جنون !
الرصاصة التي تقتلك لا تسمع صوتها !
ركض هاياتو و كاي و لوكاس بأقصى سرعتهم نحو السلالم لكن ارتفاع صوت إطلاق النار اوقفهم !
نظر الثلاثة نحو مصدر الصوت بحيرة و دهشة !
كاي : هل هناك قتال هنا ؟
هاياتو : أيمكن أن الاختراق جاء من الداخل ؟ ميكا ؟!
رد لوكاس بجدية : لنذهب !
غير لوكاس اتجاهه ليذهبوا نحو مصدر الصوت !
مروا بعدة ممرات و بدأ صوت الرصاص يصبح أكثر وضوحاً حتى أنساب لمسامعهم صوت امرأة تتحدث : لن تقتلني بهذا فقط صغيري !
توسعت عينا لوكاس بصدمة عند رؤيته جينا و زاد صدمته و قلقه رؤية فتى بعمر هاياتو و كاي يجلس على الأرض مصاباً بشدة !
رفعت جينا سلاحها لتوجهه نحوه بابتسامة !
أراد الصراخ ! اراد إيقافها !
لكن تفاجئ بان هاياتو قد أطلق عليها بالفعل !
فور رؤيته و دون أن ينظر لمن كان يجلس على الأرض ! رفع هاياتو سلاحه نحوها و ضغط الزناد فوراً لتخترق الرصاصة رأسها من الجانب !
تناثرت الدماء و سقطت جينا على الارض ميتةً !
بقي لوكاس يحدق بها بصدمة بينما كان تنفس هاياتو مضطرباً !
اتجهت أنظاره بسرعة نحو المصاب على الأرض املاً بأن يكون من يبحث عنه لكن خابت آماله عند رؤية انه ليو !
نظر كاي لهاياتو بصدمة و تحدث : هاياتو ..!
توقف عن الكلام عندما تحرك هاياتو ببطئ نحو ليو و الذي كان مغلقاً عيناه مستعداً لتلقي الرصاصة !
فتح ليو عينيه ببطئ عندما لاحظ أنه ما يزال حياً
ليرى هاياتو يقف بجانبه يوجه المسدس نحو راسه !
نطق ليو بصدمة : انت ..؟ ماذا .. ماذا تفعل هنا ؟!
كان هاياتو يحدق به بصدمة كأنه غير واعي لما يفعله !
تقدم كاي نحوه فوراً و أمسك يده التي تحمل السلاح ليخفضها صارخاً : هاياتو ما بك ؟ ماذا تفعل ؟!
نظر هاياتو له بصدمة : ماذا ؟! أنا ... ابحث عن ميكا فقط !
نظر كاي له بصدمة ! ماذا يقول له ؟ هو لم يفعل شئ خاطئاً فهو قتل عدوه لينقذ نفسه و اصدقائه إلا أن كاي ما يزال يشعر أن هذا شيء سيء !
فجاةً صرخ هاياتو بغضب كأنه قرأ افكاره : أنها مجرمة و قاتلة تقوم بتعذيب أخي ، ليس هناك مشكلة أن قتلتها ! إنها تستحق أكثر من هذا ! (ينظر لليو) و هو أيضاً !
تقدم لوكاس نحو جثة جينا و انخفض لمستواها يحدق بها لبعض الوقت ثم أغلق عيناها بهدوء !
شعر ببعض الحزن فبعد كل شيء هي كانت صديقته لسنوات !
نهض و تقدم نحو هاياتو بنظرات منزعجة و ناداه : هاياتو .
استدار هاياتو لينظر له فاكمل لوكاس : القتل ليس أمراً جيداً و لست انت من يحكم أن كانت تستحق أم لا ، لا أريدك أن تعتاد على القتل منذ الان افهمت ؟ و الآن أخفض سلاحك !
صرخ هاياتو بغضب مشيراً نحو ليو : لكنه معهم ! هو من اختطف ميكا منذ البداية !
رد لوكاس بحدة : هاياتو !!
صمت هاياتو و اخفض السلاح مكرهاً و نظر هو و كاي لليو بانزعاج بينما تقدم لوكاس نحوه و انخفض لمستواه .
نطق ليو بقلق الارتباك و قلق : سيد نيكولاس ؟!
هو لم يستوعب بعد ما يحدث ! كيف ظهر هاياتو و كاي أمامه فجأة و لما يتحدثان مع نيكولاس بأريحية !
ابتسم لوكاس بخفة و نطق : مرحباً ، انت ابن جينا صحيح ؟ ما زلت لا أعرف اسمك ، لقد قابلتك عندما كنت صغيراً لكن لا أعتقد أنك تتذكر ذلك فقد ظننتني نيكولاس في ذلك الوقت أيضاً ! ( يعبس ) و للمرة الألف انا لوكاس !
نظر ليو له بصدمة و همس : لوكاس ؟!
رد لوكاس : أجل ، انا شقيق نيكولاس التوأم ، ما اسمك انت ؟!
صمت ليو ثوان حتى يستوعب الأمر ثم نطق بصوت منخفض : ل..ليو !
ابتسم لوكاس و أجاب : إذن ليو ، هل أنت معنا ؟
رد ليو بحيرة : معكم ؟!
لوكاس : انا ساساعدك بأي حال و لن اقتلك ! لكن ارغب بمعرفة هل أنت مع نيكولاس أم ضده ؟
ابتلع ليو ريقه بصعوبة و أجاب : ضده !
ابتسم لوكاس : أحسنت ، إذن ايمكنك اخباري بسرعة بما يحدث ؟ هل انت من اخترق النظام ؟
نظر ليو نحو هاياتو ففهم انهم هنا لإيقاف العصابة و أن لوكاس معهم لذا اجاب : نعم .
لوكاس : لماذا ؟
- انها خطة ميكا !
- و لما يرغب ميكا باختراق النظام ؟
- حتى يجعلهم يظنون أن هناك اقتحام !
اراد لوكاس الكلام إلا أنه صمت عندما سمعوا صوت صدر من جهاز التواصل الخاص بجينا !
......................................
بعد قتال دام لبعض الوقت ..
أصيب هيت بخدوش و جروح كثيرة و لم يكن ميكا بحالة أفضل !
كاد هيت ان يضربه إلا أن ميكا تراجع للخلف فتجنبه إلا أن قطعة الزجاج سقطت من يده فانخفض ميكا و التقط الكثير من القطع لرميها نحوه !
وضع هيت ذراعيه امام وجهه لحمايته فاصيبتا ببعض الخدوش بينما استمر بالتقدم ليضرب ميكا بقوة !
اصطدم ميكا بالجدار خلفه و لم يعطه هيت فرصة للنهوض فقد رفعه و ضربه عدة مرات حتى خرجت الدماء من فمه ثم رماه بقوة نحو الزجاج المكسور فسقط ميكا على الأرض مغمضاً عيناه دون حراك !
نظر هيت له قليلاً فلم يتحرك ميكا أبداً كأنه فقد وعيه !
تنهد هيت و نطق : انتهيت ، لقد سبب لي الكثير من الجروح ، سيسخر نيكولاس مني هكذا !
أخرج جهاز التواصل و استدار ليبلغ الآخرين بما حدث : ليس هناك اي هجوم ، حاول ميكا الهرب فقط و قد امسكته !
وصلت هذه الرسالة لنيكولاس و جاك الذين كانوا داخل البرج في المختبر .
تنهد جاك بانزعاج بينما نطق نيكولاس بابتسامة يرد على تنهده ذاك : لكنه كان جيداً ! لقد خدعك !
رد جاك بانزعاج و تهديد : عقابه لن يكون بسيطاً أبداً !
سمع لوكاس و من معه تقرير هيت ذاك فتوسعت عينا هاياتو بصدمة و صرخ : لوكاس علينا إيجاده بسرعة !
صدر صوت هيت عبر الجهاز مجدداً : نيكولاس لقد هاجمني ابنك لذا لا يحق لك الاعتراض أن ابقيته معي لعدة أيام !
صدر صوت نيكولاس المنزعج : يومان فقط !
ظهرت ملامح الغضب الشديد على وجه هاياتو و لم يكن غضب كاي أقل منه فهم يتحدثون عن ميكا كأنه لعبة بين ايديهم يتبادلونها كل مدة و ليس شخصاً يمتلك مشاعر مثلهم !
لكن فجأة ... ارتفع صوت إطلاق نار عبر الجهاز ليجعل ذلك الغضب يتحول لصدمة و قلق حقيقيين !
نهض ميكا حاملاً سلاح هيت و ابتسامة تزين وجهه : مؤسف ، لقد كَشف أمري .
كان هيت مستلقياً على الأرض و قد بدأت دمائه تنتشر حوله بعد أن اطلق ميكا رصاصة نحو رأسه دون أن يشعر به !
اقترب ميكا منه قليلاً ليتحدث بابتسامة ماكرة : يبدو انه كان هناك رصاصة أخيرة في السلاح !
نظر ميكا نحو جهاز التواصل الذي سقط على الأرض عندما صدر صوت نيكولاس منه : هيت ؟ ماذا تفعل ؟!
اتسعت ابتسامة ميكا فالتقط الجهاز و تحدث من خلاله بصوت مرح سعيد : مرحباً ابي ، السيد هيت لن يستطيع الرد عليك الآن ! يبدو انه يشعر بالنعاس و قد نام بعمق ! الهدف التالي سيكون انت ! آمل أن لا تهرب بعيداً فأنا متحمس جداً لقتالك ، ابي !
قال ميكا هذا بابتسامة و مرح ثم أسقط الجهاز على الأرض و قام بتحطيمه !
حرك قدماه للإمام ليسير إلا أنه توقف فجأة و قد شعر بشيء في ساقه !
نظر لها ليجد قطعة زجاجية تخترقها بشكل عميق فابتسم و انخفض ليخرجها بقوة و يرميها بعيداً ثم أكمل سيره للأمام !
...........................................
عند نيكولاس بعد سماعهم صوت تحطم جهاز التواصل نظر جاك له و نطق : مات هيت ؟!
صمت نيكولاس قليلاً ثم رد : أجل .
تنهد جاك و استند على المكتب خلفه و تحدث : ماذا عن جينا ؟ هي لم تنطق بكلمة !
رد نيكولاس ببعض الحزن : ميكا يتجه إلى هنا .. هذا يعني انها قد ماتت .
رد جاك بانزعاج : ليو ؟
نيكولاس : أجل .
جاك : هل قتل هذان الصغيران اثنان منا بسهولة ؟!
نظر نيكولاس له ثم ابتسم بخفة : العقل يهزم العظلات .
رد جاك : لكنه لا يهزم الكثرة ، لن يستطيع ميكا الخروج من المدينة ، كل ما علينا فعله هو إيقافه هنا .
ابتسم نيكولاس و نطق : ديفيل يعلم كلمة السر لفتح الحاجز من الخارج ، لكنه لم يفتحه بعد !
نظر جاك له فضاقت عيناه و أجاب : هل تقول ان هناك هجوماً في الخارج ايضاً ؟
رد نيكولاس بابتسامة لطيفة : كما يحدث مع لوكاس ، ميكا يختار الوقت المناسب للتحرك ، إنها مصادفة رائعة بالنسبة له !
استقام جاك بوقفته و نطق : ماذا تقترح أن نفعل إذن ؟
ابتسم نيكولاس بمكر و هو يحيك خطته لقلب هذه اللعبة عليهم !
..........................................
عند سماعهم صوت ميكا عبر جهاز التواصل ظهرت الصدمة واضحةً على وجوههم !
نطق كاي بارتباك : هل هذا .. صوت ميكا ؟!
رد هاياتو بصدمة : لا ، هذا مستحيل !
طريقة كلامه ، نبرة صوته و كلماته ! ليست كلمات ميكا أبداً !
صدم هاياتو و كاي بشدة عند سماعهما صوته !
اتجهت أنظار هاياتو بسرعة نحو ليو فامسك ياقة قميصه بقوة و صرخ بغضب : أين ميكا الآن ؟ ماذا فعلتم به ؟!
رد ليو بارهاق : هو في الطابق الأخير و سيتجه لغرفة السيد جاك .
تركه هاياتو فوراً و نهض ليجري نحو السلالم إلا أن لوكاس اوقفه : هاياتو انتظر !
نظر لوكاس لليو و تحدث بجدية : ميكا لا يعلم بوجودنا هنا ، ماذا سيفعل حيال العصابة في الخارج ؟ كيف سيخرج ؟ و كيف يخطط لمواجهة نيكولاس و جاك بمفرده ؟!
نظر ليو للأرض ثم رفع رأسه ينظر للوكاس و أجاب : ميكا يكذب ، هدفه التالي ليس نيكولاس او جاك ! هو قاتل السيد هيت فقط ليعطيني الوقت لآخرج من هنا و لكي لا يلاحقه ! ... ميكا .. سيقتل نفسه !!
توسعت عينا هاياتو بصدمة شديدة كأن صاعقة ضربته فاكمل ليو و هو ينظر لهاياتو : انت الوحيد القادر على إيقافه ! ميكا سيقوم بتدمير البرج بأكمله و يقتل كل من فيه .. حتى نفسه !
لم ينتظر هاياتو ليسمع المزيد فقد انطلق فوراً ليذهب لميكا متجاهلاً نداء لوكاس له !
ركض بأقصى سرعته و الألم يعتصر صدره !
" يقتل نفسه ؟ سيفجر البرج و هو فيه ؟ .. لا .. لا .. لن يفعل هذا .. لن اسمح لك بفعلها .. لن اسمح لك ان تذهب بعيداً عني مجدداً .. لماذا ؟ .. هل نسيت أمري ؟ ... هل تتخلى عني ؟ .. لماذا تفعل هذا ؟! "
نظر لوكاس لليو و تحدث بسرعة : و ماذا أيضاً ؟
رد ليو : في غرفة السيد جاك أجهزة كثيرة للتحكم بالبرج و المدافع ، من ضمنها زر للتدمير الذاتي ، سيفجر البرج فينتشر الفايروس في هذه المنطقة فقط و يموت كل من في المدينة ، هذه خطته !
رد لوكاس : فهمت ، كاي اذهب مع ليو و انتظر أن تفتح ديانا الحاجز لتخرجا !
تحرك لوكاس فوراً ليتبع هاياتو دون أن يترك المجال لكاي أن يرد .
كل ثانية مهمة الآن !
الوقت يجري بسرعة و عليهم اللحاق به !
.............................................
استمر قتالهما من طرف واحد تقريباً فلم يعد ديفيل يقاتل بجدية !
صرخ جين بحزن بينما يحاول أصابته : ما الأمر ؟ لما لا تفعل كما فعلت آخر مرة ؟ لما لا تأخذ ذراعي الأخرى أيضاً ؟!
لم يجب ديفيل بشيء و لم يعكس وجهه اي مشاعر !
توقف جين عن الهجوم ثم تحدث بصوت حزين : لما لا نوقف القتال ؟ كلانا لا يرغب بهذا .. (تجمعت بعض الدموع بعينيه) من الصعب نسيان ما فعلته لغيلن لكنني مستعد لافعل ، غيلن أيضاً سيكون سعيداً أن توقفت ، أرجوك !
استغل ديفيل توقفه فتقدم نحوه بسرعة و ركله فسقط جين على الارض بعيداً فتحدث ديفيل : لن أتوقف ، هذا المسار الذي اخترته .
بحركة سريعة وضع جين يده فوق أذنه يضغط على جهاز التواصل صارخاً بحزن : أطلقوا !
فجأة انهالت الرصاصات على ديفيل من أسطح البنايات المجاورة ! ألا انه بحركة لا ارادية و قبل أن تخترقه رصاصة و تقتله تقدم بسرعة نحو جين ليمسكه واضعاً اياه أمامه ليستخدمه كدرع بشري !
أو الأصح يستخدمه كرهينة فاتباع جين لن يطلقوا على قائدهم و هو يعلم هذا جيداً !
ألا إنه تفاجئ بيد جين تمسك ذراعيه بقوة و هو يهمس : اسف ، تمنيت أن تكون النهاية مختلفة !
توسعت عينا ديفيل بصدمة و لم يستطع تدارك ما يحدث ، فقد أطلق أحدهم على الحبال التي تمسك قطع الحديد لتسقط جميعها فوقهما محدثةً صوت مرتفع و عاصفة من الغبار !!
نظر اتباع جين لمكان وقوفهما منتظرين أن ينقشع ذلك الغبار ليروا ما حدث لهما !
لكن كل ما رأوه هو العديد من القطع الحديدية و دماء أسفلها !!
" لم يستطع تدارك ما حدث ؟ أم أنه لم يرغب بالتحرك أساساً ؟! "
فتح عينيه ببطئ .. و كما قال لوكاس تماماً ، كان أول ما رآه جين هو ديفيل يحتضنه بقوة ليحيمه من القطع الحديدية !
تحرك ديفيل قليلاً ليبتعد عن جين بضعة سنتيمترات مزيحاً قطع الحديد عنهما !
كان ينزف كثيراً ! رأسه و ظهره... !
نظر ديفيل لجين بارهاق شديد و قلق فتحدث : هل .. أنت بخير ؟!
نظر جين له بحزن شديد و لم يستطع الإجابة حتى فاومأ بخفة !
ابتسم ديفيل كأنه يسخر من نفسه ! قبل قليل قال إنه لا يهتم و الآن يفعل هذا ؟!
سقطت دماء ديفيل على وجه جين و قد تلوثت ثيابه بدماء والده !
رفع ديفيل يده ليلمس وجه جين بينما يتحدث بابتسامة : انت مخادع حقاً .. جعلتني احميك و احتضنك في نفس الوقت .. في النهاية .. أعتقد أنك ... تشبه والدتك في هذا ..!
سقط ديفيل فوق جين دون حراك و لم يتحرك جين أيضاً ! أنسابت دمعة من عينه مفكرا ً " غيلن اولاً .. و الان ابي ...! "
رحل من كان مثل الأب بالنسبة له ! و رحل والده الحقيقي الذي لم يذق طعم حنانه إلا في الحلم و احاديث غيلن و لوكاس عنه .. رحلوا ..
و تركوه بمفرده الان !
..............................................
سار في الممرات بابتسامة يحمل قطعة زجاجية حادة ! وقف أمام إحدى الأبواب فامتدت يده لتفتحها و ما أن دخل حتى وجد خنجره يوجه نحو رقبته !
نظر للجانب بابتسامة و نطق : مرحباً ابي !
ابتسم نيكولاس بمكر و أجاب : توقعت أن تأتي إلى هنا ، هيت أفسد خطتك صحيح ؟ أليس مزعجاً قليلاً ؟
اومأ ميكا إيجاباً و رد بمرح : بل كثيراً !
ابتسم نيكولاس بمكر و عكس الخنجر ليصبح نصله نحوه و نطق : أليس أفضل من قطعة الزجاج تلك ؟
رد ميكا : ...أجل .
ترك ميكا القطعة الزجاجية لتسقط على الأرض و امتدت يده تمسك بالخنجر ألا إن والده أمسك بيده و سحبه نحوه ليضع جبينه على جبين ميكا و نطق : أحياناً تعجبني شخصيتك الجديدة !
اكتفى ميكا بالابتسام بخفة فابتعد نيكولاس عنه قليلاً و ترك الخنجر لياخذه ميكا : لكنني لا أرغب بقتلك الان ! ما رأيك أن تعود معي و ادعك ترى هاياتو قليلاً ؟
رد ميكا بابتسامة مرحة : لكنني أرغب بالموت الآن ابي ! ثم .. انا لا أرغب برؤيته .. (يهمس) ..لا أرغب أن يراني هكذا !
أجاب نيكولاس : جاك ذهب أخذ معه زر التدمير الذاتي ، لن تستطيع تدمير البرج .
ابتسم ميكا و أجاب : إذن علي اللحاق به بسرعة .
وضع نيكولاس يده على جانب وجه ميكا و تحدث بابتسامة : لا تقلق سنلحق به .
لوح ميكا بخنجره نحو وجه نيكولاس فتراجع نيكولاس فوراً ليقف بجانب منضدة بينما تحدث ميكا بابتسامة : لا ابي ، انت ستبقى هنا !
أمسك نيكولاس بخنجر آخر و رماه نحو ميكا ليلتقطه الاخير ثم اخرج خنجريه و تحدث : طالما انت مصر على هذا فسنتقاتل كما تريد ، أمل أن تكون أفضل من آخر مرة !
تقدم ميكا بسرعة نحو نيكولاس فتضارب خنجريهما بقوة مصدراً صوتاً عالياً !
.......................................
وصل لوكاس للطابق الثاني و قد أضاع هاياتو !
" المكان أشبه بمتاهه هنا ، أمل أن لا يضيع هاياتو بسبب تسرعه ! "
انعطف في الممر ليتفاجى برجل ذو شعر أسود يقف أمامه يحدق به بحيرة !
خرجت الكلمات من فم لوكاس بصدمة :
...جاك ؟!
نظر جاك له بحاجب مرفوع و نطق : ماذا تفعل هنا نيكولاس ؟ أين ميكا الم تحضره معك ؟
استفاق لوكاس من صدمته سريعاً فابتسم بمكر و تحدث : لقد تغيرت الخطة جاك سنتركه هنا !
رد جاك بحيرة و دهشة : انت ستتركه ؟
ضحك لوكاس بخفة و نظر للحقيبة بيد جاك ففهم ما يحدث فوراً !
نطق لوكاس بابتسامة ماكرة مدعياً انه نيكولاس : لدي خطة أخرى (يمد يده) أعطني الفايروس قليلا ، جاك .
نظر جاك له بحيرة و شك و أجاب : لماذا ؟
ابتسم لوكاس : ساريك شيئاً جميلاً !
تنهد جاك و رفع حقيبته ليخرج الفايروس ... إلا أنه توقف فجأة !
نظر لنيكولاس ببعض الدهشة و نطق : نيكولاس .. شعرك .. أقصر !
نظر لوكاس له ببعض التفاجئ ثم ابتسم و أجاب : لقد قُطع عندما كنت أواجه ميكا ، إلا يبدو أجمل هكذا ؟!
ابتسم جاك بسخرية و أجاب : لا .
فعبس لوكاس بخفة .
رد جاك بصوت جاد : لكن نيكولاس لما تركت ميكا أن كنت واجهته ؟!
رد لوكاس ببعض الارتباك : لقد .. حدثت بعض المشاكل .. ساخبرك لاحقاً الآن أعطني الفايروس و إذهب قبلي !
نظر جاك له لبعض الوقت و قد لاحظ شئ مختلف فيه !
جاك : نيكولاس أين ساعتك ؟
نظر لوكاس له بحيرة فاكمل جاك : ساعتك الموسيقية .. أين هي هل اضعتها ؟!
ادخل لوكاس يده في جيبه بدهشة ثم نظر لجاك و نطق : أظنها سقطت عند قتالي لميكا ! يجب أن أعود لأخذها ايضاً !
صدر صوت جاك ببعض الدهشة : نيكولاس .. لقد وضعتها معي !
توقفت حركة لوكاس و نظر له بصدمة .. ثم ابتسم بخفة و أجاب : أجل .. لقد نسيت !
إلا أن جاك قاطعة بدهشة : من انت ؟ .. انت لست نيكولاس ! لكن كيف .. تشبهه تماماً !
تراجع جاك للخلف قليلاً فابتسم لوكاس بلطف و بعض الحزن و تحدث : ذكي كالعادة جاك ، لكنك لازلت تخلط بيننا حتى رغم اختلاف الثياب !
بقي جاك يحدق به بصدمة فاكمل لوكاس : ماذا هل نسيتني ؟ أم أنك لست سعيداً برؤيتي ؟!
همس جاك بصدمة : انت ... لوكاس ؟! هذا مستحيل !
ضحك لوكاس بخفة و أجاب : المستحيل هو أن ترى الأشباح يا صديقي لذا انا حي حقاً !
ابتسامة ظهرت على وجه جاك و هو يحدق به فتحدث : هذا مذهل ! رغم كل شئ انت مازلت حياً ! هذا يصعب تصديقه حقاً ! لكنني لن اسمح لك ان تفسد الأمر !
استدار جاك ليجري بسرعة نحو الأسفل إلا أن لوكاس ظهر أمامه موجهاً الخنجر نحو رقبته ليتحدث بنظرات حزينة : هذه الفرصة الأخيرة جاك ! استسلم و الا فإنني ساضطر لإيقافك بنفسي !
تراجع جاك فوراً و أخرج مسدسه ليطلق نحو لوكاس بينما تقدم لوكاس نحوه مستغلاً سرعته ليواجهه عن قرب !
..............................................
وقف جين فوق سطح البرج أمام الباب المؤدي للأسفل و رفع يده ليضعها على أذنه يضغط جهاز التواصل : ديانا متى يفتح ؟
ردت ديانا بينما تعمل على الحاسوب : بقي القليل .
كانت ديانا تحاول فتح الأبواب و إعادة الشبكة إلى داخل البرج .
نظر جين إلى ما يحدث في المدينة .. كان هناك حريق في إحد ازقتها و الفوضى تعم المكان ! قتال شديد بين عصابة blood و منظمة ضوء القمر !
فجأة صدر صوت ديانا عبر الجهاز : انتهيت .
بدأت حواجز الفولاذ ترتفع كاشفةً عن الأبواب و النوافذ خلفها ، و عادت إشارة الاتصال بداخل البرج مع خارجه و وصلت صور كاميرات المراقبة لديانا لتعود لرؤية كل ما يحدث على ساحة المعركة .
دخل جين البرج بعد ان ابتسم و قال : أحسنت .
بينما كان كاي و ليو يقفان أمام الحاجز اسفل الأرض . فور أن فتح حتى ساعد كاي ليو على الخروج فسمع صوت ديانا عبر جهاز التواصل : كاي ؟ ماذا حدث ؟ لما ليو معك ؟!
رد كاي : ديانا ارسلي شخصاً ما ليأخذ ليو انا سأعود للداخل !
ردت ديانا بارتباك و حيرة : ماذا ؟ لكنه ...
قاطعها كاي بكلامه : انه معنا الآن أسرعي !
صدر صوت هاياتو بقلق : ديانا اتستطيعين رؤية ميكا ؟!
ردت ديانا : ميكا .. أجل .. انا أراه !
تحدث هاياتو فوراً و قد أضاع الطريق كما توقع لوكاس : أين هو ؟ ارشديني إليه بسرعة !
تحدثت ديانا بصوت مرتبك : انه .. يقاتل نيكولاس الآن !
شعر هاياتو بقلق شديد فميكا يحب والديه رغم كل شيء و لا يستطيع مواجهتهما لكن ما زاد قلقه و وقع كصاعقة أخرى عليه قول ديانا : لكن هاياتو .. إنه .. يبتسم .. و بطريقة مخيفة !
صدم كاي و جين بسماع هذا أيضاً فعض الاول على شفته بغضب !
و صرخ هاياتو : ارشديني إليه بسرعة !!
أجابت ديانا بفزع : حالاً .
ترك كاي ليو و الذي استند على الجدار ينظر له فتحدث كاي : ابقى هنا و سيأتي شخص لأخذك ، لا تتحرك افهمت !
اومأ ليو إيجاباً مكرهاً فركض كاي بسرعة عائداً : ماذا عن لوكاس ؟
لم يجب لوكاس بشيء فأجابت ديانا : انه يقاتل جاك و لا يستطيع الضغط على جهاز التواصل لكنه يسمعنا .
...............................................
حركاتهما سريعة جداً ! كل منهما يتجنب هجوم الآخر ! و كلاهما اصيبا ببعض الجروح !
اصطدم خنجريهما بقوة فابتسم نيكولاس و تحدث : أصبحت أفضل حقاً ، و انت لا تهتم لجراحك مطلقاً إلا تؤلمك أبداً ؟!
دفعه ميكا بخنجره بعيداً و أجاب بابتسامة : انت من جعلني هكذا ابي ، انت قتلتني حقاً !
ركض ميكا نحوه و هاجمه بخنجره عدة مرات بينما يتحدث : قلت لك ان تتوقف كثيراً ، قلت لك ان هذا مؤلم ، لكنك لم تهتم بي أبداً .. عاملتني كدمية لتجاربك دون اي اهتمام لمشاعري !
حاول نيكولاس ركل ميكا إلا أنه تجنبها و ذهب من خلفه محاولاً إصابته فصده نيكولاس بقوة جاعلاً ميكا يتراجع قليلاً !
ثم تحدث ميكا : تمنيت أن تنادني و تحتضنني لمرة واحدة دون أن تشعرني أنني مجرد لعبة لديك ، أن تشعرني أنني ابنك حقاً و أن لدي والداً !
التقط ميكا كرسياً و رماه نحوه فابتعد نيكولاس عن مساره ليظهر ميكا أمامه و تسبب بجرح كتف نيكولاس إلا أن نيكولاس حاول إصابته أيضا فصدها ميكا بينما يكمل : أتعلم ابي ، عندما خرجت للعالم اول مرة و رأيت اولاداً اخرين بعمري مع آبائهم شعرت أنني وحيد حقاً ! .. شعرت أنني كنت يتيماً طوال الوقت .. لم أستطع حتى ان أجيب عندما يتم سؤالي من هما والداك أو أين هما ! ...ثم .. حتى الشخص الوحيد الذي اشعرني ان لدي عائلة تهتم بي .. تعرض للأذى بسببي !
رمى نيكولاس بميكا نحو الجدار فاصطدم به بقوة و سقط جالساً على الأرض : لا .. لم يكن بسببي .. كل شيء .. كل شيء .. كان بسببكما !!
رفع ميكا رأسه لينظر لنيكولاس إلا أنه لم يرى شيئاً ! فجاة كل شيء اصبح مظلماً تماماً !
توسعت عيناه بصدمة و ابتسم بجنون هامسًا : لا ..
توقف نيكولاس ينظر له بحيرة بينما رفع ميكا يديه يشد شعره بقوة و هو ينظر للأسفل بابتسامة مجنونة !
لم يعد يرى شيئاً .. كأنه يسقط في الظلام !!
و تلك الموسيقى زادت من الفوضى داخل رأسه فنطق بصوت مهتز : توقف .. لا ارغب بهذا .. لا أرغب بالمزيد .. لم أعد أتحمل .. لم أعد أتحمل أكثر .. فقط اتركني ، هذا يكفي يكفي !!
صرخ في نهاية كلامه و بدأ جسده يرتجف و أنفاسه تضطرب !
ابتسم نيكولاس بخفة و اقترب منه بينما يتحدث : انا حقا اهتم بك ، أحبك أكثر من أي شيء في هذا العالم .
يعلم أن كلماته تلك لن تصل لابنه أبداً ! فصوت الفوضى في عقله أعلى من صوت كلماته !
تقدم نيكولاس و مد يده نحوه ليضعها فوق رأس ميكا بلطف !
تلك اليد ، كانت الشيء الوحيد الذي شعر به ميكا وسط ذلك الظلام !
تلك اليد التي تقطع قلبه ! أي حب هذا !
توقفت افكاره و كذلك ارتجاف جسده !
توسعت عينا ميكا بصدمة و سقطت يداه على الأرض ! ثم تحدث بصوت منخفض حزين : ابي ... هذا مؤلم !
التقط ميكا الخنجر و لوح به نحو والده بسرعة عالية !!
ألا إن نيكولاس تراجع للخلف فوراً ، فسالت بعض الدماء على وجهه فادرك أن ميكا خدشه حقاً !
نهض ميكا ببطئ يحمل الخنجرين و يبتسم بجنون : ابي ، هذا مؤلم جداً و مخيف ، رغم أنني لا أرى شيئاً .. إلا أن يدك تلك مازالت تصلني ! .. ألا تكفيك حالتي هذه ؟! فقط لأي مدى ترغب بتعذيبي أكثر ؟!
تحرك نيكولاس قليلاً فشعر ميكا به فوراً و اتجه بسرعة نحوه ليصيبه بخنجره إلا أن نيكولاس تجنبه ليفاجئ بخنجر ميكا الآخر يرمى نحوه و يصيب ذراعه !
أخرج نيكولاس الخنجر من ذراعه بقوة فتساقطت الدماء على الأرض فشعر ميكا بها ! فظهر بجانب نيكولاس ليصيبه !
ابتسم نيكولاس و نطق : تشعر بي و انت لا ترى شيئاً ؟ بل تتحرك في فراغك أيضاً ، مذهل !
لم يجبه ميكا فصوته لم يصله .
رمى نيكولاس ميكا بعيداً فوقف ميكا وسط الغرفة بابتسامة مجنونة يستشعر أي تحرك خفيف حوله ليضربه بخنجره فاصيب نيكولاس بعدة جروح عميقة !
تقدم نيكولاس نحو ميكا ليطعنه بخنجره إلا أن ميكا تجنبه و بحركة سريعة وجّه الخنجر نحو صدر والده فلم يستطع نيكولاس تجنبه فوضع ذراعه أمامه ليخترقها الخنجر !
فور شعور ميكا بهذا رفع خنجره الآخر ليخترق كتفه بعمق !
دفعه نيكولاس ليتراجع للخلف واضعاً يده على كتفه !
ابتسم ميكا بجنون بينما اتسعت عينا من يقف قرب المدخل بصدمة شديدة هامساً : ميكا ؟!!
يتبع ...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top