بارت 16
خطواته المتسارعة تضرب على الأرض بقوة بينما يركض بغير شعور بما حوله لأن الشيء الوحيد الذي استباح عقله وتفكيره هو أي مصيبة أوقع بها رفيقه نفسه بها ؟ وكيف سيخرجه منها ؟!
هو حتى نسي اخبار عمه بخروجه بل ومتجاهلاً أوامره التي تنص على عدم الخروج لكن وكغيرها من الأفكار تم دفعها خارج عقله ليبقى الشيء الوحيد هو شقيقه ليو وحاله ، ملامحه كانت تحمل الألم والخوف والقلق بأن واحد ونبضات قلبه تقرع طبول الحرب بقوة ولم يشعر بنفسه إلا وقد وجد نفسه أمام ذلك المنزل يلهث بينما يضع يديه على ركبتيه ويحدق بذلك المنزل بخوف شديد مصحوب بعزيمة قوية لا يدرك كيف يمكنهما الاجتماع حتى !
أسرع بعد ثوان من الراحة ليتجه نحو ذلك المنزل ودخل بسرعة شديدة ليحدق بما حوله بينما يتحدث بقلق واضح بصوته
" ليو ؟! أين أنت؟"
ليو ظهر فجأءة من غرفة الجلوس ليتأكد من أنه لا يتوهم حقاً ، ملامح التفاجأ لم تكن خافية مطلقاً هو حدق بأرتباك بمن امامه حين رأى ملامحه القلقة وكأن كارثة حدثت بينما يحاول التأكد من أن كان ما يفكر به صحيح
خرجت الحروف من فمه مترددة بينما يقترب من آل بذات تردده
" لما انت هنا بهذه الساعة أخي ؟! ألا يفترض انك لا تخرج بعد ال 12 ؟!"
حدق ال بملامحه لجزء من الثانية حتى يقول بشيء من العجلة والقلق بقي على ملامحه
" دعك مني ما قصة الجثة ليو ؟!ماذا حدث ؟!"
تراجع رفيقه قليلاً للخلف بأرتباك وابتسامة متوترة على ثغره بينما يده على الجدار
" جثة ؟! أخي لا تقل لي انك صدقت ذلك المقلب حقاً أعني ليس معقولاً أن أقتل احداً حتى لو انزعجت وانت تعلم بهذا صحيح ؟"
ال حدق به مجدداً بملامح هادئة مريبة وبذات الملامح كانت نبرته تلك والتي كانت قد خرجت بها تلك الحروف الأربعة بإستنكار داخلي ظهر على شكل هدوء مخيف كالذي يسبق العاصفة
" مقلب ؟!"
ليو اخفض رأسه بتوتر وشيء من الذنب وهو يلاحظ قلق رفيقه عليه بسبب مقلبه ذاك بعد أن توقع أن ال لن يصدقه مطلقاً
ال والذي شعر بغضب شديد من رفيقه وهو قد قلق بسبب تلك النبرة الجادة وقلقه على ليو من مجيء جده اساساً كانت قد ضاعفت حالته تلك وبينما ليو يحاول أن ينطق بأي شيء تحرك ال فجأءة وبدون قول أي شيء متجهاً نحو الباب الخارجي بصمت تحت أنظار ليو الحائرة فهل صديقه الآن غضب منه ؟!
عيناه اتسعت ورغب بالاعتذار بصدق فوراً لكن الآخر كان قد إختفى ، ليو شعر بذنب فظيع حقاً وحدق بالباب بألم شديد ورغبة شديدة بالبكاء سيطرت عليه
لم يصدق أنه وبسبب سوء مزاجه تسبب بكل هذا القلق لرفيقه بل وجعله يغضب منه وهذا آخر ما تمناه
اخفض رأسه بالنهاية وفضل عدم اللحاق به وتأجيل الاعتذار لوقت لاحق خشية أن يزل لسانه ويفسد الأمر أكثر
تحرك بخطوات متثاقلة نحو غرفة الجلوس وتوجه نحو تلك الاريكة ليرمي عليها بجسده المنهك ، أغمض عينيه وأرجع جسده للخلف ورأسه استند على حافة الإريكة وقلبه زاد ثقلاً فوق ثقله وكأنه كان ينقصه مصدر آخر ليضيق الخناق عليه
سمع صوت خطوات أقدام فرفع رأسه سريعاً يحدق بحيرة وترقب نحو الممر فظهر ال امامه فجاءة مجدداً وقد بان على ملامحه الهدوء التام فبقي
ليو يحدق به بصمت وتفاجأ ، قرر الاعتذار الآن طالما ال هنا
لكن آل تابع سيره نحو ليو ووصل قربه ليرفع يده ويضربه على رأسه بخفة وهو يقول بعد أن تنهد بأستياء
" أن كنت تشعر بالملل أو تريد القيام بمقالب أفضل لو ارتديت زي مهرج ربما كان سيكون مقلب الطف !"
ليو والذي كان جالساً يحدق به كطفل صغير يرى عرض سحري لاول مرة شعر فجأءة بدفء شديد بل ابتسامة حنونة احتلت شفتيه وربما رغبته الآن بالبكاء تضاعفت لسبب يجهله لكن شعور مريح هو ما احتل قلبه الان بدل ذلك الشعور الخانق وقد أيقن أن الفين لم يخرج إلا لأنه أراد تهدئة ثورة غضبه لحظتها حتى لا يجرح ليو بأي شيء لذا الخروج لدقائق كان الخيار الذي اتخذه حتى يهدأ من نفسه ويعود
علق ليو على كلام الفين بذات الابتسامة وعبوس طفيف
" مريع ! من قد يرتدي مثل اولئك المخلوقات ؟!هذا تنمر "
الفين رفع عسليتيه ليجيب بسخرية بينما يبتسم
" والاتصال بي بال 2 فجراً وسؤالي عن كيف تدفن جثة ماذا يسمى أيها المتنمر برتبة شرف ؟! "
ثم سرعان ما زالت ابتسامته تلك ليحدق بليو بجدية وقلق بينما يتسائل
" هل ازعجك أحد ؟ هل فعل ذلك العجوز اللعين شيئاً ؟ ولا تقل لي لم يحدث شيء فكما تعلم عشت معك بما يكفي لاعلم متى تكون جاداً ومتى يكون مقلب !"
ملامح ليو ارتبكت قليلاً ثم سرعان ما اخفض رأسه ليترك خصله الزرقاء على حدقتيه بينما يجيب بصوت بالكاد حافظ على ثباته
" أخي ماذا عن عمك ؟ الن يغضب من وجودك هنا بهذا الوقت؟ "
حدق به الفين بعبوس طفيف وهو يجيبه
" أولا لا تغير الموضوع وثانياً ارسلت له رسالة وثالثاً لست طفلاً رابعاً لا تعتقد أنك ستتخلص مني بهذه السهولة سأبقى هنا لذا وفر تذمرك !"
اردف بعد تحديق شديد بليو
"خامساً واخيراً لما انت شاحب هكذا ؟! ما الذي حدث معك أخي ؟! "
ليو تحدث بهدوء بينما بعض الحزن ظهر على صوته
"لا رغبة لي بالحديث ال لذا فقط دعك من هذا انا بخير اما سبب الشحوب هو ربما لاني لم أكل شيء اليوم مطلقاً "
حدق به الفين بصمت ثم سرعان ما أغمض عينيه لثواني ثم عادت عسليتيه للظهور لينهض بينما زرقاوتا ليو تعلقتا به بتسائل فأجاب الفين من فوره دون انتظار أن ينطق رفيقه
" طالما انا هنا فلن افوت فرصة حشوك أبقى هنا قرب التلفاز بينما أعد لك شيئاً لتأكله! "
ليو تحدث من فوره دون شعور بأعتراض
" أخي يطبخ ؟! مستحيل هل اصابك شيء ؟ أم تريد ارسالنا للمشفى ؟!"
حدق به الفين بحاجب مرفوع "لا تتذمر ! ثم انت سترسل نفسك للمشفى بطعامي أو دونه على ما يبدو والآن أبقى هنا كطفل مهذب بينما أعده "
عبث بخصلاته بخفة و هو يجيب بضيق :" لم أفعل فقط قلق على السحر المُلقى على سندريلا ! "
ثم اردف بعبوس
" ولست طفلاً !"
ال رد عليه بسخرية وعبوس بينما يتجه للمطبخ
"ليس الذنب ذنبك بل ذنب سندريلا التي تأتي لأمير أحمق مثلك اساساً !"
أومأ ليو بهدوء مما زاد قلق الفين فأين ليو الذي يتذمر بكثرة ؟! تذكر كلمات رفيقه عن عدم رغبته بالحديث فكتم قلقه وتوجه نحو المطبخ ليبدأ بأخراج المكونات ، هو اكتسب هذه الخبرة قبل وقت قصير حيث كان احياناً أما يطبخ بسبب غياب الباقين عن المنزل أو يساعد الطباخ بالمطعم بوقت وجود عدد كبير من الزبائن ودون أن يدرك وجد نفسه قد تعلم بعض الأمور والطبخ الأساسي وكم كان ممتناً لهذا الآن
بدأ بتحظير حساء الدجاج لليو وحرص على إضافة الخضار إليه ليضمن الفائدة القصوى لليو المهمل
دقائق قليلة وأقبل ليو ليجلس على الكرسي المقابل للطاولة بالمطبخ فسأله الفين بينما يسترق النظر لملامحه
" لما جئت؟ يمكنك مشاهدة التلفاز بينما أكمل !"
ليو وضع رأسه على الطاولة وحدق بال بسكينة
"أفضل رؤيتك تطهو هو حدث نادر كما تعلم"
لم يعلق الفين فقد إنشغل بالتحديق ورؤية تلك الملامح المرهقة فأسرع بعمله بينما ليو يحدق بهدوء شديد
مرت عدة دقائق من الصمت وفجأة حين التفت الفين للإطمئنان على ليو اتسعت عيناه بشكل بسيط ليجده قد غفى بهدوء على الطاولة ، تسائل الفين بقلق شديد بداخله واحتار بما قد يجعل رفيقه شاحباً لهذا الحد ! هو وعد نفسه بجعل أي شخص قد يزعجه من أسرته يندم بشدة قبل زمن طويل ولكن الان وهو ليس متاكداً لا يمكنه فعل شيء !
انتهى الطعام بعد مدة ليضعه الفين بصحن ثم وضعه على الطاولة ، صوت الأطباق أجبر ليو على فتح عينيه ليقوم بمسحهما بيديه كحركة عفوية ليحدق بما أمامه وهو يتسائل بحيرة
" هل نمت؟! كم الساعة ؟!هل انتهيت؟"
جلس الفين مقابلاً له لا يفصل بينهما غير تلك الطاولة بينما يجيبه عن كل تسائلاته
" أجل فعلت ولا تقلق نمت لساعتين وحسب والآن تناوله دون أي تذمر "
حدق به ليو لثواني بترقب وأخذت يده الملعقة بينما عيناه لم تفارقا الطبق ، أخذ لقمة واحدة ليضعها بفمه بينما ال يترقب سماع رأيه بفضول شديد واضح من شدة تحديقه، فور ابتلاعها ليو ابتسم بشيء من السعادة وان كانت لم تبدو كذلك بسبب ملامحه الحزينة اساساً فكانت ابتسامة امتزجت بها مشاعر الامتنان والحزن والسعادة معاً جعلت الفين يحدق بقلق أكبر حرص على عدم إظهاره خصوصاً حين نطق ليو بنبرة غاية في الامتنان
"ال حقاً شكراً لك .... على كل شيء !"
ارجع الفين ظهره للخلف ليجيبه بأستنكار
" لا شيء للشكر عليه أيها الأحمق تناول طعامك وحسب !"
أومأ ليو بينما يتناول ما أمامه، هو لم يكن الذ طعام قد يتذوقه ولم يكن بالطبق المميز لكنه كان مميز معنوياً وهو ما أحتاجه ليو بشدة فكان دفء المشاعر قد وصل لأعماقه بينما يتناوله كله بل وطلب طبق آخر حتى حرص على إكمال الطعام كله وهو يكاد يقسم أنها اول مرة يأكل كل هذا القدر ، فور انتهائه تحدث الفين من فوره بينما يبعد الأطباق من أمامه
" اذهب للنوم الآن سأكمل الباقي واذهب انا ايضاً أم لديك شيء آخر ترغب بالقيام به ؟ "
أومأ ليو سلباً لكنه نطق حينها بعد ان نهض
" سأذهب للنوم ، فقط انا مرهق ولن إذهب غداً للجامعة واساساً ليس لدي شيء مهم "
وكما باقي طلباته اليوم وبسبب ملامحه المتألمة كانت طلباته أوامر لآلفين فتنهد وقال من فوره
" حسناً لك هذا فقط للغد !"
نهض ليو وتوجه نحو غرفته بهدوء وفور إغلاق الباب هو توجه ليستلقي هناك ، دفن رأسه بالوسادة لدقائق ثم رفعه من جديد ليبحث عن تلك الأدوية والتي بداخله بدأ يفكر أنها عديمة النفع فهو أخذ عدة حبوب ولم ينم بفعلها !
رغم هذا بحث عنها املاً ان تفيده وبينما هو قد وجدها واخرج الحبة ظهر ال بصورة مفاجئة ليشهد ذلك المنظر وهو يرى ليو يحاول إبتلاع ثلاث حبوب
وليو فور رؤيته لالفين تجمد لثواني وأنزل الحبوب بطريقة لا إرادية بأرتباك واضح وما أن كاد ينطق بحرف حتى تحرك آلفين و تقدم منه بملامح غلب عليها السكون ليقف أمامه بينما يمد يده إليه ليفهم ليو من هذا أنه يطالبه باعطائه الحبوب
اخفض راسه واشاح بوجهه من فوره ولسبب ما شعر بالذنب رغم أنه يفكر بأعماقه أنه لم يقم بأي شيء خطأ فلما هذا الشعور ؟!
ليو وبدل اعطائها تحدث من فوره بعبوس طفيف محاولاً التصرف بطبيعية
"أخي هي أدوية منومة تعلم اني كنت أخذها أحياناً لذا لا داعي للقلق !"
جلس الفين على طرف السرير بعد أن انزل يده وحدق بالارض واعطى ظهره للجالس خلفه
" تأخذها حين يحدث شيء سيء وحسب أخي ! لا أعلم ما جرى ليو لكن حين تشعر أنك مستعد أخبرني بما يزعجك انا هنا للاستماع متى رغبت ! وأيضا خذ حبة واحدة فقط اتفقنا ؟! "
ليو والذي كان يكبح نفسه بالكاد عن البكاء وقول كل شيء أمسك بالغطاء بكل قوية بينما أبعد بصره عن الفين وهو يحاول التماسك ، آلفين نهض بينما يقول بابتسامة قلقة
" تصبح على خير اذاً ولا تكثر من الأدوية واضح ؟"
أومأ ليو ليغادر الفين للغرفة الأخرى رغم أنه لم يستطع الذهاب للنوم حقاً فقرر البقاء بغرفة الجلوس بحال احتاجه شقيقه بأي لحظة
ليو وبعد أخذ تلك الأدوية عاد للاستلقاء مجدداً بينما يخفي عينيه بذراعه التي ارتفعت لتستقر فوقهما بينما يحاول التنفس بصعوبة ، لم يكن هذا الضيق إلا نفسي بسبب كل ما يجري !
حل الفجر سريعاً ليشهد استيقاظ ذلك الشاب من نومه منزعجاً ، تحرك على السرير ببطئ لينهض بملامح مستاءة والارهاق لم يقل مطلقاً !
وقف وتحرك مغادراً الغرفة ليسمع صوت التلفاز الذي بقي مشتغلاً طوال الليل ، وصل إلى هناك ليجد الفين الذي قد غفى دون شعور منه هناك ، حدق به ليو ثواني ثم قام بإغلاق التلفاز وتحرك بخفة بخطوات لا تكاد تسمع حتى لا يفسد على الفين نومه وتوجه نحو المطبخ بصمت ، أخذت يده تلك الأواني بين يديه بينما انتبه للساعة ، قطب حاجبيه حين تذكر أن على الفين الذهاب للجامعة ثم بعدها خطرت على باله فكرة ارعبته وجعلت عيناه تتسع ،ماذا لو قالت له إنجيلا ما جرى ؟!
هو لا يريد أن يتحدث عن الأمر لكن ماذا لو سمع الفين من شخص آخر ؟ كيف سيتصرف حينها ؟ لم تعجبه الفكرة مطلقاً فشعر بضغط شديد يضغط على قلبه مجدداً قبل أن يزول حتى ثم سرعان ما تذكر أمر الأمتحان الذي بات قريباً فأحتدت ملامحه بينما يده تقبض على ذلك الصحن بين يديه بقوة في محاولة لتفريغ بعض استياءه لكنه وبدل تفريغه استمرت الذكريات تتدفق وتزعجه ليصل لذلك الجزء حيث تحطمت كل قدرته على الصمود وتلك المكالمة التي اختتمها والده بأكثر كلمات ترعب ليو وتحطمه
صر على أسنانه بقوة ليرفع تلك الصحون ويرميها بقوة شديدة بينما يتنفس بسرعة وصدره يصعد ويهبط بقوة ، عيناه احمرتا وبالكاد تمنعان الدموع من النزول على خديه
فتح الفين عينيه على صوت تحطم قوية افزعه جعله ينهض بسرعة شديدة من الاريكة بعد أن غفى عليها من شدة الملل ، توجه نحو مصدر الصوت بخطوات متسارعة وقلبه يدق بعنف ليجد ليو واقفاً هناك بعصبية شديدة وحوله حطام من زجاج الأواني الزجاجية التي كسرها بينما هو يلهث وملامحه دلت على انفعال شديد والم واضح ، أراد ال الاقتراب من فوره بخوف شديد وهو يشعر برعب حقاً على حال رفيقه الغير اعتيادية ليسمع صوت ليو يقول بحدة وانفعال غير معهود وصوت أقرب للصراخ حين لاحظ وجود ال بينما يحاول إغلاق أذنيه لسبب مجهول لمن امامه
" لا تقترب !"
فزع الفين وتراجع بصدمة من ما حصل ، كانت اول مرة يقول بها ليو شيء كهذا وهذا كان كافياً ليدرك أن هناك شيء كبير دون شك !
تراجع خطوة واحدة للخلف وبقي واقفاً بصمت يراقب ليو والذي كان يقف هناك بين الحطام ويغمض عينيه بأرهاق بينما يحاول التقاط انفاسه
عيناه العسلية لم تغادر رفيقه مطلقاً ولم تغفل عن أي تفصيل يخص من أمامه
شعر ليو فجأءة بان الدنيا تدور من حوله رفع يده بصورة تلقائية لتضغط على رأسه بقوة بينما امسكت يده الأخرى بالمغسلة خلفه لتسنده الا ان الدوار زاد أكثر و كل ذلك كان خلال ثانية او اقل وبينما كاد يفقد توازنه ال والذي كان يقف متفرجاً اقترب من فوره متجاهلاً تحذير ليو السابق غير آبه بما سيحدث وبغضب من أمامه برعب شديد ليسنده من فوره وهو يتسائل بسرعة
" أخي انت بخير ؟! "
استند ليو بالفين ويده استندت على كتفه بينما آلفين حرص على جعله يتحرك برفق ليجلس
على الأرض قليلاً مستنداً بالمغسلة خلفه ، عيناه القلقة كانت تفضحه تماماً ولم يتعب نفسه بإخفاء شيء منها !
ليو نطق بينما يحاول التقاط انفاسه بصوت متألم بشدة وعيناه تحدقان بالارض ،يده انقبضت بقوة وهو يتحدث بألم
" كيف اكون كذلك و الجميع يرغب بسقوطي !"
اردف بعدها بألم شديد " انا حقا مللت يا اخي من كل هذا الهراء ان كان السقوط يعني النهاية لكل هذا فانا حقا اريد ان اسقط "
الفين حدق به بإنكسار شديد وهو يرى من أمامه محطم لهذا الحد وهو من اقسم أن يحميه من كل الم وفوق هذا هو للان لا يعلم ما حدث معه ولما كل هذا الألم !
دنى منه وجثى على ركبته حتى صار امامه مباشرة حدثه بنبرة حانية متفهمة محاولاً أن يعطيه الأمان للحديث
" ماذا حدث أخي ؟من اذاك ؟"
اردف ليو بصوت منكسر ويبدو بين ثناياه رغبة ليو بالبكاء والتي يكبحها بكل قوته واضعاً بدلها سخرية بعد أن ضم قدميه لصدره واخفى وجهه مسنداً رأسه على ركبته
"اتعلم الفين قبل يومين فجأة جاء أستاذ بالجامعة ليخبرني أنني غششت بالامتحان وان ذلك النجاح لم يكن سوى بفضل الغش ! "
اردف بألم أكبر وبصوت متردد وكأنه يواجه صعوبة بقولها
"ابي والذي كان قد اقترح ان نفتح صفحة جديدة وبأول موقف حصل ..."
ابتسم بسخرية أكبر لينطق بألم
" وقف ضدي من فوره قائلاً أنه لو أصابه مكروه فأنا السبب بكل هذا ! وقال إن علي القيام بأمتحان ما أو ساطرد هذا الفصل "
الفين فور سماع هذا اتسعت عيناه بشدة و أيقن الآن سبب كل ذلك الألم ، شعر بالألم الذي شعر به ليو ، مشاعر كثيرة اختلطت حرص على إخفاء أغلبها !
ورغم كل الكلمات التي رغب بقولها أبقى فمه مغلقاً ليعطي ليو مجالاً لقول ما يريد قبل أن يخبره برأيه
ليو رفع رأسه بصعوبة لتظهر ابتسامته المنكسرة وعيناه اللتان فاضتا بالمياه المالحة ، فرت إحدى تلك القطرات ليسارع ليو لمسحها فوراً بينما ال بالكاد يكبح نفسه عن مشاركته البكاء ولكنه هنا ليسنده اذا ليس وقت ترك مشاعره هو الآخر تتحرر ليس ورفيقه يحاول التماسك فإن كانت هذه رغبته فهو سيكون الجدار الذي يستند عليه ليو ودون تردد
ليو اردف فور مسح تلك الدمعة التي فرت أعاد بصره للأرض بإنكسار
" أخي لما انا هكذا ؟ أنا حقاً جالب للحظ السيء ، وجودي قرب أي شخص فقط يجلب له الألم ! ليتني حقاً فقط اختفي !"
لم يكن يمكن لآل السكوت أكثر ليس بعد كل هذا الكلام السيء ، هو قام بسحبه من فوره ليضع رأسه فوق كتفه بينما يجيبه بصوت هادئ عميق وعيناه ما تزال تقاوم البكاء بصعوبة على انكسار رفيقه ويده الأخرى تمسك ليو بقوة والآخر وضع رأسه بسكينة وهدوء
" أخي ، انت لم تغش ! انا اثق بهذا اكثر من ثقتي بأي شيء اخر حالياً وقطعاً لست سبب اي حظ سيء ولست سبب الم أحد ! ولا اسمح لك بأن تفكر بالاختفاء حتى !"
ازداد تمسكه به ليردف بقوة وهو يحتضنه بقوة أكبر بعد أن اغمض عينيه
" كن قوياً أخي وأثبت لهم من انت ، مررت بالأصعب ولكنك أثبت انك أقوى من أي أحد آخر ! انا بصفك لذا لست وحدك ، ستنجح بتفوق وتحطم انوفهم جميعاً لذا تماسك فقط ! "
ليو بقي صامتاً يحاول استجماع قوته من كلمات رفيقه بينما ال رفع يده لتعبث يشعر رفيقه بخفة بينما يحدثه بذات النبرة الهادئة التي تبث في روح ليو الطمأنينة
ادرك ان اعادة الامتحان امر صعب لكن ثق بي و ضع جهدك بالدراسة وتجاهل كل شيء آخر !"
ليو أبعد رأسه للخلف ليحدق بال بوهن واومأ موافقاً
فامسك ال به ليساعده على النهوض لمكان مريح أكثر واسنده لكي يقف وجعله يجلس على الكرسي مقابل الطاولة وليو كان يتبعه دون أي اعتراض
فور جلوسه ال تحدث بهدوء بينما يحدق بليو ليتسائل" هل أعد لك الفطور ؟"
اردف بعدها بابتسامة هادئة ممزوجة بسخرية في محاولة لإخراج من أمامه من حزنه
"انها خدمات خاصة لليوم فقط لذا أنصحك باستغلال الفرصة !"
ليو ابتسم له بهدوء بينما يجيب بمرح قدر ما يمكنه وان كان الضعف واضح بصوته
" يفترض بسندريلا الاستماع لكلام الأمير بأي حال و خدمته "
ال تحدث بسخرية بينما بدأ يعد الطعام
" ليس كل سندريلا مطيعة كما تعلم ! وخصوصاً حين يكون أميرها أحمق !"
أعد الطعام بوقت قياسي ووضع الطبق أمام ليو لتناوله فحرك ليو يديه ليبدأ بتناول اول لقمة مع ابتسامة خافتة رسمت على وجهه عبرت عن امتنانه ، ال حدق بالساعة فانتبه ليو لهذا فتحدث بشيء من الإستياء
" عليك الذهاب أخي ، ستتأخر عن الجامعة !"
ال حدق به لثواني بغموض وتحدث بهدوء
" ستكون بخير وحدك ؟"
حدق ليو بصحنه لثواني ثم رفع راسه بهدوء واومأ بخفة وبطئ "اجل أخي سادرس كما اتفقنا وحسب !"
أكمل طبقه بعد وقت قصير لينهض فحرص ال على مرافقته لغرفته واسناده رغم ان ليو شعر بتحسن بالفعل لكنه أصر على ذلك ، غادر غرفته ليقف بالمر محاولاً أخذ عدة أنفاس طويلة ، لم يرد الذهاب لكنه وجد نفسه مضطراً لهذا ، حدق بباب غرفة ليو بقلق لمرة أخيرة وقبل أن يستدير للرحيل صوت طرق قوي على الباب افزعه واخرجه من شروده ، حدق بحيرة فمن قد يأتي بوقت كهذا ؟!
تقدم بشيء من الحذر ليفتح الباب لتظهر أمامه تلك الفتاة بشعرها البني وملامحها الطفولية فحدق ال بها بصدمة بينما يتحدث بشك
" إيزابيلا ؟! كيف وجدتي المكان ؟!وماذا تفعلين هنا ؟! "
دفعت الباب لتدخل للداخل بعبوس وهي تتحدث بضيق
" ابي الأحمق منعني من الخروج بالأمس ولذا جئت صباحاً لمنزل عمي ! لكن لم اجدك هناك فجعلت انجيلا تخبرني بكل شيء وجئت الآن ! لا تقل لي انك تنوي الخروج الآن !"
حدق بها بهدوء بينما هي تدخل ليجيب
" أجل لدي بعض الأعمال لكن ماذا عن مدرستك ؟!"
ردت عليه من فورها بعبوس أشد من سابقه
" لا تهتم للمدرسة اليوم إجازة ولكن مريع أن يكون لديك عمل ! أيمكنني مرافقتك ؟!"
فجأءة وبصورة غير متوقعة خطرت على باله فكرة فابتسم بهدوء ليتقدم منها بينما يتحدث بشيء من الرجاء
" إيزابيلا أيمكنني أن أطلب منك طلب !؟"
حدقت به بترقب واومأت بينما تجيب بثقة
" طبعاً أخي تفضل !"
أخذ نفساً عميقا ليجيب بتردد
" الحقيقة صديقي ليو والذي هو أقرب لي من الاخ يمر ببعض المشاكل حالياً وانا مضطر للخروج وتركه ، أيمكنك البقاء هنا والاطمئنان عليه لأجلي ؟ وأيضاً أن امكنك التأكد من أنه سيأكل الغداء !"
فور انتهائه من الحديث اومأت من فورها بينما تتحدث بحماس طفولي ظهر بصورة غير متوقعة
" محال ان أرفض اول طلب لأخي اعتمد علي ساحرص على أن يتخم من الغداء !"
حدق بها ال لثواني ليضحك بخفة لتنتبه ايزا لنفسها أخيراً وتشعر بشيء من الخجل فها هي مجدداً تحرج نفسها أمامه ،آلفين ودون شعور رفع يده لتبعثر شعرها مع ابتسامة ممتنة وكان يمكن لأي شخص أن يعلم أنه حقاً سعيد لوجودها قربه
" شكرا لكي ايزابيلا حقاً انقذتني !"
ابتسمت هي الاخرى بسعادة فأنتبه الفين ليده ليبعدها سريعاً بشيء من التوتر وهمس
آسف ، ساخرج الآن !"
هو أسرع بالخروج لتعبس ايزا من فورها ونفخت وجنتيها على اعتذاره، هي كانت سعيدة لما قام به وترغب بأزالة كل الحواجز بينهما
حدقت بباب غرفة ليو بشيء من العبوس وهمست
"أخ اذا؟ شخص ينافسني على أخي ؟! لن أسمح بهذا ! "
تحركت دون أن يقل عبوسها مطلقاً كما لو أنها تعلن الحرب على ليو لاجل استعادة شقيقها الوحيد
توجهت نحو غرفة الجلوس لتنظر حولها بالمكان وتتلمس الاثاث بخفة بعيون يملئها الفضول ، همست بينها وبين نفسها
" اذا هنا يعيش أخي الفين !"
ابتسمت بخفة وهي تشعر كما لو أنها بحلم ، أن تقول اسمه بكل أريحية هكذا دون أن تشعر بالخوف أو تتسائل كيف يشعر تجاهها، كان الأمر أشبه بحلم وتحقق
تحركت تستكشف باقي المكان ثم توجهت نحو المطبخ وهي تدور حول المكان كفراشة تحوم حول زهرتها المفضلة ، البسمة لم تخالف شفتيها مطلقاً وسرعان ما أخذت المأزر لتبدأ الطهو فهي ستبذل كل جهدها كما وعدت لذا أفضل أنواع الطعام هو ما سيتواجد اليوم وبداخلها أملت أن يتواجد الفين أيضا وهذا حمسها لكي تبذل جهد أكبر !
الفين والذي فور خروجه من الشقة وقف بالخارج قرب الحائط وهو يحاول التقاط انفاسه ، المشاعر التي كبتها بدأت تظهر ، الغضب الشديد بدأ يتطاير من ملامحه وعيونه تشع حقداً والم ، لديه فكرة عن سبب كل هذا ولذا جعله يدفع الثمن هو ما يجب أن يحدث صحيح ؟ هو وعد نفسه ورفيقه أن أي شخص سيؤذيه سيتمنى الموت ولن يجده !
كور يديه بغضب شديد ليضرب الحائط قربه بقوة وهو يكز على أسنانه بقوة شديدة ، همس بينه وبين نفسه بحقد شديد قبل أن ينطلق نحو وجهته
" سترى ثمن العبث معه ! "
وصل بعد بعض الوقت للجامعة ولكن بدل التوجه نحو كليته هو انعطف متجهاً بنفس الخطوات الغاضبة نحو مكان كلية ليو وتوجه نحو غرفة المدير ، فور سماعه الأذن بالدخول دخل من فوره بينما المدير حدق به لثواني قبل أن يجيب بشيء من الجدية ويعيد جسده للخلف
" الفين حسب ما اذكر صديق ذلك الفتى الغشاش صحيح!؟ "
صدق من قال إن الكلمات أحيانا أقسى من أي شي اخر وها هي تثبت ذلك الآن فكلمة واحدة كادت تجعل الفين يهجم على مديره لولا أنه كبح نفسه بملامح باردة برع باظهارها منذ سنوات ، خبرات اكتسبها وهي تثبت دوماً أنها ضرورية بالفعل
تقدم بخطوات واثقة وهو يحافظ على قناع البرود ذاك ليجيبه بعد أن وقف أمام المكتب
" أجل انا صديق ليو سوين ، لدي طلب منك !"
حدق به المدير ثم تحدث بشيء من الترقب
" لقد أثبت طوال هذه المدة انك تلميذ مجتهد لذا سأقبل طلبك شرط أن لا يكون تعجيزياً !"
الفين لم تتغير ملامحه الباردة تلك ولم يهتم بما قاله بل تحدث بكل برود
"هل يمكنني رؤية الأدلة التي استندتم على أساسها ان أخي غشاش ؟!"
رفع المدير يده لتعدل من نظارته الطبية، يمكن لأي شخص استشعار الهالة المخيفة التي تحيط بال حقاً وهو تفهم هذا تماماً فتنهد واخرج تلك الصور التي كانت تظهر ليو يغش ، وضعها أمام الفين على الطاولة وحدق به مجدداً ينتظر ردة فعله
الفين أمسك بالصور لينظر اليها من فوره بتركيز شديد ثم سرعان ما رفع رأسه لينظر للمدير الذي وجه له حديثه بنبرة مراعية
"أدرك أنه يصعب عليك تصديق هذا وهذا واضح من ردة فعلك انك غاضب بشدة لكن ها هو الدليل أمامك وبأي حال نحن منحناه فرصة أخرى لذا .."
قاطعها الفين بينما يبتسم بشيء من المكر والبرود
ودون شك نبرة احترام بصوته
" لا تقلق علي سيدي وانا حقاً ممتن لك على المساعدة ، لن أخذ أكثر من هذا من وقتك "
التفت يغادر بينما المدير يحدق بغير فهم لكنه سرعان ما تنهد وعاد لعمله
فور خروجه من تلك الغرفة هو حدق بتلك الصور هامساً
" دليل اذاً؟ إن كنت ستصنع دليلاً ضد أخي كان عليك اختيار شيء مناسب !"
غادر وابتسامة باردة على وجهه ترتسم بشكل مخيف
تابع طريقه يتوجه نحو المكان الآخر الذي وضعه بعقله ، كان يفكر بما أن المشكلة حصلت بعد مجيء جد ليو اذا هو السبب صحيح ؟ وبعلمه بوجود كاميرات فقد قرر البحث عن دليل منها فما كان منه إلا أن قرر التوجه نحو المسؤل عن الكاميرات حيث يمكن أن يجد ما ينفعه ، دخل من فوره نحو الغرفة ليلتفت ذلك الرجل الذي كان بعقده الخامس مع نظارته الطبية وملامح يبدو عليها الضيق من دخول الغريب ليتحدث بصوت غليظ وهو يحرك يديه يطرد من أمامه
" أخرج ايها الفتى هذا المكان ليس للصغار ! لا ينقصني شخص آخر ليزعجني ارحل بسرعة "
الفين ابتسم بابتسامة ودودة رغم أن الرجل لم يلحظ المكر خلفها وتقدم نحوه متجاهلاً تهديده
" سيدي هناك شخص ما اوصاني بك ، أعطاني مبلغ من المال لك وقال إن اوصله لك !"
الرجل التفت من فوره وقد تغيرت ملامحه من فوره إلى أخرى ودودة ومتحمسة ،بل إن ابتسامة ارتسمت على وجهه مرحباً بمن صار ضيفه العزيز
" حقاً ؟! أين هو المال ؟! وكم يبلغ ؟!"
وقف الفين قرب الرجل الجالس ليقول بشيء من المكر وقد ظهرت على ملامحه البرود مجدداً
" صحيح أنه أعطاني المال لك لكنه بالمقابل طلب منك خدمة "
الرجل ملامحه تحولت لمرة ثالثة وهو يستمع بشك بينما يردف الفين
" الفيديوات، هو بحاجة للحصول على شيء منها لذا ارسلني بطلبية ، الفيديو مقابل المال ، وثق بي الأمر يستحق ! "
ارتبك الرجل قليلاً لينطق محاولاً الاستفهام
" طلبية؟ ماذا بالضبط ؟ تعلم أن هذا مخالف للقوانين ولا ..."
الفين تحدث من فوره بأستفزاز بينما يلتفت
"لا تريد اذاً؟ كما تريد للأسف ظننت انك ستوافق على القيام بعمل لصالح الخير لكن يبدو أنك لست بحاجة لهذه المليون دولار !"
الرجل وفور سماع الرقم هو نهض من كرسيه يمسك بيد الفين ويجيب بتوتر
" لم أقل اني أرفض !! أعني لابد أن لديك عمل مهم حقاً ومن انا لامنعك؟ أعني قلت هو عمل خير ! يمكنك رؤيتها لكن اولاً إلا يجب أن توصل المال لي ؟ "
التفت الفين نصف التفاتة ليجيب بشيء من الأسى المزيف
" أجل هو عمل خير لاجل ذلك الشخص هو حقاً بحاجة إلى ذلك ! أما بالنسبة للمال سيصل إليك فور إرسال ما يريده قبل رحيلي حتى ! حسناً؟ لكن علي البحث اولاً ! "
انزل الرجل يده وحدق بالارض ثم رفع راسه ليجيب من فوره
" حسناً إذهب للبحث بينما أراقب عدم وجود أحد لكن لن تخرج ما لم يكن المال لدي !"
ابتسم الفين بمكر وهو يجيبه
" ثق بي سيكون بين يديك !"
فور مغادرة الرجل توجه الفين ليجلس فوق ذلك الكرسي بينما بدأ يبحث من فوره على أي شيء يخص يوم حظور جد ليو من فوره باهتمام بالغ
~~~~~~
بمكان آخر كانت تلك الفتاة قد قررت اخيراً ما ستطبخه ، كانت تطبخ باستمتاع شديد وهي تأمل داخلها أن يعود شقيقها بأي لحظة ، مر الوقت سريعاً ليكون كل شيء معد على المائدة ، حدقت بما صنعته بشيء من الفخر وهي تضع يديها على خصرها وتمتدح نفسها
" لن يجرأ ذلك السارق على ترك الطعام حتى الآن ! الآن يجب علي احظاره ليأكل الطعام !"
ابعدت المأزر لتتجه لغرفته بخطوات نشيطة وفتحت الباب بقوة لتفزع ذلك الذي كان يحدق بكتابه بكل تركيز ، هو حرفياً شهق برعب و نهض من مكانه وتراجع دافعاً الكرسي دون شعور وحدق بالباب بخوف شديد بينما ملامح الصدمة على وجهه ،هو لم يعلم بوجود أي أحد بالمنزل ولا يفترض أن يعود ال بسرعة ، بالكاد استطاع إخراج بضع حروف بينما هي تقف هناك متفاجئة من فزعه وأن كان جزء منها مستمتع حقاً بذلك كأنتقام ما
" انتِ ...."
اردف بعد أن هدأ قليلاً بشيء من عدم التصديق والاستنكار بينما يوجه يده نحوها مشيراً اليها
" لما انتِ هنا ؟!كيف دخلتِ ؟ ومنذ متى ؟! وماذا تفعلين ؟! "
عبست بينما تقدمت منه بسرعة لتجره من يده تحت نظراته المستنكرة وهي تجيب بتذمر
" أخي العزيز آل طلب مني رعاية الطفل الموجود بهذا المنزل وانا أخت لطيفة لن ترفض طلب شقيقها الوحيد والذي هو لها وحدها ! "
اردفت بينما تجره خلفها وهو فقط مستنكرا تماماً لكل ما يجري ولا حرف واحد قادر عن التعبير عن استنكاره
" لذا صنعت الطعام وانت ستأكله كله ولن تترك أي شيء أو ستندم! "
هو رغب بقول الكثير حقاً لكن ماذا يقول لها ؟! كيف يجيبها ؟ هو حتى لا يدرك كيف دخلت وهي حرفياً تبدو وكأنها تحاول استفزازه بكل جملة تقولها !
وصلوا للمطبخ ليجد المائدة مليئة بأصناف الطعام وعينا ليو فقط تعلقت بكل ذلك الطعام وهي تحدثت مفتخرة
" مذهل صحيح ؟ هذا أقل شيء من شقيقة ال المذهلة ! والآن هيا تناول كل شيء فأخي أصر على ذلك وأنا وعدته ! "
دفعته من الخلف وهي تقوده للمائدة
" هيا ، هيا !"
وليو فقط توتر تماماً وهو يحاول استيعاب كل ما يجري دفعة واحدة بل إنه ظل يتذمر داخله ووعد نفسه أنه سيتذمر على ال لمدة على هذا !
وبينما هي جعلته يجلس لتناول الطعام بينما تراقبه وأفكار كثيرة بعقلها هو كان يبتلع الطعام بصعوبة بسبب نظراتها تلك إضافة إلى شعوره أنها تحاول الدخول معه بحرب من نوع ما فرفع رأسه ليتسائل بعبوس عن سبب تحديقها به
" هل من مشكلة ؟!لما تحدقين بي ؟ "
أجابت بعبوس طفولي
" ماذا؟ إلا يحق لي ؟! فقط اتأكد انك بخير فقد وعدت أخي بهذا !"
رد عليها بتذمر بينما يحدق بإستنكار
" وهل انا طفل مثلاً ؟! أي خطر قد يحدث من تناول الطعام ؟! ألا لو وضعتِ به سم من نوع ما للتخلص مني مثلاً !"
هي حدقت به بحاجب مرفوع لتجيبه بضيق
" لو كنت أريد فعل هذا لقمت بقتلك دون حيل ! صحيح اني أرغب بأخذ أخي الخاص بي لنفسي لكن لن اقتلك بطرق غبية كهذه ! "
هو حدق بها بإستنكار فهل هي حقا تحاول أخذ ال منه الآن ؟ ثم هل تهدده بالقتل أيضاً ؟!وقبل أن يعبّر عن أفكاره دخل الفين ليجد الاثنين يحدقان ببعضهما بنظرات غريبة فتنقل بصره بينهما بحيرة قبل ان ينطق لينبههما على مجيئه
" ماذا تفعلان ؟! "
التفت الاثنان بالوقت ذاته إليه فهتفت ايزابيلا بسعادة بالغة بينما اتجهت نحوه متجاهلة ليو
" أخي ! أهلا بعودتك !"
ابتسم بخفة ثم وجه بصره لليو ليطمأن عليه ليجده يحدق به بعبوس شديد جعل ال يحدق بأستغراب شديد فماذا حدث ليعبس ليو بوقت هو محطم به نفسيا ؟!
اقترب الفين منه ليثير هذا غيرة ايزابيلا لتحدق بليو بعبوس ووجنتين منتفختين ، آلفين حدق بليو بتمعن وهو يتسائل بقلق
" كيف حالك أخي ؟ هل تشعر بتحسن ؟ "
رد ليو بعبوس طفيف وهو يجيبه بشيء من الضعف " أجل أخي لا تقلق ، فقط ما كان هناك داعي لجعلها تبقى هنا كما تعلم كان يمكنني الاعتناء بنفسي !"
رد الفين من فوره بعد أن تنهد
" أعلم ، لكن وجودها أكثر ضمان لسلامتك لهذا طلبت منها وهي كانت لطيفة كفاية لتوافق ! بأي حال أخي لا تشغل بالك بهذا وركز على دراستك كما اتفقنا ، الامتحان بالغد صحيح ؟"
ملامح ليو ظهر عليها الحزن والغضب فلاحظت ايزا هذا ، بقيت تراقب ملامحه بشيء من الفضول لترى شقيقها يدنو ارضاً ليصير مقابلاً له بينما يتحدث بكل جدية
" أخي ، هل تثق بي ؟ "
ليو رفع راسه ليحدق بالفين واومأ ايجاباً دون تردد
"وهل هذا سؤال حتى ؟!"
ابتسم الفين بخفة ليبث بنفسه الطمأنينة وآمال راسه قليلاً
" اذا أثبت لهم غداً من تكون ، واترك الباقي لي !"
ليو حدق به بشيء من الشك وهو يتسائل بحاجبين مقطبين
" أخي ماذا تنوي أن تفعل ؟! "
نهض الفين بينما يسحب ليو من يده
" لا شيء مهم قلت انك تثق بي فانشغل بأمتحانك الآن اتفقنا ؟! سأبقى هنا اليوم فقط ساوصل ايزابيلا للمنزل ثم أعود ! وغدا سأوصلك للامتحان !"
ليو أجاب من فوره بشيء من القلق
" أخي بالأمس لم تعد للمنزل لا يمكنني جعلك تبقى مجدداً، حقاً لا تقلق علي ساكون بخير يمكنك العودة !"
الفين رفع حاجه مستنكراً وهو يجيب بشيء من التذمر
" وهل هذا فندق مثلاً؟ هو منزلي أيضا أن كنت نسيت ، ولن تتخلص مني كما سبق وقلت لك ! لذا هيا لغرفتك فعليك الراحة قبل الغد ! لن اقبل بأي اعتراض !"
ابتسامة ممتنة ظهرت على وجه ليو عبرت عن راحته مع التزامه الصمت بينما ايزابيلا تحدق بكل ذلك بصمت وشيء من الفضول وان كان العبوس يحاول التسلل لملامحها
رأت شقيقها وهو يسند رفيقه وهي ترى القلق بعسليتيه بوضوح ، ابتعدت عن الطريق لتفسح المجال له كي يوصله ، تأكد من أنه بخير ليتركه بعدها ليوصل شقيقته التي وقفت تراقب كل شيء
فور إغلاق الباب توجه نحوها بينما يحدق بالارض وعيناه تظهران بعض الإرهاق والحدة بالوقت ذاته لتدرك من فورها أنه كان يكبح كل تلك المشاعر حرصاً على رفيقه فما كان منها إلا أن تتسائل بداخلها ، كيف وصلا لهذه الدرجة من العلاقة ؟ كيف صارا أقرب من اخوين ؟ بما مر شقيقها مع رفيقه هذا ؟ رغبت بالسؤال لكنها تسائلت أهذا من حقها بعد ما جرى ؟ هل سينزعج لو سألت ؟
حين وصل إليها رسم إبتسامة صغيرة على شفتيه ليتحدث معها بود
" هل نذهب ايزابيلا ؟ اظنك تأخرتِ بالفعل ! "
حدقت بباب غرفة ليو وملامح شقيقها التي يحاول اخفائها بابتسامته تلك لتقول بشيء من الضيق
" هل سيكون ذلك الفتى بخير ؟ سمعت من انجيلا أنه سيكون عليه أداء امتحان ما ، ثم لما انت متأكد أنه لم يغش !؟"
حدق بها الفين بشيء من التفاجأ من سؤالها لكنه سرعان ما ابتسم بثقة تامة وهو يحدق بها
" أجل ، أخي أقوى مما تتخيلين ! وبشأن الغش هو لن يفعل حتى لو عنى ذلك أن يرسب ، لن يأخذ شيء بالخداع وهو لا يتفاخر بما يملكه فكيف بما لا يملكه؟ هو لن يقول انه نجح ويفخر بذلك لو غش حقاً! "
ضيق عينيه بشيء من الحزن وهو يردف
"اساساً هو أحمق لا يقدر نفسه حق قدرها ! لذا محال ان يفعل ! اثق به أكثر من ثقتي بأي شيء اخر !"
هي كانت تحدق بشقيقها وتقلبات ملامحه بشيء من الدهشة ، هذه الثقة التامة وهذه المشاعر التي أظهرها جعلتها تشعر بغيرة أكبر وبالوقت ذاته شعرت بالفخر لسبب تجهله لكنها ابتسمت بخفة قائلة بينما تتحرك بحماس
" فهمت ، أرجو أن يمر الأمر على خير ، الآن لنذهب أخي !"
تبعها ليوصلها بالمواصلات وهي طبعاً لم ترفض فكيف ترفض وجود شقيقها معها؟
طوال الطريق وهي تحاول فتح حوار معه تنوع بين التعليق على الطرق أو كيف أنها تشعر بالضيق وترغب بالحرية وهو يستمع لها بكل اهتمام ويبتسم لها كلما أظهرت ملامح طفولية لطيفة بينما هي تشعر بالخجل لكنها بطريقة ما شعرت بنفسها تتحدث دون قيود ودون تردد ، السعادة بداخل قلبها بتلك اللحظة كانت لا توصف ولم تشعر بالطريق وهو يمر حتى وصلا لمكان المنزل ، آلفين كانت اول مرة يذهب فيها إلى هناك ووجودها معه جعله ينسى تماماً أنه سيكون عليه الذهاب لمنزل أسرته !
فور نزوله بدأ الارتباك والأفكار يهاجمانه !شعر ببعض الحنين يهاجمه وهو يتذكر أيام طفولته حيث كان يمر من هنا برفقة أسرته وما فكر به الأن ماذا لو ظهر أحد منهم ؟ ماذا لو كان عليه الحديث ؟ ماذا لو ازعجوا شقيقته بسببه ؟! هو عانى لوقت طويل بسببهم وبسبب كلامهم المسموم فماذا لو رأهم مجدداً الان ؟ هو لم يعد ضعيفاً كالسابق لكن لن يضمن موقف اخته معهم ! كان ذلك جزء بسيط وحسب مما يؤرقه
غاص بأفكاره بعمق شديد وظهر على ملامح الضيق ، شعرت ايزابيلا بشيء من القلق بشأنه لتتسائل بينما تضع يدها على كتفه
" أخي ، انت بخير ؟ تبدو قلقاً !"
حدق بها بشيء من التردد ثم سرعان ما أخذ نفساً عميقاً وهو يجيبها بأكبر قدر من الهدوء
" إيزابيلا ، لا أعلم كم تتذكرين من الماضي ولكن لا رغبة لي باللقاء بأحد ولا أظنهم يرغبون أيضاً ، لذا .... يمكنك العودة وحدك من هنا صحيح ؟ "
لم يفارق بصرها شقيقها مطلقاً وهو يتحدث وسرعان ما تذكرت ما جرى لتحتد ملامحها قليلاً وهي تكور يديها ، رفعت راسها لتبتسم له مخفية تلك الملامح مطمئنة من امامها وهي تومأ ايجاباً فبادلها الابتسامة بأمتنان وبينما هو ينوي توديعها سمعا صوت سيارة بالقرب منهما وصوت امرأة ارتفع ينادي باسمها
" إيزابيلا ؟ هذه انتِ ؟! "
لحظة واحدة لكنها كانت تعادل عدة سنوات للاثنين فقلب ال توقف بتلك اللحظة ليعود للخفقان بقوة خيالية حتى شعر به على بعد خطوة من الخروج من صدره ، بدأ العرق يتصبب منه ، صوت تلك المرأة التي كانت يوماً مصدر الأمان المطلق له وذلك الرجل الذي قربها كان عالمه الأمن الذي يهرب إليه من كل شيء هما امامه بعد كل تلك السنوات ، شعر برغبة قوية بالاختفاء ، خوف شديد بقلبه من ان يعرفاه ، ماذا سيفعل لو قالا له كلاماً قاسياً؟ ماذا لو تظاهرا انه غير موجود ؟ ماذا لو اهاناه؟ كيف إنقلب الامر وصار يريد الهرب منهما ؟ شعر بعجز تام عن التحرك وملامحه اصفرت بشدة ايزابيلا هي الاخرى شعرت بالخوف بشدة فشقيقها عبر بصراحة عن عدم رغبته برؤيتهم فهل ستكون سبب بأيقاعه بمشكلة ؟!
ردة الفعل تلك كانت كافية لكي تثير الشك بقلب والدتها ووالدها الذي كان يقود السيارة ، حدق بالشاب الواقف من بعيد بشيء من الشك ، والدتها وبسبب هذا رفعت رأس ها وهمت بالنزول لتتفقد الأمر فتقدمت ايزابيلا بحركة سرعة لأبعاد والدتها بينما همست لالفين
" اهرب ساشغلهما!"
خرج من صدمته ليحل محلها ارتباك دام لجزء من الثانية ليهمس بينما يهم بالمغادرة بخطوات سريعة وارتباك
" شكرا ايزا اراكِ لاحقاً !"
تحركت هي باتجاه أمها لتقفز باتجاهها وتحتضنها بسرعة لتحجب عنها الرؤيا فالتقطتها أمها بين يديها بأستغراب بينما عيناها تنتقلان بين الفين وبين ايزا بشك شديد أما والدها فهو ظل يحدق بالشخص الذي ابتعد بتلك الخطوات المتسارعة بأستنكار تام فهل صغيرته تخرج مع شاب ما ؟! ألم تقل له أنها مع عمها ؟ ولما هرب بهذه الطريقة المريبة ؟ أليس من المنطقي أن يأتي ويعرف عن نفسه ؟ عيناه ظلتا تراقبان ذلك الشاب حتى غاب عن الأنظار بعد أن استقل الحافلة بشك وفور رحيله عاد بصره نحو صغيرته التي من الواضح أنها تحاول شغل أمها بتودد غير معهود ثم صعودها للسيارة بسرعة شديدة قبل منح أمها مجال للحديث بينما تتحدث عن مواضيع عشوائية، ورغم كل ما فعلته فقد كان عقل والدتها قد شغل بشدة بذلك الشاب وقلبها يخبرها أن هناك خلل ما لكنها تجهل ما هو !
~~~~~
في تلك الحافلة فور انطلاقها أعاد ال جسده للخلف بأرهاق شديد واغمض عينيه بينما يحاول استعادة هدوءه ،حرك رأسه للجانب لينظر للسماء بضيق بينما انفاسه متسارعة ، قطب حاجبيه وحدق بالطريق بألم وهو يستذكر أيام الماضي ، صوتها الذي اشتاق له بشدة حنانها الذي حرم منه بوقت مبكر ، حضنها الذي تمنى أن يختبئ فيه أيام البرد ،ظهر الحزن على ملامحه و شعر بدموعه تتجمع بعينيه لتشعره بحرقة فيهما ، فاغمضهما سريعاً في محاولة لكبحها لكنها تمردت لتنزل من أحدى عينيه ليسارع لمسحها بيده بينما يأخذ عدة أنفاس عميقة في محاولة يائسة لتهدئة نفسه ،صوتها هو ذاته لم يتغير وحضنها هو ذاته ، فقط هو خسر مكانه فيه ، همس لنفسه بألم وهو يغمض عينيه
"صوتك الحنون كما هو ، لكن لم يعد موجه لي ! لما يا أمي ؟ لما ؟! لما ابعدتني عنك ؟! ألم أكن بأمس الحاجة إليك ؟!أين كنتِ ؟! لما تخليتي عني "
الألم بقلبه لم يغادر رغم كل محاولاته وهو يشعر بغضب داخله يجعله يرغب بالصراخ وتحطيم كل ما أمامه ، شعر بالظلم بشدة وتذكر مشاعره الماضية ، مشاعر الالم كلها عادت له دفعة واحدة فارتفعت يده لتقبض على صدره بقوة وصر على اسنانه ،تمنى لو كان قلبه هو ما بيده حاليا ليسحقه ويسكته للابد بدل أن يؤلمه ، تجمعت بعقله عدة افكار جعلته يشتعل غضباً اكثر واكثر ووجد نفسه ينهار داخليا دون انذار مسبق بينما الغضب والألم يتصارعان من يجعله يتحطم اولاً؟!
ابتسم بسخرية من نفسه وهو يفكر باعماقه
" هل سأنهار من رؤيتها فقط ؟!كم هذا مثير للشفقة ! كان يجب أن أكون مستعدا حين عدت إلى هنا فكيف أجرأ وانهار على شيء سخيف كهذا ؟!لقد اختارت تركي فلما لا يمكنني اختيار ذات الخيار ؟! "
ارجع جسده للخلف مجدداً وتلك الابتسامة لم تفارق شفتيه ، ابتسامة استهزاء من ضعفه هذا والذي لا يجد له مسوغ بحسب رأيه فهو قد أدرك منذ زمن انهم لن يتقبلوه فلما يهتم الآن ؟ لما يتذكر حنانها معه ؟!ألم يوّقع مع نفسه اتفاق بعدم محاولة الحصول عليه مجدداً ؟! ألم يختر أن يحافظ على كرامته وان يدوس على رغباته التي كانت سبب اذلاله؟
لم يشعر بنفسه إلا وقد وصل لنهاية الطريق حيث كان عليه النزول ، انتبه لذلك فتحرك ببطئ وهو يشعر بنفسه يغوص باعماق ظلمة قلبه وبعد مغادرة الحافلة وبينما هو يهم بالتوجه للمنزل ملامحه بدأت تتغير فجأءة فقد عاد شقيقه للظهور بعقله ، خرج من تلك الأفكار وكأن صاعقة اصابته ، تذكر حال رفيقه حالياً فشعر بأنه أناني بحق ، ظهر الحزن على ملامحه وهو يفكر بنفسه وسرعان ما ابتسم بسخرية واحتقار لنفسه ، أن يفكر بماضيه وأسرته وصديقه يعاني وحده أي صديق هو ؟! وقف لثواني بمكانه دون ابداء اي حركة سوى تنظيم انفاسه ثم رفع يديه وضرب خده بقوة كانت كافية لتجعله يتذمر بألم ، ظهر الجد على ملامحه والعزم بعينيه ، لا يحق له إظهار ضعفه الآن ليس وهناك من يعتمد عليه أخذ نفساً عميقاً وبدأ يحارب تلك الأفكار بعقله ليتحرك للمنزل بخطوات سريعة قلقاً على شقيقه ، يدرك أنه دون شك لا يريد البقاء وحده وهو وعد نفسه أنه لن يتركه وحده مطلقاً !
وصل بعد وقت قصير للمنزل فأخذ نفساً عميقاً آخر وهو يحدق بالباب قبل أن يتأكد أنه استعد لإخفاء كل شيء والدخول بملامح مستقرة ، توجه فور دخوله نحو غرفة رفيقه ليطمأن عليه وفور دخوله رفع ليو رأسه بملامحه الشاحبة تلك وفور رؤية آلفين ابتسامة صغيرة ظهرت على وجهه وكانه حصل على الفرج الذي كان ينتظر منذ سنوات !
بادله الفين بابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيه ليتحدث بتسائل وهو يتجه نحوه
" هل ترغب بتناول أي شيء قبل أن اجلس ؟! "
شهق ليو من فوره بخفة وبدأ تذمره
" مريع ! ألا يكفي تنمرك وإبقاء تلك الفتاة أقصد شقيقتك هنا ؟! هي تغلبت عليك حتى بحشوي !"
ضحك الفين بخفة ليجلس أمامه على السرير لينطق بمكر
" خبر مذهل ساحظرها يومياً لتحشوك اذاً !"
عبس ليو بشيء من الضعف وهو يجيب
" مريع تنمر !"
حدق به الفين بشيء من الهدوء والقلق
" اذا أخي انت مستعد؟!"
سكنت ملامحه ثم سرعان ما ابتسم بإنكسار
" لا يمكن القول اني مستعد لكن لا حل آخر كما تعلم ، سابذل جهدي وليحدث ما يحدث !"
ابتسم الفين بثقة وهو يجيب مطمئناً من أمامه
" هذا كافي وأكثر قدرات أخي أكثر من كافية ليكون الأول على البلاد !"
عبس ليو بينما يجيب بطفولية
" مريع من قد يفعل هذا ! هذا تنمر ! اساساً أشعر بالملل وأرغب بحرق الكتاب بحق !"
الفين نطق بعفوية من فوره مقترحاً ما اعتبره حل لمن امامه
"هل اسمّعك؟ سيبعد هذا الملل !"
قطب ليو حاجبيه من فوره بعبوس وهو يتذمر بطفولية
" مريع ! يفترض أن تاخذني للترفيه بمكان آخر ! لا أن تسمعني ! متنمر مريع !"
الفين ابتسم بشيء من الود وبعض المكر بان على ملامحه وهو يبعثر شعر من أمامه
" أكمل امتحان الغد واعدك بعدها بمفاجئة لطيفة ! ولا تسأل الأن عنها فلن أجيب "
فور سماع تلك الكلمات عبس ليو بفضول وهو يحدق بمن امامه بطفولية
"مريع متنمر ! لكن حسناً سأفعل أيها المتنمر !"
أخذ آلفين كتاباً هو الآخر وبقي بغرفة ليو ليخفف عنه شعور الوحدة وكم كان ليو ممتناً له على هذا ،هو كان يسترق النظر له من حين لآخر ويبتسم بخفة وبالمقابل الفين كان يتفقد ملامحه من حين لآخر دون ان يجعله ينتبه ، بالنهاية الفين حرص على جعله يذهب للنوم عند نقطة ما وأخذ الكتاب منه فجاءة قائلاً إن النوم ضروري لكي تترسخ المعلومات ورغم جعله يستلقي لم يغادر الغرفة أيضاً ليتأكد أن ليو سينام بهدوء دون أي مشاكل ويهدءه لو استيقظ فجأءة وبالفعل نام تلك الليلة هناك وليو وبصورة غير متوقعة حصل على ليلة هادئة دون حبوب منومة !
~~~~~~
أشرقت شمس يوم جديد وتسللت تلك الأشعة الخجولة للغرفة عبر الستائر التي تتحرك بفعل الهواء وداعبت جفون ذلك النائم مستنداً للطاولة لينهض اولاً ويفرك عينيه بشيء من الإرهاق وأخذ الهاتف من فوره لتفقد الساعة ، حدق بالسرير الذي استقر عليه رفيقه ليجده ما يزال مستلقياً فنهض بكسل وتوجه نحوه ليحركه بخفة
" أخي ، انهض ! حان الوقت !"
تحرك المعني بضيق وهو يسحب الغطاء راغباً بالنوم أكثر حتى سمع الفين يقول كلمة امتحان كانت كفيلة باخراجه من عالم الهدوء والراحة لتبدل كل ما يشعر به إلى ضيق وانزعاج ، نهض بحاجبين مقطبين جعلت الفين ينقر على جبينه بابتسامة حانية جعلت من أمامه يحدق به بينما يضع يده على رأسه
" لا تبدأ يومك بعبوس ، ستتغلب على هذا فلا تتشائم، هيا بنا انهض بينما أعد لك الطعام !"
أومأ بينما يبعد يده عن جبينه وال توجه نحو المطبخ من فوره ، استعد واحظر الطعام بسرعة ليظهر ليو ويمد رأسه من خلف الحائط
" اذا أين مفاجأتي؟! هل ستسمح لي بترك الامتحان ؟! "
حدق به المعنى بحاجب مرفوع مستنكراً بعد أن وضع اخر طبق
" هل قلت شيئاً؟!من قد يسمح لك بترك الامتحان بعد كل هذا الجهد ؟!"
ثم اردف بينما يميل برأسه
" المفاجأة قلت بعد وليس قبل الامتحان لذا تعال وتناول طعامك لنذهب !"
عبس المعني وتقدم بصمت ثم سرعان ما همس بينما يجلس
" متنمر !"
ابتسم ال بخفة وبعد تناول الطعام معاً تحرك الاثنان للخارج ليذهبا للامتحان وبينما ليو ينوي التوجه نحو الطريق المعتاد للحافلة يد الفين امتدت لتسحبه وجعلت ليو يحدق بتسائل بعد أن التفت بنصف التفاتة
" ماذا ؟!"
تحدث ال بشيء من عدم المبالاة وهو يقول مستفزاً من أمامه
" لا تريد أن تذهب بصغيرتك اذاً؟!كما تريد !"
ليو شهق من فوره ليقول بصدمة وحماس شديد
" أنت جاد ؟!يمكنني ركوبها ؟! هل هذا حقيقي ؟! هل أنا احلم ؟! "
الفين ضحك بخفة ليجره من يده باتجاه صغيرته ووضع المفتاح بيده
" أجل أجل فقط اليوم حالة خاصة لذا هيا بنا قبل أن تموت من شدة الحماس !"
وقبل أن يكمل ال كلامه شعر بليو يركض مبتعداً باتجاه صغيرته وهو يحضنها بقوة بينما يتحدث بنبرة معتذرة وهو يشير لآل
"اعذري والدك صغيرتي لكن هذا المتنمر السبب ! لقد اشتاق والدك لك بشدة !"
تقدم الفين ليبتسم بسخرية وهو يجره من قميصه من الخلف
" انتهى وقت اللقاء وحان وقت الذهاب للامتحان هيا بنا !"
عبس ليو وتحرك وهو يتذمر بكل أنواع التذمر والفين حرص على محاولة تحسين مزاجه قدر الإمكان لكي يحضره للامتحان !
وصلا بعد وقت قصير لتبدأ ملامح ليو بالاضطراب قليلاً لكنه حاول إخفاء ذلك !
توقفت السيارة أمام الجامعة ليبدأ التوتر يغزو ليو مجدداً، شعور أن عليه العودة للمكان الذي اهين به تؤلمه بشدة !
تمنى لو يهرب أو يستيقظ ويكتشف أن كل ذلك كابوس لكن لم يحدث ، اغمض عينيه بينما تمسك كلتا يديه بالمقود، رأسه استقر على المقود ايضاً وهو يحاول تنظيم انفاسه المضطربة ، شعر بيد الفين توضع على راسه وتعبث بشعره بينما صوته ينساب لاذني المعني بتلك الكلمات
"أخي ، أعلم أنه صعب لكن كما اتفقنا ستثبت لهم نفسك ، ثق بنفسك كما اثق بك يا اخي ! وثق بي فأنا معك ! أدي الامتحان وأثبت لهم انك أفضل مما يتصور أي أحد !"
همس ليو دون رفع راسه بصوت مرتجف
" لكن أخي انا خائف ، لا أريد العودة ، الرحيل أسهل بكثير !"
الفين نطق بصوت حاني وهو يحاول تحفيزه
"أخي ومنذ متى نحن أخذنا الطريق الإسهل؟ حياتنا دوماً تأخذ الطريق الأصعب ! اصمد وحسب وثق بكلامي ، ستتغلب على هذا لأجلي قبل أن يكون لاجلك !"
رفع ليو رأسه لتظهر عيناه التي احمرت وبالكاد رسم إبتسامة صغيرة لاجل الفين وحده
" حاضر أخي ، لاجلك فقط سأفعل ما بوسعي !"
أومأ الفين لينهض ليو للنزول فتبعه الفين ليسنده هو الآخر ، تحرك ليو نحو الداخل محاولاً السير بخطوات ثابتة قدر الإمكان والفين خلفه يتبعه بينما يراقب كل خطواته بحذر شديد ، وصلا أمام قاعة الامتحان دون أن يقابلهما أي أحد من حسن الحظ ، ظهر الأستاذ الذي سيكون المراقب فامسك الفين بيد ليو قبل دخوله ليحدق بعيني الفين بضعف فاحتضنه الفين قائلاً بثقة مطلقة
" ستكون بخير ! هيا إذهب وستكون المفاجئة بانتظارك ! بالتوفيق !"
ابتسم بخفة والتفت للداخل وفور أن غاب عن أنظار الفين همس الأخير بمكر شديد وهو يضغط على شيء بيده
" حسناً سيحين وقت العرض! "
يتبع
ارجو ان يعجبكم 😍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top