تحطم كشظايا زجاج
صرخ و نادى اسمه بأعلى صوت !
حاول الوصول إليه .. حاول إمساكه !
لكن لا فائدة !
كمن يحاول إمساك النجوم !
أصبح البعد بينهما أشبه ببعد القمر و الأرض !
يده لا تصل له ! أسوأ مخاوفه تحققت أمامه !
ان يرى أعز شخص لديه يؤخذ منه و هو عاجز عن إمساكه ! عاجز عن إنقاذه !
أخذه منه كأنهم يأخذون حياته !
حتى الموت أفضل من رؤية هذا يحدث !
....بعد اسبوع....
كل شيء مظلم .. لا يشعر بشيء حوله ..
إلا أن شعور مؤلماً يجتاح صدره !
هناك شيء مفقود !
فتح ذو الشعر الأسود عيناه ببطئ ليرى سقف ابيض اللون فوقه .
الضوء اخترق عينيه بقوة .
سمع صوت الفتاة بجانبه تتحدث بدهشة كأنها ترى شيء انتظرته منذ فترة : هاياتو !
نظر هاياتو لها بهدوء ، ثوانٍ حتى استعاد ذكرى ما حدث ، رحيل نصف روحه !
نهض هاياتو فوراً بصدمة الا ان ديانا امسكته تمنعه من ذلك و هي تتحدث : لا تتحرك هاياتو يجب أن تبقى ساكناً !
أمسك هاياتو ذراعها ينظر لها بخوف و رجاء ليتحدث : ميكا ! أين ميكا ؟ أين هو أخي ؟ لما ليس بجانبي ؟!
نظرت ديانا له بصدمة و بألم شديد !
أبعدت عينيها عنه لتتحدث : ... انا آسفة .. لقد رحل !
توسعت عينا هاياتو بصدمة !
اراد النهوض الا ان ديانا منعته من ذلك بينما تتحدث : هاياتو قلت اهدأ !
كان هاياتو يقاومها و يحاول النهوض رغم الالم الشديد الذي يشعر به بجسده و هو يصرخ : ابتعدي علي الذهاب لميكا ، لا يمكنني تركه هناك !
الا ان ديانا صرخت : هاياتو توقف ، هاياتو .. انت غير قادر على السير !
توقفت حركة هاياتو و توسعت عيناه بصدمة !
همس بصوت مهتز : ماذا ؟!
نظر هاياتو نحو ساقه فنظرت ديانا له بحزن و تحدثت : لقد كسرت ساقك بقوة و لن تستطيع السير لعدة اسابيع !
همس هاياتو بصدمة : عدة .. اسابيع !
ثوانٍ حتى سقطت يد هاياتو التي كانت تمسك بديانا لتستقر على السرير و ملامح الصدمة و الحزن الشديد على وجهه !
تحدثت ديانا بقلق : هاياتو !!
كان هناك ضماد على رأسه و أماكن أخرى كثيرة ! جسده بالكامل مصاب و يده ربطت بالمغذي !
تحدث هاياتو بصوت منخفض و منكسر : منذ متى و انا نائم ؟!
نظرات الألم و الحزن لم تفارق ديانا و هي تتحدث : منذ أسبوع !
رد هاياتو بحزن : أسبوع و ميكا مع نيكولاس !
أبعدت ديانا نظرها عنه بألم و الدموع تكاد تخرج من عينيها ! لا يمكنها رؤيته هكذا !
لا يمكنها تحمل انهياره هو أيضاً !
تحدث هاياتو بصوت منكسر : اتركيني بمفردي !
نظرت ديانا له بحزن ثم نهضت لتخرج !
بأي حال لا يمكنها فعل شيء ، ليس و كانها قد توقعت أن يكون ألمه أقل من هذا !
خرجت و أغلقت الباب بهدوء خلفها .
رفع هاياتو يده ليضعها على عينيه يتحدث مع نفسه : لقد فشلت ... لقد خذلتك .. خنتك .. لم أستطع فعل شيء ..كل هذا بسببي .. بعد كل هذه المدة مازلت ضعيفاً جداً .. مازلت احتاجك أن ترمي بنفسك في الخطر لاجلي ! .. فقط ... ما الذي فعلته كل هذه المدة ؟ ... ما الذي استطعت تحقيقه ؟ .. لماذا لازلت لا استطيع التواجد معك ؟ لماذا أنت في ذلك المكان مجددا ؟!
انسابت الدموع من عينيه و هو يتحدث : لماذا ؟ لماذا يحدث هذا ؟ لماذا أنا وحيد مجدداً ؟ ميكا .. لا أريدك أن تتركني .. أنا أكره هذا العالم ، أكره كل شيء فيه ، اكرههم ، اكرههم ، اكرههم بشدة ....
بقي هاياتو يلوم نفسه و يبكي بحرقة لأول مرة منذ عدة سنوات !
كيف لا و روحه انتزعت منه بلا رحمة !
وقفت ديانا خلف الباب تستمع لصوته المنخفض و المنكسر ! شهقاته المتألمة !
نزلت دمعة من عينها أيضا لذا سارت مبتعدة عن باب غرفته ، لم تستطع تحمل هذا !
مسحت الدمعة من عينها بقوة ، عليها الثبات ، عليها أن تبقى صامدة في مثل هذا الوقت ، سارت في ممر المشفى لترى مينا أمامها تمشي في إحدى الممرات !
اتجهت مسرعة نحوها تناديها : مينا !
استدارت مينا لتنظر لها بحيرة و حزن !
انخفضت ديانا لمستواها لتتحدث : ماذا تفعلين هنا مينا ؟ لماذا لست مع والدتك ؟
نظرت مينا لها بحزن لتتحدث : أين هو أخي ؟ أنا أرغب بمقابلته !
توسعت عينا ديانا بصدمة !
مقابلته ؟ الآن ؟ بعد كل هذا ؟ لما جائت في هذا الوقت ؟ لما لم تأتي مبكراً أكثر ؟
تحدثت ديانا : لا تستطيعين مقابلته الآن !
تحدثت مينا بقلق : لماذا ؟ لن أقول له كلام قاسي أرغب بالاعتذار له ، لم أقصد ما قلته في ذلك اليوم ، كنت غاضبة و لم انتبه لكلامي ! أنا آسفة أرجوك دعيني أراه !
نظرت ديانا لها بألم ، ماذا تستطيع أن تقول الآن ؟ لما في هذا الوقت ؟
اخفضت مينا رأسها لتتحدث بحزن شديد : حتى امي لا تقول شيئا ، ما الذي يحدث ؟ أين أبي ؟ لما لم أراه حتى الآن ؟ لما امي تبكي باستمرار ؟ لما الجميع حزين و لا يتحدث ؟ أنا أيضا أريد أن أعلم !
احتضنتها ديانا بقوة بعد أن تجمعت الدموع بعيني الفتاتين !
تحدثت ديانا في نفسها " ماذا أقول لها ؟ كيف استطيع ان أخبرها ؟ كيف استطيع ان اقول لها ... إن والدها قد مات ؟! "
نزلت الدموع من عيني ديانا و هي تحتضن مينا .. فتمسكت مينا بها بقوة و بدأت تبكي أيضاً دون أن تعلم السبب !
فقط حالة الجميع تجعلها حزينة جداً مفكرةً هل هي سبب كل هذا ؟ هل كل هذا لأنها اختطفت ؟ إذا كان كذلك .. فقط لتعود و ليقتلها نيكولاس لكن فليعد كل شيء كما كان !
كانت ايزابيلا في غرفتها تبكي أيضاً فهي حقاً أحبت غيلن من كل قلبها ، و رؤيته ميتاً الآن تحزنها جداً !
و حالة كاي لم تكن أفضل منهم .. فمنذ ذلك الحادث على الجسر و هو بغرفة العناية المشددة و حالته غير مستقرة أبداً !
فقد كان قريباً جداً من الانفجار ، هو بغيبوبة و لم يستيقظ أبداً بل و حياته بخطر أيضاً !
أما جين ...
كان يجلس في شقته على الأرض يضم ساقيه لصدره و يضع رأسه عليهما مخفياً ملامحه !
كان قد فقد إحدى ذراعيه !
بسبب كثرة الرصاصات فيها و تلف أعصابها هو بالكاد نجى بحياته و باقي جسده !
و لا يكفي الم روحه بفقدان من اعتنى به منذ صغره و رحيل أحد أعز أصدقائه ، و لا فقدان ذراعه و كل الإصابات التي تمنعه من العودة للمنظمة لفترة من الزمن !
فبجانبه كان الظرف الذي أخذه من مكتب رئيسه دون علمه و قد فتحه ليرى الصدمة الأكبر !
بجانب تاريخ الولادة و كل المعلومات التي كتبت عنه كان هناك ..
اسم الأم : لينا سويشي .
اسم الأب : ديفيل كارتر . !
قاتل من اعتنى به و كان بمثابة والده ، هو والده الحقيقي !
والده من أراد تعذيبه قبل قتله ! والده السبب بفقدانه ذراعه !
هو من قتل والد صديقه كاي !
كان ألمه أشد برؤية هذه المعلومات ، صورة ديفيل و هو يبتسم بعد قتله لغيلن لا تفارق ذاكرته ! تمنى لو انه استمع لغيلن ! تمنى لو أنه لم يكتشف من هو والده أبداً !
كان مستعداً لكل شيء ، أن يكون والداه ميتان !
ان يكونا اسيرين لدى العصابة او أي أحد !
لكن هذا ... هذا أسوأ شيء !
والده الذي كان يبحث عنه لسنوات هو قاتل غيلن نفسه و ألد أعداء المنظمة !
انهار الجميع ..
كل شيء أصبح أسوأ ..
كل واحد منهم جلس بمفرده في غرفة مع أحزانه !
جرح عميق رسم داخلهم ليحطم أرواحهم لقطع صغيرة كبقايا الزجاج المكسور !
كأنهم سقطوا جميعاً في الظلام فجأة !
بلا أمل أو ضوء ، استسلموا لذلك الظلام .
...................................
ليس وكأن ظلام الآخر أفضل .. بل كان اشد !
في مكان بعيد جداً ..
في دولة أخرى ..
كان ميكا مستلقياً على الأرض نائماً على جانبه !
سلاسل حديدية طويلة تمتد من الجدار لتسقط على الأرض متجهةً ليديه الباردتين تقيده !
ملامح ألم شديد على وجهه و تنفسه مضطرب جداً !
لا تكفي الإصابات الحديثة التي ملأت جسده و لا التعذيب الشديد الذي يتعرض له في هذا المكان الموحش !
فعذابه يستمر حتى و هو نائم بعيداً عن غرفة التعذيب !
فكوابيسه لم ترحمه أبداً منذ مجيئه إلى هنا .. ليس وكأنها كانت ترحمه في السابق و هو بعيد فكيف ستكون الآن و هو يجلس في غرفة التعذيب أغلب اليوم !
فتحت باب زنزانته ليدخل نيكولاس منها و ينظر له .
ثوان حتى ابتسم بقلة حيلة و هو يرى كل الإصابات التي ملأت جسده !
تقدم نحوه ليجلس بجانبه و يمسح على شعره بينما يتحدث مع نفسه : قاسي كالعادة جاك !
تذكر ما حدث قبل عدة أيام ..
.............ذكريات...
استغرق مجيئهم إلى هنا يومين ، ثم قضى يوم آخر بغرفة الاجتماع يخبر جاك و جينا تقريره لما حدث في آخر مهمة له !
و عندما انتهى الاجتماع و خرج نيكولاس رافضاً إعطاء ميكا لهيت أو جينا ، خرج جاك معه فتحدث : نيكولاس أين هو ميكا الآن ؟!
نظر نيكولاس له ليبتسم و يجيب : انه في الأسفل .
تحدث جاك بصوت جاد كالعادة : أريدك أن تترك أمر عقابه على الهرب لي ، لقد جمعت الكثير من الأوراق لتطوير الفايروس على مكتبك لذا أقرئها كلها !
تنهد نيكولاس و تحدث بابتسامة : حسناً ، طالما انت من تقول هذا فأنا موافق .. ( ينظر لهيت خلفه بطرف عينه ) انا أثق بك أكثر من شخص ما !
صرخ هيت منزعجاً : مهلاً ، هذا تمييز !
فضحك ديفيل بخفة و هو ينظر لهم !
بينما تحدث نيكولاس بلا اهتمام : عليك التفكير جيداً بما فعلته .
هتف هيت : لقد فكرت مئة مرة من قبل !
استدار نيكولاس بكامل جسده لينظر له بينما يسير للخلف و يتحدث : إذن و ما النتيجة ؟
رد هيت و قد أبعد وجهه عن نيكولاس : لست انا المخطأ !
عاد نيكولاس ليلتفت للإمام و يجيب بينما يغمض عينيه : لا تحلم برؤية ابني إذن !
عبس هيت و هو ينظر له بانزعاج !
توقف جاك قرب السلالم و تحدث : إذن انا سأذهب ، هيت أدي عملك لمرة واحدة .
عبس هيت و هو يجيب : لقد نفذته قبل شهرين .
نزل جاك السلالم بينما يتحدث و يحرك اصبعه بشكل دائري : العمل يستمر .
سار نيكولاس و الجميع للإمام بينما نزل جاك للطابق الثاني ، هذا البناء هو المقر الرئيسي للعصابة و هو بمنطقة مهجورة تقريباً .. هذه القرية المتطورة بأكملها للعصابة و يقيم بها بعض أعضائها لذا البناء بأكمله ملك لهم !
وصل جاك لمنطقة السجن و سار في الممر بهدوء ليبدأ بسماع صوت حبل يرتطم بجسد أحدهم !
الا انه سار بهدوء و بلا اهتمام !
بدأ الصوت بالارتفاع مع كل خطوة يخطوها للإمام إلى أن وصل لإحدى الزنزانات و فتحها .
كانت يدا ميكا مقيدتان للأعلى بينما رجل خلفه يضربه بالسوط !
كان تنفسه سريعاً بعض الشيء و نظراته خالية من الحياة ! فهو على هذه الحالة منذ مجيئه دون أن يحصل على فرصة لاراحة جسده المتعب !
تقدم جاك و تحدث : هذا يكفي فك قيده !
رد الرجل : حاضر سيدي .
بدأ الرجل بفتح الحديد عن يدي ميكا الذي رفع رأسه ببطئ لينظر للشخص الذي جاء ! ظهر بعض الخوف على وجهه عندما رأى جاك !
أسوأ شخص يمكن أن يأتي بعد والده !
بدأ جاك بإعداد أدواته بينما يتحدث موجهاً كلامه لذلك الرجل : ضعه على السرير !
توسعت عينا ميكا بقلق بينما يجره ذلك الرجل حيث أمره جاك و يبدأ بتقيد يده بحافة السرير !
و بلا إرادة منه بدأ جسد ميكا بالمقاومة بينما يصرخ : لا توقف .. اتركني !
يعلم أن لا فائدة من هذا !
يعلم أنهم في النهاية سيفعلوا ما يرغبون به !
ألا إن جسده يرفض الهدوء !
يرغب بالخروج ! إيقاف هذا الألم و لو مؤقتاً !
توسعت عيناه بخوف عند سماعه صوت جاك البارد يتحدث : اصمت أو سيأتي هاياتو إلى هنا !
شهقة خفيفة صدرت من ميكا و ملامح الألم على وجهه ! فور سماعه هذه الجملة بدأ جسده بالسكون مجبراً !
أي شيء إلا إيذاء هاياتو !
لا بأس بتعذيبه ، لا بأس أن يفعلوا أي شيء له ، لكن فقط ليتركوا رفيقه !
هذه كانت أفكار ميكا .
ابتعد الرجل عنه بعد ان قيده جيداً ليخرج من الغرفة .
نظر ميكا لجاك و هو يجهز أدواته ليبدأ بتعذيبه فنزلت دمعة من عينه !
أبعد وجهه ينظر للجهة الاخرى لكي لا يرى الأدوات التي ستحفر أثرها في جسده مرة أخرى و لا يرى جاك تلك الدمعة التي تمردت و خرجت دون إذن !
متى سينتهي عذابه ؟
متى سيرى النور أخيراً ؟
متى سيعود و يلتقي بهاياتو ؟
أم أن كل هذا أصبح مجرد أحلام الآن !
يبقى يتمسك بحلمه ، يحاول إمساك خيط رفيع من الأمل في هذا الظلام !
لكن هل هذا الخيط موجود أساساً ؟!
يتبع ...
................................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
الجميع انهار بعد هذا الحادث فماذا سيحدث لهم الان ؟
ماذا سيفعل هاياتو و هل سيعود الامل اليه ؟
هل سيستيقظ كاي مجدداً ؟
غيلن مات فما رأيكم ؟
فقد جين احدى ذراعيه و اكتشف انه ابن ديفيل فما تاثير ذلك عليه ؟
بقيت ديانا بمفردها الان تنتقل بينهم فماذا ستفعل ؟
ميكا يتلقى تعذيباً شديداً فماذا سيحدث له ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top