اقتحام


فوق تلال تتوسطها بحيرة صغيرة ..
وقف بعض أفراد المنظمة يراقبون المكان ..
من بينهم كان غيلن و إيزابيلا موجودان ، قبل قليل وصل جين و معه ميكا و هاياتو و كاي الذي سينظم لهم أيضا .

ميكا : إذن هذا هو المكان ، حسنا .. سندخل الآن ، أعضاء المنظمة سيهتمون برجال العصابة ، و نحن سنبحث عن مينا ، كاي و جين ستهتمان بأمر كاميرات المراقبة ، سنقوم بتدمير المخبأ بأكمله و نقبض على كل من فيه .

بدأت المهمة و بدأ الاربعة بالتسلل للداخل ، أدخل ميكا كلمة السر للباب الأكتروني الخلفي فقد كان والده من وضعها لذا هو يعلم ماهي و يعلم أن والده لن يغيرها فهو يحب المخاطرة ، بينما باقي أعضاء المنظمة قاموا بالهجوم على المخبأ لتشتيت العصابة عنهم .
و بالفعل انشغل من بالداخل بمواجهة أفراد المنظمة غير منتبهين لمن تسلل للداخل !

لحسن الحظ فلم يكن نيكولاس أو أحد الموؤسسين الآخرين بهذا المخبأ مما سهل عملية التسلل .
في الداخل كان كاي و جين يركضان في الممر بعد ان افترقا عن الاثنين الآخرين .
تحدث جين متسائلاً : هل تذكرت شيئاً كاي ؟

اجابه الآخر بخيبة أمل : لا .

تنهد جين ليقول : لا بأس ، لازلنا في البداية .

وقف جين خلف باب غرفة المراقبة .
أخرج سلاحه و تحدث بصوت منخفض : مستعد ؟

أومأ كاي إيجاباً ، منذ صغره كانت لديه رغبه في تعلم القتال و الدفاع عن النفس ، كان يظن انه مجرد حب لهذه الرياضة ، لكنه الآن أدرك أن مصيره منذ البداية أن يواجه أشخاص خطيرين و يكشف حقيقة موت والده ، و بعد أن تدرب كل تلك سنوات ، هو لن يستسلم الآن .

فتح جين الباب بسرعة ووجه مسدسه لمن كان داخل الغرفة يراقب الشاشات .
حاول الرجل في الداخل سحب مسدسه إلا أن جين أطلق على يده ليسقط السلاح منه ، تحدث جين بحدة : ارفع يدك للأعلى و تراجع للخلف .

نفذ الرجل ما طلبه فتحرك كاي مسرعاً نحو شاشة كاميرات المراقبة .
كان جين مساعد رئيس المنظمة غيلن .
إلا أن اختصاصه فيها هو التسلل و القنص لذا كاي كانت لديه خبرة اكثر بالتعامل مع كاميرات المراقبة .

وزع نظره على جميع الشاشات ثم تحدث عبر جهاز التواصل الصغير على اذنه : لا أرى سوى أفراد العصابة ، لا وجود للفتاة !

أجاب الطرف الآخر .
هاياتو : إذن ليست هنا ؟
ميكا : هل أنت متأكد كاي ؟

بعد أن ضغط كاي على بعض المفاتيح في الحاسوب اجابه : هناك ممر في الطابق الثاني لا يوجد كاميرات مراقبة في الغرف فيه يمكن أن تكون هناك .

اجابه ميكا بصوت جاد : حسنا ، نحن سنذهب إلى هناك ، انتما اهتما بالمراقبة .

تحدث كاي بملل و انزعاج : هذا ممل جدا ، أرغب حقا بقتال هاياتو بدل الجلوس هنا ! هاياتو أن لم تسرع بهذا و تأتي لتقاتلني بعد أكمال المهمة فسيتأذى ميكا !

اجابه هاياتو عبر جهاز التواصل : لا تقلق فور أكمال المهمة ساتي لقتلك دون تردد .

ضحك جين على كلامهما بينما كان يقيد الرجل !

كان ميكا و هاياتو يركضان في الممر ، بعد بضع دقائق تحدث كاي : هناك شخص قادم نحوكما !

توقفا فور ظهور رجل طويل أمامها ، نظرات هاياتو تحولت للغضب و هو يأخذ وضعيته مستعداً لأي هجوم .
بينما أخرج ميكا الخنجرين من غمدهما بنظرات حادة أيضا .

نظرة جادة رسمت على وجه الرجل الطويل ليتحدث : خمسة و سبعة ! كان علي توقع هذا .. شككت بأن المنظمة لا تحاول الدخول حقا ، (نظر بحدة لهما) فهم دخلوا بالفعل .

نظرات ميكا و هاياتو ثبتت على الرجل ..
هما يكرهانه حقا ، متوتران .. لكن ليس لدرجة التراجع ، هو أيضا كان يعذبهما أحيانا ، لكنهما الآن أصبحا أقوى و لن يخسرا أمامه أبداً .
رفع الرجل يده ليخرج سلاحه بينما يتحدث : ستندمان على العودة !

رفع مسدسه نحوهما بسرعة إلا أن حركة ميكا كانت أسرع فضرب المسدس بخنجره ليرميه بعيداً .
تراجع الرجل قليلا و أخرج مسدساً آخر ليطلق نحوهما ثلاثة رصاصات !
تجنب ميكا الرصاصتين بينما تجنب هاياتو الأخرى و تقدم نحوه الرجل بسرعة محاولا ضربه !

امسك الرجل ذراع هاياتو ليرميه بعيدا عنه ليتقدم ميكا بسرعة و يتسبب بخدش على وجه ذلك الرجل .
بقي الرجل يراوغهما و يحاول إصابتهما بينما كانا مستمران بالهجوم دون توقف .
حركاتهما المتناسقة و عدم إعطائه فرصة للراحة من هجماتهما و تلقيه الهجوم من جميع الاتجاهات بدأ يتسبب بارباك الرجل .

زاد ميكا من سرعته بينما يكاد يصيبه بخنجريه فتراجع الرجل للخلف بينما يستمر ميكا بالتقدم ، شغل ميكا الرجل ليظهر هاياتو خلفه و يوجه ضربة نحو رقبته بأقصى قوته فسقط الرجل فاقداً الوعي !

تنفسا بسرعة ثم تحدث ميكا عبر جهاز التواصل : كاي ، اهناك المزيد ؟!

اجابه الطرف الآخر : لا ، اذهبا بسرعة .

تقدم ميكا و هاياتو مسرعين .
بعد مدة من الركض كانا قد وصلا للمكان الذي لا يحتوي على كامرات مراقبة فلم يكن كاي يعلم أن كان هناك أعداء بالداخل أم لا و لم يستطيع رؤية تحركاتهما .

كان المكان حقا يشبه السجن !
بدأ ميكا و هاياتو يبحثان في جميع الغرف عن مينا .
غرفة بعد أخرى ، لم يجدها اي منهما !
نظر ميكا من النافذة الصغيرة على الباب إلى الغرفة التي توجد خلفه فكانت فارغة أيضاً !
فهمس بقلق : انها فارغة أيضاً ! أين هي مينا ؟

فجأة سمع هاياتو ينادي : ميكا ، يوجد شخص هنا !

اتجه نحوه مسرعاً و نظر خلال النافذة أيضاً فرأى فتاة تبدو في عمرهما أو أصغر قليلا ذات شعر أحمر مقيدة للكرسي و مصابة ببعض الجراح !
تحدث ميكا بقلق بينما يفتح الباب : ليست مينا ، لكن لا نستطيع تركها هنا !

تقدما نحوها مسرعين بينما كانت تنظر للأرض بعينين ذابلتين لا حياة فيهما ، كأنها فقدت الأمل منذ زمن !
وضع ميكا يده على رقبتها ليقيس نبضها !
نظر لهاياتو بينما يتحدث : أنها حية .

اومأ هاياتو إيجاباً و بدآ بفك القيود بينما رفعت الفتاة رأسها ببطئ لتنظر لهما .
توسعت عينا هاياتو بدهشة عندما رأى الحرق على ذراع الفتاة ! حرق على شكل رقم ثمانية !
تحدث هاياتو بصوت مرتجف : ميكا ، ايضعون الأرقام على أيدي الفتيات ؟

رفع ميكا رأسه ينظر له و قد فهم ما يعنيه عندما رأى الرقم ! هذه الفتاة مثلهما !
هي أيضا تعرضت للتعذيب هنا لأكثر من ثلاثة مرات على الأقل ! لماذا تفعل العصابة هذا بهم ؟ ما هو الخطأ الذي ارتكبوه ليحصل لهم هذا ؟

أجاب ميكا بصوت منخفض بدا الحزن عليه : لا أعلم ، لم أقابل أي فتاة هنا من قبل !

احتدت نظرات هاياتو بكره لمن يفعل هذا بهم ، هما يعلمان شعور هذه الفتاة جيدا فهما من ذاقا هذا الألم أيضا ، أن تتألم بسبب والداك ، هذا يزيد من شدة ألمهما و يحطمهما أكثر مما هما عليه !

لم تبدي الفتاة أي ردة فعل و لم يستغرب ميكا و هاياتو هذا أبداً .
حملها هاياتو بين ذراعيه و خرجوا من هذه الغرفة بسرعة !
كانا يركضان و هما ينظران يميناً و يساراً باحثين عن مينا ! رفعت الفتاة بصرها لتنظر لهما بحيرة و بعض القلق فتحدثت بصوت ضعيف : من أنتما ؟!

نظر هاياتو لها بينما استمر ميكا بالبحث فأجاب مطمئنا إياها : لا تقلقي سنخرجك من هنا !

حدقت الفتاة به لثوان ثم اتجهت انظارها نحو ميكا و هو يبحث في كل مكان لتقول : هل تبحثان عن احد ؟!

رد هاياتو : فتاة بشعر أسود طويل هل رأيتها ؟

صمتت الفتاة ثوانٍ ثم قالت : أجل .

توقف ميكا و اتجهت انظاره لها بينما أكملت : كانت هنا ، لكن تم نقلها لمكان اخر قبل ثلاثة أيام .

اخفض ميكا رأسه ينظر للأرض بحزن و قلق
" هل تأخرنا ؟"

ظهر الانزعاج على وجه هاياتو و هو يهمس : تباً .

نظر لميكا ثم تحدث : ماذا سنفعل الآن ؟

رفع ميكا رأسه ينظر له قليلاً ثم تحدث موجها كلامه للفتاة : هل أنت متأكدة ؟

اومأت الفتاة إيجاباً بينما تحدثت : أجل ، انا أذكرها جيدا ، احضرها رجل أشقر و بعد أسبوعين أخذها لمكان آخر !

ظهر القلق على وجه ميكا بوضوح بينما نظر هاياتو له بجدية متحدثاً : ميكا ؟!

تنفس ميكا بعمق ليهدأ نفسه قليلا ثم تحدث عبر جهاز الاتصال : جين ، لقد تم نقل مينا لمكان آخر ، أبلغ هذا للسيد غيلن و أخبره أن عليه أن يقبض على جميع أعضاء العصابة الذين في المنطقة .

رد الطرف الآخر : حسناً .

نظر ميكا لهاياتو ثم تحدث : بما انها ليست هنا لم يعد لدينا سبب للبقاء ، لنخرج .

اومأ هاياتو إيجابا و نظر للفتاة قائلاً : إلا يوجد شخص غيرك هنا ؟

الفتاة : لا .

تحرك ميكا و هاياتو نحو المخرج بسرعة بعد جوابها هذا ، هما لا يريدان أن يكونا هنا حتى لولا إجبار ايزابيلا لميكا على المجيء أيضا لذا لم ينتظرا المزيد من الوقت للخروج بسرعة من هذا المكان الذي يحمل ذكريات مخيفة لكلاهما !

............................................

بعد ساعة كانت العملية قد انتهت و تم قتل أو القبض على جميع من كانوا في هذا المخبأ ! إلا أن العصابة تمتلك الكثير من الأماكن للاختباء و لم يكن هذا إلا أحدها !
كما أنهم عصابة كبيرة و لديهم عدد كبير من للأعضاء لذا الأمر لم ينتهي بعد .

كان مع غيلن عدد من رجال الشرطة الذين يثق بهم و يتعاونون مع منظمته و سيارات قد جهزها هو لعلاج من يصاب .
كانت تلك الفتاة داخل إحدى هذه السيارات و قد تم علاج إصاباتها ، كانت تستلقي على سرير فيها بينما كان جين و كاي بجانبها .

كان جين يحمل مجموعة من الأوراق و يتحدث مع الفتاة مدوناً إجاباتها على أسئلته في تلك الأوراق .
جين : آسف لازعاجك و انت مصابة لكن احتاج لأخذ بعض المعلومات عنك !

اومأت الفتاة إيجابا ليبدأ جين بطرح اسئلته .

جين : ما اسمك ؟ و كم عمرك ؟

الفتاة : ديانا ، أربعة عشر عاماً !

جين : هل والداك عضوان بالعصابة ؟

ديانا : لا .

جين : أين هما إذن ؟

ديانا : قتلا من قبل أفراد العصابة .

جين : لماذا ؟ هل كان لهما علاقة بها ؟

اجابت ديانا بحزن : لا أعلم !

اكمل جين : هل لديك أقارب او احد نستطيع استدعائه ؟

ديانا : لا .

كان كاي يفكر " لا تملك اي عائلة ؟ أين ستبقى هذه الفتاة الآن ؟ "

نظر كاي إلى الرقم على ذراعها ليتحدث بانزعاج : هل اختطفتك العصابة و قامت بتعذيبك ؟

نظرت ديانا له ثم تحدثت بحزن : أجل .
احتدت نظرة كاي و هو تحدث لنفسه بصوت مرتفع ليسمعه من معه : مثلهما تقريباً !

نظرت ديانا له بحيرة و هي تتحدث : من هما ؟

رد كاي بانزعاج : ميكا و هاياتو ، اللذان انقذاك ، الفرق الوحيد بينكم هو والدهما عضوان في العصابة !

تذكرت ديانا ذلك الرجل الذي احضر الفتاة و الذي كان يشبه ميكا كثيراً و قد أدركت الآن أن ما توقعته كان صحيح ! ذلك الرجل والده حقاً !

نظرت من خلال الباب إلى الواقف في الخارج تتأمل ما يفعلانه مفكرة بما قاله كاي الآن .

كان هاياتو يقف قرب السيارة يحدق بغضب بصديقه الذي يقف على بعد مسافة منه يتحدث مع والدته .
لم تكن نظراته الغاضبة موجهةً لميكا بل لمن تقف أمامه خوفاً من أن تفعل شيئا له و ميكا غير قادر على الوقوف بوجه أحد والديه و معارضتهما .

كان ميكا يقف بعيدا عن هاياتو قليلا ، امام والدته يتحدث لها بينما كان غيلن منشغلا بآخر ما بقي من هذه العملية .
لم يرفع ميكا رأسه لينظر لها بل استمر ينظر للأرض كأنه مذنب ارتكب جريمة ما بينما كانت تحدق به تنتظر أن تسمع ما سيقوله ميكا : تم نقلها قبل ثلاثة أيام .

تحدثت ايزابيلا بقلق و انزعاج : إذن اتعلم أين هي الان ؟

رد ميكا بتردد : لا ، احتاج بعض الوقت و أيضا التحقيق مع من تم القبض عليهم .

تحدثت ايزابيلا بصوت هادئ و بارد غير مهتمة ابدا بالذي أمامها : حسناً ، أفعل هذا بسرعة .

استدارت بنية المغادرة إلا أن صوته المتردد اوقفها : أ .. أمي ، بالنسبة للفتاة الأخرى ..!

التفتت ايزابيلا تنظر له بحدة مقاطعةً اياه: لا تنادني امي ، و انت عليك الاهتمام بإيجاد مينا فقط و لا شيء آخر .

نظر ميكا لها ببعض الدهشة ! شعر بحزن شديد من عبارتها الأولى إلا أنه تجاهل مشاعره كالعادة كما تتجاهلها هي ليتحدث : لكنها لا تملك مكانا تبقى فيه ، لهذا أردت أن ..!

قاطعت ايزابيلا كلامه تصرخ عليه بغضب :
ميكا ، ارسلتك الى هناك لتجد مينا لا لكي تحضر فتاة أخرى معك .

نظر لها بقلق و تحدث : لكن .. لا يمكنني تركها ، هي عاشت مثلي و مثل هاياتو أيضاً .

غضبت ايزابيلا من مخالفة ميكا لكلامها فرفعت يدها في الهواء بغضب و أنزلتها بسرعة نحوه ! كادت تصفعه بقوة لو لا يد امتدت لتمسك يدها بقوة شديدة !

فتح ميكا عيناه ببطئ بعد أن كان قد أغمضها بقوة استعداداً لتلقي تلك الضربة ليجد هاياتو يمسك ذراع ايزابيلا و عيناه تحمل غضباً شديداً كأن نار مشتعلة فيهما ترغب بحرق من يقف أمامه الآن ! هو يحاول جاهداً حماية رفيقه من أي خطر و في رأس القائمة حمايته من والده ! هل ستأتي امرأة كهذه الآن و تسبب جرح أعمق في نفسه لن يزول بسهولة ؟

تحدث هاياتو و صوته حمل غضبه الشديد هذا بوضوح ليسبب بعض الارتباك لدى ايزابيلا : أن لمستي شعرة واحدة من أخي لن اكتفي بقطع يدك هذه فقط بل سامنعك من رؤية ابنتك تلك للأبد !

نظرت ايزابيلا له بانزعاج شديد تفكر في نفسها
" من أين جاء هذا الفتى المزعج الآن ؟ "

لاحظ غيلن ما يحدث أخيرا ليتقدم نحوهم مسرعاً و يمسك ايزابيلا و هو يتحدث معها بصوت منخفض قليلا : يكفي هذا ايزابيلا !

افلت هاياتو ذراعها بغضب و وقف أمام ميكا كأنه يحاول حمايته من نظراتها حتى !
شعر ميكا ببعض الأمان عندما رأى هاياتو و لم ينطق بشيء .

نظر غيلن لهما و هو يتحدث : لا تقلق ميكا ، ساوفر لها مكانا بالطبع و ستكون تحت حمايتنا ايضاً !

اومأ ميكا إيجاباً ثم ابتعدت ايزابيلا و غيلن تاركين ميكا و هاياتو واقفان في مكانهما .
التفت هاياتو نحو ميكا يتحدث : أانت بخير ؟

ابتسم ميكا بامتنان ثم قال : أجل ، شكرا لك هاياتو .

ابتسم هاياتو بخفة و هو يمسح على شعر ميكا بحنان !
سارا نحو السيارة التي فيها ديانا و التي شاهدت كل شيء مع جين و كاي اللذان كانا قد وقفا فوراً و كادا يتدخلان أيضا لو لا مجيء غيلن !

كالعادة أخفى ميكا كل مشاعره و دخل السيارة بابتسامة هادئة و هو يتحدث : كيف حالك الآن ؟

حدقت ديانا به قليلا ثم قالت : بخير ، شكرا لكما على إنقاذي !

ابتسم ميكا بود فاردفت ديانا : أتلك المرأة والدتك ؟

تحدثت ديانا دون ان تدرك أن كلماتها قد تسبب الحزن له ! نظر ميكا لها بدهشة قليلا ثم ابتسم متصنعاً عدم الحزن و هو يتحدث : أجل .

تحدثت ديانا بعدم فهم : لماذا كادت تضربك الآن ؟

نظر هاياتو لها بحدة بينما أجاب ميكا و قد بدأت ملامحه تعكس بعض من الحزن الطفيف : لم أستطع إيجاد ابنتها بعد لهذا هي غاضبة قليلاً !

ردت ديانا بعدم فهم : أن كانت قلقة على ابنتها التي أخذت أليس عليها القلق من أن يأخذ ابنها أيضا ؟

دون أن تدرك ذلك بدأت تضغط على جرح ميكا اكثر فاخفض رأسه مانعاً إياهم من رؤية ملامحه التي لم تستطع تحمل التمثيل أمامهم أكثر !
لم يستطيع الإجابة لكي لا تظهر نبرة صوته الحزينة و التي لم يرغب ابدا أن يسمعها أحد إلا أن الفتاة تحدثت ببعض القلق : لماذا أنت تنفذ كلامها و ترمي نفسك في الخطر ! يبدو أنها لا تحبك و لن تحاول انقاذك ان تاذيت !

يعلم هذا جيداً ، لا يحتاج شخص آخر يخبره و يزيد هذا الألم في صدره !
وقف هاياتو فوراً ليتحدث بغضب : أصمتي ، إلا ترين انك تتدخلين كثيرا ؟!

لم تفهم ديانا لما غضب هاياتو هكذا !
تحدث ميكا محاولاً تهدئة غضب رفيقه : لا بأس هاياتو

نظر لديانا ليردف : انا لا انفذ كلامها فقط لكنني أرغب بإنقاذ اختي حقاً ، و سيكون جيدا أيضا أن شكرتني امي قليلاً .

ختم جملته بابتسامة حزينة بعض الشيء و خرج من السيارة بهدوء فتبعه هاياتو و هو ينظر له بتفحص قبل ان ينطق بعبوس : لم أحب هذه الفتاة .

ضحكة خافتة صدرت من ميكا و سط ألمه هذا جعلت دمعة صغيرة تخرج من مكانها فمسحها بسرعة و هو يتحدث : ليس خطأها هي لا تعلم شيء .

رد هاياتو بعبوس محاولا جعل صديقه ينسى ما حدث : صحيح ، أنه خطئي لأنني انقذتها .

نظر ميكا له بابتسامة حزينة الا انه حاول نسيان كلامها ، كان سعيدا لأن هاياتو موجود بجانبه فهو الوحيد الذي يهتم لأمره !

ذهبا قرب المنحدر فجلسا هناك يحدقان بغروب الشمس الدافئة استعداداً لمجيء الليل المظلم و البارد .

جلس هاياتو بجانبه و وضع رأسه على كتف ميكا بارهاق لينظر ميكا له فتحدث هاياتو : كان اليوم متعباً جداً ، أريد أن ارتاح قليلاً .

ابتسم ميكا بلطف و هو يجيب : ماذا ستفعل إذن لو كنا قد واجهنا ابي ؟

عبس هاياتو مجيباً : لا تتكلم عنه منذ الآن .

ابتسم ميكا ثم اجابه : حسناً ، يمكنك الراحة قليلا قبل أن نعود .

أغمض هاياتو عينيه بينما حدق ميكا بغروب الشمس بهدوء متأملاً جمال منظره ، يتمنى لو تدوم هذه اللحظات الدافئة للأبد .

يتبع ..

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top