حيث بدأ كل شيء !


بعد كل نهار يأتي الليل ..
و بعد كل ليل يعود النهار ..
لكن ضوء النهار لم يصله منذ ذلك اليوم ..
غرق بالظلام و الألم وحيداً ..

هو إختار أن يأتي إلى هنا لكن هذا لا يعني أنه يرغب بذلك !
كل مافي الأمر أنه يفضل أن يتعذب هكذا على أن يتاذى أعز شخص لديه !

كان ميكا مستلقياً على جانبه فوق سرير والده مغمضاً عيناه ، ليس و كأنه سيرى شيئاً أن فتحها !
هو حرفياً الآن لا يشعر بشيء حوله !
لا يرى شيئاً و لا يسمع سوى تلك الموسيقى المزعجة ترن في عقله ! كأنه يسقط بالفراغ حتى جسده لا يشعر به ، و هذا يزيد خوف الإنسان دائماً ! 

فتحت باب الغرفة ليدخل ليو حاملاً معه بعض الطعام .
نظر لميكا الذي لم يتحرك أبداً و لم يبدي أي ردة فعل !
وضع الطعام على المكتب و استغل فرصة أن لا أحد في الغرفة أو الممر ليغلق الباب و يقترب من ميكا يتحدث : ميكا .

لم يجب ميكا بشيء و لم يفتح عينيه حتى !
اقترب ليو منه و حركه قليلاً بينما ينادي : ميكا أستيقظ !

لم يبدي ميكا أي حركة كأنه جثة هامدة !
رفع ليو صوته قليلاً قائلاً : ميكا ، هل تسمعني ؟!

فتح ميكا عينيه ببطئ و هو يسمع صوتاً ضعيفاً يناديه !
تحدث ليو : ميكا ؟ لدي أخبار عن هاياتو !

تحدث ميكا بصوت ضعيف : هل أنت .. ليو ؟

نظر ليو له بحيرة ليتحدث : ماذا الا تراني ؟

لم يجب ميكا و لم يتحرك أبداً !
رفع ليو صوته مجدداً ليتحدث بانزعاج : ميكا هل تسمعني ؟!

رد ميكا بصعوبة : بالكاد ، لا اسمعك بوضوح !

نظر ليو له بحيرة مفكراً " هل هذه هي اعراض مرضه ؟! "

نظر ليو لعيني ميكا اللتان فقدتا بريقهما تماماً ! نظراته خالية من الحياة كأنه حقاً دمية بلا روح !
سمع صوت ميكا المنخفض يتحدث بصعوبة و ألم شديد : هل سيأخذني .. أحد آخر ؟ 

شعر ليو ببعض الحزن لسبب ما !
قرب ليو وجهه من إذن ميكا ليتحدث بصوت مرتفع قليلاً : لا ، لقد أتيت لاخبرك أنني اتصلت بهاياتو ! هو حي و بخير و قال إن لا تقلق بشأنه !

نظر ليو لوجه ميكا الذي لم يتغير أبداً !
تحدث ليو بصوت مرتفع مجدداً : ميكا هل سمعتني ؟

رد ميكا بصعوبة بعد أن ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهه : أجل ، هذا جيد ... شكرا لك ليو !

نظر ليو له ببعض الحزن ! هل شعر بالقليل من الندم ؟
حالة ميكا تسوء يوم بعد يوم !
حتى أن ردة فعله بطيئة و باردة بعض الشيء ! كأنه يفقد الحياة ببطئ ! ابتسامته الخفيفة تحمل بعض الحزن أيضاً ! لا ليس البعض بل الكثير من الحزن !

تحدث ميكا بصعوبة و ابتسامته مازالت موجودة : كيف كان صوته ؟ هل بدا متعباً او حزيناً ؟!

رد ليو : متعب ؟ كان يصرخ و كاد يصيبني بالصمم !

لم ينطق ميكا بشيء و لم تتغير ملامحه أبداً فعلم ليو أن صوته الهادئ هذا لم يصله لذا قرب وجهه من إذن ميكا مجدداً و تحدث بصوت مرتفع قليلاً : كان يصرخ ، هو بخير .

ابتسم ميكا و تحدث : حسناً .. شكراً لك !

نظر ليو له بهدوء ليلاحظ بعض اللون الأحمر اسفل ذراعه التي كانت تغطي صدره !
رفعها قليلاً ليجد أن جرحه عاد للنزيف مجدداً و بقوة لتغطي الدماء الغطاء أسفله !
تحدث في نفسه بقلق " كيف لم انتبه لها ؟"

تحدث ليو بصوت مرتفع : ميكا انت تنزف علي معالجتك مجدداً !

اخرج ليو عدة الاسعاف من أحد الادراج فنيكولاس يحتفظ بعلبة كاملة في غرفته ! فتح قميص ميكا ليزيل الضماد القديم إلا أن باب الغرفة فتح فجأة !

نظر ليو للباب بقلق و ارتباك ليرى نيكولاس قد عاد من مهمته !
نظر نيكولاس لهما بحيرة و لم يرى الدماء التي غطت صدر ميكا بسبب ليو الذي كان يقف أمامها و يحجبها عن نظره !

ابتسم نيكولاس بمكر و تحدث : ليو ؟ ماذا تفعل هنا ؟ 

نهض ليو فوراً بارتباك لينطق : ليس كما تظن سيدي ! لم أخطط لايذائه أبداً ! لقد أحضرت الطعام له و وجدته ينزف !

رأى نيكولاس الدماء بعد أن ابتعد ليو فتقدم نحو ميكا ليتحدث بابتسامة : هكذا إذن ؟ يمكنك الذهاب الآن انا ساعالجه .

نظر ليو له بقلق و حيرة فابتسم نيكولاس بلطف و تحدث : انه ابني و من واجب الأب أن يهتم بابنه ! و الآن أخرج ليو !

شعر ليو بالقلق إلا أنه نفذ كلامه و خرج ، ليس و كأنه سيخالف أوامر نيكولاس فقط لأجل ميكا !
سار ليو مبتعداً عن الغرفة بينما اقترب نيكولاس من ميكا !

جلس بجانبه و بدأ يزيل الضماد السابق و أعاد تضميد جراحه .
بعد أن انتهى نظر لوجه ميكا الذي بدا عليه الألم فامتدت يده لتعبث بشعر ميكا بخفة بينما يتحدث بابتسامة مفكراً : يتلاشى ما يزال موجوداً ! حسب الرسالة يفترض أن ناتج جمع بحر الدم مع الصوت الصامت هو بحر الصمت ، أي ابنهما ! و المرسل هو الذي سينقل هذه الرسالة لك أي ابن لاي ! الجديد هي تلك الفتاة التي لا تربطها اي صلة بالماضي ! و الزهرة التي ستزهر بعد هانا هي هاياتو !

وضع نيكولاس يده على جانب وجه ميكا ليتحدث بابتسامة : و يتلاشى الجديد هو انت ميكا ! هل ستكون ممتعاً كاخي ؟!

أبعد نيكولاس يده ليتحدث بعبوس : لكن هذا سيء لوكاس ! كيف تجعل ابني هو يتلاشى ! هل تشجعه على قتل والده ؟ لم أتوقع هذا منك يا أخي !

صمت نيكولاس يحدق بوجه ميكا الحزين و يفكر ثم همس : انا قتلت لوكاس .. إذا لما ؟ لما أشعر بمثل ذلك الشعور ؟ ذلك الشعور عندما كنا صغاراً .. بانك تناديني !

ابتسم نيكولاس بمكر و نهض يتحدث : أظن أن علي خوض حديث جدي مع جاك !

خرج نيكولاس من الغرفة و اقفل الباب ليسير مبتعداً

......................................

كانت الشمس على وشك المغيب ..
ركب جين المصعد ليصل للطابق الثالث و سار في الممر حتى وصل لغرفة هاياتو ..
فتح الباب بهدوء و دخل ليجد كاي و ديانا في الداخل أيضا يعملان مع هاياتو .

كانت ديانا تعمل على حاسوبها الشخصي لتتبع موجات اتصال ليو لتحديد مكان ميكا بينما كان كاي و هاياتو يستخدمان حاسوب آخر و يتصلان بعملاء المنظمة في البلاد التي وجدوا فيها حطام الطائرة للحصول على معلومات و توجيههم بالبحث عن أي أثر هناك !

تقدم جين نحوهم يتحدث : إذن ماذا وجدتم ؟
تنهدت ديانا و أجابت : الهاتف الذي اتصل منه ليو محمي جيداً و لا يمكن تتبعه أبداً !

رد هاياتو : لم تتم رؤية نيكولاس في موقع تحطم الطائرة و لم تصل أي وسائل نقل إلى هناك !

تحدث كاي : لم تصل أي طائرة في مطارات الدول المجاورة لكن كان هناك سفينة على المسار الطائرة ربما هربوا بواسطتها !

تحدث جين بشك : هل علمت أين ذهبت تلك السفينة ؟

أجاب كاي : ليس بعد ، أعضاء المنظمة هناك يتحرون في هذا الأمر !

استدار هاياتو نحو جين قائلاً : و ماذا عنك ؟
رد جين بجدية : الشرطة لم تجد أي أثر لنيكولاس و لا يوجد أي دليل ! و فوق هذا لم يصدقوني عندما أخبرتهم بأسماء الخاطفين ! قالوا ان نيكولاس و الآخرين ماتوا منذ زمن و أن عصابة blood أكبر من أن تسعى خلف صبي !

رد هاياتو : هذا متوقع هم عديموا الفائدة دائماً .
تحدث كاي بابتسامة : لا حاجة لهم نحن سنجدهم .

استدارت ديانا نحوهم لتتحدث : إذن ماذا سنفعل الآن ؟

صمت الجميع ينظر أحدهم للآخر .
جلس جين على سرير ميكا ليتحدث : لا يوجد أدلة لدى رجال الشرطة ، لا جثث و لا شهود رأوا نيكولاس في موقع تحطم الطائرة !

تحدث كاي بجدية : الدليل الوحيد لدينا هي السفينة التي كانت تمر في طريقهم لكننا لسنا متأكدين حتى أن كانوا قد ركبواعلى متنها ، لذا .. ما خطوتنا القادمة ؟

ساد الصمت بينهم ليفكروا .
بدأ بحثهم متأخراً و نيكولاس لم يترك لهم اي دليل يسهل عملهم قليلاً !
عليهم التحرك بسرية و هدوء !

كسر حاجز الصمت صوت هاياتو الجاد : انا .. أرغب بالذهاب لمدينة ناميدشهر !

نظر جين له بحيرة : ناميدشهر ؟ المدينة التي عاش بها ابي و الآخرين !

تحدث كاي و هو يتذكر قصة والده : حيث عشنا ، حيث اجتمعنا و حيث افترقنا .. هناك تقبع أوراق القصص تنتظر يتلاشى ليعود و يحرقها ! .. هل تظن....؟ 

نظر كاي لهاياتو و كذلك فعل الاثنان الاخران فاومأ هاياتو إيجابا و تحدث : أوراق القصص أظن انها تعني الأوراق التي تحمل حقيقة كل ما يحدث .. أين هو لوكاس ؟ طريقة علاج الفايروس ، تطويره ... و كذلك تدميره ! أظن أن لوكاس وضع كل شيء هناك لنجده نحن .

نظر الثلاثة له ببعض الدهشة فتحدث جين : تدميره ؟ أتخطط لتدمير الفايروس ؟!

نظر هاياتو له بجدية مجيباً : نعم ، هذا ما سيرغب به ميكا .

نظر الثلاثة له بدهشة و فجأة رن هاتف كاي فالتقطه فوراً و أجاب !
ثوان حتى نظر لهم بابتسامة قائلاً : السفينة .. قد رست في ميناء ناميدشهر !

نظر الثلاثة له بصدمة فنهض هاياتو بحماس و تحدث بجدية : إذن لنذهب ! قد يكون ميكا هناك أيضا !

ابتسمت ديانا بينما نهض جين قائلاً : ساحجز التذاكر حالاً ، استعدوا للسفر !

نهض كاي و ديانا ليغادرا الغرفة بسرعة مع جين استعدادا لسفرهم بينما اتجه هاياتو ليجهز أغراضه ايضاً !

هو تأخر بما فيه الكفاية و لن ينتظر أكثر ! سيذهب الان للبحث عن أي دليل !
لن يترك ميكا بيد العصابة أكثر من هذا !

حجز جين التذاكر عبر الشبكة الالكترونية بأسماء مزيفة و جوازات سفر مزورة تحسباً لاكتشاف نيكولاس لهم .

تاركين أمر المنظمة لمن بقي من أعضائها ودع كاي عائلته و أخبرت ديانا مينا عن سفرهم فقد أصبحت مينا تزورها كثيراً بعد ما حدث و خاصةً أنها فقدت والدها ، و والدتها حزينة جداً لذا أصبحت علاقتها قوية بعض الشيء بديانا و التي وعدتها بإعادة شقيقها لتتعرف مينا عليه أكثر !

و هكذا سافر الأربعة في صباح اليوم التالي لمدينة ناميدشهر ليجدوا الأوراق التي تركها لوكاس أملاً بأن تساعدهم بالعثور على ميكا و ايجاد طريقة لتدمير الفايروس و منع انتشاره في العالم .

ناميدشهر ..
تلك المدينة التي عاش بها نيكولاس و الآخرين .
المدينة التي حملت أسرار نيكولاس و شقيقه التوأم لوكاس !
المكان الذي بدأ فيه كل شيء !

يتبع ...

..........................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
لوكاس كتب الرسالة و هذه الالقاب قبل خمسة عشر سنة على الاقل فكيف علم ان ميكا و الاخرين سيجتمعون و معهم ايضاً شخص لا صلة له باصدقائه العشرة ؟
اعطى لوكاس لقب يتلاشى له و لميكا ايضاً فما معنى هذا ؟
نيكولاس لديه شعور غريب فما سببه ؟
هناك سفينة مرت بطريق طائرة نيكولاس و رست في ميناء ناميدشهر فهل ركبها نيكولاس حقاً ؟
هل يمكن ان تكون السفينة دليلاً يعوضهم عن عدم تمكنه من تتبع اتصال ليو ؟
هاياتو سيذهب لمدينة ناميدشهر فهل تتوقعون ان يجد شيئاً هناك ؟

ناميدشهرمعناها باللغة الاوردية هو مدينة بلا اسم .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top