بارت 2

حل صباح يوم جديد لتتخذ أشعة الشمس طريقها عبر نافذة الغرفة لإزعاج ذلك النائم بسلام وإخراجه من عالم الأحلام الذي لم يكن وردياً هو الآخر !

بل كان مليئاً بذكريات كشفت نفسها له على شكل كوابيس سلبت الراحة من عينيه ليبدأ بتحريك جسده بإنزعاج بعد أن حظيَّ بليلة سيئة .

إعتدل بجلسته وتحركت يده لتبعثر شعره الداكن مع تنهيدة عميقة عبرت عن ما بداخله من ألم ، أغمض عينيه و أرجع جسده للخلف بينما حدقتاه هربتا نحو سقف الغرفة ليشرد قليلاً ثُم سرعان ما حرك رأسه نافضاً الأفكار من عقله و حاول إزالة ملامحه المُضطربة من تلك الكوابيس لكي لا يظهر أي شيء لصديقه ويتسبب بإقلاقه .

نهض مُتذمراً ليتحرك بخطوات بطيئة نحو تلك الغرفة التي ضمت صديق طفولته ، وكما توقع وجده يغط بنوم عميق

تنهد الفين و إتجه نحو صديقه لإيقاظه ، حرك جسد رفيقه بشي من الهدوء بينما يتحدث بتذمر
(ليو إنهض! ليس وقت النوم! لدينا الكثير لفعله فكفاك كسلاً !)

حرك ليو جسده بإنزعاج وسحب الغطاء ليدفن نفسه تحته بينما يوبخ صديقه خلال نومه متمتماً بنبرة بالكاد مفهومة
(دعني أرتاح ! لا يزال لدينا الكثير من الوقت !)

سحب آلفين الغطاء وارتفع صوته عن نبرته السابقة موبخاً من أمامه
(كفاك كسلاً ! لهذا قلت لك عليك النوم مبكراً ! أنا من يتورط بسبب سهرك !)

قطب حاجبيه دون فتح عينيه حتى بينما تنازل عن الغطاء وسحب الوسادة بين يديه ليمنع صديقه من سلبها منه وتابع تذمره خلال نومه
(فقط دعني أنام ! أنت مزعج آل !)

تنهد آلفين بعد أن رمى الغطاء عليه ، ثواني فقط حتى نظر نحو الساعة ليرى أن الوقت لم يعد كافياً للعبث بالفعل فأعاد نظره نحو رفيقه والذي فور إستلامه الغطاء سحبه وغطى جسده بالكامل مجدداً والتف به جسده ليمنع ال من سحبه مجدداً فالتمعت فكرة مذهلة بعقل آلفين وابتسم بمكر وهو يهمس
(أنت أجبرتني على هذا !)

تقدم بخطوات هادئة وهذه المرة سحب الغطاء ومعه صاحبه النائم ليوقعه أرضاً وتزامن مع هذا شهقة أصدرها ليو فور أن إستقبل الأرض والتفت سريعاً ينظر نحو آلفين بإستياء شديد وهو ينهض
( أنت فظيع ! هل تعلم هذا !؟كيف تؤذي صديقك الوحيد هكذا !؟ ألا تعلم كم أن إيقاظي بهذه الطريقة قد يسبب لي صدمة نفسية ؟!)

شرع آلفين بالمغادرة من الغرفة بخطوات هادئة وحرك يديه بغير مبالاة بينما وجه تحذيره لرفيقه
(غير ثيابك والحق بي أو ستجد صغيرتك قد إختفت !)

شهق ليو برعب و نهض بسرعة مسرعاً وهو يتذمر من رفيقه بإستياء وتوجه ليغير ثيابه
(هذا ليس عدلاً ! لا يجب اخراجي من نومي العزيز بهذه الطريقة القاسية ! وفوق هذا تهددني بصغيرتي)

مرت 10 دقائق ليقبل ليو نحو الفين والذي كان ينتظره قرب الباب وفور أن أقبل رفيقه نطق الفين
(هيا لنغادر !)

تحرك الاثنان مُتجهين نحو السيارة والتي فور ذكرها يدب الحماس بصاحبها والذي حالما وقعت عينه عليها نطق بحماس بعد أن تقدم بخطوات سريعة ووضع يده عليها ،مسح على السيارة بإبتسامة واسعة (صغيرتي صباح الخير ، هل كانت ليلتك هادئة ؟)

تقدم آلفين بهدوء مع ابتسامته الساخرة ليجلس بمقعده
(لو كانت تتحدث لقالت لك أن رؤيتك افسدت يومي !)

شهق ليو برعب وتراجع للخلف قليلاً وهتف معترضاً
(كيف تقول هذا لصديقك العزيز ؟! أنت لا تقدر روعتي ! )

ركب الفين وكان آخر ما سمعه ليو منه هو قوله بغير اهتمام
(سنتأخر ! هل تريد أن تطرد من أول يوم ؟!)

توجه ليو نحو مقعد السائق وهو يتذمر بإستياء طفولي
(كم أنت فظيع آلفين ! لا تستحق شخصاً رائعاً مثلي! )

إنطلقت السيارة بينما آلفين كعادته يحدق بالخارج خصوصاً بعد ذلك الكابوس الفظيع ، الصمت الذي بقي طوال الطريق أشعر ليو ببعض الريبة خصوصاً مع ملامح رفيقه تلك فتحدث ليخرج رفيقه من أفكاره
(هل لديك مكان معين ترغب بتناول الطعام فيه ؟)

وجه المعني نظراته نحو رفيقه واومأ سلباً بينما يتحدث بهدوء
(لا ، كل ما يهمني أن لا نتأخر !)

تنهد ليو بأستياء وتذمر من رفيقه بطفولية
(ألا يهمك شيء سوى الوصول مبكراً ؟!نحن لسنا أطفالاً يمكننا الوصول متى نشاء !)

أرجع الفين جسده للخلف ليستند بظهر المقعد ورد على رفيقه بتوبيخ
(ألم نعد والدك ببذل جهدنا بالدراسة ؟! لا أريد تخيب ظنه من أول يوم بعد أن فعل كل هذا لأجلنا !)

شعر ليو بإستياء وقطب حاجبيه وتذمر بإنزعاج
(أيجب أن تذكر ذلك العجوز أمامي من الصباح الباكر ؟! أنت تفسد يوم صديقك هكذا وهذا فظيع !)

زفر آلفين الهواء وهو يوجه حدقتيه نحو الأمام بينما يسند رأسه بكف يده
(أنت من ظل يتذمر من مسألة الوصول مبكراً ! كف عن الكسل ولن اضطر لذكره !)

وصل الاثنان للمطعم ولم يستغرقا الكثير من الوقت ليتوجها بعدها للجامعة دون تأخير وفور وصولهما حان وقت إفتراق الأثنين ليذهب كل منهما لقسمه

نزل آلفين بهدوء وقبل أن يغلق باب السيارة وجه كلامه لرفيقه والذي كان ينوي التوجه لركن صغيرته بموقف السيارات
(سأنتظرك بعد المحاضرات لنغادر معاً فلا تتأخر !)

ابتسامة فخورة إرتسمت على شفتيه وتحدث بنبرة مرحة و واثقة وكأن ما سيقوله هو حقائق مثبتة ويداه لم تتركا المقود
(لا تقلق أعلم أنك لا يمكنك الذهاب لأي مكان دون صديقك العزيز ! لن أغادر من دونك وساتي لأقلك !)

إرتفع حاجبه مستنكراً ما سمعه وقال بغير إهتمام بينما يُغلق الباب بشيء من القوة
(غيرت رأيي! سأذهب وحدي )

تزامنت شهقة ليو مع صوت إغلاق الباب العنيف لينزل من السيارة سريعاً ليتفقدها وهو يتحدث بإستياء شديد و شيء من الإنفعال بينما ينظر بدقة بحثاً عن أي ضرر لحق بها
(فظيع ! لا تعاملها بقسوة !صغيرتي حساسة وقد تخدش !)

تنهد الفين بيأس من رفيقه حتى سمع ليو يردف
(ساتي لاقلك فلا تكن دراميا او تفكر بالمغادرة من دوني !)

لوح له الفين دون ان يلتفت بينما يتحدث بهدوء ولا مبالاة
(ستتاخر اذا لم تذهب الان !)

نظر نحو ساعته ليجدها قد قاربت الثامنة فنطق بإستياء بينما يبعثر شعره متذمراً
( سأقدم بلاغاً لمنظمة حقوق الانسان ! كيف يضعون تلك المحاضرات المملة من الصباح الباكر؟ هذه جريمة !)

ركب سيارته وتوجه نحو موقف السيارات وفور نزوله سمع رنة هاتفه فأخرج هاتفه بسرعة ظناً منه انه آلفين قد نسي شيئا فلم يتردد بضغط زر الرد وتحدث بمرح
( هل نسيت شيئاً آل ؟ حقا لا يمكنك فعل شيء بدوني !)

زالت ابتسامته وتغيرت ملامحه تماماً ليبدو الغضب والإنزعاج على وجهه فور سماع صوت الطرف الاخر والذي انساب لاذنيه ليقلب مزاجه تماما بتلك النبرة الهادئة والمؤنبة
(يبدو ان الفين ليس معك! هل تتكاسل بمفردك كالعادة ؟)

ضيق ليو عينيه وتحرك مبتعداً عن سيارته بينما يجيب بنبرة منزعجة لم يكلف نفسه عناء اخفائها (ماذا تريد ايها العجوز ؟)

تنهد والد ليو وحافظ على هدوءه فهو معتاد على طباع ابنه
(أتاكد انك لا تفتعل المشاكل لكن يبدو انك تتكاسل من البداية !)

إحتدت ملامح ليو وتقلصت يداه ليقبض على هاتفه بقوة
(لا علاقة لك ! ثم طالما انا مع ال لن افعل أي شيء قد يؤذيه لذا لا حاجة للسؤال ! ساذهب الان !)

أغلق الخط دون اعطاء فرصة للاخر بالرد وبقي متضايقا بعد تلك المكالمة !

~~~~
بتلك المدرسة الثانوية
جلست ذات الشعر البني وهي تنفخ خديها بطفولية بينما تتذمر لمن أمامها بأستياء شديد ويداها استقرتا على خديها المنتفخين
(مللت حقاً من تصرفات ابي ! هو يحرمني من كل شيء لأسباب غبية !)

انساب اليها صوت الفتاة أمامها وهي تحدثها محاولة تهدئتها
(أعتقد أنه فقط قلق عليك! ربما عليك التكلم معه بشأن الأمر ؟انتِ طفلته الوحيدة يستحيل أن يرفض لكِ طلباً !)

اشاحت المعنية بوجهها وقد ظهر الحزن والامتعاض جلياً وهي تجيب
( لست الوحيدة ! وهو يرفض كل طلباتي مؤخرا ! ربما يجب أن اهرب من المنزل ؟!)

شهقت رفيقتها لتنهض وتضرب الطاولة الخشبية بعنف رافضة الفكرة
(لا تكوني حمقاء ! تهربين إلى اين؟! ايزابيلا انتِ فتاة فلا تكوني متهورة !)

تنهدت لتنسدل خصل شعرها على عينيها ثم سرعان ما نهضت لتقول متجاهلة كلام رفيقتها
(لنذهب للسير قليلاً لقد مللت !)

حدقت بها رفيقتها وسرعان ما همست بأستياء
(عنيدة !)

لحقت بها بصمت وتابعتا السير في ممرات المدرسة

بنفس تلك المدرسة جلس ذلك الشاب بخصلاته التي تنافس لون الشمس وعيناه الزرقاء التي تمثل السماء السماوية التي تحتظن الشمس بكبدها على الكرسي الخاص بالمكتبة وامامه الطاولة الخشبية الطويلة يحدق بالكتاب امامه ويغوص بين احرفه باهتمام !
هو رفيقه الوحيد الذي يؤنس وحدته بعد كل شيء
~~~~~~~

بقاعة الجامعة تحرك ذلك الداكن متجها للزاوية ليجلس على تلك المدرجات وحيدا ويحمل بيده بعض المحاضرات , جلس يحدق بالفراغ مغمضا عينيه !

منذ مجيئه للجامعة أحاط نفسه بتلك الهالة التي تقول لا تقترب وحصل على ما اراد وكون الجميع مجموعات بعيدا عنه خصوصا ان الوحيد الذي يمكنه اظهار شخصيته وابتسامته هو ليو لا غير الذي كان رفيق دربه وحياته بحلوها ومرها فكان يحظى بمعاملة خاصة بسبب هذا !

ليو هو الاخر لم يفكر بعقد اي صداقات فكان يجلس بالصف الاخير يحدق بما حوله بملل ويتثائب طوال المحاظرة وعيناه تراقبان عقارب الساعة بتوسل ان يسرعا ليتحرر من هذا الملل !

كانت ملامحه اللامبالية وتثائبه طوال المحاظرة وخروجه من القاعة سريعا اعطى انطباع الطالب الكسول المهمل عنه ومع ملامحه تلك لم يفكر احد بالتقرب اليه وهذا ما كان يريده هو الاخر!

انتهت محاضرات الاثنين فتوجه الفين نحو موقف السيارات ليجد ليو واقفاً هناك بملامحه المتضايقة واقفاً مستنداً إلى عامود

حدق به من بعيد وهو يتسائل بشيء من القلق عن سبب تجهمه هذا فتوجه نحوه بخطوات بطيئة ليقف أمامه دون أن ينته الآخر له
(ما قصة هذه الملامح !؟ هل حصل شيء ؟!)

فور سماع صوت رفيقه خرج من شروده وابتسم من فوره بمرح دافناً مشاعر الانزعاج بأعماقه حتى لا يقلق صديقه
(لا شيء ، لنذهب فوراً !)

استدار عائداً للسيارة فشعر بقميصه يسحب فالتفت ليرى الفين ينظر إليه وعلى وجهه نظرات جادة وحاجبيه مقطبان ، التفت حتى صار امام رفيقه متسائلا ً
(ماذا ؟!)

إزداد عبوس الفين ليتنهد ليو ويقول بشيء من الانزعاج
(ذلك العجوز اتصل بي صباحاً فعكر مزاجي هذا كل شيء ! )

حدق به الفين عدة ثواني وجفنيه يطرفان حتى تنهد وابعد يده عن قميص ليو وتحرك نحو السيارة وهو يتمتم
(من يراك يقول إن مصيبة ما حصلت ! أعتقد أنه فقط أراد الاطمئنان عليك لا داعي لكل هذا الاستياء !)

عبس بطفولية متذمراً بينما يتوجه نحو سيارته
(بل هو فقط يريد إفساد مزاجي ! لم تسمع ما قاله! فقط لما عليه أن يعرف رقم هاتفي ؟!)

تنهد الفين وتجاهل سؤاله فلا فائدة من شرح أنه والده وطبيعي أن يملك رقمه !
ركب الاثنان بالسيارة وظل ليو طوال الطريق يتذمر من تلك المكالمة حتى اوصل الفين لمكان عمله وتوجه هو الآخر بعد أن اتفقا على اللقاء !

دلف الفين نحو الداخل ملقيا التحية بصوت منخفض فهو لم يكن مهتما بعقد علاقات لطيفة مع اي احد بل لم يكن يرغب ان يتقرب احد اليه

مر بخفة متوجها لتغيير ثيابه ثم باشر عمله بخدمة الزبائن بملامح هادئة لم تكن شديدة البرود كشتاء عاصف ولا مرحة متحمسة كصيف يفخر بشمسه التي تزينه بل اعتدل بينهما ليبقى وجهه بملامح هادئة ياخذ طلبات الزبائن ويحظى باعجاب الفتيات رغم عدم اهتمامه باي من هذا !

اقترب من طاولة جلست حولها فتاتين فتقدم بهدوء لياخذ الطلبات بينما يمسك الدفتر بيد والقلم الفضي بالاخرى وسال بهدوء ليخرج الفتاتين من عالمهما الذي انغمستا به بسبب حوارهما
(هل لي معرفة طلباتكما ؟)

وقبل أن يتلقى جواباً ناداه احد العاملين
( آلفين أرجو أن تأتي بعد أن تنتهي أحتاجك ببعض الأمور !)

اوما بتفهم بينما عاد لسماع طلب الفتاتين واللتين
رفعتا راسهما بالوقت نفسه نحوه

تلك الفتاة ذات الشعر الاسود الطويل الذي انسدلت خصله على جبهتها وتمرد بعضها ليتخذ مكان أمام عينيها ذات لون البنفسج لتتجه يدها لإبعاده كلما شوش الرؤيا بتمرده

أبعدت تلك الخصلة المتمردة ودخلت بعالم آخر وهي تحدق بآلفين بصمت وريبة لم يفهم آلفين سبب لها

بقيت عيناها عليه بعد أن تذكرت أنها نسيت وبجدارة أمر هذا الشاب والذي كانت قد رأته قبلاً وأسمه زاد شكوكها بل جعلها ترغب بسؤاله وفوراً

واصلت التحديق دون ان تشعر بالوقت حتى شعرت بصديقتها تضرب قدمها من تحت الطاولة فقطبت حاجبيها والتفتت لتنظر لصديقتها لتوبخها فنطقت الأخرى بتوتر وهي تشعر بالخجل من تصرف رفيقتها (نرغب بكوبين من العصير من فضلك!)

تجاهل آلفين ما حدث وسجل الطلب وغادر وفور رحيله هتفت الفتاة موبخة صديقتها على إحراجها (أعلم انه وسيم لكن التحديق به بهذه الطريقة فقط فظيع !)

إستنكرت تلك الكلمات التي سمعتها فتمرد أحد حاجبيها مرتفعاً يرفض هذا الكلام
(وسيم؟ من قال أنه كذلك ؟! فقط اشعر اني رأيته من قبل هذا كل ما في الامر !)

سألت صديقتها متسائلة بفضول
(رأيته؟ أين ؟)

عقدت حاجبيها بينما تحاول تجميع أفكارها وعقدت ذراعيها
(لست متأكدة !)
إبتسمت وغيرت الموضوع قائلة بحماس
(دعك منه لنعد لموضوعنا !)

ورغم ما قالته إلا أن موضوعه لم يخرج من بالها بل حرصت على عدم نسيانه هذه المرة لكي لا تبقى بحيرتها وتضع إجابات لعلامات الإستفهام بدل تركها معلقة

~~~~~
خرجت إنجلا من المطعم وتوجهت نحو المنزل ، وصلت السيارة لتتوقف أمام منزل واسع بحديقة جميلة ، دخلت مسرعة ونطقت فور دخولها
(لقد عدت !)

تابعت خطواتها متقدمة نحو غرفة والدها ودخلت دون استئذان مع ابتسامتها المرحة
(ابي ، انا هنا )

رفع الأب رأسه والذي كانت خصلات شعره البنية مرتبة بعناية وعيناه العشبية تناسقت مع ملامحه اللطيفة

ترك الأوراق التي كانت بيده ليبتسم بخفة وينهض نحو ابنته والتي أقبلت لتحتظنه وسرعان ما جلس الاثنان بجانب بعضهما لتتحدث انجلا بشيء من الحذر
(ابي ، لقد رأيت شخصاً ما اليوم )

حدق بها بعينيه الخضراوتين بشيء من القلق على ملامحها فحطت يده على كتفها ليتسائل بصوت قلق
(من رأيتي ؟!)

امالت راسها بشيء من الهدوء ونطقت بشيء من التردد
(شاب بشعر اسود وعينان عسليتان ، كان يعمل بالمطعم ، بدأ بالثامنة عشرة أو العشرين من العمر)

إستمر والدها بالتحديق بحيرة بينما تحاول هي التمهيد له قبل ان تردف
( العامل هناك ناداه بآلفين !)

إتسعت عيناه الخضراء كغابة إتسعت فجأءة وهبت عليها رياح عاتية أثارت فوضى على سكانها !

يتبع ...

ارجو أن يعجبكم ❤

الفصل من كتابتي

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top