حادث من الماضي
في ذلك المشفى ..
جلس الخمسة ليعقدوا اجتماعهم الخاص .
البحث عن المعلومات دون علم رئيسهم ، هذا كان محور تركيز كل من ديانا و كاي و جين في الأيام الأربعة الماضية .
عمل كل من ديانا و كاي بمعزل عن جين ، حتى لا يظهروا أي تلميح لغيلن انهم يخططون لشيء فإن كان لا يخبرهم بالمعلومات فبألتأكيد لن يسمح لهم بالبحث !
جمعوا المعلومات التي يحتاجونها ليتشاركونها عند استيقاظ ميكا .
بدأ كاي بالكلام : إذن لنبدأ .. أولا بشأن أولئك الأشخاص ، لقد بحثنا انا و ديانا في ماضيهم جميعاً ، الكثير من المعلومات قد حذفت ، لكننا استطعنا معرفة مكان سكنهم السابق و علاقاتهم و أين كانوا يذهبون ، و أيضاً .. لقد وجدنا شخص كان معهم في نفس القسم .
دهش الآخرون من هذا و تحدث ميكا : وجدتم شخصاً !
اومأت ديانا إيجاباً و تحدثت : لقد ذهبنا إليه و تحدثنا معه ، حاولنا جعل الأمر طبيعياً و عدم إثارة شكوكه لنحصل على معلومات حول ما حدث في آخر سنة لهم .
جين : إذن ماذا وجدتم ؟
كاي : هو لا يعلم اي شئ عن موقع و حال نيكولاس و من معه الان .. لكنه أخبرنا عن ايامهم في الجامعة .
بدأ كاي و ديانا يخبرونهم عن ما قاله ذلك الشخص حسب ما يذكر : نيكولاس لديه شقيق توأم ، كانا متشابهين تماماً لكن نيكولاس كان لديه مكر و دهاء أكثر بينما كان لوكاس لطيفاً و ذكياً جداً ، كانا دائماً معاً و متوافقين تماماً ، اصدقائهما المقربين كانوا جاك ، لاي ، ديفيل ، هانا ، مينا ، هيت ، غيلن و جينا ! و كانت شقيقة مينا الصغرى تخرج معهم دائماً أيضاً اسمها لينا ، قبل بدأ سنتهم الأخيرة بقليل تزوجت لينا من ديفيل ، و اكملا دراستهما معا .
صدم ميكا من كلامه و تحدث : سيد ديفيل متزوج ؟
اجابه كاي بهدوء : أجل هذا ما قاله لنا ذلك الرجل ، و يبدو أن نيكولاس كان يحب مينا !
توسعت عينا ميكا بصدمة و تحدث : ابي ؟!!
بينما ضحك هاياتو و هو يتحدث : إذن ذلك الرجل يعرف معنى الحب ؟!
أكملت ديانا سرد الأحداث قائلةً : لكن في نهاية تلك السنة ماتت الطالبة المدعوة كارلا بطريقة مخيفة ! .. بالبداية شعرت بالتعب فأخذتها مينا إلى القاعة لترتاح ، لاحقاً بدأ الدم يخرج من فمها ثم بدأت جروح تظهر على جسدها ليخرج الدم منها ، نزفت كثيراً بينما كانت مينا تمسكها بخوف ثم نقلت للمشفى و ماتت !
تحدث جين بصدمة : هذا .. مثل ما حدث لميكا تماماً !
تحدث كاي بجدية : أجل .. كانت أول من أصيب بالفايروس !
تحدث ميكا بتردد : أهو .. ابي ؟!
ألا إن ديانا اومأت سلباً تحدثت بهدوء : لا أعتقد هذا ، في ذلك الوقت رآى ذلك الشخص لوكاس و نيكولاس يأتيان مسرعين نحوهم إلا أنه ما أن رأى لوكاس هذا حتى تجمد في مكانه و بدأت يداه ترتجف ! تذكر ذلك الشخص ردة فعلهما لأن هذه كانت المرة الأولى التي يرى لوكاس خائفاً ! و عندما رأى نيكولاس هذا صدم أيضاً لكنه فوراً أمسك شقيقه و قال له أن يبتعد من هنا ثم أخذه بعيداً ، بدا كأن نيكولاس كان قلقاً على شقيقه أكثر من قلقه على تلك الطالبة ! ثم عاد بسرعة بعد ان ابعد شقيقه و اتصل بالأسعاف !
تحدث هاياتو مفكراً : قلق على لوكاس ! لماذا ؟!
تحدث كاي : انا ايضا سألت ذلك الرجل عن هذا ، قال إنه لا يعلم هذا كان شعوره عند رؤيته لتصرف نيكولاس .. إلا أنه قال إنه يتذكر أن لوكاس لم يكن يحضر إلى المختبر عندما يقومون بتشريح بعض الحيوانات ! و مرة دخل المختبر بالخطأ أثناء قيامهم بذلك ، فور أن رآه نيكولاس صدم و ذهب اليه إلا أن لوكاس فقد وعيه فوراً ! هو لا يتذكر هذا جيدا لذا ليس متأكداً من هذا إلا أنني فكرت أن أخبركم به .
تحدث هاياتو بشك : هناك أمر غريب بشأن لوكاس ذاك !
أكملت ديانا بجدية : و بعد موت كارلا بدأ نيكولاس و لوكاس و أصدقائهم يتغيبون عن المحاضرات و يقضون أغلب وقتهم في غرفة صغيرة لم يكن أحد يستخدمها في ذلك الوقت و لا يعلم أحد ما كانوا يفعلونه هناك ، ثم بعدها سمعوا أن مينا قد قتلت و تم احتجاز نيكولاس في مخفر الشرطة ليوم كامل ، بينما كان لوكاس فاقد الوعي في المشفى ليومين ، و لينا فقدت قدرتها على الكلام ! و مر أسبوعين لم يأتي أحد منهم او اصدقائهم الآخرين إلى الجامعة و لم يعلموا ما حدث لهم أبداً ، إلى أن أصبحوا جميعاً مفقودين ! هذا كل شيء يعرفه ذلك الرجل .
تحدث ميكا مفكراً : هذا غامض جداً .. بعد حادث موت كارلا أعتقد انهم اكتشفوا أمر الفايروس ، كانوا يتغيبون كثيراً إذن ربما كانوا يجرون أبحاث عنه في تلك الغرفة ! يفترض أن السيد غيلن كان معهم لذا لا أعتقد أنهم فعلوا شيء سيء في البداية على الأقل !
نظر جين لهم بجدية و تحدث : إذن أنه دوري لاخبرك بما جمعته من معلومات عن موت مينا .
نظر الأربعة له بجدية ينتظرون أن يتحدث .
تحدث جين بصوت هادئ و جاد : كما قال ميكا من قبل ، بعد أن تركوا المحاضرات لم يكونوا يختلطون بأحد آخر خارج مجموعتهم .. يبدو ان مينا أصيبت بالفايروس بعد كارلا ، كانت متعبة و ضعيفة جداً ..ثم تم خطفها مع طالبين آخرين ، هذين الطالبين هما .. نيكولاس و شقيقتها لينا !
تحدثت ديانا بتفاجئ : نيكولاس ؟!!
اومأ جين إيجاباً : أجل نيكولاس ، حسب التحقيق يبدو أن مينا أرادت الخروج لشراء بعض الأغراض فلم يستطع نيكولاس تركها بمفردها فذهب معها و كانت لينا معهما .. في الطريق شهدوا عملية اختطاف طفل فحاولت مينا إنقاذه فتدخل نيكولاس و واجه الخاطفين إلا أنهم أمسكوه و معه مينا و لينا بدل ذلك الطفل الذي تمكن من الهرب ، بعد عدة ساعات رأى الطفل لوكاس فظن انه نيكولاس لذا تحدث معه و هكذا علم لوكاس بما حدث و أخبر الشرطة و بدأ بالبحث عنهم مع جاك و باقي أصدقائه ... في المساء استطاعوا معرفة موقعهم حيث كانوا محتجزين في مخزن بعيد عن المدينة قليلاً ، ذهبت الشرطة إلى هناك برفقتهم لوكاس و ستة آخرون .
اكمل : لكن عندما فتح لوكاس باب المخزن ... كان نيكولاس يحمل فأس ملطخاً بالدماء .. كان هناك أربعة جثث حوله تعود للخاطفين قتلوا بواسطة ذلك الفأس !.. و كان نيكولاس في حالة غضب و على وشك قتل آخر فرد منهم إلا أن لوكاس تقدم نحوه لمنعه من ذلك .. امسك لوكاس شقيقه يمنعه من التقدم بينما كان نيكولاس يقاومه و يصرخ بغضب ، يبدو أن نيكولاس فقد أعصابه في ذلك الوقت و لم يكن يرى شيء سوى قتل ذلك الرجل !... ثم رأى لوكاس السبب ، خلف نيكولاس .. كانت جثة مينا .. مقطعة !
نهض كاي فوراً بصدمة بينما نظر الآخرون لجين بصدمة لا تقل عن كاي !
وضعت ديانا يدها على فمها بسبب تخيلها المنظر بينما تحدث ميكا بصدمة : م..مقطعة !!
نطق هاياتو بصدمة كبيرة : هل نيكولاس من فعل ذلك ؟!
اومأ جين سلباً و ملامح الحزن على وجهه .
أكمل كلامه قائلاً : الخاطفون من فعلوا هذا ، فعلوا هذا أمام عيني نيكولاس تماماً ، لهذا لم يستطع التحمل و قام بقتلهم .. تجمد لوكاس عندما رأى جثة مينا هكذا و فقد وعيه فوراً ! .. و تم نقله للمشفى مع لينا و رافقهما بعض رفاقهم ، بينما أخذ نيكولاس إلى قسم الشرطة و ذهب معه أصدقائهم الباقين .. أطلق سراح نيكولاس بعد يوم واحد باعتبار ما فعله دفاعاً عن النفس و بسبب حالته حيث كان مصدوماً بشدة مما حدث و ظل يسأل عن حال شقيقه .
أكمل جين كلامه : و كما قال كاي ، بعد هذه الحادثة فقدت لينا قدرتها على الكلام بسبب ما رأته ، و بقي لوكاس نائماً ليومين و لم يبتعد نيكولاس عنه أبداً !
سيطر الحزن على الأربعة الآخرين ، هذا حقاً كان حادثاً مؤلماً خاصةً لنيكولاس فقد رأى الفتاة التي أحبها تقطع و تموت أمامه ، و فقد شقيقه الوعي ليومين ، لابد انه كان حزيناً جداً في ذلك الوقت !
لكن .. هو شعر بهذا الألم ، رأى كم هو مؤلم أن تفقد من تحب دون أن تستطيع فعل شيء لإنقاذه .. إذن .. لما يفعل هذا لميكا و هاياتو أيضاً ؟ ألا يفترض أنه أفضل من يشعر بشعورهم الآن ؟ إذن لما ؟!
تحدث جين مكملاً : بعد هذا باسبوعين ، تلقت الشرطة رسالة بأن هناك قنبلة في المطار وسط المدينة ! ذهبوا إلى هناك فوراً و حاصروا المكان ، كان المطار في حالة فوضى و حدثت الكثير من الأشياء لكن نهاية ذلك اليوم كانت بإقلاع طائرة دون إذن و بعض الأضرار أصابت المطار لكن لم يكن هناك أي قنبلة ، الشيء الوحيد الذي حدث هو سرقة تلك الطائرة ، و هناك وجدوا لوكاس و لاي مصابين و كان في المطار كل من هانا و لينا أيضاً ، قالوا إنهم لا يعلمون شيئاً ، و لا يعلمون مكان نيكولاس و الآخرين ، و بهذا بدأ البحث عنهم ثم اختفى لوكاس و لاي و هانا و لينا أيضا و عد أولئك التسعة مفقودين ، و انتم تعلمون .. لاحقاً وجدوا جثة لاي و لينا .
تفاجئ ميكا من كلامه ! نظر له بحيرة و تحدث : تسعة ؟ قبل قليل أيضا قلت أن الذين ذهبوا المخزن هم لوكاس و ستة آخرين و باحتساب أن ابي و مينا و لينا كانوا هناك ، إلا يوجد شخص ناقص ؟ ألم يكونوا أحد عشر ؟!
نظر جين له و تحدث : هذا صحيح ، قبل حادث موت مينا بيومين كان غيلن قد سافر إلى بلد آخر للعمل و عاد بعد اسبوع من اختفاء لوكاس و الاخرين ، و بعد شهر اختفى غيلن أيضا ، و بهذا فلا يعلم أحد ما حدث في ذلك الوقت حقاً !
صرخ كاي بانزعاج : اختفى ، اختفى ، الجميع اختفى ! إذن ليس هناك طريقة لمعرفة ما حدث إلا من خلال السيد غيلن !
اخفض جين رأسه يتحدث : لكنه لا يوافق على اخباري بأي شيء حتى الآن .
نظر ميكا له بحيرة و تحدث : لكن السيد غيلن لديه شركة كبيرة و معروفة ، كيف لم يعرفه أحد ؟!
نظر جين له و تحدث : صحيح نسيت اخباركم بهذا ، في ذلك الوقت كان اسمه ايثان وقد غير اسمه لغيلن .
اومأ ميكا إيجاباً و تحدث : فهمت .
سمعوا صوت كاي يتحدث : ايثان ؟ .. سمعت بهذا الاسم من قبل !
نظر الجميع له بدهشة لتتحدث ديانا : أين سمعته ؟!
حاول كاي التذكر إلا أن راسه عاد يؤلمه مجددا ! وضع يده على رأسه بألم يتحدث بصعوبة : رأسي ! .. يكاد ينفجر !
توسعت عينا هاياتو و تحدث بدهشة : ذاكرتك !
بدأت صور كثيرة تظهر بعقل كاي و اصوات ارتفعت داخل رأسه !
همس كاي بألم : ايثان .. الناجي الأخير !
انحنى كاي قليلاً متألماً فنهضت ديانا لتمسك ذراعه بينما تحدث ميكا بسرعة : ماذا تعني بالناجي الأخير ؟!
لم يجب كاي و بدأ يهمس ببعض الكلمات : زهرة ذابلة ... لحن الموت .. صوت صامت ..!
اقترب جين من كاي أيضاً ليتحدث بقلق : كاي ؟!
رفع كاي راسه بسرعة لينظر لهم و ارتكزت أنظاره نحو ميكا الذي كان ينظر له بقلق فتحدث كاي بصعوبة : يتلاشى ..!
فقد كاي وعيه من الألم ليسقط على الأرض إلا أن جين و ديانا امسكاه فصرخ جين بقلق : كاي ؟ كاي !!
............................................
كانت مينا تجلس مع والدتها في منزلهما .
كانت مينا تفكر بالشخص الذي انقذها من سجن نيكولاس قبل عدة أيام .
تحدثت مينا في نفسها " ربما كان هو السبب بما حدث لكن أعتقد أنني بالغت قليلاً ، فهو انقذني ! "
تذكرت مينا الفتى الذي جاء لمنزلهم قبل أربعة أيام ..
" كان يحاول إنقاذ أخي ، لقد كان معه في ذلك اليوم أيضاً ، من هو ؟ أهو قريب من أخي جداً لدرجة أن يدعوه أخي ب -عائلته - ؟ "
نهضت مينا و خرجت من غرفتها لتتجه لغرفة والدتها . فتحت الباب ببطئ فنظرت ايزابيلا لها بحيرة .
ابتسمت ايزابيلا بلطف و تحدثت : ما الأمر مينا ؟ تعالي إلى هنا .
اقتربت مينا من والدتها بسرعة فاحتضنتها ايزابيلا و اجلستها بجانبها .
تحدثت مينا بفضول : امي أرغب بسآلك عن شيء !
ابتسمت ايزابيلا و تحدثت : ما هو عزيزتي ؟
تحدثت مينا بحيرة : كيف هو أخي ؟
صدمت ايزابيلا من سؤالها ، اختفت الابتسامة عن وجهها و تحدثت ببعض الغضب : لما تسألين عنه ؟
ردت مينا بفضول : أرغب بمعرفة من هو ، ما هو اسمه ؟
نظرت ايزابيلا لها بانزعاج و تحدثت : لا داعي لتعرفيه ، كل ما عليك معرفته هو أنه شخص سيء ، لا تقتربي منه أبداً .
نظرات الحيرة ارتسمت على وجه مينا لتتحدث : لماذا هو سيء ؟ صحيح أن ذلك الرجل اختطفني بسببه لكنه من انقذني .. ( اخفضت رأسها ) في ذلك اليوم انا صرخت عليه دون أن أشعر .. لم أعلم ما أفعله في ذلك الوقت ، كنت غاضبة و خائفة .. لكنني الآن أشعر بالفضول لاتعرف عليه أكثر ...
قاطع كلامها نهوض ايزابيلا تتحدث بحدة : مينا أنسي أمره ، لا يجب أن تقابليه مجدداً ، هو ليس أخاك هو لا شيء بالنسبة لنا !
شعرت مينا ببعض الخوف من ردة فعل والدتها !
ألا انها تحدثت بتردد : ليس أخي ؟ لكن ابي قال إنه أخ..!
صرخت ايزابيلا في وجهها : قلت لك ليس أخاك !
شهقت مينا بخوف و نظرت لوالدتها بارتباك ! هذه أول مرة تصرخ بوجهها هكذا !
لاحظت ايزابيلا خوف ابنتها فتنهدت لتهدأ نفسها ثم ابتسمت و عادت للجلوس بجانب مينا .
مسحت على شعر ابنتها و تحدثت بهدوء : آسفة لقد فقدت أعصابي قليلاً ، انا فقط لا اريدك أن تذكريه أبداً حسناً ؟
نظرت مينا لايزابيلا بحيرة و بعض الحزن ثم اومأت إيجاباً بهدوء .
في هذه اللحظة دخل غيلن الغرفة لينظر لهما بحيرة و يتحدث : ماذا يحدث هنا ؟
نهضت مينا فوراً و اتجهت لتعانق والدها بسعادة قائلةً : ابي !
حمل غيلن ابنته بسعادة يتحدث : اشتقت لك مينا لم أرك جيداً هذه الفترة .
اتجهت ايزابيلا نحوه و ابتسمت بينما تتحدث : عدت مبكراً هذه المرة .
نظر غيلن لها بابتسامة : أردت قضاء بعض الوقت مع عائلتي .
أنزل غيلن مينا على الأرض بينما تحدثت ايزابيلا بجدية : غيلن أرغب بالحديث معك .
نظر غيلن لها بحيرة ثم تحدث موجهاً كلامه لمينا : مينا أيمكنك الخروج قليلاً ؟
نظرت مينا له بحيرة ، لم تفهم لماذا ! ألا انها تحدثت : حسناً .
خرجت مينا من الغرفة فجلس غيلن على السرير تحدث : حسنا ما الأمر ؟
نظرت ايزابيلا له بجدية و تحدثت : غيلن علينا مغادرة هذه المدينة !
توسعت عينا غيلن بصدمة ليجيبها : مغادرة المدينة ؟ لماذا هل حدث شيء ؟!
ايزابيلا : طالما نحن هنا سيحدث شيء ! لا يمكننا البقاء في المدينة و نيكولاس هنا ، لا أرغب بتعريض ابنتي للخطر مجدداً !
نهض غيلن و تحدث : انت محقة بشأن مينا لكنك تعلمين أن نيكولاس لن يترك ميكا أبداً ، حتى لو ذهبنا لمدينة أخرى هو سيلاحقنا في النهاية !
ردت ايزابيلا بانفعال بعض الشيء : و من قال أن ميكا سيذهب معنا ؟ بالتأكيد هو سيبقى هنا !
غيلن : هل تريدنني أن أتخلى عنهم و إذهب بمفردي ؟! ايزابيلا انت تعلمين أنني أسست منظمة ضوء القمر قبل الزواج بك فقط لكي أمسك عصابة blood !
ردت ايزابيلا بانفعال : هذا كان قبل وجود مينا ، الآن أنت لديك ابنة ، عليك التفكير بها أيضاً ! ماذا إن تعرضت للخطر مجدداً ؟ ماذا إن خطفها نيكولاس مجدداً ؟ ماذا ستفعل في ذلك الوقت ؟!
بدأ غيلن يفكر بكلامها حقاً .
" ما تقوله ايزابيلا صحيح فحياة مينا اهم ، لكن ماذا عن ميكا ؟ هاياتو ، كاي ، جين ؟ ديانا ؟ هل ساتركهم ؟ ماذا عن هدفي ؟ ماذا عن لوكاس و لاي ؟ هانا و ... لينا ! "
عرفت ايزابيلا ما يفكر به غيلن فتحدثت فوراً : غيلن كل هذا من الماضي ، لا أخبرك أن تنسى أصدقائك ، لكن لا يجب أن تعيش في الماضي للأبد ! عليك النظر للمستقبل ، انت لديك عائلة الآن ، يمكنك أدارة المنظمة من بعيد دون أن يعلم نيكولاس مكانك و هكذا تكمل ملاحقة العصابة و تضمن سلامة مينا .
نظر غيلن لها بحيرة !
" كلامها صحيح "
تحدث غيلن : حسناً ، انا موافق .
ابتسمت ايزابيلا براحة و عانقته تتحدث : كنت أعلم انك ستوافق ، شكراً لك غيلن .
احتضنها غيلن ايضاً و هو يفكر بأمر قراره هذا !
هل سيكون كل شيء بخير ؟
..........................................
في المشفى و تحديداً في غرفة ميكا ..
فتح كاي عينيه ليجد نفسه نائماً على أحد أسرة المشفى بجانب سرير ميكا !
نهض ببطئ واضعاً يده على رأسه و تحدث بإرهاق : ماذا حدث ؟!
نظر الأربعة له لتتحدث ديانا : فقدت وعيك قبل نصف ساعة لذا وضعناك هنا !
تحدث كاي بحيرة : فقدت وعيي ؟ لماذا ؟
رد هاياتو بحاجب مرفوع : ألم تستعد بعض ذكرياتك ؟
تحدث كاي بحيرة : ذكرياتي ؟
ثوانٍ حتى توسعت عينا كاي بصدمة عندما تذكر !
استقام هاياتو بوقفته و تحدث : إذن ؟ ماذا رأيت ؟
وضع كاي يده على رأسه يتحدث : انه .. ليس أحداث حصلت ... لقد تذكرت القصص التي كان يخبرني بها ابي !
نظر هاياتو له بانزعاج حاجب مرفوع : قصص ؟
كاي : أجل ، في ذلك الوقت كنت أظنها مجرد قصص خيالية ، لكن الآن ... هي تشبه ما حدث في الماضي و حتى ما يحدث الآن !
نظر جين له باستغراب : تشبه ما يحدث الآن ؟ كيف ؟
كاي : انها قصة أخبرني بها ابي ، هي غريبة قليلا و الشخصيات فيها ليس لها أسماء ... لكن لها ألقاب !
نظر الأربعة لبعضهم بحيرة !
أعاد ميكا نظره لكاي و قال : أخبرنا بما قاله !
اومأ كاي إيجابا و بدأ بالحديث : كان هناك أحد عشر شخصاً ، كان هناك فتاة مريضة كانت الضحية الاولى ، لم تستمع لكلام أصدقائها و خرجت من المنزل دون إذن فرآها لحن الموت و شعر بالقلق عليها لذا ذهب معها ، كانت معهم الصوت الصامت أيضاً ، هم ذهبوا إلى مكان قريب لكن الضحية الأولى لم تعد منه ، ماتت بسبب أشخاص سيئين ! فقد لحن الموت صوابه ، قال إن هذا يحدث دائماً ، قال إنه حتى الآن لا يستطع حماية من يحبهم ، و لام العالم على كل ما حدث معه ! كان القمر الأحمر بجانبه ، قال إن هذا العالم سيء ، الأشخاص السيئين يفعلون ما يريدون بينما نحن نتحمل أخطائهم ! قال ، لو كان العالم خالياً من هؤلاء الأشخاص ، كان الجميع سيكون سعيداً !
أكمل كاي : وقف بحر من الدم بجانبهما ، و كذلك ذهبت الصوت الكاذب و المجنون معهم دون أن يهتموا لنداء يتلاشى ! سرق لحن الموت بعضاً من الفايروس الذي أصيبت الضحية الأولى ! و بعد أن كان الأحد عشر شخصاً يسعون لإيجاد علاج له ، أصبح خمسة منهم يسعون لتطويره و نشره في العالم ! ليتخلص العالم من الأشخاص السيئين قرروا أن يصبحوا أسوأ منهم و يقتلوا الجميع !
لكن يتلاشى كان يعلم بخططهم ! حاول منعهم ، ناداهم ، تمسك بهم ، إلا أن القمر الأحمر دفعه بعيداً و غادروا !
ذهب يتلاشى و معه صوت صامت و زهرة ذابلة ليجدوا العلاج و يوقفوا أولائك الخمسة ، و بقي بئر الأسرار في المدينة لكي يخبر الناجي الأخير بما حدث .
إلا أنه لم يجده حيث قال إنه سيكون ! تذكر بئر الأسرار أن من أخبره بموقع اللقاء مع الناجي الأخير كان لحن الموت قبل أن يكتشف انه خائن ! لهذا غادر بئر الأسرار و لحق ب يتلاشى و الآخرين .
اكتشف يتلاشى أن المكون الأخير لعلاج الفايروس هو حمضه النووي لهذا بدأ بالعمل على صنع العلاج .
لكن حاول القمر الأحمر منعه من ذلك فأسس عصابة و قاتل يتلاشى و أصدقائه ! كان الأمر قاسيا جدا على يتلاشى فهو أحب أصدقائه جداً ! في تلك الأثناء قامت الصوت الكاذب بقتل الصوت الصامت و اختطف المجنون الزهرة الذابلة !
شعر يتلاشى بالألم لما يحدث و لام نفسه لذا أمر بئر الأسرار بالعودة إلى مدينتهم !
أمره بعدم أخبار أحد بما يحدث لكن أخبار الجميع بما يحدث !
و قد نفذ بئر الأسرار هذا !
ثم اختفى يتلاشى أيضاً تاركاً خلفه ألحان موسيقية و قصص ، لتصل إلى الشخص التالي بعد أن يقتل بحر الدم بئر الأسرار !
قد يختفي يتلاشى لكنه ما يزال موجوداً !
قد تموت الزهرة الذابلة لكنها ستزهر من جديد !
قد يتحول بحر الدم لشرير و يفنى الصوت الصامت لكن بحر الصمت مازال موجوداً !
و الجديد سيظهر !
و هذه الرسالة سينقلها المرسل !
حيث عشنا ، حيث اجتمعنا و حيث افترقنا .. هناك تقبع أوراق القصص تنتظر يتلاشى ليعود لها و يحرقها !
أنهى كاي سرد كلام والده كما يتذكره !
تحدث جين بحيرة : لم افهمها جيدا لكن تبدو حقا مثل ما حدث لهم ، فقط لماذا استخدم والدك ألقاب غريبة كهذه ؟ من يتلاشى ؟!
نظر كاي له بعبوس و تحدث : و ما ادراني انا ؟ أليس من الجيد أنني تذكرت هذه القصة الغريبة ! كان أبي يكررها كثيراً لذلك تذكرتها الآن .
تحدث ميكا : حسب ما فهمته فإن الضحية الأولى هي مينا !
تحدث هاياتو أيضا : الصوت الصامت لينا !
ديانا : لحن الموت أعتقد أنه نيكولاس !
اومأ ميكا إيجاباً و تحدث : الناجي الأخير هو السيد غيلن ، من بقي في المدينة بعد اختفاء الجميع هو السيد لاي لذا أعتقد أنه هو بئر الأسرار ! و الذي قتله ..!
تحدث كاي بكره : انه ديفيل ! هو بحر الدم !
تحدث جين : إذن توزع باقي الألقاب على الآخرين حسب ما حدث ، هذا يجعل من يتلاشى هو ..!
رد ميكا : لوكاس .. هذا يؤكد انه كان إلى جانبنا ، يبدو انهم بحثوا عن علاج حتى وفاة مينا و بعدها ذهب ابي و من معه ليعملوا على تطوير الفايروس بينما استمر لوكاس بأبحاثه عن العلاج !
تحدث كاي بينما يتذكر : هناك جزء صغير من هذه القصة لا أتذكره جيداً ..
نظر الجميع له و تحدث ميكا بقلق : حاول التذكر كاي ! ماذا قال أيضاً ؟!
تحدث كاي و هو يحاول التذكر : يتلاشى لم يبحث فقط عن العلاج ! بحث أيضا عن طريقة التطوير ليمنع لحن الموت من تنفيذها ، المكون الرئيسي لتطوير الفايروس هو .. هو ... لا أستطيع التذكر !
بدا الألم و الإرهاق على وجه كاي لذا لم يرد أصدقائه الضغط عليه أكثر فتحدث جين بابتسامة : حسناً لا بأس ، أن تذكرت أخبرنا فوراً .
نظر كاي له و تحدث : أجل ، لكنني أتذكر انه قال إن كل الاوراق تقبع حيث عاشوا ! ربما تكون هناك الطريقة لإيقاف الفايروس !
ميكا : أجل صحيح ، و أعتقد أن السيد غيلن لا يعلم عن هذا !
تحدثت ديانا بحيرة : لكن هناك أربعة عشر لقب هنا ؟ آخر ثلاثة ألقاب ظهرت فجأة من هو الجديد و بحر الصمت و المرسل ؟
صمت الجميع ليفكر ..
حقا هذه الألقاب ظهرت فجأة و لا شيء عن ما فعله أصحابها ؟
تحدث ميكا مفكراً : لقب المرسل يمكن أن يكون السيد لاي أيضاً ، لكن طوال أحداث القصة كان من المفترض ان يكون لقبه بئر الأسرار ؟!
تحدث هاياتو : ربما هم أشخاص التقوا بهم بعد أن اختفوا ؟
تحدث جين : المقطع الأخير غامض قليلاً ! حتى أن اختفى يتلاشى فهو موجود ؟ ربما يعني أن لوكاس ما زال حياً ! لكن الزهرة الذابلة ستزهر من جديد ؟
أنا ظننت أن الزهرة الذابلة هي السيدة هانا ؟ لكنها ماتت أيضاً صحيح ؟!
اخفض هاياتو رأسه و تحدث بانزعاج : أجل ، امي ماتت !
نظر ميكا له بحزن و تحدث : والدة هاياتو ماتت بعد السيد لاي لذا هناك احتمالين !
الأول هو أن السيد لاي أخبر كاي بهذه القصة قبل موته و هو لا يستطيع معرفة المستقبل لذا المقطع الأخير منها هو مجرد توقع ! ... و الثاني هو أن السيدة هانا فعلت شيئاً قبل موتها ! و هذا الشيء سيؤثر كثيراً على أبي !
نظر هاياتو له بحيرة ثم تحدث : في ذلك الوقت لم ألاحظ انها قامت بشيء ! كان كل شيء طبيعياً !
تحدثت ديانا : ربما كنت صغيراً و لم تنتبه على ما يحدث ؟
اخفض هاياتو رأسه يفكر ! هل حدث شيء في ذلك الوقت ؟
اخفض ميكا رأسه أيضاً و تحدث ببعض الحزن : بالنسبة لي فأنا أتذكر أن في ذلك الوقت ، ابي تصرف بشكل غريب معي مرتين !
اقترب هاياتو منه بصدمة فوراً و تحدث بقلق و سرعة : غريب ؟ كيف ؟ ماذا فعل ؟ لما لم تخبرني ؟!
نظر ميكا له بدهشة و تحدث : أ.. أعني انه تصرف بشكل لطيف !
ابتعد هاياتو عنه و تحدث بعبوس : لقد اخفتني ظننت انه فعل شيء خطيراً لك !
ابتسم ميكا و تحدث : لا ، لكن الآن بعد سماع هذا ، بدأت أشك بأنه ليس هو من فعل ذلك !
نظر هاياتو له بجدية و تحدث : لوكاس ؟!
تحدث ميكا : ربما ! على الأقل في المرة الأولى !
تحدث جين بصوت جاد : لماذا ؟ ماذا حدث وقتها ؟
نظر ميكا لهم و تحدث : في المرة الأولى عندما كان عمري خمسة سنوات ، أعتقد أن ابي أو لوكاس دخل الغرفة التي كنت بها عندما كنت في مقر العصابة ، و حاول قتلي !
نظر الجميع له بدهشة بينما تحدث كاي بسخرية : و هل قتلك بلطف ؟!
نظر هاياتو لكاي بانزعاج و تهديد بينما تحدث ميكا : لا ، لكن فجأة هو قرر عدم فعل ذلك و احتضنني و اعتذر و قال لي أن أتحمل ما يحدث !
تحدث هاياتو : هذا بالتأكيد ليس نيكولاس !
اومأ ميكا إيجاباً و تحدث : أجل انا أيضًا أعتقد ذلك !
تحدثت ديانا بحيرة : و الثانية ؟!
نظر ميكا لها و تحدث : عندما كان عمري خمس سنوات أيضاً بعد عدة أشهر من فِعله لذلك ، كنت في المنزل و كان يوماً عاصفاً ! دخل ابي غرفتي عندما كنت خائفاً و بقي بجانبي و قال إنه لن يفعل لي شيئاً هذه المرة فقط ، و أن هذه المرة ستكون الأولى و الأخيرة ! لهذا أعتقد أنه ابي حقاً هذه المرة !
تحدث جين مفكراً : ربما تكون محقاً ، إذن آخر مرة ظهر فيها لوكاس كانت قبل عشر سنوات ! إذن هدفنا الآن هو إيجاد لوكاس و معرفة كيفية تدمير الفايروس ؟!
نظر الجميع لميكا فابتسم ميكا بلطف و تحدث : أجل .
تحدثت ديانا بحيرة : إلا يفترض أن نخبر السيد غيلن بهذا ؟ هو يرغب بتدمير الفايروس أيضا و لا نستطيع البحث بحرية و نحن قلقون من أن يكتشفنا هو ؟
نظر جين لساعة يده و تحدث : ربما ساخبره غداً فالوقت تأخر الآن .. سيكون غاضباً لأننا بحثنا في ماضيه دون إذن !
ابتسم كاي بمكر و تحدث : قل له أن هذا خطأه ، كان على ذلك العجوز أخبارنا بكل شيء فقط ! هو من بدأ بإخفاء الأمور عنا !
نهض جين بينما يتحدث بسخرية : أجل لتجدني مطروداً من عملي غداً !
ضحك الأربعة بخفة ثم أكمل جين : حسناً ساغادر الآن على ميكا أن يرتاح !
نهض كل من ديانا و كاي أيضا ليغادرا الغرفة مع جين بعد أن ودعوا ميكا و هاياتو !
نام هاياتو في المشفى مجدداً فلا يرغب بترك ميكا بمفرده و رغم أن ميكا كان قلقاً على هاياتو و طلب منه أن يرتاح قليلاً ، إلا أنه أيضاً كان سعيداً بوجوده معه !
و هكذا انتهى يومهم هذا بشكل مسالم لكنه احتوى على العديد من المعلومات الجديدة التي اوضحت لهم هدفهم القادم ، و هو ايجاد طريقة لتدمير الفايروس !
يتبع ...
...............................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما آرائكم و توقعاتكم ؟
هل سيسافر غيلن و يتركهم حقاً ؟
لما لوكاس فقد وعيه عند دخوله غرفة التشريح في الجامعة و عند موت مينا ؟!
هل لاحظتهم ان نيكولاس بقي في المشفى مع لوكاس كما بقي هاياتو مع ميكا ؟ :)
كيف يمكن ان يتلاشى (لوكاس) ما يزال موجوداً ؟
كيف ستزهر الزهرة الذابلة (هانا) ؟
و من الثلاثة ألقاب الجديدة ( بحر الصمت ، الجديد ، المرسل ) ؟!
كان هناك شيء غير منطقي ايضاً في قصة لاي لكن ميكا و الاخرين لم يشيروا اليه هل لاحظتموه ؟!!
و اخيراً ..
هل كان الفصل مملاً ؟!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top