الاب و الابن


عندما يكون لديك شيء واحد فقط تهتم به
عندها لن تبالي بأي شيء سواه !
ستخاطر بحياتك لأجله !
فما معنى الحياة إن لم يكن موجوداً معك فيها .

بالنسبة لهاياتو فقد كتب له أن لا يشعر بحنان الأب ابدا ، خسر مصدر الدفئ الوحيد الذي كان معه وهو والدته ، كان كل شيء لا معنى له في حياته و لا فائدة من أن يعيش !

ألا أن وجود ميكا غير كل شيء له ، اول صديق اكتسبه ، اول يد امتدت له لتساعده بعد والدته ، الشخص الذي أمضى معه اسوأ أيامه و أجملها ، عاش معه أقسى اللحظات و احلاها ، بعد موت والدته كان هو الشخص الوحيد الذي يستطيع هاياتو الحديث معه براحة ، الوحيد الذي لم يؤذيه ، الشخص الذي خفف عنه آلامه !
هو الأمل الوحيد الذي بقي له لذا سيدافع عنه بكل قوته ، لن يدع أحد يؤذي أخاه الوحيد ، أو هذا ما يتمناه هو .

كان هاياتو يركض في الممرات .
مرت بالفعل أربعين دقيقة منذ دخوله و إلى الآن لم يتلقى خبراً بخصوص ميكا !
لكن تركيزه الآن على مهمته التي أعطاها له ، أن يقبض على من يقابله و أن يجد مينا أو أي طفل آخر ! بالإضافة لما يبحث عنه هاياتو دون علم رفيقه !

كان الدخان يرتفع من عدة أماكن في المحطة و ما حولها فجين يقوم بتدمير الغرفة الرئيسية الآن و هذا يسبب عطلاً في كل مكان !
قابل هاياتو بعض رجال العصابة و هزمهم بسهولة و قيدهم إلا أنه للآن لم يجد مينا !

فجأة صدر صوت من جهاز التواصل في أذنه ثم تلاه صوت ميكا يتحدث : هاياتو !

علامات الفرح ظهرت على وجهه و هو يسمع صوت رفيقه مجدداً و لو لم يكن بمفرده لما استطاع إظهار فرحته الشديدة بسماعه و الاطمئنان عليه !
فتوقف هاياتو ليتحدث بسرعة : ميكا ، لما تأخرت بالاتصال بي ، هل أنت بخير ، هل أصابك مكروه ؟

ضحك كاي و هو يجيب : خفف سرعة كلامك لم نفهم شيء ! لقد كنا مشغولين لذا لم نتصل بك ، هل كنت قلقاً على اميرتك ؟

شدد كاي على آخر كلامه متعمداً لازعاج هاياتو و حقا نجح بهذا ، فتحدث هاياتو بصوت بارد : ميكا ، أيمكنك ضربه ؟!

صدر من جهاز التواصل صوت كاي المتألم بسبب ضربة خفيفة من ميكا على رأسه فتحدث كاي : ما هذا ميكا ، انت ايضا ؟!

ضحكة خفيفة صدرت من ميكا فابتسم هاياتو أيضا و هو يتحدث : هل انت بخير ميكا ؟

ميكا : أجل ، ماذا عنك ؟

هاياتو : انا ايضا بخير .

تحدث كاي متصنعا الحزن : و انا يؤلمني رأسي بسبب ضربة احدهم !

تحدث هاياتو متجاهلاً كلام كاي : أن أصيب ميكا بخدش ساقتلك !

رد كاي متذمراً : ماذا ؟ و ما خطأي انا ؟ لم أكن متواجداً وقتها !

رد هاياتو بانزعاج : هذا يعني أنه أصيب !

انتبه كاي لكلامه متأخراً فلم يعلم ما يقول : انا .. لا.. ربما ، لا أعلم .

هاياتو : ماذا تعني لا أعلم ؟ من الذي معه الآن اذن ؟

ضحك ميكا بخفة على شجارهما ليتحدث : لا تقلق انها ليست خطيرة ، على أي حال ، اتصلت لاخبرك شيء مهم ، هل قابلت السيد ديفيل من قبل ؟!

تحدث هاياتو بصوت جاد : ديفيل ؟ لا لم اقابله ، من هو ؟!

ظهرت الحيرة على وجه ميكا و هو يتحدث : انه أحد القادة الخمسة و لا أعلم لما لكنه هنا الآن !

اتسعت عينا هاياتو قليلا ثم ظهرت ملامح باردة على وجهه تحمل غضباً كامناً هو يتحدث : ديفيل .. و هل آذاك ؟

ميكا : لا لم يفعل ، لكنه سألني عنك ، يبدو انه يعرفك ، ألم تقابله في مكان ما من قبل ؟

هاياتو : لا ، لو قابلته و لو لمرة واحدة لم أكن لانسى وجهه أبداً .

ميكا : احذر منه ، هو أقوى من السيد هيت حتى ، و بما انه هنا ربما ابي موجود أيضا و أن رأيت احدهما فلا تفكر بقتاله حتى ، أفهمت ؟!

ابتسم هاياتو ليريح صديقه و هو يجيب : أجل أعلم ، لا تقلق علي !

اغلق جهاز التواصل ، فتحدث هاياتو مكملاً جملته : لقد وجدت هدف افضل بالفعل !

اخذ هاياتو وضعية القتال قائلاً : ساقتلك هذه المرة ، ابي !

ظهرت ابتسامة ساخرة على وجه من أمامه ليتحدث : ما زلت بعالم الاحلام ، هاياتو .

........................................

كان غيلن مستمراً بقتاله لديفيل .
كان القتال متعادلا ًتقريباً يميل قليلا لجانب ديفيل .
إلا أن غيلن أظهر قدرات عالية في القتال و المراوغة .

ديفيل : مازلت تحاول تقليد حركاته غيلن ؟ حتى لو نسختها و طبقتها مثله تماماً فانت لن تصل لمستواه !

اجابه غيلن بينما يستمر بالقتال : لا أحاول نسخها ، انا استخدم خططه و حركاته لتعزيز خاصتي .

ديفيل : اذن تقصد انت تسير على خطاه ؟!

أمسك غيلن ذراع ديفيل ليضربه بالأرض بينما يصرخ : و ما المشكلة باتباع شخص مثله ؟ أفضل بكثير من أتباع نيكولاس أو جاك !

نهض ديفيل بسرعة و ضرب غيلن فارتطم بالجدار بينما يتحدث ديفيل : في الخطط و التفكير اعترف انه ممتاز ، في الحقيقة هو مذهل بكل شيء !

وجه ديفيل ضربة قوية لغيلن جعله يبصق دماً بينما يكمل : لكن مشكلته الوحيدة هي قلبه ، طيبته الزائدة و تعلقه بآخر فرد من عائلته جعل الأمور تصل إلى هنا .

....................................................

ارتطم جسد هاياتو بالجدار بقوة إلا أنه نهض بسرعة ليحدق بالواقف أمامه بغضب شديد !
تحدث والد هاياتو بسخرية : ما الأمر هاياتو ؟ بهذه القوة لن تستطيع هزيمتي !

تقدم هاياتو نحوه و هو يصرخ : اصمت ! .. ساقتلك ، انت السبب بموت امي ، أنت السبب بكل شيء !

حاول هاياتو إصابته الا انه تجنبه فجاءته ضربة هاياتو من الجانب الآخر فقد كانت الضربة الأولى مجرد فخ !
تراجع والده للخلف و ابتعد عنه راكضاً فلحقه هاياتو صارخاً : لن تهرب مجدداً .

وصل هاياتو لنهاية الممر حيث كانت هناك باب فتحها فورا و دخل إلا أنه لم يجد أحد في الداخل !

فجأة ظهر والده خلفه ليوجه المسدس نحو راسه و هو يبتسم بمكر ، شعر هاياتو به فاستدار فوراً و ضرب المسدس فسقط من يد والده بعيدا !
أراد هاياتو طعنه بالسكين إلا أن والده تجنبها فضربه هاياتو بيده الأخرى فتراجع والده !
تقدم هاياتو نحوه فورا ليطعنه إلا أنه نهض و ابتعد عن مسار السكين !

تحدث والد هاياتو بسخرية : لكن بسببي قابلت ميكا ، عليك ان تكون سعيداً بما حدث !

رد هاياتو بغضب شديد و كأن النار تخرج من عينيه : ثم كدت تقتله بعدها ، حاول حمايتي منك فضربته على جرح حديث له و تركته ينزف في الزنزانة بمفرده دون أن يعلم أحد بأمره ! بسببك ماتت امي و كدت أفقد الشخص الوحيد الذي اهتم لأمره ، بسببك تألمت كثيراً ، حتى موتك لن يخفف من كرهي لك !

رد والده بابتسامة : امازلت تذكر ذلك ؟ كن شاكراً أنني لم اقتله وقتها !

ضربة قوية و سريعة جاءته من هاياتو على وجهه جعلته يتراجع خطوتين للخلف إلا أنه أثناء تراجعه وجّه ضربة جانبية لهاياتو جعلت رأسه يرتطم بالجدار بقوة !

جلس هاياتو على الأرض واضعا يده على أذنه بينما سقط جهاز التواصل منها و بدأ بالعمل دون أن يدرك هذا !

على الجانب الآخر من السماعة ، كان ميكا و كاي قد التقيا بجين بالفعل ! صدر صوت من جهاز التواصل و انتظروا أن يتحدث هاياتو إلا أنه لم يقل شيئاً فنطق ميكا بقلق : هاياتو ؟

لكن ما سمعه من الطرف الآخر لم يكن ما توقعه أبداً !
تقدم والد هاياتو نحوه و هو ينطق : يبدو أنك اكتسبت بعض الشجاعة لتقف بوجه والدك هكذا ! تصرفاتك أصبحت أكثر ازعاجاً خلال المدة التي ابتعدت فيها .

صدم ميكا من الصوت الذي سمعه فتحدث بسرعة صارخاً : هاياتو ، اتسمعني ، هاياتو !

لم يصل الصوت لهاياتو أو والده ، حاول هاياتو النهوض إلا أن رؤيته أصبحت مشوشة بسبب ارتطام رأسه و نزيفه فضلاً عن الصفير الذي يسمعه في اذنيه !
وجّه والده ركلة قوية له جعلت جسده يعود للخلف و يصطدم بجدار من الزجاج يطل على الخارج !
فتحطم الزجاج بسبب قوة الاصطدام و جرح ظهر هاياتو و خرج جسده خارج حدود البناء !
كاد ان يسقط من الطابق الثالث لولا ان يده امتدت لتمسك بحافات الزجاج المكسور كأمل وحيد له لكي لا يسقط !

بدأت يده تنزف و سال الدم على ذراعه ، ظهره بدأ بالنزيف أيضاً إلا أنه تحمل الألم و استمر بالتمسك بالزجاج فلا يوجد شيء آخر يمسكه !
حتى حافات الزجاج الحادة يمكن أن تنقذ حياته !

تقدم والده منه و انخفض ليرآه جيدا بينما يتحدث بابتسامة : ماذا ستفعل الآن ؟ يدك لن تتحمل كثيراً ؟ و اميرتك ميكا ليس موجوداً لمساعدتك ، ستسقط و تموت دون أن تحقق انتقامك !

احتدت ملامح هاياتو بغضب .
فجأة سمع والده صوت ضعيفاً لميكا عبر جهاز التواصل يصرخ بقلق : هاياتو ، فقط أخبرني أين أنت ؟ اجبني هاياتو !

حمل والد هاياتو الجهاز الصغير و هو يتحدث بابتسامة مستمتعة : يبدو أنني كنت مخطئاً ! انظر هاياتو ، على الأقل صوت ميكا معك حتى في لحظة موتك .

تحدث الطرف الآخر (ميكا) : أتركه ! ان آذيته ساقتلك بنفسي !

ضحك والد هاياتو ليجيبه : ميكا ، التهديد لا يليق بك ، لا تكتسب عادات ابني السيئة ، اعثر على هاياتو أولا ثم تحدث هكذا .

كان ميكا بالفعل يركض في الممر معه جين و كاي فتحدث ميكا برجاء و بصوت قلق جداً : أين هو ؟ أرجوك لا تؤذيه !

ابتسم والد هاياتو و هو يتحدث : بما انك قلت أرجوك ، فلن اقتله لكنك لن تستطيع رؤيته ثانيةً .

صدم ميكا من كلامه بينما نهض والد هاياتو و ظهرت طائرة أمامه كان قد استدعاها في وقت سابق ، نظر لهاياتو الذي توسعت عيناه من كلامه قبل قليل !
الموت أفضل من أن يعيش بين يدي والده مجدداً و بعيداً عن ميكا !

مد والده يده التي تحمل جهاز التواصل في الهواء فوق هاياتو تماماً و هو يتحدث بابتسامة : قل وداعاً لاميرتك ، هاياتو .

رمى الجهاز ليمر بجانب وجه هاياتو و يسقط على الأرض و يتحطم !

كان ميكا يركض بأقصى سرعته للخارج بعد أن دخلت القوات الطابق الأول من المحطة و خلفه جين و كاي ، تحدث جين عبر جهاز التواصل مع ديانا : ديانا أين هو الرئيس ؟ لما لم يظهر حتى الآن ؟

ألا إن ديانا لم تجب فصرخ جين : ديانا ، ديانا ؟!

في السيارة التي كانت تعمل بها ديانا فجأة دخل عليها رجل من العصابة و وجه المسدس نحوها فلم تستطع مساعدة أصدقائها أو اجابتهم !
تراجعت ديانا للخلف قليلا و دون أن تدرك ضغطت على زر مكبر الصوت الذي ينقل الصوت من جهاز التواصل الى داخل المحطة و يكبره .

في تلك اللحظة وصل ميكا و من معه إلى الساحة الخارجية للمحطة فكان أول ما رآه هو طائرة تحمل صديقه و تأخذه بعيدا عنه فصرخ بقلق شديد : هاياتو !!

وصل صوته عبر مكبر الصوت إلى جميع الطوابق و منهم الطابق الذي يتقاتل فيه غيلن و ديفيل !
فور سماعهما صوت ميكا توقف كلاهما عن القتال لينطقا معاً في وقت واحد : ميكا ؟!

يتبع ..

.................................................... 
اتمنى ان يكون قد نال اعجابكم .
ما رأيكم و توقعاتكم ؟!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top