اشتعال
حاول التمسك بخيط أمل بينما يسحبه العالم للأسفل ...
ليتحطم أكثر مع مرور الوقت ...
دون أن يدركوا أن تحطمه .. يعني تحرره من اخر القيود التي اعاقت حركته !
ضرب المنضدة بقوة صارخاً : ماذا تعني أنه مزق الورقة ؟!
ابتسم نيكولاس بلطف و أجاب : اي انه حولها لقطع صغيرة .
ملأت ضحكات هيت الغرفة بينما وضعت جينا يدها على عينيها تغمضهما بابتسامة واسعة و تحدثت : ذلك الصغير ممتع حتى عندما يفقد عقله .
نظر جاك لهما بانزعاج ثم وجه نظره لديفيل قائلاً : و لماذا تبتسم انت أيضًا ؟ هل جننت مثلهم ؟!
ضحك ديفيل بخفة ثم نظر له و رد : أعلم أنه ليس الوقت المناسب لهذا لكن لا يمكنني منع نفسي من ذلك ، في اليوم الذي قلت أن الحل الوحيد الذي بقيت لدينا هو تلك الورقة قام ميكا بتمزيقها بكل بساطة !
تحدث نيكولاس بابتسامة : الان ليس لدينا حل سوى أن نجد المكون الأخير بأنفسنا .
نظر جاك له بانزعاج و نطق : إلا يمكنك لصق الورقة و محاولة قرائتها ؟
رد نيكولاس : لا ، لقد مزقها لقطع صغيرة جداً .
عاد جاك للجلوس على مقعده و نطق بانزعاج : و أين كنت عندما كان يمزقها ؟!
رد هيت من بين ضحكاته : كان يقف و يشاهده .
اومأ نيكولاس إيجاباً و ابتسامة فخورة على وجهه .
وضع جاك يده على وجهه و تنهد بانزعاج و تحدث : ذات يوم ستجعلونني اعدمكم جميعاً !
ضحك نيكولاس بخفة بينما ابتسم ديفيل و جينا أما هيت فلم يكف عن الضحك أبداً !
نظر جاك لنيكولاس بحدة و تحدث : قبل مدة قلت أن ميكا سحب ورقة من على مكتبك ، إنها نفس الورقة التي مزقها أمس صحيح ؟ لابد انه استطاع قراءة شيء فيها !
تحدثت جينا بابتسامة : حاولنا جعله يتكلم لكنه استمر بقول انه لم يفهم شيئاً منها ، ربما مزقها مصادفة .
رد ديفيل : انه أبن نيكولاس ، لن يفعل شيئاً دون سبب حتى أن فقد عقله !
نظر هيت له و تحدث : إلا تظن انك تبالغ قليلاً فهو مايزال صغيراً .
ابتسم ديفيل و أجاب بنية إزعاج هيت : أليس استخفافك به و بابن هانا هو ما جعلنا نفقدهما لأربع سنوات (ينظر لنيكولاس) نيكو اقترح عليك أن لا تدع ميكا مع هيت و الا ستفقده للأبد هذه المرة .
وضع نيكولاس يده اسفل ذقنه مفكراً : ربما انت محق سافكر جيداً باقتراحك .
نهض هيت بتذمر : ماذا ؟ هذا غير عادل ، لا يمكنك فعل هذا نيكولاس تعلم كم أحبه !
ابتسم ديفيل بمكر بينما تحدث جاك مقاطعاً تلك الأحاديث الجانبية : هذا يكفي ، نيكولاس عليك جعله يتكلم لقد استغرقنا وقتاً طويلاً جداً و علينا إنهاء الأمر بسرعة !
رد نيكولاس : لقد حاولت هو لن يتكلم .
جاك : انت لا تقسوا عليه كثيراً !
ابتسم نيكولاس و اجاب : وضعت حديد ساخن على جسده !
نهض جاك و تحدث : انا سأجبره على الكلام .
نهض نيكولاس و ديفيل أيضاً فتحدث هيت بتسائل : هل انتهى الاجتماع إذن ؟
اومأ ديفيل إيجاباً فنهض هيت و جينا أيضاً ليخرجوا من الغرفة حيث اتجه كل منهم إلى عمله بينما ذهب نيكولاس و جاك لمقابلة ميكا .
كان يجلس على السرير يسند ظهره للجدار خلفه و يميل برأسه قليلاً مع ابتسامة بينما يقوم بتمزيق طرف الغطاء بيديه كالمجنون !
فُتح باب الغرفة فنظر نحوها ليدخل نيكولاس و جاك .
ابتسم ميكا و نطق بمرح : مرحباً عمي جاك هل سأذهب معك اليوم ؟
جلس نيكولاس بجانبه و رد بابتسامة : لا ميكا لن تذهب .
نظر ميكا له بحيرة ، فجأة امتدت يد جاك لتمسك رقبته بقوة فنظر ميكا له ليتحدث جاك بحدة : ميكا ، أخبرني ما كتب بالورقة بسرعة !
ابتسم ميكا بلطف و أجاب : أي ورقة ؟
ضغط جاك على رقبته ببعض القوة و رد بغضب : الورقة التي مزقتها !
ابتسم ميكا بمكر ليجيب : لا أرغب .
نطق جاك بحدة و غضب : ميكا !!
ألا انه استمر بالابتسام دون قول شيء فضغط جاك بقوة شديدة مانعا الهواء من الدخول لرئتيه !
ألا إن تلك الابتسامة لم تختفي أبداً ثوان حتى بدأ وجه ميكا يتحول للون الأحمر فتركه جاك خوفاً من أن يموت !
ابتعد عنه قليلاً ينظر له إلا أن ميكا استمر بالنظر اليه بابتسامة دون قول شيء !
تنهد جاك و تحدث بغضب و تهديد : أن لم تتحدث حالاً فستجد جثة هاياتو أمامك !
توسعت عينا ميكا قليلاً ببعض الصدمة !
استدار برأسه ينظر لوالده بابتسامة خفيفة كأنه يطلب منه الرد فهو من وعده بأنه لن يلمس هاياتو أبداً !
رفع نيكولاس يديه دلالةً على أنه لا شأن له بهذا و نطق : لست انا من سيؤذيه .
استمر ميكا يحدق به بصدمة ثم اخفض رأسه و تحدث : تقتل هاياتو ؟ إذن .. إذن أنا ...!
رفع رأسه ينظر لنيكولاس بابتسامة مجنونة و أكمل : ساقتل نفسي !!
نظر نيكولاس له بصدمة فاستدار ميكا ينظر لجاك بتلك الابتسامة و تحدث : أن خرجت من هنا او امرت احداً بقتله فاسقتل نفسي قبل ذلك !!
عند سماع تلك الكلمات ، تذكر نيكولاس فوراً كيف مات شقيقه !
اكمل ميكا بابتسامة واسعة : فأنا أتمنى الموت قبل أن آراك تؤذيه مجدداً !!
تذكر نيكولاس كلمات لوكاس الاخيرة
"أتمنى لو أنني مت قبل أن أراك هكذا !"
صمت ميكا بعد أن ألقى تلك الكلمات عليهم فاشتعل غضب جاك لتمتد يده نحو ميكا لكن ...
أوقفته تلك اليد التي امتدت لتحيط ميكا برفق وتسحبه لصدر صاحبها !
فمسح نيكولاس على شعر ميكا بخفة و نطق ببعض الحزن : هذا يكفي جاك .
نظر جاك له بدهشة فأجاب بانفعال : لكن نيكولاس ...
قاطعه نيكولاس يتحدث بهدوء : قلت يكفي ، لنخرج من هنا !
نظر جاك له بغضب ثم استدار ليخرج من الغرفة .
ابعد نيكولاس ميكا عنه قليلاً لينظر لعينيه ثم ابتسم بخفة و نهض ليخرج أيضاً !
خرج جاك ليجد ديفيل يقف عند الباب بالكاد يمنع نفسه من الضحك !
نظر جاك له بغضب و تحدث : ماذا تفعل هنا ؟
رد ديفيل بضحكة مكبوتة : لقد قلب الطاولة عليك ، إذن الآن لن تستطيع الخروج ؟!
رفع جاك حاجبه بانزعاج و نطق : و لماذا استمع لكلامه نحن من نهدده هنا !
اشار ديفيل نحو باب الغرفة في لحظة خروج نيكولاس منها .
فنظر نيكولاس لجاك و ابتسم بمكر !
حدق جاك به بحاجب مرفوع كأنه يقول له
هل تمزح معي ؟
نطق جاك بانزعاج : انت لن تستمع لتهديده ذاك ، ثم لماذا اوقفتني و لم تدعني أعلمه كيف يتحدث مع من هم أكبر منه ؟ إن وضعت ابن هانا أمامه و على حافة الموت سيخبرنا فوراً بما قرأه !
رد نيكولاس فوراً بابتسامة ماكرة : جاك ثلاث كلمات .. إن ، خرجت ، ساقتلك !
نظر جاك له بدهشة بينما ضحك ديفيل بخفة و تحدث : قلت لك ، نيكولاس لا شئ يهمه أكثر من ابنه .
تحدث جاك بغضب : نيكولاس انت تمزح ! إن قيدناه لن يستطيع فعل شيء !
رد ديفيل بابتسامة : بل يستطيع فعل الكثير و أول شيء قد يخطر على باله هو استخدام هيت !
نظر جاك له بغضب ثم نطق : انت لا تساعد .
رد ديفيل بابتسامة : فقط أذكرك بالاحتمالات .
سار نيكولاس ليبتعد بينما يتبعه جاك و ديفيل و هو يتحدث : جاك ، لن يخرج أحد من هنا ، لا أرغب برؤية ذلك المشهد مجدداً افهمت ؟
فهم جاك و ديفيل فوراً أن الكلمات التي قالها ميكا قد ذكرته بشقيقه . و رغم كل شيء يفعله نيكولاس إلا أنه حقاً يحب لوكاس و ميكا كثيراً لذا انتحارهما أمر غير مقبول أبداً بالنسبة له و هو سيفعل أي شئ لكي لا يحدث هذا !
و ياله من تناقض يعيشه نيكولاس !
فهو من يجري التجارب على ابنه و مستعد لقتله عندما يرغب بذلك لكنه يرفض تماماً أن يقتل ميكا نفسه أو أن يقتله أي أحد !
يعذبه لكنه يحبه !
و رغم أنه من الصعب فهمه أحياناً إلا أن أصدقائه المقربين يفهمونه جيداً فهذا ما جعلهم جميعاً يرغبون بتدمير العالم !
تنهد جاك و أجاب : حسنا فهمت .
رد ديفيل : إذن جميعنا أصبحنا سجناء هنا ؟ لا أظن أن هيت و جينا سيتقبلان الأمر بسهولة .
رد نيكولاس بابتسامة : مهمتك أن تراقبهما .
رد ديفيل فوراً : هااا !؟ لماذا أنا انت من يفرض علينا البقاء !
أجاب نيكولاس بابتسامة : لأجل ضمان حياتهما !
نظر ديفيل له بانزعاج : لكنني أيضاً لن اضمن لك حياتهما .
ابتسم جاك و هو يستمع لهما بينما استمروا بالسير ليعودوا لعملهم فالآن عليهم حقاً الاعتماد على أنفسهم فقط بإيجاد المكون الأخير .
..........................................
دخل كاي غرفة ديانا ليجدها تعمل على الحاسوب و هاياتو و لوكاس يقفان أمام مكتب فوقه العديد من الاوراق يتناقشان بينما يتحدث جين عبر الهاتف .
كانوا يبدون في حالة استعداد و واضح أن أمراً مهماً يحدث .
اخفض جين ذراعه ليضع الهاتف جانباً : ستتجمع قوات المنظمة هنا و سنكون مستعدين تماماً خلال يومين .
نظر لوكاس له و أجاب : هذا جيد أحرص على أن يسير كل شيء بشكل سري تماماً عنصر المفاجئ أهم جزء لدينا الآن .
استدار لوكاس لينظر لجميع من في الغرفة يتحدث : إذن الان ، ديانا أكدت وجود مدينة في الشمال الشرقي على بعد 300 كم من هذه المدينة و تم تأكيد أن من يسكنها هم افراد العصابة ، سنقوم بالهجوم عليها غداً مساءً عند اكتمال التجهيزات ، كلما اسرعنا كان أفضل ، هدفنا الرئيسي إيجاد ميكا و تدمير الفايروس لذا علينا إخراجهما من هناك و الحرص على عدم تعرض الفايروس للهواء أبداً و إحضاره إلى هنا .
تحدث كاي : أن اردنا الحصول على الفايروس إلا يعني هذا أن علينا قتلهم جميعاً أولاً ؟
نظر لوكاس للأرض ببعض الحزن ثم رفع رأسه ينظر لهم و أجاب : أجل ، لن أكرر نفس الخطأ السابق ، أن لم يتوقفوا لن نتردد أبداً بقتلهم ، لكن أن كانت هناك طريقة لاسرهم فافعلوها !
اومأ الجميع إيجاباً فنطق جين : إذن كيف سندخل و كيف سنجد ميكا في المدينة بأكملها ؟!
تحدثت ديانا بابتسامة فخورة : اخترقت حاسوبهم المركزي و حصلت على كل المعلومات و خريطة مفصلة للمدينة ، و الافضل أنني وجدت ممرات اسفل الأرض تستطيعون الدخول منها إلى برج كبير وسط المدينة ، هناك يجب أن يكون نيكولاس و الآخرين .
نطق كاي بابتسامة : و حيث يكون نيكولاس يكون ميكا و الفايروس .
اومأت ديانا إيجاباً و أكملت : انها مدينة مذهلة حقاً ، لديهم خمس مدافع تحيطها و طبقة من الفولاذ ستحيط ذلك البرج في حالات الخطر !
تحدث هاياتو بدهشة و حيرة : كيف استطاعوا بناء مدينة كهذه دون أن ينتبه لهم أحد ؟!
رد جين بانزعاج : لابد أن لديهم شخص مهم في الحكومة يعمل معهم .
تحدث لوكاس : أجل هذا يعني لن نستطيع الاعتماد على أحد في هذه المهمة .
نطق جين بجدية : إذن ما الخطة لوكاس ؟
بدأ لوكاس يتحدث : الخطة المبدئية هي ، سندخل انا و كاي عبر الممرات اسفل الأرض الى ذلك البرج و ادعي أنني نيكولاس و أمر أفراد العصابة بالخروج منه و بينما سترسل ديانا إشارة أن هناك عطلاً في الحاسوب المركزي في الطابق الأول من البرج و هذا سيجعل جينا تتجه إلى هناك فوراً حيث سيواجهها كاي ، بينما ستخترق ديانا شبكة اتصالاتهم فاتحدث مع ديفيل و هيت و جاك عندما يكونون بعيدين عن نيكولاس و أخبرهم أن يذهبوا إلى الخارج و بعد أن يفعلوا هذا ستغلق ديانا جميع المداخل فلا يستطيعون الدخول ، سيكون جين و المنظمة بأكملها بالخارج لمواجهتهم ، و انا ساتجه مباشرةً إلى مختبر أخي و عندما يعلم بما يحدث سيكون الأوان قد فات و هكذا نفرقهم و نقضي عليهم جميعاً .
رد هاياتو فوراً باعتراض : انتظر و ماذا سافعل انا ؟!
نظر لوكاس له بجدية : هاياتو .. من الأفضل لك ان لا تشارك معنا ، أن امسكوك ستسوء الأمور كثيراً .
لم يعترض أحد من المتواجدين على قرار لوكاس ذاك بل كانوا جميعاً يؤيدونه .
إلا أن هاياتو لن يوافق على ذلك فتحدث بغضب : بل ساشارك ، لن اترك ميكا بمفرده هناك !
رد لوكاس : انا ساعيد ميكا لا تقلق .
رد هاياتو بعناد : لا سأذهب إليه بنفسي لن اجلس و انتظرك حتى تأتي به ، ثم هم لا يعلمون بأنني ...
قاطعه لوكاس بقوله : هذا لضمان أنهم لن يستخدموك حتى أن علموا !
رد هاياتو بغضب : لن ادعهم يستخدمونني مجدداً ! أن كان نيكولاس في خطر هل كنت ستجلس و تنتظره فقط ؟!
رد لوكاس ببعض الانزعاج : هاياتو هذا أمر مختلف ، نيكولاس اخي .
هاياتو : و ميكا أخي الوحيد أيضا ! إن لم تسمح لي بالمشاركة فساذهب إلى هناك دون علمك !
نظرا لبعضهما بحدة كل منهما يرفض الاستسلام للآخر !
لكن هاياتو كان أكثر عناداً فسرعان ما استسلم لوكاس و تنهد : حسناً إذن ستأتي معي ، لكن لن تفعل شيئاً دون موافقتي !
ابتسم هاياتو ابتسامة عريضة و أجاب : أجل .
و جاء اليوم التالي حيث استمرت التجهيزات بسرية .
اجتمع أفراد المنظمة ليكونوا جيشاً يقف ضد من يرغب بتدمير هذا العالم .
و جاء المساء معلناً بداية مهمة كبيرة طال انتظارها لتدمير احدى أخطر العصابات .
يتبع ...
..........................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما آرائكم و توقعاتكم ؟
ما رايكم بافعال ميكا ؟ اولاً مزق الورقة التي تحوي اخر مكون لتطوير الفايروس ثم احتجز جاك و الاخرين !
ما رايكم بخطة لوكاس هل ستنجح ؟
هل سيصل في الوقت المناسب ام ان نيكولاس سيسبقه باكتشاف المكون الاخير ؟
و لكن ما الذي يخطط له ميكا في الداخل ؟!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top