جزء 4-5-6-7-8-9
!! الفصل الرابع !!
! البارت الأول !
إستيقظت نيكولا في اليوم التالي قبل شروق الشمس بمده طويله.
أرادت أن تستعد لاستقبال يومها بنشاط. لقد طلبت من المجموعه أن يكونوا مستعدين لمغادرة المخيم الساعه الخامسه والنصف صباحا.
وقد إحتج قسم منهم لهذه الساعه المبكره، ولكن نيكولا أعلمتهم أن أحسن وقت لمشاهدة الحيوانات هو في الصباح الباكر، حتى جلوريا تقبلت الوضع أو لعلها لم ترحب في أن تترك بلاي يذهب بمفرده.
" أغلب المسافرين يكونون ذوي نوايا طيبه ولكن قسما منهم قد يرفض الإستيقاظ، فمن الواجب على المرشد السياحي أن يتولى إيقاظهم حتى لاتفوتهم الرحله." هذا ما كان يقوله المدرب لنيكولا.
كانت الحشائش والأعشاب مغطاة بقطرات الندى عندما خرجت نيكولا من غرفتها وسارت من باب إلى باب لإيقاظ مجموعتها ونصحت كل واحد منهم بارتداء ملابس دافئه لأن الجو لازال باردا، سيعودون إلى المخيم بعد ساعتين لتناول الإفطار وعندئذ يمكنهم تغيير ملابسهم وإرتداء ملابس صيفية.
نظرت نيكولا إلى ساعتها ووجدت أنه مازال لديها متسع من الوقت.
بإمكانها أن تعود إلى غرفتها لتستلقي على سريرها قليلا أو أن تتمشى قليلا في حديقة المخيم.
فضلت نيكولا الإختيار الثاني. كانت السماء لاتزال مظلمه قليلا، واتجهت لتقف قرب حاجز المخيم وأخذت تتأمل ماء النهر.
-- لقد إستيقظت مبكرا.
قال أحدهم، وتبينت نيكولا صاحب الصوت الذي سكن أحلامها الليلة الماضية.
وضعت نيكولا يدها على الحاجز وكأنها تبحث عن شيئ لتستند عليه، ثم أجابته:
-- لدي متسع من الوقت قبل بدء الرحله فجئت إلى هنا.
-- أعتقد أن لديك سببا أقوى من ذلك، كان بإمكانك أن تعودي إلى غرفتك. إني متأكد أنك تحبين هذا المكان يانيكولا.
لقد كان كثير الثقة بنفسه كما كان جوناثان. لقد كان جوناثان دائما واثقا من نفسه، يعلم مايريد.
فأجابته:
-- نعم إني أحب هذا المكان، أرى إنك قد نهضت مبكرا كذلك يابلاي.
أجاب بلاي مبتسما:
-- هذه صفة أخرى مشتركه بيننا.
-- أتعني ان كلينا يحب النهر؟
-- إني لا أمله أبدا.
-- بإمكانك أن تبقى سائق الباص. قالت وهي تمزح.
شاركها بلاي الضحك ثم قال:
-- لقد أحضرت لك قدحا من القهوة.
كان مظهر بلاي يليق بمدير شركه وليس بموظف عادي. كانت تصرفاته تدل على القوة والسيطره.
أنه رجل يعطي الأوامر ولايستلمها، لابد أنه يحتل مركزا كبيرا في الشركه.
نظرت نيكولا إليه وهو يناولها قدح القهوة.، إقتربت منه خطوة ثم توقفت، يجب أن تتوقف عن التفكير بهذا الرجل، لماذا تستجيب له هكذا؟!
-- بلاي يجب أن أذهب. قالت نيكولا بشيئ من التردد.
-- لاتزال أغلب مجموعتك نائمه.
قال بلاي برقة وكأنه قد شعر بترددها.
-- لدي أعمال يجب أن أقوم بها.
قالت نيكولا بصوت خافت.
-- لقد أنهيت كل أعمالك يانيكولا.
لقد كان صادقا، لقد أكملت جميع الإستعدادات.
إن رفضت شرب القهوة، ستبدو تصرفاتها طفولية.
لايجب أن يراها بلاي بيترسون تتصرف كطفله.
بالإضافة إلى ذلك فهي تريد أن تبقى هنا مع بلاي وأن تقترب منه.!
كانت القهوة ساخنة ولذيذه، أخذت نيكولا ترتشف القهوة وتتلذذ بدفئها.
إستندت في وقفتها إلى الحاجز وأمسكت بالقدح أمامها. كان البخار يتصاعد من قدح القهوة ليلتقي مع البخار المتصاعد من القدح الذي في يد بلاي كما إلتقت أصواتهما ليلة أمس.
-- أنظري. قال بلاي وهو يشير إلى شيئ ما.
نظرت نيكولا لترى غزالا يقف بالقرب من حاجز المخيم كان ينظر إليهما.
-- إنه لا يخافنا! قالت نيكولا بتعجب.
-- إن الحيوان يعلم بمن يثق.
-- كيف؟
-- لديه شعور داخلي.
صمت بلاي قليلا ثم عاد يتكلم بصوت فيه صلابه:
-- هل أنت متأكده من شعورك يانيكولا؟
-- أتمنى ذلك. أجابت نيكولا بشيئ من التأني، ماذا تعني؟
-- إني أتساءل، أجاب بلاي.
-- ماذا تقصد من كلامك هذا؟
-- كنت أفكر بديريك، والرجل الذي تركته وراءك.
أمسكت نيكولا قدح القهوه بقوة لئلا يقع من يدها.
-- لم يسبق لي أن حدثتك عن جوناثان. قالت نيكولا.
-- إسمه جوناثان إذن. قال بلاي.
هاهي قد وقعت في كمين نصبه بلاي بمهاره.
-- لم يكن ذلك ضروريا.
صمتت نيكولا قليلا وحاولت أن تستجمع أفكارها:
-- هل سألت عني؟
-- إنك تعلمين أني لم أفعل شيئا كهذا ، لقد لاحظت علامة خاتم على إصبع الخطوبة، وكانت عيناك تبدوان حزينتين.
تذكرت نيكولا أنه قد سألها أثناء المقابله فيما إذا كانت متزوجه أو على وشك الزواج، قد أجابته بالنفي، ولم يستمر هو في سؤالها، لابد أنه قد أدرك أن هناك رجلا في حياتها.
-- هل أنت مطلقة؟ سألها بلاي.
هل يجب أن يعلم كل شيئ؟ لماذا لم يسألني في المقابله؟
أخذت نيكولا نفسا عميقا وأجابته قائله:
-- لا. لقد تركني، أعني أنه هجرني.
-- هذه كلمة قبيحه. قال بلاي.
أخذت نيكولا رشفة من قدحها وتمنت لو أنها تشرب قليلا من البراندي.
-- نعم إنها كلمة قبيحة.!
-- هل تودين الكلام في هذا الموضوع؟
هزت نيكولا كتفها وعادت تنظر إلى البخار المتصاعد من قدح القهوة.
إن بلاي بيترسون يريد كافة المعلومات عن الفتاة التى تعمل في هذه الشركه.
-- إنها قصه عادية جدا.
كنا نعمل في نفس الشركه ونفس القسم، أحببنا بعضنا أو هيئ لنا ذلك ثم أتت إبنة مدير الشركه وانتهى كل شيئ.
-- إنه غبي وقد أحسنت بالتخلص منه. ألا زلت تحبينه؟
أخذت نيكولا تفكر لقد تصورت إني أحبه أما الآن فإني أتساءل إن كنت أحبه فعلا، إني أجد نفسي أكثر تفكيرا ببلاي بيترسون، ثم أجابت بصدق:
-- لا.
أخذ بلاي يدها بيده، ألا زلت تتألمين؟
ترددت نيكولا قبل أن تجيبه:
-- نعم قليلا!
-- إن الصد يؤلم دائما.
هل سبق لك أن صدتك إمرأة؟ إنك تبدو قويا شديد الوثوق بنفسك، هل سبق وأن أحزنتك إمرأة؟ سيكون ذلك سببا مقنعا يجعلك تكره النساء!
-- هل كان جوناثان سببا في تقدمك لهذه الوظيفه؟
نظرت نيكولا إلى عينيه وقالت:
-- لا، لقد كنت دائما أحلم بأن أعمل مرشدة سياحية.
-- إذن التوقيت كان مجرد صدفه؟
-- ليس بصوره كلية. لقد كنت حزينه وأردت أن أترك المكان الذي أعمل فيه، وكنت منذ طفولتي أحلم بعمل كهذا.
-- إذن التوقيت كان مجرد صدفه؟ قال بلاي.
-- ليس بصورة كلية. لقد كنت حزينة وأردت أن أترك المكان الذي أعمل فيه, وكنت منذ طفولتي أحلم بعمل كهذا.
-- لقد فهمت.
-- حقا؟
لقد جاء دوري الآن لاستجوابك ياسيد بيترسون. فقالت له:
-- لماذا سألتني كل هذه الأسئله؟ هل أنت نادم على إعطائي الوظيفه؟
-- لا.
-- هل تشعر بالندم لأنك لم تستجوبني بصورة جيده؟ هل تشعر سفريات ديلاني بحاجة ماسة لتعلم كل صغيرة وكبيرة عن موظفيها؟ أتريد أن تعلم كم مره أمشط شعري في الليل؟ هل أخبرك عن أي فردة حذاء أرتديه أولا؟ هل تريد أن تعلم.....
-- كفى! قال بلاي بحده: إن هذا التصرف لايليق بك.
كانت يده لازالت موضوعة على يدها. حاولت أن تبتعد عنه ولكن قبضته كانت قويه.
-- ماذا تريد إذن؟
-- أريد أشياء كثيره, هل بإمكانك أن تحزريها؟
كان صوته ناعما رقيقا.
-- لقد حان الوقت لذهابنا. قالت نيكولا بحده.
-- إنك مرشدة سياحية ياعزيزتي, ماأريد أن أعرفه هل أنت إمرأة كذلك؟
-- بالطبع أنا إمرأه.
-- إني سعيد لسماع ذلك. قالها بلاي وفي عينيه بريق غريب.
إستدار بلاي ليواجهها, وأخذ قدح القهوة من يدها ليضعه على الأرض.
وأمسك وجهها بين يديه ونظر إليها..
فقالت نيكولا بسرعه:
-- بلاي إن الوقت يسرقنا.!
-- لا زال لدينا متسع من الوقت, هل تخافين مني يانيكولا؟
-- لا إني لا أخافك.
-- أعتقد إنك تكذبين مرة أخرى.
وتحرك إبهامه على خدها. حاولت نيكولا أن تخفي عواطفها وقالت:
-- إني لا أخافك. ياإلهي ولماذا أخافك؟ لقد بلغت سن الواحد والعشرين!
بلاي إن الناس قادمون أتركني..
-- إنك تتكلمين كثيرا. أريدك أن تحذري ديريك.
-- ديريك؟! تساءلت نيكولا بتعجب!
-- إنه معجب بك.
هناك أشخاص مثل ديريك في كل رحله. إنهم يتصورون أن المرشدة السياحية إحدى الوسائل الترفيهية المهيأة لهم من قبل الشركه.
-- كيف تجرؤ أن تتكلم هكذا!
أكمل بلاي غير مباليا بكلامها:
-- وعندما تنتهي الرحله يختفي عن الأنظار تاركا الفتاة بقلب محطم.
-- إذن أنت تحذرني. قالتها بشيئ من العصبية.
كان بلاي لايزال يمسك بوجهها بين يديه وأخد يحرك أصابعه على وجهها وعلى شفتيها, شعرت نيكولا بالدفء يسري في جسدها, ياإلهي لماذا لايتوقف؟
ولكنها لاتريده أن يتوقف!!
-- إني أحذرك, لأنك قد تعرضت لتجربه محزنه وسيكون ديريك خطرا بالنسبه لك.<< كثر منها بس ليش متقول أغار وتفضها!!
قالت في نفسها: إن ديريك شاب لطيف وقد ساعدني في بعض اللحظات الحرجه, إذا كان هناك شخص خطر فهو أنت يابلاي. نظرت نيكولا إلى وجه بلاي.
لقد كان بإمكانه قراءة أفكارها بسهوله. لايجب ان يعلم تأثيره عليها.
كان شعورها هذا هو الذي دفعها لأن تقول :
-- ديريك خطر؟ هذا مستحيل إن حياتي مليئة برجال من أمثال ديريك. من الأوجب أن ديريك يخافني!
-- لا أصدقك أنت تكذبين. كان صوته حادا.
-- إن ما أقوله هو صحيح لقد كان جوناثان أحد الرجال الذين صادفتهم في حياتي.
-- كفى!
-- لم أنه كلامي. لقد سألتني إذا كنت إمرأه وسأجيبك, إني إمرأه ومنذ مدة طويله.
أجابها بلاي بسرعه:
-- أثبتي ذلك!
-- ماذا؟
-- أثبتي ذلك! إقض هذه الليلة معي.
!! الفصل الرابع !!
! البارت الثاني !
أجابها بلاي بسرعه:
- أثبتي ذلك!
- ماذا؟
- أثبتي ذلك! إقض هذه الليلة معي.
نظرت نيكولا حولها بخوف، لقد كان الكلام سهلا. وهاهي قد تكلمت ولكن ماذا ستفعل الآن.
وقالت بسرعه:
- ليس لدينا وقت.
- لقد قلت هذه الليله وليس الآن ياعزيزتي.
أجابت نيكولا بتردد وخوف:
- غرفتك أم غرفتي؟
- سآتي إلى غرفتك. وأبعد يديه عن وجهها.
- حسنا ليكن كذلك.
أخرجت نيكولا الكلام من بين شفتيها بصعوبه لم تعد تعرف كيف تتصرف.
ماذا ستفعل هذه الليله؟ كيف ستتخلص من هذا المأزق الذي كان من صنعها.
لم يسبق لها أن قضت ليله مع رجل ولن تبدأ بذلك الآن.
- إذن إتفقنا، والآن لأعطيك نموذجا لما سأوفره الليله لك.
لم تدرك نيكولا مغزى كلماته إلا بعد فوات الأوان.
وضع بلاي ذراعيه حولها وضمها إليه، لم يعد هناك مجال للهرب وشعرت بشفتيه فوق شفتيها، ولم تعد نيكولا تقوى على الحركه.
كيف يجرؤ على تقبيلي ومن سمح له بذلك، حاولت نيكولا أن تتخلص منه ولكنه كان يمسكها بقوة وزادت قبلته قوة. إنهارت مقاومة نيكولا كليا وأخذت تبادله القبلات.
أبعد بلاي شفتيه فجأة وأبعدها عنه بيديه وقال:
- لابأس!
- ماذا تعني؟ هل تريد الكمال.
- ولم لا؟ ولكن لاتيأسي سأعطيك فرصة أخرى هذه الليله.
- إنك وغد. كانت نيكولا تصرخ في وجهه.
- ولكني عشيق جيد ياعزيزتي ، لقد توقفت عن تقبيلك لأني سمعت أحدهم يفتح الباب.
لقد أنقذت إذن. وهل كانت ترغب في أن ينقذها أحد؟ كانت تشعر بدوار في رأسها وكان جسدها يرتعش.
- كنا سنتوقف على كل حال، لقد إكتفيت من قبلاتك.
لم يجبها بلاي بل إكتفى بضحكة تدل على أنه لم يصدق كلامها.
وضعت نيكولا يدها على خدها الذي تحول إلى قطعة حجر، إستدارت نيكولا مبتعده عن بلاي الذي وضع يده على ذراعها فجأة وقال:
- بالنسبه لديريك تذكري ماقلته....
لم يكمل بلاي كلامه لقد كان شخص ما ينادي:
- بلاي؟ بلاي، أين أنت؟
وبعد ثوان ظهرت جلوريا.
وتوقفت عندما رأت نيكولا تقف قريبا من بلاي، وتغيرت قسمات وجهها فجأة، ولكنها قالت بنبرة لطيفه:
- ياله من صباح جميل، لابد أنكما قد إستيقظتما مبكرين.
- لقد إستيقظت باكرا أنت كذلك.
قال بلاي وهو ينظر إليها مبتسما.
كان يكلمها بطريقة لطيفه وليس بسخرية كما كان يخاطب نيكولا.
إستدارت نيكولا وتركتهما دون أن تتكلم ولم يلحظ أحدهما ذهابها.
لم تذهب نيكولا إلى الباص مباشرة بل إتجهت إلى غرفتها ونظرت إلى مرآتها ورأت شعرها قد تناثر على كتفيها بشكل غير مرتب وكان وجهها أحمر وعيناها شاردتين.
ياإلهي كيف تسمح لبلاي وجلوريا أن يروها بهذا الشكل.
غسلت نيكولا وجهها بماء بارد.أعادت تمشيط شعرها. لم ترغب في رؤية بلاي وجلوريا ولكن ليس بيدها حيله.
كان الركاب بانتظارها ولا يجب أن تتأخر.
نظرت إلى ساعتها، لديها دقيقة واحده فاسرعت إلى الباص وعندما وصلت كانت الأخيره إذ أن الجميع كان في إنتظارها.
أحست نيكولا أن مشكلة ما قد وقعت.
كان الركاب كلهم صامتين والجو مشحونا بالغضب وعندما إنتبهت إلى السبب كانت جلوريا تجلس في المقعد الأمامي بدلا من السيده بارنز التي كانت تجلس في المقعد الخلفي والضيق واضح على وجهها. نظرت جلوريا إلى نيكولا وإبتسمت بتحد!
إلتفتت نيكولا إلى بلاي. كان صامتا ومن الواضح أنه قد ترك الأمر لنيكولا باعتبارها المسؤولة عن الركاب.
- بما أن مرشدتنا السياحية وصلت لتبدأ رحلتنا!
قالت جلوريا بصوت رقيق مغر.
سيطرت نيكولا على غضبها وقالت بلطافه:
- ستبدأ رحلتنا بعد أن تعودي إلى مقعدك وتعود السيده بارنز إلى مكانها.
- ليس في نيتي أن أعود إلى مقعدي السابق.
- إذن سننتظر حتى تغيري رأيك. أجابتها نيكولا بأدب.
شعرت نيكولا أن الركاب يقفون إلى جانبها فقررت أن تصر على موقفها.
- لقد وصلت أولا. قالت جلوريا
- إن هذا ليس سببا. لقد قلت أمس ان على الراكب أن يحتفظ بمقعده طيلة الرحله.
- هيا تحركي. قال ديريك وأجابته جلوريا بنظرة بارده وتمنت نيكولا لو أنه لم يتكلم.
- بلاي! قالت جلوريا: لماذا لاتقول شيئا؟
- أرجو أن لاتدخلي السائق في هذه المشكله. قالت نيكولا بلهجة آمره لتمنع بلاي من التحدث، أنا المسؤولة هنا.
- أنت تعلمين كما أعلم أنا أن بلاي ليس سائقا فقط. أجابتها جلوريا.
اللعنة على هذه المرأة، وأجابتها نيكولا بإصرار:
- في هذه الرحله بالذات هو سائق فقط، وأنا أطلب منك وللمره الأخيره أن تعودي إلى مقعدك.
- وإذا رفضت؟
- سنقضي النهار في المخيم.
لم تجبها جلوريا على الفور. كان وجهها شاحبا. أما بلاي فكان واقفا وراء نيكولا. ساد الصمت الباص ولم تستطع نيكولا رؤية وجه بلاي ولكنها كانت تشعر بقربه.
- ياإلهي ماهذا؟ قال ديريك.
- هيا ياسيدة باين لاتفسدي النهار علينا. قال السيد سلايد.
ببطء تركت جلوريا المقعد ورمقت نيكولا بنظرة تشبه نظرة الأفعى إلى فريستها، وركلت نيكولا في رجلها. حاولت نيكولا أن تخفي حرقة الألم وأخفضت عينيها إلى الأرض حتى لايروا دموعها، وهكذا عادت جلوريا إلى مقعدها الخلفي والسيده بارنز لتجلس في المقعد الأمامي.
إستدارت نيكولا لتواجه بلاي وقالت:
- بإمكاننا أن نرحل الآن.
ألن يقول شيئا؟ تساءلت نيكولا مع نفسها هل رأى كيف ركلتها جلوريا؟
لابد أنه لم يرها، لم ينتبه أحد. إن جلوريا ذكية.
لم يتكلم بلاي ولكن عينيه كانتا تنظران نيكولا بنظرة غريبة، أكان يهنئها على تصرفها؟
بعد أن شغل بلاي محرك السياره توجه إلى الأحراش. وإلتفت الجميع للنظر من النوافذ. لقد إنتهت المشكله على خير، لكن جلوريا لن تنسى ما فعلته نيكولا.
أما بلاي فهو من النوع الذي لاينسى إلا قليلا. أخذت نيكولا تنظر إلى الأحراش بحثا على الحيوانات وهي تفكر بالمشاكل التي تنتظرها.
إنتبهت نيكولا إلى حركة بين الأشجار وفجأة خرج خنزير بري ضخم, كانت السماء لازالت مظلمه نوعا ما ولذلك لم يتمكن الركاب من إلتقاط الصور ولكنهم سعدوا لرؤية هذا الحيوان, وبعد قليل إنتبهوا إلى القرده فوق الأشجار بحركاتها المضحكه.
- إني لا أمل مراقبة القردة, إنها حيوانات جميله ومسلية. أتمنى لو أني أستطيع أخذ واحد منهم إلى منزلي. قالت السيده بارنز وهي تخاطب نيكولا.
- لو فعلت ذلك فسيتعبك. قالت نيكولا وهي تبتسم.
كانت القردة في كل مكان وأخذو يتسلقون الباص لينظروا من النوافذ إلى الركاب.
وتمنت نيكولا لو كان بإمكانهم البقاء لمراقبتهم ولكن الوقت قد تأخر وطلبت من بلاي أن يستمر في سيره.
كان التوتر قد زال عن الركاب وقررت نيكولا أن تتناسى مشكلتها مع جلوريا, فأمسكت الميكروفون بيدها وقالت:
- سنتجه إلى النهر.
- هل حان وقت الشرب؟ قال السيد سلايد.
- نعم. إن أكثر الحيوانات تتجه إلى الشرب في الظلام, لذلك طلبت منكم الإستيقاظ مبكرا لعلنا نرى بعضها.
تعالت أصوات الركاب عندما وصلو إلى ضفة النهر, ورأو مجاميع الحيوانات.
إستدارت نيكولا لتنظر إلى بلاي:
- إن هذا المنظر أشبه بالصورة.
- نعم إنه شيئ جميل.
لقد كان حبه للحيوانات واضحا من نبرة صوته لابد أن حبه هذا هو الذي جعله يأتي كسائق مكان جون بايلي.
كان هناك قطيعان من حمير الوحش على ضفاف النهر بالإضافة إلى بعض الغزلان وثلاث زرافات يشربون من ماء النهر.
إنتبه بلاي ونيكولا إلى الفيل الكبير الذي أخذ يتحرك ببطء وجذبت إنتباه الركاب إليه.
إتجه الفيل إلى أحد الأشجار ولف خرطومه حول الشجره وكسرها.
- إنه يكسر الشجره كما أكسر أنا عود الكبريت. قال السيد سلايد.
إتجه الفيل بعد ذلك إلى النهر وأدخل خرطومه في الماء وقال بلاي مخاطبا نيكولا:
- هل تعرفت عليه؟
- أهو نفس الفيل الذي رأيناه تلك الليله؟
- نعم إني متأكد من ذلك, إنه صاحبنا.
لعله ذلك بالفعل أو قد يكون فيلا آخر, لم تهتم نيكولا لذلك ماكان يهمها هو كلمة <صاحبنا>
نظرت نيكولا إلى بلاي الذي كان يبتسم من دون تلك النظرة الساخره.
أخذت نيكولا خطوة باتجاه بلاي ثم توقفت, أرادت أن تلمس وجهه وشفتيه! ولكن هذا مستحيل حتى بغياب هؤلاء الركاب.
- لقد أحسنت فعلا. قال بلاي بصوت منخفض.
- أتعني رؤيتي للفيل؟ , لقد رأيته أنت أيضا في نفس اللحظه.
- أعني تصرفك مع جلوريا.
- نعم, لقد كنت مضطره لذلك.
- نعم, لكن كوني حذرة يانيكولا.
- ماذا تعني؟
- إنك لاتحبينها.
- هل قلت ذلك؟
- لا. لكنه واضح.
صمتت نيكولا قليلا وقالت:
- إنه ليس وصفا سهلا.
- إنها زبونة يانيكولا.
إنها إمرأة كذلك! إمرأة جذابه بالنسبه لك, وهي كذلك معجبة بك.
عندما لاحظ سرحانها ناداها بلاي:
- نيكولا؟
- نعم سأكون حذره! قالت نيكولا بصوت خافت.
!! الفصل الخامس !!
! البارت الأول !
عادوا إلى المخيم و
إستمتع الجميع بطعام الإفطار. كانت الشمس مشرقة وقد إرتفعت حرارة الجو قليلا.
بعد أن إنتهوا من تناول الإفطار، إتجه الجميع إلى غرفهم لتبديل ملابسهم.
نظرت نيكولا إلى السيده بارنز التي كانت شاحبة اللون وسألتها إذا كانت تود البقاء في المخيم لترتاح ولكن السيده بارنز أصرت على رؤية الحيوانات.
وكان لها ما أرادت.
ذهبو إلى الأحراش مرة أخرى و رأوا المزيد من الفيله والجاموس والقردة بالإضافة إلى نمر وقط، كانت نيكولا أول من رأى النمر.
عند عودتهم إلى المخيم وبعد أن تناولو طعام الغداء في المخيم كان ديريك يبدو مسرورا وقال:
- لقد سعدنا جدا لرؤية النمر يانيكولا.
- إنك تتحدث وكأني المسؤوله عن وجوده.
- إنك أنت التي إنتبهت إليه.
أخذت نيكولا تضحك وقالت:
- إنك مضحك ياديريك وهذا ما يعجبني.
- وأنا كذلك معجب بك!
كانا يقفان سوية بالقرب من حاجز المخيم ينظران إلى النهر.
وضع ديريك ذراعه حول كتفها وقال:
- أنت مرشد سياحي ممتاز يانيكولا.
- شكرا ياسيدي.
- وفتاة رائعة كذلك.
- وأنت لاتحتمل. قالت نيكولا وهي تبتسم، إنها تشعر بالراحه مع ديريك أما بلاي فهي دائما متوتره بقربه.
- لماذا لاتقولين إني جذاب؟ إن النساء دائما يتهافتن علي ألا تعلمين ذلك؟
إن بلاي هو الرجل الذي تتهافت عليه النساء. لا، لايجب أن تفكر ببلاي.
وقالت لديريك:
- هناك إمرأه واحدة لاتلاحقك، إنها جلوريا!
- إنها مشغولة بالسائق.
سكتت نيكولا لحظه وقالت:
- نعم إنها كذلك.
- إنها شمطاء كان علينا أن نرميها طعما للنمر! لماذا لم نفعل ذلك؟
- نعم لماذا لم أفكر أنا بذلك؟ قالت نيكولا والدموع تسيل من عينيها.
- آنسه سلون. كان أحد يناديها
إلتفتت نيكولا:
- بلاي!
- أود التحدث معك. قال بلاي.
- ليس الآن، قال ديريك، إني أتحدث معها.
- إنكما تتحدثان عن أحد الزبائن.
- إنه يستحق كلامنا. قال ديريك.
- أرجوك أن تأتي معي.
قال بلاي لنيكولا متجاهلا ديريك.
- لا تخاطبها وكأنك مسؤول عنها. قال ديريك و قد علا الإحمرار وجهه.
شعرت نيكولا بتوتر أعصابها. كان ديريك يبدو صغيرا بجانب بلاي، ولكن لم هذه المقارنة؟
- نيكولا! قال بلاي بلهجة آمره.
- إنك السائق لا غير أتركها وشأنها. قال ديريك.
- ديريك أرجوك! قالت نيكولا ووضعت يدها على يده:
- إن بلاي مسؤول فعلا.
- ولكن...!!
- سأراك فيما بعد.
بعد أن إبتعدت قليلا مع بلاي، قالت بغضب::
- كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه اللهجه!
- لقد طلبت منك مصاحبتي فقط!
- بطريقة غير مؤدبه.
- لقد تصورت بأني كنت مؤدبا للغاية تحت هذه الظروف.
- إن نبرة صوتك غير لائقه، وماذا تقصد بالظروف؟ لم أفعل شيئا خاطئا، باستثناء جلوريا.
- لقد تحدثت بصورة غير لبقه.
- لقد كان مزاحا فقط.
- أكان كذلك حقا؟
- حسنا إذن، أجابته نيكولا بحدة، كنت أتمنى أرميها للنمر وأعلم أن مزاحنا كان ثقيلا ولكني لم أقصد أن أؤذي أحدا، لم تسمعنا جلوريا.
- إسمحي لي أن أذكرك مرة ثانيه أن جلوريا زبونة في هذه الرحله وإذا كانت لديك شكوى فأرجو أن توجهيها لي، ليس لديك الحق في أن تشكيها لزبون آخر.
- إنك حقا تتصرف كمسؤول، قالت نيكولا بسخرية.
رأت نيكولا بريقا في عيني بلاي الذي إستمر قائلا:
- أود أن أخبرك ملاحظة أخرى، إن سفريات ديلاني لا تسمح لموظفيها بمصاحبة الزبائن.
- إنك لم تعر إهتماما عندما جلست مع السيده بارنز قبل الغداء، لقد كنت أتصور إن اللطافة مطلوبة مني.
-اللطافة شيئ والمصاحبه شيئ آخر.
نظرت نيكولا إلى بلاي وأجابت:
- إني لم أصاحب ديريك.
- ولكنه وضع ذراعه حول كتفيك.
- ولكنه لم يكن يقصد شيئا بذلك، لا أصدق أنك ظننت شيئا آخر!
كانت تعابير وجهه صارمه، لا عجب من أن ديريك بدا صغيرا جدا إلى جانب بلاي.
- أرجو أن لاتعيدي هذه التصرفات مرة أخرى.
إنه فعلا يتصرف كمسؤول. هذه رحلة نيكولا الأولى وبلاي هو الذي منحها المنصب، هذا صحيح ولكن هذا يدعوه لأن يتصرف هكذا.
كان بلاي على وشك أن يتركها عندما قالت نيكولا:
- هل من المعقول أنك تشعر بالغيره؟
- الغيره؟ كان بلاي يبتسم.
شعرت نيكولا بسرعة دقات قلبها، يجب أن تسيطر على عواطفها، يجب أن لا تدعه يرى تأثيره عليها، وأجابته قائله:
- ولم لا؟
وضع بلاي يديه على كتفيها.
شعرت نيكولا وكأن ساقيها قد تحولتا إلى ماء لم تعد تقوى على الوقوف.
- إن ديريك طفل وأنا لا أضيع وقتي وطاقتي بالغيرة من الأطفال.
كان بلاي قريبا جدا. وشعرت نيكولا بدوار في رأسها وعادت لتتذكر قبلاته وحاولت أن تمنع نفسها من الإقتراب منه، إذا علم بمدى إنجذابها إليه فإن تصرفاته تجاهها ستزداد سوءا.
ركزت نيكولا أفكارها على حديثهما وأجابته بإصرار:
- إن ديريك ليس طفلا.
- بالنسبة لي هو طفل، ولكن هذا ليس مهما. كانت نظرته رقيقة ناعمه مما زاد توتر أعصابها.
- لم لا؟ سألته بهمس.
وأجابها ضاحكا:
- هل نسيت إتفاقنا يانيكولا؟
لم تستطع الكلام، وضحك مرة ثانية ووضع يده على ذقنها ورفع رأسها لتنظر إليه، وقال:
- غرفتك هذه الليله....لا يمكن أن تكوني قد نسيت؟؟
هل يمكن لأي إمرأة أن تنسى؟
لقد وجدت التنفس صعبا. تمكنت نيكولا أن تبتسم وقالت:
- هناك أشياء لا أنساها!
- آه..
كان ينظر إليها نظرة فاحصة بعينيه الزرقاوين، إلى وجهها الصغير الذي علاه الشحوب فجأة، وإلى شفتيها المرتعشتين.
كانت تبدو ضعيفه جدا، وقال:
- ألم تغيري رأيك؟
بعد أن مضت فتره من الزمن تساءلت نيكولا لماذا لم تقل نعم لقد غيرت رأيي بسبب تصرفاتك السيئه التي لايمكن نسيانها، ولكنها لم تقل ذلك.
لم تود أن يظنها طفله، أرادت أن تكون مثل جلوريا.
ولذلك قالت:
- بالطبع لم أنس إتفاقنا ومازلت على رأيي.
- إذن قد إتفقنا ولهذا ليس هناك سبب للغيرة من ديريك.
كانت رحلة العصر ممتعه للغاية رأى الجميع مزيدا من الحيوانات البرية ولكن نيكولا لم تستمتع بوقتها وكانت تؤدي عملها بطريقة أوتوماتيكية ودون أن يلحظ أحد ذلك ولكن عيني بلاي كانتا تراقبانها دائما وعندها كانت تحاول أن تكون طبيعية حتى بلاي لم يحزر مايجول في خاطرها.
لعله كان يظنها بالليله القادمه.
لكنه لم يكن يعلم مدى خوفها. لقد جعلته يظن بأنها إمرأة لها خبرة واسعة بالرجال بينما هي فتاة عذراء ليس لها خبرة بالرجال.
نعم إنها خائفه، خائفه بطريقة غريبه. فهي تريده كذلك إنه شعور غريب عليها لم تشعر هكذا تجاه جوناثان أو أي رجل قابلته من قبل.
كان من السهل أن تخبر بلاي أنها قد غيرت رأيها ولكنها خافت أن يظنها جبانه.
ماذا ستفعل الآن؟ لابد وأن كثيرا من النساء يتمنين أن يكن مكانها، ومع أنها تحبه وترغب في أن تكون معه إلا أن هناك مبادئ كانت تؤمن بها ولن تتخلى عنها مهما حدث.
متى سيأتي بلاي؟ عندما تنتهي حفلة الشواء وتطفأ النيران ستفتح الباب وتخبره بأن صحتها متوعكه وتطلب منه مغادرة غرفتها، لابد أنه سيجيبها بنبرة ساخرة ولن يصدقها ولكنها ستصر على موقفها وليظن مايشاء وستقفل الباب وراءه.
بعد أن تتخلص منه كيف ستواجهه في اليوم التالي؟!
تحول العصر إلى مساء وأوقدت النيران وانتشرت رائحة شواء اللحم من أنحاء المخيم.
إنتقلت نيكولا بين المجموعه تكلم هذا وتمازح ذاك ولكن بلاي لم يفارق مخيلتها وكأنها قد جذبت إليه بقوة مغناطيسية غريبه وحاولت أن تمنع نفسها من النظر باتجاهه، لم تستطع أن تتفاداه.
لكنها كانت تشعر بأنها مراقبه ورفعت نظرها لترى من يراقبها فالتقت عيناها بعيني بلاي، وبالرغم من الظلام كانت تستطيع أن تتبين نظرته الصارمه.
كان يبعد عنها مسافة قليله ولكنها كانت تشعر به وكأنه واقف إلى جانبها ولم تستطع أن تبعد عينيها عن عينيه وفجأة غمز لها وصدت نيكولا عينيها عنه بسرعه.
كانت حفلة الشواء ناجحه كالمعتاد وكان الجو يسوده البهجه والسرور، ولكن نيكولا كانت تفكر بشخص واحد فقط كان يشغل عقلها وكيانها وشعرت بجفاف في حلقها.
لم تكن جلوريا تبتعد عن بلاي ثانية واحدة كانت دائما إلى جانبه وكأنها قد لصقت إليه.
ماذا ستقول جلوريا لو علمت بالموعد المتفق عليه بين نيكولا وبلاي؟
لعل بلاي قد عدل عن فكرته، فجلوريا إمرأة جميله و لها خبرة بالرجال وجاذبيتها تفوق جاذبية نيكولا.
إنتهت حفلة الشواء وأطفئت النيران واتجه الجميع إلى غرفهم.
كانت نيكولا آخر من يغادر. سيتولى عمال المخيم تنظيف المكان ولكنها كانت تبحث عن ما قد يشغلها لفترة من الزمن. لم تود العوده إلى غرفتها، ولكن بعد أن مضت مده من التفكير، إتجهت أخيرا إلى غرفتها.
فتحت نيكولا الباب وأشعلت النور وشهقت!!!
!! الفصل الخامس !!
! البارت الثاني !
فتحت نيكولا الباب وأشعلت النور وشهقت! لقد رأت رجلا نائما في سريرها!، أنه بلاي.
- بلاي! كان سؤالها أشبه بالصدمه!
فتح بلاي عينه ونظر إليها.
- ماذا تفعل هنا؟
بكسل شديد ترك بلاي السرير وقال ببطء!
- ظننتك تعرفين الجواب لسؤالك!
كان يبدو أكثر طولا وجاذبية، بلت نيكولا شفتيها قبل أن تجيبه قائله:
- لم أتصور أنك ستأتي.
- لا؟ قال بنبرة ساخره، ولكن لدينا إتفاقا سابقا.
- صحيح، صحيح لقد إتفقنا.
فكري، فكري بسرعه كيف ستتخلصين من هذا المأزق؟!
أما بلاي فقال بدقه:
- الآن ماذا؟
هزت نيكولا رأسها وقالت:
- لقد تشاجرنا هذا الصباح، لقد كنت أظن أن شجارنا سيغير كل شيئ.
- ما أظن أنا، أجاب بلاي بنبرة بارده، هو أنك خائفه!
- خائفه! ولماذا أكون خائفه، قالت نيكولا بسرعه.
- هذا ماأريد أن أعرفه منك! قال بلاي وهو ينظر إلى عينيها، قد قلت إنك إمرأة ذات خبرة، وإذا كنت كذلك فلن تخافي من قليل من المتعه..
متعة؟! لقد كان هذا بالنسبة له مجرد متعه؟ ومن أين له أن يعلم مدى تخوفها! وأجابته قائله:
- إني خبيرة بالرجال كما أخبرتك، ولست أخافك يابلاي!
- حسنا إذن تعالي إليه يانيكولا..
هكذا بكل سهولة كان يقولها، وما أزعجها أكثر هو رغبتها أن تذهب إليه. إنها تريده بجانبها ولكنها هزت رأسها وقالت:
- لا، ليس الليله.
إتجه بلاي إليها. وزادت أعصاب نيكولا توترا فأخذت خطوة أخرى إلى الوراء في محاولة للتخلص من بلاي ولكنه مد يده ووضعها على رقبتها ثم على شعرها وأخذ ينقلها ببطء إلى وجهها وشفتيها وقال:
- ولم ليس هذه الليله؟
وجدت نيكولا صعوبه في الكلام، أما التنفس فقد أصبح شبه مستحيل.
وقالت:
- لقد كنت غير مؤدب صباح اليوم.
ضحك بلاي براحه قائلا:
- سأجعلك تنسين تصرفي غير المؤدب.
لقد إقترب منها الآن.
- بلاي.. كانت نيكولا تحاول أن تتكلم ولكن بلاي أسكتها قائلا:
- بإمكاننا أن نتحدث فيما بعد.
وضمها إلى صدره بقوة ولم يعر إهتماما لمقاومتها، وضع يده خلف رأسها ورفع وجهها إلى وجهه وأخذ يقبلها.
أخذت نيكولا تقاوم بشتى الطرق ولكنه قد أمسكها بقوة واستمر بتقبيل وجهها وعينها ورقبتها، شعرت نيكولا أنها تغرق في بحر عميق،
كان لقبلاته تأثير المخدر عليها، وبعد فترة قصيره أخذت تتجاوب لقبلاته وتوقفت عن مقاومتها،
قال بلاي بين قبلاته:
- ياإلهي يانيكولا،
أنت جميله جدا وأنا أحبك.
حب! نظرت نيكولا إليه متعجبه.
من المستحيل أن تحب لقد سبق وأن قررت أن لاتحبه، ولكنها تحبه!!
لم يلاحظ بلاي تعجبها واستمر بتقبيلها، ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على سريرها ونظرت إليه نظرة كلها إستسلام وقالت:
- بلاي... ثم رفعت ذراعيها إليه.
- أنت جميله.. قال بلاي وهو ينظر إليها.
شعرت نيكولا بسعادة في داخلها ونظرت إليه، واستمر يقول:
- أريدك يانيكولا.
- ها أنت قد حصلت علي، أجابته نيكولا بسذاجة.
تغيرت مسحات وجهه وقال:
- ليس هكذا.
- بلاي..؟
- نيكولا إننا شخصان بالغان وأنا أريدك. هل فهمتني؟.
هاهي لحظة الصدق قد جاءت ولم تعد تعرف كيف تتصرف!
- أنت تريديني كذلك يانيكولا.
نعم نعم أريدك بشده لأني أحبك لكنك لاتحبني وأنا في حيرة من أمري.
- هل تريديني أم لا؟
كان جسدها يقول نعم بينما كان عقلها يصر على قول لا.
وكانت تعلم لو أنها طلبت من بلاي أن يتوقف الآن فستبدو ساذجة.
نظرت إليه محتارة.
فجأة سمعت نيكولا أحد وهو يطرق الباب وقالت:
- هناك أحد يطرق الباب.
- لاتردي عليه. قال بلاي وهو يهمس في أذنها.
- لا أستطيع ذلك يجب أن أرد.
رفعت نيكولا نفسها قليلا ونادت:
- من الطارق؟
- السيده بارنز.. كان صوتها يبدو مكتئبا.
إتجهت نيكولا إلى الباب وفتحته قليلا حتى لاتتمكن السيدة بارنز من النظر داخل الغرفه، وقالت:
- ماذا هناك ياسيده بارنز؟
- إني أشعر بتوعك. أنا آسفه لإيقاظك. لكني لست بصحة جيدة.
- عودي إلى غرفتك وسألحق بك.
أقفلت نيكولا الباب واستدارت لتواجه بلاي.
وسمعت صوت زئير أسد قادم من الأحراش. لقد كان بلاي يشبه الأسد قويا ذكيا وحشيا في بعض الأحيان.
- إن السيده بارنز مريضه.
- لقد سمعت حديثكما.
- أنا آسفه.
- إذهبي إليها يانيكولا.
نظرت نيكولا إليه لقد تغيرت مسحات وجهه ونبرة صوته ولم تفهم السبب:
- لم أتوقع قدوم السيده بارنز.
- بالطبع لا.
- ولماذا إذن تنظر إلي هكذا؟ وكأني طلبت منها أن تأتي!
- لأن من الممكن أن تكوني قد طلبت منها ذلك.
- لا أفهم ماذا تعني!
- إن السيده بارنز عذر جيد.
- عذر جيد؟
- أنت بحاجة إلى عذر أليس كذلك؟ لو لم تأت السيده بارنز هذه اللحظه لكنت وجدت عذر آخر.
هل من الممكن أن تحب الامرأة رجلا وأن تكرهه في نفس الوقت؟
حتى الآن كانت نيكولا تعتقد أن هذا مستحيل. أما الآن مع بلاي فلم تعد متأكده من شيئ.
- إنك مغرور. قالت بصوت منخفض.
- وأنت يانيكولا الصغيره ماتزالين فتاة عذراء.
نظرت نيكولا إليه وقالت:
- كيف عرفت ذلك؟
- إني أعلم.
بشجاعة نظرت إليه بتحد قائله:
- لقد قلت لك إني خبيرة بالرجال.
- هناك أشياء بإمكان الرجل أن يتحسسها.
كيف إستطاع أن يكتشف ذلك لقد تجاوبت مع قبلاته مع إنها كانت قد قررت أن تطرده من غرفتها.
أحست بوجنتيها تحترقان.
- هل ستكون هنا عندما أعود؟
- لا.
- آها.
- لقد نجوت مني.
لم يبد بلاي منزعجا لذهابها، فقالت:
- بالطبع ستذهب الآن إلى جلوريا؟
ضحك بلاي بسخرية وقال:
- هناك أسئلة من الأفضل أن لاتسأليها!
- هل ستذهب يابلاي؟
- هل تصورت أن إهتمامي خاص بك فقط؟
إذن سيذهب إلى جلوريا.
حاولت نيكولا أن تتخلص من شعورها بالغيره، يجب أن لايلاحظ بلاي غيرتها، فهزت كتفيها وأجابته:
- إن إهتماماتك لاتهمني ولن أبالي إذا ذهبت أو لم تذهب!
وضع بلاي يده على خدها وأبعد خصلة شعر عنه.، وقال:
- أحقا لاتبالين؟
- بالطبع لا ماذا كنت تتصور؟
يجب أن أتركك الآن لأن السيده بارنز بانتظاري، أرجو أن تغلق الباب وراءك.
- نعم، أنا متأكد أنها بانتظارك، أجاب بلاي بأدب.، أرجو لك ليلة هانئه يانيكولا...وأكمل مع نفسه:
" أنت غبية يانيكولا العزيزه، لا جلوريا ولا غيرها يحل محلك.. لكن لم يحن الوقت."
لم تجبه نيكولا وخرجت وأغلقت الباب بقوة،
إتجهت إلى غرفة السيدة بارنز وهي تعلم أن ماحدث الليله قد يقلق نومها ولكن بلاي سينام نوما عميقا.
سمعت زئير الأسد للمرة الثانية، كان صوتا مخيفا ولكنها لم تشعر بالخوف، كان الأسد بعيدا لعله يبحث عن فريسة يصطادها.
إنه لايشكل أي خطر عليها إن الخطر الذي تخاف مصدره يختلف، إنه من رجل وسيم طويل القامه، رجل قد أصبح يملأ عقلها.
صباح هذا اليوم كانت تعتقد أن سبب تعلقها ببلاي هو إعجاب فقط وإنه سيزول بمرور الوقت، أما الآن فقد أدركت أنها تحب بلاي.
أنه سيكون من الصعب أن تنساه... صعب؟ بل سيكون ذلك مستحيلا..
!! الفصل السادس !!
! البارت الأول !
نامت نيكولا تلك الليله، ولكن نومها كان قلقا. وعندما إستيقظت في الصباح التالي تذكرت أحلامها، وقالت تخاطب نفسها وهي تنظر إلى وجهها في المرآة:
" أيتها الغبية،كيف تصرفت بهذا الغباء.!"
عندما قابلت بلاي عند باب الباص كان واضحا على وجهه أنه قد نام نوما هادئا.
كان يبدو وسيما كالعادة، عندما نظر إليها كانت عيناه متألقتين.
تساءلت نيكولا مع نفسها إذا كان قد قضى ليلة سعيدة مع جلوريا.!
وبعد دقائق إنزعجت من أفكارها هذه،
وأخذت تتحدث إلى السيد والسيده سلايد بعد أن قرروا قضاء الوقت في أرجاء حديقة المخيم..
بعد عدة دقائق حضرت السيدة بارنز، كانت نيكولا قلقه على صحة هذه السيده، وشعرت بسعادة عندما ذهبت لمساعدتها في الليلة السابقة..
أخذت نيكولا تتنقل بين مجموعتها وفجأة أمسك ديريك يدها:
- إن السيد والسيده سلايد وبعض الركاب سيحضرون إلى غرفتي هذه الليلة لقضاء بعض الوقت، هل تنضمين إلينا؟
هزت نيكولا رأسها قائلة:
- لا أستطيع.
- بعد حفل الشواء، أرجوك أن تأتي يانيكولا.
- أنا آسفه ياديريك ليس بإمكاني الحضور.
- إن هذا المغرور يلاحقك مرة ثانية أليس كذلك؟
نظرت نيكولا باتجاه بلاي الذي كان يراقبها. لايمكن أن يكون قد سمع حديثهما ولكن نظرة الغضب من عينه كانت تدل على إنزعاجه.
نظرت نيكولا إلى ديريك وابتسمت قائله:
- لا إنه رأيي الشخصي، آسفه لايمكنني الحضور.
كان السيد ماثروني يلتقط صوره لزوجته وهي تقف بالقرب من أحد الحيوانات إلى جانب الحاجز السلكي للمخيم، ثم إلتقطت هي بدورها صورة له.
إتجهت نيكولا إليهما وسألتهما فيما إذا كانا يودان أن تلتقط لهما صوره وهما يقفان جنبا لجنب، ففرحا لذلك، فالتقطت نيكولا ثلاث صور لهما.
- نيكولا. كان جيم سلايد يناديها: أنت مصوره رائعه هل تلتقطين صورة لي ولماي؟
- نعم بكل سرور قالت نيكولا.
وبعد أن إلتقطت لهما عدة صور، قالت للسيده بارنز:
- هل ألتقط صورة لك؟
ستبدين جميله تحت تلك الشجره.
بعد أن إنتهت نيكولا من إلتقاط صور للسيده بارنز، سمعت أحدهم يقول:
- ياإلهي! إن مواهبك عديده لاتنتهي! كانت نبره ساخره بدون شك.
ببطء شديد أعادت نيكولا الكاميرا إلى حافظتها، وتأكدت من سيطرتها على أعصابها، قبل أن تستدير وتواجه جلوريا:
- إن إلتقاط عدة صور لاتحتاج إلى موهبة!
- نعم، لكن كل هذه اللطافه والخدمه!؟
إنك ثمينة جدا لشركة ديلاني.
- شكرا، لعلك ترغبين بصوره.
- لا شكرا، إن بلاي سيقوم بذلك، إنه يلبي جميع إحتياجاتي.
يالها من كلبه! كانت نيكولا تفكر مع نفسها، ولو إنها إلتقت جلوريا في ظروف مختلفه لكان لها كلام آخر معها، أما في هذه الظروف فليس لها الشأن إلا أن تسكت وتتحمل إلى أن تنتهي هذه الرحله.
- لاتدعيها تؤثر على سعادتك. قالت السيدة بارنز بعد أن إبتعدت جلوريا قليلا.
هزت نيكولا كتفها وقالت:
- إن عدة أشخاص قد قالوا هذا لي عن جلوريا.
- إنها إمرأة بشعه وليست بجمال صورها.
نظرت نيكولا إلى السيدة بارنز وقالت:
- إني لا أفهم عن ماذا تتكلمين!
- ألا تعلمين من هي جلوريا؟
- وهل يجب أن أعلم؟
إبتسمت السيده بارنز وقالت:
- من الواضح أنك لاتقرئين صفحة المجتمع في الجرائد.
لقد تم طلاقها منذ مدة قصيره. لقد كانت فضيحه.
- لم أكن أعلم. إني حقا مندهشه! كيف تعرفت عليها بهذه السهوله؟
- لم أكن سأتعرف عليها، ولكن جلوريا لها علاقه بالسيد بيلدون ديلاني.
- أتعنين بيلدون ديلاني مدير شركة سفريات ديلاني؟
- أعتقد هو نفس الشخص!
إنه إسم الشركه الذي نبهني إلى هذه القضية، لأني كنت عندها قد حجزت تذكرة هذه الرحلة.
أي نوع من الرجال هو يانيكولا؟
- لا أعلم لم يسبق لي أن قابلته.
ولكن نيكولا كانت قد دخلت إلى مكتبه يوم أعطاها بلاي الصك وتذكرت أنها تعجبت وقتها لشجاعة بلاي، لعله كان يعلم أن السيد ديلاني غائب في عمل ما.
تركت نيكولا السيده بارنز وقررت أن تذهب لتتمشى.
لقد أصبحت نيكولا تحب المخيم فأرضه وحدائقه زاهية الألوان ومليئه بالطيور والعصافير.
أخذت نيكولا تسير وهي تفكر بما قالته السيده بارنز.
إن جلوريا إحدى جميلات المجتمع الراقي والتي تم طلاقها منذ فتره قريبه مما سبب ضجة في الجرائد والوسط الإعلامي.
إن جمال جلوريا جعلها هدفا للصحافه، ولكن ماهي علاقة جلوريا وبلاي وما سر إهتمامها به؟
هل هو حلقة وصل بينها وبين السيد ديلاني؟
أم أن إهتمامها بالسيد ديلاني قل نوعا ما بعد أن قابلت بلاي؟
إن ثروة ديلاني تكون مغرية جدا بالنسبه لامرأة مثل جلوريا، لعلها وجدت وسامة بلاي أهم من الثروة.
في نهاية الفسحه التي كانت تسير فيها نيكولا كانت هناك بعض الأشجار الكثيفه، وذهبت نيكولا لتقف تحتها هربا من أشعة الشمس القوية، بعد أن وصلت إلى الأشجار إكتشفت أنها ليست بمفردها فقد رأت بلاي خلف إحدى الأشجار،
فاتجهت إليه نيكولا وهي تشعر بسعادة غريبه.
من الغباء أن لاتتحدث مع بلاي، يجب أن تضع حدا لهذا التوتر الذي ساد بينهما..
كان واقفا وظهره متكئ على الشجرة فلم ير نيكولا ولم يسمع وقع أقدامها.
إبتسمت نيكولا ولكنها توقفت فجأة لقد رأت جلوريا تحيط رقبته بذراعيها وذراعه على يدها و كان شعرها الأشقر قد إنسكب على كتفه!
شعرت نيكولا باضطراب شديد وكأن الدم قد هرب من جسدها وحاولت أن تسيطر على أعصابها.
يجب أن أغادر هذا المكان قبل أن يشعر بها هذان العاشقان.
إستدارت نيكولا بسرعه لتبتعد عنهما ولكنها في سرعتها إرتطمت رجلها بصخرة وأحدثت صوتا مما جذب إنتباه بلاي وجلوريا.
إلتفت بلاي بسرعه وجلوريا إلى جانبه بينما وقفت نيكولا صامته، والتقت عيناها بعيني بلاي.
ثم قالت جلوريا:
- هاهي مرشدتنا السياحية جاءت تتجسس.
- لم أكن أتجسس. قالت نيكولا.
- ولكنه يبدو كذلك.
- لقد كنت أتمشى ولم أكن أعلم..
لم تكمل نيكولا كلامها.
كان بلاي يراقبها بنظراته أما جلوريا فكانت تبدو غاضبه للغاية. فجأة ثار غضب نيكولا، ها هما بلاي وجلوريا واقفان وينظران إليها نظرات إتهام بينما لم تقترف هي أي ذنب.
أعطاها غضبها هذا قوة وشعرت بالدماء تعود إلى وجهها وسائر أعضاء جسدها، أخذت خطوة إلى الأمام وقالت بصوت معتدل:
- لم أكن أعلم أني سأجدكما هنا، وسأترككما لمتعتكما، ولكن ليس قبل أن أعبر عن إشمئزازي لكما ولتصرفكما!
بالأمس كنت تعظني وتحاول إرشادي من تصرفاتي،
ألم تقل أن الإختلاط ومصاحبة الزبائن ممنوع؟ أجده مضحكا جدا إنك تعظ فقط ولكنك لا تعمل بما تعظ به الآخرين يابلاي بيترسون.
كان بلاي على وشك أن يجيبها، ولكن جلوريا قاطعته قبل أن يبدأ الكلام:
- لا بد وأنك تعلمين أيتها الشابه المؤدبه أن ما ينطبق على الموظفين لاينطبق على المدير.
- المدير؟؟!
!! الفصل السادس !!
! البارت الثاني !
- المدير؟!
نظرت نيكولا إلى بلاي الذي وضع يده على ذراع صاحبته وقال:
- أرجوك ياجلوريا!
ولكنها تجاهلته وكررت كلامها:
- نعم المدير، ثم صمتت لثانيه وقالت:
مديرك يانيكولا بيلدون ديلاني!
قالت نيكولا بدهشه:
- هذا مستحيل، إنك لاتقولين الحقيقه!
ولكن من الجائز أن تكون هذه الحقيقه، أنظري إلى وجه بلاي غاضبا شاحبا لم يود أن أعلم أنه المدير.
لماذا ياإلهي؟ لقد كان يكذب طوال هذه الفتره وهاهي جلوريا قد كشفت الحقيقه.
إنها تشعر بألم يفوق ألم خيانة جوناثان.
قال بلاي بصوت معتدل:
- إنها الحقيقه، أنا آسف يانيكولا!
- ولماذا تتأسف ياعزيزي؟ قالت جلوريا، لديك أسبابك،
أما بالنسبه لك يانيكولا أعتقد أن ما قد اكتشفته الآن سيغير من تصرفاتك.
- نعم بالطبع، أجابت نيكولا.
- لقد كنت متأكده من ذلك، قالت جلوريا بصوتها المعتدل:
إن كثيرا من النساء يسعون وراء بلاي وثروته ومركزه أليس كذلك ياعزيزي؟
وعليك أن تحذر نيكولا الصغيره قد تراك الآن في ضوء جديد.
- كوني متأكده من ذلك، قالت نيكولا والصدمة واليأس اللذين صادفاها غير محتملين، وشعرت برغبه في البكاء، ولكنها إستمرت في كلامها: لقد تغير تصرفي من الآن، لقد زاد إشمئزازي عن ما كان عليه قبل دقائق.
ماذا سيقولان؟ جلوريا ونظرة الإنتصار في عينيها. بلاي بيترسون! أعني بيلدون ديلاني بنظرته البائسه.؟!
هل سيعاتبان هذه الموظفه التي تجرأت وتكلمت مع مديرها بهذه اللهجه غير المؤدبه؟!
لم تعد نيكولا تبالي لكلامهما وأفكارهما، فاستدارت لتغادر المكان اللعين.
- نيكولا! قال بلاي وهو يلحق بها بينما كانت تجري باتجاه غرفتها.
- إتركني وشأني!
- لقد صدمتك! أنا آسف.
نظرت إليه والشر في عينيها:
- لا بد أنك تمزح! إني متأكده بأنك لم تأسف لشيئ فعلته أوذنب إقترفته قط!
حاول بلاي أن يسيطر على غضبها وقال:
- يجب أن نتحدث.
- ليس هناك ماتتحدث عنه.
إقترب بلاي منها وأمسكها من رسغها بقوة مما زاد غضبها:
- لقد تركت جلوريا في مكانها!
- مسكينه جلوريا! قالت نيكولا بسخرية.
- يجب أن نتحدث يانيكولا.
- أبعد يدك عني. كادت تقذف الكلمات في وجهه:
لم أعد أتحمل لمسة يديك!
صمت بلاي قليلا ونظر في عينيها وقال:
- لم تكوني كذلك الليلة الماضية!
لم يترك بلاي رسغها بل أخذ يحرك إبهامه ببطء بطريقه مثيره وزادت نبضات نيكولا سرعة وقالت:
- الليله الماضية كانت شيئا مختلفا!
- ولماذا؟ لأن إسمي كان يختلف؟
ألا تعلم إني لا أبالي بإسمك؟ بلاي بيترسون، بيلدون ديلاني، توم سميث! إني أحبك بغض النظر عن إسمك!<< إستحقت الطق من جد!!
مايهمني هو أنك غني ذو نفوذ ولا تنظر إلي إلا كمتعه! من الجنون أن أظن حتى للحظه أنك قد تحبني! وهناك جلوريا إنها تلاحقك لم أكن أعلم أنها عشيقتك وأن لك يدا في طلاقها.
- لم تجيبي يانيكولا!! كان بلاي يحدثها وهو يفكر..
- ليس إسمك فقط!
كانت حركة إبهامه مثيره وبدأ جسدها يرتعش.
- إذن لمساتي مازالت تثيرك!
- كان هذا سابقا!
- إنك تكذبين! لم جسدك يرتعش إذن مع لمستي لك؟
- إني أرتعش إشمئزازا، قالت وهي تريد أن تجرحه: أبعد يديك عني يابيلدون ديلاني.
- إسمي بلاي.
أرجوك يجب أن نتحدث... ثم نظر باتجاه الأشجار حيث ترك جلوريا وقال:
إن جلوريا تنتظرني...سأراك فيما بعد.
- أرجو أن تنسى ذلك، وسحبت رسغها من قبضته بقوة: عد إلى صديقتك لم يعد هناك مانتحدث عنه.
تركها بلاي عائدا إلى جلوريا، أما هي فقد غيرت رأيها وقررت أن لاتذهب إلى غرفتها، إذا ذهبت إلى غرفتها فسيظن أنها تختبئ وهي لن تختبئ من أحد.
كان ديريك يقف في الجهة الأخرى من الحاجز وقد وضع المنظار إلى عينه يبحث عن الحيوانات بين الأحراش.
- نيكولا. قال بسعاده عندما رآها تسير باتجاهه.
- هل وجدت شيئا؟
- نعم لقد رأيت دزينة أسود.
- عظيم. وضحكت لمزاحه، أما زالت دعوتك قائمه؟
- تعنين الحفله هذه الليله؟ نعم.
- أشكرك، لقد غيرت رأيي، أود الحضور.
- إني سعيد للذلك وضمها إليه بسعاده.، إن لمساته لا تؤثر بها، إن الرجل الوحيد الذي يثيرها هو بلاي.
في الحفله، في غرفة ديريك:::
- هذه خمره لذيذه، قالت نيكولا وهي تضحك، أريد المزيد ياديريك.
- نعم ياعزيزتي.
ضحكت مرة ثانية وديريك يعيد ملء كأسها بالنبيذ، هل هذا هو الشراب الذي تتناوله الآلهه؟! نظرت إلى السائل الأحمر، قليلا ثم أفرغت محتويات الكأس مره واحده.
- أريد المزيد ياديريك.
- بالطبع ياعزيزتي،
لكن السيده ماي سلايد وضعت يدها على ذراعه وقالت:
- لايا ديريك لقد أثر الشراب عليها، لاتعطها المزيد.
ولكن ديريك لم يعر إهتماما للسيدة سلايد، وأعاد ملء كأس نيكولا وقال:
- إستمتعتي بوقتك؟
لن أستمع بوقتي بعد الآن، لكن لا أحد يعلم، ولن يعلم أحد.
ولديريك قالت:
- نعم ياديريك إني أستمتع بوقتي، ومالت برأسها على كتفه،
ووضع هو ذراعه على كتفها وضمها إليه. إنه معجب بها ولايتصرف مثل بلاي.
- ماذا سيقول بلاي بيترسون؟ قالت ماي بقلق.
- الوحش؟ قال ديريك، لماذا تهتمين به؟
- من هو بلاي بيترسون؟ قالت نيكولا وكانت كلماتها بطيئه وثقيله.
- أعني سائقنا. قالت ماي وهي تنظر إلى وجه نيكولا، بلاي بيترسون يانيكولا هل أثر عليك النبيذ إلى هذه الدرجة؟
- ليس هناك شخص باسم بلاي بيترسون، قالت نيكولا، إنه شخص خيالي.
صرخ ديريك ضاحكا:
- إنك فتاة رائعه وممتعه.، أعني لو كنت دائما هكذا.
أمسكت نيكولا ديريك من أذنه وهي تمازحه:
- سأكون هكذا من الآن فصاعدا.
- هذا وجه جديد لنيكولا. قال جيم سلايد.
- إن الوضع لايعجبني. قالت ماي بقلق.
- لاأبالي إذا كان بلاي خياليا أم لا! أود لو أنه يستطيع رؤيتك الآن.
أخذت نيكولا تفكر. لو أن بلاي رآها فسيغضب.
إني سكرانة ولا زلت أذكر بلاي.
وأكمل ديريك:
- إنه رجل مغرور، لو سمعتم كلامه عن قوانين الشركه!!
- أية قوانين؟ قالت نيكولا: لم تعد هناك قوانين بعد الآن. وأخذت تضحك.
- هذه هي فتاتي، قال ديريك.
- كلها خيالية مثل بلاي. قالت نيكولا.
بدأ جيم بغناء أغنية قديمه، واشترك الجميع معه في الغناء.
شعرت نيكولا بألم في رأسها، وتوعك، ولكنها استمرت بالغناء ورأسها على كتف ديريك.
لم يكادوا ينتهون من الغناء، وإذا الباب يفتح وتوقفت الأغنية فجأة....
!! الفصل السابع !!
! البارت الثاني !
كانت القهوة لذيذه، أخذ بلاي يراقبها في صمت ولم يجبها على سؤالها إلى أن رفعت عينيها لتنظر إليه:
- سأجيب على سؤالك، أنت لاتزالين تحتفظين بوظيفتك.
- شكرا، قالت بارتياح.
- لا أريد أن أفقدك.
لم تفقدني؟! حتى إذا أردت ذلك، فلقد أسرت قلبي وعقلي وسيبقيان في أسرك حتى بعد إنتهاء هذه الرحله، لاتمر علي دقيقة دون التفكير بك.
- إنك تؤدين عملك بصورة جيدة، قال بلاي.
إنه لاينظر إلي إلا كموظفه في شركته، وأخذت يدها ترتعش.
- ستسكبين القهوة وتحرقين نفسك، قال بلاي وهو يراقب يدها، إعتدلي في جلستك ثم أشربي القهوة.
أدركت نيكولا أنه يجب عليها أن تجلس فمن المستحيل أن تشرب القهوة وهي راقده على ظهرها، ولكنها وجدت النهوض صعبا، فهي تمسك الفنجان بيد واحدة وبالأخرى تمسك الغطاء حول عنقها.
أخذ بلاي يضحك، وقال:
- إنك عجيبه يانيكولا.
- مالذي يضحكك الآن؟
قالت ببرود وقد أدركت سبب ضحكته.
- إنك تتصرفين كأي إمرأة في القرون الوسطى، هل تعتقدين إني إذا رأيت رقبتك أو كتفيك سأهجم عليك كوحش كاسر؟! عزيزتي نيكولا رأيتك وأنت ترتدين أقل من هذا!
أخذت دقات قلبها تسرع عندما لفظ كلمة عزيزتي فنظرت إلى وجهه ولم تجد أي تعبير فيه يدل على الحب.
إنه يستعمل هذه الكلمه في لحظات المزاح، أما جلوريا ففي لحظات غضبها كانت تنادي نيكولا بعزيزتي.
- لابد أنك رأيت نساء غيري كذلك.
- هل تشعرين بالغيره؟ قالها بلاي بطريقة مثيرة.
- أنا؟ بالطبع لا أنك كثير الثقة بنفسك يابلاي، أعني بيلدون ديلاني.
- بلاي، قال مصححا.
- بلاي إذن،! لايهمني كم إمرأة ضاجعت، ما يهمني هو تصرفاتك.
- آها...
- لقد كذبت.
- لقد أخبرتك إنا سنتحدث في الصباح.
- لقد كان لديك متسع من الوقت لاختلاق عذر جيد.
شعرت نيكولا برغبة شديدة للإرتماء بين ذراعيه. من الصعب أن تغضب منه.
ياترى ماذا سيكون عذره؟
من الصعب أن تحادثه بهذا الوضع وهي في سريرها، لماذا لايتحدثان خارج غرفتها أو في أي مكان آخر!!
هاهي راقدة في سريرها وبرداء نومها تتحدث إلى الرجل الذي تحبه.
- لم أختلق أي عذر، سأقول الحقيقة لا أكثر، قال بلاي.
جاء دورها لتقول:
- آها...
- نيكولا، قال بلاي وأخذ يدها بين يديه.
سحبت نيكولا يدها وقالت:
- لن يفيدك هذا يابلاي، قالتها بشيئ من البرود،
لقد كذبت بعد أن قلت إنه لن يكون أي كذب بيننا.
- هذا صحيح....
قاطعته نيكولا:
- إذا كنت قد كذبت عليك، فكلها أكاذيب بيضاء لاتؤذي ولايمكن مقارنتها بأكاذيبك.
- هل ستسمحين لي بالكلام؟ قال بلاي.
- نعم هيا ولاتنس أي شيئ. قالتها بنفس البرود.
- أنت تعلمين معظم الأشياء. إسمي. كما وقد إكتشفت من هو بيلدون ديلاني وأنا أملك شركة ديلاني للسياحه.
- بالإضافة إلى أشياء أخرى.
- نعم بالإضافة إلى أشياء أخرى، قال بلاي بلطافه:
- أود أن أعلم لماذا يزعجك هذا؟ والآن لماذا أعطيت نفسي إسم بيترسون؟ إن هذا واضح جدا. لقد إستعملت إسما مختلفا لتبقى هويتي مجهوله.
- هل هذا ضروري؟
- أحيانا. أحب أن أتنقل من أنحاء الشركه لأرى العمل من وجهة نظر الموظفين. وإذا علم كل الموظفين هويتي فسيكون ذلك مستحيلا.
- تعني أنك تحب التجسس على العاملين!<< ههه حتنبسط!
- إني لاأتجسس، قال بلاي وقد بدأ صبره ينفد، إني أريد أن أرى مشاكل العاملين من وجهة نظرهم، ليس من موقعي كرئيس الشركه فقط.
- تعني من موقع الموظف.
- نعم.
- ها، الملك يتنقل في أنحاء مملكته بين العامه ثم يعود إلى عرشه بعد أن يتعب.
- حاولي أن تفهمي وجهة نظري، قال بلاي، كان والدي يصر أن أبدأ حياتي العملية من بداية السلم وأعتقد أن رأيه صحيح.
- لقد إنتهيت من إرتقاء السلم ووصلت إلى القمة يابلاي، قالت نيكولا.
- لكن فكرته لازالت صحيحه، إن المدير الناجح يتعرف على مشاكل موظفيه حتى يعلم تأثير أوامره عليهم والطريقه الوحيده لذلك هو الإختلاط بهم، إن هذا خطاب طويل يانيكولا.
- لقد سمعت كل كلمه، قالتها بقليل من السخرية. ولكنها كانت صادقة كانت تحب الإستماع إلى حديثه، إن حبه لعمله قد أعجبها.
- يوم أتيت للمقابله كنت تعمل يومها كمدير الأفراد؟
- نعم. أجاب بلاي.
وعندما أصيب جون بايلي بمرض، كنت تنتظر الفرصه لتعمل كسائق باص؟
تردد بلاي بالإجابه قليلا ثم قال:
- هذا صحيح.
- ماذا عن الإسم بيترسون؟ هل إقترن بصورة عشوائية؟
- لقد كنت دائما أدعى بلاي، أما بيترسون فهو إسم عائلة والدتي.
والآن هل أدركت إني لم أقصد أن أكذب.
- أعتقد ذلك.
- إذن لماذا هذا الإنزعاج؟
لم تكن نيكولا وقتها منزعجه، بل كانت تفكر ببلاي، لقد شغل هذا العمل كيانها وأحاسيسها.
لقد إنتهت من شرب القهوة وكانت لاتزال راقدة في سريرها ولو أنها عادت تختبئ تحت الغطاء لأثارت ضحك بلاي.
كانت تشعر أنها صغير إلى جانبه. ولكن يجب أن تفكر بوضوح لتعطيه إجابه مقنعة.
- لقد قلت البارحه إن إسمي ليس هو الذي أزعجك فقط.
- أموالك.
- أموالي! قال بلاي باندهاش.
- إنك غني جدا.
- وهذا يزعجك؟ قال بلاي وهو ينظر إليها بتعجب، إن معظم النساء يطيرون فرحا.
لابد أن جلوريا من هذا الصنف، ولابد أن بلاي يعلم مدى إعجاب النساء به.
- ليس الجميع من صنف واحد، كما وأعتقد أن الأموال لها أثر سيئ على العلاقات بين الأفراد.
عضت نيكولا شفتيها وأبعدت عينيها عن وجهه. لقد بدأ قربه منها يؤثر عليها. كانت تتكلم بدون تفكير، ليست من علاقه بينها وبين بلاي.
- إستمري، قال بلاي.
كان ينتظر منها أن تكمل حديثها، ولذلك إستمرت نيكولا قائله:
- إن خطوبتي قد فشلت بسبب المال، كنت أنا فقيره أما آنثيا فتمتلك الكثير، رأى جوناثان أن من الأسهل أن يقع في شباك إمرأة ثرية من أن يقع في شباك إمرأة فقيره.
- لكننا لسنا خطيبين يانيكولا، والإمرأة الثرية لاتجذبني، ولماذا تقارنيني بجوناثان؟
إحمرت وجنتا نيكولا وأجابته:
- لقد كنت أشرح لك سبب كرهي للأموال..
!! الفصل السابع !!
! البارت الثاني !
صمت بلاي ونظر إليها. كان الضوء خافتا ولم تتمكن نيكولا من الرؤية بوضوح فجأة شعرت بأن بلاي قد وضع يده على خدها وقال:
- إن مقارنتك غير عادله.
- لم أكن أقارنك بأحد، قالت نيكولا وقد أخذت دقات قلبها تسرع.
قال بلاي متجاهلا كلامها:
- كان جوناثان يبحث عن الثراء، أما أنا فلدي المال ولا أحتاج لامرأة تعطيني المزيد.
- أعلم ذلك لقد كنت...
- وماذا يزعجك بالإضافة إلى الأموال؟
كان مصمما على معرفة كل أفكارها. إنه خصم قوي وكان الأجدر بها أن تعلم ذلك قبل أن تتحداه.
- مركزك. قالت نيكولا.
- أشكرك لهذا الإطراء.
إنه يحاول إغضابها، اللعنة عليه.
- لديك مركز كبير كرجل أعمال.
- وماذا في ذلك؟
- وأنا لست سوى موظفة عادية أعمل كمرشد سياحي.
- لا أصدق هذا، إنك تتكلمين عن الطبقات الإجتماعية. ياعزيزتي لقد زالت الفوارق الطبقية منذ سنين.
!! الفصل السابع !!
! البارت الثالث !
- لا أصدق هذا. إنك تتكلمين عن الطبقات الإجتماعية، ياعزيزتي لقد زالت الفوارق الطبقية منذ سنين.
- هل زالت فعلا؟ قالت نيكولا وهي تنظر إليه، أنت تنتمي إلى عالم مختلف أنت وجلوريا،
عالم يشرب الشمبانيا عند الإفطار ويتناولون الكافيار عند الغداء.
ماذا تعلم عن الناس العاديين الذين يتناولون الساندويشات البسيطه؟ الذين يعتمدون على معاشاتهم فقط والتي بالكاد تكفيهم؟ هل شعرت بالسعادة عندما أعطيتني الصك؟
لقد أعطيتني المنحه من حسابك الخاص، أليس كذلك؟ ولكنك تظاهرت أن المال يأتي من حساب الشركه.!
- نعم لقد أعطيتك المساعده من حسابي الخاص، و نعم لدي المعلومات عن الذين يأكلون الساندويشات.
مالذي تحاولين قوله يانيكولا؟
- إنك تلمسني، وتقبلني وتتظاهر بأنك معجب بي....
- لكني فعلا معجب بك. قالها وهو يميل باتجاهها.
- لا تغير الموضوع.
- لماذا؟ إنه موضوع شيق.!
ياإلهي يجب أن أسيطر على عواطفي. بإمكاني أن أفكر بكلماته الرقيقه فيما بعد.
- إن هذا ليس موضوع النقاش! قالت بصوت يرتعش.
- لا! قال بلاي، ولكنك معجبة بي كذلك وتجديني جذابا.
- إنك مغرور للغاية، قالت نيكولا ضاحكة.
- نعم، قال بلاي متفقا معها. ولكنك تجدينني جذابا أليس كذلك؟
- نعم، قليلا، لم تتمكن من الإجابه بعد ذلك، واستمرت قائله: لكن قلت لك إن هذا ليس موضوع النقاش.
-ماهو موضوع النقاش إذن؟
لو أنه يبتعد قليلا. كان قريبا جدا ولم تعد تستطيع السيطره على عواطفها بصورة كامله.
- إنك تحتقرني. قالت نيكولا بصوت خافت.
- أحتقرك؟ قال بلاي بصوت كاد يشق سقف الغرفه، يالك من فتاة. أحقا تصدقين كلامك هذا! قالها بنبرة ساخرة.
-نعم إني أؤمن بكلامي هذا. قالت نيكولا وصوتها يرتعش.
-إذن يجب أن أريك مدى إحتقاري لك.
هذه المره عندما أحاطها بذراعيه لم تستطع التخلص ضمها إلى صدره بقوة وقبلها برقة ثم رفع نظره إلى عينيها،
لم تستطع نيكولا أن تتنفس وهي تنظر إليه.
مد أصابع يده ووضعها على خدها، كانت لمسته رقيقه ومثيره للغاية.
- لم أقصد أن أفعل هذا عندما أتيت هذا الصباح، قال بلاي برقة.
- حقا؟ قالت بصوت خافت.
-نعم، جئت لإيقاظك فقط، همس بلاي في أذنها.
لقد أيقظتني يابلاي وأيقظت عواطفي وأحاسيسي وأنا أحبك ولكني خائفه لأني أعلم أن حبك لي لن يدوم، ولن أحب أحدا يوما كما أحبك.
- إنك كاذب! قالت بصوت خافت.
- مالذي يجعلك تتصورين إني أحتقرك؟
أنت جميلة جدا يانيكولا ومن المستحيل أن يحتقرك أي رجل.
لم تجبه نيكولا بل إكتفت بلمس شعره بحنان.
- أتعلمين مالذي تفعلينه بي؟ قال بلاي بصوت أجش.
- ماذا؟
-إنك ساحرة، ساحرة جميله مثيره، سأريك مالذي تفعلين بي.
ضمها إلى صدره مرة ثانيه حتى إنها كانت تسمع ضربات قلبه، لا. لعلها ضربات قلبها هي.
أخذ يقبلها مرة أخرى واستسلمت لقبلاته كانت تجيبه قبلة بقبله.
لم يعد أي شيئ يشغل فكرها ولم تعد تقاومه.
ولم تعد نتائج تصرفاتها تهمها بشيئ.
أبعد بلاي شفتيه عن شفتيها وأخذ يقبل وجهها وعينيها ثم نزل إلى رقبتها وأخذ يقبلها بحنان.
كانت كل قطعة من جسدها تصرخ أحبك.
فجأة كان أحد ما يطرق الباب.
-لا أصدق، السيدة بارنز مرة أخرى؟! قال بلاي بهمس.
دقة أخرى وحمدت نيكولا ربها إن الباب مغلق.
ثم نادى صوت عليها:
- نيكولا! كان صوت جلوريا.
صمتت نيكولا قليلا ونظرت إلى بلاي فهز رأسه عن عدم علمه بماذا تريده.
فنادت إلى جلوريا قائله:
- نعم؟
-إفتحي هذا الباب اللعين.
- ليس الآن.
-هل تعلمين أين ذهب بلاي؟ قالت جلوريا.
نظر بلاي إلى نيكولا وغمز بعينه، فضحكت ثم نادت مجيبه.
- ولماذا أعلم عنه؟ ليست لدي أدنى فكره عن مكان بلاي.
- لقد بحثت في كل مكان ألم يأت إلى هنا؟
- لا، لم يأت، لعله قد ذهب إلى غرفتك.
وضعت نيكولا يدها على فمها لتخفي ضحكتها:
- لماذا لاتذهبين للبحث عنه؟
سادت لحظة صمت، ثم قالت جلوريا بانزعاج:
-لاب أنه سيأتي إلى الباص سأراه هناك.
بعد أن تأكدا من إبتعاد جلوريا أخذا يتحدثان:
- لقد أحسنت التصرف. قال بلاي وقد أنهكه الضحك، لست ساذجة كما كنت أعتقد، أنت تعلمين أكثر مما كنت أتصور.
- يجب أن تكتشف ذلك بنفسك، قالت نيكولا وهي تبتسم.
- بالتأكيد وسأستمتع بهذه الإكتشافات جدا، ولكن هذه المتعه يجب أن تؤجل الآن.
-صحيح؟
-صحيح إن واجباتنا تنتظرنا. هيا إرتد ملابس العمل! أم ترغبين بأن أساعدك في إرتدائها!
قالها مازحا..
إحمرت وجنتا نيكولا وقالت
-هيا إذهب يابلاي.
- حسنا ياجميلتي،
سأحاول أن أخرج من هنا دون أن يراني أحد، سأراك في الباص.
نظرت نيكولا إلى المرآة قبل أن تخرج.
لقد قال بلاي أنها فتاة جميلة ومثيرة. كان هناك بريق جديد في عينيها وقد علا الإحمرار وجهها، كانت سعيدة.
-" المتعه يجب أن تؤجل" هذا ما قاله بلاي قبل أن يخرج. هذا يعني أنه سيعود إليها مرة ثانية. تنهدت نيكولا بسعاده وأغلقت باب غرفتها.
كان بلاي قد وصل إلى الباص قبلها.
ولم يقل شيئا عندما صعدت إلى الباص ولكن عينيهما إلتقت بطريقة تغني عن أي حديث.
لم تعد جلوريا تزعجها، لم تعد تبالي بشيئ، لقد كانت سعيده ببلاي.
كانت تصرفات جلوريا هذا اليوم مزعجه للغاية، ولم تتوقف تعليقاتها الساخرة لنيكولا، ولكن نيكولا تجاهلتها تماما.
- لقد أحسنت صنعا. هذا ما همسه بلاي في أذن نيكولا.
بعد أن إنتهت الجوله الصباحية عادوا إلى المخيم لتناول طعام الإفطار. كانت الطيور منتشرة فوق الأشجار وكانوا يهبطون تارة وأخرى إلى الطاولات يأكلون فتات الخبز.
هبط أحد الطيور إلى صحن جلوريا التي قالت:
- بلاي، أنظر!
نيكولا أرجو أن تلتقطي صورة لي مع هذا الطائر الجميل.
فالتقطت لهما نيكولا الصورة بكل سرور حتى إنها لم تبال عندما وضعت جلوريا ذراعها حول خصر بلاي وإبتسمت له بحياء.
لو أن جلوريا قامت بذلك في اليوم السابق لسبب هذا إنزعاج نيكولا، أما اليوم فلن يزعجها أو يحزنها شيئ.
!! الفصل الثامن !!
! البارت الأول !
بعد أن إنتهوا من تناول طعام الإفطار، إنطلق الباص مرة ثانية.
كانت الحيوانات منتشرة في كل مكان وكأنها قد أحست بسعادة نيكولا.
أوقف بلاي الباص على بعد من المخيم ليتيح للركاب فرصة رؤية الحيوانات بصورة جيدة.
كانت القردة تتأرجح من غصن إلى غصن آخر.
أما الزرافات ذات الأعناق الطويله فكانت واقفه تأكل بهدوء.
أخذ الجميع يلتقط الصور بسعادة.
كانت بعض الرحلات تنتهي دون رؤية الحيوانات لأن معظمها يكون مختبئا بعيدا عن الشارع بين الأحراش ولا يمكن أن يراها إلا من له خبرة.
أما اليوم فكانت حالة خاصة. كان يظهر حيوان مختلف كل خمس دقائق.
كانت قد مضت ساعة على بدء رحلتهم عندما إلتفت بلاي إلى نيكولا وأخذ يؤشر، لعدة ثوان لم تر نيكولا شيئا ولكن بعدها ظهر الحيوان فإذا به أسد.
- أسد، قالت نيكولا تنبه الركاب.
لم يسبق لها وأن رأت أسدا حرا. أخذت تنظر إلى ملك الغابه باعجاب.
إتجهت أنظار الركاب جميعا إلى الأسد.
نظرت نيكولا إلى بلاي قائلة:
- شكرا !
إبتسم بلاي وقال:
- لست مسؤولا عن ظهوره.
- أعلم ذلك ولكنك تركت لي مهمة تنبيه الركاب.
- كنت سترينه سواء أخبرتك أم لا.
إستمتعي بالنظر إلى الملك.
كانت لعينيه نظرة دافئة وكانت لإبتسامته فعل السهم في قلبها، لم تعد نظرته ساخرة وشعرت نيكولا بسعادة تملأ كيانها.
أخذ الأسد يتحرك باتجاه الباص تاركا الأحراش وراءه. كان يمشي بغرور، إنه حقا ملك الغابه لايضاهيه أي حيوان آخر بوقاره وعظمته.
نظرت نيكولا إلى بلاي..، إنه يشبه الأسد، مغرور وقوي. كان الأسد قد أقترب الآن يتبعه جمع آخر من الأسود الصغيره.
أخذ الجميع يلتقطون الصور بتشوق وقال السيد سلايد:
- سأعود إلى الولايات المتحدة رجلا سعيدا.
ضحك الجميع من كلام السيد سلايد، أما السيده بارنز فقالت:
- أشكرك ياعزيزتي لن أنسى هذه الرحله أبدا.
نظرت نيكولا إلى بلاي الذي كان يراقبها وابتسمت.
بعد أن إبتعدت الأسود تحرك الباص مرة أخرى، وقالت نيكولا وهي تحدث الركاب:
- الآن عرفتم ضرورة عدم ترككم الباص أثناء الرحله لأن الحيوانات مختفية في الأحراش بصوره جيده ولا يمكن رؤيتها.
صمت الركاب وهم يستمعون إلى حديث نيكولا... وفجأة سمع صوت جلوريا وهي تقول:
- إن مرشدتنا الصغيرة تبدو كالمدرسه! ألا تعلم بأننا أشخاص بالغون ولسنا بمجموعة أطفال؟!
إحمرت وجنتا نيكولا وإلتفتت إلى بلاي، وسمعت ديريك يقول:
ياإلهي لماذا لاتعطين نيكولا فرصة ياجلوريا!
لم يقل بلاي شيئا ومكث في مكانه صامتا ولكن عينيه قالتا الكفاية، لعل من الأفضل إنه لم يقل شيئا ولكنها تمنت لو أن بلاي وليس ديريك هو الذي هب للدفاع عنها.
لن تدع جلوريا تفسد يومها وسعادتها ستركز أفكارها على عملها فقط. سيصلون قريبا إلى مشرب فرس النهر. وهذا ما ستفكر به.
هبط الركاب على بعد خمسين يارده من حوض فرس النهر، كانت اللنطقه غير معزوله بحاجز ولذا وقف حارس يمسك بندقية فريده. إن هذه المنطقه هي إحدى المناطق القليله التي يسمح للركاب بالهبوط فيها من مركبتهم.
كان الجميع متجهين إلى النهر عندما قالت السيده بارنز:
- هل المنطقه أمينه؟
- نعم، قالت نيكولا.
- كنت أفكر بالأسود!
كانت نيكولا تفكر بهم أيضا. لم تمض أكثر من نصف ساعه على رؤيتهم.
من الجائز أنهم إتجهوا إلى هنا كذلك.
- إن المنطقة أمينة. قال بلاي قبل أن تتكلم نيكولا وبعث صوته الطمأنينة في نفسها، لسبب ما إن الأسود والحيوانات المفترسه الأخرى لاتأتي إلى هنا ولهذا يسمح لنا بالنزول.
- حسنا إذا كنت متأكد، قالت السيده بارنز.
- نعم أنا متأكد.
تساءلت نيكولا فيما إذا كانت السيده بارنز قد إطمئنت لكلام بلاي مثلها.
- إن الحارس سمح بمسك بندقيته، قالت السيده بارنز بقلق.
- إن ذلك لايعني شيئا، قال بلاي.
لكن نيكولا أدركت أن الحارس كان يحمل بندقيته ليكون مستعدا في حالة قدوم الحيوانات المفترسة. ولكن هذا لن يحدث.
لقد سئل نفس السؤال أثناء الدورة التدريبية وقد جاوب المدرب قائلا:
" هناك أشخاص عاشوا في هذه المناطق ولديهم خبرة، وبإمكانهم معرفة المناطق الخطرة والأمينه بالفطرة، وأن شركة ديلاني لايمكن أن تخاطر بحياة زبائنها بأي شكل من الأشكال "
كانوا قد وصلو إلى قمة مرتفع وكانت نيكولا تساعد السيدة بارنز في الصعود بينما تبعهم الآخرون.
نظر الجميع إلى الأسفل باتجاه النهر كانت الشمس مشرقة والمنظر جميلا وكانت قطرات الماء قد تحولت إلى قطع من الماس.
تحت الصخور حيث يتسع النهر ليكون نهرا كبيرا كانت مجموعه من فرس النهر هناك، وبدأت الكاميرات بالعمل.
لم تبال نيكولا بفرس النهر كثيرا. كانت أشياء أخرى تشغل بالها مثل تصرفات جلوريا، ولحظاتها مع بلاي.،ولكن لن يكون لها مستقبلا مع بلاي. ولكنها تحبه مع انهما سيفترقان بعد إنتهاء الرحله، فكل منهما له عالمه الخاص وحياته الخاصة.
لو جلوريا لم تأتي صباح اليوم لاستسلمت كليا لبلاي. وهل كانت ستندم على ذلك؟! ربما، ولكن ذكرى الوقت الذي قضته مع بلاي سيكون كافيا ليسلي وحدتها في الأيام القادمه.
كان الجميع مشغولا بالتقاط الصور، ولكن نيكولا غارقة بأفكارها.،
فجأة سمعت صرخة، إلتفتت لدى مصدر الصرخة، كانت ماريا مافروني تصرخ، كان زوجها قد سقط من أعلى المنحدر وكان الآن مرميا في أسفل المنحدر.
- ماذا حدث؟ سأل بلاي.
- لقد كان أنتون يلتقط صورة ورجع إلى الوراء قليلا فسقط.
قال بلاي لنيكولا:
- حاولي أن تهدئي زوجته، لقد أصيبت بالهستيريا.، سأنزل أنا إليه.
- بلاي... قالت نيكولا ثم صمتت. أرادت أن تمنعه من الذهاب، لم تود أن يخاطر بنفسه، ولكنها غيرت رأيها وقالت:
- كن حذرا. ولمست ذراعه بحنان.
!! الفصل الثامن !!
! البارت الأول !
إتجهت نيكولا إلى السيده مافروني لتهدئتها، وإنتبهت إلى جلوريا التي كانت تراقبها بنظرات غاضبه،
يجب أن تنسى جلوريا الآن، إن واجبها هو تهدئة السيده مافروني.
وضعت نيكولا ذراعها برقة حول كتفي ماريا التي كانت تبكي زوجها
هدئت ماريا قليلا وتوقفت عن الصراخ ولكن بكاءها كان مستمرا
- سأتولى تهدئة ماريا ياعزيزتي. إذهبي أنت لمساعدة بلاي، قالت السيده بارنز.
إتجهت نيكولا إلى حافة المنحدر الصخريه بينما وقف البقية يراقبها.
كان بلاي قد وصل إلى أسفل المنحدر وكان يقوم بفحص أنتون ثم نادى إليهم:
- سأحتاج إلى مساعده.
- سوف آتي إليك. قالت نيكولا.
- سأذهب أنا. قال ديريك.
- لا، لقد تعلمت بعض الإسعافات الأولية، لذا سأذهب أنا.
- لكن نيكولا...
- إنه واجبي ياديريك...
من حسن الحظ أنها قد جلبت عدة الإسعافات الأولية معها.
كان مدرب الدوره قد أصر على إستصحاب حقيبة الإسعافات الأولية دائما.
- نيكولا.. قال ديريك محاولا إقناعها، هذا عمل رجل.
- إني أريد الذهاب ياديريك وسأكون بخير، قالت مبتسمه.
- إنها تعمل أي شيئ لتكون مع بلاي، قالت جلوريا، ولكن نيكولا لم تعر لها أي إهتمام.
هبطت نيكولا بخطوات حذره وهي تفكر. لماذا لم تمنع ماريا زوجها من هذه المخاطره؟ ألم تر أنه يخاطر بنفسه؟
هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟ هل تجرؤ أن تحاول؟، إن تساؤلاتها في غير مكانها...
إنتهى البارت..
قراءة ممتعه..
Like
ام وزوجه likes this.
لامارا غير متواجد حالياً أضافة تقييم إلى لامارا تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
قديم 26-03-15, 01:21 PM #34
لامارا
مشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
الصورة الرمزية لامارا
♣ العضوٌﯦﮬﮧ » 216
♣ التسِجيلٌ » Dec 2007
♣ مشَارَڪاتْي » 45,408
♣ نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
الاوسمة
رموز الوفاء والعطاء في روايتي نجوم شهر رمضان نجوم روايتي خلال شهر رمضان
مجموع الاوسمة: 3
افتراضي
!! الفصل الثامن !!
! البارت الثاني !
هل سيكون بإمكانها منع بلاي من عمل ما؟
هل تجرؤ أن تحاول؟
إن تساؤلاتها في غير مكانها.
إن ماريا زوجة أنتون أما هي وبلاي فليست هناك علاقة تربطهما.
هل يمكن أن تشارك بلاي حياته؟ كزوجة مثلا!، ياإلهي أنها غبية حقا.
كان بلاي يراقب نزولها، وعندما إقتربت منه، مد لها يد المساعده.
أرادت أن تبقى يدها في يده ولكنها تذكرت واجبها واتجه إهمامها إلى أنتون الذي كان يرقد بلا حراك والشحوب واضح على وجهه.
- هل مات؟ قالت بقلق.
- إنه مازال يتنفس ونبضاته جيده.
- الحمد لله.
- لقد غاب عن وعيه إثر السقوط ولكنه على وشك أن يعود إلى وعيه.
- هل إصابته بليغه؟
- لقد جرح من مكانين، ويجب أن يضمد قبل أن نتمكن من نقله.
من حسن الحظ أنك قد جلبت حقيبة الإسعافات الأولية.
لا بد وأن بلاي يعلم قليلا عن الإسعافات الأولية.
كان منظر الدم قد أخافها ولكنها سيطرت على شعورها.
وأخذ بلاي يرشدها، وعندما رفعت نظرها إليه أثناء عملها، قال لها بلاي:
- إنك فتاة ممتازة، قالها بصوت خافت.
تحرك أنتون فجأة وفتح عينيه ونظر إلى نيكولا:
- ماريا؟ قال متسائلا، ثم صرخ من الألم.
- ستكون بخير، قالت نيكولا بحنان.
- ماريا، قال مرة أخرى.
- إنها بخير وتنتظرك، قالت نيكولا.
- إنه لايفهم كلامك، قال بلاي.
- أظن قد فهم.
وضع بلاي يده على ذراعها قائلا:
- لعله قد فهم، إنك فتاة رائعه يانيكولا.،
سأنادي ديريك ليساعدنا في حمله، أظن صاحبك مستعدا لذلك، لقد أراد أن يحل محلك.
- هل أنت متأكد أن أنتون بخير؟ سألت نيكولا بينما كان ديريك في طريقه إليهم.
- نعم.
حاولت نيكولا أن تتصور حالها لو أنها كانت في موقف ماريا تنظر إلى زوجها الجريح.
- ستسعد ماريا برؤيته، قالت نيكولا ثم أضافت:
بلاي..، إن ديريك ليس صاحبي.
- أنا سعيد لسماع ذلك.
- حقا؟
- لو أنه كان صاحبك لما إستطاع السيطره عليك.
كان ديريك يهبط ببطء وتحركت صخرة من تحت قدمه، فجأة فقد توازنه وسقط.، ولكنه عاد فرفع نفسه وأكمل سيره.
- لا تقلل من شأنه يابلاي، قالت نيكولا.
- إني لا أقلل من شأنه، ولكنه فعلا لا يستطيع السيطره عليك، فتحت هذا الوجه الجميل الرقيق، لديك روح قوية وعنيده، إنك في حاجة إلى رجل قوي.
إنها فعلا بحاجة لرجل قوي، رجل من نوع خاص، رجل كالأسد،. أنت يابلاي.، إني أعلم ذلك، ولكنك لاتعلم.
- من حسن الحظ أني لم أرتبط بأحد، أنظر يابلاي لقد وصل ديريك.
كانت مهمة حمل أنتون إلى أعلى المنحدر مهمة شاقة مرة أخرى.
كان بلاي يعطي الإشارات والتوجيهات أثناء حمل أنتون، وكان كل من نيكولا وديريك يتبعان إرشاداته حتى وصلا إلى أعلى المنحدر بسلام.، حيث كان أنتون إسترد وعيه كاملا.
كانت ماريا بانتظاره ومدت ذراعيها إليه، كان وجهها شاحبا من فرط البكاء والقلق.
وأخذ أنتون يطمئنها.
إبتعد الجميع قليلا وتركوا العروسين لمواساة بعضهما البعض.
- لقد أحسنت العمل يابلاي.، قالت جلوريا وهي تضع يدها على ذراعه، لقد خاطرت بحياتك لإنقاذ ذلك الغبي إنه لايستحق هذا الجهد.
- أشكرك ياجلوريا، ولكن ديريك ونيكولا يستحقان ثناءك كذلك.
- أن من واجب نيكولا أن تقوم بالإسعافات الأولية.، قالت جلوريا ولم تخف غضبها.
إبتسم بلاي لنيكولا:
- إنها تستحق الثناء بقدر ما أستحقه أنا، إذا لم يكن أكثر.
ترددت جلوريا قليلا، ثم إبتسمت لبلاي وقالت:
- بالطبع ياعزيزي، لدى نيكولا الصغيرة مواهب عديده.
- نعم إني أكتشفها شيئا فشيئا.، قال بلاي وهو ينظر إلى عينيها وشفتيها ورقبتها وجسدها الرشيق، ولم يبال بجلوريا التي لاحظت نظراته.
- ولكنها عديمة الخبرة في بعض الأمور.، قالت جلوريا بإلحاح.
- اه.، قال بلاي.
تساءلت نيكولا مع نفسها إذا ماكانت جلوريا قد أدركت أن بلاي لم يكن يعني قدراتها ومواهبها كمرشد سياحي، لقد كان يعني أمورا أخرى.
- من الذي أعطاها هذه الوظيفة؟ قالت جلوريا.
هز بلاي كتفيه وغمز باتجاه نيكولا وقال:
- عزيزتي إن هذه ليست رحلتي الأولى وقد سبق وأن شاهدت مرشدين سياحيين، ونيكولا تختلف عنهم.
- لم أفهم قصدك.. قالت جلوريا، لكن قاطعها بلاي قائلا:
- ليس بوسعي أن أشرح لك وجهة نظري.، أعذريني ياجلوريا، أريد أن ألقي نظرة على أنتون.. نيكولا، فلنتوجه إلى الباص.
راقبته نيكولا وهو يتجه إلى الباص وقد شعرت بسعاده.، لقد كان حديثه مع جلوريا حديثا ذا معان عديده، أغلبها غير ظاهر أو واضح، ولكنها قد أدركت مغزى حديثه.
لم يسبق لبلاي أن حدث جلوريا عن نيكولا. وقد علمت من حديثها مع السيدة بارنز أن علاقة بلاي بجلوريا قوية جدا.
لقد كانت تبين أن بلاي قد حدث جلوريا عنها وعن سبب وكيفية إختيارها للوظيفه.، ولكنه واضح في حديثهما أن جلوريا لم يسبق لها وأن سألت بلاي عنها.، لقد أخفى بلاي كل أسرارها.
كان أحد ما قد وضع يده على ذراعها، نظرت نيكولا إلى اليد الموضوعه على ذراعها لترى أصابع طويله ذات أظافر جميله.، أرادت نيكولا أن تسحب ذراعها بقوة ولكنها لم تفعل ذلك، وسيطرت على أعصابها ورفعت عينها إلى جلوريا.
- نعم؟ قالت نيكولا بأدب.
- كفاك تمثيلا.، قالت جلوريا بغضب، لقد ذهب بلاي.
- لا أفهم..
- إنك دائما تتظاهرين بالبراءة والسذاجه أمامه.
- أرجو أن تبدئي من رأس الموضوع ياسيده باين.
عندما تتحدث نيكولا بصوت لطيف مؤدب هكذا، كان يعني أنها غاضبه للغاية، ولكن جلوريا كانت تجهل ذلك.
- الموضوع هو أن حركاتك واضحه للغاية، إنك ستلتهمين بلاي بنظراتك.
هل كانت عواطفها شفافه لهذه الدرجه؟ شعرت نيكولا بألم يحز في قلبها، لن تدع جلوريا تؤثر عليها.
- أنت مخطئة، قالت بأدب.
- كفى يانيكولا، إنك تسعين وراء بلاي منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها.
ياإلهي، يجب أن أتذكر أني المرشد السياحي لهذه الرحله ومن واجبي أن أتصرف بكل أدب مع الزبائن.، ولن أدع هذه الإمرأة الفظيعه أن تغير من تصرفاتي.
!! الفصل الثامن !!
! البارت الثاني !
^
^
- إنك مخطئة ياسيدة باين. أعذريني، يجب أن نعود إلى الباص.
- ألا تعلمين أن بلاي لا يحب الفتيات الصغيرات؟ إنه يحتقرهن.
- من هذه الحاله، ليس لدي أي مجال لمجاراتك؟
لم تعد نيكولا تستطيع السيطرة على لسانها.
بدا الغضب على وجه جلوريا:
- أنت لست فتاة بريئة أو ساذجة، إنك تحاولين أن تبدي كذلك، تعلمين أن بلاي ثري وجذاب، أليس هذا هو السبب؟
- أرجو أن لاتقارنينني بنفسك، واتركي ذراعي إنك تؤلمينني.
- لن أتركك قبل أن ننهي حديثنا، دعي بلاي وشأنه!
- أهذا تهديد؟!
- نعم ياعزيزتي، كلانا يعلم أن بلاي كان في غرفتك صباح هذا اليوم.
- كيف عرفت ذلك؟ قالت نيكولا.
- لم يكن في أي مكان آخر.
ياإلهي لقد فضحت نفسي، لقد أوقعتني هذه الإمرأة.
- لقد أوقعت ببلاي.
- لست من اللواتي يوقعن بالرجال، قالت نيكولا، والآن يجب أن أذهب.
- إعلمي إذن، إن لقاءاتك مع بلاي لا تعني شيئا بالنسبة له.، إنه رجل يحب النساء ولكنه يتركهن بعد أن ينال متعته وتكون الفتاة دائما الخاسره.
- من الواضح إنك تكرهينني.، لكن ماذا يهمك إن خسرت أم لا؟
- إن ذلك لايهمني، أريدك أن تبتعدي عن بلاي، إنه ملكي، نعم.. بالطبع إنه ملكي، إن طلاقي كان بسبب بلاي، وقد سمعت السيده بارنز تحدثك عني.
" هل من الممكن أن يكون رجلا مثل بلاي ملكا لأحد؟ هل هما خطيبان؟"
وأجابتها نيكولا قائله:
- لا أريد أن أستمع لكلامك.
ولكن جلوريا أمسكتها بقوة:
- ستستمعين إلي ياعزيزتي، لقد كان طلاقي بسبب بلاي، لقد ضحيت بالكثير من أجله وهو ملكي ولن أسمح لمشاغبة صغيرة مثلك أن تسرقه مني. هل فهمت؟
لقد فهمت نيكولا، أن جلوريا إمرأة شريره، أنانيه، عديمة العواطف، ولا تستحق رجلا مثل بلاي، ولكنها ستحظى به في النهاية.
- لقد سمعت كل كلمة تفوهت بها.، قالت نيكولا وأبعدت عينيها عن جلوريا وبيدها الأخرى أبعدت يد جلوريا عن ذراعها وإتجهت إلى الباص.
!! الفصل التاسع !!
! البارت الأول !
لقد إختفت السعادة التي كانت تشعر بها نيكولا، لقد كانت تعتقد أن سعادتها لن تتأثر بأي شيئ.
إتجهت إلى الباص وهي تتساءل هل ستستطيع الصمود إلى نهاية هذه الرحله.
نظر إليها بلاي بتساؤل وهي تصعد الباص:
- هل أنت بحالة جيدة؟
- إني بخير، قالت نيكولا وهي تتظاهر بقراءة بعض الملاحظات.
- لقد تأخرت في العوده إلى الباص.
- لقد كنت أتأكد أن الركاب بخير، وقد كانت السيده بارنز بحاجة إلى المساعدة.
- لقد جاءت السيدة بارنز قبلك، أنظري إلي يانيكولا!
ولكنها رفضت أن تنظر إليه، فقال بلاي مرة أخرى بإصرار:
- أنظري إلي.
!
من الغباء أن تدخل مع بلاي في مناقشة حادة أمام المجموعه وخاصة جلوريا، ولذلك نظرت إليه بكل هدوء.
كان ينظر إليها بقلق وفي عينيه تساؤل، لم ترغب نيكولا في النظر إليه لأن حبها له كان يزداد كل دقيقه. إنه حقا رجل يفوق كل الرجال وجلوريا لاتستحقه، ولكنها جميلة للغاية.
هل كان جمال نيكولا يليق ببلاي؟!
!
- ماذا حدث يانيكولا؟
!
لم تكن نيكولا من اللواتي ينقلن الأحاديث، إضافة أن بلاي سيقف إلى جانب جلوريا، حتى لو أعلمته بكل ماقالته.
إذا كان بلاي سبب طلاق جلوريا حقا، فلا بد أن علاقتهما ببعض قوية جدا.
- لم يحدث شيئ.
- نيكولا، أخبريني.
!
كان الركاب قد جلسوا في أماكنهم المخصصة وقد أمسك كل منهم بآلة التصوير إستعدادا لإلتقاط الصور.
!
- إنس الأمر يابلاي، قالت وهي تحاول الإبتسام، إن الجو حار جدا، لنستمر في رحلتنا.
نظر إليها بلاي لفترة قصيرة، ثم أعاد تشغيل محرك الباص.
بعد أن حازت جلوريا إنتصارها على نيكولا، إستمرت بتعليقاتها الساخرة حتى آخر النهار.، كانت تجد أخطاء في كل ماتقوم به نيكولا. كانت شكاواها لا تنتهي، حتى أثناء وجبة الغداء في المخيم.
كانت رحلة المساء مزعجه، كذلك كان عدد الحيوانات قليلا جدا وقد إزدادت أعصاب نيكولا توترا من جراء تصرفات جلوريا.
فجأة علا صوت جلوريا:
- أوقفوا الباص إني أرى شيئا.!
- أين؟ سأل الجميع وقد مالوا إلى النوافذ.
- هناك وراء الأشجار، نوع من أنواع الغزلان وهو كبير الحجم.
ظهر الحيوان من بين الأشجار وكأنه قد سمع نداء جلوريا.
- أنظروا إنه أيل جميل، قالت جلوريا بحماس.
أخذ الحيوان يسير باتجاههم، فقالت جلوريا وهي تنظر إلى نيكولا بتحد:
- ما رأيك بهذا الأيل؟
لماذا لم تنتبهي إليه؟ لابد أنه قد فاتنا رؤية الكثير من الحيوانات بسبب إهمالك.
!
هنا لم تعد نيكولا تطيق جلوريا، وثار غضبها، فأجابتها قائلة:
- إن هذا الأيل الذي تتحدثين عنه ياجلوريا هو جاموس الماء.
- هذا هراء،! بإمكاني التفريق بين الأيل والجاموس، قالت جلوريا وقد تحول حماسها إلى غضب.
.
.
ليس مهما سواء كان الحيوان أيلا أو جاموسا، هذا ما فكرت به نيكولا فيما بعد، ولكنها لم تعد تتحمل جلوريا وقتها، فثارت.
حاول بلاي أن يهدئها فهمس باسمها:
- نيكولا!
ولكنها لم تبال به، لقد تعدت جلوريا حدودها كثيرا، ولن تتنازل نيكولا هذه المره.
!
- من الواضح جدا أنه جاموس، من المؤكد أنك قد لاحظت ذلك الآن.!
زاد التوتر بين جلوريا و نيكولا.
- بلاي.! قالت جلوريا مستنجدة به، أخبر نيكولا أنها مخطئه.
!
فقالت نيكولا تحدث نفسها:
" لا يا بلاي، لاتسمح لهذه الإمرأة بإهانتي أمام الجميع.، لم أعد أتحملها."
!
- لدينا كتاب عن الحيوانات في المخيم، قالت نيكولا قبل أن تفسح لبلاي فرصة الكلام، بإمكانك التأكد من هذا الحيوان عند عودتنا.
- بلاي! قالت جلوريا مرة ثانية.
- إن الجو حار جدا، قال بلاي، لنستمر في رحلتنا.
لقد كان بلاي يقف إلى جانب نيكولا! كان صمته يؤكد ذلك فهو لم يسرع لمساعدة جلوريا.
كان الغضب واضحا على وجهها.، وشعرت نيكولا بأنها قد إنتصرت عليها،
هذه الإمرأة الشرسه التي كانت دائما تسعى لإهانتها.
.
.
.
بعد أن إنتهى الجميع من تناول طعام العشاء،
بدأ ديريك يعزف الجيتار، إشترك الجميع بالغناء، بضمنهم نيكولا، كان شعورها بالإنتصار لازال يلازمها.، لكن بلاي كان صامتا لم يتكلم.
- لقد أحرزت إنتصارا على هذه الشرسة.، قال ديريك وهو يهنئ نيكولا.
ولكن نيكولا هزت رأسها ورفضت أن تتحدث عن جلوريا،
وبعدها إنسحبت ولم تنتبه إلى بلاي أو جلوريا عندما تركا المجموعه واختفيا في الظلام.
.
.
.
كانت نيكولا قد إستعدت للنوم عندما سمعت أحدا يطرق الباب.
- بلاي، قالت بسرور وهي تفتح الباب.
- نيكولا، قالها بشيئ من الغضب.
نظرت إليه وهو يدخل إلى الغرفة ويغلق الباب وراءه!.
- ماذا تفعل هنا؟ قالت نيكولا، ولكنها كانت تعرف الجواب لسؤالها.
- يجب أن تعتذري لجلوريا.
- لا.
- الآن. قالها بلهجة أمر.
- لن أفعل ذلك!
- نعم يانيكولا ستفعلين ذلك، ستأتين معي الآن.
;
;
كان متأكدا من نفسه ومتأكدا أن نيكولا سترضى بالأمر.،
لم يعد بلاي بيترسون الذي أحبته، إنه الآن بيلدون ديلاني مدير الشركه، الرجل الذي يصدر الأوامر، رجل يتوقع من الجميع تنفيذ أوامره..
هل كان يعتقد أنها ستنفذ أمره؟!
"
"
رفعت نيكولا وجهها إليه بتحد، وقالت:
- إنك تضيع وقتك.
- نظر إليها لوهلة دون كلام، ثم قال ببرود:
- لقد تصرفت بصور غير مؤدبه للغاية.
- أتقصد ما حصل عصر هذا اليوم؟!
- نعم.
- لم أفعل شيئا، لقد بينت لجلوريا خطأها فقط.
- واستمتعت بذلك جدا.
- إن هذا خارج الموضوع، قالت وهي تبتسم.
،
،
أمسكها فجأة من رسغها بقوة وسحبها إليه، كانت حركته خشنة للغاية.
- إن جلوريا حزينة جدا!
!
!
إن عواطفها تهمه كثيرا! آه، بلاي لماذا وقعت بحبك؟
- وماذا عن عواطفي؟ ألا تهمك؟
'ليس للموظفين أي عواطف، إنك لاشيئ بالنسبه لجلوريا' هذا ماكانت تفكر به نيكولا.
؟
؟
- إن عواطفك تهمني، قال بخشونة، لابد أنك تعلمين ذلك.
- حسنا.
- ولكنك مرشدة سياحية في هذه الرحله.، وجلوريا إحدى الزبائن.
- إذن الزبون دائما على حق! قالت نيكولا.
^
^
^
- نعم، تعالي معي يانيكولا.
- لا. قالت نيكولا بغضب، لماذا لاتقول الحقيقه يابلاي؟ إنك قلق على جلوريا لأنها عشيقتك!
!
' يا إلهي أرجو أن ينفي كلامي، سأصدقك إن قلت إنها ليست عشيقتك '
وقفت نيكولا تنتظر إجابة بلاي.
- علاقتي بجلوريا ليس لها دخل بالموضوع! سبب إهتمامي بجلوريا هو كوها زبونة فقط.، هيا يا نيكولا إنها بانتظارنا.
،
،
ستنتظر مدة طويله إذن، لن أعتذر لتلك المرأة.
¤
¤
ماذا سيفعل بلاي أزاء عنادها؟!
سحبها بلاي إليه، أسندها بيده، لقد أدرك تأثيره عليها، ومن هذه اللحظه كرهته.، كان يحاول إقناعها، ولن تدع عواطفها تؤثر على رأيها.
- لا يابلاي، قالت نيكولا وحاولت الإبتعاد عنه، لكن قوته كانت تفوق قوتها بكثير.
- لقد قاطعتنا جلوريا هذا الصباح، هل تذكرين؟، قالها وكان على وشك أن يقبلها.
- نعم إني أذكر.
- وقد وعدتك أن أعود إليك، هذا مايريده كلانا، أليس كذلك!
!
!
نعم هذا ماتريده نيكولا، ليس بإمكانها أن تنكر ذلك.، إنه خبير بالنساء.
- إعتذري لجلوريا وسنعود إلى هنا.
- لاا، قالتها هذه المرة بغضب شديد.
!
كيف يجرؤ أن يحاول إقناعها بهذه الطريقة! لن تغفر له.
- أخرج يابلاي.
- سنذهب معا.
- مستحيل.
!
ولكنك تصرفت بطريقه غير مؤدبه!
- أعلم أنه كان بإمكاني أن أتفهم الموضوع بطريقة أحسن.
- ولو أنها السيدة بارنز أو ماريا مافروني أخطأ في تسمية الحيوان، لما ناقشتهما بهذه الطريقة.
- هذا جائز.
- أنت تكرهين جلوريا.
- لم تعطني جلوريا سببا لأحبها، هذا الصباح عند حوض الماء...
وتوقفت وأشاحت بوجهها.
- لقد حدث شيئ ما، أعلم ذلك، وقد طلبت منك أن تخبريني.، قالها وقد نفد صبره.
- نعم لقد فعلت ذلك! وماذا عن بقية النهار يابلاي؟ ألم تسمع تعليقاتها الساخرة!؟
- نعم لقد سمعت، لكن لاتنسي إنك المرشده السياحية...
- وجلوريا الزبونة المحترمه.. قالت بصوت مرتفع.
- نعم، سيصادفك كثيرون من نوع جلوريا.
- هناك جلوريا باين واحدة فقط.
- إذا كنت تودين الإحتفاظ بوظيفتك يجب عليك أن تتعلمي كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
- هل تطردني من عملي؟
- هذا يعتمد عليك ياعزيزتي.
،
،
وقفا ينظران إلى بعضهما البعض، لقد كان مصمما على كلامه.
،
،
إني مجنونة، قالت نيكولا لنفسها.، إنها الحرب وبلاي هو عدوي وها أنا أريد الإرتماء في أحضانه!
- لن أعتذر.
- أهذا قرارك الأخير؟
- نعم.
- حسنا.. إبتسم بلاي إبتسامه غريبه أثارت قلقها ثم قال:
- حسنا، لا تلومي إلا نفسك، ستتحملين النتائج.
§
!! الفصل التاسع !!
! البارت الثاني !
¥
- حسنا، إبتسم بلاي إبتسامة غريبه أثارت قلقها، ثم قال:
حسنا، لاتلومي إلا نفسك، ستتحملين النتائج.
- أية نتائج؟
- لن تصحبينا في رحلة الغد.
،
،
إنه لا يعني مايقوله لن يهينها إلى هذه الدرجه!
- ليس بإمكانك أن تعاملني بهذه الطريقة!
- أنت مخطئة، بإمكاني أن أفعل ماأشاء.
!
!
فاستدارت بسرعه وقبل أن تتمكن نيكولا من أن تفهم قصده، كان قد إستولى على ملابس عملها التي كانت ملقاة على الكرسي والبدلتين اللتين كانتا معلقتين في الخزانة.
- بلاي، لا، قالت وهي تجري وراءه محاولة إسترداد ملابسها، لا بلاي، بلاي.... لا.
ولكنه أبعدها عنه بكل سهوله.
- هذه ملابسي.
- إعتذري لجلوريا وسأعيدها.
- لا أستطيع.
- إذن ستبقين في هذه الغرفة إلى أن تنتهي هذه الرحله.
ثم إتجه إلى باب الغرفة حاملا ملابسها ولم يبق لديها سوى قميص نومها، وتوقف عند الباب وقال:
- طابت ليلتك يانيكولا.
ثم خرج.
"
"
وقفت نيكولا تراقبه وهو يغلق الباب وراءه وقد شعرت بغضب شديد. قد يكون هو مدير شركة ديلاني ولكن هذا لايعطيه حق معاملتها بكل هذه القسوة.
فصرخت قائلة:
- إني أكرهك يابلاي.
*
+
*
ماذا ستفعل الآن،؟ يجب أن تتوقف عن التفكير ببلاي وجلوريا.، لأن بلاي كان يمزح، إنه ليس بالرجل القاسي! لابد أنه يحب جلوريا بإخلاص.، وإلا لما تصرف هكذا..
ولكنه معجب بنيكولا كذلك، أم هل تخيلت ذلك!؟ لقد سبق وأن قبلها! لقد أثارته كما أثارها.، لابد وأنه يكن لها عاطفة ما.! أم أنه معجب بكل النساء!؟
!
!
لابد أنه سيعود، يجب أن يعود.. ولكنه لم يأت.. لقد كان جادا في كلامه.
!
!
إبتعدت نيكولا عن الباب واستلقت على سريرها وأخفت وجهها في الوسادة، أهذه نهاية كل أحلامها؟ وبدأت دموعها تنهمر.
هذه نهاية حبها البائس، نهاية وظيفتها التي ضحت بالكثير لتحصل عليها.
؟
؟
جلست فجأه! ماذا قد حدث؟ ماذا جرى لها؟ هاهي تبكي بمفردها، لا..، قد يكون بلاي جردها من وظيفتها ومن حبه ولكن من يجردها من إصرارها على المقاومة؟!
،
،
لابد أن تفعل شيئا، هيا يا نيكولا فكري! أبعدي بلاي عن أفكارك، إنسي حبك له، يجب أن تجدي مخرجا من هذا المأزق.
،
،
إذا أعتذرت لجلوريا، سيعيد بلاي ملابسها وستنتهي الرحله على خير، هاهو المخرج السهل، ولكنها لن تستسلم بهذه السهوله ولن تعتذر.
!
!
هل تذهب للرحله بقميص النوم غدا؟!<< إحلفي!! بهذه الطريقه سيعلم الجميع ما قد حدث.
وهل سيقفون إلى جانبها أم يقفون إلى جانب جلوريا؟، الزبونة المحترمه التي قد أهينت من قبل المرشده السياحية؟ إن الجميع يكره جلوريا، هناك إمتحان كبير، إن الجميع سيقف إلى جانب نيكولا.، وستكون النكته على بلاي!!
هذا حل جيد!.
لا إنه ليس جيدا إلى هذه الدرجة.، إنها موظفة في شركة ديلاني، ولا يمكنها التصرف بهذه الصوره.، إن هذا سيسيئ إلى سمعة الشركه.، وسيكون بمثابة إهانة لبلاي! ولكنه يستحق الإهانة!
،
،
يا إلهي ماذا ستفعل؟! ديريك.... لعل ديرك يقبل بمساعدتها.، سينصت لها، لعلها تستطيع إستعادة ملابسها دون علم بلاي.، سيساعدها ديريك على ذلك، وستذهب غدا إلى الرحلة وكأن شيئا لم يحدث.، هذا حل جيد، إنه الحل الذي كانت تبحث عنه...
^
^
تركت سريرها متجهة إلى الباب، كان الجو باردا، ولم تكن ترتدي سوى قميص النوم.، وكانت تسير حافية القدمين! لقد أخذ بلاي حذاءها أيضا!..
وضعت نيكولا ذراعيها حول خصرها في محاولة لتدفئة نفسها.
،
سارت نيكولا باتجاه غرفة ديريك.، هل عاد بلاي إلى غرفته؟ هل كان يهنئ نفسه على ما فعله بنيكولا؟ أم إنه قد ذهب إلى جلوريا ليخبرها ما قد حدث؟.
،
أحست بألم يحز في قلبها وهي تتصور الإثنين في غرفة واحدة.،
لماذا تعذب نفسها هكذا بالتفكير بهما؟ يجب أن تتوقف عن هذه التخيلات.
!
كان أقرب طريق إلى غرفة ديريك يسير قريبا من حاجز المخيم وكانت أصوات الحيوانات القادمة من الأحراش تخيفها.
.
.
فجأة ظهر شخص أمامها، وشعرت نيكولا بخوف.
- إن السير بمفردك في هذه الساعه المتأخرة، ليست فكره جيده.
- ياإلهي، بلاي لقد أفزعتني.
- أرجو أن أكون قد غيرت فكرتك عن السير ليلا بمفردك، إنك نصف عارية.
- لست عارية.، قالت وقد تحول خوفها إلى غضب.
- إنك عارية تقريبا.
- هذا بسببك،! لقد أخذت ملابسي.
- وها أنت في طريقك لإخبار ديريك العزيز.
- كيف عرفت ذلك؟
- إن مالا أعرفه عنك قليل جدا، ألم تدركي ذلك؟
،
حاولت نيكولا أن تتجاهل تعليقاته وقالت:
- طابت ليلتك يابلاي.
ولكن بلاي منعها من السير.، وقال:
- لن تذهبي إلى أي مكان.
- ليس بإمكانك أن تمنعني.
- حقا؟
- قد تكون مدير الشركه، لكن لنفوذك حدود.
لم يجبها بلاي لكنه سحبها إليه وقال:
- إنك باردة يانيكولا.
،
ألم يشعر بالنار التي تلتهب من داخلها؟، حاولت أن تثيره فقالت:
- عندما أصل إلى ديريك سأشعر بالدفء.
- ماذا تتوقعين أن تحصلي منه؟ المساعده أم العطف؟
،
،
نظرت نيكولا إليه في الظلام، وتمنت لو أنها تعلم ماذا يجول بخاطره.
- لقد كنت تنتظرني.، قالت ببطء.
- هيا يا نيكولا، قال برقة.
- إن وجودك هنا ليس مجرد صدفة!
- هيا ستصابين بالبرد.
- إنني غاضبه جدا، أرجو أن تتوقف عن التكلم بهذه اللهجة الآمره.
،
ضحك بلاي ضحكه خافته وقال:
- إذا كان الكلام يزعجك، سأتوقف عن الكلام.
لم تستطع نيكولا التخلص منه، فقد حملها بين ذراعيه:
- نيكولا الجميله العنيده، ماذا سأفعل بك؟
!
!
لاتتركني أهرب من ذراعيك، لاتضعني على الأرض ثانية، خذني إلى حيث تذهب..أغمرني بحبك..
!
- إني أكرهك يابلاي.، قالت بعد أوصلها إلى غرفتها وأنزلها إلى الأرض.
- أحقا تكرهينني؟
،
كان بإمكانها أن تبتعد، ولكن أطرافها كانت عاجزه عن الحركه.
،
،
كانت إحدى ذراعيه لاتزال تحيط بها، ووضع يده الأخرى على كتفها، ثم أخذ يقبلها، بدأ بتقبيل عينيها ثم وجهها وشفتيها، فجأة توقف وقال:
- أهذا ماكنت تريدينه من ديريك؟
- نعم، " هاهي تكذب مرة أخرى" نعم لماذا تسأل الأسئله عندما تعرف الجواب؟ كانت تبذل جهدا كبيرا للسيطره على عواطفها.
- إنك تثيريني، أعلم أعلم أن طعم الإنتقام يكون حلوا أحيانا.
- هل أثيرك؟
- أنت تعلمين ذلك جيدا.، وذهابك إلى ديريك سبب جيد لإثارتي، هل تتصورين المشكله التي كانت ستقع لو أنك ذهبت؟ وماذا سيقول البقية إذا علموا بذهابك إليه؟
،
- كان ذلك سيفرحني.
- إنك عديمة المبادئ فيما يتعلق بعنادك، ولهذا وقفت هناك بانتظارك.
- كان لابد أن أحاول شيئا ما، قالت وهي تكتم رغبتها في البكاء.
- حتى إذا نجحت محاولتك، هل كنت ستشكرين ديريك بقضاء الليلة معه؟
!
!
ما كانت نيكولا تدع ديريك أن يضع أصبعا واحدا على جسدها، إن الرجل الوحيد الذي يمكنه عمل ذلك هو بلاي.
ولكنها لم تقل ذلك بل أجابته قائله:
- نعم، إنه يستحق ذلك!
- هل كنت ستسمحين له أن يقبلك هكذا؟
وأخذ يقبلها مرة ثانية لكن بوحشية، ثم توقف قائلا:
- حقا يانيكولا؟!
- نعم.
- و هكذا أيضا؟.،
وقبلها بوحشية أكثر.
- نعم، ولكن إجابتها كانت بتردد وقد شعر بذلك بلاي، فقال:
- وماذا كنت ستفعلين بدورك؟ سألها بحده.
- كنت سأفعل هذا..
وضمته بذراعها وبدأت تلمس شفتيه برقه وأخذت تقبله بدورها...
!
- ياإلهي يانيكولا، ماذا تفعلين بي!؟
- ماذا تظن يابلاي؟
- أبعدها عنه قليلا وقال:
- لست بريئة كما كنت أظن، لعل جلوريا صادقه في ظنها!
!
إذن لقد حدث جلوريا عنها.،
!
فجأة عاد غضبها مرة ثانيه وقالت:
- أريد ملابسي يابلاي.
- أنت تعلمين شروطي.
- لا أستطيع أن أعتذر.
- لن نتفق إذن.، سأخبر الجميع إنك مريضة وليس بإمكانك الحضور.
،
باستطاعته أن يفعل ذلك بكل سهوله.
!
- قد يأتي أحدهم للإطمئنان علي.
- لا يحق للزبائن زيارة العاملين في غرفهم.،
كلمة أخرى أقولها، لاتحاولي الذهاب إلى ديريك مرة أخرى، لن يجديك ذلك نفعا.
!
إتجه بلاي إلى باب غرفتها، وسألته قبل أن يخرج:
-إلى متى سأبقى سجينه في هذه الغرفه؟
إستدار ليواجهها ونظرة إصرار في عينيه:
- ستبقين هنا حتى تعتذري من جلوريا، أو حتى تنتهي الرحله، هذا يعتمد عليك.
،
أغلق الباب وراءه واتجهت نيكولا إلى سريرها وهي متأكدة أن بلاي هذه المره لن يعود.
،
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top