اضطراب
.... في الماضي ....
عشرة اشخاص يجلسون معا في الحديقة فوق تل خلف جامعتهم .
بعضهم جلس اسفل الشجرة و البعض الآخر يقف بجوارهم و هناك من استلقى على العشب يتأمل السماء الزرقاء الصافية بهدوء .
رأى أحدهم من بعيد صديقهم المتأخر يجري نحوهم فتحدث مبتسماً : لقد جاء أخيراً .
نظر الآخرون الشخص القادم بسعادة إلى أن وصل لهم ، توقف يلتقط أنفاسه قليلاً بعد أن ركض كثيراً ليصل في الوقت المناسب ثم رفع رأسه ينظر لهم بابتسامة لطيفة ! تحرك شعره الأشقر مع نسيم الهواء بخفة ، عيناه الزرقاوتان كانتا تحملان ثقة كبيرة .
تحدث أحدهم : إذن ، لماذا طلبت أن نجتمع هنا بعد المحاضرة ؟!
رد الأشقر : لدي مفاجأة لكم .
أخرج من حقيبته ساعة ذهبية ليريهم اياها فتحدثت فتاة بينهم : انها ساعة عادية ! ماذا بها ؟
رد الاشقر بأبتسامة : ليست مجرد ساعة .
فتحها لتصدر موسيقى جميلة منها ، لحن هادئ أخذهم لعام آخر ! إلا أن الأشقر أغلق الساعة موقفاً تلك الموسيقى العذبة متسائلاً : إذن هل اعجبتكم ؟!
تحدثت فتاة جالسة اسفل الشجرة : أنها جميلة جداً !
أضاف صديق لهم : هل هي من تاليفك أيضاً ؟
أجاب الأشقر بمرح : أجل ، و صنعت صندوق الموسيقى على شكل ساعة ، ما رأيكم ؟
رد احدهم بابتسامة هادئة : انه جميل .
تكلم الأشقر : صنعت لكلٍ منكم واحدة و بالحان مختلفة !
تفاجأ أصدقائه ليتحدث أحدهم : حقا ؟
رد اخر بترقب : انا متحمس لسماعها ، ارنا اياها بسرعة !
أخرج الأشقر عشرة ساعات لكل واحدة لون مختلف و وزعها عليهم .
فتحوها واحدةً بعد الأخرى و استمعوا للالحان المختلفة ، كانت جميعها موسيقى رائعة لامست مشاعرهم الا انها كانت مميزةً في الوقت ذاته ليس كما اعتادوا عليه من رفيقهم !
انتهت الموسيقى الخاصة بصديقتهم و التي كانت موسيقى حزينة جداً جعلت الدموع تخرج من عيني صاحبتها فكانت فتاة لطيفة و حساسة جداً !
ضحك الأشقر قائلاً : سعيد انها أعجبتك ، لكنني آسف ، لم أقصد جعلك تبكين ، هانا !
مسحت هانا دموعها و هي تتحدث : كلا ، انها جميلة جداً !
ضحك الأشقر بخفة ثم نظر لحقيبته مخرجاً الساعة الذهبية قائلاً : و أخيراً الساعة الذهبية !
نظر للشخص الجالس بجانبه ليتحدث : أنها لك ، نيكولاس .
نظر نيكولاس له بحيرة قائلاً : ماذا عنك ألم تصنع واحدة لك انت ؟
ابتسم الأشقر ليجيب : لو بقيت في غرفتي اعمل عليها أكثر لوجدتك تحطم الباب فوق رأسي !
ضحك رفاقه بينما عبس نيكولاس و هو يتحدث : كان عليك اخباري بما تفعله ! هل تظنني ساقف اراقبك لمدة أسبوع و انت تحبس نفسك في الغرفة و انا لا أعلم ما تفعله فيها طوال الوقت ؟! لم أعد أراك إلا عند ذهابنا للجامعة ، لوكاس !
ضحك لوكاس بخفة و اجاب : حسنا آسف ، لقد انتهيت لذا لن أبقى في الغرفة طويلاً بعد الآن .
اخذ نيكولاس الساعة بابتسامة بينما يتحدث : جيد ، إذن ساساعدك بصنع ساعتك لاحقاً !
شهق لوكاس بصدمة ليجيب فوراً : لا أرجوك ، لا أريدها أن تتحطم بعد أن تنتهي !
ضحك رفاقه مجدداً بينما رد نيكولاس بانزعاج : لست سيئاً لهذه الدرجة !
ضحك لوكاس بخفة بينما فتح نيكولاس ساعته .
هم سمعوا البداية فقط عندما شغلها لوكاس قبل قليل لذا استمعوا للحن بأكمله هذه المرة .
كان اللحن جميلاً يتقلب بين سعيد و حزين ، هادئ و صاخب ، و أحيانا مخيف !
وسط تلك الموسيقى الرائعة تحدث أحدهم : الموسيقى مختلفة هذه المرة ، الالحان تبدو و كأن فيها كلمات !
رد لوكاس بهدوء : و هل وصلتكم كلماتها ؟
أجاب آخر : تقريباً ، استطيع الشعور بشيء فيها .
تكلمت فتاة أخرى بفضول : لماذا ، ماذا تحاول أن تقول لنا ؟!
ابتسم لوكاس : حسنا ، معكم حق ، هذه المرة الالحان مختلفة نوعاً ما !
نيكولاس : كيف ؟
اخفض الأشقر رأسه و هو يجيب : لقد رأيت حلماً قبل أسبوعين تقريباً ، هو لم يعجبني كثيراً لكنني صنعت الموسيقى طبقاً لما رأيته في الحلم .
تحدث أحدهم بعدم فهم : ماذا تقصد بكما رأيت ؟
رفع لوكاس رأسه ينظر لهم بابتسامة مرحة : انه امر يتعلق بالمؤلف لن تفهموه ، بأي حال فلتنسوا هذا الأمر !
ختم كلامه بابتسامته المرحة المعتادة إلا أن نيكولاس شعر بشيء غريب فيه فتحدث متسائلاً : ماهو الحلم لوكاس ؟!
نظراته المتفاجئة اتجهت للجالس بجانبه قبل أن يبتسم بلطف : قلت لك انه غير مهم لذا لا تقلق .
نهض لوكاس و فعل الآخرون المثل ليتحدث
و هو ينظر لهم بابتسامة مختلفة ظهر فيها بعض الحزن : أريد منكم ان تعدوني ، مهما يحدث يجب أن نبقى أصدقاء للأبد ، لن نفعل شيئاً قد يؤذي أحدنا ، حسنا ؟!
أحس رفاقه بشعور غريب ! لما يتحدث هكذا ؟
تقدم نيكولاس نحوه بقلق : لوكاس ما...!
لم يكمل كلامه حتى قاطعه صوت الجرس يخبرهم أن وقت الحصة قد حان فتحدث أحدهم : سنتاخر ، هيا لنذهب !
ركضوا جميعاً مبتعدين تاركين لوكاس و نيكولاس في قمة التل و الاخير تحرك خلفهم أيضاً !
لسبب ما فضّل سؤاله لاحقاً !
وقف لوكاس يحدق بهم من بعيد و عيناه تعكسان قلقه ! ربما هو يبالغ بتفكيره !
هو مجرد كابوس بالنهاية !
ناداه أحدهم مما دفعه للركض نحوهم أيضاً !
لم يعدوا بعضهم بما قاله لوكاس ، بل و ربما نسيه البعض ! حتى نيكولاس قد نسي سؤاله عما كان يقصده .. و عن ذلك الحلم !
....... الحاضر ......
قد يرى بعض الناس أن التسامح انكسار ، و أن الصمت هزيمة ، لكنهم لا يعلمون أن التسامح يحتاج الى قوة أكبر من الانتقام ، و أن الصمت أقوى من الكلام .
وقف نيكولاس فوق سطح أحد البنايات يتذكر ذلك الوقت الماضي و يبتسم !
من فوق ذلك السطح ، رأى الطلاب يدخلون مدرستهم ليقع بصره على واحد منهم جعله يبتسم مستمتعاً !
.............................
بعد حديثهما مع كاي ذهب ميكا و هاياتو لفصلهما إلا أن مدرساً اوقفهما في الطريق متحدثاً : ميكا ، هاياتو ، هل يمكنكما مساعدتي قليلاً ؟!
رد ميكا بابتسامة ودودة : نعم أستاذ ، ماذا تريد ؟
المدرس : أريد منكما نقل بعض الأغراض .
بدأ ميكا ينقل أدوات المختبر إلى غرفة المخزن في الطابق الثالث و الذي كان مغلقاً و يمنع الدخول فيه بينما كان هاياتو ينقل نصفها إلى غرفةٍ في الأسفل .
بعد أن صعد و نزل عدة مرات كان ميكا ينقل آخر مجموعة و بينما كان يسير على السلم تعثر و كاد ان يسقط إلا أن يداً احاطته تمنعه من ذلك !
خطر هاياتو في عقله فوراً فابتسم بخفة و نظر له ناطقاً : شكراً ..!
إلا أنه لم يكمل كلامه !
صمت و توسعت عيناه بصدمة و تزايدت دقات قلبه خوفاً و هو ينظر لوجه والده !
ماذا يفعل هنا ؟ لما نيكولاس أمامه في هذا المكان ؟!
سقط الصندوق من يده فتحرك بسرعة محاولاً الإفلات منه ألا إن نيكولاس رماه على الأرض بقوة واضعاً يدا ميكا على أحد جانبيه ممسكاً إياه بقوة !
رفع يده الأخرى يبعد بها خصل شعر ميكا عن وجهه بينما يتحدث بابتسامة : لا تخف ، لم اتي لأخذك ليس لدي الوقت لهذا اليوم ، أتيت فقط لاطمأن عليك ، لم نتحدث جيداً في المرة السابقة .
نظر ميكا له بطرف عينه بقلق شديد بينما أكمل نيكولاس بابتسامة : إذن ميكا ، تمكنت من الاختباء مني اربع سنوات و لم اعلم شيئاً عنك طوال تلك المدة ، كنت قلقاً عليك ، كيف كانت حياتك ؟ هل أستمتعت ؟
لم يتكلم ميكا ابداً و بقي ينظر له بخوف و ارتباك شديدين ! و ضع نيكولاس يده على رأس ميكا قائلاً : إلا ترغب بالإجابة ؟ كلما أسرعت بالكلام ذهبت أسرع و لن يراني هاياتو معك .
وجد ميكا نفسه مجبراً على الإجابة فهو لا يستطيع الإفلات منه ، فقط تمنى أن يتركه يرحل بسرعة كما قال و أن لا يأتي هاياتو و يراهما !
اجابه بارتجاف : أجل !
نيكولاس : هل آذاك أحد ؟!
اجاب ميكا بقلق : لا !
ابتسم نيكولاس : جيد .. و ماذا عن دراستك ، أنت الاول اليس كذلك ؟
رد ميكا بصوت مرتجف : أ..أجل !
مسح نيكولاس على شعره بابتسامة : أحسنت صغيري .
أغلق ميكا عينيه بقوة و خوف و هو يشعر بيد والده تستقر خلف رقبته ليكمل نيكولاس : ماذا عن مرضك ؟ أدركت انه لا علاج له ؟
فتح ميكا عينيه ببطئ لتعكسا حزنه و خوفه هامساً : اجل !
ابتسم نيكولاس ليقرب وجهه من إذن ميكا هامساً بلحن مختلف عن الذي يصدر من ساعته !
توسعت عينا ميكا بخوف ليهمس بصوت مرتجف : توقف .. ابي .. ارجوك !
بدأت صور تظهر في عقله لغرفة مظلمة ، رجل طويل بشعر اسود يقف امامه ينظر له ببرود ، مد يده نحوه فانتشر اللون الاحمر على الجدران !
بدأ جسده يرتجف و اصوات صراخ ترتفع في عقله فاغمض عينيه بقوة هامساً بصوت بالكاد سمعه والده : لا ، لا اريد التذكر ! ارجوك ! لا اريد ! .. هاياتو !
رغم محاولته ليبقى متماسكاً صرخة خافتة خرجت منه رغماً عنه فأمسك نيكولاس إحدى يديه و وضعها على الجانب الآخر ليصبح وجه ميكا أمامه مباشرةً فاتسعت ابتسامته و هو ينظر له !
( هكذا 👇 )
دمعة ميكا التي خرجت من عينه زادت من استمتاع الآخر ليتحدث : سيكون جاك سعيداً لانك مازلت تتذكر اللحن ( رفع يده ليمسح دمعة ميكا ) كم هذا لطيف ميكا ، لا تنسى أياً من هذه الموسيقى ابداً .
وضع يده على جانب وجه ابنه مكملاً بابتسامة : أنت ملك لي ، ميكا ! لن تهرب مني ابداً !
نهض نيكولاس و هو يتحدث بابتسامة : ساذهب الآن لقد تأخرت ، اعتني بنفسك جيداً حتى اتي لأخذك ، إلى اللقاء .
ابتعد نيكولاس متجهاً للسطح بينما بقي ميكا مكانه بلا حراك !
ثوانٍ حتى ارتفعت يده ببطئ لتستقر على جانب وجهه حيث كانت يد نيكولاس فأغلق عينيه بألم سامحاً لدموعه بشق طريقها نحو الارض !
لم يصدر أي صوت ، لم يتحرك أبداً !
فقط دموعه استمرت بالنزول !
اعتاد منذ صغره على هذا البكاء الهادئ تماماً و الذي لا يشعر أحد به !
لماذا يستمتع والده بتعذيبه هكذا ؟
هذا السؤال الذي حير ميكا لن يجد جواباً له ابداً !
...............................
بعد مدة دخل ميكا فصله بهدوء دون أن يلاحظ أحد عيناه الذابلتان تلك !
جلس في مكان و أخرج علبة الدواء و أخذ حبة منها بسرعة كي لا ينتبه له أحد !
تناولها ثم وضع راسه على منضدته بارهاق ليغمض عينيه ببطئ !
بعد مدة قصيرة دخل هاياتو الفصل ليرى ميكا هكذا فاتجه إليه مباشرةً ، ما أن وضع يده على ظهر ميكا حتى انتفض جسد الثاني بخوف !
حدق هاياتو به بدهشة و حيرة ليتحدث : ما الأمر ميكا ، هل انت بخير ؟
ابتسم ميكا كالعادة مخفياً ألمه : انا بخير ، لا تقلق .
حدق هاياتو به قليلاً ليتحدث بشك : هل حدث شيء ؟!
رد ميكا بابتسامة هادئة : لا ، لا شيء .
بقي هاياتو ينظر له بحيرة و شك يحاول معرفة ان حدث له شيء بينما كان عقل ميكا منشغلاً بشيء آخر ..
كيف نسي الأمر !
لما لم ينتبه على شيء واضح كهذا !
ليو جاء إلى هذه المدرسة من قبل ، لابد أن والده علم مكانه أيضاً .
كيف لم ينتبه إلى شيء واضح كهذا !
ماذا يفعل الان ؟
هل يغيران المدرسة ؟ ماذا عن بيتهما ؟
هل علم مكانه أيضاً ؟ هل يغيرانه أيضاً ؟
هل يخرجان من المدينة بأكملها ؟
لكن إلى أين ؟
و الى متى سيستمران بالهرب ؟
ماذا عن والدته .. و المنظمة .. هما لن يسمحا لهما بالذهاب قبل إيجاد ابنتهما ! حتى لو رفض ميكا مساعدتها كانا سيبحثان عن وسيلة لإجباره على ذلك و قد يعرضان هاياتو للخطر لهذا قرر الموافقة بسهولة و اختصار الامر .
ماذا يستطيع أن يفعل الآن ؟
لماذا لا يستطيع التحرر من سيطرتهم ؟
...............................
حتى في المساء ، لم يستطع ميكا النوم !
كان قلقاً من أن ياتي والده إلى هنا في أي لحظة !
هو لم يخبر هاياتو ما حدث اليوم كي لا يقلقه !
ردة فعل صديقه لن تكون جيدة ابداً و قد يعرض نفسه للخطر بتهوره !
كان ميكا ينظر نحو جدار غرفتهما المظلمة بشرود و ملامح القلق على وجهه !
فجأة توسعت عيناه بشدة و هو يرى والده يقف أمامه مبتسماً ! ألا إنه بدأ يختفي ببطئ !
كان وهماً صنعه عقله لثوان قليلة !
لم يفاجئ من هذا فعقله أيضاً لا يرحمه كوالده !
لا يكفي ما يواجهه خلال النهار فحتى الليل مليء بالكوابيس بالنسبة له !
احكم ميكا إغلاق قبضته بقلق و ارتباك لينظر لصديقه النائم على السرير المقابل له يستمد بعض القوة من رؤيته بجانبه !
..........................................
في اليوم التالي ايضا لم يتلقوا رداً من جين عن ذلك البحث الذي يقوم به .
بعد الظهر ، كان كاي يسير في الطريق عائداً لمنزله .
هذه المرة سلك طريقاً مختلفاً عن العادة فهو أراد سلك طريق اطول قليلاً ليفكر جيداً قبل الوصول لمنزله !
الأمس أيضا عندما جلس على مائدة الطعام مع والدته و أخته الصغرى نظر لسكين على المنضدة فظهرت في عقله صورة غريبة !
رجل ذو شعر اسود يتخلله بعض الاحمرار يقف حاملاً سكينة مشابهة للتي على المنضدة موجهاً إياها نحو رجل اخر أمامه بينما يختبئ خلف ظهره طفل صغير يشبهه ! بدا كأنه يحاول حماية الطفل ، بينما من يقف أمامه كان يضع يده على وجهه و يبتسم بطريقة مخيفة كأنه فقد عقله تمامًا !
في تلك اللحظة امسك كاي رأسه الذي بدأ يؤلمه بشدة مما سبب القلق لوالدته و أخته الصغرى !
كان مشتتاً تماماً ، ماهذه الأفكار و المشاعر التي تخطر له ؟! لا يعلم لما لكنه يشعر أن كل شيء سيتضح أن علم سر ميكا و هاياتو و وجد تلك العصابة ، ففي النهاية كل شيء بدأ من هناك !
سأل والدته حول ما يراه بعقله إلا أنها قالت إنه مجرد خيال لذا لا داعي أن يقلق لكن في المساء ....!
توقفت أفكاره تلك فجاة عندما رأى ميكا يعمل في محل لبيع التحف القديمة .
تذكر كلام هاياتو عن كونهما يعملان ليستطيعا العيش بمفردهما ! إذا هنا يعمل ميكا ؟!
ابتسم بخبث عندما لم يرى هاياتو معه !
هذه فرصته ليحصل على بعض الإجابات !
كان ميكا يقوم بنقل بعض الأدوات إلى المخزن خلف المحل .
خرج و اغلق الباب ليتفاجئ بيد تمسكه و تدفعه نحو الجدار بقوة !
وضع كاي يده على الباب بجانب ميكا ليحاصره و يمنعه من الهرب فهو يعلم أن ميكا لن يجيبه بسهولة !
بينما كان قلب ميكا على وشك التوقف ظناً منه أن والده قد جاء لأخذه !
هدأ قليلاً عندما رأى انه كاي ، لكن هذا أيضاً ليس جيداً تماما !
ظهرت ملامح القلق على وجهه عندما تحدث كاي بجدية : الآن ميكا ، ستخبرني كل شيئ تعرفه عن تلك العصابة !
اجابه ميكا بقلق : كاي أخبرتك انهم خطيرون جداً ! لا تتورط مع....!
قاطع كلامه ضرب كاي الباب بجانبه بقوة قائلاً بنبرة غاضبة : لا شأن لك بما أفعله ، أرغب بالتورط ، الآن فقط أجبني أين اجدهم ما الذي تخططون له انت و هاياتو لفعله مع تلك المنظمة و كل شيء آخر !
نظرات ميكا تغيرت لتعكس جديته عناده و هو يتحدث : لا ، لن أخبرك بأي شيء ، لذا ابتعد عني فوراً .
تفاجئ كاي قليلاً من نظراته و نبرة صوته هذه
إلا أنه تحدث بتهديد : اجب بسرعة ميكا ، و الا لن يعجبك ما سيحدث !
فتح ميكا فمه ليتحدث إلا أنه توقف فجأة و نظرات الصدمة على وجهه و هو ينظر للشخص القادم من خلف كاي فتحدث بسرعة : لا هاياتو توقف !
سماع كاي اسم هاياتو جعله يعلم ما سيحدث تالياً لذا ابتعد عن ميكا فوراً متجنباً ضربةً كادت تصيبه من الخلف !
وقف هاياتو أمام ميكا يمد يده أمامه لحمايته و هو يتحدث بغضب : هل عدت لهذه التصرفات كاي ، يبدو انك بحاجة لدرس جديد !
امسك ميكا ذراعه بقلق : هاياتو أهدأ ، هو لم يفعل شيئاً !
اجاب هاياتو بغضب : إمساكك هكذا و تهديدك يكفيني لافعل له الكثير !
ابتسم كاي بمكر متحدثاً : ميكا محق ، لم أفعل له شيئاً بعد .
نظرات هاياتو ازدادت غضباً و هو يستمع لحديثه هذا فأكمل كاي بنبرة جادة : لقد تورطت منذ مجيئي لإنقاذ ميكا لذا فقط اجيباني بسرعة .
رد ميكا بهدوء : هم لا يريدونك ، هناك احتمال كبير انهم لن يلاحقوك ! اساساً ابي لم يرى وجهك لذا من الأفضل أن تبتعد عنا قبل ان يروك !
اجاب كاي بغضب : انا أريد معرفة الحقيقة ، هناك ...!
توقف فجأة و لم يكمل كلامه بينما نظراته اتجهت للسماء خلفهما بصدمة !
نظر هاياتو و ميكا حيث ينظر ليجدا دخاناً كثيفاً يرتفع في السماء !
تحدث كاي في نفسه " دخان ؟! إنه كثيف جداً ! هل يحدث شيء ما هناك ؟ لكن هذا .. أليس .. حيث يقع منزلي ؟! "
دون أن يقول شيئاً تحرك كاي نحو مصدر الدخان بسرعة متجاهلا نداء ميكا : كاي انتظر ..!
نظق هاياتو و هو ينظر لميكا : ميكا ؟!!
لا يحتاج أن يتكلم حتى يعلم ميكا ما سيقوله "هل للعصابة يد بهذا ؟! " هذا ما توصل إليه هاياتو فأجابه ميكا : ربما ، لنذهب .
لحقا بكاي إلى حيث يتجه حتى وصلوا لمنزل يحترق بأكمله وسط نيران كوردة حمراء بلون الغروب !
لكن بدلاً من اخذ الشمس الدافئة التي تشرق عليهم ، أحاطت النار المنزل رغبةً بأخذ أرواح سكانه !
تقدم كاي ببطئ وسط صدمته هامساً : أمي !
سمع ميكا ما قاله فنظر له بصدمة و قلق مفكراً
" أهذا منزل كاي ؟! "
لكن قبل ان يقول أي شيء اندفع كاي مقتحماً تلك النيران دون أن يتمكن أحد من إيقافه فصرخ ميكا بقلق : كاي !
عائلته بالداخل ، والدته ، أخته الصغرى !
تذكر كلام ميكا امس
" انت لديك عائلة ، حافظ عليها "
هو حقا لا يرغب بفقدانهم !
لا يرغب بفقدان آخر من بقي من عائلته !
لكنه يرغب بشدة بمعرفة الحقيقة !
حقيقة كذبة والدته التي اكتشفها امس !
يرغب بتحقيق الأمرين دون التخلي عن أحدهما ، فهل هذا ممكن ؟!
يتبع ..
.............................................
أتمنى أن يكون قد نال اعجابكم .
ما آرائكم و توقعاتكم ؟!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top