رسالة لك فقط !
ان الحياة لا تعطينا من نحب ..
بل من نحبهم يعطونا الحياة ..
حبهم لنا و اهتمامهم بنا هو ما يجعلنا نشعر بالسعادة ..
إن تشعر أنك على قيد الحياة حقاً ..
إن تشعر أن هناك من ينتظرك ، يهتم بك ،
يخشى عليك من الأذى ..
لكن ان كانت حياته خالية من أي شخص يهتم به فكيف ستكون ؟
كيف يطالبونه بالنهوض مجدداً و هو فقد الشيء الوحيد الذي يعطيه الحياة !
كلاهما فقداه في الحقيقة !
فور تحسن هاياتو قليلاً خرج من المشفى دون ان ينتبه له احد و حبس نفسه في غرفته حتى لا يرى أحداً !
دخل الشقة بخطوات متثاقلة يستند على العكازات !
رفع رأسه لينظر للمكان !
هذا المنزل الدافئ الذي جمع لحظاته السعيدة مع ميكا أصبح الآن مكان بارد موحشاً بالنسبة له !
يعلم أن ميكا يعيش الآن لحظات أسوأ منه !
لكن ماذا يفعل ؟ لا يستطيع التحمل و النهوض !
تقدم لداخل الشقة و مع كل خطوة يخطوها بصعوبة تمر أمام عينيه الأوقات التي قضاها معه !
عندما كانا يتحدثان معاً ، عندما كان يراقبه أثناء إعداده للطعام ، ياكلان معاً ، يدرسان معاً ، يذهبان للمدرسة و العمل .. ثم يعودان للمنزل متعبين و رغم هذا يقضيان الوقت معاً بالدراسة و التخطيط للمستقبل !
دخل غرفته ليري سرير ميكا فارغاً !
اعتصر الألم صدره و هو يتذكر آخر أيام ميكا هنا ، عندما استيقظ بمنتصف الليل ليرى ميكا يأخذ الكثير من الحبوب !
عندما بدأ ميكا بالصراخ دون شعور منه و حاول هو و كاي تثبيته بينما حقنته ديانا بتلك الإبرة !
استلقى على سريره و وجهه نحو الجدار ، لا يمكنه النظر للغرفة ، لا يمكنه رؤية هذا المكان مجدداً ! لا مكان آخر له ليذهب إليه لذا اكتفى بالجلوس هناك مغمضاً عينيه !
لا يحب هذا السكون !
لا يحب هذه الوحدة أبداً !
همس بصوت متالم : ميكا !
................................
في المشفى ...
و بعد مرور ثلاثة أسابيع على الحادث ..
فتح كاي عينيه أخيراً لينظر حوله بحيرة ليجد نفسه في المشفى !
فور أن تذكر ما كان يحدث توسعت عيناه بصدمة !
أراد النهوض و بدأ فعلاً بإبعاد الأجهزة و المغذي عنه !
صدر صوت من أحد الأجهزة فضن الأطباء أن شيء حدث له و اتجهوا لغرفته فوراً !
و لحسن الحظ انهم أتوا فقد منعوه من النهوض و اعادوه للسرير بسرعة !
ألا إن كاي بدأ يصرخ : ماذا حدث لاصدقائي ؟ أين هم ؟!
تحدثت الممرضة بقلق : اهدأ أرجوك ، انت مصاب بشدة و لا تستطيع الحركة بعد !
صرخ كاي بغضب : لن اهدأ قبل أن أراهم !
سمع صوت فتاة تتحدث بدهشة : كاي !
نظر لمصدر الصوت ليجد ديانا تقف عند الباب تبتسم و الدموع تجمعت بعينيها كأنها لا تصدق ما تراه الآن !
تقدمت ديانا نحوه مسرعة فتحدث كاي بقلق : ديانا هل أنت بخير ؟ كيف حال الجميع ؟!
تحدثت ديانا بسعادة : انا بخير أقلق على نفسك أولاً ! لقد كنت نائماً لثلاثة اسابيع !
تفاجئ كاي من كلامها فتحدث : ثلاثة اسابيع ؟ لما ؟ ماذا حدث ؟
نظرت ديانا له دون أن تقول شيئاً !
هل هذا الوقت المناسب لتتحدث ؟
ألا ان نظرات كاي احتدت و هو يتحدث : ما الأمر ديانا ؟ أين ميكا و هاياتو و جين ؟ هل حدث شيء لهم ؟
نظرت ديانا للأرض بحزن دون أن تتحدث فتحدث كاي بصوت قلق : ديانا ؟!
أخيراً تحدثت ديانا بصوت حزين : السيد غيلن قد مات !
توسعت عينا كاي بصدمة لتكمل ديانا : و جين حبس نفسه في غرفته منذ ذلك اليوم و لم أستطع رؤيته ! و أمس .. خرج هاياتو من المشفى و حبس نفسه أيضاً و لا يقبل مقابلة أحد !
صمتت ديانا و ملامح الحزن عادت لوجهها فتحدث كاي بصدمة : ماذا ؟ .. مهلاً انتظري .. ماذا عن ميكا ؟ ميكا لن يسمح لهاياتو بفعل هذا !
شدت ديانا على قبضة يدها ثم تحدثت : ميكا .. لقد .. لقد ذهب .. أخذه نيكولاس !
توسعت عينا كاي بصدمة !
تحدث بصوت قلق مرتجف : ماذا ؟ ماذا تعنين بلقد ذهب ؟ ميكا ؟!
لم تتحدث ديانا !
بقيت تنظر للأرض بصمت و الدموع تتجمع بعينيها ! فهم كاي أن هذا حقيقي فتحدث بصدمة : مستحيل ! هذا مستحيل ! ميكا رحل ؟ هاياتو منهار ؟ حتى جين ؟!
صدم كاي من كلام ديانا و فجأة بدأ يتنفس بصعوبة !
وضع يده على صدره بألم و بدأ يتنفس من فمه و ملامح الألم على وجهه !
تقدمت ديانا نحوه مسرعة بينما جعلته الممرضة يستلقي على السرير قائلةً : لهذا قلت لك ان لا تتحرك ! أنت مازلت مصاباً و حالتك لم تستقر !
نظرت الممرضة لدينا و تحدثت بابتسامة : ارجو منك أن تخرجي ، هذا لسلامته !
نظرت ديانا له بحزن ثم تحدثت : حسناً .
خرجت لتشاهده عبر النافذة بألم و حزن ! إلى متى ستبقى وحدها و ترى الجميع يتألم ! هي لا تعلم ما تفعل لجعلهم يتحسنون !
....................................
في الجانب الآخر ...
كان ميكا يعاني من الكوابيس مجدداً !
فتح عيناه و نهض بسرعة ليتنفس بقوة !
شعر بالألم في جسده بسبب حركته المفاجئة تلك !
نظر حوله ليرى والده يضع رأسه على مكتبه لينام تاركاً السرير لميكا !
نظر ميكا له بحيرة و بعض قلق !
حرك جسده ببطئ لينهض من السرير و اتجه نحو والده مفكراً " هو حقاً نائم ؟ أنا لم أره و هو ينام من قبل ! "
اقترب منه أكثر ليرى الأوراق التي يعمل والده عليها !
كانت هناك الكثير من الأوراق لكن ما لفت انتباهه ورقة كتابتها مشفرة ! يبدو أن الأوراق الأخرى هي محاولات نيكولاس لحلها !
توسعت عينا ميكا عند رؤيته لتلك الشفرة !
لا يعلم من أين تعلمها ، لكنه استطاع قرأتها فوراً !
و ما أثار دهشته أكثر أن الورقة هي رسالة من لوكاس !
تحدث في نفسه " هل لوكاس معنا إذن ؟ "
بدأ يحاول قرأة الرسالة في نفسه
" سأكتب هذه الرسالة حيث لا يستطيع نيكولاس قرأتها أبداً ، هذه الرسالة موجهة لك ميكا ! أنت و انا الوحيدين الذين نستطيع قرائتها ! حين تقرأ هذه الرسالة سأكون ميتاً ! لا أعلم كم أصبح عمرك الآن ، و لا ان كنت ستذكر هذه الشفرة ام لا ، كنت قلقاً أن كنت ستستطيع قرأتها عندما تكبر لكنني وضعت كل ثقتي بك ! ميكا لقد وجدت..."
لم يستطع ميكا قرأة المزيد منها فقد كانت يد والده تغطيها !
استجمع ميكا شجاعته و مد يده لسحب الورقة من أسفل يده إلا أن نيكولاس استيقظ فجأة و أمسك يد ميكا فوراً !
شهق ميكا بصدمة و تراجع خطوة للخلف بينما نظر نيكولاس له بحيرة ! ثوانٍ حتى فهم نيكولاس ما حدث فنطق بدهشة : انت .. استطعت قرأتها ؟!
حرك ميكا رأسه نافياً بينما يهمس بقلق : لا !
ابتسم نيكولاس بمكر و اقترب منه بينما يتحدث : هذا مذهل ! كنت أعلم أن هناك أشياء مشتركة بينك و بين لوكاس !
امسك نيكولاس ذراعه بقوة قائلاً : أخبرني ما كتب بها !
حاول ميكا إبعاده عنه بينما يتحدث : لا أعلم !
تحدث نيكولاس بابتسامة : ميكا ، الكذب أمر سيء ، بأي حال حان الوقت لنذهب فجاك ينتظرنا و ستتكلم هناك !
شعر ميكا بالقلق ! رغم أنه لم يقرأ الشيء المهم في الرسالة بعد إلا أنه علم أنها موجهة له ، أي لا يجب أن يطلع عليها نيكولاس ابداً !
لذا مهما حدث هو لن يخبرهم انه استطاع قرأتها ! هو لا يتذكر الشفرة أو متى تعلمها ! ألا انه يستطيع قرأتها عند النظر اليها فقط !
أخذ نيكولاس ميكا لغرفة أخرى ، كانت المختبر الذي سيجري به تجاربه !
قيد ميكا بالكرسي ثم اتجه لصديقه جاك الذي كان يتفحص بعض المواد !
كانا يتحدثان قبل بدأ تجاربهما ، يناقشان ما الذي يجب البدأ به !
نظر ميكا لهما بحزن و هو يتمنى لو أن لوكاس قتله عندما كان صغيراً ! هل هو حقا مجرد لعبة بالنسبة لهم ليتناقشوا هكذا بماذا يبدأون !
اخفض رأسه بألم مفكراً " إلا قيمة لي عندهم ؟ هل ابي لا يحبني لهذه الدرجة ؟! "
...................................
كان نائماً بهدوء ..
إلا أن الحزن ملأ نفسه من الداخل !
فتح كاي عينيه ببطئ مجدداً ، لكن هذه المرة راى والدته بجانبه !
نظرت والدة كاي له بابتسامة خفيفة لتتحدث : كاي هل أنت بخير ؟ كيف تشعر الآن ؟
نظرات كاي لها كانت حزينة جداً !
همس كاي بألم : امي !
كانت ديانا تجلس معهما في الجانب الآخر من السرير .
نظرت والدة كاي لجراح ابنها و هي تتحدث بقلق : انا سعيدة انك استيقظت ! كنت خائفة عليك جداً !
تحدث كاي بحزن : امي هذه الجراح لا تؤلمني .
نظرت والدته له بحيرة و قلق ليتحدث كاي بألم أكبر : أن صدري يؤلمني أكثر !
نظرت والدته له بحزن شديد فديانا اخبرتها ما حدث و هي حزينة أيضا على باقي الأولاد !
أكمل كاي بحزن شديد : هذه أول مرة أشعر فيها أنني عاجز تماماً ! لم أشعر يوماً بالضعف كما الآن ! السيد غيلن مات و قد فقدت اول صديق حقيقي حصلت عليه ! لقد ذهب امي ، ذهب دون أن أستطيع فعل شيء ! دون أن أستطيع حتى النظر إليه !
تحدثت والدته لمواساته : لا تقل هذا كاي ، صديقك سيعود !
ألا إن كاي تحدث باستسلام : كيف ؟ الشرطة تبحث عن العصابة منذ سنوات و لم تجد مكان اختبائهم ! نيكولاس لن يسمح لميكا بالهرب أبداً !
نظرت والدته له بحيرة و حزن !
ان ابنها و جميع الأولاد هنا فقدوا الأمل تماماً !
تحدث كاي بشرود : فهمت الآن لما هاياتو يتدرب باستمرار ! نيكولاس و من معه أقوياء جداً ! و ميكا ..انه حساس جداً ، حتى انا سببت له الأذى عندما كنا في المدرسة ! بالتفكير بالأمر .. انا حتى لم اعتذر له على ما فعلته !
شدت ديانا على قبضة يدها بحزن !
ترغب بالكلام لكنها لا تعلم أن كان كلامها مناسباً ! لا تعلم أن كان كاي سيغضب منها كما فعل هاياتو !
ألا إن كاي شعر بأنها ترغب بقول شيء لذا تحدث : ما الامر ديانا ؟
نظرت ديانا له بارتباك ثم تحدثت : لا .. انا ..
صمتت ديانا فتحدثت والدة كاي بابتسامة خفيفة حزينة : أن كنتِ ترغبين بقول شيء فلا بأس صغيرتي ، تحدثي !
تحدثت ديانا بارتباك : لا أعلم ؟ ربما اجعلك تغضب ! هاياتو صرخ عندما تحدثت !
تحدثت والدة كاي : لا بأس الجميع متوتر اساساً لذا قولي ما لديك مهما كان ، ثقي بنفسك !
نظرت ديانا لها بارتباك ! هي لا تملك الثقة الكافية لتتحدث في مواقف كهذه !
ألا انها استجمعت شجاعتها و نظرت لكاي بجدية : حسناً سأتحدث ، انتم جميعاً ضعفاء جداً ! تتحدثون عن ميكا كانه مات ! ميكا حي ! و ماذا إن كانت الشرطة لم تجد العصابة منذ سنوات ؟ انظر ماذا فعلنا نحن خلال أقل من شهر ! تمكنا من تدمير ثلاث أماكن للعصابة و اعدنا مينا ! رغم أن ميكا هو من وجد مكانها لكن هذا لا يعني أن نستسلم عندما يرحل ! (ارتفع صوتها ) عندما رحل ميكا كان يثق بنا ! رحل لينقذ حياتنا ! لكن انتم الآن تخونون ثقته ! ميكا رحل ليعطينا الحياة و هو يعلم أننا سننهض من جديد و نذهب لأجله ! ميكا يعاني منذ ثلاثة أسابيع و انتم تجلسون هنا باستسلام ؟ ان تعاونا نستطيع معرفة مكانه و إنقاذه ! ظننت انك ستكون افضل من الآخرين و تنهض لتساعدني لكنك خيبت املي أيضاً ! أنت ضعيف جدا ً! ضعيف جداً و لا تستحق أن تكون ثاني أقوى شخص !
أنهت كلامها بصراخ بسبب انفعالها ثم صمتت لتدخل كاي و والدته في حالة صدمة !
انتبهت لنفسها أخيراً فشعرت بالخجل لتتحدث بصوت منخفض : ا..آسفة على الصراخ .. هذا ما فكرت به .. يبدو أنني انفعلت كثيراً !
نظرت لكاي قليلاً و هي تتحدث : هل انت غاضب الآن ؟
كانت ملامح وجه كاي منزعجة بالفعل !
شعرت ديانا بالحزن مفكرةً " لقد أغضبته أيضاً ، ميكا اختفى و هو حزين عليه من السئ أن اصرخ و أتحدث هكذا "
تحدث كاي بصوت منزعج : ديانا !
ردت ديانا بخفوت : نعم ؟
صرخ كاي : ما مشكلة ثاني أقوى شخص ؟!
نظرت ديانا له بصدمة ليبدأ كاي بالتحدث بصراخ : هاياتو لم يهزمني و لم نحدد بعد من الأقوى لذا لا تحكمي هكذا ، و قد ظننت انك إلى جانبي ! أنت خائنة !
ضحكة خفيفة صدرت من ديانا و والدة كاي لينظر كاي لهما بحيرة !
هدأ كاي قليلاً ليتحدث : انت محقة .. لا وقت للاستسلام ، لكن أتستطيعين معرفة مكانهم و الشرطة نفسها لم تستطع ؟
تحدثت ديانا بحماس : أجل ، بدقة ملاحظة هاياتو و تحليل جين السريع للموقف و معرفتي بالأجهزة نستطيع تتبع مكانهم !
نظر كاي لها بحاجب مرفوع : و لما انا خارج الخطة ؟
ضحكت ديانا و نظرت والدة كاي لهم بابتسامة !
يمكن إقناع كاي بأي شيء بسرعة ، و هذا جيد ! فهو منفتح و يتقبل الأمور بسهولة و بهذا يستعيد قوته بسرعة و لا يفقد الأمل فوراً !
طالما لدينا الأمل و العزيمة نستطيع فعل أي شيء ، و هذا الفريق حقاً يكمل بعضه بعضاً ، و مهما وقف في طريقهم ، مهما كان صعباً ، هم يستطيعون هزيمته بالتعاون !
يتبع...
.......................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
نيكولاس يستمر بتجاربه فماذا ستكون النتيجة ؟
هل سيجد المكون الاخير لتطوير الفايروس ؟
و ماذا سيحدث لميكا ؟
ترك لوكاس رسالة لميكا فما محتواها و فائدتها ؟
و كيف استطاع ميكا قرائتها مع ان نيكولاس نفسه لم يستطع ؟
كاي استيقظ و استعاد نشاطه فهل يستطيع تغير شيء ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top