عذاب


رغم أن لا أحد يستطيع ان يرى الآخر ..
إلا أن الأصدقاء يستطيعون الشعور ببعضهم .
صداقة متينة لا يحطمها شئ .. هل تستطيع التغلب على هذا القدر الذي ينادي بفراقهما !

مر أسبوعان على ذهاب ميكا و الجميع يعيش بألم !
كان هاياتو مستلقياً على سرير المشفى ينظر للسقف بشرود ! نظراته الخالية من الحياة عكست مدى الألم الذي سببه فراق ميكا عنه !

كانت ديانا تجلس على الكرسي بجانبه تحاول جعله يتناول الطعام !
ألا إن هاياتو لم يكن يستمع لكلامها اساساً !
تحدث هاياتو بشرود : أين هو الآن ؟!

ديانا : ماذا ؟ إن الطعام بجانبك !

رد هاياتو بصوت منكسر : ليس الطعام ! أين مكان ميكا ؟!

نظرت ديانا له بحزن .
في العادة هو سيصرخ لكنه الآن يتكلم بهدوء تمام و نبرة حزن !
و هذا يؤلمها أيضاً !
تحدثت ديانا : لا أعلم .. الشرطة تقول ان الطائرة غادرت حدود البلاد ، ثم تحطمت عند سقوطها على أحد الجبال و هم يبحثون الآن في تلك المنطقة لكنني اظن أن نيكولاس قد ذهب لبلد آخر أساساً !

عم الصمت قليلاً إلى أن تحدث هاياتو و نظراته لم تتغير ابدا : ميكا .. فعل نفس الخدعة عندما هربنا .. وضع دلائل مزيفة تدل على أننا اتجهنا شرقاً ليتبعها أفراد العصابة بينما نحن ذهبنا في الاتجاه المعاكس .

قال هاياتو هذا بنظرات حزينة جعلت ديانا تشعر بألم أكبر !
تحدث هاياتو مجدداً بصوت هادئ منكسر : في ذلك الوقت لم أخبره أننا سنهرب .. لم أخطط للهرب أساساً ..كان ميكا مريضاً جداً إلا أن السيد هيت أخذه دون اهتمام لأمره ليستمتع بتعذيبه فقررت منعه و الهرب .. و ميكا ذكي تمكن من تحويل خطتي الفاشلة إلى خطة مذهلة .. بالتأكيد سيعاقب على ذلك !

همست ديانا بألم : هاياتو هذا يكفي !

ألا إن هاياتو لم يسمع صوتها أساساً و استمر يتكلم : هل سيصعقونه بالكهرباء مجدداً ؟!

تحدثت ديانا : هاياتو !

تحدث هاياتو : هل سيعود لتلك الحالة مجدداً ؟ لا يتحرك و لا يشعر بشيء ، و يصرخ دون أن يلمسه أحد !

تحدثت ديانا بصوت مرتفع قليلاً : هاياتو توقف !

صمت هاياتو أخيراً لتتجمع الدموع بعيني ديانا : هذا ليس جيداً .. ميكا سيحزن منك أن رآك هكذا .. عليك أن تتحسن بسرعة .. هو ذهب معهم لأجل حياتك !

لم يرد هاياتو و لم تتغير نظراته أبداً .
أي حياة و ميكا ليس معه ؟ قد يكون جسده حي لكن روحه ماتت في اللحظة التي صعد ميكا المروحية معهم !
تحدثت ديانا بابتسامة تحاول جاهدةً إظهارها : هيا هاياتو عليك أن تأكل .. الطعام ساخن و لذيذ !

فجاة صرخ هاياتو بغضب و حزن : أي طعام ؟ هل تريدنني أن أكل و انا اعلم ان ميكا بالكاد يتناول شيئاً هناك ؟ لست متأكداً حتى أن كانوا يعطونه الماء جيداً !

نظرت ديانا له بصدمة و قلق بينما أكمل هاياتو : لا أرغب برؤية احد ! اخرجي من هنا !

نهضت ديانا بعد أن حدقت به بقلق لثوان ! حالته ليست جيدة أبداً !
خرجت بهدوء من الغرفة فهي لا تعلم ما عليها فعله !
ليست جيدة بالتعامل مع الناس و فهم مشاعرهم فكيف تتصرف في موقف كهذا ؟

اتجهت ديانا نحو غرفة كاي لتترك هاياتو يرتاح بمفرده قليلاً ، أو هذا ما فكرت به دون أن تدرك أن الهدوء حوله سيحدث عاصفة أكبر داخله ! فكل تفكيره في الوقت الحالي هو ندمه على ضعفه و قد فقد الأمل في كل شيء !

وصلت ديانا لغرفة كاي و نظرت له من النافذة !
كان نائماً على السرير بلا حراك فزاد حزنها اكثر !
فكرت " ما الذي ستفعله في موقف كهذا كاي ؟ أنا لا استطيع فعل شيء ؟ لا استطيع إخراج هاياتو من عزلته ! لا استطيع رؤية جين حتى ! لا أعلم ما أفعله ؟ "
اخفضت رأسها تنظر للأرض بحزن شديد !

...........................................

في هذا الوقت في منزل غيلن ..
علمت مينا امس عن موت والدها و كان هذا كصاعقة ضربتها !
هي طفلة في التاسعة من العمر فقط !
بمثل عمر ديانا عندما فقدت والداها !

دخلت مينا مكتب والدها الذي في المنزل بحزن و جلست في مقعده تفكر " ابي ، انا خائفة ! أريدك أن تعود ! "

نظرت مينا للمكتب فرأت الصورة التي جمعت غيلن و أصدقائه في الجامعة !
عندما رأت نيكولاس تذكرت شقيقها فوراً .

" ابي ، حتى أخي قد ذهب ، امي كانت تقول أنه شخص سيء لكنك قلت أنه أفضل أخ في العالم ! أريد مقابلته و التعرف عليه ، هل ساتمكن من رؤيته مجدداً ؟ "

.......................................

في بلاد أخرى في المساء ...
كان ديفيل يقف في الشرفة يحدق بالسماء بابتسامة !
شعر بشخص يضع يده على كتفه فالتفت بسرعة ينظر له ففوجئ بكونه نيكولاس !
تحدث ديفيل بانزعاج : كم مرة أخبرتك أن لا تأتي هكذا ؟!

ضحك نيكولاس و تحدث : ردة فعلك تماما كلوكاس عندما آتي إليه .
كتف ديفيل ذراعيه لصدره و تحدث : بالطبع ، كيف تأتي هكذا دون أن تجعلنا نشعر بك ؟
وقف نيكولاس بجانبه و تحدث بفخر : أنها مهارة .

عاد ديفيل للنظر للسماء بهدوء فتحدث نيكولاس : لقد استطعت حل احدى رسائل لوكاس المشفرة .
اجاب ديفيل : هذا جيد ، إذن هل كان بها ما نريده ؟

نظر نيكولاس للأعلى و تحدث : لا ، كانت ملخص سريع عن ما حدث معنا !
ابتسم ديفيل و تحدث : إذن عليك العودة للعمل مجدداً هيا إذهب .

تحدث نيكولاس بابتسامة : ماهذا هل تطرد صديقك القديم ؟
ابتسم ديفيل و نظر إليه ليتحدث : أفضل من قتله بأي حال .

تنهد نيكولاس بابتسامة و تحدث : لكن الجزء الأخير منها لفت انتباهي قليلاً و أعتقد أن الأمر سيثير اهتمامك أيضاً !

نظر ديفيل به بحيرة و تحدث : ما هو ؟
تحدث نيكولاس مبتسماً : قد يختفي يتلاشى لكنه مايزال موجوداً ! قد تموت الزهرة الذابلة لكنها ستزهر من جديد ! قد يتحول بحر الدم لشرير و يفنى الصوت الصامت لكن بحر الصمت ما يزال موجوداً ! و الجديد سيظهر و هذا الرسالة سينقلها المرسل !

عم الصمت قليلاً ثم آمال ديفيل رأسه يتحدث بابتسامة : هل هذه ترجمتك أم أنها الشفرة ؟
ضحك نيكولاس قليلاً ثم أجاب : هذا قاسي ، انا اتعب بحل الشفرة و انتم تريدون أن اشرح الرسالة أيضًا !

عبس ديفيل و تحدث : هل ستشرح سيد نيكولاس ؟
ضحك نيكولاس بخفة و تحدث : حسناً لا تغضب ، حتى لو اختفى لوكاس فهو موجود ، حتى أن ماتت هانا فإنها ستنهض من جديد أي كتاثير و وجود و ليس حياة ، و أن تحول ديفيل لشرير و ماتت لينا ، فهناك شخص يجمعهما سيظهر !

توسعت عينا ديفيل بصدمة لينطق : يجمعنا ؟ ... اتقصد ..
اومأ نيكولاس إيجاباً ليتحدث :أجل ، أظن أن لديك ابن ديفيل !

صدم ديفيل من هذا الخبر فتحدث بارتباك : ابن ؟ كيف هذا ؟ لينا لم تخبرني بشيء ؟!

تحدث نيكولاس : اذكر انها لم تظهر امامنا لمدة سنة تقريباً ، ربما كانت حامل بذلك الوقت !

تحدث ديفيل بصدمة : هل أنت متأكد ؟ ربما أخطأت ! لما لم تخبرني لينا إذن ؟!

وضع نيكولاس يده اسفل ذقنه مفكرًا : في ذلك الوقت أذكر أن لوكاس علم أنني أخطط لإنجاب طفل لاجري تجارب عليه ، لذا أظن أنهم لم يخبروك خوفاً من تأخذه لنفس الغرض !

عبس ديفيل و تحدث : هذا فضيع نيكولاس بسببك كبر ابني دون أن أراه !

ضحك نيكولاس بخفة و أجاب : و ما خطأي انا ؟ لم أكن أعلم حتى !

تنهد ديفيل ثم عاد للنظر للسماء ليتحدث : أن كان على قيد الحياة .. أظن أنه بالسابعة أو الثامنة عشر الآن !

نظر نيكولاس به بطرف عينه ثم تحدث : إلا ترغب برؤيته ؟
ابتسم ديفيل و تحدث : لست مهوساً بتعذيب ابني مثلك ، لا أرغب برؤيته .. لأنني وقتها ساضطر لقتله !

ختم ديفيل جملته بابتسامة واثقة فابتسم نيكولاس أيضاً و تحدث : تقول هذا و تأخذ ابني لتعذبه !

ابتسم ديفيل و أجاب : لكنني أخذه أقل من الآخرين ! استخدمه فقط لإخراج غضبي !

استند نيكولاس على سور الشرفة و اجاب : و هذا أسوأ !
ضحك ديفيل بخفة و تحدث : لكن انت تسبب له الم أشد بأي حال ، فأنت والده !

نظر نيكولاس لداخل البناء ثم تحدث : على ذكر الوالد .. يجب أن أذهب لميكا ، يبدو أن مؤامرة صغيرة ستحدث !

نظر ديفيل له بحيرة : مؤامرة ؟
ثوان حتى فهم ديفيل ما يقصد فابتسم و تحدث : لقد فهمت ، أنه يتصرف كالاطفال .. تعلم أنه يفعل هذا لازعاجك صحيح ؟

تقدم نيكولاس للداخل بينما يتحدث : أجل و قد نجح بهذا نوعاً ما !

ابتسم ديفيل بقلة حيلة ليتحدث نيكولاس مكملاً : بأي حال سأذهب ، يجب أن اتركك تفكر جيداً .

نظر ديفيل به بحيرة و نطق : أفكر ؟
ابتسم نيكولاس و تحدث بينما يسير مبتعداً : فكر بما ستفعله الآن ، فقد أصبحت تعلم أن لديك ابن حتى و أن لم تعلم من هو !

توسعت عينا ديفيل بصدمة بينما أكمل نيكولاس : انت مثل لاي ، لهذا لم اخبر جاك بهذا في الاجتماع ، يمكنك التصرف بحرية .

نظر ديفيل له بابتسامة لطيفة و تحدث : يبدو أنه مازال هناك بقايا لنيكولاس القديم فيك .

استدار ديفيل ليعود للنظر للسماء منهياً هذا الحديث ، إلا أنه تذكر شيء فجأة فاستدار لنيكولاس بينما يتحدث : انتظر كيف يمكن أن لوكاس ...
إلا أن نيكولاس كان قد رحل بالفعل فهمس ديفيل : ما يزال موجوداً !

تحدث ديفيل بانزعاج : لقد ركزت على أمر ابني فقط و نسيت ان أسأله ، كيف يمكن أن لوكاس ما زال موجوداً ؟ ما هو تأثير هانا أساساً لكي يعود ؟ لم أفهم الجزء التعلق بها أبداً ! و من الجديد و المرسل ؟ أو ما هو الجديد أساساً ؟ هذه ليست إحدى الألقاب التي أطلقها علينا لوكاس !

تنهد ديفيل و استند عل سور الشرفة يفكر
" لدي ابن ؟ "
ثوانٍ حتى ابتسم ديفيل بخفة و تحدث : هذا نوعاً ما .. يعطي شعوراً دافئاً !

...........................................

في غرفة أخرى ...
بعكس الشعور الدافئ الذي شعر به أحدهم كان شخص آخر يشعر بالألم الشديد في صدره !
كان ميكا يجلس في الزنزانة إلا أن يديه لم تكن مقيدة .

كان يجلس و يضم ساقيه لصدره و ينظر للفراغ باعين خالية من المشاعر !
و هل مازال يشعر بعد كل هذا ؟!

تحدث في نفسه " هذا كابوس آخر صحيح ؟ .. كل هذا مجرد حلم ... ساستيقظ بعد قليل ، هاياتو سيأتي و يوقظني ! هذا مجرد كابوس ، مجرد كابوس ! "

جائت في عقله صورة هاياتو يبتسم له فتوسعت عيناه بحزن لتتجمع الدموع فيهما !
همس مع نفسه : هاياتو !

اخفض رأسه ليمسح تلك الدموع التي تجمعت يمنعها من السقوط !

فجأة فتحت باب زنزانته فنظر ميكا نحوها بسرعة ليظهر هيت أمامه !
شعر بالقلق فهيت متهور و يقوم بامور غريبة بلا تفكير و بالتأكيد قدومه ليس جيداً ! لكنه أحياناً .. يتمنى لو يقتله هيت بالخطأ !

تراجع ميكا للخلف قليلا بينما يتقدم هيت نحوه بابتسامة ماكرة !
تحدث هيت : ألم تمل من البقاء بمفردك هنا ؟
توسعت عينا ميكا قليلاً ! فهذا بالتأكيد لن يقود لنهاية جيدة !

تقدم هيت حتى أصبح أمامه مباشرةً فامسك ذراعه بقوة ليسحبه للإمام قليلاً فبدأ ميكا بالمقاومة و دفعه محاولاً الإفلات منه !
ألا إن هيت ركله ثم ضربه بقوة على جراحه ليسقطه على الأرض متألماً !

أمسك هيت رقبة ميكا و دفعه ليسقط على الارض يثبته بها بينما سحب ذراعه قليلاً و وضع مسماراً طويلاً على يده !

توسعت عينا ميكا عندما رآه و كان سيحاول النهوض و أبعاد هيت عنه إلا أن هيت تحدث بابتسامة : أن تحركت سآمر بالقبض على هاياتو !

توقفت حركة ميكا و عيناه تحمل خوفاً و حزناً شديداً !
بعد كل هذا هم لازالوا يهددونه برفيقه !

صرخة خفيفة متألمة صدرت من ميكا عندما أدخل هيت المسمار في يده !
حاول ميكا كبح ألمه و عدم الصراخ أو إظهار أي ملامح الم !
لكن أهذا ممكن حقا فالمشاعر شيء صعب إيقافه ! كانت تظهر بعض ملامح الألم على وجهه و هو يحاول كبح صرخاته !

أخرج هيت المسمار بقوة ليدخله مجدداً محدثاً ثقباً آخر في يده !
بينما يتحدث بابتسامة مستمتعة : ما الأمر ؟ هذا مجرد شيء بسيط ! ام أن التهديد بهاياتو يجعلك غير قادر على الحركة ! هذا جيد إذن ساستخدمه دائما لتهديدك !

شعر ميكا بحزن اشد ! لماذا يفعلون هذا ؟ لقد وافق على البقاء هنا فلماذا لا زالوا يهددونه برفيقه ؟ سيفعل أي شي .. فقط ليتركوا رفيقه و ينسوا أمره تماماً !

أخرج هيت المسمار و وضعه فوق يده الأخرى مبتسماً بينما يتحدث : رغم أن جاك ذهب بالفعل ليمسكه !

توسعت عينا ميكا بصدمة !
أراد هيت الضغط على المسمار لكن فجأة يد امتدت تمسك يده فتحدث نيكولاس بابتسامة لطيفة مهددة : عزيزي هيت ماذا تفعل بابني ؟!

تحدث هيت بارتباك : نيكولاس ؟!

ترك هيت المسمار و نهض فوراً ليتراجع للخلف سامحاً لنيكولاس أن يقف بينه و بين ميكا بينما يتحدث بابتسامة : استمتع به قليلاً فقط !

امال نيكولاس راسه قليلا و رد بابتسامة لطيفة بدت مهددة للذي أمامه : و هل وافقت على هذا ؟

تحدث هيت بتذمر : هيا نيكولاس ، تعلم كم أحبه ! إنه لطيف و هادئ كأنه دمية !

رد نيكولاس بنفس ابتسامته : انه دميتي ، هيت !

شعر نيكولاس بميكا يمسك ثيابه من الخلف بينما ينادي بصوت مرهق : أ..أبي !
استدار نيكولاس له و انخفض لمستواه بعد أن اعتدل ميكا بجلسته ليتحدث نيكولاس بابتسامة : ما الأمر ؟

نطق ميكا بضعف : هاياتو ..!

فهم نيكولاس الأمر فوراً لذا اجاب : لا تقلق كان يمزح فقط ، لم يذهب أحد إليه !

ظهرت ملامح الراحة على وجه ميكا فامسكه نيكولاس ليجعله ينهض بهدوء بينما يتحدث : الآن ميكا ، انت ستأتي لغرفتي ، فهذا المكان غير أمن تمامًا !

عبس هيت بينما نظر ميكا لوالده بصدمة !
صوت منخفض صدر من ميكا يتحدث : لا..لا أريد ذلك !

تحولت ابتسامة نيكولاس اللطيفة لاخرى ماكرة و هو يتحدث : هذا ليس شيئاً تقرره انت ، هيا اتبعني .

خرج نيكولاس ليخرج ميكا خلفه مكرهاً ينظر للارض بحزن شديد !
سارا معا نحو غرفة نيكولاس و باقي المؤسسين في الطابق الرابع و الأخير !
في أثناء الطريق حاول ميكا النظر للمكان جيداً ، كانت هناك النوافذ زجاجية كبيرة !
المكان في الطابق الأول و الثاني يبدو قديماً و مظلماً ، يشبه السجن حقاً !

لكن عند الدخول للطابق الثالث و الرابع يصبح المكان جميلاً قليلاً !
ممرات واسعة و نظيفة ، اضواء كثيرة تنير الطريق امامه ! هذان الطابقان مخصصان فقط لنيكولاس و أصدقائه الأربعة !
أما الطابق الأول و الثاني فهي فقط أماكن للسجن و التعذيب و إجراء التجارب !
حتى أن الأعضاء الذين يقيمون في هذه المنطقة لديهم منازل خارج هذا البناء !
هذا ما رآه ميكا عند قدومه بالطائرة !

فتح نيكولاس إحدى الغرف و تحدث : أدخل ميكا .

نظر ميكا له بقلق و ارتباك إلا أنه لا يستطيع مخالفة أوامره ! خاصةً و أنه بمقرهم الرئيسي لذا لا فائدة من أي مقاومة يقوم بها !

تقدم ميكا بهدوء ليدخل الغرفة ، فدخل نيكولاس خلفه و أشعل الاضواء ثم اغلق الباب !
كانت غرفة صغيرة ! كل ما احتوت هو سرير واحد و مكتب صغير عليه أوراق كثيرة و خزانة !

تحدث نيكولاس : اجلس . 

نظر ميكا له بقلق ثم تقدم ليجلس على السرير بهدوء خارجي ! لف نيكولاس ضماداً حول يده ثم نهض و تقدم نحو مكتبه .
كان هناك بعض الطعام عليه و الذي يبدو أن أحدهم أحضره قبل مجيئهما بقليل !
حمله نيكولاس و اتجه لميكا ليجلس بجانبه و يعطيه له قائلاً : تناول الطعام .

نظر ميكا لنيكولاس بقلق ثم نظر للطعام !
هو لم يأكل منذ أن جاء إلى هنا إلا ثلاث مرات و هو جائع جداً الآن ! لكن هل يمكنه الوثوق به و تناوله حقاً ؟
ابتسم نيكولاس و تحدث : لا تقلق ليس فيه شيء .

نظر ميكا لوالده بقلق فامتدت يد نيكولاس ليضعها على وجه ميكا بينما يتحدث بابتسامة : كل ما في الأمر أنني لا أرغب أن تموت من الجوع ، لذا كل بسرعة !

وضع نيكولاس الصحن بيد ميكا و نهض ليجلس على كرسيه امام مكتبه بينما يتحدث : انا لدي عمل ، انت كل ثم نم هنا ، من اليوم لن تخرج من غرفتي إلا بموافقتي !

بدأ نيكولاس بالعمل ليبدأ ميكا بتناول الطعام بهدوء و هو يفكر " هل هاياتو تناول طعامه الآن ؟ ماذا عن الآخرين ؟ هل هم بخير ؟! "

يتبع ...

..............................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
جين هو بحر الصمت و لم يبقى الا الجديد فمن هو ؟
ما هو تاثير هانا لكي يعود ؟
حتى ديفيل تسائل كيف يمكن ليتلاشى انه ما يزال موجوداً اي انه ليس معهم ايضاً فما معنى هذا ؟!

قبل فصلين قال ديفيل ان لوكاس اخبرهم بسقوط غيلن من الجسر قبل ١٨ سنة فكيف علم لوكاس بهذا !
نفس الامر حدث في رسالة لاي فقد قال
(( ترك يتلاشى الحاناً موسيقية و قصص لتصل للشخص التالي بعد ان يقتل بحر الدم -ديفيل- بئر الاسرار -لاي- ))
فكيف علم ان ديفيل تحديداً هو من سيقتله ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top