سكون دامي


كان مستلقي على السرير يحدق بالسقف فوقه الا انه لم يرى سوى الظلام !
ظلام مخيف يحيطه من جميع الاتجاهات ، و أصوات تملأ رأسه تسبب الالم له .
كأن كل ما عاشه في مخبأ العصابة يعود له دفعة واحدة !
أليس من حقه نسيان تلك الأيام ؟
هل يجب أن يعيش فيها للأبد ؟

بدأ بعض الضوء يدخل عينيه ينبر ذلك الظلام ، ثوانٍ و عاد بصره مجدداً !
حدق بالسقف بنظرات حزينة ، أخيراً توقفت تلك الأصوات .
نهض من السرير ليجلس عليه ، كانت غرفته فارغة ، لا أحد سواه فيها .
بالكاد استطاع جعل هاياتو يذهب ليرتاح قليلاً . وضع يده على صدره بألم مفكراً " لدي شعور غريب ، لما يؤلمني صدري هكذا ؟ "

خارج غرفته ..
رن جرس الباب ففتحه كاي ليرى جين أمام المدخل .
ابتسم جين بينما يتحدث : مرحبا ، لم أجدكما في شقتيكما لذا فكرت انكما هنا .

كاي : أجل ، انا و ديانا هنا .

ابتعد كاي ليسمح لجين بالدخول فتحدث الاخير : لما الجميع مجتمع هنا ؟ هل حدث شيء ؟

كان هاياتو صامتاً و علامات الغضب على وجهه .
تحدثت ديانا : أجل ، لقد ساءت حالة ميكا .

شهق جين بصدمة ليتحدث : ماذا حدث له ؟ أهو بخير الآن ؟

ديانا : يقول انه تحسن قليلاً .

رد جين ببعض القلق : فهمت ، و انتم كيف حالكم ؟

كاي : هاياتو متعب قليلا لكننا بخير .

نظر هاياتو له بتهديد يتحدث : لست متعب كاي !

كتف كاي يداه لصدره بينما يتحدث : اصمت و الا أخبر ميكا !

أبعد هاياتو نظره عنه بانزعاج فابتسم كاي براحة و فخر قائلاً : شعور جميل تهديد هاياتو !

ضحك جين و ديانا عليهما ، شجاراتهما لا تنتهي أبداً !
فتح باب غرفة ميكا ليخرج صاحبها منها .
نهض هاياتو و تقدم نحوه فوراً بينما يتحدث : ميكا هل أنت بخير ؟

ابتسم ميكا مجيباً : أجل .

تقدم كاي و ديانا نحوه بينما تحدثت ديانا : هل تستطيع الرؤية الآن ؟

اومأ ميكا إيجاباً : أجل ، آسف لجعلكم تقلقون .

تقدم جين نحوه ليتحدث بابتسامة : جيد انك تحسنت ، لا تضغط على نفسك كثيراً .

ابتسم ميكا مجيباً : اجل ، هل استطيع التحدث معك قليلاً جين ؟!

نظر الجميع بحيرة له فتحدث جين بقلق : بالطبع ، ما الأمر ؟

اجاب ميكا و هو ينظر له : كنت أرغب بأخبارك أمس لكنني لم أستطع ! انه يتعلق بالمنظمة ، هل لاحظت تصرفات السيد غيلن الغريبة ؟

نظر جين له بحيرة و تحدث : تصرفات غريبة ؟ اتقصد علاقته بافراد العصابة ؟

اومأ ميكا إيجاباً متحدثاً : اجل ، ليست مجرد علاقة بسيطة ، أنه قريب جداً منهم !

شهق كاي بصدمة قائلاً : ماذا ؟ أتقصد انه معهم ؟!

نظر ميكا له بجدية و هدوء و تحدث : لا ليس معهم تماماً ، لكنه يحاول إخفاء أمر ما عنا .

تحدث جين بصوت جاد : أجل لاحظت هذا عندما كنت اراجع أوراق المهمة أمس .

ميكا : هل تحدثت معه ؟

أومأ جين إيجاباً ثم قال : أجل ، لكنه غضب و لم يخبرني بشيء .

تقدم ميكا نحو الأريكة ليجلس و يتحدث : توقعت هذا ، لقد بحثت بشأن السيد غيلن قبل يومين و اكتشفت انه كان يدرس بقسم التحليلات المرضية .

نظر له الجميع بعدم فهم !
تحدثت ديانا متسائلةً : و ماذا في هذا ؟

رد ميكا بجدية : كان أبي معه في القسم ذاته !

تفاجئ الاربعة من كلامه !
تحدث كاي فوراً : أتعني أنهما كانا زملاء في الجامعة ؟!

ميكا : أجل ، و ليس ابي فقط ، والدة هاياتو كانت معهما أيضاً !

صدم هاياتو و تحدث بدهشة : امي !

أكمل ميكا : و كاي ، والدك يدعى لاي ديغل صحيح ؟

توسعت عينا كاي و تحدث : هو أيضا ؟

ميكا : و السيد جاك ، ديفيل ، هيت و جينا ، جميعهم كانوا معاً ، ووجدت شخصا اخر له نفس اسم عائلتي .. لوكاس موراساكي .

تحدث جين مفكراً : لوكاس .. شقيق نيكولاس ؟!

تحدث ميكا بهدوء : اجل ، جميعهم كانوا معا في نفس القسم و وجدت اسم طالبتين ماتتا في تلك السنة في نفس قسمهم ، إحداهما كارلا كروس و الاخرى مينا سويشي .

تحدثت ديانا بدهشة : مينا ؟

اومأ ميكا إيجاباً و تحدث : لها نفس اسم اختي ، ربما كانت .. شخص مقرب .. من غيلن .

بدأ ميكا يتنفس بصعوبة بعض الشيء و كانت رؤيته تصبح ضبابية ثم تعتدل و تعود غير واضحة مجدداً !
تقدم هاياتو نحوه و هو يتحدث بقلق : ميكا ، يجب أن ترتاح !

نظر ميكا له بابتسامة خافتة و تحدث : انا بخير ، يجب أن أكمل ... اخترقت سجل تحقيق الشرطة لسنتهم الأخيرة في الجامعة ، لم استطع الوصول لمعلومات كثيرة ، لكن عندما بحثت وجدت ان الطالبة كارلا نقلت من الجامعة للمشفى و ماتت هناك لسبب لم استطع معرفته لكن يبدو انه موت طبيعي .. السبب بكتابة امر وفاتها في سجل تحقيق الشرطة هو مينا ! .. فقد تم اختطافها مع طالبين آخرين و ماتت في ذلك الوقت ، لم أستطع معرفة التفاصيل .. لكن حسب ما قالته والدة كاي يفترض أن لتلك الحادثتين علاقة بالفايروس ... بعد تلك الحادثتين باسبوعين ربما .. بدأ بعض الطلاب بالاختفاء و لاحقاً عثروا على جثت اثنين منهم ، تلك الجثث كانت .. لينا سويشي شقيقة مينا سويشي الصغيرة و لاي ديغل والد كاي .. أما الأشخاص المفقودين فهم ، .. هانا والدة هاياتو ، السيد غيلن ، لوكاس و نيكولاس موراساكي ، جاك ، ديفيل ، هيت ، و جينا !

صدم الجميع من كلامه !!
أغلب هؤلاء الأشخاص هم أشخاص مقربون منهم و لهم علاقة بالفايروس و العصابة !
تحدث كاي بصدمة : لكنهم ليسوا مفقودين ؟ اغلبهم موجودون ؟!

تحدث جين بصوت جاد : هم فقدوا من العالم .. لم يعد أحد يعرفهم ، لابد انهم يخفون هويتهم !

تحدث هاياتو بجدية : امي ماتت أيضاً لذا المفقودين هنا هم لوكاس فقط .. هل هو مع نيكولاس أيضا ؟!

تحدث جين مفكراً : نيكولاس قال إن شقيقه طعنه بالسكين لكن هذا لا يؤكد انه إلى جانبنا ، و لا نعلم أن كان ما يزال حياً حتى !

بدأ ميكا بالسعال بشدة فيشعر هاياتو بقلق شديد !
جلس بجانبه فوراً و امسكه بينما يتحدث : ميكا مابك ؟!

توقفت نوبة سعاله فتحدث جين : لا يجب أن ترهق نفسك أكثر ميكا ، ساتولى إكمال البحث ، المنظمة لها علاقة جيدة برجال الشرطة و قد ساعدتهم كثيراً في السابق ، سيسمحون لي برؤية سجل القضايا و معرفة التفاصيل حول تلك الحادثتين .

اومأ ميكا إيجاباً بابتسامة فتحدثت ديانا : انا ساخترق سجلات الجامعة لمعرفة التفاصيل حول هؤلاء الأشخاص ، و قد أجد بعض المعلومات عن ذلك الفايروس !

وضع كاي يديه خلف رأسه يتحدث بملل : ساساعدك إذن ، أنهم كثيرون و سيستغرق الأمر وقتاً ، و قد استرجع بعض ذكرياتي عندما أرى بعض المعلومات حول والدي و أصدقائه .

تحدث جين : حسناً إذن لنذهب ، هاياتو انت اهتم بميكا .

تحدث ميكا باعتراض : لست بحاجة ..!

قاطعه نهوض هاياتو و هو يتحدث : لا تقلق لن أتركه أبداً .

ابتسم جين و خرج الثلاثة من الشقة ليتجه جين نحو مركز الشرطة الذي يساعد المنظمة بينما ذهب كاي لشقة ديانا ليعملا معا فشقتها مليئة بأجهزة الحاسوب المتطورة .

بينما كان هاياتو و ميكا في غرفتيهما .
كان هاياتو يعمل على الحاسوب و يتحدث متذمراً : ظننت اننا أخيراً انتهينا من المهام المنظمة فيأتي هذا الآن ؟ يبدو انك ترغب بتأسيس منظمة مستقلة لك ميكا ، عليك ان تدع عقلك يرتاح قليلاً !

كان ميكا يجلس على السرير خلفه يستمع لكلام رفيقه فابتسم بخفة . كان يحدق بالفراغ و يبتسم ففي منتصف ذلك الحديث فقد رؤيته مجدداً ألا انه حاول إكمال كلامه دون أن يلفت الانتباه لهذا ، إلا ان هاياتو كان قد لاحظه لهذا جعله يجلس و لا يفعل شيئاً !
كان ميكا يشعر بألم في صدره لا يعلم سببه ! هو ليس من أعراض مرضه النفسي اذا ما هو ؟
بدأ يغلق عيناه ببطئ حتى فقد وعيه ليغرق مجدداً في كوابيسه !

..................................................

كان غيلن يعمل في مكتبه في مقر المنظمة ، كانت المنظمة بالنسبة للناس مجرد منظمة للتحقيق تساعد رجال الشرطة ببعض الأعمال البسيطة بالإضافة لكونها منظمة إنسانية ، دون أن يعلم الناس الهدف الحقيقي لها و هو إمساك أخطر عصابة في البلاد .
دخل أحد أعضاء المنظمة قائلاً : سيدي هناك أوراق يجب أن تراها .

تحدث غلين دون النظر اليه : هل هي مهمة ؟

الرجل : ليس كثيراً ، ليس لها علاقة بالعصابة لكنها أوراق مستعجلة .

أكمل غيلن عمله بينما يقول : إذن أعطها لجين ، انا مشغول الان .

تحدث الرجل : جين لم يأتي اليوم .

اغمض غيلن عينيه بانزعاج ليفتحها و يتحدث : إذن ضعها على المكتب ساراها بعد قليل .

نفذ الرجل كلامه و هو يتمنى أن لا تكون بعد قليل أي بعد عشرة أيام !
كان جين كرئيس ثاني للمنظمة ! رغم صغر سنه إلا أنه كان هو من يهتم بالأمور الخارجية و الأوراق التي ليس لها علاقة بهدف المنظمة الحقيقي ، بالإضافة لكونه أفضل قناص لديهم ، غيابه يوم واحد يؤثر عليهم .

تنهد غيلن و تحدث في نفسه " جين أين انت الأن و ماذا تفعل ؟ آمل انك لا تقوم بشيء متهور و خطير"

............................................

في مخبأ العصابة ..
كان ليو يجلس في احدى الغرف منزعجاً .
رفع يده ليلمس الجرح على عينه فظهر غضب شديد على وجهه ليهمس بكره : سانتقم منك ، كاي !

تذكر ذلك الوقت في قصر اشويا .
بعد أن رحل هاياتو يتبع نيكولاس تقاتل كاي و ليو بمفردهما مع دعم جين لكاي من بعيد .
ارتفعت مهارة كاي و قوته في الفترة الأخيرة بسرعة . و في النهاية تسبب كاي بجرح بعين ليو جعله يضطر للانسحاب .

فتح باب تلك الغرفة لتدخل القائدة جينا .
كانت امرأة جميلة في نهاية الثلاثين من عمرها الا انها تبدو اصغر بكثير ، بشعر بني و عينين عسليتين !
فور دخولها نهض ليو من مكانه بقلق فتحدثت جينا بابتسامة : كنت أبحث عنك ليو .

ظهر الارتباك على وجه و هو يتحدث : ما .. ما الأمر ؟!

تقدمت جينا نحوه تتحدث : جئت لفحص عينك ، انت مفيدٌ بامساك الأولاد في عمرك و لا نرغب أن تقل مهاراتك بسبب هذا الجرح .

تراجع ليو خطوة للخلف و تحدث بارتباك : فحص ؟!

ضحكت جينا ثم تحدثت : مابك مرتبك هكذا ؟ انه فحص عادي لن أفعل شيئاً ، من حسن حظك انك لست مناسباً للتجارب !

اخفض ليو رأسه و ارخى دفاعه قليلاً و تحدث بصوت منخفض : أجل .

تقدمت جينا لترى جرح ليو فبدأت بفتح الضماد عن عينه بينما تتحدث : لم تكن جيدا جداً بآخر مهمة ، تحتاج المزيد من التدريب .

تحدث ليو دون النظر لها : حاضر ، ساتدرب جيداً اليوم ، امي !

..................................................

مرت ساعتين منذ أن غرق ميكا بكوابيسه التي لم تنتهي أبداً .
فتح عينيه أخيراً ليرى أضواء الغرفة منارة ، كانت الثامنة مساءً ربما ؟!
رفع ميكا جسده بصعوبة و إرهاق شديد !
كانت أنفاسه مضطربة ! جسده بأكمله يؤلمه !
بالكاد جلس على السرير بينما يهمس منادياً : هاياتو .. هاياتو !

لم يكن أحد في الغرفة ، و لم يستطع ميكا رفع صوته و التحدث ! نهض ليتجه نحو باب الغرفة بينما يستند على الجدار و يسير بصعوبة !
كانت خطواته متثاقلة جداً ! فجأة بدأ يسعل بقوة شديدة حتى شعر انه سيختنق !
توقفت نوبة سعاله ليشعر بسائل دافئ على يده !
نظر لها ليرى الدماء تغطيها !
توسعت عيناه بصدمة ! هذا حقا ليس من أعراض مرضه !

تذكر فجأة الإبرة التي حقنه والده بها ليتحدث في نفسه " هل كان ذلك ..؟!! "
عادت نوبة سعاله مجدداً بشكل أقوى فسقط جالساً على الأرض يسعل ليرى دماءً أكثر تخرج من فمه و تلون قميصه بالدماء من اصاباته السابقة التي بدأت تنزف مجدداً !

خارج الغرفة كان هاياتو قد خرج لشرب الماء قليلا فسمع صوت قادماً من غرفتهما فشعر بالقلق و همس : ميكا ؟!

اتجه مسرعاً نحو غرفته و فتح الباب بقوة فتوسعت عيناه بصدمة عندما رأى ميكا جالساً على الأرض غارقاً بالدماء !
ركض نحوه بسرعة و انخفض لمستواه ليمسكه و يصرخ بقلق : ميكا ! ماذا يحدث ؟!

نظر ميكا له بألم و لم يستطع الكلام !
رفع يده بضعف ليمسك قميص هاياتو فبدأت بعض الدماء تخرج من عينيه أيضاً ليزداد خوف هاياتو اكثر !

بدأ ميكا ينزف بشدة ، فمه ، انفه ، عيناه ، أي جرح حديث ! لتمتلأ الأرض بدماءه و تلوث يدا هاياتو اللتان بدأتا بالارتجاف بقوة !
اغلق ميكا عينيه ببطئ و سقطت يده على الارض فصرخ هاياتو بقلق و خوف شديدين : ميكا ! اجبني ! ماذا بك ؟ افتح عينيك ! ميكا !

يتبع ...

..................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما العلاقة التي تجمع أغلب البالغين هنا ؟
ما قصة الطالبتين اللتان ماتتا قبل سنوات ؟
هل لوكاس طيب ام شرير ؟
هل هو حي ام ميت ؟
ليو ابن احد مؤسسي العصابة اي انه كان يمكن ان يتعرض للتجارب كميكا !
ماذا سيفعل هاياتو الان ؟
و ماذا سيحدث لميكا ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top