاثير تلك التجارب و الفايروس فهو لا يرغب بفقدانه كما حدث لوالدته متناسياً أن تذكر ميكا للتعذيب هو ما سيجعل حالته النفسية تسوء !
ابعد ميكا نظره عنهم و تحدث بصوت منخفض قليلاً و ملامح الارتباك و الحزن على وجهه : ل..لم يفعل شيئا مريبا ، نفس ما كان يفعله لنا الآخرون لكن أشد .
أمسك غيلن ذراعه بقوة ليسحبه خلفه بينما يتحدث : هذا لا يكفي ، ستجري تحاليل للتأكد من سلامتك فوراً و ستخبرني ما فعله لك بالتفصيل .
شهق ميكا بصدمة و سحب ذراعه بسرعة و هو يتحدث بصوت مرتفع قليلا : لا أريد .
نظر غيلن له بحدة صارخاً : ميكا !
ألا إنه اجابه بصوت مرتفع لا يخلوا من نبرة الحزن : لا ، لن أتكلم و لا تستطيع إجباري على هذا !
خرج من السيارة يركض مبتعداً ليتبعه هاياتو و هو يصرخ : ميكا ، انتظر !
و بينما كان هاياتو يركض خلفه شعر ببعض قطرات ماء قد لامست وجهه !
مسحها عنه بحيرة بينما يستمر بالركض فعلم فورا من أين جائت ! نظر لميكا بحيرة و قلق شديدين هامسا لنفسه : ميكا ؟!
بينما كانت دموع ميكا قد خرجت من مخبئها تدل على مدى الألم الذي يشعر به عند تذكره لتعذيب والده .
و فوق ذلك يريدونه أن يخبرهم بما فعله والده ؟! كيف يعذبه ؟!
و هل الكلام سهل لهذه الدرجة ؟!
إن كانت الذكريات فقط تجرحه بشدة فكيف يستطيع الكلام عنها !
بينما بقي الأربعة الآخرين في السيارة يحدقون باثرهما بقلق !
شعر غيلن بحزن شديد و الم في صدره لأنه لا يستطيع إنقاذ شخص واحد فقط !
تحدث جين بقلق : ماذا سنفعل الان سيدي ؟ هو لن يخبرنا بما حدث معه .
أجاب غيلن : لا بأس ، عندما يعودان على الأقل أجروا فحص لهما كلاهما فقد يكون هاياتو أيضا مصاب ، و كاي و ديانا ستقومان بالفحص ايضا للتأكد فقط .
كاي : حسناً .
بعد أن ذهب غيلن طلبت ديانا تفسير كل شيء لها و لما خرج ميكا هكذا و لما غضب هاياتو من كلامها في السابق ؟
فبدأ كاي يشرح لها كل شيء .
..............................................
أمسك هاياتو ميكا أخيراً ليديره نحو بسرعة يتحدث : ميكا ، قلت توقف .
حاول ميكا الابتعاد عنه و دموعه لم تتوقف ابدا إلا أن هاياتو أمسكه بقوة فهو قلق عليه بما فيه الكفاية و لن يدعه يبتعد عنه و هو في حالة كهذه !
نطق ميكا بحزن : اتركني أرغب بالبقاء بمفردي !
رد هاياتو بحزم : لن ادعك قبل ان تهدأ ميكا .
سحبه هاياتو نحوه و احتضنه محاولا تهدأته فهو لا يرغب أن تعود تلك الحالة له مجدداً !
عندما شعر ميكا بيدا هاياتو تحيطه قلت حركته و بدأ يسكن جسده بين يدي رفيقه أخيراً إلا أن دموعه لم تكن ترغب بالتوقف !
تحدث ميكا بصوت متألم : هذا مؤلم هاياتو .. انه يؤلم كثيرا .
شعر هاياتو بألمه أيضا و فمسح على شعره بهدوء بينما يتحدث : انا اسف ، لا بأس لست بحاجة للكلام ، انا بجانبك الآن .
تحدث ميكا بصوت مخنوق متألم : لماذا .. لماذا يفعل هذا بي ؟ .. لماذا يحب تعذيبي هكذا ؟ ..
اغمض هاياتو عيناه بألم على حال رفيقه ثم فتحها لينظر له بهدوء و هو يفكر
" حقا لما يفعل والدانا هذا ، لابد انه كان يقوم بتعذيبه جسديا و نفسيا و بالأخص نفسياً ، مما تسبب بإصابته بمرض نفسي لا علاج له !
والدي فقط قام ببيعي مقابل المال ، لكن ميكا سلمه والده للعصابة بالإضافة لقيامه هو بتجارب خاصة على ابنه ! ان أسوأ شعور هو أن تتألم بسبب عائلتك و على يد والدك "
استمر ميكا بالبكاء بصمت على كتف هاياتو الذي حاول ان يتماسك لأجل رفيقه و يتحمل رؤيته دموعه التي تؤلمه أيضا لأجل أن لا يكتم ميكا حزنه أكثر بعد أن أخرج أخيراً ألم سنوات طويلة .
يتبع ...
..............................................
أتمنى أنه قد نال اعجابكم
ما توقعكم للفايروس ؟
ماذا يفعل نيكولاس به و كيف حصل عليه ؟
ما مصير ميكا و هاياتو بعد اكتشاف أنهما تعرضا التجارب غريبة ؟!
و لما أخذ والد هاياتو حصل من شعرهما ؟!
تفاجئ غيلن عندما سمع بامر التجارب و لم يتفاجئ عند معرفته أمر الفايروس علماً أن المنظمة لا تعلم شيئاً عنه ، لماذا ؟
* سياه جون - باللغة الاوردية - معناها
الدم الأسود ..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top