دمية


بعد أن عاد ميكا و هاياتو أجروا الفحص لهما و في أثناء ذلك تحدثت ديانا معهما ، بالبداية اعتذرت من ميكا على كلامها السابق ثم قالت : أريد أن أساعدكما أيضاً ، لم يعد لدي شيء أفعله بعد أن قتل والداي ، بهذه الطريقة أستطيع الانتقام منهم و شكركما على إنقاذي أيضاً .

رد ميكا بابتسامة : لست مضطرة لذلك !

اجابت ديانا بابتسامة حفيفة : لا ، انا أرغب بذلك حقا .

تم ضم ديانا الى المنظمة ايضاً وتم تجهيز شقة لها و اخرى لميكا و هاياتو بجانب شقق كاي و جين و انتقل الثلاثة لمدرسة أخرى و انضمت ديانا لهم أيضا !
على الرغم من كونها أصغر منهم بسنة واحدة إلا أن جين استطاع وضعها معهم بالفصل فبقائها بمفردها خطير .

أراد جين بدأ التحقيق بشأن الفايروس و تأثيراته فهو اداة خطيرة بيد العصابة إلا أن غيلن أخبره أن يبحث حاليا عن المكان الذي ذهب له والد هاياتو و ماذا يخططون أن يفعلوا بأخذ خصل من شعر ميكا و هاياتو !

كان ميكا و هاياتو يشعران بالتوتر و القلق و كذلك كاي فهو للآن لا يعلم سبب محو ذاكرته !
هل هناك سر آخر داخلها ؟

..........................

في اليوم التالي استيقظ الأولاد بنشاط أكثر قليلا من أمس و استعدوا للذهاب لمدرستهم الجديدة .

في منتصف اليوم الدراسي رن هاتف هاياتو
فاخرجه ليرى اسم جين .
ظهر الانزعاج على وجهه ليس بسبب المتصل نفسه فجين شخص لطيف و مرح معهما لكن بسبب موضوع الاتصال الذي يعرفه هاياتو مسبقاً .

فتح المكالمة قائلاً : ما الأمر ؟!

جين : اهكذا تلقي التحية منذ الصباح ؟!

عبس هاياتو و هو يجيب : ليس لدي وفقت لهذا ، هل هناك شيء جديد ؟

تحدث جين بصوت جاد : اجل ، قبل أن يهرب والدك وضع ميكا جهاز تعقب عليه دون أن ينتبه و هذا جيد .. ( يبتسم ) لقد وجدت مكانه .

هاياتو : إذن هل نأتي الآن ؟

جين : أجل ، الرئيس يطلبكم .

أغلق هاياتو الهاتف ليتحدث لمن معه : سنذهب .

اومأ الثلاثة إيجاباً ليخرجوا من المدرسة ذاهبين لمقر المنظمة .

........................................

في المقر ..
وقف غيلن حول المنضدة و معه جين فدخل هاياتو و ميكا و كاي و ديانا الغرفة .
وقف هاياتو أمام المنضدة : اذن ماذا وجدتم ؟!

بدأ غيلن الحديث : تبعنا أثر جهاز التتبع و عثرنا على المكان الذي ذهب إليه ! محطة تودو لتوليد الطاقة الكهربائية ، أنه هناك ! إنها محطة كبيرة و واسعة و يبدو أن مجموعة من أفراد العصابة هناك !

رفع جين بعض الأوراق ليتحدث : سيبدأ الاقتحام غداً في الثامنة مساءً ، ستحاصر المنظمة المنطقة ثم نقوم بالهجوم عليهم ، ما رأيك ؟

نظر جين لميكا الذي بدأ يفكر في الخطة التي وضعوها .
رفع ميكا رأسه قائلاً : لا ، سنهجم الليلة .

جين : الليلة ؟

ميكا :أجل ، نحن لا نعلم ماذا سيفعلون باخذهم بعض خصل شعرنا ، بالإضافة لما تذكره كاي بقولهم ان ابي يعمل على جعل الفايروس فعالاً على الجميع ، و قولهم إن كاي غير مناسب ، هناك الكثير من الأمور المجهولة ، قد نتأخر أن انتظرنا أكثر !

وضع غيلن يده اسفل ذقنه مفكراً : انت محق بهذا ، إذن هل لديك خطة ؟

اومأ ميكا إيجاباً ليتحدث : ستخترقون نظام المحطة و تحاولون ايقاف عملها لقطع التيار بأكمله .

جين : قطع التيار ؟ لكن المدينة بأكملها تستلم الطاقة من هناك !

ميكا : لن نقطعه لمدة طويله ، حتى لا يشك أحد بأمر المحطة فالاشخاص في الداخل سيحاولون أعادة كل شيء لطبيعته بسرعة ، و هكذا سيتشتتون عنا لمدة ، خلال ذلك سندخل نحن المحطة عن طريق نفق اسفل الارض فبعد أن قابلنا أحدهم هنا هم سيشددون المراقبة !

تحدث غيلن بحيرة : ندخل ؟ يبدو انك لا ترغب بهجوم واسع النطاق !

تحدث ميكا بجدية : أجل ، أنهم مخلصون للعصابة لذا ان علموا أننا سنقوم بالهجوم فسيخفون أثر التجارب بسرعة كالعادة حتى لا يكتشفها أحد ! انا أرغب بالدخول لمختبرهم و معرفة ما يفعلونه .

تحدث كاي بجدية بعد أن أدرك ما يرغب ميكا بفعله : محطة لتوليد الطاقة .. إن دخل أحدهم فيها و رأى المختبر طبياً سيسألهم عن ما يفعلوه هناك لذا لن يكون المختبر واضحا بالتأكيد ، ( احتدت نظرته ) كيف ترغب بايجاده ؟

ظهرت ابتسامة حزينة على وجه ميكا ليتحدث : سيكونون سعيدين باستعادة دمية تجاربهم مجدداً !

توسعت أعين جميع من في القاعة عندما فهموا ما يعنيه فتحدث جين بصوت مرتفع قليلا : هل ستسلم نفسك لهم ؟!

ضرب غيلن الطاولة بقوة و هو يتحدث : لن اسمح لك بفعل هذا ، ماذا سيحدث لك عندما يقبضون عليك ؟ و ترغب أن يأخذوك للمختبر أيضاً ؟

تحدث ميكا و هو يحافظ على ابتسامته : مجيء والد هاياتو الى هنا بنفسه يدل على انهم يرغبون بفعل شيء و بسرعة و حسب معرفتي لهم ، سيرغبون بإجراء التجارب عليّ فوراً .

ارتفع صوت كاي في الغرفة قائلاً : هذا خطير ميكا ، ماذا إن لم تستطع التحرر منهم ؟

ميكا : لا تقلق سأكون بخير .

نظر كاي لهاياتو فوراً ليتحدث : ما بك هاياتو ؟ اوقفه حالا !

نظرات مترددة و حائرة ظهرت على وجه هاياتو ! هو يعلم أن كان أحد في خطر فميكا سيفعل أي شيء لإنقاذه و لن يمنعه شيء أو يغير رأيه ، كما أن هاياتو أيضاً لديه شيء يرغب بفعله و يفضل أن لا يراه ميكا لذا تحدث ببعض القلق : كلماتي لن تغير رأيك ، صحيح ؟

نظر ميكا له و اجاب : آسف هاياتو ، هذا ليس لأجلنا فقط بل لأجل اختي أيضا .

ظهرت ملامح الانزعاج على وجه هاياتو و أجاب رغم صعوبة قراره : حسنا .

صدم الجميع من موافقة هاياتو هذه !
هاياتو : لكن ميكا ، انت لست دمية لهم .

ابتسم ميكا بلطف و اومأ إيجابا بينما أكمل هاياتو : انا أثق بك تماما ، لذا عد سريعاً .

ميكا : أجل ، لا تقلق .

نظر ميكا لغيلن بينما يتحدث : سيد غيلن ، لا تقلق علي ، ساعيد ابنتك في النهاية لذا ثق بي .

شعر غيلن بالحزن في داخله لأنه السبب في ما سيحدث لميكا الآن فهو من أدخله في المنظمة و لا يستطيع حمايته الآن ! تحدث في نفسه " لست قلقا على ابنتي فقط ، انت و هاياتو ايضا مهمين بالنسبة لي ! لن اسمح أن تعود ابنتي على حساب أحد منكم ! "

أخبرهم ميكا بخطته و وافقوا عليها مجبرين فقد كان نجاحها أكثر ظماناً .
تحدث غيلن موجها كلامه لجين : ألدينا من يستطيع اختراق المحطة ؟

جين : أجل ، أعتقد ذلك .

تحدثت ديانا بهدوء : أنا أستطيع فعل ذلك .

نظر غيلن لها و رد : جيد ، إذن ستتولين انت مهمة الاختراق ، كم يتطلب الأمر من وقت ؟ 

ديانا : حسب نوع النظام لديهم ، ربما خمسة عشر دقيقة أو أكثر قليلاً .

غيلن : حسناً ، بعد دخول ميكا بخمسة عشر دقيقة سنقطع التيار و سندخل انا و جين و هاياتو و كاي عبر النفق و نذهب لإخراج ميكا بعد أن يحدد لنا موقعه ، و بقية المنظمة سيبقون في الخارج لمراقبة الوضع و سيتدخلون في حال حدث خطأ .

الا ان ميكا تحدث بابتسامة : آسف سيدي لكن كاي الوحيد الذي سيأتي إلي .

نظر الجميع بدهشة لميكا فتحدث جين : استكونان بخير وحدكما ؟ هل سيستطيع كاي اخراجك بمفرده ؟

ميكا : أجل ، لا تقلق بهذا الشأن .

نظر هاياتو له : لما لا اتي أنا ، سيكون هذا أفضل ؟

ميكا : أريدك أن تذهب لمكان آخر هاياتو .

ابعد هاياتو نظره عن ميكا بانزعاج و حزن و بعد أن جهزوا الخطة جيدا أصبحت الساعة الثامنة مساءً .

كان هاياتو يقف فوق تل على بعد مسافة من المحطة يحدق بها بقلق .
اقترب كاي منه و هو يتحدث بهدوء : سيكون بخير .

نظر هاياتو له بطرف عينه ثم أعاد نظره للمحطة قائلاً : من الأفضل أن لا يصاب بخدش و الا ساقتلك انت .

ضحك كاي قليلا و تحدث بهدف إزعاج من يقف قربه : اتشعر بالغيرة لأنني من سينقذه و ليس انت ؟

عبس هاياتو و هو يجيب : ليس كذلك ، انا فقط لا اثق بك بما فيه الكفاية لتقوم بحمايته .

تحدث كاي بابتسامة : لن اؤذيه ثق بي قليلاً .

نظر هاياتو له ثم أعاد بصره للمحطة مجدداً .

.........................................

داخل المحطة ، دخل أحد الرجال غرفة قائده ممسكاً بميكا واضعاً يديه خلف ظهره لمنعه من الهرب .
الرجل : سيدي ، وجدنا رقم خمسة في مكان قريب من هنا !

رفع القائد رأسه ليرى ميكا أمامه ينظر للأرض بحزن و قلق فنهض فوراً بصدمة قائلاً : ميكا ؟ ماذا تفعل هنا ؟

دهش ميكا عند سماعه صوته !
اقترب القائد منه و ابتسم بخبث فرفع رأسه لينظر لوجهه مباشرةً .
عندما رآه ميكا تاكدت شكوكه فتوسعت عيناه بصدمة و زاد قلقه !
تحدث القائد بابتسامة : يبدو انك تذكرني جيدا ميكا ، هذا رائع ، هل اشتقت الي ؟!

لم يجب ميكا بل بقي ينظر له و ملامح الارتباك و الصدمة على وجهه !
و كل ما فكر به في تلك اللحظة " ماذا يفعل هذا الشخص هنا ؟ "

القائد ديفيل ، أحد الأشخاص الذين كانوا يأتون لمنزل ميكا ، أحد اسوأ الأشخاص الذين عذبوه ، من اقوى خمسة اشخاص و أحد المؤسسين الخمسة !
كان ديفيل شخصاً قوياً بشعر اسود يتخلله بعض اللون الازرق و عينين زرقاوتين بلون السماء !

ابتسم ديفيل و تحدث : اذن ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ لا يمكن انك اشتقت لوالدك و قررت العودة ، هل تشاجرت مع هاياتو ؟ أين هو الآن ؟!

صدم ميكا بشدة من ذكره لاسم هاياتو !
هو لم يقابل هاياتو و لم يأتي لحيث كان هو و هاياتو محتجزان فكيف يعرفه ؟ و يناديه باسمه أيضاً و ليس الرقم أي أنه يعرفه جيداً فحتى أفراد العصابة الذين كانوا هناك لا يكلفون انفسهم حفظ أسماء الأولاد الذين يعذبونهم !

تحدث القائد بحدة و صوت مرتفع : انا أتحدث معك ، أين هو الولد الآخر ؟

شهقة خافتة صدرت من ميكا و هو يفكر
" ماذا أفعل ؟ لن يفلح العذر السابق معه ، إنه ذكي و سيكتشف الأمر ؟ "

ثوانٍ حتى صدر صوت حزين و متردد من ميكا : جئت .. لتسليم نفسي .. ابي قال إنه سيتركه أن فعلت هذا .. لذا ..على الأقل اتركه هو ! انا اكفي صحيح ؟

نظر ديفيل له بحيرة و تحدث : هل حقا قال نيكولاس هذا ؟ هو لم يخبرني بشيء كهذا !

ابتسم مكملاً : حسناً هذا شيء قد يقوله نيكولاس و على أي حال أن كان كلامك صحيحاً فهو لا يحب الكذب لذا سينفذ ما قاله ، و قرار جيد بالنسبة لك ، جئت في وقتك حقاً ( نظر إلى الرجل ) خذه الى الغرفة في الاسفل !

اومأ الرجل إيجاباً و أخذ ميكا حيث أمره القائد و الذي عاد للجلوس على مقعده يفكر .

كانت ديانا تحاول اختراق النظام بأقصى سرعتها ! ميكا سيذهب لكنهم قطعاً لا يرغبون بأن تجرى عليه أي تجارب ، و لا حتى ميكا يرغب بذلك !
تحدث غيلن : هل انتهيت ؟

ديانا : لا ، يبدو انني بحاجة لأكثر من 15 دقيقة !

تحدث غيلن بانزعاج و قلق : حاولي الإسراع .

ربط الرجل ميكا بالكرسي في غرفة بيضاء بها الكثير من الأدوات !
شعر ميكا بقلبه ينبض بسرعة و زادت سرعة أنفاسه ، تحدث في نفسه " اسرعوا ! "

دخل جين إلى السيارة التي تعمل بها ديانا مسرعاً و هو يتحدث : لقد تأخرنا ، متى ينتهي ؟

ديانا : نظامهم معقد بعض الشيء ، بقي القليل !

دخل رجل في الثلاثين من عمره الغرفة لينظر لميكا بابتسامة ! تقدم نحوه ببطئ و هو يتحدث : هل تذكرني ، رقم خمسة ؟

ظهرت ملامح الألم و الحزن على وجه ميكا و هو يتذكر كل ما فعله هذا الرجل المجنون له و لهاياتو !

خرج جين مسرعا حيث هاياتو و كاي و تحدث : لنأخذ مكاننا بسرعة ! فور أن تنتهي سندخل !

أومأ الاثنان إيجابا و اتجهوا لمواقعهم .

و عند ميكا ، امسك الرجل إبرة و حقنها في ذراعه فاغمض ميكا عينيه بقلق !
وضع الرجل الإبرة جانباً و أخذ مشرط طبي .
فتح قميص ميكا و ظهرت الآثار السابقة على جسده فوضع المشرط قرب رقبة ميكا و بدأ يضغط عليها و يحركه نحو كتفه فظهر خط من الدماء بينما حاول ميكا كتم ألمه و عدم الصراخ !

فجأة قطع التيار لتصبح الغرفة مظلمة تماماً ! رفع الرجل رأسه لينظر حوله قائلاً : ماذا حدث ؟

فتح ميكا عينيه و بدأ يتنفس بسرعة شديدة بسبب التوتر و الخوف الذي كان يعيشه و الذي لم ينتهي بعد .
انتشر الرجال في المكان كما خطط ميكا و بدأوا يحاولون اكتشاف العطل و إعادة التيار بينما دخل الأربعة الى المحطة .

اتجه كاي مباشرةً لموقع ميكا فقد اخذ ميكا جهاز تتبع معه ليستطيعوا معرفة موقع المختبر ، بينما اتجه جين لتعطيل جهاز المراقبة و تحطيم المحطة و إمساك من يستطيع و ذهب غيلن إلى رئيس المحطة للقبض عليه !
بينما اتجه هاياتو ليرى أن كان هناك أشخاص مثلهما و مثل ديانا هنا و إيجاد مينا أيضاً !

كان ميكا يتنفس بسرعة شديدة ! ابتعد الرجل عنه و أمسك جهاز التواصل ليتحدث : ما الذي حدث ؟ لما انقطع التيار ؟!

رد الطرف الآخر : لم نجد المشكلة بعد ، لكن لا يبدو أنه بسبب أحدهم ، لم نتعرض لأي هجوم لذا أكمل عملك !

نظر الرجل لميكا بطرف عينه هامساً : إلا يوجد داعي لإيقاف التجربة ؟

رد الطرف الآخر : لا .

الرجل : حسنا ، سأكمل .

أغلق جهاز التواصل و اشعل بعض الأضواء التي تعمل على البطارية .
لم يكن ضوئها قوي لكنه كافي ليرى الفتى أمامه و يكمل عمله .
تقدم نحوه بينما يبتسم : هذا مؤسف رقم خمسة ، هل تمنيت أن يتوقف تعذيبك بسبب انقطاع التيار ؟

اقترب الرجل منه أكثر بينما حاول ميكا أبعاد جسده عنه ! ادار ميكا وجهه و اغمض عينيه بقلق إلا أن يد الرجل امتدت تمسك وجهه ليجعله ينظر له مباشرةً بينما يبتسم باستمتاع فتذكر ميكا وجوه من عذبوه هكذا و هم يستمتعون بألمه !
هل هذا ممتع حقاً بالنسبة لهم ؟!

أعاد الرجل وضع المشرط على صدر ميكا و حركها فسبب جرحاً يمتد من صدره حتى كتفه ! تناثرت دماء ميكا لتلوث أرضية الغرفة البيضاء كلوحة تشكيلية تحكي المه !

ضغط ميكا على أسنانه لمنع نفسه من الصراخ بينما يفكر ذلك الرجل بما يحدث فبدا بعض الشك يزرع بقلبه و هو ينظر لميكا !
غرز المشرط بوسط الجرح الذي سببه له قبل قليل مما سبب ألماً شديداً له ألا إن ميكا تحمل الألم و لم يصدر أي صوت منه و لم يفتح فمه حتى بل ضغط عليه بقوة اكبر !

بدأ الرجل حقاً يشك بأن انقطاع التيار خطة من ميكا لذا رمى المشرط بعيداً !
رفع ميكا رأسه ينظر له ليتفاجئ بالرجل يمسك رأسه و يدخل يده في فمه في اللحظة التي ارخى فيها ضغطه عليه !
حرك ميكا رأسه محاولا أبعاده عنه إلا أنه لم ينجح ! أخرج الرجل يده و هو يحمل جهاز التعقب المضاد للماء !

بدأ ميكا يسعل بشدة بينما ظهر الغضب على وجه الرجل فحطم الجهاز فوراً و هو يتحدث بغضب : انت ..!

وضع يده على رقبة ميكا بقوة محاولاً منعه من التنفس بينما يتحدث : هل دخلوا إلى المحطة ؟!

اغمض ميكا عينيه بقوة و لم ينطق بشيء !
زاد الرجل ضغطه على رقبته بينما يصرخ : تكلم بسرعة أين هم ، هل دخلوا أم لا ؟

كاد ميكا أن يختنق لو لا أن الرجل ابتعد عنه في آخر لحظة خوفاً من أن يموت !
رفع رأسه بسرعة ينظر للرجل بقلق بينما ابتعد الرجل و حمل جهاز الاتصال !
حاول ميكا التحرر دون فائدة بينما يصرخ : لا .

تحدث الرجل عبر الجهاز قائلاً : لقد اقتحمت المنظمة المحطة ، أوقفوهم بسرعة !

ألا إن الطرف الآخر لم يجب ! تكلم الرجل مجددا : هل تسمعني ؟ أجب !

لم يتلقى أي رد فرمى الجهاز بغضب قائلاً : تباً !

نظر لميكا الذي بدا بعض الارتياح عليه فتقدم الرجل منه و هو يتحدث : لا تفرح كثيراً ، تستخدام نفسك كطعم لعدم لفت الانتباه للآخرين ؟!

حمل الرجل المشرط مجددا بينما يستمر بالتقدم : بما انك قررت فعل ذلك ، فمازال هناك وقت لتعذيبك قليلا ، صحيح ؟!

ظهر الارتباك و القلق على وجه ميكا ، سحب الرجل قميصه أكثر و طعنه مجددا ليصدر صوت متألم من ميكا و هو يحاول التحمل حتى يصل كاي له و يحرره فهو لا يستطيع التحرر بنفسه فالقيود مصنوعة من الحديد .

سحب الرجل المشرط من جسد ميكا و امسك وجهه بقوة بينما يتحدث : ستندم على ما فعلته !

وجّه المشرط لعين ميكا شعر الاخير بالخوف و بدأ جسده بالارتجاف ! حرك الرجل المشرط نحو عينه ليصيبها إلا أن رصاصة انطلقت أصابت رأس الرجل قبل ذلك فاسقطته ميتاً !

ابتعدت يد الرجل عن وجه ميكا فاخفض ميكا رأسه ليتنفس بسرعة شديدة و جسده بأكمله يرتجف !

كان كاي يقف عند باب المختبر يحمل مسدسه يتنفس بسرعة أيضا يسبب ركضه المستمر ، إلا أن يده أيضا بدأت ترتجف ! أول كائن حي يقتله !
لم يرغب حقاً بقتل احد الا انه لم يستطع تمالك نفسه عند رؤيته لذلك المنظر ! هل أصبح قاتلاً الآن ؟

خرج من أفكاره بسرعة ليتجه نحو ميكا مناديا باسمه ، وقف أمامه ينظر له بقلق و الدماء التي تخرج منه ! أثار الإصابات القديمة على جسده ، تنفسه السريع و جسده الذي يرتجف بأستمرار !
نظرالى القيود الحديدية فتحدث : ماذا أفعل الآن ، كيف احررك ؟

بالكاد تحدث ميكا بصوت متقطع : المفتاح .. في سترة الرجل ... قرب الباب !

نظر كاي حيث أخبره ميكا فاتجه مسرعاً إلى هناك و أخرج المفتاح و عاد له .
ادخل المفتاح في القيود ليحرره !

فور تحرره نهض ميكا و رفع قميصه ليغطي اثار الجروح فهو لا زال لا يحب أن يرى أحد تلك الآثار ! أعطاه كاي علبة الدواء و هو يتحدث : هاياتو قال انك ستحتاجها !

ابتسم ميكا بخفة و أخرج قرص دواء واحد و ابتلعه ثم سار في أرجاء المختبر يبحث بين الأدوات أن كان هناك شيء يفيده في اكتشاف حقيقة الفيروس سياه جون !

رأى خصل الشعر التي أخذها والد هاياتو منهما أمس موضوعة مع مواد أخرى و بعض الملاحظات الطبية فامسكها ووضعها في الحقيبة الصغيرة التي احضرها كاي .

لم يجد شيء اخر مثيراً للريبة لذا خرج و كاي من المختبر مسرعين .

....................................

في هذه الأثناء في غرفة القائد ديفيل ، شعر ديفيل ببعض القلق من انقطاع التيار فجاةً فنهض ناطقاً : ما الذي يحدث ؟!

خرج من غرفته لتفقد الوضع ليتفاجئ برصاصة كادت تصيب رأسه !
نظر لمصدرها ليجد رئيس المنظمة غيلن يقف أمامه موجها سلاحه نحوه !
ابتسم ديفيل ناطقاً : غيلن ؟!

احتدت نظرات غيلن فتحدث ديفيل : لقد تأخرت ! الن تقول مرحباً لصديقك .. يا ايثان ؟!

تحدث غيلن بغضب : ديفيل ، سلم نفسك بهدوء !

ضحك ديفيل بخفة و تحدث : ماذا ؟! ما بك ايثان ؟ نلتقي أخيراً بعد مدة طويلة و هذا أول ما تقوله ؟ هل حقا تظنني سافعل ذلك ؟

احتدت نظرات غيلن و أجاب : لا .. لكن على الأقل أكون قد حاولت ايقافك ! كما كان يتمنى !

رد ديفيل بسخرية : كما كان يتمنى ؟ أما زلت تفكر به ؟! لو أنك لم تتبعه لما اضطررت للوقوف هكذا اليوم ، لو أنه لم يقف ضدنا أساساً لما كان الجميع أمواتاً الآن !

صرخ غيلن بغضب : لقد فعل الصواب ، هو لم يخطأ في شيء أبداً ، دائماً ما كان يختار الخيار الصحيح ، انتم السبب بما حدث !

تنهد ديفيل و ابتسامة ساخرة على وجهه : لا فائدة من الكلام معك غيلن ، أيها الناجي الأخير !

تقدم ديفيل بسرعة نحوه ليبدأ قتال شديد بينهما ، قتال يراهن فيه كل واحد منهما على أفكاره و مبادئه و ما يراه صواباً .
قتال تمنى هذان الاثنان أن لا يضطرا لخوضه ! لكن في النهاية .. لا بد من نجاة أحدهما .

ديفيل الملقب بحر الدم أم غيلن الناجي الأخير ؟!

يتبع ...

.................................................... 
اتمنى ان يكون قد نال اعجابكم .
مارأيكم و توقعاتكم ؟!
هل غيلن يعرف ديفيل في السابق ؟!
و عن من كانا يتحدثان ؟!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top