جزء 3
!! الفصل الثالث !!
! البارت الأول !
لم تحزن نيكولا طويلا, فقد كان لديها الكثير من الأعمال وكانت قد صممت على أن تكون هذه الرحله ناجحه.
أخذت تشرف على المواقد إستعدادا لحفلة الشواء الليليه, وانتبهت إلى ديريك مارسدن يسير باتجاهها كان شابا لطيفا أحمر الشعر وابتسامه صبيانيه تربسم على وجهه:
- أهلا نيكولا. قال مرحبا بها.
إبتسمت له نيكولا.
فاستمر قائلا:
- أنا سعيد لرؤية الإتسامه على وجهك!
- هل أنت معجب بابتسامتي إذن؟
- لقد خفت أن تذهب تلك الغوله بابتسامتك!
نظرت إليه نيكولا بتساؤل:
- أتعني جلوريا باين؟
- ومن غيرها. قال ضاحكا.
- إذن لقد سمعت حديثنا! قالت نيكولا بنبرة إتهام وتساءلت إن كان أحد غيره قد سمع حديثهما.
- لقد سمعته عن طريق الصدفه. أنها حقا متوحشة.
- إنها غير لطيفه إنها...
توقفت نيكولا عن الكلام ووضعت يدها على فمها...
ياإلهي لا يجب أن أتكلم هكذا!
- ولم لا؟
- أنتما مسافران معي وأنا مرشدكم السياحي.
- ولكنك إنسانة أيضا. قال ديريك مبتسما , نعم إنت إنسانة وجميلة جدا.
- لقد بدأت أتساءل, قالت نيكولا وفي عينيها بريق, إنك تحاول ملاطفتي ياديريك؟.
- إني لا أقول أكثر من الحقيقه. واتسعت إبتسامته.
إنه حقا يحاول ملاطفتي ولكنه شاب لطيف وكلامه هذا قد أعاد لي ثقتي بنفسي.
- هل أنت مستعد للذهاب؟ قالت نيكولا في محاولة لتغيير مجرى الحديث, لازال هناك متسع من الوقت للقيام بجوله في الحديقه, سأبدأ بجمع بقية المجموعه.
وقفت نيكولا بجانب الباص تنتظر الركاب وقد إستعادت ثقتها بنفسها.
لقد كان وجود جلوريا باين في هذه الرحله من سوء حظها ولكن يجب عليها أن تعتاد هذا الصنف من الناس فلا بد أنها ستواجه مشاكل متعدده في رحلاتها القادمه.
لقد أخبرت بلاي في المقابله أنها جيدة التعامل مع الناس ولهذا يجب أن تتصرف بصوره جيده مع جلوريا باين.
أما بلاي بيترسون فكان مشكله أخرى وحاولت أن تبعده عن أفكارها.
أخذ بلاي مكانه وراء مقود الباص. والتقت عيناه بعيني نيكولا وكان يقرأ أفكارها.
- هل أنت مستعد؟ سألته نيكولا ببرود بعد أن صعد الجميع إلى الباص.
- نعم مستعد وراض.
قالها بطريقة أحست بها نيكولا أنه يعني شيئا آخر, إحمرت وجنتا نيكولا فضحك بلاي وقال:
- مارأيك أنت؟
- إني مستعده لأعطاء كل مالدي من طاقه. أجابته بهدوء وليظن بإجابتها مايشاء.
لم تنتظر نيكولا لرؤية أثر إجابتها على بلاي بل إلتفتت إلى الركاب وقد أمسكت المايكروفون بيدها: سنسلك طريق النهر. (كان طريق النهرمن إختيار نيكولا وقد وافقها بلاي على إختيارها)
أرى إنكم على إستعداد لإلتقاط الصور , أرجو أن تسنح لكم فرصه لإلتقاط صور جيده.
كان جو الباص يسوده المرح. وكان الركاب قد أخذو يتحدثون ويتعرفون على بعضهم البعض, باستثناء جلوريا التي إمتنعت عن الحديث وتساءلت نيكولا مرة أخرى عن سبب مجيئها لرحلة كهذه.
لقد كانت جلوريا معجبة ببلاي. كان لعينيها بريق غريب عندما تنظر إليه ولم ترتح نيكولا لهذه النظره, لابد أن تكون رحلتها القادمه أكثر سهوله بغياب بلاي وجلوريا, لقد كان وجودهما يقلق تهازنها.
كانت نيكولا قد أحسنت الإختيار فد كانت الحيوانات كثيره, إن حديقة الحيوانات البرية تختلف كثيرا عن حديقة الحيوانات الإعتيادية لأن الحيوانات هنا طليقه وليست مسجونة في أقفاص,
هذه أفريقيا كما كانت منذ قرون.
ومع ذلك تمكن الركاب من رؤية العديد من الحيوانات ومنها اللامبالا والكودو والحمار الوحشي وأخذت نيكولا تتحدث عن هذه الحيوانات باختصار وتشرح مميزات كل منهم.
سعد الركاب كثيرا برؤية القرده, فأوقف بلاي الباص ليتمكنو من مشاهدة حركاتها المضحكه وأخذ الجميع يلتقط الصور.
كانت جلوريا هي الوحيده التي بدا عليها الملل.
- أنت لاتستمتعين بهذه المناظر؟ سألها ديريك بأدب.
هزت جلوريا كتفها وأجابت:
- إني أبحث عن صيد أكبر.
ولم تنظر إلى ديريك عندما أجابته كانت تنظر إلى بلاي الذي كان قد أدار كرسيه وأخذ يستمع لحديث الركاب.
كانت نيكولا تنظر إلى بلاي كذلك, وقد أحس هو بذلك فاستدار لينظر إليها. ابعدت نيكولا عينها عنه وقالت:
- عندما ينتهون من إلتقاط الصور سنستمر في السير.
- هل سنرى الفيله؟ سألت السيدة بارنز وهي تشير إلى كومه الأوساخ (الفضلات)<<أجلكم الله.
- أتمنى ذلك. أجابتها نيكولا ولكن هذه الأوساخ ليست بالدليل الكافي فهي قديمه وليست حديثه.
- يجب أن تبحثي عن البخار المتصاعد من الأوساخ. قال ديريك مما أثار ضحك الجميع. حاولت نيكولا أن تبعد أفكارها عن بلاي وجلوريا وتركز على متعة المسافرين.
عند عودتهم إلى المخيم أخذت نيكولا تشرف على الإستعدادات المختلفه لحفلة الشواء في الليل.
في الأيام التالية سيكون بإمكان المسافرين إختيار طريقة أكلهم.
لقد كانت المواقد متوفره للذين يودون تناول الطعام بمفردهم بالإضافة إلى اللحوم المجمده. ولكن في الليله الأولى في المخيم كانت العاده أن يجتمع الجميع لتناول الطعام.
كانت نيكولا قد أكملت جميع الاستعدادات قبل غروب الشمس. وبدأ العمال بإيقاد النيران في المواقد ووضعت اللحوم على النار. بعد ذلك إرتاحت نيكولا قليلا.
سارت نيكولا باتجاه الحاجز الذي يحيط بالمخيم وأخذت تنظر إلى النهر.
كان منظر غروب الشمس جميلا جدا.
لقد أحسنو إختيار موقع المخيم, هذه أفريقيا التي كان الجميع يأتي لرؤيتها بدائية , مجهوله, جميله..
- مرحبا يانيكولا. قال صوت مألوف من وراءها.
- أهلا يابلاي.
أجابته نيكولا, لم تكن قد سمعت وقع أقدامه على الرمال الناعمه.
- هل إستمتعت بيومك الأول كمرشد سياحي؟
- لقد إستمتعت بجزء من اليوم.
ضحك بلاي من إجابتها وقال:
- لكل رحلة مشاكلها.
- بالتأكيد.
- يجب أن تتعودي على حل هذه المشاكل.
- هل قلت إني عجزت عن حلها؟ واستدارت نيكولا لتواجهه, ووجهت إليه الكلام الذي كان يدور في رأسها النهار كله:
لم أنس إني تحت التجربه! هل سبب وجودك يابلاي؟ هل أنت هنا لاختباري؟
لابد أنه سينكر ذلك, سيقول إن جون بايلي كان مريضا ولكنه قال:
- هل تمانعين من ذلك؟
كانت نيكولا تفكر مع نفسها, لابد أن أخضع للإمتحان ولكن لا أريد أن يكون بلاي هو الذي يمتحنني.
و لبلاي قالت وهي تهز كتفها:
- إن كل الممتحنين متشابهون.
- لماذا تقولين هذه التكمله وتشبهين الممتحن بالسجان؟
فجأة قال: أنظري يانيكولا إني أرى فيلا!
- أين..؟ إني لا أراه, ركزت نيكولا نظرها إلى حيث أشار بلاي لترى فيلا كبير الحجم أطلق صوتا عاليا وأخذ يحرك أذنيه الكبيرتين. ثم إتجه إلى النهر وأدخل خرطومه ثم أخذ يرش نفسه بالماء..
!! الفصل الثالث !!
! البارت الثاني !
أرادت نيكولا أن تذهب لتنادي السياح لكنها إمتنعت من ذلك. ستكون هناك فيلة أخرى أما لحظة مثل هذه مع بلاي فلن تتكرر.
إن بلاي مغرور. إنها تعتقد انه جاء في هذه الرحله لمراقبتها. لقد تعرفت عليه بشكل سيئ للغاية عندما ذهبت لزيارته في الشاليه.، ومع ذلك هاهي تقف إلى جانبه تستمتع بالمنظر، وكانت تعلم أن جزء من متعتها هو بسبب وجود بلاي إلى جانبها.
من السهل على المرأة أن تحب رجلا مثل بلاي، ليست هي بل امرأة أخرى!!<< كثري منها بس يانيكولا!!
ترددت نيكولا قبل أن تسأله سؤالا كان يراودها دائما:
- بلاي؟
- نعم..
- لماذا منحتني الوظيفه؟
ضحك بلاي وقال:
- إن هذا سؤال جيد.!
- أرجوك أن تخبرني. قالت بتوسل.
- ألا تعلمين لماذا؟
- لقد كان الآخرون ممن تقدموا للوظيفه أكثر كفاءة وخبرة مني.
- أعلم ذلك.
- إذن لماذا وقع إختيارك علي؟
كان بلاي يراقب الفيل فاستدار لينظر إليها.
- أرجوك يابلاي أخبرني لماذا؟
كان بلاي ينظر إليها وكأنه يريد أن يأسر عينيها وكأنه يتحداها من أن تحاول تجاهل نظرته وقال:
- كان لدي شعور داخلي، لقد أعجبتني جرأتك.
- حقا؟ أهذا كل شيئ؟
- لقد كان الذين تقدموا أكثر خبرة وكفاءة منك، ولكنهم كانو يفتقدون شيئا مهما.
- ماهو؟ سألت نيكولا.
- الحماس، لقد أعجبني حماسك وتشوقك للعمل. لم أر هذا منذ فترة طويله. عرفت؟ إننا كنا نبحث عن الصفات الخاصه.
إبتسمت نيكولا وهي تنظر إلى بلاي. لم تستطع إخفاء سعادتها.
وفكرت في شركة مورجان الزراعية وبجوناثان الذي سيتزوج إبنة مدير الشركه، وقالت:
- إنك أنت جريئ كذلك. ألم تمانع إدارة شركة ديلاني عندما أخترتني بالذات؟
إبتسم بلاي مرة ثانيه، وذكرتها إبتسامته باليوم الذي دخلت معه إلى مكتب السيد ديلاني.
تفاجأت نيكولا ببلاي وهو يمد يده ليلمس شعرها وأخذ يبعده خلف إذنها، كانت حركه لا إرادية ولكنها شعرت برعشة تسري في جسدها وقال:
- لقد إتفقنا إن كلينا من النوع الذي يحب المجازفه. وابتسم ثانية.
- بالتأكيد. أجابت نيكولا.
لا بد أنه سيبعد يده الآن ولكن يده لم تزل على أذنها.
مالذي يحدث! لم يسبق لنيكولا أن تأثرت برجل هكذا.
ماسر تأثيره عليها؟
حرك يده من أذنها إلى رقبتها، كان بامكانها الإبتعاد عنه ولكنها بقيت في مكانها.
- ستنجحين يانيكولا سلون. قال بلاي برقه.
- أرجو ذلك. أجابته نيكولا بصوت أقرب إلى الهمس.
- إن مجازفتي ستأتي بنتيجة طيبه. قال بلاي.
- نعم، سأجعلك تفتخر بتعيني في هذا المنصب.
- أفتخر؟ لا أظن أنك إخترت الكلمه الصحيحه يانيكولا.
كان بلاي قد قرب منها بيده وأحست نيكول بقربه منها. كانت تعابير وجهه غريبه وأحست نيكولا بنبضاتها تسرع.
لاب أنه سيقبلها هنا حيث يستطيع أي شخص رؤيتهما. كانت تريده أن يقبلها. أرادت أن تشعر بشفتيه على شفتيها ولكنها في نفس الوقت كانت تعلم أن ذلك مستحيل.
فقالت له بسرعه:
- لا تستطيع أن تقبلني.
- ولم لا؟ إنك ترغبين في القبله. قالها بسخرية وودت نيكولا لو أنها تستطيع أن تصفعه.
- إنك وغد. قالتها وهي تصرخ في وجهه وتعجبت لهذا التغيير المفاجئ في الوضع.
- العالم يحب العشاق. قال بلاي.
- ولكننا لسنا عشاقا يابلاي بيترسون.!
- هذا مجرد تعبير.
قالها وهو يحرك أصابع يديه ببطئ شديد على كتفها.
- إن هذا الحديث لايعجبني وأرجو أن تبعد يديك عني.
وأبعد بلاي يديه عنها وشعرت نيكولا بالندم والغضب في آن واحد.
كان الفيل لايزال واقفا على شاطئ النهر. شاهدت نيكولا العروسين مافروني وهما يراقبان الفيل عن بعد. كان المنظر قد فقد سحره بالنسبه لنيكولا.
- لدي أعمال يجب أن أقوم بها. قالت ببرود وابتعدت عنه.
خيم الظلام في المخيم. إستخدمت المصابيح النفطية للإضاءة وعلقت في الأشجار. وكان بعض السياح قد أحضروا مصابيح يدوية تعمل على البطارية.
أوقدت النيران في المواقد إستعدادا لحفلة الشواء وإمتلأ المخيم برائحةاللحم المشوي. إجتمع السياح حول النار بجو من السعاده واخذوا يتبادلون أطراف الحديث لقد كان يوما جميلا. كانت نيكولا تنتقل بينهم لتشاركهم الحديث وتساءلت فيما إذا شعر أحدهم بالتوتر الذي في داخلها.
إنتبهت نيكولا إلى وجود جلوريا قريبا من بلاي وكأنها قطعة من جلده.
لولا بلاي لاستمتعت كثيرا بهذه الليله. لقد كانت صادقة عندما قالت أنها تحب التعامل مع الناس وهاهي جهودها قد أثمرت فالركاب ملتفون حول النيران يتبادلون الأحاديث والطرائف وكأنهم أصدقاء قدامى.
شكرت الله لوجود ديريك فهو شخص ممتع ولم يخف إعجابه بها. بعد مده قصيره إنتهى شي اللحم وأخذ كل حصته ووجدوه لذيذا للغاية.
بعد أن إنتهو من تناول العشاء والحلويات كان الجو قد بدأ يبرد حيث قام عمال المخيم إيقاد نار كبيره وتجمع الجميع للجلوس حولها وتأمل ألسنة النيران.
بدأ ديريك يقص مغامراته في صيد الحيتان كانت قصته طويله ولكنه سردها بطريقه مضحكه وبعد أن إنتهى منها أخذ كل واحد منهم بسر قصه ونكته.
بعد أن إنتهو من سرد القصص والنكت كانت النيران قد هفتت قليلا وسمعت نيكولا أحدهم بدأ يعزف جيتاره ولكنها لم تتبين وجهه وبعد أن وضع حطبا جديدا فوق النار تبينت نيكولا وجه بلاي.
لقد كان هو الذي يعزف. كان يبدو ساهما وتمنت نيكولا لو أنها تستطيع رؤية عينيه.
جلست جلوريا إلى جانب بلاي ولو إقتربت قليلا لكانت تجلس في حضنه. هل كانت جلوريا من النساء اللواتي يلاحقنه من أجل قبلاته؟ لابد أنها من هذا الصنف.
مارأي بلاي بهذا الإهتمام البالغ من قبل جلوريا! ألم يضايقه إهتمامها الواضح للجميع.
بإصرار أبعدت نيكولا هذه الأفكار من رأسها وحاولت أن تستمع بوقتها.
بعد قليل بدا بلاي بالغناء. كان صوته جميلا بعد أن إنتهى من أغنية بدأ بالأخرى.
كانت نيكولا تراقبه هاهي ترى وجها جديدا من وجوه بلاي المتعدده، شارك الجميع في الغناء مع بلاي ومعهم نيكولا.
فجأة سمع الجميع زئيرا يأتي من جهة الأحراش. سكت الجميع والتفت أحدهم إلى الآخر:
- هل هو أسد؟ سألت السيده بارنز.
نظرت نيكولا إلى بلاي وأومأت برأسها:
- نعم أسد أليس هذا شيئا جميلا؟
- لست متأكده.. قالت السيده بارنز بشيئ من الخوف:
إنه يبدو قريبا جدا..
.
.
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top