بارت 37
مرحباً جميعاً مر وقت طويل جداً الكاتبتان ترسلان تحياتهما وترجوان أن يكون الجميع بأفضل حال 😍❤
نعتذر عن الرد على التعليقات في الفصل السابق بسبب المشاغل لكن شكرا لكل من علق نحن ممتنتان❤
م/ الفصل طويل سيستغرق وقت لإكمال قرائته
م2/ الفصل التالي لا أعلم متى سيكون سيعتمد الامر على ظروفنا ومتى ينتهي حين يفعل سيتم نشره مباشرة
آخر ما حدث بالفصل السابق هو اختراق آلفين لمقر سامويل وبعدها قرأ شيء آثار قلقه
وعودة أسرة ليو من السفر لإكمال أمور الشركة وهاري تم القبض عليه بسبب فشل المهمة
أترككم مع الفصل قراءة ممتعة ❤
منذ خروجه من المقر وقلبه ينبض بعنف شديد اشد من نبضاته حين تسلل، لم يدرك أن كان ما قراءه هناك السبب أم هو رد فعل عكسي لما حدث داخل المقر ورغم ذلك ما كان يشغله حقاً هو صراع عقله وقلبه كل منهما يعطيه راياً مختلفاً لدرجة أنه شرد عن هنري الذي كان ينادي عليه لعدة مرات دون استجابة أثارت قلق الأخير حتى رحمه ال ورد عليه بعد بعض الوقت معتذراً .
هنري لاحظ حصول شيء مريب معه ، قطب حاجبيه يسأله بحذر للتحقق من شكوكه
" هل حدث شيء ؟ "
آلفين تردد بالإفصاح قبل أن يتنهد مجيباً اياه عسى أن يمنحه بعض الأفكار ليقرر !
~~~~~~~
خطواته السريعة كانت تضرب الأرض بقوة ، يده تمسك بالهاتف وهو يتصل بليو للمرة العاشرة دون رد من الاخر فلعن حظه بقوة ، هو يدرك أن ليو مشغول مع جده اليوم لذا بالطبع لن يتواجد لكنه أراد أن يجرب حظه وقد أثبت له أنه ضده كلياً وبكل امتياز .
أخذ سيارة أجرة ليتجه لحيث قرر بعد طول تفكير ، أجل هو غاضب ولن يسامح لكن تركه ينجرف لمستنقع كهذا كان غير ممكن خصوصاً أن هذه رغبة سامويل عدوه اللدود الذي دمر حياته لذا لم يكن ممكناً تركه يحقق ما يريده وان كان قلبه يخبره انك تكذب واسبابك الحقيقية مختلفة لكنه تجاهل السبب بأي حال وقرر القيام بما أراد القيام به دون تأخير متأملاً أن لا يتعقد الأمر بعدها .
وصل بعد بعض الوقت ولولا كلام السائق لما خرج من شروده وتوتره ذاك حقاً إلا أن الرجل نادى عليه ليبلغه بأنه بلغ المكان الذي أراده .
ترجل ببطئ ليتوقف أمام البناية بحذر ، أراد تشجيع نفسه وان يضع قناع القسوة ليضمن أنه لن يتألم ابداً وحين شعر بأنه مستعد قليلاً توجه نحو الداخل بخطوات مسرعة .
المخطط كان معروف لديه وسواء كان صحيحا أم لا هو أراد التصرف وليحدث ما يحدث .
استقبله السكرتير ليطلب ال موعداً فكان له ما أراده ومع حصوله على الموافقة بتلك اللحظة شعر بفداحة ما يحاول فعله !
همس بينه وبين نفسه شاتماً " تباً لجدك ليو حتى وهو لا علاقة له بالموضوع عقد الموضوع بتواجده !"
بعثر شعره بقوة وإنزعاج ، وقف أمام الباب بتردد والشحوب غطى على ملامحه ، لا يقوى على الدخول ولا يريد التراجع كان أشبه بمن يقف بمنتصف الطريق ولا خيار أمامه سوى المتابعة . ملامحه تلك آثارت حيرة الرجل أمامه ليساله بشك وشيء من الحيرة " هل من مشكلة ؟ السيد جين ينتظر "
وال خرج من أفكاره التي شابهت عاصفة هوجاء ومن توتره الذي سيطر على كيانه وكل خلية من جسده لينظر للرجل بنظرات اشعرت من أمامه أنه يخبره "أرجوك قل أنه يرفض !"
وبالطبع لم يحصل على رد فعل ، اغمض عينيه وضم قبضة يده بقوة ليزفر الهواء بعنف ، أجاب بشيء من الهمس " أعلم سادخل"
تجاهل رغبته القوية بالهرب ورمي كل شيء لكن تلك الرغبة الدفينة انعكست على تصرفه بشكل تام فمجرد دخوله أغلق الباب بوجه الرجل الذي بالخارج بينما يقف قرب الباب دون أي انتظار كما لو كان طفلاً غاضباً يغلق باب غرفته !
رفع رأسه بحذر وتردد ، كان لديه فضول قوي لمعرفة رد فعل من جاء كل تلك المسافة لاجل إنقاذه ليرى نظرات جين المصدومة كلياً والذي كان ينظر إليه بغير تصديق بعد أن أوقع الملف الذي كان بين يديه بصوت هامس عكس عدم تصديقه وزاد توتر آلفين اضعافاً حين سمع اسمه على لسان بطله بعد كل هذه السنين
" آلفين ؟!"
آلفين أراد التبخر أو ان تنشق الأرض لتبلعه لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه وحين أدرك استحالة رغبته قرر أن يتصرف بأسرع وقت وينهي ما جاء لاجله ليذهب لدفن نفسه بمكان ما بنفسه !
صر على أسنانه حين آثار توتره وتردده ذاك غيظه وشعور بالشفقة تجاه نفسه ، احتدت ملامحه تحت انظار جين التي لم تزل منها الصدمة ليرافقها حيرة وكل منهما صامت للآن يحاول لملمة الحروف وقبل أن يتمكن اي واحد منهما من فعل ذلك تقدم آلفين بتلك الملامح المغتاضة ليقترب من مكتب جين الذي ظن لوهلة ان الفين هنا جاء ليتشاجر معه على شيء ما بسبب تلك الملامح فنهض يحاول ان يفهم ما يجري الا ان الفين تجاوزه ليتجه نحو مكتبه و يسحب فنجان القهوة الذي ميزه فوراً من وصف تلك الرسالة له ويسكبه ارضاً تحت انظار جين الحائرة !
آلفين قرر أنه انهى عمله هنا أما التحذير فسيترك أمره لليو حين يتفرغ لذا يمكنه الذهاب واكمال مخطط دفن نفسه بمكان ما بعيداً وينهي هذه الزيارة الكارثية
جين كان يحدق بحاجبين مقطبين تماماً إذ ليس من المنطق أن يعود ابنك الغائب بعد ثمان سنوات ليسكب كوب قهوتك كانتقام ويغادر سيكون هذا أكبر تصرف طفولي قد يتخيله بحياته !
امسك بيد آلفين ليحاول أن ينطق ومع أول حرف كاد يخرج وصله توبيخ من ال دون أن يشعر بنفسه وهو يوبخ والده حين استشعر إمساك يده من قبله
" واللعنة انت لديك الكثير من الأعداء الذين ينتظرون سقوطك هل ستموت أن لم تشرب القهوة هنا!؟ لا تشرب أو تأكل اي شيء من هنا بعد الآن ما لم ترد أن تصبح مدمناً لعيناً !"
تراجع تحت انظار جين التي ما تزال ثابتة عليه ، ومجددا وحين حاول سؤال آلفين الأخير تحرك ينوي الخروج بسرعة وهو يشعر أنه تصرف بكل ما لكلمة حماقة من معنى !
يد جين امسكت بذراعه يوقفه من فوره ولم يكتفي بذلك بل وجد نفسه يضمه بين ذراعيه بعناق ابوي دافئ جعل المعنى يشهق بصدمة مع عيون متسعة لكن لم يقوى على أبعاده لسبب مجهول والأهم هو صوت جين خرج أخيرا يهدأ من روع من أمامه حين أدرك أنه متوتر أكثر منه وعلى أحدهما التصرف كبالغ هنا وقطعاً هذا لن يكون ابنه الذي يتصرف كمراهق مضطرب حالياً
"اولاً شكرا على هذه المفاجئة آلفين ، أن كان تناول القهوة هنا سيحظرك الي فإنا قطعاً لن اوقفها، هلا هدأت قليلاً وتعال لتجلس لاني لا أفهم اي شيء مما تقوله ! "
والمعني أخذ بعض الوقت حتى استوعب الوضع الذي هو فيه وبمجرد أن شعر بالقليل من الهدوء هو رفع يديه يمسك بكتفي جين ويبعده للخلف مخفضاً رأسه للأسفل ويده استقرت فوق وجهه وهو يشعر بوجهه يشتعل من كمية الاحراج التي تسبب بها لنفسه !
رفع رأسه يحدق بجين بعبوس غير مقصود يلومه على ما وصل إليه الوضع دون أن يشعر بنفسه وهو يفعل ذلك ولولا قدرة جين على كتم مشاعره لكان اول شيء فعله هو الضحك على هذه الملامح !
تردد هل يوافق أم لا لكنه بالنهاية تنهد رافعاً رأسه ليتحدث بتردد رغم ظهور بعض الضيق بصوته
" ان أردت الحديث يجب أن يكون بالخارج ، المكان هنا ليس أمناً"
وجين لم يتردد ولو للحظة بل بدأ واضحاً من رده مقدار ترحيبه بالأمر حيث أسرع يأخذ سترته مردداً بتوكيد" بالطبع بالطبع هيا بنا بأي مكان يناسبك "
وهذا ما زاد آلفين إلا ارتباكاً ليلتفت قاصداً الخروج من فوره في محاولة لأن يسبق والده لكي يحصل على بعض الوقت مع نفسه ، توقف فجأءة والتفت نحو والده يتحدث بصوت خافت نسبياً
" ذاك الفنجان دع أحدهم يقوم بفحصه وان أمكن معرفة من دخل المطبخ خلال إعداده "
جين حدق به بهدوء ورغم شعوره بالقلق على آلفين بسبب إدراكه لمعلومات كهذه أومأ موافقاً لينفذ ما طلبه ثم سرعان ما خرج كلاهما للخارج متجهين عند أقرب مطعم حين رفض آلفين الذهاب لمكان بعيد ولم يكن سببه سوى أنه لم يرد أن يختلي به لوقت طويل ودون موضوع للحديث !
المقهى كان على بضع خطوات من مكتب جين فلم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق من الصمت الثقيل حتى وصلا اليها ليدخلا ويتجها عند النافذة حيث جلس آلفين اولاً وتبعه جين دون تردد.
نظر آلفين للخارج بالوقت الذي كانت به يداه مقبوضتان مع بعضهما البعض وجسده متشنج بالكامل وهذا لم يخفى على جين حيث أدرك من فوره ان من أمامه متوتر بشدة ورغم ذلك كان فخوراً أنه يحافظ على هدوئه بشكل نسبي .
جاء النادل ليأخذ طلبهما فما كان من جين سوى أن يطلب قهوة بدلاً عن خاصته التي أتلفت أما آلفين فقد اكتفى بالماء وما أن ذهب النادل حتى تحدث آلفين محاولاً إنهاء الأمر بأسرع وقت
" ليس لدي الكثير لقوله حقاً لذا الموضوع بالمختصر هو أن هناك شخص ما يستهدفك وقد حاول وضع المخدرات بقهوتك لكي يبلغ عنك بحجة انك مدمن "
جين استمع إليه بأهتمام قبل أن يسأل بحذر محاولاً معرفة ما يفعله ابنه وكيف وصل إلى معلومة دقيقة كهذه
" من هو ؟ "
آلفين أشاح بوجهه يجيبه بشيء من العناد " ليس من شأنك أن تعلم ، لديك الكثير من الأعداء بالفعل لذا فقط خذ حذرك هذا كل شيء "
نهض قاصداً الرحيل إلا أن صوت جين اوقفه مع أول خطوة خطاها
" انتظر ،هلا جلست قليلاً؟ ربما انت ليس لديك شيء لقوله لكن انا لدي لذا .... من فضلك فقط لوقت قصير "
توقف عن السير ، لم يلتفت مباشرة بل أخذ وقت لا بأس به متجمداً على ذات وضعه يفكر بينه وبين نفسه هل يأخذ هذه الخطوة أم لا ؟ أهو مستعد لها أم هذا مبكر ؟ هل سيتحمل خيبة أمل جديد ؟ تذكر كلمات رفيقه قبلاً واغمض عينيه يحاول تصفية أفكاره لاتخاذ القرار وقبل أن يدرك الأمر حتى وجد نفسه يعود للجلوس بشيء من الهدوء الغريب ، لم يعلق إلا بعد مضي بعض الوقت وخلال كل هذا جين بقي صامتاً لكي يحرص على أن لا يضغط عليه بشكل يؤذيه بالنهاية إجباره لم يكن الهدف من كل هذا وهو يدرك كم أن ابنه تأذى طوال تلك الثماني سنوات السابقة وتضاعفت منذ عودته لهذه البلاد مجدداً
" قل ما لديك "
قالها بشيء من الشرود مع ملامح عكست شيء من الألم كان سببها سيل الذكريات التي هاجمته وشعوره بالضيق من الوضع الذي وصلا إليه .
بمجرد حصوله على موافقة وان كانت جزئية بنظره فقد بدأ بالحديث بصوته الهادى الذي لطالما منح آلفين الدفء بطفولته، نبرته كانت تعكس مشاعر الذنب ، الحب ، الخوف والحذر كلها تتجه ناحية هدف واحد وهو عدم جرحه بأي شكل وجعله يدرك كم انهم ينتظرون عودته منذ زمن
" اولاً وقبل كل شيء أريدك أن تعلم اني لا أصدق تلك التهمة بأي شكل من الأشكال ، أدرك انك وليو بريئان ، ولم أرغب ايضاً بأن أكون القاضي وقتها لكن أظن الذي لفق التهمة حرص على جعل من يفعل ذلك بأي وسيلة لذا...."
آلفين أجابه بدون أن ينظر إليه بالوقت الذي يحدق به بالخارج وان كانت يده انقبضت كرد فعل لما سمعه
" لا يهم هذا حقاً ، ليس وكأني توقعت شيء مختلف "
جين ظل يحدق به وهو يتحدث وكان آلفين قادراً على الشعور بذاك التحديق لكنه تجنب مبادلته باي ثمن ، جين أضاف على ما قاله
" فهمت ، بأي حال طوال فترة السجن كنا انا وبرايان نبحث عنكما لكن دون جدوى وبالطبع لا أثر للفاعل الحقيقي ايضاً ، مر الوقت ونحن نحاول وحصلت الكثير من المشاكل خلال تلك الفترة حتى بلغت الخمس سنوات كان الوضع قد استقر بشكل نسبي "
توقف عن الحديث هذه المرة مغمضياً عينيه وهو يتذكر أكثر فترة مؤلمة بحياته ليردف بعدها ويعاود تثبيت زرقاوتيه على ابنه الذي كان يختلس النظر إليه حين لم يسمع تتمة الجملة
" كنا ننتظر خروجكما بفارغ الصبر لكن وباحدى المرات تلقيت طلب عمل للخارج وقد اصر والدي على أن علي أخذ والدتك معي لانها كانت ما تزال متعبة نفسياً من كل ما جرى ، اظنني الآن فقط عرفت لما اصر "
كاد آلفين يبتسم بسخرية على ما سمعه لولا تركيزه على جزء أهم من جزء جده ، والدته لم تكن بخير بسببه .
سماع صوتها بمنزل عمها كان كافياً ليدرك ما سببه لها من ألم لكن هو لم يعلم لأي درجة وصل الأمر ؟ لما والده يضع هذه الملامح حين يتحدث عن تلك الفترة ؟ أكانت بتلك الصعوبة ؟ الهذا جده ما عاد يطيقه؟ ام فقط لكونه تم سجنه ؟ كان يتسائل عن ذلك بعمق حتى عاود جين الاسترسال بالحديث
" بأي حال بعد أن عدنا بفترة وصلني خبر من برايان انكما خرجتما بالفعل ، سالتي ابي أن كان جاء أحد لكنه أكد أنه لم يحدث ثم بمرور الوقت ومع بحثنا المستمر لم نجد أي أثر لك وبطريقة ما فكرنا انك غاضب مما حدث "
آلفين أراد نفي ذلك لكنه يدرك ان جين يعلم بالفعل أنه عاد ولم يجده ، أنه عاد ووجد خيبة أمل كبيرة واناس حطموه بكل ما يمكنهم.
تردد قليلاً قبل أن يرفع رأسه وينظر لوالده وبدون أن يتمكن من منع ذلك نبرته حملت تردداً بسبب مبادلة والده النظرات مع شيء من الحدة بسبب مشاعر القلق والخوف داخله
" لما تخبرني بكل هذا الآن ؟ ماذا تريد ؟ إن كنت ستقول انك تريد عودتي فيفترض انك تعلم أن العالم كله سيكون ضدك والمشاكل ستكثر بشكل جنوني ! يكفي كراهية اسرتك لي ، سمعتك كقاضي ستتاثر ولا تقل لي أن كل ذلك لا يهمك !"
جين ابتسم بلطف مجيباً بدون تردد يحاول استيعاب مشاعره السلبية التي تملئ قلبه
" ليس الأمر أنه لا يهم لكن هناك ما هو أهم منه ، انت لا تزال صغيرا لتدرك الأمر ، هناك أشياء لا يمكن تعويضها آلفين وانت وشقيقتك أحد هذه الأمور"
تابع بابتسامته تلك يطمان من أمامه
" سيتأثر منصبي ربما لكن ليس وكأني ساخسره يمكنني تحمل كلماتهم المسمومة لقد فعلت طويلاً لذا لا جديد ويمكنني التعامل مع والدي ايضاً لكن لو فقدتك مجدداً ساندم بقية حياتي ، والدتك ايضاً هي تتوسل بي منذ أيام أن اتصل بليو واجعله يحظرك "
زالت ابتسامته حين تذكر آخر ما حدث ليردف بهدوء
" هي منذ سمعت بما فعلته زوجة عمك وهي تبدو كمن هو على وشك قتل شخص ما وكلما راتني سالتني أن كان ليو اعطاني عنوانك"
شهقة صدرت من آلفين ليهتف بضيق دون شعور منه بينما يضرب الطاولة
" من اخبرها ؟ اساساً كيف علمت ؟"
جين رمش قليلاً حين لاحظ ردة فعله تلك ،مزيج من القلق عليهم والخجل من الموقف ككل فهذا جعله يبتسم مجدداً يحاول ابعاد تلك المشاعر
" ليو أخبرني ، لقد جاء وهو على وشك قلب مكتبي يخبرني أنه يريد مسح الأرض بهم وان علي عدم التدخل ، وهو ايضاً أخبرني عن اصابتك بسببهم وأنك تبحث عن عمل مؤخراً ...."
آلفين عاد للجلوس يتمتم بعبوس تام بدون قصد منه
" ذلك الثرثار إلا يمكنه ابقاء لسانه بمكانه؟! لم يبقى إلا ان يخبرك بما اتناوله على الغداء "
ضحكة هربت من بين شفتي جين جعلت آلفين يخجل أكثر ويشيح بوجهه هرباً من الموقف وهو يعد داخل عقله كم تصرف أحمق حصل حتى الآن أمام جين ؟ أين ذهب ال العاقل الآن ؟ يبدو الأمر وكانه أضاع سنوات من النضوج بسبب شخص واحد !
شتم بداخله
" ذلك المغفل ليو لن يفلت اليوم من بين يدي "
صوت جين اخرجه من ذلك الجو حين سأل بنبرة هادئة حذرة تعطي من أمامه الحرية المطلقة
" لا أريد اجبارك آلفين لكن ... جميعنا نتمنى عودتك لذا هلا عدت ؟ أعلم أنك تاذيت كثيراً ولا طاقة لك للتحمل واعلم اني خذلتك بما يكفي كي لا تثق بي لكن .... إن كان يمكنني فعل أي شيء قد يجعلك تثق بي وتمنحني فرصة سأحاول فعله اي كان "
آلفين استرق النظر إليه ، صمت يحاول لملمة كلماته قبل أن ينهض بشكل مفاجئ وهو يتحدث بشيء من الارتباك
" لا شيء لفعله ، الأمر يخصني وحدي ، سافكر بالأمر "
أراد تغير الموضوع لينطق بحنق
" بأي حال لا تنسى ما جئت اليوم لاجله ! كن حذراً "
نبرته في توبيخ والده كانت كافية لتجعل جين يضحك هذه المرة ليثير عبوس آلفين وخجله من جديد ، والده يفسد كل نضوجه ويعيد آلفين الطفل هذه حقيقة جلية له الأن !
جين نهض وهو يقترب منه ، وضع يده على كتفه قبل أن يومئ له مطمئناً " لا تقلق علي ، ساعتني بنفسي كما يجب "
زالت ابتسامته وهو يردف بنبرة ذات مغزى
" لا اظنني من يجب أن يحذر بقدر ما يجب أن تفعل انت ، لا شيء يستحق المخاطرة آلفين ، لا تضيع المزيد من حياتك ، ذاك العدو يستهدفني بالفعل لذا لا تضع نفسك بطريقه من جديد أرجوك ، لن أحتمل رؤيتك تتاذى مجدداً "
لم يجب بشيء همهم بدون أي كلمة قبل أن ينوي التوجه للخارج وجين خلفه ، أرادا الافتراق إلا أن جين أوقف آلفين يعرض عليه إيصاله مجدداً
" دعني اقلك ، سيارتي هنا بالفعل وهو وقت خروجي من عملي "
آلفين رفض فوره دون توضيح وان كان السبب جلياً لكليهما ،لم يملك جين مايقوله أكثر ليس الآن على الاقل طالما الحواجز باقية بينهنا هذا الكلام يكفي كأول لقاء أما التتمة فهي لن تتم ما لم يتمكن من عبور حواجز الحماية التي يضعها حول نفسه الآن
كانا يقفان أمام بعضهما آلفين شارد وجين هو الآخر شارد إلا أن جين كان يحدق بالفين بالوقت الذي كان آلفين يحدق فيه بالارض ، الشارع كان شبه خالي من الناس فالمكان فرعي ولا يتواجد به الكثيرون وهذا ما جعله جين يحب التواجد فيه بأي حال .
وقف يحدق بالفين وهو يبتعد مغادراً ، لم يطاوعه قلبه على الالتفات قبل أن يشبع بصره برؤية ابنه الذي كبر وصار بطوله ، ارتسمت ابتسامة على شفتيه دون شعور منه وهو يشعر بأن الأمل بداخله زرع بذرته وبدأ يكبر فيه ، هو قد يستعيد أسرته كاملة حقاً !
لم يكن هناك وقت كافي لأي منهما لادراك الوضع فقد اتسعت عينا جين برعب تام حين وقع بصره على تلك النقطة الحمراء التي تستقر ناحية ظهر ابنه من جهه قلبه ، ركض صارخاً بالفين برعب تام
" انتبه بني "
آلفين استغرب من سماع ذلك وقبل أن يجد الوقت ليلتفت كانت ذراعا والده تحاوطه وقد اوقعه ارضاً ليكون الجدار وأقياً لهما من سيل الرصاصات الذي كان يتم إطلاقه بمكان تواجد آلفين سابقاً !
استعت عينا آلفين بصدمة حقيقة ، شعر بيده تبتل بشيء ما فرفعها يحدق بالمصدر لترتجف يده حين رأى الدماء تغطيها فهتف من فوره بقلق تام وهو يتفقد والده الذي لم يبتعد عنه للآن وما يزال يجعل من نفسه كدرع لحمايته بحال حدث اي شيء رغم توقف الرصاصات بالفعل إلا أن آلفين امسك بكلتا ذراعيه وقد بأن بصوته الخوف الذي تملكه والعصبية بسبب التوتر من فكرة أن والده أصيب بسببه فارجعه للخلف بعيدا عنه عنوة لينظر إلى إصابته .
نظر نحو ذراعه حيث كانت تنزف بشكل واضح وقد غطى قميصه الأبيض بدمائه القرمزية وبدل أن يكترث للأمر هو تحدث بشيء من الألم وهو ينظر إلى آلفين بكل أنحاء جسده
" هل أصبت بأي اذى؟"
هذا جعل آلفين يهتف به بشيء من آلالم" اللعنة أهذا وقت القلق علي ؟ انت من أصيب بسببي هنا "
وقف جين بحذر وهو يجيبه بشيء من التعب
" ليس بسببك بل قل ان ذلك الرجل يكره رؤيتي سعيداً لذا أراد قتلك أمامي كما سلبك مني ذات مرة "
آلفين لم يستطع الحديث بأي شيء آخر ، اغمض عينيه وزفر الهواء قبل أن ينظر حوله بحذر ناحية مصدر الإطلاق ليتاكد من خلو المكان من ذاك القناص ، وجه حديث لوالده بشيء من الجدية وهو يمد له يده
" أعطني مفتاح سيارتك ، ساقودك للمشفى "
جين أجابه بابتسامة يخبره بأن لا يقلق
" لا تقلق سأذهب بنفسي "
هتف ال من فوره بشيء من الضيق
" أعطني المفتاح وحسب ! ألم تكن تريد قضاء وقت معي ؟! أنا من يطلب منك الآن لا تجعلني أعيد كلامي الذي قلته بصعوبة !"
وجين حدق به بتفاجئ قبل أن يبتسم ويخرج المفتاح باستسلام ليتجه كلاهما بصمت بعدها للمشفى .
~~~~~~~~~
بمكان مُختلف كلياً تواجد كُل من ليو و سيتو بالشركة رفقة والد الأول و جديهما !
الأجواء بدت كئيبة حقاً لاسيما مع ملامح برايان التي ما تزال تحمل معها الكثير من الألم ، هو عاد من المقبرة للمنزل فقط لينطلق للشركة لمقابلة والده الذي ما رغب حقاً برؤيته ...
يشعر كما لو كان يموت ببطء تام ، هذا الرجل فقط كيف يستحق أن يطلق عليه لقب والد ؟ هل كونه السبب بوجوده و شقيقه يجعله أب لهما ؟ رغم أنه دمر كل شيء بما في ذلك علاقتهما معاً ...
ليو كان يأخذ عدة نظرات لوالده بين فنية و أخرى بشيء من القلق ، هو ليس بخير منذ رؤيته لتلك الرسالة !
و ازداد شحوبه مع معرفته أن والده طرد سيتو من الاسرة و العمل بل كاد ينقض عليه حرفياً قبل أن يهدد بكونه لم يعد هو الاخر يريد العمل أو الشراكة معهم و لو سحبت منه كل شركاته و تهديد كهذا دفع رئيس هذه الأسرة الأكبر سناً بإعادة حفيده الاكبر على مضض ...
لذا و مع انتهاء تلك الجولة غادر كل من سيتو و جده الشركة ليذهب كل منهما إلى مكان مختلف بينما استند برايان على سيارته المُستأجرة مُغمضاً عيناه بتعب أشعر ابنه بشيء من القلق و التوتر ربما ؟؟
- :" أنت بخير ؟ "
- :" لا ! "
ذلك الجواب السريع كان كفيلاً بنشر العبوس على ملامح ليو الذي أغلق عيناه و هو يهمس لنفسه :" مذهل "
أعاد فتحهما بعدها ليمسك بيد الأكبر بابتسامة هادئة هو ذاته لا يعلم من أين ظهرت :" كما تعلم سيدي العجوز لا داعي لكل هذا ! أعني بالنهاية لا يوجد ما يمكن لنا فعله سوى المضي قُدماً لذا فقط دعنا نعود للمنزل "
هو سحب الأكبر أثناء حديثه حيث سيارته السوداء المُحببة ليردف :" و الآن سأعطيك شرف ركوب صغيرتي المفضلة لذا من الأفضل لك أن تكون شاكراً "
فتح برايان فمه قليلاً بشيء من الاستنكار لكنه سرعان ما أغلقه ليبتسم بخفة مُبعثراً شعر صغيره :" شكراً لك ليو ، حقاً ألست الأكثر حظاً بامتلاكك ؟ "
شهقة محرجة صدرت من جوف الاصغر بينما يبتعد للجلوس بمكانه دفعت الأكبر الضحك الذي ازداد مع دخوله للمقعد المجوار ليرى ان ابنه مازال يتذمر للآن !
و رغم أنه حرك السيارة بالفعل إلا أنه اخرج هاتفه لتفقده و عبس بشكل طفيف عند رؤيته لمكالمات فائنة من رفيق طفولته !
هو وضع الهاتف على سماعات السيارة قبل أن يُعيد الاتصال به فماذا قد يريد آل منه ؟!
وبالسيارة الآخرى كان يتولى منصب السائق ال الذي لم يكن يمر بأفضل أوقات حياته ،تركيزه المشتت جعل القيادة عملاً انتحارياً خصوصاً وعيناه تتجه ناحية والده بين فينه وأخرى سراً للإطمئنان أنه بخير وكم كان يزعجه إدراك أن والده يحاول كتم المه بل والأكثر أنه كثيراً ما اخبره أن يخفف السرعة وأنه بخير وهذا زاد غيض الأصغر الذي أجاب بعد تجاهله كلام والده لعدة مرات بدون شعور منه
" ركز على يدك ممكن ؟ ليست اول مرة اقود بها ولست طفلاً اعرف ما افعله ! "
صوت هاتفه قطع الكلام الذي كان جين يبرر به طلبه وجعل كلاهما يصمتان وعينا ال توجهت نحو هاتفه ، رأى الاسم ليبتسم بسخرية مع حاجب مرفوع ليضغط على زر الرد مجيباً بعبوس انعكس على نبرة صوته
" صباح الخير سيد ليو لما اتصلت بهذه السرعة كان يمكنك الانتظار أكثر بعد "
و الآخر رمش سريعاً لذلك الرد المتنمر بنظره لاسيما أن والده قد ضحك ؟!
و بما أنه وضع المكالمة على السماعات الخاصة بالسيارة فهي تعتبر مكالمة جماعية ربما ؟! هذا جعل الأصغر يزداد عبوسه بينما يهتف :" ما هي مشكلتك سيد متنمر ! ألا يكفي أنني غادرت الشركة تواً ؟ بل و العجوز رفقتي كما ترى ! "
و كلماته تلك جعلت برايان يرفع أحد حاجبيه ينطق بنبرة هادئة لكن مُحذرة ربما :" لو لم تكن تقود الآن لكانت أذنك قد قطعت ! "
_ :" متنمر فظيع ! "
وهذا جعل آلفين يعبس أكثر فهو تواً تعامل على أساس أن ليو وحده لذا لم ينتبه لالفاظه ونبرة صوته كما يفعل بحظور عمه ظناً أن ليو وحده والأكثر أنه نسي ان جين بجانبه هو الآخر !
أجاب بنبرة أكثر هدوئاً بعد أن أرسل تحياته لبرايان
" أهلا عمي ، وفقط سأكون ممتناً لو قطعتها بعد أن تصلا للمنزل "
اردف قبل سماع جواب اي منهما " وفقط لا حاجة للقلق أردت خدمة ما منك لكن.... انتهى الأمر للأسف واضطررت للقيام بالأمر بنفسي "
نظر بنظرة جانبية نحو جين قبل أن يتنهد متابعاً" ربما كان حظاً جيداً انك انشغلت في الواقع بأي حال لا تكترث ساكمل ما بدأته ثم ساعود للمنزل "
لم يكن جين يسمع الحوار الذي يدور بينهما كون ال كان يسمع بالسماعة اللاسلكية وحده لكنه فهم كل ما يدور حوله الأمر وبطريقة ما كان ممتن هو الآخر ان ليو كان مشغولاً !
شهقة صدرت من فم ليو الذي حدق بوالده باستنكار كلي قبل أن يهمس :" آل الخائن ! "
أغلق عيناه بعدها ليسحب هاتفه و يضعه على أذنه دون اعطاء والده فرصة للرد بل نطق :" و ما هي تلك الخدمة سيد متنمر ؟ ما هو الذي ستكمله ؟! أغلقت بالفعل سماعات السيارة لذا تفضل بالحديث أين أنت ؟ "
و كلماته تلك و تصرفاته دفعت والده لرسم ابتسامة غير ودودة على شفتيه الا أنه لم يتحدث حقاً بل أعاد جسده للخلف و أغلق عيناه بينما يداه تبحث بجيوب سترته عن علبة الدخان خاصته
تردد بكيف يشرح الوضع ؟ هو لا يمكنه القول عرفت ان والدي مستهدف فذهبت له ؟ اساساً لم يدرك بما يجب أن يناديه فكلمة والدي مستبعدة للوقت الراهن وقول جين مستحيل أو محاولة قول ذهبت لمحامي ما معرض للخطر يجعله يبدو اسخف ما ما بدا عليه أمام جين حتى لذا هو زفر الهواء بعد ثواني قبل أن يجيب ليو
" انتظر لحظة سيجيبك صاحب الشأن "
همس بينما يسلمه الهاتف " لا تخبره بما قد يعرضه للخطر ، لا أريد أن يتورط اكثر مما فعل للآن !"
نظر جين نحوه يقرأ ملامحه ليبتسم بعد أن أدرك الأمر ثم أجابه على آخر تعليقه ذكره
"هو يفكر بذات الطريقة التي تفعل بها للأسف "
اخذه من يده واجاب ليو بنفسه دون ترك مجال لآل ليعلق وهذا جعل آلفين يقطب حاجبيه ويغرق بدوامة قلقه على رفيقه التي لم تتوقف يوما بينما صوت جين وصل لليو بنبرة لطيفة
" أعلم أن سماع صوتي الآن قد يتسبب لك بسكتة قلبية لذا هدء من روعك قليلاً وساشرح لك "
رمش ليو عدة مرات لتلك الإجابة من رفيقه ! من هو صاحب الشأن ذاك الذي يتحدث عنه ؟!
أهو رفيقه الخيالي ؟! لكنه شهق بنوع من القوة ليضغط على المكابح سريعاً يوقف سيارته بشكل متهور بجانب الطريق لتفادي وقوع حادث كاد يقوم به بسبب حركته تلك !
و برايان فتح عيناه بفعل صوت الفرامل ليهتف بتأنيب :" هل جننت ؟! "
العبوس طغى على ملامحه فإن وصل صوت الفرامل لجين ايضا سيصله عدد لا نهائي من التوبيخ ! ....
أغلق عيناه بعدها :" تفضل أنا استمع ، ماذا يحدث بحق الاله ؟ "
وجين نطق متنهداً " هذا وانا حذرتك من أن تنصدم ، من حسن الحظ انك لم تتسبب بحادث !"
فتح عينيه ليردف بابتسامة صغيرة على شفتيه " لا أعرف كيف ارتب الأمر لكن بالمختصر الخدمة التي طلبها آلفين منك أو أراد طلبها هي ان تأتي الي لتحذيري من شخص كان يستهدفني بجرعة مخدرات بقهوتي اكتشف آلفين أمرها بالصدفة ولم يتمكن من تجاهل الأمر رغم كل شيء ، لم يجدك لذا اضطر للقدوم بنفسه ومع بعض التعقيدات أصيبت ذراعي والفين يلوم نفسه لذا اصر على اخذي للمشفى هذا كل شيء تقريباً "
والفين كان ممتناً له أنه لم يذكر شيء عن الرصاصة بشكل مباشر لكنه كان قلق فليو لن يصمت حقاً وهذا جعله يتمنى لو يكمل الأمر سريعاً قبل أن يقوم شقيقه بأي شيء يكشف الحقيقة ثم سيدخل باستجواب لا نهاية له وهو غير قادر على الكذب عليه بشكل مباشر .
تنفس عمق عندما اكتفى جين بتلك الكلمات ! لكن سرعان ما أمال برأسه بالكثير من الريبة و الشك ...
أولاً كيف لآل أن يعلم عن امر تلك المخدرات ؟ هو ابتسم بسخرية مجيباً على نفسه أنه قطعاً بفضل وقت الدراسة الزائد الذي كان يتحجج بها دائماً !
و ثانياً بفضل صديقه الخيالي ذاك و الذي بات عليه زيارته صحيح ؟
و الشك ازداد و تحولت أفكاره لمنحنى اخر :" بعض التعقيدات التي تدعى بسامويل ! و الا فأنت لن تسقط لأن آل آزال المقعد من تحتك فجأة فكسرت يدك صحيح ؟! جديا ماذا حدث ؟ هل تعرضتما لمحاولة قتل ؟ "
و تلك الكلمات جعلت برايان يحدق بابنه بنوع من الرعب ! ليس لكونهما تعرضا لمحاولة قتل حقا لكون صوت الفين بخير يعني أن لا شيء سيء للغاية حدث لكن ما بال ردة فعل ابنه الهادئة هذه ؟!
لما هو يتحدث عن محاولة اغتيال بكل هذا الهدوء و كأنه أمر طبيعي ؟ و كأنه يتوقع حدوث أمور مشابه ؟ بحق الإله لماذا قلبه بدأ ينبض بقوة مؤلمة بينما يده تشبثت بيد ابنه بيننا أخفض رأسه للأسفل مما منع ليو الذي قطب حاجبيه بحيرة من رؤية ملامحه حتى !
وجين ابتسم بقلة حيلة "يمكنك مناقشة هذا مع الفين ، لا ينقصني جعله يغضب مني وهو يبدو وكأنه يرغب بالهرب بأي لحظة "
والفين شهق يحاول الأعتراض من تعليق جين دون أن يدرك ما قاله ليو لكن جين سلم له الهاتف يخبره بهدوء ليحرص أن لا يتاذى صغيره
" يبدو أنه يعلم عن سامويل ، هو أدرك كل ما حدث بنفسه ، لا فائدة من الكذب عليه للأسف كلاكما بذات التهور وكم معرفة هذا أمر يثير القلق
استطاع آلفين استشعار مشاعر والده ، كانت ملامحه توضح كل شيء بالفعل وهو يرى الذبول والحزن يرتسم عليها والرجاء بعينيه يخبره بهما أنه يريد له أن يعيش بسلام فقط فهل هذا كثير ؟ وهذا اربكه لكنه سرعان ما أخذ الهاتف ليتهرب من والده رغم أنه يهرب للجحيم بقدميه بالحديث مع ليو
تردد قبل أن يجيبه بنبرة هادئة
" لنكن صريحين ليو لا يهم ما ساقوله صحيح ؟ مهما قلت لك اني لا أريد لك ان تتورط سترمي برايي بعرض الحائط صحيح ؟ بل انت بالفعل رميت به منذ قرون وانا فقط من يحاول أن ينكر هذا كي لا ينتهي بي الأمر بالموت بعمر صغير من قلقي عليك !
و الأصغر أومأ لال بهدوء و كأنه يراه قبل أن يقطب حاجبيه بقلق ! لما ؟
لأنه تمكن من رؤية عينا والده المحمرة و هذا جعله يشهق و قد اتسعت عيناه لاسيما و أن الأكبر همس بعبارة :" أتوسل إليك ليو ! "
ذلك جعله ينطق بشكل سريع :" أراك بالمشفى آل ! سنتحدث هناك "
هو أغلق الخط بشكل سريع محدقاً بوالده بشكل بتوتر كلي ، أكان عليه دعوته للعودة معه للمنزل اليوم ؟
أخفض رأسه قليلاً قبل أن يحيط والده بيداه بينما يطبع قبلة ما على رأسه ؟!
_ :" أنا آسف موافق ؟ سأخبرك بكل شيء أعدك بعد الاحتفال ؟ فقط الآن العم جين مصاب فهل تأتي رفقتي للمشفى ؟ "
هل حملت كلماته أي فائدة !؟ باختصار لا !
هي قطعاً ما زادت سوى الأكبر قلقاً و الذي ابتعد قليلاً ليشعل سيجارته يحدق من النافذة بهدوء مفكرا بكيف يفترض به التصرف ؟
وإغلاق ليو للهاتف بذلك الشكل اقلق آلفين عليه وحسب لكنه لم يملك خيار سوى الانتظار حتى وصوله فهم قد وصلوا للمشفى بالفعل وعليه أخذ جين للطبيب .
أوقف السيارة قبل أن يتحدث بشيء من الهدوء الظاهري
" وصلنا "
سبقه للنزول ليتبعه جين بدون قول شيء رغم أنه بطريقة ما يدرك ما حدث فمن غير الطبيعي أن يسكت برايان عن ما سمعه لذا السيناريو واضح بالفعل وهذا جعله يشرد بأفكاره هو ، كيف يفترض به منع آلفين وليو ؟ كلاهما لا يجب أن يتدخلا فلما هما بوجه المدفع ؟ هذا جعل ملامحه تظلم وهو يلعن سامويل ووالده بداخله
آلفين تحدث مع الطبيب يشرح له الوضع قبل أن يشير لجين ومع استدارته ناحيته هو استغرب رؤية تلك الملامح على والده ، ملامح لم يرها عليه قبلا ولم يتمنى رؤيتها ابداً !
اقترب منه يخرج من شروده يجر من يده لينظر جين نحوه وهو يتبعه قبل أن يصيرا أمام الطبيب
" تفقده من فضلك سانتظر بالخارج "
استدار مغادراً ليتركهما وحدهما فهو كان عاجزاً عن التعامل مع حقيقة أنه رأى ملامحه التي أظهرها بالسجن على والده ! ملامحه تعكس رغبة بالقتل !
~~~~~~~~~~~~~
يجلس بمكتبه يحرك قدمه بتوتر ، يطرق باصبعه على الطاولة ينتظر وصول مرسوله ومع فتح الباب رفع رأسه ينظر نحو القادم لينهض من فوره يسال بترقب
" ماذا وجدت ؟"
أدى التحية باحترام قبل أن ينطق بنبرة رسمية
" وجدت الشريحة التي طلبتها مرمية بالنهر ولا أثر لأي شي آخر وقد كانت مكسورة بالفعل "
جلس على كرسيه بملامحه مستاءة كلياً ، هاري بورطة دون شك هذا لا جدال فيه فقط أين هو ولما ؟ ولأي درجة هو متورط ؟ لو أصابه مكروه فهو لن يسامح نفسه !
سمح له بالانصراف ليتركه بمفرده مع أفكاره ، اغمض عينيه واساند ذراعيه للطاولة امامه ووضع رأسه مستنداً اليها ، كان عليه القيام بحركة سريعة دون شك وبأقل خسائر ممكنه فقط لذا أحتاج لكل الهدوء الممكن ليقرر
~~~~~~~
و بالعاصمة هناك حيث تلك البِنايات الفاخرة توقفت تلك السيارة ذات اللون الأصفر المميز ليترجل صاحبها منها بهدوء تام ...
هو أعاد خُصلاته الشقراء للخلف بينما يبعد النظرات الشمسية عن مقلتيه بتنهيدة خافتة :" جدياً ليو أود رؤية إلى أين ستصل !؟ "
تحركت خطواته بعدها لإحدى الشقق المتواجدة هنا ، لطالما كان خائفاً من طرد جده له ، للدرجة التي جعلته يشتري هذه الشقة هنا رغم كونه يعلم تماماً أن كونه مشرداً ليس ما سيؤلمه ...
ليس بقدر تلك الوحدة التي سيشعر بها فهو و مهما كان بعيداً عن جديه إلا أنه حقاً شعر بالأنس لوجودهما معه ... و كم مرة أشعره هذا بأنه مثير للشفقة لحد كبير ؟
تنهد مبعداً تلك الأفكار عن عقله محدقا بالشقة أمامه ... هي كانت كبيرة نوعاً ما بحيث احتوت على ثلاث غرف للنوم مع مطبخ واسع و غرفة للضيوف و غرفة أخرى للتلفاز ...
و خطواته تحركت قليلاً حتى وقف أمام إحدى الغرف ليخرج مفتاح ما من جيبه يقوم بفتحها و ما إن فعل حتى وصلته صورة ذاك الشاب المستلقي على الفراش بكل خمول و تعب !
تقدم الأكبر باتجاهه و شيء من الشفقة كان يتسلل له
- :" هل أنت بخير ؟ "
عينا الأصغر الزرقاوتين حدقتا بسيتو بتعب و رجاء قبل أن يعتدل بجلسته :" ألن تسمح لي بالخروج من فضلك ؟! "
جلس سيتو بجواره قبل أن يمد له بعض الطعام :" ليس قبل أن تجيب على الأسئلة التي طرحها زميلي سابقاً ! إيرنيست أعلم أنك لن تثق بنا كونك تعتبر نفسك مخطوفاً لكن ... لن تغادر هذا المكان دون الاجابة موافق ؟ "
أخفض الأصغر رأسه و هو يبعثر خصلاته عله يفرغ التوتر به ليردف سيتو و هو ينهض :" نحن لن نقوم بإيذائك ! و يفترض أنك علمت هذا كوننا بالفعل لم نفعل ، لذا الأمر متروك لك ... "
انهى عبارته ليغادر الغرفة معيدا إغلاقها على الفتى ليتجه هو للغرفة المجاورة له ...
و ايرنيست عض على شفتيه بقوة بينما يهمس بضعف :" تباً لك سام ! حقاً تباً لك يا أخي " ..
~~~~~~~~~
كان يتجول بالخارج وحده غارق بأفكاره المظلمة بين سامويل ، شقيقه ووالده .
شقيقه متورط وسام لن يصمت ومع تدخله بحادثة والده غالبا سيكتشف سامويل أنه السبب بما حصل بمقره لذا الوضع كارثي غالباً علاوة على إصابة جين وما سيتبعها من تغيرات لم يكن هو مستعداً لها بعد وما سيضطر لأخبار ليو به .
كل من حوله يتورط تدريجيا رغم كل محاولاته للعكس !
قضم اضفره بتوتر قبل أن يهمس بغيض
' تبا لك سامويل ، ليتني فقط احظى بفرصة مناسبة لقتلتك دون تردد على الاقل سادخل السجن لسبب وجيه دون ذرة ندم !"
وتلك الجملة وصلت للممرض الذي تم أرساله من قبل جين تواً ليجفل ظناً أن من امامه مختل من نوع ما لكنه قام بمهمته بأي حال
" الرجل هناك يطلب قدومك بجانبه "
آلفين التفت ناحيته ينظر بهدوء ثم سرعان ما تقدم نحو الداخل حيث والده ليستفسر عن سبب مناداته له .
فور وصوله الطبيب ابتسم له بخفة ينفذ ما طلبه جين منه
" أردت حظورك لاخبرك عن حالته ، لا خطر على حياته ورغم فقدانه مقدار من الدماء لكن سيكون بخير اخرجت الرصاصة بالفعل وكل ما يحتاجه هو تعقيمها وتناول بعض المضادات الحيوية لضمان عدم إصابتها بالتهابات ، سيصعب عليه تحريكها قليلا لكن لا أعراض مستقبلية أن اعتنى بها جيدا "
أومأ آلفين له بعد أن تنهد براحة دون شعور منه ليشكره بتهذيب
" شكرا لك حضرة الطبيب "
جين كان قد طلب منه فعل ذلك بعد أن لاحظ أن ابنه يغرق أكثر وأكثر ، ملامحه كانت غاية في البعد وكانه بعالم مختلف عنه كلياً وكم ارعبته تلك النظرات ، شعر وكان ابنه سيؤخذ منه قبل أن يستعيده حتى أو سيضيع نفسه بنفسه على ما يبدو !
استغل وجود الطبيب ليخرجه من أفكاره حتى وصول ليو وان كان يدرك حق الإدراك ن وضع الزيت على النار يزيده حرارة ولا يحسن شيء لكن على الاقل لن يسمح له ليو أن ينجرف وهو لن يسمح للاخر بفعلها أيضا
و بخارج أسوار المشفى كانت تلك السيارة السوداء قد اصطفت منذ فترة بسيطة أمامه و بداخلها تنهد السائق بخفة قبل أن ينطق بنبرة هادئة :" أبي ؟ "
رفع الآخر بصره له مجدداً دون حديث ليأخذ ليو عدة أنفاس خافتة :" أنا آسف ، لكن أيمكنك فقط أن توقف هذا القلق المُفرط به ؟ "
- :" و هل لك أن تعدني أن تكون بخير بكل صدق ليو ؟ "
أخفض المعني رأسه قليلاً رافضاً الحديث ، كيف له أن يعد والده بما لا يمكنه التأكد منه ؟!
و رغم ذلك بنبرة برايان كانت قاتلة بالنسبة لابنه الذي همس بنبرة هادئة ، صادقة :" لا يمكنني ذلك أبي ! أنا فقط أصبحت بمنتصف تلك العاصفة و العودة للخلف ما عاد أمراً ممكناً بل هو غير مقبول مطلقاً "
أردف بعدها سريعاً و عيناه تحدق بعينا والده مباشرة :" فقط هكذا سارت الأمور ، و الشخص الذي تسبب بدخولنا السجن من قبل يتابعنا منذ عودتنا للبلاد ! أي هو حقاً لم ينوي تركنا منذ البداية "
كلماته تلك و مجدداً بكل ذلك الهدوء جعلته يبتسم بسخرية ! أدرك أن ابنه بأي حال مُستسلم لكيفية سير الأحداث ! يعلم أنه لم يقل و لو لمرة واحدة فقط بكونه سيكون بخير لئلا ينكث بوعده لاحقاً إن فشل بحماية نفسه ..
و ذلك يُغيظه بالفعل .. لدرجة كبيرة ، لتلك الدرجة التي جعلت يده ترتفع لترتطم بوجنة الأصغر الذي اتسعت عيناه بقوة و قد شهق بلا إرادة !
- :" و هل أحضرتني و والدتك لنرى حفلة من الدماء ليو ؟ أكنت تحاول تحسين تصرفاتك معنا كنوع من الوداع ؟ أفضل أن تبقى الابن الذي لا يمكنني الحديث معه على أن ... "
هو لم يستطع اكمال عبارته تلك مطلقاً بل غادر السيارة أولاً دون الدخول للمشفى حقاً على الأقل حتى يهدأ ؟
و من بداخلها انهمرت دموعه بصمو كُلي قبل أن يضع رأسه على المقود :" آسف "
ذلك الهمس كان كل ما أمكنه قوله ! ، يمتلك هو خوف من الضرب لكنه لم يهتم لهذا كثيراً هذه المرة و كيف يفعل و هو يشعر بأن قلبه يوشك على الانفجار من الألم ؟ ... أنى له الشعور بذلك و هو يعلم أن طريقه الحالية قد تؤذيهما ؟!
عدة أنفاس أخذها بقوة مُخفياً كل تلك المشاعر و الدموع خلف بحر من القوة و العزم ! لازال راغباً بالسير للأمام لذا ليس وقت السقوط قطعاً ...
و خطواته أخيراً سارت إلى خارج صغيرته حيث رفيق طفولته و بكل خطوة كانت ملامحه تعود لطبيعتها !
وصل بعد فترة إلى الطابق الذي يتواجد به رفيقه بعد سؤاله عنهم بالأسفل ، ثم توقف أمام ممرض ما ليسأله عن رقم الغرفة المطلوبة لكنه رمش عدة مرات عندما وجده يتمتم بعبارة ما :" ذاك الشاب أوليس مختل ؟ أهو حقاً يود قتل أحدهم أم ماذا ؟ "
و تلك الجملة بطريقة ما هو أدرك أنها تعني صديق طفولته و كونه يود حرفياً تغيير الأجواء المحيطة به هتف بعبوس ما كطفل :" كما تعلم لو أصيب والدك برصاصة ما أكنت ستبدوا وديعاً للغاية هكذا أم كنت لتغضب أنت الآخر ؟"
و تلك الاجابة التي ظهرت له من العدم أجبرته على عقد حاجبيه قليلاً فهل هو كان يتحدث بصوت مرتفع حقاً ؟ لكنه رغم هذا أجاب بشيء من الخجل :" أجل محق ، بما يمكنني مساعدتك ؟ "
ابتسامة مرحة ارتسمت على ملامحه و هو يجيبه :" أولاً بإخباري أين تقع غرفة والد ذلك المتنمر ؟ و ثانياً أهنالك أي احمرار بوجنتي اليمنى ؟ "
الدهشة بدت واضحة بكل معالمها على الممرض الشاب الذي ضحك أولاً :" هي بآخر الرواق ! و أجل يوجد أهي من فتاة ما ؟ "
شهق المعني سريعاً قبل أن يعبس بطفولية :" و هل ترى أنني شاب عابث ؟! مريع ! "
ضحك بعدها بخفة قبل أن يلوح للممرض مغادراً حيث الغرفة ، هو ربما بات يتعامل مع الأشخاص الاخرين بشكل حُر دون قيود مذ قرر العودة لشركة سوين لكن عبوسه و ضحكه هذا ربما ما كان سوى لكونه حقاً يود تعديل مزاجه ؟
وبمجرد أن اقبل نحوهما جين وال التفتا ينظران اليه لتتسع عينا آلفين قليلاً وقبل سماع اي شي هو نطق يركز بصره على ليو " أبقى هنا ، ساتحدث مع ليو واعود!"
توجه نحو رفيقه دون قول اي شيء ليجره من يده لمكان هادى حيث يمكنه استجوابه
و المعني شهق من فوره باعتراض كُلي رغم أنه سار رفقته :" مهلاً لحظة ! أنا حتى لم أُلقي التحية على والدك بعد ! ثم بجدية ما بال هذا التنمر ؟"
أجابه بتذمر وهو يواصل جره للممر حتى توقفا بالخارج ، التفت حتى صار مقابلا له يتحدث بريبة " أحقا لم تتوقع رد فعل كهذا مع خدك المحمر ؟! بمعرفتي لك قد تكون اي شيء ، شخص أحمق متهور ، طفل لكن عابث؟ لا ! وبغياب عمي اذا يبدو أنك تشاجرت معه وانتهى الأمر بكارثة !"
قطب حاجبيه أكثر بقلق واضح ، يدرك أن لدى ليو خوف من الضرب منذ زمن وخصوصا الصفع ومن والده بالذات ! خشي أن يكون الوضع سيء أو الشجار أكبر مما يمكنه اصلاحه " أنت بخير ؟! "
العبوس رفقة الاستنكار كان يزداد على ملامح ليو مع كل كلمة ينطق بها رفيق طفولته الا أن وصل لنهاية عبارته بل لسؤاله اللطيف ذاك و الذي أجبر المعني على رسم ابتسامة لطيفة بالفعل بينما يضع جبهته على خاصة رفيقه :" كما تعلم أنا بخير ! و فقط لقد استحققت هذه الصفعة بالفعل لذا لا تذمر حولها حقاً "
والمعنى تنهد بارتياح قبل أن يتراجع لينقر جبهه ليو باصبعه مبتسماً "أن كان كذلك فجيد ، ربما علي معاقبتك انا ايضا اي كان السبب الذي دفعه لهذا ! طالما حتى انت ترى أنه يستحق !"
الاستنكار عاد دفعة واحدة له لينطق بابتسامة عابثة :" إن أردنا الحديث عن هذا فأنت ألا ترى أنك تستحق واحدة أيضا ؟ "
أشاح بصره ينظر جانباً يحاول التبرير بغير اقتناع " ربما ، أو حسناً نعم لكن لدي أسباب مقنعة حقاً "
عبس قبل أن ينظر نحو ليو " لكن هذه الأسباب لا تنطبق عليك حقاً أو لنقل تفقد منطقيتها حين تتعلق بك !"
جملته التي قالها حين فكر به جعلته يضرب جبينه بيأس من نفسه وهو يردف بيأس وعبوس" أتعلم؟ هذا غير منطقي لذا لا حاجة لقول الأمر لكني أعني ما قلته ، أي انا مصر عليه حتى وإن لم يكن منطقي "
- :" مُصر على ماذا تحديداً آل ؟! "
تنهد بشيء من الهدوء و هو يردف :" لكن أتعلم لنترك الأمر كما هو آل فبالنهاية كل منا سلك طريق مختلف عن الاخر و كل منا لم يخبر الاخر لأسبابه الخاصة صحيح ؟! "
حدق بليو بهدوء ، يفكر بعمق قبل أن يكسر صمته بتردد " ولو أخبرتك ؟ ماذا سيحدث ؟ ظننت اني بصمتي سابعدك عن المشاكل ، هو لم يرد اذيتك انت بشكل خاص يوما ، لكن يبدو اني كلما حاولت أبعاد شخص ما عنه تورط أكثر "
ابتسم بمرارة باخر كلامه وهو يردف " أنت أحمق فقط ليو ، لو توقفت ولو للحظة واحدة عن التصرف كبطل خارق لما تورطت بالمشاكل بشكل مستمر ! "
الحزن ارتسم على ملامحه كليا بعد قول تلك الجملة ، لا يقوى على الاكمال
أغلق المعني عيناه بشكل هادئ قبل أن يخرج هاتفه ليفتح على الرسائل القليلة التي جمعته بسامويل ربما ؟
هناك حيث بدأت الأولى برسالة من سام
_ :" أنت لا تعبث بالنار و ابقى بعيدا عنها لئلا يصلك لهيبها "
و تلك الرسالة ما تلاها أي رد من قبل ليو الذي تجاهلها كلياً لتتلوها واحدة أخرى من ذات الرقم
_ :" أهلا بعودتك إلى الساحة سوين ليو ! أشعر أنك تطالبني بالفعل بتدميرك مجددا و لك هذا .. "
و هنا تلت تلك الرسالة رد من ليو الذي كتب له :" شكراً لدعوتك لي ! و تحذيرك حتى لكن اللعب بالنار أنت من عملني أولاً أن افعل ! و الآن بات الأمر كالإدمان بدمي لذا شكرا بترحيبك بي "
و تلك المحادثات انتهت مع وضع سام لوجه ما ضاحك بثقة ؟!
هو سلم آلفين هاتفه قبل أن ينطق بابتسامة خافتة :" أنا لم افعل و أتصرف كبطل خارق لكنه من يقوم باستفزازي بالفعل "
أخذ الهاتف منه بحاجبين مقطبين قبل أن يقرأها ومع كل حرف قرأه حتى آخر واحد كز على اسنانه بقوة يضغط على الهاتف دون شعور منه مع ملامح مظلمة كلياً ، همس بدون شعور
"تبا له "
تنهد قبل أن يعيد الهاتف لليو ينطق بهدوء
" أظن الدور علي اذا الآن لاخبرك صحيح ؟
قوطع كلامهما بجين الذي أطل يتفقدهما من بعيد وقد انتبه له آلفين لينظر نحوه بشرود ، أعاد بصره لشقيقه يستفسر بذات شروده
" أين عمي ؟ نحتاجه ليبقى معه بينما نتحدث "
و المعني كتف يداه بعبوس مطلق بينما تحرك للسير باتجاه جين بالفعل مُنهياً ذلك الحديث للوقت الراهن :" و من يعلم أين هو ذلك العجوز المتنمر بحق الإله ! اتصل به إن رغبت أنا سأعيد حظره على الهاتف ! "
هو اقترب من المصاب ليتكتف أمامه بحاجب مرفوع :" و الآن ماذا تفعل أنت خارج فراشك ؟ "
ابتسم المعني بلطف وهو يجيبه " تم منحي حريتي مقابل إعطاء كلمة بالعناية بالجرح ، انا بخير الان لم أعد مريضاً ، هناك أمور أهم مني ألا تظن ؟
- :" ها ! "
أردف بعدها باستنكار كلي
_ :"أنا لم أسمع قط بمشفى فاشل يسمح بحركة مصاب برصاصة ما بالتحرك هنا و هناك مقابل وعد ما بالعناية بالجرح !! "
قلب عيناه ما إن أنهى جملته ليعلق على آخر ما قاله الأكبر :" و هذه الأمور ما هي تماماً ؟ ربما عليك البحث عن ذلك العجوز المتنمر الذي لا أعلم إلى أين ذهب مع سجائره تلك "
أجابه بشيء من الغموض بينما يستدير للمغادرة" انت والفين تعرفانها أكثر مني ، بأي حال لنذهب ونرى أين والدك ، الغضب ليس جيد له صحيح ؟و أثق أن لديك الكثير لقوله لالفين مما لا ترغب بأن يسمعه غيركما "
اغمض عينيه قبل أن يردف بهدوء
" ليو ، انت هل يمكنك أن تفهم مشاعري ومشاعر الدك وانتما تخاطران بحياتكما هكذا ؟ "
لم يكن ممكناً له رؤية ملامح جين ولا آلفين الذي صار قرب ليو لكن نبرته كانت كفيلة بايضاح كل شيء واشعار كليهما بشعور فظيع
الهدوء كان مسيطراً عليه بعد أن انهى جين كلماته ! هو لم يتحدث و لم يُجب حقاً على كل ما قاله الأكبر بل احتفظ بهدوئه و صمته بينما عادت لملامحه نظرة رغم هدوئها إلا أنها حملت الكثير من الظلام !
ربما هي تماثل تلك النظرة التي رمقه و والده بها عندما التقى بهم بمكتب الأول لأجل آل ؟ ألم يتحدثوا يومها عن تركه للتصرف لهم حول ما وقع مع رفيقه و اسرة عمه ؟
و الآن هو يمتلك ذات النظرة و المشاعر ، لا يمكنه أن يُنكر الألم الذي بداخل كل منهم ! و لا حتى الذي يتواجد بداخله لكونه يسير بطريق قد يؤذي كل من أحبه يوماً !
و خطواته كما البقية توقفت عند وصولهم لغرفة الاستقبال بالمشفى حيث تواجد برايان هناك ، هو كان جالساً بكل هدوء ظاهر بينما عيناه تحدقان بالسقف بشرود كلي ...
شرود ما أخرجه منه سوى صوت ليو الذي هتف بشيء من الهدوء و الذي مزج بشكل متجانس و مخيف مع البرود :" هي ما كانت يوماً غلطة أي شخص ! هو فقط أمر قُدر له الوقوع ! و رغم ذلك و مع أنها ليست غلطة أحد حقاً لكن هل ستكون النتائج كما هي ؟ "
أغلق عيناه مخفيا زرقاويتيه اللتين بدتا كما لو صنعتا من الجليد لوهلة بينما يتابع :" لم يعد أي شيء كما كان ! و الحقيقة هي أنه لا يمكن ببساطة تجاهل كل ما يحدث و الجلوس بانتظار ضربة ثانية ! أنا لا أود الموت مثلاً بل العكس تماماً لكن بحق الإله العيش بالطريقة التي ترغبان بها انتما يعد موت ! بل و أقسى حتى لذا مهما بلغ بكما القلق أو حتى الحزن عليكما تذكر هذا جيداً فبالنهاية جميعنا سيتحمل نتائج أفعالي و آلفين لكن نتائج الحياة السلمية التي ترغبان بها لا أحد سيتحمل عبئها سوانا نحن من يفترض بنا الصمت و فقط "
هو أعاد فتح عيناه بآخر عبارتين نطق بهما و قد احتدت نبرته بشكل ملحوظ قبل أن ينطلق أولاً ليغادر المشفى أولاً فهو اكتفى من تواجده رفقتهما ربما ؟
آلفين استمع لرفيقه وهو يتحدث ، اخفض راسه دون قول شيء ولم ينظر لملامحهما حتى ، كان الأمر صعباً عليه بما يكفي ولم يرغب بإضافة أعباء أخرى وبمجرد اطمئنانه أن جين برفقة برايان غادر هو الآخر خلف رفيقه تاركاً والده مع عمه
جين لم يتأخر ،تقدم ليجلس قرب برايان وهو يتحدث بأرهاق تام مخفضاً رأسه نحو الأرض " الوضع كارثي ! ولا فكرة لدي عما يجب فعله حقاً !"
- :" هو محق ! المشكلة أنه كذلك "
ابتسامة ساخرة و متعبة شقت ملامحه بل هو ابن اسرة سوين الذي تربى منذ صغره على يد أكثر الأشخاص الذين يكرهون الدموع امتلئت عيناه بهما !
أي نوع من الكلمات تبقت لديه لقولها ؟ ماذا يفترض به أن يخبر ابنه ؟ أنه يعلم ؟ يدرك أنه من كان يتألم بينما يسير و رأسه مخفض لذنب هو ما ارتكبه حقاً ؟
- :" نحن فقط خارج هذا الأمر منذ أن تم سجنهما بالفعل ، رغم أنني حاولت أقسم ! باللطف و بالقسوة أن لا نصل لمرحلة كهذه لكن و مجدداً علينا الوقوف جانباً و انتظار النتائج التي تحدث عنها ! "
هو بعثر خصلاته التي شابهت خاصة ابنه الوحيد بينما وقف يهمس لنفسه :" فقط لتعلم أن كلمة الحزن التي ذكرتها لا تفي بما أشعر به ليو ، و كلمة أنني قد أموت حقاً ان وقع لك مكروه تبدوا أصغر من حقيقة مشاعري "
وجين فقط أدرك مشاعر من بجانبه كيف لا وهو يعيش ذات الوضع أن لم يكن اسوء ؟ ابتسم بسخرية وهو يرجع جسده للخلف ، يحدق بالسقف بملامح منكسرة لا تظهر إلا حين يتعلق الأمر بابنه الوحيد
" أفهم الوضع تماما ، وكم أكره الوضع الحالي ! ما كان ذنبهما حقاً ؟ لو كان جاء علي مباشرة لما تذمرت لما ظلم أطفالا معه ؟! اتعلم أكثر ما يؤلم ؟ هو أني عاجز حتى عن أخباره كم اني أرغب بحمايته، عاجز عن عزله عن ما يؤذيه وعاجز عن اكو اباً له حتى ، على الوقوف والتفرج فقط والذي قد ينتهي بي بجعلي اخسره قبل استعادته حتى ، لا أدري هل هما الاتعس حظا ؟ أم نحن ؟ فقط أتمنى حقاً اي كانت النتائج أن يكونا بخير "
و الآخر أومأ له بهدوء قبل أن ينطق بهدوء :" سيارتك متواجدة صحيح ؟ فقط دعنا نغادر هذا المكان "
أومأ قبل أن ينهض يتحرك نحو الخارج ، سعادته برؤية ابنه افسدت كلياً بسبب المستقبل المجهول الذي ينتظرهم
~~~~~~~~~~
وبذلك المنزل الذي امتلئ بالالفة والود يوماً كان كل شيء فيه ينهار بالتدريج ومعه نفسية صاحب المنزل ، يتحرك بدوائر ويداه خلف ظهره يحاول استيعاب الورطة التي وقع بها بفضل زوجته .
الشريك الثالث معهم أنسحب وهذا يجعل كل الخسائر عليه هو ، لا شيء أمامه سوى الإفلاس !
كان من السهل إدراك ما يجري والحل الوحيد الذي كان بعقله والمفتاح السحري لتلك المشكلة هي شخص واحد لا غير .
نظر نحو هاتفه بتردد ، أطال النظر نحوه قبل أن يسحبه بشيء من الضعف "لا خيار آخر " كان هذا ما فكر به وهو يضغط زر الاتصال رغم شعور الذنب .
وبمكان آخر كان الصمت سيد المكان ، لم يفتح اي منهما فمه بالسيارة فكان الهاتف هو من قرر إثارة بعض الضجيج عسى أن يقرر اي منهما الخروج من حالة غياب الوعي تلك .
آلفين أخرج هاتفه ينظر للمتصل وكرد فعل طبيعي جدا انقبض قلبه وملامحه تحولت لأخرى مرتبكة ، مرتابة، حزينة وفضولية بالوقت ذاته ، لما يتصل عمه ؟ كانت هناك فكرة واحدة بعقله وان كان ما يظنه صحيح فالرد فكرة سيئة فهو وعد ليو بتركه يتصرف اذا لا فائدة ترجى من الاتصال به !
ظل يحدق به ساهياً عن كل شيء والتردد ما يزال يحاصره ايرد أم لا ؟
اما رفيقه الذي بجانبه كان غاضب ؟ أجل و بشدة لكن ليس من شخص محدد حقاً !
رغم ذلك الهدوء كان يسيطر عليه بينما أفكاره كانت تعصف به ، لكن قوطعت بواسطة هاتف رفيقه ! ... هو حدق بهاتفه بنوع من الفضول أو ربما لأنه انتظر رؤية رقم من يتعاون معه سراً ؟!
لكنه و فور رؤيته للرقم أوقف السيارة جانباً بهدوء قبل أن يسحب الهاتف من يد رفيقه ليضغط على زر الاجابة قبل أن تنقطع المكالمة بثوان
- :" بجدية ألاتزال تمتلك الجرأة للاتصال به حتى !؟ "
والمعنى فور سماع صوت ليو كاد يشهق حرفياً لولا أنه تمالك نفسه لينطق بتردد عسى أن يتراجع من أمامه بطريقة ما؟
" أعلم أن تصرفي غير مقبول لكن لم يكن لدي حل آخر ، لا أحد قد يغير رأيك غيره "
والفين راقب ما يفعله رفيقه دون تدخل حقاً
أحد حاجبيه ارتفعا بهدوء :" إذاً اسمح لي بإخبارك أنه حتى هو لا يمكنه تغيير رأيي ! لست شخصاً يستبدل آرائه بتلك السهولة "
هو أغلق عيناه قبل أن يبتسم بشيء من السخرية :" رغم هذا ، قد يكون تعريضك للإفلاس عن طريق خطة كهذه أمر لا أخلاقي صحيح ؟ الشركة الثالثة ستعود للعمل حسب الاتفاق و انتقامي سيكون أسوء من الافلاس ذاته ! "
كاد يبعد الهاتف عن أذنه إلا أنه أردف ببرود :" و أنت أتدرك أنك أكثر وقاحة مما ظننت !؟ "
والمعني لم يتمكن من الإجابة بشيء حقاً ، بقي صامتاً دون رد يذكر ، يشعر بالإنكسار ولا يدرك كيف وصلت الأمور إلى هنا ؟ لا حق لديه بقول اي شيء لذا اكتفى بالصمت وحسب
و مع بقاء الأكبر صامتاً هو أغلق الخط ليعيد الهاتف لرفيقه بينما عاد للانطلاق مجددا لكنه نطق دون أن يلتفت :" الى اين يفترض بنا التوجه ؟ "
أجابه آلفين وهو بعيد هاتفه لجيبه " مكان مناسب لحديث صريح وطويل بعض الشيء "
أومأ له بهدوء قبل أن يعود للتوقف مرة أخرى لكن هذه المرة قرب مطعم ما !
هو ترجل من السيارة قبل أن يعود لها بعد مضي القليل من الوقت و بيده علبتين بيتزا و كأسين من العصير الطبيعي ربما لينطلق مجدداً إلى ذات المكان الذي اصطدم به بالشجرة و الذي شهد ايضا على احتفاله بعيد ميلاد رفيقه
~~~~~~~~
يجلس في تلك الغرفة يقلب المعلومات التي حصل عليها آلفين على حاسوبه ،كانت كثيرة بالفعل وقد تطيح ببعض الرؤس الكبيرة بالعصابة بالوقت نفسه يدرك أن الأكبر الآن أفسد عنصر المفاجئة بتدخله بما حدث مع جين لذا الوضع لن يكون بصالحهما مستقبلاً ولا أحد يعلم ما قد يفعله سامويل فليس من الممكن أن يصمت وحسب .
تنهد ليبعد الحاسوب قليلاً واضعاً اياه على الطاولة ويرمي بجسده على السرير الخاص به محدقاً بزرقاوتيه ناحية السقف ، كان يشعر بتشنج بكل عضلات جسده وصداع يكاد يفتك به ومشاعره لم تكن هي الأخرى بخير ، كان هناك شعور مزعج بصدره وقد اوعزه للتوتر الذي مر به اليوم فاغمض عينيه مرهقاً ويده استقرت فوق قلبه الذي كان ينبض بقوة غير معهودة حتى شعر وان قلبه على وشك الخروج من قفصه الصدري .
لم يستغرق الكثير حتى غرق بنوم عميق تحت انظار آلكسندر الذي كان يسترق النظر إليه ، كان يدرك ما يحاولان فعله وكم تمنى لو يسأله إن عرف اي شيء عن ارنيست؟ لكنه لم يستطع حين لاحظ أن الوضع لم يكن جيد كفاية لذا أجل الأمر لوقت لاحق بينما يغرق هو بأفكاره ومشاعره ومخاوفه متسائلا هل عمه بخير ؟ هل ما يزال يبحث عنه ؟هل قد يكتب لهما العيش وحدهما يوما بسعادة ؟ تنهد ليغمض عينيه ، افكاره لن تصبح واقعاً دون جهد واسئلته لن تجاب فقط لانه يريد ذلك كل شيء يتطلب وقتا وجهداً
وضع كتابه جانبا ليفعل ما فعله الأكبر وان كان قضى وقت طويلا يتقلب دون نوم فعلي الى أن استسلم جسده أخيرا ليغفو فلا يبقى سوى صوت انفساهما المسالمة
~~~~~~~~~
الظلام و الصمت المُطبق كان كل ما يحيط به و كأن هذه الزنزانة صُنعت بطريقة تعزل بها الأصوات بالخارج !
ليس الصوت فحسب بل حتى الضوء يبقى خافت بطريقة بالكاد تسمح لك برؤية جسدك ! ...
و هو تم تجاهله ليوم و نصف ؟ لا ، جدياً لا فكرة لديه كم مضى من وقت بينما هو مازال هنا !
فقط يعلم أن هذا يسبب تولد ضغط نفسي بفعل تلك الأفكار التي لا تكف عن الانبثاق مُفكراً بمصيره ، و بهنري و مارس ! و فقط أليس هذا السبب بِسجنهم مُنفردين ؟ للسقوط بقاع أفكارهم المظلمة مما سيجعل الإستجواب أكثر سهولة ...
لكنه و رغم كل هذه الظروف ابتسامة خافتة كانت مُرتسمة على شفتيه ، يشعر بالاختناق لكن هذا بفعل الرطوبة فقط ! ... ملامحه بدت رغم هدوئها مُخيفة ...
و كيف لا تكون كذلك و هي قطعاً ما لائمت هذا الموقف !؟ فهل هو يضمن نجاته مما هو به الآن ؟
قطعاً لا يفعل رغم ذلك جزء ما بداخله يشعر بالمتعة و الترقب ، يود حقاً رؤية ملامح سامويل الغاضبة ! حتى لو عنى ذلك أن تُهدر دمائه ... يرغب بإفقاده كل ذرة تركيز يمتلكها ، أن يُشعره بالحنق ، أن يقوم باستفزازه و لو كانت أنفاسه الأخيرة تلفظ !...
أجل حقده وصل به إلى هذا الحد الذي جعله يرى أن كل ما هو به الآن لعبة ! و للفوز عليه فقط رد و لو القليل من تلك المشاعر التي تسبب بها له ، فهل سيمكنه ذلك حقاً ؟
دماء هنري التي ما غابت عن ذهنه للآن ! هو بالكاد تمكن من الحفاظ على هدوئه وقتها كآبيل للعناية به ... لكنه انفجر ببكاء فور رؤيته يبتسم له رغم أنه من الواضح لازال يتألم ! ...
لم يستطع منع نفسه من البكاء و كيف يفعل و هو يشعر بالعجز !؟ ليس هذا و حسب بل الرعب من أن يفقده كان يرافقه دائماً ...
إذاً أيمكن لومه بالنهاية لسعادته بشيء بسيط كجعل سامويل يغضب ؟! هل هو جن ؟ ربما فعل حقاً لكن هذا لا يغير حقيقة أنه و منذ البداية أراد أن يتواجه رفقة الوغد وجهاً لوجه !
ربما أمنيته كانت بأن لا يكون مقيداً و يحمل سلاحاً ما لكن لازال يمكنه فعل شيء ما صحيح ؟
فإن كانت هذه هي نهايته يود استغلالها و بشكل كامل عله يشفي و لو القليل من حقده ...
~~~~~~~
الطريق كان هادئاً للغاية كون الصمت و بطريقة ما استحوذ على وجودهما معاً !؟ ...
أي منهما ما رغب بالحديث ، أو ربما فضلا الحديث معاً بهدوء تام بعيداً عن الضجيج بشكل كامل لذا هو اتخذ من مكانه المفضل الجديد مأوى لهما ...
حيث لا أحد قد يقاطع حديثهما و لا يستمع له ! لا زوار لتلك المنطقة فهي شبه معزولة و ربما لا شيء مهم يميزها ليأتي أحد لها و هو يرغب كلاهما به على الأغلب !
رغم أنه كان يفترض وصولهما قبل مدة ربما ألا أن توقفه لشراء بعض الطعام قد أخر ذلك بالفعل ...
الآخر حافظ على صمته ايضاً غارقا في أفكاره يحاول التحضير لما سيقوله، لديه الكثير والكثير للحديث عنه لكنه فقط يشعر بأن الكلمات عالقة بحنجرته تأبى الخروج ، ترك ليو يقود كل شيء حتى يحين وقت الحديث ربما حينها يمكنه البوح
و مع اصطفاف صغيرته أمام المُنحدر هو أدار بصره لرفيقه ينطق بخفوت :" رغم أن صغيرتي تحطمت بهذا المكان ذات مرة لكنه يبقى احد الاماكن المفضلة لدي ! "
آلفين اقترب منه يبتسم بسخرية كمقدمة لحديثه" ذوقك مريع كالعادة ، تبقى قرب كل من يؤذيك"
هو رفع أحد حاجبيه من فور باستنكار كلي بينما يكتف يداه لصدره :" ما بال هذا الآن سيد متنمر !؟ الحق أساساً كان علي أنا لتلك السرعة اللطيفة التي كنت أسير بها ! "
عبس بعدها بينما يتمتم :" و جدياً ما بالي اليوم أقبل بوضع اللوم على ذاتي ، أبي و الان هذا "
ضحك بخفة وهو يجلس على حافة المنحدر محدقا بالأسفل " هذا لا ينفي انك تتواجد قرب من يكون سبب باذيتك"
حل صمت لثواني معدودة ، يحاول جمع أفكاره ، انكمش يضم قدميه لصدره قبل أن ينطق بصوت لم يشي بمشاعره ، قالها كما لو كانت خبر بجريدة لا يعنيه
" أنا السبب بانك سجنت"
حل صمت بعدها وهو ينتظر رد فعل شقيقه ليرى ماذا يجب أن يفعل ؟ ايكمل؟ أم تكون نقطة نهاية لكل شيء قبل أن يبدأ حتى ؟
قلب عيناه بشيء من الملل و العبوس مع عبارة الأكبر الأولى ليجلس بجواره أولاً قبل أن يستلقي على ظهره محدقاً بالسماء التي بدأت تصبح مظلمة بشكل تدريجي ...
هو رمش عدة مرات بفعل عبارة رفيقه تلك ! ملامحه و جسده تجمد لعدة ثوان ، ليس لكونه حقا صُدم من هذه المعلومة كونه يعلم أن سامويل مُنذ البداية يسعى خلف جين ، و لا حتى لأن رفيقه بطريقة ما هو كان يتوقعها جعل نفسه السبب لكن ....
آخر ما توقعه حقاً هو أن ينطق بذلك بنفسه ! كم عام بحق الإله قضاه كلاهما معاً ؟
و رغم هذا ... أغلق عيناه موقفاً أفكاره إلى هذا الحد ليعتدل بجلسته مجدداً يحدق برفيق طفولته بهدوء تام ...
ابتسامة ما بدأت تنمو على شفتيه بخفة حملت بين طياتها شيء من السخرية
_ :" منذ شهر أو اكثر و أنا أعلم أن سامويل يسعى خلف والدك آل ! "
سماع ذلك جعل عيناه تتسع قليلا ، أخذ بعض الوقت ليستوعب ، يجمع مشاعره أفكاره ومخاوفه ويقول كل ما لديه بنبرة حملت تسائل جاد وكانه مقتنع كليا أن ليو يفترض ان يكون قد تركه منذ زمن وان عليه تصحيح ذلك الآن ، نبرته حملت ألم ولوم معاتباً من امامه
" اذا لما لم تقل اي شيء ؟ أو تفعل اي شيء ؟ لما ما تزال معي ؟"
قطب ليو حاجبيه مع سماعه له ينطق بعبارته تلك مع كل مشاعره التي ارتسمت على وجهه !
_ :" و الآن هذا هو آلفين الذي أعرفه ! "
عبارته نطقها بشيء من التهكم بينما عدل من جلسته قليلاً ليصبح مقابلا لرفيقه دون أن يردف أي حرف بل هو استمر بالتحديق به بهدوء فقط لا يشي بشيء حقا
بالكاد تمكن من النظر بوجهه ، عيناه محمرة بالكاد يمنع الدموع من الفرار منها بل هو حتى تحدث دون انتظار رد من أمامه بنبرة بدأت تضطرب مع مشاعره " بحق الإله لما لم تنفجر حتى الآن ؟ هناك الكثير مما كان يجب أن تقوله أو تفعله منذ علمت للآن فماذا تنتظر ؟!
و هو بقي ساكناً قبل أن يرسم ابتسامة ما على شفتيه ، ابتسامة عابثة ربما ؟!
فقط لثوان ثم قام بضرب جبهة رفيقه بخاصته بقوة سببت الألم لكلاهما !!! ...
هو عبس بينما يدلك رأسه :" جدياً أنت لا أمل منك آل ! مجرد متنمر فظيع ، و تعلم ماذا لهذا تماماً أنا أخفيت عنك ما أقوم بفعله و لما ! لأن عقلك متصلب بشكل مذهل "
تجاهل ألم جبتهته قبل أن يردف بشيء من الانفعال ونتيجة انفعاله هربت دمعة من عينيه دون شعور " جديا ليو أليس من الطبيعي أن تغضب اساسا ؟ فقط تخيل لو أنك لم تتعرف علي ولم تتعرض لكل هذا ! اتتخيل اي حياة سعيدة كنت لتعيشها ؟! الست حانقا ولو قليلاً ؟! هذا مستحيل !"
توقف عن تدليك جبهته قبل أن تحتد عيناه ليقربه منه بحيث شده من ياقة قميصه :" جدياً آلفين أأنت لم تتعلم أي شيء من تجربتك الفاشلة بالسجن ؟! أم أنك فقط تتجاهل ذلك ؟ "
هو تركه قبل أن يقف مكتفا يداه بينما أعينه كانت تزداد ظلاماً :" حانق ! أجل ، لكن ليس منك و لا حتى من والدك و تعلم ربما أنا لست حانق من سامويل نفسه ! "
ابتسم بشيء من السخرية و هو يردف :" لا ، أنا حتى لم أكن مهتماً بشيء ما كالانتقام ! و لا بالسبب الذي دفع بنا للسجن و لم أتوقع أساساً أن يأتي يوم و أعرف به اسم القاتل الحقيقي الذي تم سجننا بدلاً منه ! "
أغلق عيناه بينما يجثو على احدى ركبتيه قبل أن يفتح مقلتيه مجدداً محدقا بعينا رفيقه مباشرة :" لم أكن سأكترث لأي من هذا ! لكن ذلك السخيف لازال يظن أنه يمكنه العبث أكثر بحياتك و هو ما سيجعلني أقتحم هذه اللعبة عنوة ، و لو علمت الأمر منذ يوم سجننا لما تغير ذلك لذا بحق الإله ما مقدار ثقتك بي ؟! "
كان يستمع له بهدوء بحاجبين مقطبين ، يدرك أن شقيقه سيقول هذا ،يدرك ذلك جيدا ولهذا تماما يزيد الوضع سوءا ، اغمض عينيه قبل أن ينهض ممسكناً لقميص الآخر ينطق بانفعال وان كان ينظر نحو الارض " واللعنة ليو ليست المشكلة اني لا أثق بك ! رد الفعل الطبيعي هو أن تقوم على الاقل بلومي ولو لوقت قصير ! لقد تدمر كل شيء اردته لأن حظك اللعين جعلك تتعرف علي ، لو لم تعرفني ، لو لم ترتبط بتعيس حظ مثلي لما افسدت حياتك ، علاقتك بعمي ولما كنت بخطر الآن ! لذا بحق الإله كيف لم تكرهني ولو قليلا وانا لا أكاد أطيق النظر إلى نفسي حتى ؟! أنا اسوء شيء حدث بحياتك حرفيا
تراجع تاركاً ليو وقد انهمرت دموعه هذه المرة ليسرع باخفاص رأسه في محاولة بائسة لإخفاء كم هو مثير للشفقة
شد على قبضة يده بينما أغلق عيناه بهدوء يستمع لكلمات الأكبر التي كانت تزعجه ، تثير حنقه و كأنه أساساً ليس غاضب بالفعل !
هو و منذ أن استيقظ صباح اليوم و المصائب تأتي فوق رأسه و الان هذا ...
لذا تراجع للخلف عدة خطوات حتى استند على صغيرته مكتفاً يداه لصدره قبل أن يفتح عيناه محدقا بانعكاس رفيقه بهما ...
:" أنت أحمق أتدرك هذا ؟! لأن ما تفعله يثبت أنه لو كان سامويل عدو لأبي كنت لتتخلى عني بالفعل أو كأقل حد كنت لتبقى حانقاً مني لفترة من السبب ! "
رفع رأسه وهو يجيب بإنكار تام مستنكرا ما يسمعه بحاجبين مقطبين " لم أكن لافعل ! لأني من كان بحاجة لصديق بشدة انت كنت لتكون بخير دوني بأي حال لكن العكس لن يكن ليحدث !
_ :" أجل ، لأنك كنت ستموت دون صديق صحيح ؟! أم كنت ستفشل بحياتك كلها لأنك لم تعثر على واحد ! أتحاول خداعي أم خداع نفسك آلفين ؟ "
كتف يداه لصدره بينما كان ينطق بعبارته السابقة بنبرة هادئة لا يدرك كيف وجدت طريقها إليه رغم كونه حانق و بشدة
أجابه بحنق غاضباً" هل نسيت كيف كنت قبل أن أتعرف عليك ؟! لا يهم ماحدث بعدها لست مستعدا لمقايضة ذلك بأي شيء ! لا السجن ولا غيره قد يغير رأيي لكن وضعك انت مختلف ، لقد عانيت الكثير بعدها أما أنا ماذا حدث لي ؟ فقط لأن اسرتي تخلت عني لا يعني نهاية الكوكب لكن ما فعله جدك ؟ لم يكن ذنبك اي مما حدث فلما كان عليك دفع ثمن باهظ كهذا ؟! لما كان عليك أن تكون أكثر من يتاذى ؟! بحق الله ما كان فائدة معرفتك بي ؟ انت لست انا ، لم تكن بحاجتي يوما ليو على الاقل ليس قبل أن اقلب حياتك تعاسة تامة !"
أغلق عيناه و هو يبعثر خصلات شعره الزرقاء الداكنة ! و الآن ماذا ؟ فقط لما كان عليه الشجار مع والده اليوم ؟
و فوقها صرخ بوجهه و بوجه جين بكلمات ستؤلمهم و تزيد من قلقهم بدرجة مضاعفة !
و ثم هنالك طرد سيتو من المنزل و الذي و إن تم حل مشكلته لايزال منزعجا من الفكرة هذا مع تجاهله أن آلفين علم عن ما تخطط له عصابة سامويل و تدخل بالمنتصف بطريقة قطعاً خطرة ! ...
لذا جدياً هو ما كان بأفضل أحواله و مزاجه فقط سيء و آوه هو استمع لصوت شارل أيضاً لذا يبدوا أنه لم يتبقى سوى شجار اخر بينهما ليصبح كل شيء مثالياً !!
_ :" أتعلم ماذا ؟ أنا مللت آل ! بحق كل شيء أيمكنك التنازل قليلاً و محاولة إدراك ما أشعر أنا به ؟ لأنك مستمر فقط بالغوص أكثر فأكثر بما يزعجك و ما تفكر به من أفكار مظلمة متجاهلاً إياي تماماً و إن كنت ترى أن الأمر لمصلحتي "
تقدم منه حتى بات أمامه مباشرة ليردف :" إذاً لنتفق أنني لست طفلاً ! طريقي أعرفه تماماً و أنا من يختار مساره بل أنا طالما كنت أعلم أين أسير و كون أفكاري تشتت بفترة زمنية معينة فهذا لا يعني أنها ستبقى كذلك للأبد و كل شيء يمكنني استعادته كوني لم أفقد أي شيء بعد "
هو قال كل ما لديه بالفعل ، اخبره بكل ما يملك لكن رفيقه ببساطة يخبره أنه اتخذ قراره ! مسح الدموع من على خديه بمعصمه قبل أن يقطب حاجبيه بعبوس طفيف مجيباً بجدية " لك هذا ، هذا خيارك ولن اناقشك فيه مجددا "
اردف بصوت خافت " ولن اسمح لك بتغير رأيك بعد الآن ! منحتك فرصة وانت رفضت استغلالها"
الهدوء سيطر عليه فجأة مع كلمات آلفين التي بدت سحرية لوهلة !
هو أحاطه بيداه يضمه إليه بخفة :" أجل ، أجل تذكر أنك فعلت لذا لا أحد مسؤول سواي عن نهايته مفهوم ؟ "
ابتعد بعدها ليعبس :" و الان بجدية البيتزا خاصتي باتت مكعب ثلجي ! "
والفين خلال ذلك الجو العاطفي كاد يبكي مجددا لوهلة لولا آخر تعليق ذكره جعله يضحك بقوة ، كان الأمر اشبه باحتفال بالحرية، هو يمكنه أن لا يكره نفسه أن يخشى أن يفقد أسرته ، ليو يعلم ، يدرك، واختاره رغم ذلك ! كان يشعر بنفسه وكانه الآن فقط نال الحرية، حرية من سجن اللوم والذنب ، لم يجب ليو حقا لكنه لم يبقي على المسافة بينهما طويلا فخلال ثانية واحدة عانق شقيقه بقوة وهو يهمس بنبرة خجولة " لا تعلق ، ولا تتحرك ، وإياك أن تتذكر ما يحدث بهذه اللحظة بعد أن ينتهي "
تجمدت قدمي الأصغر قبل ان يبتسم و يحيط الاخر بهدوء بصمت كما أمره ربما ؟
والمعنى ابتعد بعد مرور بضع ثواني ليرجعه للخلف ويتجه للجلوس قرب المنحدر من جديد دون تركه يرى ملامحه حتى
" اذا أظن حان وقت اخبارك الحكاية من البداية ، جد لك مكانا للجلوس وتعال لتستمع لحكاية الجد "
ابتسم بسخرية قبل أن يردف " ستروقك ثم ستقوم بكل سرور برمي من المنحدر
تبعه للجلوس بجواره :" حسناً ، فقط لا تستخدم كلمة الجد أخي فهي تبدوا فظيعة لكِلانا ! "
أضاف بعدها بذات نبرة الأكبر :" و قصتي سيكون لها ذات التأثير على الأغلب "
ابتسم بخفة يقترح بسخرية " اذا انتحار مزدوج سيفي بالغرض
ضحك بخفة و هو يجيبه :" لا أمانع لكن أشترط أن يتواجد سامويل معنا لنتزلج على ظهره بينما نسقط "
ضحك بقوة قبل أن يهدأ ليبدأ بروايته من جذورها " سأبدأ اذا بأول لقاء بسامويل، كان قبل 5 سنوات حين كنت أعيش بالشارع ، تورطت ببعض المشاكل ونتيجة ذلك دخلت بشجار لا معنى له "
اردف بشيء من الغضب " ثم ظهر وجهه البغيض أمامي وهو يخبرني بكل خبث أن كل ما حدث كان بسبب والدك وأنك تعاني بسببه إلا يستحق أن يدفع الثمن ؟ بأي حال كنت مفيدا لي لكن لم تعد كذلك لذا تعفن حيث أنت هذا ما يستحق اي شخص يحمل دماء ذلك الوغد "
تنهد قبل أن يتابع " ومن وقتها أدركت اني المقصود من كل ما حدث "
هو كان يصغي له بهدوء قبل أن يغمض عيناه بخفة !
منذ خمس سنوات حقاً ؟ ألم يكذب عندما قال أنه غير حانق على سام !؟ ...
لكنه رغم هذا قطب حاجبيه يعيد بصره لشقيقه سريعاً :" لكن آل إن علمت بهذا منذ خمس سنوات فلماذا تأثرت برسالة سامويل التي أرسلها لوالدك ؟ لما شاهدت ذلك الكابوس ؟ "
قطب حاجبيه وهو يجيبه بعبوس " لاني لم أكن متأكدا ممن يكون هذا أو أن كان ما سمعته صحيح فقد كان وعي مشوشا بسبب ما تلقيته من اصابات وبطريقة ما ما قرأته أكد لي الأمر وأكد أيضا أنه عاد للعبث معنا لاني عدت هنا بالتالي عدت مفيدا لانتقامه وبالطبع ..."
نظر نحو ليو يبتسم بخفة " الطفل الذي معي مشمول بالتهديد وان كان ليس بحاجة ليشملك حقاً انت تشمل بالاستعاضة !"
هو قلب عيناه بملل فوراً :" مريع ! و هل تظن أنني قد انتظره ليشملني ؟ أنا من بدأ تحديه عندما قمت بخطف أحد رجاله و تهديده بمسدس ما للحديث ! "
آلفين شهق ليلتفت محدقا بليو بعيون متسعة " أنت ماذا ليو ؟!"
جر اذنه من فوره ينطق بتوبيخ تام " وانا من صدقت انه من بدأ بسبب تلك الرسالة تبين انك من عبث معه أولا ثم لو تجاهلت أمر انك من بدأ من قال انه لا يحق لي استعمال سلاح ! "
و هو شهق بعبوس كلي قبل أن يدافع عن نفسه ربما :" مريع ! لقد بدأت بالفعل عندما علمت أنه مازال يسعى خلفك ، انضممت لتلك العصابة المختلة و التي كانت تتعامل مع عصابة سامويل بين حين و اخر و خطفت أحدهم ثم قمت بتهديده أم تظن انه كان ليتحدث دون ذلك "
استمر بجر اذنه وهو يوبخه " هذا ليس عذرا انت أكثر تهورا متي حتى !"
تذكر آخر ما قام به ليبعد بده عن اذنه وهو يردف بصوت منخفض " حسنا ليس حقاً لكن ربما بذات مستواي !"
عاد ليو لعبوسه مجدداً :" جديا رغبت بقتله أو إلقائه من مرتفع ما لكن ملامحه كانت أكثر متعة عندما علم انني لن أقوم بقتله ! هو ارتعب بالكامل كونه أفشى بمعلومات عن سيده "
شيء من السخرية لاح بمقلتيه :" و الان لدي مصدر معلومات اخر لكن تحدث انت اولا "
أجابه وهو يحدق للجانب الآخر متجنبا مواجهه ليو " أحد اتباع سام صار بصفي بعد أن هرب منه ، وقد ساعدني على اختراق مقره لسرقة المعلومات "
قالها دون إكمال ينتظر توبيخ رفيقه أولا قبل ان يتابع
- :" ها ! "
هو وقف من مكانه بينما يهتف :" اخترقت مقره ! و تجرأ على جر أذني فقط لأنني أوقعت بأحدهم عن طريق استدراجه بشكل مدروس ! أنا لم أذهب للموت بقدماي "
أغلق أذنيه يمنع الصوت المرتفع من البلوغ اليها دون النظر إليه قبل أن يكمل رفيقه كلامه ليلتفت الفين إليه وهو ينطق بشيء من السخرية " إرسال رسالة لسام هو الانتحار بعينه "
اردف بعبوس " ثم ها أنا حي أمامك مع كومة معلومات قد تطيح برؤس كثير منهم وأيضا تمكنت من إنقاذ وال.... ذلك القاضي ...... بأي حال لا أظن ساتمكن من تكرارها بوقت قريب كون سام سيدرك اني الفاعل لكن سأحاول تدبير ظروف انسب ولا داعي للقلق انا خبير بهذا بطريقة ما حياة الشوارع علمتني الكثير "
_ :" هو من أرسل لي واحدة و أنا اجبته فقط !! "
كتف يداه لصدره :" ثم رفيقك ذاك لما لم يخترقه معك "
رفع حاجبه مستنكرا " من يأخذ طفل قاصر معه ؟ ثم هو مخترق الكتروني أكثر من مخترق واقعي موقعه أفضل وهو بعيد "
:" طفل قاصر ! هل تتعامل مع الأطفال ؟ "
هو ابتسم بسخرية فور تذكره لإيرنيست ليغلق عيناه فمن لديه لابد أنه يمتلك مئات المعلومات دون الحاجة لاختراق اي شيء
ابتسم بخفة وهو يجيبه بينما يحرك عضلات جسده المتشنجة قليلاً لينظر للسماء " أجل ،أحدهما بالسادسة عشر والآخر ...."
ضحك بخفة "صحيح صرت اباً ايضاً ، واحد بالتبني على الاقل "
خرج ليو من أفكاره تماماً هو يحدق نحو رفيقه بريبة مطلقة :" أنت فعلت ماذا ؟ فقط لماذا ؟ هل جننت ؟؟ "
ابتسم بخفة وهو يحرك يديه بغير اهتمام "ربما ، كل ما بالأمر هو أني ظننت أنه سينفعني ثم بالنهاية تبين أنه بحاجة لإنقاذ لذا ابقيته معي مؤقتا ، هو ابن سامويل غير القانوني "
أغلق عيناه بهدوء :" ابن سامويل غير القانوني و احد اتباعه ! أهنالك فرد اخر من أسرته تود إحتضانه آل ؟ "
فكر لثواني قبل أن يجيب بسخرية "للحق أجل الفتى كلفني بمهمة البحث عن عمه لكن لم أجده بعد للأسف "
رفع أحد حاجبيه باستنكار كلي و حقيقي قبل ان يرمش لشيء ما استوعبه توا فقط :" عمه ؟ أي شقيق سامويل ؟ "
اردف بشيء من الحذر :" و هو بالسادسة عشرة من العمر ؟ "
نظر نحو ليو بحاجبين مقطبين وهو يسأله بحذر " كيف علمت بكل هذا ؟! اتعرفه؟!
هو ابتسم بشيء من التوتر :" أجل ، سيتو اصطدم به ! أعني هو انهار أمام السيارة فجأة من حسن الحظ لم نصبه بأذى رغم أن جسده بالفعل كان مليئاً بالندوب و التعذيب كما أنه هزيل حقا "
شهق ونهض يهتف باهتمام بالغ "واين هو الآن ؟! آلكسندر يتوق لرؤيته هو لا ينفك يسأل عنه ! أهو بخير ؟! أهو بصف سام أم صفنا ؟
أغلق عيناه قبل أن ينهض رفقته يشير له ليتبعه حيث عاد لركوب صغيرته و ما ان استقر رفيقه بمكانه أجابه بهدوء :" لا فكرة لدي ! هو كالجثة الهامدة فقط و التي لا تستجيب لأي شيء "
تنهد وهو يربط حزام الأمان قبل أن يعيد بصره للأمام " كل من يتعامل مع سام ينتهي به الأمر هكذا ، ربما وجود آلكسندر يغير شيء ، يمكن استعماله كورقة ضغط حتى !"
هو عبس بينما يقود حيث شقة سيتو :" هل تظن أن سام حقاً من فعل هذا به ؟! "
ابتسم بسخرية يجيب بدون تردد " أجل ، وبدون ذرة شك واحدة "
و هو تنهد بتعب ليكمل القيادة بصمت ، بطريقة ما هو حقاً لم يعتقد ان يكون الفاعل هو شقيقه الأكبر !
مهما كان وغداً هل سيؤذي اسرته و هذه التساؤلات لا داعي لها حقاً فلا نتيجة قد يصل لها حقاً ...
توقفت سيارته بالنهاية أمام تلك العمارة الفارهة بمنتصف العاصمة ليحدق برفيقه :" وصلنا "
حدق بالبناية امانه بهدوء قبل أن يحدق برفيقه " هل من الأمن تركه وحده ؟"
هو ابتسم بهدوء ليمسك يده و يتجه للمصعد المتواجد حيث كانت الشقة المطلوبة بالطابق الأخير تقريباً ثم توقف عند الشقة الوحيدة التي تواجدت به ليطرق على الباب بهدوء ...
و ثوان فقط هي ما فصلتهم عن صوت انفتاح القفل ثم الباب ، ليطل سيتو بشيء من الحيرة فليو لم يخبره انه قادم بأي حال و لا عن كونه يفكر باحضار رفيقه الى هنا !
و رغم ذلك هو ابتعد قليلاً سامحاً لهما بالمرور ! ...
و ليو ابتسم بمرح ليحيطه بينما ينطق :" كم مضى من سنوات منذ آخر مرة رأيتك بها خارج ثيابك الرسمية المملة تلك ؟ "
قطب المعني أحد حاجبيه ليحدق بنفسه حيث كان يرتدي بنطال ذو لون أسود مريح مع بلوزة تتلائم مع الطقس الخريفي بالخارج باللون الأصفر الباهت و الذي عكس بطريقة ما لمعة خُصلاته الشقراء تلك ...
_ :" جدياً ليو من ينتبه لهذه الأمور ؟ بدأت تتصرف كجدي "
و شهقة صدرت من بين شفتي ليو باستياء تام و هو يحدق به بلوم
والفين نطق بشيء من السخرية " أرى أن ليو جعلك تغرق معه كليا ، أهلا بك على المركب الغارق "
تنهد المعني بتعب مصطنع بينما يجيبه :" كدت أسافر الليلة لسويسرا لكن رفيقك هذا طالبني بالبقاء هنا قائلاً أنه يفترض بي التواجد لرؤية حفل النهاية "
و ليو كتف يداه محدقا بهما بتقطيبة ما
نظر آلفين نحو ليو ليسال بعد أن كتف يديه " اذا أين الفتى ؟"
هو أومأ له ليتحرك سيتو أولاً نحو الغرفة المطلوبة ليخرج مفتاح ما من جيبه يمنحه لآلفين بهدوء
_ :" حاولا اقناعه بتناول الطعام قبل موته ؟ "
أخذ المفتاح من يده بهدوء ليتجه نحو الباب ويضع المفتاح بمكانه ،لم يتأخر بفتح الباب وتوجه نحو الداخل ليرى ملامح شقيق عدوه والشخص الذي كان يبحث عنه منذ بعض الوقت
و عينا الأصغر الذابلة اتجهت للباب عند شعوره به يُفتح ؟!
شخص جديد إذاً ؟ حسناً هذا لا يهمه حقاً لذا أعاد بصره للنافذة بالخارج مُفكراً بالخطوة التالية ! هو لا يمكنه فقط البقاء هكذا صحيح ؟
لكن ألا يفترض به استرداد صحته ليفعل ؟ هو حقاً متعب من كل شيء !؟
اقترب آلفين من سريره ليقف عاقدا ذراعيه لصدره ينظر للفتى بنظرات لا تشي بشيء
" لدينا الكثير للحديث بشانه لكن لا يمكنني الحديث براحة مع شبه جثة ، تناول طعامك ثم سنتحدث "
رفع إيرنيست له رأسه محدقا به بشيء من الاستنكار الهادئ قبل أن ينطق بنبرة خافتة :" لا حديث بيننا بأي حال ! "
أخذ آلفين دور الوغد مع من أمامه لينطق بينما يحرك يديه بغير اهتمام "حقاً؟ يبدو أنه سيتحتم علي أخبار آلكسندر أن عمه العزيز مات قبل أن يتمكن من إيجاده"
التفت مغادراً " لن ازعجك يمكنك متابعة انتحارك البطيء "
اعينه اتسعت بِصدمة مع تلك الكلمات ليقفز من مكانه بحركة خاطفة يمسك بمعصم آلفين بقوة :" أنت ! أين هو ؟ إن قمت بإيذائه فقط أقسم سأقتلع رأسك من مكانه "
و شهقة ما صدرت من فم ليو و هو ينطق بسخرية خافتة :" مريع لاتزال قادرا على الحديث بالنهاية "
والفين ابتسم بسخرية وهو يقبض على يد الأصغر بقوة "حقاً ؟ كلمات كبيرة من شخص يبدو كجثة متحركة، أخبرتك بالفعل بما لدي لن أكرر كلامي ، أن أردت الحديث تناول طعامك ، لست عديم الإنسانية كشقيقك الوغد "
كز على أسنانه بقوة قبل أن يبتعد قليلاً بقوة !!
:" و ما شأنك أنت ان تناولت طعامي أم لا ؟!"
أجابه بنظرات جامدة وهو يلتفت ملوحاً " أنت مزعج اتعلم ؟ لا تجادل كثيرا أكره تكرار كلامي قلت ما لدي أن لم يعجبك انسى الأمر وحسب"
قبض على يده بقوة قبل أن يجلس محدقا بالطعام بهدوء :" فقط كما تعلم سيد آلفين جين آندرسون يفترض بك توخي الحذر أكثر مما تفعل الان ! "
و تلك العبارة جعلت ليو يقف خلفه بنية قتل حقيقية ربما بينما بصره الصغير التف له :" لا تقلق لست بعيداً عن مرمى النيران سيد سوين بل أنت ربما الأكثر قربا لها حاليا " ...
ابتسم آلفين بشر وهو يراقبه من مسافة " لسنا الوحيدين إلا تتفق ؟ انت و آلكسندر وأي أحد آخر يعارضه لن يكون بمامن ، لذا إلا تظن أن العمل معنا أضمن لك ولذاك للصغير اللطيف ؟ مؤسف أن يصاب شخص مثله بالاذى فقط لأن لديه والد لعين
هو آمال برأسه بخفة :" ربما ؟! لكنه و حتى هذه اللحظة لم يستطع وضع رصاصة ما بداخل جسدي "
ضحك بسخرية وهو يجيبه بينما يميل برأسه " وهل وضع رصاصة هو اسوء ما قد يفعله ؟ محاولة جعل طفل ما قاتلا أليست اسوء ؟ إدخال اطفال بسجن أليست اسوء؟ بعض الاذى المعنوي يقتل أكثر من مجرد رصاصة ! شقيقك يدرك هذا جيداً ، أم أنك مثله لا ترى مشكلة بتحويل طفل كالكسندر لقاتل مختل ؟"
و هو أغلق عيناه بهدوء دون الاجابة حقاً بل عاد للتحديق من النافذة مع حشره لشيء من الطعام عنوة بفمه
تنهد الاصغر قبل ان يحدق بالباب الذي اغلقه الفين و ليو خلفهما ، هو بالفعل يعرف كلاهما !
الكثير من المعلومات رآها عند شقيقه تخصهما لذا رفض من البداية التعاون رفقة ليو ! ماذا يجعله يضمن حقيقة أن هذا الاخير لن يؤذيه ؟
لكن الان عليه التأكد ان الكساندر بخير ! لذا تناول القليل من الطبق امامه لينهض متجها لالفين
فور خروجه من الغرفة وقع بصر آلفين عليه ، كان يجلس على الاريكة رفقة ليو وسيتو وبمجرد ظهوره توقف حديثهم ليوجهوا بصرهم نحوه ، فور جلوسه آلفين تحدث بشيء من الجدية
"لديك شي لقوله ؟ أم أتحدث انا ؟"
هو تنهد بهدوء بينما يجيب " تحدث أنت "
تنهد قبل ان يشرع بالحديث بنبرة ما حملت الكثير من المودة " اظنك تعلم بالفعل ما فعله شقيقك ، ويمكنك تخيل ما نريد فعله ، لذا يمكنك تخيل لما آلكسندر وانت لدينا صحيح ؟"
_ :" أجل أعلم "
أغلق عيناه بلا اي تعابير محددة على ملامحه و هو ينطق :" الانتقام يفترض ؟! ، و فقط لا اظن أنك تنوي الانتقام بنا و حتى لو فعلت فسامويل حقا لن يبالي و هو من كان ينتظر شريط به مقاطع تعذيب لالكس أو حقيبة ما يتواجد بها رأسه ! "
حرك كتفيه بلا اهتمام رغم السخرية التي ظهرت بنبرته :" و جسدي بالفعل يوحي أنه لن يتأثر من رؤيتي غارق بالدماء "
ضيق سيتو بصره بنوع من الاشمئزاز لكل ما ذكره من أمامه ليحدق برفيقه هامسا :" يمكنني مسامحة جدي الان و الاعتقاد انه ليس أسوء المتواجدين بهذا العالم ! "
و ضحكة خافتة هربت من فم ليو و هو يؤيده قبل أن يعيد بصره للفتى بجد :" و أنت تظن أننا سنقوم بتعذيبك مثلا. ؟"
آلفين وضع إحدى قدميه فوق الآخرى قبل أن يتنهد ليجيبه" قلتها بنفسك لن نستفيد من تعذيبكما لكن هذا لا يعني بالضرورة عدم وجود أي فائدة صحيح ؟ خصوصا بما يخصك انت
ايرنيست راقب ردود أفعالهم جميعاً ربما مستمعاً لهم قبل أن يخفض رأسه مفكراً !
هو يعلم عنهما أكثر من اي شخص اخر كونهما و كما يكرر سام دائما عدوان الاسرة الرئيسية ! لا بل أحدهما فقط كذلك ...
رمش عدة مرات بتفكير لما خطر بباله قبل ان يرفع رأسه محدقا بليو فهو قبل فترة وجيزة شاهد مهمة تقصد هذا الشاب امامه ، مهمة غاية بالسرية للدرجة التي جعلتها فقط بخزنة شقيقه دون منحها لأحد اخر او نشرها بموقع العصابة ...
ابتلع رمقه بتقطيبة ما قبل ان يخفض بصره فور ان رفع ليو احد حاجبيه :" ما بال هذا !؟ هل أنا مخيف مثلاً ؟ أم تراني كأحد المهرجيين المختليين عقليا ! "
و جملة ليو الثانية جعلت سيتو يحدق به بحيرة :" و منذ متى يستخدم المهرجين لضرب مثال مخيف ؟ هم فقط للتسلية "
شهقة معترضة صدرت من ليو مباشرة ناطقا باعتراض :" من المختل الذي يراهم كذلك ؟! فظيع "
و هذا الحوار كان ليمتد ربما لولا أن ايرنيست تنهد بصوت مرتفع ربما ؟
والفين حدق بارنيست وردود فعله قبل أن يسأل بهدوء " ما ردك اذا ؟"
أعاد ليو بصره لإيرنيست أيضاً مع تنهيدته تلك و سيتو فعل ذات الأمر بينما أجاب أصغرهم :" أريد رؤية ألكسندر "
آلفين أجاب بدون تأخير " لن تراه ما لم تثبت انك تستحق
قطب حاجبيه بشيء من الضيق و التعب :" و من أنت لأثبت لك أي شيء ؟ حسناً أتعلم السبب الذي يجعل سامويل يسير خلفك ؟
ابتسم بسخرية وهو يجيبه " بالطبع هو حرص على جعلي أعلم ، وبالمناسبة انت بموقف ضعيف كما تعلم يفترض أن تثبت انك تستحق فرصة ،جدياً مجرد معرفة صلتك بسام وسكوتك رغم هذه السنوات كلها يكفي لكي لا اعطيك واحدة حتى !
حدق بأعينه مباشرة :" أجل ، إذاً أنت فقط تدرك أنك أيضاً فقط وسيلة للوصول لوالدك ؟! بمعنى آخر هو للآن غير مهتم بقتلك أو ما شابه ، فأساساً ما يوده هو قتل القاضي ببطء "
نظر نحو عينيه مباشرة وهو يجيب بهدوء " أجل أعلم بكل هذا "
بصره اتجه نحو ليو لينطق بهدوء :" لكن بالنسبة لرفيقك الأمر مختلف اعتبره تنبيه ما "
حدق بحاجب مرفوع وقد اشتغل تنبيه الخطر لديه " تحدث بوضوح أكثر "
و ليو قلب عيناه بملل تام بينما حرك سيتو كتفيه بلا اهتمام :" حسناً منذ البداية و ليو يتفوه بعبارة طريق نهايته دموية لذا الامر واضح بالفعل ! "
و العبوس طغى على ملامح المعني محدقا بقريبه :" و انت سعيد بهذا ها !؟ "
أغلق ايرنيست عيناه بخفة :" مهمة قتله يتم التخطيط لها بالفعل ، لا أعلم الكثير من التفاصيل عنها سوى أنها مرهونة بشيء ما إن حدث فهي ستنفذ و إلا فالمهمة لاغية "
والفين ضغط على يده بقوة وهو يكز عى أسنانه قبل أن يعود للحديث " متى الموعد ؟ كيف وبأي طريقة؟!
و ليو ابتلع رمقه كونه بات يدرك بما هذه المهمة مرتبطة و حتى سيتو شحب وجهه قليلاً كونه يدرك أن هذا على الأغلب مرتبط بالصفقة التي بالفعل قد تمت ...
أما ايرنيست فقد أومأ سلباً :" حقاً لا أعلم ! عليك معرفة ما هو الشيء المرتبطة به هذه المهمة لتعلم موعدها "
نظر بنظرة جانبية نحو ليو وبمجرد رؤية ملامحه ابتسم بسخرية معلقاً " اظنني اعرف من أين يجب أن اتي بالمعلومات "
تابع بعد أن أعاد بصره لارنيست" ماذا تعرف غير هذا ؟"
شهقة صدرت من ليو رداً على عبارة شقيقه تلك و التي رآها مُتنمرة للحق !
رغم ذلك هو كتف يداه لصدره بشيء من الهدوء بينما سيتو تابع الحديث الدائر بصمت ...
و إيرنيست نطق بخفة :" لا شيء آخر يخصك "
رفع حاجبه مستنكرا ليعيد جسده للخلف " لم أقل اني أريد معرفة ما يخصني وحسب ! أي شيء قد ينفع ضده ، مواعيد صفقات ، نقاط ضغط أشخاص يكرهونه اي شي قد ينفع لاسقاطه هذا ما أريده ! أم أنك لا تريد لشيء كهذا بالحدوث ؟
_ :" هو لديه بالفعل المئات من الأعداء ! ، لكن هل تظن أن اي منهم قادر على إسقاطه ؟ سامويل دائما اسمه خارج القائمة ، لديه رجال يتمكنون من إخراجه إن تورط اسمه بقضية ما "
هو أنهى عبارته تلك بشيء من الخفوت قبل أن يتابع :" هو يجب أن يمسك بالفعل بلحظة تواجده بموقع ما و الا فلن ينفعك أي شيء اخر
كلامه كان صحيحا وهذا ما أدركه آلفين منذ زمن ، حدق بارنيست بهدوء قبل أن يطرح سؤاله بجدية " لو تركناك لتخرج ،هل ستعود له ؟
قطب حاجبيه قليلاً و هو ينطق :" ليس قبل الاطمئنان على الكسندر حقاً "
همهم آلفين قبل أن يعود للحديث من جديد محدقاً بملامح ارنيست " ولو طلبت منك أن تعمل كجاسوس لنا ؟ تخبرنا بكل خططه وتحركاته هل توافق ؟
هو أومأ له بنوع من الهدوء بينما قطب ليو حاجبيه بنوع من الاعتراض ليقف فجأة مكتفا يداه :" لا مهلاً أنا أرفض هذا "
ايرنيست رفع بصره بهدوء لليو بينما آمال برأسه بخفة :" و ما شأنك أنت أساسا لترفض ؟ "
_ :" أتود الموت جدياً بسؤال كهذا !؟ "
آلفين لم ينطق بشيء بل انتظر منهما أن يكملا كلامهما ليرى رد فعل ارنيست على الأمر ، يدرك أنه يتصرف كوغد ، يدرك أنه يقحم قاصرا في شيء خطير وهذا ضد مبادئه المعتادة لكنه فقط يشعر بأن مشاعره ضد سامويل انعكست على ارنيست أو هو يلومه على عدم التبليغ عنه حتى الآن ! هو ليس طفلا كليا فلما لم يحاول؟ يدرك عدم جدوى ذلك وهذا فقط وضعه بموقف مزعج ، تضارب بين عقله وقلبه جعله يتنهد ويقرر التدخل بالحوار
" اعلم أن تصرف كهذا غاية في الوغدنه ليو ويبدو غريبا علي فعله لكن ان أردنا الإطاحة بسام فلا حل سوى هذا ، وجديا أن فشلت كل الحلول لن أتردد بثقب رأسه برصاصة حتى لو اعترضت لذا وفر كلامك ! لن نعيش بسلام وهو حي لذا علينا فعل كل التدابير اللازمة للاطاحة به "
صمت وهو يراقب ملامح شقيقه وارنيست قبل أن يردف " لسنا وحدنا من سيعاني أن لم يتم القضاء عليه انا انت وعمي وعمتي والكسندر وحتى ارنيست وهنري وهاري لن يكون أي واحد منهم بأمان إضافة للبقية منن لا نعرف عنهم ، نحن بالفعل باللعبة ولا مجال للهرب وكل شخص يضع نفسه بالخطر بالفعل !"
أعاد بصره لارنيست وهو يتحدث بهدوء " هل كلامك لليو تواً يعني أنك موافق ؟ "
آمال ايرنيست برأسه يستمع للحوار بينهما بهدوء ، لا يعلم حقاً ما بال هذان الاثنان لكنه فتح فمه ببساطة مع نهاية حديث آلفين بل ربما عندما استمع لاسم التوأم لينطق بحيرة :" أنت تعرفهما ؟ أعني للتوأم "
و قبل أن يجيب على السؤال موجه نحوه وقف ليو مكتفا يداه لصدره أمام آلفين مباشرة :" و مجدداً لم أقتنع ! ذلك جنون تام آل ! لا جسدي و لا جسدك هو ما سيتم تشويهه بحال كشف الأمر "
والفين رفع حاجبه استنكار مع نبرة حملت شيء من الاستياء " لديك أفكار أخرى سيد ليو ؟ أم أنك فقط تعترض دون بدائل؟ لست سعيدا حقا بالأمر انا بالفعل لا احبذ هذا الخيار اللعين لاني بمكان ما بداخلي ادرك ان ذلك الطفل الذي امامنا عاجز عن فعل اي شيء اكثر منا لذا حتى لو حاولت لومه ذلك يجعلني استاء أكثر وحسب! "
وقف أمام ليو يحدق بعينيه بحاجبين مقطبين " أكره هذا الخيار لكن كيف سنصل إليه برأيك ؟ "
اردف بسخرية مع ابتسامة ناسبت نبرة صوته "سارحب باي افكار ، واحدة لا تجعله يتابع عملية الاغتيال تلك بالطبع ! "
عيناه التي امتلكت لون البحر أغلقت بهدوء مطابق لشخصيته !
حسناً أولاً هما يتناقشان كما لو أنه غير موجود و لكن ألم يعتد بالفعل على هذا ؟ رغم أن الحديث الآن و بطريقة ما تؤلمه ...
هو أعاد فتح مقلتيه فلو لم يكن ألكسندر رفقتهم لما تواجد و لو لثانية واحدة !
و ليو أجابه ببساطة :" الأثار على جسده تثبت أنه خرج من شجار ربما مع ذلك الوغد ! و ثانياً هو يبحث عن الكسندر بالفعل لذا أوليست عودته الآن تؤكد أنه يعلم بمكان الصغير مما سيجعله يعيد استجوابه بدلا منك أخي العزيز "
و ايرنيست عاد للنظر لليو قليلاً ، هو فقط كيف تمكن من تحليل كل ذلك سريعا ؟ رغم هذا كتف يداه لصدره ليقف هو الاخر ناطقا بهدوء :" و أنت تظن أنني سأبلغ عن مكان ألكسندر حقا ؟ "
تنهد آلفين باستياء قبل أن يجلس على الاريكة رامياً بجسده وذراعه على حافة الاريكة يتحدث بهدوء " لا أحد قال انك ستبلغ عن مكان آلكسندر ، الاحمق قلق عليك فقط !"
يده امتدت لخصله الداكنه يبعثرها باستياء ليطرح سؤاله بضيق " لو ارسلت رسالة تهديد له أن آلكسندر معي ، أهذا قد يبعد الشبهات ؟! أعني أن آلكسندر مخطوف وهو عاد رغم ذلك"
السؤال الأخير كان موجه للجميع دون استثناء ، قرر اقحام الفتى باتخاذ القرار ، بطريقة ما ردود فعله تجعل آلفين لا يغضب منه بل يشعر بشيء من الشفقة عليه فما اسوء من أن يكون سامويل شقيقك ؟ واضح أنه بوضع اسوء منهما حتى ربما ورغم استيائه منه لكنه قرر ترك المسائل الشخصية جانبا مؤقتا حتى التوصل لحل دون إساءة للفتى أمامه
_ :" لا ! كونه سيكتشف من الفاعل فهو لسبب ما هذه الفترة يأخذ المزيد من الحذر ! "
أغلق عيناه بعدها لينهض بهدوء :" أنا سأغادر بالفعل للمنزل ! ، و فقط ربما من الأفضل حقا أن لا أعلم مكانه حتى .. "
آمال برأسه بعدها :" و فقط ان كنت على صلة بكل من هاري و هنري فأخبرهما ان يبتعدا عن طريق والدهما .. "
ليو توقف أمامه يرفع أحد حاجبيه فهل هو الان يتخذ القرار وحده ؟
سيتو أغلق عيناه فهو لم يكن حقا ليتدخل بنقاش كهذا
والفين امسك بذراعه يوقفه من فوره باستنكار " أنت حقاً لا تضع اعتبار لمشاعر آلكسندر صحيح ؟ هو لم يتوقف عن السؤال عنك ومن سوء الحظ وعدته باحظارك، لذا خيار لقائه مفروغ منه !"
أجابه ايرنيست بهدوئه ذاته :" أنا بالفعل أخطأت عندما دخلت حياته ! لم يكن قادراً على حمايته لكنني فعلت و اخترقت ذلك بالفعل ... "
بعثر ليو خصلاته الزرقاء لينطق :" بجدية أنتما ! أنا هو الخاطف هنا "
آلفين ضحك بخفة وهو يجيب ليو " لطالما رغبت بمن يختطفك بالنهاية صرت خاطف وليس مخطوف !"
وجه بصره لارنيست وهو يردف بعد أن تنهد " سواء ندمت أم لا الفتى لا يفعل شيء سوى ذكر" ألم تجد عمي " وعلى ما يبدو هو مدرك للوضع تماماً ، لذا أفضل أن تلتقيه بالفعل فهو لن يقتنع ببساطة انك بخير دون أن تلتقي به
قلب ليو عيناه قبل أن يتنهد ايرنيست :" و كيف يمكنني رؤيته ؟ "
ضم آلفين ذراعيه لصدره متنهداً بينما يغمض عينيه " تباً فقط انا حرفياً لا أجيد دور الشرير ، لا أدري كيف ساقضي على سام مع شخصية لعينة كهذه !"
فتح عينيه يحدق بارنيست يجيبه بقلة حيلة يائسة من نفسه " أما أن احظره إلى هنا أو اخذك إليه "
التفت يحدق بليو" اهذه الشقة ملكية خاصة ؟ اهناك احتمال أنها مراقبة ؟
حرك سيتو يداه و هو ينطق :" هي مُلكي الخاص و لما قد تكون مراقبة الا إن كان بسبب رفيقك هذا "
و ايرنيست نطق بهدوء :" أليس مكان عام أفضل ؟ "
فكر آلفين قبل أن يومئ موافقا ارنيست على كلامه "أظن ارنيست محقاً، حتى لو كانت شقتك لا تزال هناك احتمالية أنها مراقبة ، الأفضل أن يتنكر من سيشارك باللقاء احتياطاً ، ساتصل بهنري والكسندر واطلب منهما المثل ويمكننا اللقاء بمكان عام مغلق!"
و الثلاثة أومئ كل منهم بهدوء موافقاً على كلماته تلك
وهو توجه نحو ليو يضع يده على كتفه " سأترك من هنا عليك، ساتاكد من تنكر الاثنين الآخرين ويمكنك إرسال الموقع الذي ستختاره لاتي بهما ،لا أفضل خروجهما وحدهما "
تنهد ليو بخفة و هو يمسك بيد آل :" هل يمكننا تأجيل هذا للغد ! اليوم كان طويلا بالفعل "
التفت يحدق بارنيست وهو يكلمه بهدوء " يبدو أنك ستبقى باستضافتنا ليوم آخر هل من اعتراض ؟"
_ :" لا بأس بهذا "
نطق كلمته تلك بهدوء تام بينما بعثر ليو خصلات سيتو لاستفزازه ربما ؟
و المعني أغلق عيناه ينطق :" أخبرني ليو عندما قلت أن المهرجين مجموعة مختلة أيعني هذا أنك تخاف منهم أتسائل ان كان علي وضعك بغرفة مع اثنان او ثلاثة ! دعنا نعد لأيام الشجار فقط لأجرب هذا "
و شهقة مرتفعة صدرت من المعني و هو يحدق به بريبة :" مريع ! عزيزي أنت فقط شخص متنمر للغاية "
آلفين أومأ لارنيست " جيد اذا للغد ، حتى وقتها تناول طعامك أن لم ترد لالكسندر أن يقلدك
والفين تدخل ساخراً " للحق لدى ليو أمور أكثر للقلق بشأنها حاليا من المهرجين ، على سبيل المثال عمي الغاضب بالمنزل والذي ينتظر عودتك الآن غالبا !
~~~~~~~~
طريقهما للمنزل كان مليئا بنقاشات متنوعة عن كل ما جرى اليوم ومع أول خطواتهما داخل المنزل نظر آلفين بالإرجاء يبحث عن عمه وعمته، الصمت والظلام الذي ساد الشقة جعله يوقن انهما ليسا هنا ، تحدث بدون أن يلتفت موجها الحديث لرفيقه
" اطمئن عمي ليس هنا على ما يبدو يمكنك أن تسترخي الآن قليلا "
و ليو بعثر خصلاته بهدوء و هو يحدق برفيقه :" لست متوتراً ! أنا قلت ما لدي له و هو لن يحاول أن يسأل عن هذا الأمر مجدداً كون الجواب قد آلمه "
والفين التفت فجأءة بعد ذلك الجواب ليحدق برفيقه بنظرات ثاقبة ، يتفرس فيه بشكل مريب قبل أن يفصح عن ما لديه " ليو لدي سؤالين ساسال وانت ستجيب"
و المعني خفض يده ليشير لرفيقه للجلوس كونه متعب حقا :" تفضل و جدياً آل ألا ترى أن الوقت تأخر ؟ "
ضم ذراعيه لصدره بعد أن جلس وهو يجيبه بهدوء " أجل وكان يوما طويلا لكن لا يمكنني تأجيل أحدهما والآخر فقط لن يطول ، الأول هو..."
رفع اصبعه مشيرا لرقم السؤال
" ماذا كانت الرسالة صباحاً؟
حدق ليو به بهدوء بينما تذكر الرسالة صباحاً ، جدياً كل هذه الأحداث وقعت بيوم واحد بدى الأطول بحياته كلها !
_ :" سيتو طرد من الاسرة ! و هو على ما يبدوا بحث بمذكرات والده قبل ان يرحل من منزل جدي و وجد رسالة كان عمي قد كتبها لأبي قبل رحيله يعبر فيها عن حقيقة مشاعره و أنه اسف لكونه لم يستطع ان يكون معه كأخ أكبر ! و أنه يود ترك الاسرة قريبا ليمكنه فعلها و الاعتذار بشكل مباشر "
أومأ آلفين بعد أن تنهد براحة " فهمت ، أن كان كذلك لا بأس "
رفع بصره قبل أن يشير باصبعين " الثاني وهو الأهم"
قطب حاجبيه وهو يسأله ، يدرك أن أيا ما سيقوله لن ينفع لكنه لم يتمكن من الصمت " لما يريد سام قتلك ؟
أومأ ليو له بهدوء قبل أن يبتسم بسخرية لسؤاله الثاني
_ :" حسناً هو فقط لا يمتلك روح رياضية بالفعل ! "
آلفين ابتسم بذات الابتسامة وهو يجيبه وكانه أمر بديهي جدا "لو كان يملكها لما دخلنا السجن ! "
اردف بعدها بجدية " هذا لا يجيب على سؤالي رغم هذا ، هل جعلته يخسر شيء ما ؟
ضحك ليو بخفة و هو يجيبه :" صفقة عمل ! حسناً هي بمبلغ طائل بالفعل و أنا جدياً لم أكن أنام لأجد ثغرة لخطف تلك الصفقة منه ! و يفترض أن تظهر النتائج قريباً رغم أن الجميع يدرك أنها وقعت علي بالفعل "
حدق به آلفين بقلق تام ، السبب الذي يريد جعل سام يقتله قد حدث وانتهى بالفعل ، طرح سؤاله التالي رغم علمه بجواب رفيقه لكنه لم يتمكن من الصمت وحسب " ليو الا يمكنك تغير الوضع ؟ أعلم أنك بذلت جهدك لكن سامويل لا يمزح ! ان سعى لقتلك حقا لا أدري حتى كيف يفترض بي حمايتك ! يمكننا التخلص منه بطرق أخرى القتال الشريف لا ينفع معه !
تنهد ليو و هو يغلق عيناه :" حسناً أليس لهذا بات وجه سيتو شاحباً عندما علم بأن المهمة بسبب ؟ لا يمكن التراجع عن شيء كهذا ! فكل منا قدم عرضه بالفعل للشركة التي تنوي عقد الصفقة و هي من سيختار و قبل ظهور النتيجة بشكل رسمي لن يمكن لنا الانسحاب
اغمض عينيه قبل أن يعيد فتحهما لينطق بجدية اكبر " اذا سافر مؤقتا ، دع جدك يتولى باقي المهمة مؤقتا فقط !
نهض ليو من مكانه ليجلس بجوار رفيقه :" أخي تعلم أن هذا بلا فائدة ! أنا سأتوخى الحذر و أيضا تذكر السوار الذي منحتك إياه بعيد مولدك ؟ يمكنك تتبع مكاني دائما منه إن حدث و اختفيت فجأة ، لا احد يعلم عنه سواك سيظنه الجميع سوار عادي،"
ضغط على يده بقوة وصر على اسنانه مجيبا وكان ما يقوله أمر واقع لا مهرب منه "ليو ، هو لا يريد خطفك بل قتلك ! ما نفع السوار ؟! لابد من حل ، الوضع أخطر مما تتخيل ليو هو لن يتركك بسهولة ! أليس هناك اي حل ؟!
أغلق الأصغر عيناه بهدوء ،حل مثل ماذا ؟ بداخله هو ليس نادم حقاً بل يود جديا ً رؤية الغضب بعينا سامويل و ليحدث بعدها ما يحدث !!!
لكنه رغم هذا وجه نظرة ساكنة لآلفين قبل أن يقف :" لا ! سأعتني بنفسي جيداً ! ثم لا تنسى أنك تعرضت لمحاولة قتل اليوم أيضا "
أشاح بوجهه قبل أن يعيد بصره لرفيقه يطلب منه برجاء خفي " اتعدني انك ستكون بخير ؟ ستحذر وتحترس جيدا ولن تعطيه مجال لاذيتك؟
هو وقف و أخيراً ليهتف بهدوء :" أعدك أنني سأحذر و أعتني بنفسي جيدا لئلا أمنحه فرصة قتلي "
أومأ بغير اقتناع ، نهض محدقا بعيني ليو " تذكر وعدك هذا ، إياك ونسيانه ! "
ارخى ملامحه ليخبره بابتسامة محاولا تغير الأجواء "هيا إذهب للنوم فات موعد نوم الأطفال
حاول ليو منح رفيقه ابتسامة مطمئنة قبل أن يتجه لغرفته للنوم فهو حقا يود انهاء هذا اليوم !
يتبع
أرجو أن يعجبكم ❤
الفصل مشترك
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top