(8)

(بقلم: نهال عبدالواحد )

أخذت تحية رقم جميلة و اتصلت بها بالفعل، وجدت جميلة رقمًا غير مسجل يتصل بها، فاضطرت لإجابته: آلو أيوة.

أجابت تحية: إيه يا حبيبتي عاملة إيه؟

عقدت جميلة حاجبيها بعدم فهم مردفة: تمام الحمد لله ، سوري مين معايا؟

-بأه كده نستيني!

فابتسمت جميلة ثم قالت: ماما توحة، إزيك يا حبيبتي؟ لا إزاي؟ بس ماتوقعتهاش.

-إخس عليكِ لا تعبريني ولا تسألي عليّ من يومها! زعلانة خالص.

-و أنا مقدرش على زعلك بس...

-ما بسش، عايزة أشوفك وبعدين أنا وسارة لوحدنا اليوم كله، إلا لو منى جت شوية، تعالي نقعد مع بعض، سامحيني أنا خروجي قليل.

-حاضر يا حبيبتي هاجيلك من عينيا، مع السلامة.

جلست جميلة مع نفسها تفكر في حالها، ترى ما سبب إتصال تحية؟ هل وجدت حلًا؟ أم ماذا؟ ولمَ التسآل فكما يقال (يا خبر إنهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش)
ترى هل أراك ثانيًا؟ ترى كيف يكون لقاءنا؟!

قامت جميلة، أبدلت ملابسها فقد تركت ملابس جمال منذ زمن، هبطت من غرفتها فقابلتها أمها.

أهدرت جميلة: بونجور مماه.

وقبلتها، إتسعت إبتسامة ديدي واستطردت: بونجور يا قلبي أخيرًا هتخرجي، والحمد لله مش لابسة القرف بتاع التاكسي ده.

تنهدت جميلة بضيق: من فضلك يامامي مش عايزة كلام ف أي حاجة.

-صحيح نزلت إمبارح و جبتلك شوية لبس جنان.

-ميرسيه يا مامي.

-استني اجيبهملك.

-يا حبيبتي عارفة ذوقك، بعدين بأه.

-لا ما أنا عايزاكِ تلبسي حاجة منهم، وعدي عليّ ف النادي على 7 أو حتى 8 عشان...

قاطعتها جميلة بانفعال: ييييييه، مامي أنا لا هقابل حد ف نادي و لا ف كافيه ولا ف أي داهية، بصي أنا قررت أعنس واقعد ف أرابيزك، هم اللي اتجوزوا خدوا إيه؟

-رجعتي لأسلوبك الفالجر ده تاني!

-و برضو ولا هنا ف البيت، عشان لو جبتي حد مش هقابلهم غير بالعفريتة المشحمة وف إيدي مفتاح إنجليزي هبطح بيه أمهم.

-ده انت اتجننتي خالص!

-بالظبط، أمال لو كانت أشكال عدلة؟! بلا هم.
ثم ابتسمت ابتسامة مصطنعة و قالت: داكور مماه.. أروفوار...إمووووووواه.

ألقت لها قبلة في الهواء، انصرفت و ركبت سيارتها، انطلقت بها، كانت لا تستطيع تحديد شعورها الحالي، لكنها تذكر عندما كانت تصدم سيارتها عن عمد و تحضرها له على أنها سيارة لزبون وتراه وهو يصلحها و تقرأ إندهاشه ويقرأ هو أنه اصطدام عن عمد و مقصود رغم أنه لا يعلم كيف يحدث ذلك.... وتبتسم ولا تدري إن كانت ستراه ثانيًا أم لا.

هل كتب الفراق للأبد؟
أم لازال هناك أمل تنتظره، وصلت جميلة للبيت عند تحية و استقبلتها بحفاوة شديدة هي و سارة.

أهدرت جميلة: عاملين إيه؟ وحشتوني والله!

قالت سارة: عشان كده بتسألي أوي!

تابعت جميلة على إستحياء: والله من يوم ما كنت مع منى وتقريبًا ما بعتبش البيت.

تنهدت تحية بحزن قائلة: باين على وشك عدمتي يا بت، إيه ما بتاكليش؟!

تتهدت جميلة بقهر مردفة: و النفس تيجي منين بس؟

صاحت تحية: لأ، هتيجي وهتاكلي معانا دلوقتي، خشي يا سارة حضريلنا الفطار.

أومأت جميلة برفض وأهدرت: لا يا حبيبتي مالوش لزوم.

صاحت تحية معترضة: نععععععم! لاااااا إنتِ ما تعرفنيش، و لا إنت بخيلة؟!

إبتسمت جميلة إبتسامة باهتة وتابعت: حاضر هحاول عشان خاطر عيونك.

قالت تحية: تسلملي عيونك الحلوين دول، يا بت إجمدي بلاش تدهولي كده، الرجالة دول ما يحبوش اللي هتموت عليهم.

فابتسمت جميلة دون أن تعقب، تابعت تحية: دعيا لكم والله يا حبيبتي ربنا يفرجها و يجمعكم على خير!

جميلة:يا ريت يا ماما.

تحية:هيستجيب إن شاء الله ، طب انت عارفة أنا دعيت أد إيه لحسن لما ساب ورشة أبوه من يوم المدعوءة دي ما كرهته فيها ؟! سنين لحد ما جيتي و رجعتيله عقله ، فما تيأسيش هيستجيب إن شاء الله.

اهدرتهجميلة بسعادة: بجد!

سكتت تحية هُنيهة ثم تابعت: بس ممكن الإستجابة دي تكون ف شكل إن اللي بنتمناه ما يتحققش، لأن مش كل اللي بنطلبه بيبقى خير لينا وساعات الخير لسه هيجي، فلازم نرضى ونقبل بقدره.

أومأت جميلة بتفهم: ونعم بالله يا ماما!

ثم إلتفتت نحو المنضدة مشيرة بتسآل: لو سمحتي هو إيه دي؟

فضحكت تحية ومالت من شدة ضحكها وقالت: دي ملوخية بقطّفها، إيه ما تعرفيهاش؟!

تابعت جميلة: عارفاها طبعًا بس أول مرة أشوفها نبات، أنا ميح ف المطبخ.

فضحكت وقهقهت تحية قائلة: طبعًا يا حلوة ماعندك الخدم والحشم، يبقى تعملي بإيديكِ الحلوين دول ليه يا برنسيسة انتِ؟

قالت جميلة: طب ممكن أعمل معاكِ من دي؟

-يا سلام! ممكن أوي، إيه عايزة تتعلمي؟

أومأت جميلة قائلة: ينفع وأنا كبيرة كده؟

فضحكت وقالت: ينفع طبعًا، إنتِ فاهمة إني اتعلمت امتى؟ ده أنا اتجوزت وكنت خيبة مااعرفش اعمل حاجة وببوظ الأكل و يجي الحاج أبو حسن الله يرحمه يا ختاااااي يسود عيشتي عل الأكل البايظ وكنت عايشة مع حماتي كانت تشوفني بعك وتسيبني لحد ما يجي الراجل و يديني الطريحة وبعد كده تقوم تعمل هي، بس أنا ما سكتش ، بآيت لازقالها في الرايحة والجاية لحد مااتعلمت كل حاجة و بقى مايعرفش يفرق بين أكلي وأكل أمه ، يلا الله يرحمها.

ضحكت جميلة وقالت: طب والله جدعة! وعلمتي سارة ومنى؟

أهدرت تحية: طبعًا، سارة طول عمرها تعمل كل حاجة غير منى كانت متدلعة من صغرها، لكن من ساعة مااتخطبت وأنا حلفت عليها تعمل كل حاجة ف البيت وخليتها تشيله كله، وهي دلوقتي ست بيت زي الفل.

- ما شاء الله! عقبال ما تفرحي بسارة كمان.

تلاشت إبتسامة تحية وتنهدت قائلة: يارب! مع إنها عدت ال30، كانت لسه متخرجة من كلية العلوم وجه تعب أبوها وانشغلت معاه وشالتنا حبيبتي كلنا والبيت، بس بعد مااتوفي الله يرحمه ما رضيتش تخرج م البيت لاتروح ولا تيجي.

- والله ربنا هيكرمها دي أدب وجمال وخفة دم و شطارة.

-يارب حبيبتي!

صارت جميلة من يومها، تجييء من حينٍ لآخر و تعلمت بالفعل الكثير من أمور الطبخ و غيرها، كانت سعيدة معهم للغاية و هم أيضًا سعداء بها، نمت صداقة وطيدة بينهم، لكن لم يُذكر اسم حسن طوال تلك الفترة من أيهن كما أنه لم يكن يعلم بمجيئها لكنه لازال يعيش في قلبها و هي تعيش في قلبه...............

NehalAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top