(11)
ولد الهدي فالكائنات ضياء
وفم الكون كله تبسم و ثناء
الروح و الملأ الملائك حوله
الدين و الدنيا به بشراء
************************************
بك بشر الله السماء فزينت
و تضرعت مسكا بك الغبراء
يوم يتيه علي الزمان صباحه
ومساؤه بمحمد وضاء
ذعرت عروش الظالمين فزلزت
وعلت علي تيجانهم أصداء
و النار خاوية الجوانب حولهم
خمدت ذوائبها و غاص الماء
************************************
صلوا عليه لتسعدوا. إن المحبة أحمد
صلوا علي من أخلص. وسبح في يده الحصي
موسي كانت له العصا. وطه عفا عن من عصا
************************************
كل عام وأنتم بخير بمناسبة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
************************************
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة (11)
(بقلم : نهال عبدالواحد)
خرج ممدوح مع جميلة، دار بالسيارة في الطرقات و الصمت سائد فقط يستمعان للموسيقي حتى وصلا لمكان هادئ، ترجلا من السيارة، تأبط يده في يدها كما اعتادا من قبل، دخلا، جلسا و مر بعض الوقت.
تحدث ممدوح: ما احنا مش نازلين عشان نفضل ساكتين كده، فينك من زمان قطعتي فجأة ليه؟ بطلتي تكلميني ولا تردي علي؟ مالك دبلانة كده ليه؟ فين جوجو عايز اسمع اللي ماكانش ينفع تقوليه ف البيت.
أفاقت جميلة من شرودها وسألته: إنت صحيح هتفتح مصنع عربيات؟
تأفف ممدوح: شوف باقول إيه و هي تقول إيه!
- جاوبني الأول.
- أيوة يا ستي، بس ده حاجة صغيرة لسه.
- مش مشكلة المهم محتاج مهندسين زيك؟
- ف الأول كفاية واحد أو اتنين لحد ما الدنيا تمشي، هنزل إعلان وربنا يسهل، جاوبيني إنتِ بأه.
- أنا عندي ليك مهندس شاطر وهايل، شغله نضيف جدًا بس محتاج ياخد فرصته.
كاد أن يغضب لكنه تمهل قليلًا، أدرك أنها قد أجابتها و إن كانت الإجابة تحتاج لتفصيل.
تسآل ممدوح وهو يتفرّس ملامحها: مهندس ولا ميكانيكي؟
-مهندس ميكانيكي زيك بالظبط، زيك ف كل حاجة و والله شاطر جدًا و أخلاق، وأول ما تشوفه هيدخل قلبك على طول.
- يدخل قلبي أنا برضو! واضح إنه مهم أوي.
فسكتت.
فأكمل: جوجو، أفهم بأه الحكاية من أولها.
فقصت له كل ماحدث منذ أن ركب معها متأففًا وحتي عرف حقيقة أهلها و طردها من ورشته.
صاح ممدوح: يعني طردك ولسه عايزاه؟
صاحت جميلة بإنفعال: يووووووه! ماتفهمني بأه.
- إهدي كده وبالراحة، أنا بسأل.
- هو ما طردنيش زي ماانت فاهم، ده غصب عنه، حس بقلة حيلته فجأة، حس إنه قليل عليّ و إنه مش أدي والمسافات كبرت أوي، وفهم إنه بكده بيبعدني عنه وبيكرهني فيه، مع إني عارفة وحاسة هو بيتعذب أد إيه، هو عنده كرامة وعزة نفس.
- عشان راجل بجد غير سوسو وميكي اللي أمك بتجبهملك، طب يعني أعمل إيه؟! أروح أقوله تعالي اشتغل عندي! مش فاهم.
-لا طبعًا مش لازم يعرف إنك عمي و لا إنك تعرفني أصلًا، يعني كفاية إسمك الثلاثي مش لازم اسم العيلة.
- وبعدين!
- تروحله بعربيتك كأنها بايظة أو فيها مشكلة وكلمة ف حدوتة إعرض عليه الموضوع، ولا أقولك اخبط عربيتك زي ما كنت بعمل و روحله بيها يصلحالك وجربه وشوف شغله.
- إيه العته ده! وهو صدق؟
-لأ، لاقيته ف مرة بيقولي العربية دي ما تجيش تاني، كأنه كشفني.
- لازم طبعًا، عشان لو صدقك يا يبقى أهبل يا نصاب، بس...
أنا عرفت هجربه إزاي! عربية ماما لولا الله يرحمها!
-إييييييه؟! لا طبعًا دي خردة، إنت كده بتعجزه!
-دي عايزة حد شاطر ومتمكن، مش برضو واثقة ف شطارته ولسه كنتِ بتحكي عليها من شوية، ولا كان كلام وخلاص! يبقي تسبيني أتعامل، شغله هيثبتلي مستواه فعلًا، ولا عايزاني أرمي فلوسي؟!
فلم تستطيع الرد.
في اليوم التالي ذهب ممدوح بالفعل للورشة عند حسن وكان يتصل بجميلة من حين لآخر ليعرف الطريق بالضبط حتى وصل بالفعل وترجل من سيارته أمام الورشة.
اقترب من المدخل وأهدر: سلام عليكم.
أجاب حسن: وعليكم السلام ورحمة الله، أي خدمة، اتفضل حضرتك.
تابع ممدوح: بصراحة عندي عربية بس محتاجة شغل كتير وبصراحة هي غالية و كنت محتاج حد شاطر أوي عشان يقدر يصلحها.
تدخل فتحي: ماركتها إيه يا باشا؟
أردف ممدوح: أنا قصدي غالية عليّ، بتاعة المرحومة أمي وكانت مركونة، كنت محتاج لحد عنده خبرة و أمانة لأنها من ريحة أمي ونفسي تشتغل.
أومأ حسن قائلًا: بص يا فندم حضرتك تقطرها هنا وإن شاء الله ربنا يقدرني و أصلح اللي ينفع فيها، وهكون صريح معاك، بس لازم طبعًا أشوفها الأول.
أومأ ممدوح بإعجاب: تمام، أجيبها امتى؟
أجاب حسن: أي وقت تحبه أنا فاتح كل يوم وتحت أمر سيادتك، بس يعني، حضرتك عرفت سكتي منين؟!
ابتسم ممدوح مجيبًا: آه، شوفت إعلان عن ورشتك أون لاين بيشكر فيك و ف خبراتك فقلت أجرب، بس أنا ارتاحتلك بصراحة وان شاء الله تتصلح على إيدك.
شرد حسن قليلًا للحظة لاحظها ممدوح ثم قال بنبرة قد تغيرت: إن شاء الله أكون عند حسن ظنك، شرفت يا باشا.
وغادر ممدوح وكان إنطباعه الأول نحو حسن جيد فهو يبدو مريحًا و على خُلق.
في اليوم التالي سحب ممدوح السيارة وذهب بها إليه، فتحها حسن و فحصها جيدًا، علم ماتحتاجه لكنها تحتاج لعمل وجهد وأيضًا وقت فترك ممدوح السيارة و أعطى حسن بعض المال كجزء من الحساب.
كان من حين لآخر يمر علي الورشة بحجة متابعة السيارة ثم يجلس بعض الوقت يتبادلون أطراف الحديث في موضوعات شتى حتى جاء ذات يوم وقد انتهى حسن من تصليح السيارة إلا جزء منها أخبره به لأنه يحتاج لقطع غيار خاصة باهظة الثمن وغير متوفرة وقد أعجب ممدوح بصراحته وأيضًا مهارته.
خلال تلك الفترة السابقة نشأت نوع من الصداقة الخفيفة بين ممدوح، حسن وفتحي وقد وعدهم أن يجئ إليهم زائرًا وليس زبونًا.
بعد عدة أيام جاء ممدوح بالفعل للورشة كصديق وجلسوا معًا يتجاذبون مختلف الأحاديث حتى قرر ممدوح فتح الموضوع، فتنحنح قائلًا: في موضوع مهم كده يا حسن كنت عايزك فيه.
أومأ حسن: اتفضل خير!
- زي ما انت عارف أنا كنت عايش برة ولسه راجع وبصراحة قررت استقر هنا.
-وماله.
-اشتريت مصنع لتجميع العربيات، طبعًا هو لسه حاجة صغيرة كده عل أد، بس محتاجة وقت و مجهود و شغل كتير أوي عشان تكبر، ويا مسهل يمكن ف يوم أقدر آخد توكيل مثلًا، أنا أصلًا مهندس ميكانيكا وكنت محتاج حد معايا لحد ما الدنيا تقف على رجلها، و بصراحة كنت هنزل إعلان، لكن بعد ما اتعرفت عليك بصراحة اطمنتلك و عجبني شغلك و دماغك، فإيه رأيك لو جيت تشتغل معايا وبقول معايا مش عندي.
تنهد حسن وتابع: والله حضرتك دي مفاجأة و بعدين بصراحة أنا ماقدرش أتصرف ف الورشة دي ولا أسيبها دي ورشة أبويا وكان حلمي أكبرها مش اقفلها ولا أبيعها .
- وأنا لا قولت إقفلها ولا تبيعها، سيبها وخليك هنا وهنا عجبك الشغل معايا يبقى يادار ما دخلك شر وإن شاء الله نكبر سوا ومش بعيد نخلي الورشة دي مركز صيانة تابع للمصنع، ولو ما عجبكش تقدر ترجع ورشتك براحتك.
-بصراحة موضوع زي ده محتاج تفكير خصوصًا إن معايا أمي و إخواتي ولازم طبعًا آخد رأيهم.
- أكيد طبعًا، خد وقتك ف التفكير ده حقك تمامًا و رقمي معاك وأيًا كان ردك بلغني بيه، عل إذنك.
انصرف ممدوح وكانت مفاجأة حسن كبيرة لذلك العرض، ظل أيامًا يفكر ويفكر، رغم وجود فتحي وقت العرض إلا أنه لم يتحدث معه إطلاقًا، انتظر أن يفتح حسن معه الكلام.
وذات يوم جمع حسن أختيه و أمه وفتحي في بيت أمه، ثم قال: بصراحة يا جماعة في موضوع مهم جامعكم عشانه مش عارف أقرر فيه ومحتاج أسمع رأيكم.
أهدرت تحية بحنان: خير يا حبيبي!
فأخبرهم حسن عن ممدوح منذ أن جاء كزبون، كيف نشأت الصداقة بينهم وحتى ذلك العرض الذي عرضه عليهم.
قال فتحي: بص يا حسن إنت مش هتحتاج تقفل الورشة أنا موجود فيها مكانك، و بصراحة أنا شايفها فرصة ليك، ده كان حلمك ياحسن انت نسيت، وتبقى قطعت نص الطريق لأن بصراحة كان أدامك مشوار أد إيه أصلًا عشان تجيب مصنع زي ده حتى لو مصنع صغير، فدي فرصتك استغلها، وزي ما قالك لو ما عجبكش تقدر ترجع و ورشتك ف الحفظ والصون، و طبعًا الرأي الأول والأخير ليك.
أومأت منى: أنا موافقة يا حسن.
تابعت سارة: وانا كمان موافقة، مش بس عشان حلمك، عشان كمان أخيرًا هتتعامل كمهندس مش مجرد ميكانيكي ودي شغلتك اللي بتحبها و ساعتها هتقدر تبتكر وتطلع أفكارك اللي ماكنتش عارف تنفذها ازاي.
أكملت تحية بتشجيع: وانا يابني معاك ف الصالح، و طول ماانت بتشوف شغلك وتعمل اللي عليك هتوصل وتكبر، و زي مافتحي قال أديك قطعت نص المشوار، وبصراحة الجدع ده دخل قلبي من قبل ما اشوفه.
ضحك حسن قائلًا: يا ما انت كل الناس بتخش قلبك قبل ما تشوفيها.
صاحت تحية: لا يا عينيا مش كلهم، في ناس بتدخل و تربع جوة قلبي وناس تانية لما تعمل اللالي عمرها ماتعتبه، اتوكل على الله يابني و ربنا يفتحها ف وشك ويرزقك من أوسع الأبواب!
NehalAbdElWahed
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top