ابتسامة و دموع
الحياة لا تعطيك ما ترغب به بسهولة ..
عليك القتال بجد لتحصل على ما تريد ..
هناك قول قديم ، إن رغبت بالحصول على شيء عليك التضحية بشيء مساوي له بالقيمة .
إذن ، ما الذي يجب أن يضحي به ليتمكن من العيش مع رفيقه بسلام ؟
سلبت حياته منه ..
لم يذق طعم الحرية إلا من سنوات قليلة ..
و الآن ، هناك من يهدد حريته هذه مجدداً !
كل ما طلبه هو أن يعيش مع رفيقه فقط !
بلا ألم ، بلا خوف ، بلا معاناة ، أليس من حقه أن يعيش ؟
هو قلق حقاً من نهاية هذا الطريق الذي يسيران به !
لا يرغب أن يتحطم رفيقه مجدداً !
لا يرغب أن يراه بتلك الحالة مجدداً !
شقيقه طيب جداً و لا يستطيع تجاهل من يحتاجه ! هو يحب شخصيته هذه إلا أن ما يقلقه هو أن رفيقه لا يهتم لنفسه أبداً !
يتجاهل نفسه أكثر من تجاهل والدته له !
يظن أن لا قيمة له ، لا فائدة من بقاءه حياً !
غير مدرك انه هو السبب بعدم فقدان هاياتو لنفسه وسط الظلام الذي أحاط به !
سار هاياتو بأقصى سرعة يمكنه السير بها في حالته هذه و هو يفكر ..
إن حدث شيء لشقيقه ..
إن أصاب أي مكروه رفيقه العزيز ..
فسيجعل ايزابيلا تندم على لقائهما !
استند على الجدار و عض شفته بغضب ثم همس : لن ترتاح تلك المرأة حتى تجعلني اقتحم منزلها يوماً ما .
........................................
وقف يحدق بالفتاة أمامه بدهشة !
تقدم خطوة للامام بينما يتحدث : مينا ؟!
تراجعت الفتاة للخلف قليلا و علامات الخوف على وجهها !
ابتسم ميكا بخفة ليتحدث : لا تقلقي ، جئت لأخرجك من هنا ، انا ...
قاطع كلامه يد تسحبه من الخلف لتحيطه !
وضع نيكولاس إحدى يديه على رأس ميكا بينما يتحدث بابتسامة : عليك إخراج نفسك أولا .. عزيزي ميكا !
أنزل يده ببطئ لتصبح فوق عيني ميكا مانعاً اياه من رؤية ما أمامه !
أمسك ميكا ذراع نيكولاس التي تغطي عينيه محاولا أبعادها بينما يتحدث بصوت قلق : توقف .. اتركني !..
ابتسم نيكولاس و تقدم للإمام مما اجبر ميكا على التقدم أيضا ، أبعد نيكولاس يده عن عيني ميكا ليمسك ذراعيه و يضعه على الجدار بقوة ..
توسعت عينا ميكا عندما لاحظ وجود سلسلة من الحديد الصدأ مثبتة على الجدار ، مرتبطة في نهايتها باصفاد يحاول نيكولاس تقييده بها !
حاول ميكا الابتعاد عنه ، بدأ يقاومه بينما يصرخ بقلق شديد : لا .. اتركني !
نظر للفتاة التي تنظر لهما بخوف فصرخ موجهاً كلامه نحوها : أهربي ، اخرجي من هنا بسرعة !
نظرت الفتاة له بصدمة و قلق ثم نهضت بسرعة بنية الخروج كما أمرها إلا أن نيكولاس نظر لها بطرف عينه و تحدث بتهديد : أن تحركتي ساقتلك !!
ثلاث كلمات جعلت الفتاة تتوقف فوراً .
رغم أن نيكولاس لم يسبب لها خدش طوال المدة التي قضتها في هذا المكان ، إلا أن نظراته و طريقة كلامه فقط جعلتها تخشاه حقاً !
صرخ ميكا بقلق : إذهبي ، لن يفعل شيئاً لكي ، اخرجي من هنا !
ابتعد نيكولاس عنه بعد أن قيده بتلك السلاسل الصدأ ليتحدث بابتسامة : لقد فات الأوان ميكا ( اغلق باب الزنزانة ) كلاكما معي الآن !
تراجعت الفتاة للخلف قليلاً و هي ترى نظرات نيكولاس المستمتعة هذه !
بينما همس ميكا بقلق و ارتباك : ابي !!
لم يسمع أحد همسه هذا .
تقدم نيكولاس نحو مجموعة من الأدراج بينما يتحدث : لا تقلق ميكا سنغادر بعد قليل ، لكن قبل هذا ... انت لم تلتزم بالاتفاق لذا لست مضطراً للالتزام به أيضاً .
أخرج نيكولاس إبرة من الدرج و تحدث بابتسامة ماكرة : سنغادر بعد أن ترى مينا تموت أمام عينيك !
اتسعت عينا الاثنين بصدمة !
تقدم نيكولاس نحو الفتاة بينما يحمل في يده إبرة بها سائل احمر اللون فهمست الفتاة و الدموع في عينيها : لا .. لا تقترب ، ساعدوني !
حاول ميكا التقدم نحوهما بينما يصرخ : توقف ، لا تؤذيها ..
حاول ميكا التحرر من تلك الاصفاد بكل قوته و الاقتراب منهما .. بدأت الدماء تخرج من معصمه إلا أنه لم يهتم بها أبداً !
كل تركيزه في هذه اللحظة انصب على التحرر من هذه السلاسل و إنقاذ أخته الصغرى !
وصلت الفتاة إلى الجدار و لم تعد تستطع التراجع أكثر !
ابتسم نيكولاس و أمسك ذراعها بقوة بينما هي تصرخ و تحاول الإفلات منه !
صرخ ميكا بقوة : توقف !!
تزامن صراخه مع انقطاع السلسلة ليتقدم نحو شقيقته فوراً و يحتضنها مانعاً نيكولاس من حقنها بتلك الإبرة في اللحظة الأخيرة ، إلا أن الإبرة دخلت في اعلى ذراع ميكا و دخل ذلك السائل الأحمر جسده فصدر صوت متألم منه !
أخرج نيكولاس الإبرة بعد أن فرغت تماماً ، ثوانٍ حتى فتح ميكا عينيه ببطئ بعد أن كان قد اغلقها بقوة لينظر ليده بدهشة مفكراً " ها ؟ لم .. لم يحدث شيء ؟! "
وضع نيكولاس يده على كتف ميكا و اقترب منه يتحدث بابتسامة : من الشجاعة أن تضع نفسك أمام إبرة تعلم أن بها سم قاتل .
ابتعد نيكولاس عن ميكا لينهض ميكا فوراً و يقف أمام مينا التي اختبأت خلفه بينما يتحدث بحيرة : أ..ألم يكن كذلك ؟!
ابتسم نيكولاس و هو يجيب : بلا ، أنه سم .
نظر ميكا له بحيرة و عدم فهم !
اذن لما لم يمت ؟ لا يفهم ما يقصده والده !
تقدم نيكولاس نحوهما فمد ميكا ذراعه لتصبح أمام مينا لحمايتها بينما مد نيكولاس يده ليمسك وجه ميكا و يقربه منه بينما يتحدث بابتسامة : يبدو أنني لن أستطيع أخذك هذه المرة أيضاً فالمنظمة اقتحمت المكان .. أهتم بنفسك جيداً ميكا .
ابتعد نيكولاس عنه و خرج من الغرفة بهدوء في نفس الوقت سمع ميكا اصوات أقدام أشخاص كثيرين يقتربون منهم !
ثوان حتى دخل الغرفة بعض أعضاء منظمة ضوء القمر !
فور أن رأوا نيكولاس لحقوا به بينما تقدم اثنان منهم نحو ميكا و مينا ليتحدث أحدهما : ميكا هل أنت بخير ؟!
شعر ميكا بقليل من الراحة و ان بعض الحمل قد زاح عن كتفه فسقط جالساً على الأرض و علامات الإرهاق على وجهه !
تحدث أحد الرجلين بقلق : ميكا ؟!!
نظر ميكا لهما بابتسامة خفيفة بينما يتحدث : انا بخير .
وجّه نظره للفتاة خلفه ..
كانت مينا تنظر له بحيرة و بعض القلق فهي لم تعلم بعد من يكون هذا الشخص ؟ و من هؤلاء الرجال ؟
فابتسم ميكا بلطف و قرر أخبارها بعد أن يخرجوا من هنا و يتأكد من سلامتها .
لقد وجد شقيقته أخيراً .
.............................................
في الخارج ..
كانت الشمس على وشك المغيب ..
أخبرت ديانا أعضاء المنظمة أن يحاصروا المنطقة و قد فعلوا ذلك فوراً .
كان جين نائماً على أحد الأسرة في سيارة الإسعاف الخاصة بالمنظمة ، كانت قدمه مصابة و غير قادر على السير جيداً ، بالإضافة لإصابات كثيرة أخرى .
كان كاي يجلس بجانبه و قد تم علاج جراحه بينما جلس هاياتو في الخارج ينظر لمدخل القصر ينتظر خروج ميكا بعد أن منعه كل من غيلن و ديانا من اللحاق به .
و أخيراً رأى ميكا قادم من بعيد ..
ابتسامة خفيفة رسمت على وجهه و هو ينظر له ، كان قلقاً جداً من ان يأخذه نيكولاس أو يفعل شيئاً له .
نهض هاياتو و اتجه نحوه بسرعة و فور أن رآه ميكا ابتسم بخفة أيضاً .
وقف هاياتو امامه فتحدث ميكا فوراً : هاياتو ، هل أنت بخير ؟ جراحك ..
قاطعه هاياتو بصوته : انها بخير .
نظر هاياتو له يتفحصه بعينيه ثم أعاد نظره لعين ميكا يبتسم بخفة عندما رأى انه لم يصب كثيراً .
ابتسم ميكا ابتسامة هادئة و سعيدة و تحدث : لقد نجحت هاياتو ، لقد وجدتها .
نظر ميكا للفتاة خلفه فنظر هاياتو لها أيضا .
كانت مينا تنظر حولها بارتباك و قلق و فور أن وقعت عيناها على والديها حتى ركضت نحوهما بسرعة قائلةً : امي ، ابي !!
ابتسمت ايزابيلا و انخفضت لتحتضن ابنتها بقوة بينما نظر غيلن لها بفرحة و هو يمسح على شعرها .
تمسكت مينا بثياب والدتها بقوة و الدموع تخرج من عينيها بينما تنادي : امي ..
ابتسمت ايزابيلا قائلةً : لا بأس ، لقد انتهى كل شيء .
انخفض غيلن بجانبها و هو يتحدث : نحن معك الآن ، لن يصيبك شيء .
في هذه الأثناء وقف هاياتو و ميكا ينظرون لهم من بعيد .
نظر هاياتو لميكا ليجده يبتسم بخفة فابتسم هو بسعادة أيضا ً، بالنسبة لميكا كان سعيداً انه استطاع فعل شيء انتهى بنهاية جيدة على غير العادة ، سعيد انه استطاع تحقيق شيء رغب به رغم مخالفة والده له ، و سعيد لرؤية ابتسامة والدته للمرة الأولى !
كان يفكر ..
" أنها جميلة عندما تبتسم "
تحدث هاياتو بجانبه : هل اخبرت مينا من انت ؟!
نظر ميكا له فابتسامة ليجيب : لا ، لم أعلم كيف اخبرها !
رفع هاياتو حاجبه بانزعاج و هو يتحدث : كيف لا تعلم ؟ فقط إذهب لها و قل انا اخوك الأكبر !
ابتسم ميكا و تحدث : أهذا جيد ؟ هل ستتقبل الأمر هكذا ؟
عبس هاياتو و دفعه نحوهم بينما يتحدث : بالطبع ستتقبل ، انت أنقذتها بعد كل شيء .
نظر ميكا لرفيقه ببعض الارتباك ثم اعاد بصره لشقيقته و عائلتها فاقترب منهم بابتسامة خفيفة .
نظر غيلن له فنهض و تحدث : ميكا ، شكرا لك حقاً ، بفضلكما تمكنا من العثور على مينا .
ابتسم ميكا قائلاً : لا بأس لا داعي للشكر .
نظرت مينا له فاقترب ميكا منهم ثم تحدث بابتسامة : مرحباً مينا ، لم اعرفك نفسي بعد .. انا ميكا ، شقيقك الأكبر .
توسعت عينا مينا بدهشة ! هو شقيقها ؟!
اردف ميكا بابتسامة : قد ترين هذا غريب لكنه حقيقي ، انا ...
قاطعه صوت مينا الهامس : أخي ؟ .. انت هو أخي ؟
نظر ميكا و غيلن لها بحيرة بينما بدأ صوتها بالارتفاع قليلاً : أخبرني ذلك الرجل عنك !
تقدمت نحوه تدفعه بقوة و تصرخ بين دموعها : كل هذا بسببك ، انت السبب ، انت السبب ، بسببك حدث هذا !
تراجع ميكا قليلا بسبب دفعها له بينما نظرات الصدمة على وجهه !!
امسكها غيلن فوراً قائلاً : ما هذا مينا ، توقفي !
أشارت مينا لميكا بينما تصرخ : ذلك الرجل قال إنه فعل هذا فقط ليمسك أخي .. كل هذا بسببه ، قال إنه سيقتلني أن لم يعد إليه اليوم ! ، انا أكرهه ، هو ليس أخي ، أكرهه أكرهه اكرهه بشدة .
بينما كانت تبكي و تقاوم إمساك غيلن لها التقطت حجراً صغيراً دون وعي منها و رمته نحو ميكا فأصابت رأسه !
تراجع ميكا قليلاً واضعاً يده على رأسه ينظر لها بصدمة شديدة !!
صدم هاياتو من كلامها فتقدم نحوهم فوراً و صرخ بغضب : لو لم ينقذك ميكا لكنت ما زلت مع نيكولاس الآن !
بينما لم تستمع مينا لكلام هاياتو و استمرت تردد : أكرهك ، انت السبب ، انا اكرهك !
صرخ غيلن : توقفي مينا .
احتضنتها ايزابيلا بينما تتحدث : حسناً ، لقد انتهى كل شيء الآن ، سيذهب ميكا لذا توقفي .
انهت كلامها تنظر لميكا بحدة و استنكار
جعلته يتراجع للخلف قليلاً و ملامح عكست حزناً و صدمة شديدين !
أراد هاياتو الكلام إلا أن ميكا أمسك يده ليوقفه عن ذلك بينما ينظر لهم بصدمة و حزن ثوان حتى رفع راسه ينظر لهاياتو بابتسامة منكسرة !
أعاد ميكا نظره لوالدته و مينا ، ثم اخفض بصره مجدداً يتحدث بصوت منكسر و منخفض : آسف .
ثم استدار ببطئ ليغادر !
نظر هاياتو له و همس : ميكا ؟!
عندما أمسكه ميكا قبل قليل لاحظ هاياتو أن يداه كانت ترتجف .. عض على شفته يتحدث في نفسه " تبا "
تحرك مسرعاً يتبع رفيقه بينما رأى كاي و ديانا هذا تحدثت ديانا بغضب و حزن : تلك المرأة قاسية و مزعجة .
نظرت لكاي بحيرة و قلق : هل نذهب خلفه أيضاً ؟!
رد كاي بهدوء : لا ، لنتركه قليلا مع هاياتو فقط .
نظرا لميكا و هاياتو و هما يبتعدان عن هذا المكان بقلق !
لكن ماذا يمكنهما أن يفعلا ؟!
كما قال كاي من الأفضل تركه مع هاياتو وحدهما فهو الوحيد الذي سيظهر ميكا مشاعره الحقيقية أمامه ، و هو الوحيد الذي يعلم كيف يساعده !
سار ميكا مبتعداً عن هذا المكان بهدوء بينما في داخله يرغب بالركض و الذهاب لأبعد مكان في العالم !
يشعر بالألم ، بالحزن ، بالنقص !
بعد كل ما فعله هم لا يرغبون به ، مازال هو سبب المشاكل لهم !
حقاً يتمنى لو يختفي من هذا العالم للأبد !
سيكون الجميع سعيداً هكذا !
رفع يده يضعها على الجرح الذي أحدثته شقيقته فوق عينه .. نفس موقع الجرح الذي أحدثته والدته في اليوم الذي هربت فيه من نيكولاس .
توقف و ابتسامة منكسرة ظهرت على وجهه كأنه يسخر من نفسه ! ماذا كان يتوقع ؟
لن يحبه أحد في هذا العالم ، لقد أثبتوا له أكثر من مرة أن لا أحد يرغب به هنا فلماذا رفع آماله منذ البداية ؟!
لماذا توقع انه سيشعر بالسعادة عند إيجادها ؟!
كل ما حصل عليه من هذا الأمل هو التحطم مراراً و تكراراً !
تحدث هاياتو بصوت قلق : ميكا ؟!
الا ان المعني لم يلتفت له .. ثوان حتى صدر صوت ميكا : هاياتو .. هل أنا شخص سيء ؟ ... هل أنا السبب بحزن امي و مينا ؟ ... ربما انا اسبب الحزن لك أيضا ؟!
رد هاياتو فوراً : لست كذلك لا تستمع لهم !
الا ان ميكا أكمل : ربما كان من الأفضل أن لا تخرجني من مخبأ العصابة .. كنت ستتمكن من الهرب بعيدا بمفردك .
تحدث هاياتو بسرعة : ميكا ، لم أكن لاستطيع الهرب او العيش لو لم تكن معي ، ايزابيلا هربت بفضلك ، انت استطعت إعادة مينا ، كل شيء حدث بفضلك لا تستمع لكلامهم !
ميكا : لكن انا ..!
غضب هاياتو من كلام ميكا فقاطعه يتحدث بينما يسحبه ليديره نحوه : لا يوجد لكن ، فقط لا تفكر بهـ...
فتوسعت عينا هاياتو بصدمة عندما رأى وجه ميكا !
كان يبتسم و الدموع تخرج من عينيه !
تحدث ميكا بصوت منكسر : هاياتو هل أنا السبب حقاً ؟ انا لم ارد أن يحدث هذا ، لم ارد أن يأخذ ابي مينا ... أردت فقط العيش بحرية ، التخلص من الشعور الذي شعرت به في ذلك المكان .. أكان هذا خاطئاً ، أليس من حقي الخروج من الظلام ؟!
بدأت ابتسامته تختفي تدريجياً ليخفض رأسه و يغمض عيناه بقوة عله يوقف تلك الدموع من الانهمار .
وقف هاياتو ينظر له بصدمة و حزن شديد ! ثوانٍ حتى تقدم ليحتضنه بهدوء بينما يتحدث : ميكا ، انا بجانبك دائما ، هذا ليس خاطئاً ، نحن سنعيش .. لا تهتم بهم لا نحتاج إليهم ، لا تحتاج إلى والدين أو اخت ، فأنا معك !
ختم كلامه بابتسامة خفيفة و دافئة مواسياً رفيقه بينما تمسك ميكا بقميص هاياتو بقوة و قد استمرت دموعه بالخروج علها تخفف من ألم قلبه قليلاً !
بعيداً عن كل من يعرفهم ..
أخرج بعضاً من ألمه أمام أعز شخص لديه ليتمكن من العودة للآخرين بابتسامته المعتادة ، مدعياً القوة .
..............................................
لاحقاً ...
كان الخمسة يجلسون في الحافلة الخاصة بالمنظمة في طريق عودتهم لشققهم .
كان ميكا ينظر عبر النافذة للخارج بينما يجلس هاياتو بجانبه ينظر له كل دقيقتين و لم يختلف الأمر عند الثلاثة الآخرين !
كان المكان هادئاً جدا .
يبعث الشعور باليأس .
كسر حاجز الصمت صوت ميكا يتحدث بعد ان استدار ينظر لهم : ما بكم تنظرون لي هكذا ؟ أنا بخير .
عم الصمت قليلا ثم تحدثت ديانا : هل أنت بخير حقا بعد ما حدث ؟!
أجاب ميكا بابتسامة : لقد عادت مينا و هذا كان هدفنا من المهمة .
اخفض رأسه قليلا و هو يتحدث بصوت منخفض : صحيح أن النهاية لم تكن كما تخيلت تماماً ، ( رفع راسه ) لكننا حققنا هدفنا ، ثم هذه الرحلة لم تكن خاسرةً في النهاية ، صحيح هاياتو ؟!
نظر هاياتو له بحيرة فتحدث ميكا و هو ينظر للآخرين : لقد اكتسبنا أصدقاء جدد رائعين يمكننا الوثوق بهم ... خرجت ديانا من مخبأ العصابة ، استعاد كاي بعض ذكرياته مع والده ، و أصيب جين ببعض الجراح .
ضحك الثلاثة بخفة على آخر كلامه بينما عبس جين و هو ينظر لهم !
أهذا فقط ما حصل عليه بعد كل الجهد الذي بذله ؟!
نظر ميكا لهاياتو و اردف : و انا و انت لم نعد وحيدين بعد الآن !
ابتسم هاياتو و ادار وجهه بعيداً عنهم و هو يتحدث بابتسامة دافئة لم يروها : أفضل أن نعود وحيدين كما في السابق .
ابتسم كاي بمكر و رد عليه : و انا ايضا أفضل أن أعود لإيذاء ميكا و ازعاج هاياتو كالسابق .
نظر هاياتو له بتهديد ليضحك الجميع عليهما .
فجاة اختفى ذلك الهدوء و عادت الحياة تدب في المكان .
بدأت أصواتهم و ضحكاتهم تملأ الحافلة مبعدةً الجو الكئيب الذي كان مسيطراً عليها قبل قليل .
أعاد ميكا نظره للخارج يتأمل الطريق بصمت .
الآن انتهى كل شيء ..
عادت مينا لوالديها و لم يعد هناك شيء يربطه بالمنظمة أو يجبره على العمل فيها .
سيعود لحياته و مدرسته مع هاياتو و الآخرين و يحاول عدم التفكير بوالدته و أخته أو بوالده ..
انتهى القلق من تلك المهام ..
انتهى الخوف من عدم الوصول في الوقت المناسب لإنقاذ شقيقته .
انتهى كل شيء الآن .
أو
هذا ما ظنه ..
يتبع ..
............................................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما رايكم و توقعكم ؟!
هل كان الفصل مؤثراً ام لا ؟!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top