ذكريات الزهور
كلما دخل هذا المنزل تعود ذكرياته الجميلة لترسم ابتسامة دافئة على وجهه !
كل لحظة قضياها معا هي كنز بالنسبة له !
ذكرى كالزهور مهما مر عليها الزمن و مهما حاول العالم محوها بقساوته .. ستظل هذه الذكريات في عقله لا تنسى أبداً !
.................في الماضي..............
كان يجلس بهذه الغرفة أيضاً فدقت بابها بخفة . نهض بابتسامة ليفتح الباب ليرى توأمه و نصف روحه يقف امامه .
مد الأصغر يديه نحو شقيقه بابتسامة و هو يحمل بينهما شئ شبه مسطح مغلفاً بشكل جميل و لف بشريط أحمر قد صنع زهرة جميلة فوقه !
نظر نيكولاس له بحاجة مرفوع و نطق : ماهذا لوكاس ؟
رد لوكاس بابتسامة : هدية !
نيكولاس (بحاجة مرفوع) : و ما المناسبة ؟!
عبس لوكاس و دفع الهدية نحو صدر أخيه بينما يتحدث بعبوس : انه يوم ميلادنا كيف تنسى مناسبة كهذه أيها الأخ الكبير الخائن !
أمسك نيكولاس الهدية و ضحك ثم تحدث : ليس ميلادنا بل يوم لقائنا !
عبس الآخر و رد : اتفقنا أن يكون يوم لقائنا هو يوم ميلادنا بما أننا لا نعرفه !
ضحك نيكولاس على عبوس لوكاس اللطيف كما يصفه فزاد عبوس لوكاس و نطق : خائن !
رد نيكولاس : خائن ؟ هل يصفني أخي اللطيف بالخائن الان ؟!
عبس لوكاس و أدار وجهه بعيد عنه لتمتد يد نيكولاس فجأة و هو يحمل فيها هدية أخرى مغلفة للوكاس !
فنطق : كنت امزح ، لن أنسى هذا اليوم أبداً !
ابتسم لوكاس و أخذ الهدية ، هو يعلم أن نيكولاس كان يمزح لكنه يحب أن يرى ابتسامة أخيه تلك و هو لا يهتم للهدية حقاً .
فتحا هديتهما معا فكانت هدية نيكولاس كتاب مغامرات آخر فنطق لوكاس : هذا الكتاب جميل حقاً لقد قرأته وبالكاد استطعت حل لغز المدينة قبل البطل لذا اتحداك ان تحله قبلي !
ابتسم نيكولاس و أجاب : أقبل التحدي !
فتح لوكاس هديته فكانت كمان جديد و كتاب موسيقى !
نظر لوكاس لشقيقه بابتسامة فتحدث نيكولاس : لم تشتري كمان منذ تحطم السابق عندما كنا صغار لذا اشتريت واحداً جديداً لك ، اشتقت لسماع الحانك !
ابتسم لوكاس و تحدث : ساسمعك عزفي طوال اليوم !
نيكولاس : سعيد بهذا .
لاحقاً اكتشفوا أن أصدقائهم في الجامعة أقاموا لهما حفلة في منزلهما دون علمهما فكان يوم جميلاً !
في المساء بعد أن حضر نيكولاس الطعام ذهب لغرفة لوكاس ليناديه ففتح لوكاس الباب فورا و نطق بسعادة بينما يسحب نيكولاس لداخل الغرفة : جئت في الوقت المناسب أخي تعال بسرعة ، انظر ما رأيك ؟!
كان لوكاس قد ارتدى القميص الجديد الذي أعطته اياه هانا و قد كان جميل جداً عليه .
رد نيكولاس بابتسامة : انه جميل .
استدار لوكاس ينظر للمرآة و تحدث : هانا أحضرت واحداً لك أيضا صحيح ؟ سيكون جميل عليك بالتأكيد !
نطق نيكولاس بابتسامة : لوكاس الطعام سيبرد !
ابتسم لوكاس و رد : حسنا ساتي !
بدأ لوكاس بتغير قميصه و عندما أبعد القميص الجديد ظهر على ظهره جرح كبير بدا كأنه بسبب سيف أو سكين !
نظر نيكولاس للجرح فتغيرت ملامح وجهه ليظهر الحزن عليها فتقدم نحو لوكاس بهدوء !
وضع لوكاس قميصه على السرير ليشعر فجأة بيد تلمس ظهره !
مرر نيكولاس يده على الجرح ثم تحدث بصوت حزين : هل يؤلمك ؟!
ابتسم لوكاس و أجاب : ....لا .
تذكر نيكولاس ما حدث قبل سنتين !
كانا في المتجر التجاري فحدث سطو مسلح عليه !
في تلك اللحظة افترق نيكولاس و لوكاس بالخطأ و أمسك المجرمون لوكاس و وضعوه مع الرهائن !
ازعج المجرمين رجلٌ يجلس أمام لوكاس فقاموا بقتله فوراً !
تناثرت دمائه على وجه لوكاس فبدأ يرتجف و عادت ذكرى ذلك اليوم له بعد أن باعه والده المزيف !
ثم بدأ المجرمين بقتل الرهائن واحداً تلو الآخر جاعلين لوكاس وسط بحر من الدماء ينتظر أن تصيبه رصاصة ما !
سائت حالة لوكاس كما يحدث دائماً عندما يرى الكثير من الدماء فبدأ يصرخ واضعاً يديه على أذنه كما في ذلك اليوم متخيلاً أن كل شيء بسببه !
بعدها تدخل نيكولاس و حاول إيقاف المجرمين بخنجره و هناك تعرف على ديفيل و لاي الذين كانا هناك أيضا فساعداه بهذا !
ألا إن نيكولاس لم ينتبه لرجلٍ أراد الاطلاق عليه فوقف لوكاس أمام شقيقه ليحميه فضربه نيكولاس بالخطأ في ظهره في اللحظة التي أصابت الرصاصة كتف لوكاس !
هرب المجرمون مع المال بينما دخل لوكاس المشفى فلام نيكولاس نفسه و مازال نادماً على ذلك الخطأ حتى هذا اليوم !
نطق نيكولاس بحزن : آسف جداً لما حدث !
استدار لوكاس نحوه ليحتضنه و نطق بابتسامة دافئة : ليس خطاك اخي انت لم تفعل شيئاً ، أنا سعيد لأنك لم تصب بأذى في ذلك الوقت .. أخي .. انت كل شيء بالنسبة لي .. لا احب رؤيتك حزيناً لذا ابتسم !
ابتسم نيكولاس بخفة و احتضنه أيضاً : انت أيضًا أهم شخص بالنسبة لي و لا أرغب برؤيتك تتاذى !
ابتسم لوكاس بمرح و رد : سأكون بخير دائماً طالما انت معي !
.................. الحاضر.................
عاد صاحب المنزل له في الوقت الخطأ حيث جلس نيكولاس في غرفته بينما كان الأربعة مختبئين فيها أيضاً !
تسارعت دقات قلبهم بقوة و هم يرون نيكولاس يجلس أمامهم !
ابتسم نيكولاس مفكراً " على ذكر هذا ، أين ذلك الكتاب الآن ؟"
فتح نيكولاس الدرج بجانب سريره فكان مليء بالكتب !
بحث بينها ثم توقف مفكراً " لحظة أذكر انه كان على المكتب "
نهض نيكولاس و اتجه حيث يختبأ هاياتو !
خلف مكتب الدراسة !
تسارعت ضربات قلب هاياتو بشدة و هو يرى نيكولاس يتجه نحوه !
توسعت عينا جين بصدمة و قلق مفكراً " يتجه نحو هاياتو ! ماذا أفعل ؟! إن رآه سوف..."
ابتلع جين ريقه بصعوبة و مد يده يستعد لإخراج سلاحه !
وقف نيكولاس أمام المكتب حيث أدار هاياتو رأسه لينظر للإمام و قد وصل لأقصى درجات القلق !
ان رآه نيكولاس هنا سيقتله فوراً قبل أن يتمكن من الحراك !
بحث نيكولاس بين الكتب على المكتب .
فجأة نطق : انت هنا أيضا .. هاياتو !
توسعت عينا هاياتو بخوف شديد و أستعد جين ليخرج فوراً !
فسحب نيكولاس كتاباً و تحدث بابتسامة : هاياتو و صانع الدمى ، لم أقرأ هذا الكتاب منذ زمن !
كان الأربعة بحالة صدمة !
هاياتو في نفسه " لماذا لماذا لماذا اسمي بالذات لماذا !!! "
تنهد جين بصمت و راحة بينما بالكاد منع كاي ضحكته من الخروج و فكرت ديانا " قلت لكم انه يحب الكتب كثيراً "
استمر نيكولاس بالبحث عن الكتاب الذي أهداه له لوكاس إلى أنه وجده .
كانت تلك اللحظات القصيرة الأسوأ و الأصعب للاربعة في الغرفة !
استدار نيكولاس يحمل الكتابين و نظر نحو الصورة على الجدار .
الصورة التي جمعته مع توأمه قبل عدة سنوات فهمس : اشتقت لك كثيراً !
أعطت هذه الكلمات شعوراً مختلفاً بعض الشيء للاربعة خاصةً لهاياتو الذي لم يرى من نيكولاس سوى القسوة ! فقد بدا عليه الحزن عندما نطق بهذه الكلمات رغم الابتسامة على وجهه !
سار نحو باب الغرفة ليغادرها و يسمع الأربعة صوت الباب الرئيسي يغلق .
و دون سابق إنذار انطلق هاياتو فوراً خارجاً من الغرفة فتبعه الثلاثة بسرعة !
هم لن يفوتوا فرصة اللحاق به و قد يجدون ميكا حيث يتجه !
خرجوا من النافذة فوراً فكان الليل قد حل و وقفوا خلف سور المنزل يراقبون نيكولاس يبتعد !
دخل أحد الأزقة فخرج الأربعة بسرعة يتبعونه ! تبعوه بخفة لأكثر من عشر دقائق دون أن يلاحظهم نيكولاس !
فجأة بدأ نيكولاس بالجري !
شهق هاياتو بصدمة و بدأ يلاحقه لكي لا يفقد أثره !
ركض كاي بجانبه و نطق : ماذا سنفعل الآن يبدو انه قد لاحظنا !
رد هاياتو بقلق و صوت جاد : سأحاول إمساكه انها الطريقة الوحيدة لأيجاد ميكا !
ردت ديانا : هذا خطر جداً !
هاياتو : نحن أربعة يجب أن نمسكه و الا لن نجد ميكا أبداً !
جين : أوافقك الرأى .
ركضوا خلف نيكولاس محاولين القبض عليه إلا أنهم لم يقتربوا منه أبداً و لم ينظر نيكولاس لهم حتى !
دخل نيكولاس أحد الأزقة فتبعوه إلى هناك و عندما نظر كاي داخل الزقاق لم يجد أحداً !
جاء هاياتو خلفه و نطق بسرعة : من هنا !
نظر كاي إلى الجانب حيث كان هناك سلة مهملات كبيرة صعد هاياتو فوقها ثم قفز نحو شرفة إحدى الشقق و منها قفز نحو سطح البناء و بدأ يركض فوقه حيث رأى كاي نيكولاس يركض هناك أيضاً !
فصعد كاي و جين هناك إلا ان ديانا لم تستطع القفز لهذا الارتفاع لذا ركضت بين المنازل تحاول اللحاق بهم !
ركض نيكولاس فوق أسطح المنازل حتى وصل لمنزلين كان هناك مسافة كبيرة بينهما لذا قفز من الطابق الثاني و هبط على الأرض بخفة و تلك الابتسامة الماكرة تزين وجهه !
وصل كاي لحافة المنزل و رأى نيكولاس فنطق : لا هذا خطير !
و بدأ يتسلق السلم على جانب البناء للنزول إلا أنه راى هاياتو يقفز تماماً كما فعل نيكولاس دون أن ترمش عينه لحظة ثم عاد للركض خلفه فنطق كاي بانزعاج : أكرهك !
ركض نيكولاس بين الأزقة يتبعه الثلاثة و فجأة قفز جين أمامه يمنعه من إكمال طريقه فأخرج نيكولاس خنجره فوراً إلا أن كاي ظهر خلفه محاولا ضربه فتجنب نيكولاس الضربة إلا أن ذلك جعله لا يلاحظ ديانا التي أطلقت النار على يده فسقط الخنجر !
أطلق جين نحو رأسه فوراً إلا أنه تجبنه فإذا به هاياتو يضربه بقوة ليسقطه على الأرض و يجلس فوقه موجهاً السلاح نحو قلبه بينما يوجه جين سلاحه نحو رأس نيكولاس و وقف كاي و ديانا حولهم !
صرخ هاياتو بغضب و كره شديدين و صوت مهتز : استسلم فوراً نيكولاس ولا تقاوم !
صدر صوت ضحكة مكبوتة من نيكولاس فزاد غضب هاياتو و قلقه فصرخ : ما المضحك ؟!
رد نيكولاس بابتسامة ماكرة : تبدو خائفاً و انت تنطقها هكذا !
تحدث هاياتو بصوت منخفض : ماذا ؟!!
نطق جين و هو يشير بسلاح نحو رأس نيكولاس : هذا يكفي نيكولاس .. لا تتحرك و الا ساطلق !
ابتسم نيكولاس بلطف و تحدث : انت مخطأ .. انا لست نيكولاس ، انا لوكاس !
توسعت أعين الجميع بصدمة !
يظهر نيكولاس أمامهم فجأة ثم يحاول الهرب منهم ثم يدعي أنه لوكاس !!
ماذا يحدث هنا ؟!
تحدث نيكولاس أو لوكاس بابتسامة : لذا ايمكنكم أبعاد أسلحتكم عني ؟ ثم هل لديكم رخصة لحمل سلاح و انتم بهذا العمر ؟
صرخ هاياتو : لا تمزح معنا نيكولاس ، لوكاس مات !
ابتسم لوكاس بلطف و نطق : لكنني لست شبحاً !
ثارت أعصاب هاياتو فهو يراه نيكولاس تماماً لذا صرخ بأنفعال مستعداً لإطلاق النار في أي لحظة : لا تسخر مني ! أنت ...
أوقفه جين ناطقاً : هاياتو تحكم باعصابك !
ابتسم نيكولاس أو لوكاس بسعادة ليتحدث : هاياتو ؟ نفس اسم بطل القصة !
صرخ هاياتو : دعك من تلك القصة الغبية !
نطق جين : أن كنت لوكاس حقاً إذن أثبت لنا ذلك !
نظر الأشقر لهم بحيرة ثم أدار رأسه للجانب يتحدث : أن شعري أقصر من نيكولاس ، هكذا كان الناس يميز بيننا في السابق !
تحدثت ديانا بجدية : نيكولاس يمكن أن يقص شعره .
تحدث الأشقر بحيرة و تفكير : لقد حاولت لكن لا أظن أن نيكولاس سيوافق على قصه ، على اي حال كيف أثبت أنني لوكاس ؟!
نطق جين : أخبرنا بشيء لا يعلمه نيكولاس .. أخبرنا طريقة تطوير الفايروس !
توسعت عينا الأشقر بصدمة لينطق : تعلمون بأمر الفايروس ؟! من انتم انا لا اراكم جيداً ؟!
كان الضوء فوقهم يمنع لوكاس من رؤية وجوههم جيداً !
ألا إن هاياتو صرخ : أجبنا بسرعة !
رد الاشقر وقد وضع بعقله تخيلاً لمن يمكن أن يكونوا : المكون الرئيسي لتطوير الفايروس هو ... ( يبتسم ) ... الحمض النووي لهانا !
توسعت عينا هاياتو بصدمة شديدة !!
الحمض النووي لوالدته ! ذلك يعني .. حمضه النووي أيضاً !
نظر جين لكاي فوراً فكان بحالة صدمة أيضا ثم همس بصوت مهتز : الحمض النووي ؟... عبق الزهرة الذابلة !!
و بتأكيد هذه الحقيقة من قبل كاي شعر هاياتو كأن صاعقة ضربته !
دمه هو المكون الرئيسي لتطوير الفايروس ! و فوق هذا ، هذا الشخص ليس نيكولاس ؟ أي أنه أضاع الفرصة الوحيدة لإيجاد ميكا !!
نطق لوكاس و هو يحدق بالشخص الذي تحدث قبل قليل : هذا صحيح ، لابد انك ابن لاي ! هذا رائع لقد وجدتكم بسرعة ! ام انه انتم من وجدني ؟!
ابعد جين سلاحه بصدمة و هو يتحدث : إذن انت السيد لوكاس حقاً !!
ابتسم لوكاس و هو ينظر له : أجل ، لا داعي لسيد ناديني لوكاس فقط ، من طريقة كلامك أظن انك جين ، لديك بعض الشبه بايثان حقاً !
ابتعد جين و كاي و ديانا عن لوكاس إلا أن هاياتو بقي يجلس فوقه بصدمة و دقات قلبه كأنها في سباق !
هذا ليس نيكولاس ؟!
ميكا ليس معه ؟!
نطق جين : هاياتو انهض انه ليس نيكولاس !
ألا إن هاياتو لم يستمع له !
كل ما كان يراه هو وجه نيكولاس ، ابتسامة نيكولاس ، صوت نيكولاس ، أنه هو نيكولاس !
لم يتحرك هاياتو أبداً فتحدث كاي : هاياتو !!
إلا أن لوكاس نهض بنفسه مجبراً هاياتو على الابتعاد عنه قليلاً !
فوضع لوكاس يده على جانب وجه هاياتو و قرب وجهه منه ليرى لعينيه جيداً و تحدث : هاياتو ... لابد انك ابن هانا ! عيناك تشبهان عينا والدتك تماماً !
ابتعد هاياتو عنه بسرعة و قد اضطربت أنفاسه و هو ينظر له بصدمة و قلق ! تذكر ذلك الوقت في قصر اشويا عندما قال له نيكولاس الجملة ذاتها فصرخ هاياتو بانفعال و قلق شديد : انت نيكولاس ! أنت كاذب انت هو نيكولاس !!
امسكه كاي ليهدئه قليلاً و تحدث بقلق : هاياتو أهدأ !
تراجع هاياتو ليصطدم بالجدار بينما ينظر للوكاس بقلق و كره شديدين !
أمسك كاي بكتف هاياتو يهدئه قليلاً بينما وقف لوكاس أمامهم فأشارت ديانا له بسلاحها و نطقت : أن كنا ابتعدنا عنك قليلاً هذا لا يعني أننا وثقنا بك تماما !
ابتسم لوكاس و نطق : انت ذكية ، لا بد انك الشخص الجديد الذي تعرفوا عليه !
مسح لوكاس على شعرها بابتسامة و نطق بلطف : لا داعي لهذا التوتر اهدؤا قليلا !
نظر لوكاس لهاياتو و اكمل بحزن : لكن أظن أن الهدوء صعب قليلاً فما فعله أخي ليس بقليل !
اقترب لوكاس من هاياتو و مد يده نحوه إلا أن هاياتو دفعه و صرخ بغضب : لا تلمسني ، انت نيكولاس ، أخبرني بمكانه فوراً ! أعده إلي ! أعد الي أخي !!
فقد هاياتو أعصابه و لم يعد يشعر بما يفعله و يقوله !
حاول كاي تهدئته لكنه رفض الهدوء و الاستماع فابعد لوكاس كاي و امسك بهاياتو بقوة !
كان هاياتو يدفعه و يحاول أبعاده إلا أن لوكاس امسكه جيداً و همس في أذنه : آسف لكل ما فعله أخي لك !
ضغط لوكاس على رقبة هاياتو بقوة و ثوانٍ حتى سقط هاياتو بين يديه !
نظر جين له بصدمة و قلق و تحدث : ماذا حدث له ؟!
رد لوكاس بابتسامة : انها خدعة تعلمتها يبدو انه متعب جداً و لا ينام جيداً لذا يحتاج للراحة !
كان الثلاثة ينظرون له بدهشة و قلق بينما حمل لوكاس هاياتو و تحدث : تعالوا معي لشقتي سنتحدث هناك !
سار لوكاس في الزقاق المظلم فتبعه الثلاثة بحذر فهو يمسك هاياتو الآن !
..........................
وصلوا لشقة لوكاس فوضع لوكاس هاياتو في سريره و خرج من الغرفة متجهاً إلى الثلاثة الآخرين .
كان كاي و ديانا يجلسان على الاريكة بينما يقف جين ينتظر لوكاس .
وصل لوكاس لهم و أخذ ينظر لهم بتمعن !
نظر لجين طويلاً فحدق به جين بشك فاقترب لوكاس منه بينما تراجع جين بقلق إلا أن لوكاس وضع يده فوق راس جين و نطق بابتسامة : لقد كبرت كثيراً ! قبل شهر كنت قد ارسلتك إلى ايثان رضيعاً !
نظر لوكاس لذراع جين المفقودة حيث يتحرك كم قميصه في الهواء بخفة فامسكه لوكاس و نطق ببعض الحزن : لكن ذراعك .. ؟
ابتعد جين عنه قليلاً و نطق : انها بخير لكن .. ماذا تقصد برضيع ؟!
ابتسم لوكاس بخفة و تحدث : أجل أتذكر .. انا كنت اول من حملك بعد ولادتك ! .. لكن لا اظنك تذكر هذا !
نطق جين بحيرة : قبل شهر ؟!
ابتعد لوكاس عنه قليلاً و تحدث بابتسامة : آسف أقصد قبل ثماني عشر سنة ، مازلت لم أعتد على هذا الزمن .
نظر الجميع له بحيرة ! هذا الرجل يبدو غريباً حقاً !!
تحدث كاي بسخرية : و ما معنى هذا الزمن ؟ من أي زمن أتيت انت ؟ هل تستطيع الذهاب للعصور الحجرية أيضاً ؟
نطقت ديانا : لقد ظنناك ميتاً ! أين كنت كل هذه المدة ؟!
جلس جين و لوكاس على الاريكة أيضاً و تحدث لوكاس بابتسامة : في الحقيقة كنت اتمنى رؤية العصور الحجرية لكن لم يكن لدي الوقت لهذا فقد سافرت عبر الزمن كثيراً ، و انا أيضًا ظننت نفسي ميتاً و كنت اجوب الشوارع ظناً انني شبح و قد أدركت أنني حي قبل يومين فقط !
نظر الثلاثة له بحيرة لا يستطيعون تمييز هل هو يقول الحقيقة أم يسخر منهم !
ابتسامته بريئة لكن كلامه يبدو كسخرية !
نظر لوكاس لهم جميعاً ثم تحدث بصوت بدا جدياً هذه المرة : أرى أن هناك شخصاً ناقصاً ! أين ابن أخي اللطيف ؟!
رد جين بحيرة : ميكا ؟ ... في الحقيقة .. لقد أخذه نيكولاس !
تنهد لوكاس و ظهر الحزن على وجهه ثم تحدث : منذ متى ؟
رد جين : منذ شهر .
نظر لوكاس للأرض بحزن ثم تحدث : إذن من ناداه هاياتو باخي ، هو ميكا ؟
رد جين : أجل ، إنه قريب منه جداً و يعتبره كاخيه .
تحدث لوكاس : انا اسف لكل ما فعله أخي لكم ، ليتني استيقظت مبكراً أكثر ، لكنني سعيد أنكم جئتم إلى هنا !
نظر كاي له بحيرة و تحدث : تستيقظ ؟!
رد لوكاس : أجل ، في الحقيقة كما قلت لكم ظننت أنني ميت حقاً ! قبل عشر سنوات حاولت قتل نفسي لمنع نيكولاس من إكمال أبحاثه ! تعلمون انه يحاول تطوير الفايروس لضمان قتل جميع البشر بما أننا اكتشفنا أن الفايروس لا يؤثر فينا نحن الاثنان ، كان يحتاج عينة اختبار مثلنا و منعه جاك من إجراء التجارب على نفسه لذا أراد إمساكي ! لكنني قررت أنني أن وصلت لمرحلة لا يمكنني فعل شئ فيها فساقتل نفسي حتى أمنعه من ذلك و بهذا أن قام بتجاربه على نفسه فسيموت في النهاية و لن يستطيع أحد إكمال عمله و ستفشل خطتهم !
أكمل : لكن ما اعاق خطتي هذه هو اقتراح جاك عليه أن ينجب طفلاً ليقوم بالتجارب عليه ! فبأي حال تطوير الفايروس سيحتاج لوقت طويل و هذا سيكون حلاً سريعاً و جيداً لهذا كان علي إيجاد طريقة لأيقافهم بسرعة و خاصةً أن جاك و ديفيل كانا يحاولان تعلم كل ما يحتاجانه ليكملا العمل حتى أن مات نيكولاس ! لهذا أردت إيجاد طريقة لتطوير الفايروس قبلهم لامنعهم من تنفيذها و قد نجحت بهذا ، لكن ما اكتشفته هو أن الحمض النووي لهانا يحتوي على مواد تنشط عمل الفايروس و بهذا فهو المكون الرئيسي للتطوير !
في ذاك الوقت كانت هانا قد تم اسرها لديهم و قتلت لينا ! و لم يكن ايثان معنا و لا يعلم ما يحدث أساساً ! قررت عدم تعريض أصدقائي للمزيد من الخطر لذا ارسلت جين مع لاي إلى ايثان و بقيت بمفردي لمواجهة أخي ..
استمر القتال بيننا انا و أخي خمس سنوات و استطعت خلالها تأخير أبحاثه !
لكنني كنت قلقاً فقد كانت هانا معه و كان يمكن أن يكتشف ما اكتشفته في أي لحظة لهذا في النهاية قررت الذهاب و تدمير الفايروس و أن فشلت فساحاول قتل نفسي و أخي على الأقل ! لكن الشيء الوحيد الذي كان يؤخرني هو ميكا ! لهذا قررت قتله قبل أن أفعل هذا !
صدم الجميع من ما قاله و نطق كاي بقلق : قتله ؟! اذن انت كنت حقاً ترغب بقتل ميكا و هو مايزال صغيراً ؟!
رد لوكاس بحزن : أعلم حتى انا كنت خائفاً من فكرة قتل طفل بريء ! لكن لم يكن هناك خيار آخر أمامي ! و عندما ذهبت لقتله ظن أنني نيكولاس و كان خائفاً حتى قبل ان اخرج السلاح ! بمجرد اقترابي منه شعر بالخوف الشديد ! رؤيته هكذا ذكرتني بنفسي و انا صغير ... و هذا كان الشيء الوحيد الذي شجعني على قتله ! لكن عندما اقتربت منه ... بالمناسبة تعلمون أنني كنت أرى رؤيا عن المستقبل أحياناً ؟ في إحدى تلك الاحلام رأيت نفسي أقف أمام نيكولاس أصوب الخنجر نحوه ! لكن عند رؤيتي لميكا عن قرب اتضحت تلك الصورة لي جيداً ! ذلك الشخص لم يكن انا .. بل كان ميكا !
أدركت عندها أن الاحتمال الأكبر هو أنني سافشل في ما أخطط له ، عندها غيرت الخطة و جعلت خطتي البديلة هي أن ادع ميكا يكمل ما بدأته ! في تلك اللحظة دون أن أدرك كيف ، علمت ميكا شفرة سرية و قد تعلمها بسرعة ! هربت من أخي في آخر لحظة و عدت لمنزلي ، قمت بحرق أوراق أبحاث المهمة و كتبت النتائج بتلك الشفرة التي لن يفهمها إلا أنا و ميكا و بعد مدة عدت لمخبأ أخي للقضاء على الفايروس نهائياً ! بما أنني سادمره في مخبأهم و سيكون أخي و الآخرين بقربي لذا أتبعت الطريقة السريعة بهذا و هي ... إن احقنه باكمله بجسدي ليقوم بمقاومته و صنع مضاد له و تدميره بالكامل بمساعدة بعض الأدوية ! و كان هذا سيؤدي لموتي كذلك ! لذا في الحالتين كنت سأموت ! لكنني فشلت في النهاية و لم أستطع الحصول على الفايروس ! لهذا طعنت نفسي لتأخير أبحاثه أكثر و تركت كل شيء لكم .... (يبتسم) و قبل يومين استيقظت لأجد نفسي في المشفى و علمت أن شرطي رأى رجلين من العصابة و هما ينقلانني فاوقفهما و أخذني للمشفى و كنت بحالة خطرة ثم دخلت في غيبوبة و استيقظت الآن !... لهذا بالنسبة لي كل هذا حدث قبل يومين فقط !
تذكر جين قبل يومين عندما كان مع ديانا في المشفى و جائت ممرضة قالت شيئاً كهذا ! " إذن فذلك المريض كان لوكاس ! "
نطق كاي : إذن ، الطريقة الوحيدة لتدمير الفايروس هي حقنه بجسد شخص يستطيع مقاومته ؟!
رد لوكاس بابتسامة : هذه الطريقة التي اتبعتها لضيق الوقت في السابق ، لكن أن حصلنا على الفايروس أستطيع صنع مضاد له و تدميره لكنه يحتاج وقتاً و مواد كثيرة و يعتمد الأمر على مدى تقدم أبحاث أخي ، أن استطاع جعل الفايروس قوي أكثر قد لا يكفي دمي لصنع مضاد له !
ردت ديانا مفكرةً : انت تحتاج للحمض النووي ، إذن ليس شرطاً أن يكون الدم فقط !
رد لوكاس بابتسامة : هذا صحيح ، لكنني احتاج لدمجه مع مواد أخرى و سيكون أسرع أن كان دماً أن استخدمت شعري مثلاً لاحتاج الأمر لوقت أكثر قد يصل ليوم أو أكثر ! كما أن الدم يحتوي على مواد أخرى تساعدني و هكذا سيوفر إضافة تلك المواد للمركب !
كاي : ميكا موجود أيضا تستطيع استخدام دمه !
اومأ لوكاس إيجاباً و نطق بابتسامة : أجل ، سيساعدني ميكا كثيراً بهذا .
نطق جين بقلق و حيرة : و ماذا عن هاياتو ؟ هو ...
نظر جين للأرض بحزن إلا أن لوكاس ابتسم و تحدث : لا تقلق ، علينا فقط حمايته و الحرص على أن لا يجده نيكولاس أبداً ، هو سيكون الأضعف ضد الفايروس و أن اندمج دمه مع الفايروس سيكون صعباً أن ادمره !
ابتسم كاي بسخرية و نطق : و كأن ذلك العنيد سيطيعك و يوافق على الابتعاد !
نطق لوكاس بابتسامة سعيدة : و الآن اخبرتكم عما حدث في الماضي ، حان دوركم لتخبروني بما فعلتم في غيابي ! هل نفذتم ما أردته جيداً ؟!
نظر الثلاثة له بحيرة بينما وضع لوكاس يده اسفل ذقنه و نطق مفكراً : هل المنظمة جاهزة ؟
نظر جين له بارتباك و نطق : المنظمة ؟... أ..أجل !
لوكاس : قابلت والدك ؟
جين : ن..نعم !
نظر لوكاس لديانا : هل انتهى تطوير برنامج الاختراق ؟
صدمت ديانا و أجابت بدهشة : كيف علمت أنني اطور برنامجاً ؟... أجل .. لقد أنهيته صباحاً !
نظر لكاي : هل أخبرت ميكا كل ما أخبرك به لاي ؟!
اومأ كاي إيجابا و قد دهش الجميع من معرفة لوكاس كل هذا و هو قد استيقظ من الغيبوبة منذ يومين فقط !
لوكاس : نيكولاس لا يعلم بوجودكم هنا صحيح ؟
تحدث جين ببعض القلق : علمت أمس أن شخص اتصل بابنة غيلن و أخذ معلومات عنا لذا نتحرك بحذر وفق افتراض أنه يعلم !
ابتسم لوكاس و تحدث : لا داعي لهذا ، لقد كان انا من اتصل ! و حقاً كنت أرغب بمعرفة من دخل منزلي و فعل هذا به !
نظر كاي للأرض بارتباك بينما نظرت ديانا له بانزعاج ! لقد اتصل و شك بأنهم هنا بسبب الفوضى التي افتعلها هو و هاياتو !
تحدث لوكاس بصوت جاد : إذن التغيير الوحيد هو ذهاب ميكا و عودتي للحياة ! ... و موت ايثان !
نطق كاي بحيرة : لكن لوكاس انت قلت انك تركت رسائل لنا لكننا لم نجد شيئاً في منزلك !
صمت لوكاس قليلا ثم نطق : إذن هذا يعني أن نيكولاس قد أخذها فأنا لم اجدها أيضاً !
ديانا (بقلق) : أليس هذا سيئاً !
ابتسم لوكاس و تحدث : لا بالعكس ، هذا ممتاز !
نظر الثلاثة له بعدم فهم و رد جين : لكن الن يعلم نيكولاس هكذا بأمر هاياتو ؟!
ابتسم لوكاس بخفة و نطق : انا لن ارتكب خطأ كهذا ، مهما حاول أخي ذلك طالما أنني كتبتها لكي لا يقرأها فلن يستطيع قرائتها أبداً ، (ابتسم بمكر) الوحيد الذي سيقرأها الآن هو ميكا !
نظر الثلاثة له بدهشة ! هو حقاً فكر بكل شيء ! كل شيء سار كما يريده منذ عشر سنوات ! لو لم يكن نيكولاس من يواجهه لكان لوكاس المنتصر منذ زمن !
نظر لوكاس لجين و تحدث : اذن هل أنت من يقود المنظمة الآن ؟
رد جين و الصدمة مازالت مسيطرة عليه : نعم !
ابتسم لوكاس بلطف و تحدث : إذن أمل أن لا تمانعوا أنظمامي لكم لإيقاف أخي !
نظر الجميع له بدهشة و حيرة ثم ابتسم جين و رد : بالطبع لا ، انت ستكون مساعدة كبيرة لنا !
ابتسم كاي و ديانا أيضا ! فالآن أصبح لديهم أمل جديد لإيجاد ميكا و تدمير الفايروس .... و إنقاذ العالم !
بينما كان لوكاس ينظر لهم أيضا و هو يرى الشبه بينهم و بين آبائهم ! ابتسم بلطف و هو يفكر بشقيقه و ميكا !
لم يكن يتخيل أبداً انه سيقف أمامه مجدداً !
ان يراه بهذا الشكل مجدداً ... حقا يؤلمه !
يتبع ....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top