7

"تتركِـين الخلِـيط مُدة عشر ثوانٍ بعد فصله عن الحرارة، ثُـم تقدمِـيه" كُنت أُسير مؤشرًا بإصبعي هُنا وهُناك وأوفيليَا تُنَـفِذ كُل حرفٍ فَـور أن يُنطَـق.

"انتهَـيت" هيَّ استدارت لِـي مُبتسمَـة، حاملة بيدهَـا كُوبٌ صغير من قَـهوة هيَّ اختارَت صُنعهَـا.

مددَت كَـفاي للأمَـام فأمسكَـت الكُـوب بحذرٍ شَـدِيد، رفعتهُ قُـرب انفِـي وانحنَت جفُـوني لأسفَـل لأُحلل الرائحـة.

"ألن..تتذوقَه؟" هي سألَـت، بَـعض القلق ظاهُرٍ بمخارِجهَا.

ابتسمَـت كمَا انَا دُون فتَـح عينَاي ونفَـيت برأسي أُؤكد سؤالهَا "لا احتَـاج للتذَوق كَـي أحكُم، تكفيني الرائحَـة..ولَقَـد قُمتِـي بعملٍ جَـيد"

ما إن عُدتُ أنظُر لهَـا رأيتُ ابتسَـامة مُشرقَـة تدفَـع وجنتيها المُمتلئتَان لأعلَـى وقَـد كَانت السعادة صريحَـة بعينيهَـا.

"أحسنتِـي حقًا، استمرِي بالتدرِيب" تابعتُ أضعُ الكُـوب الذي حضرتهُ بيدهَا فعادت تُحدِق بي ببعضٍ من التساؤل.

"ماذَا أفعل بِه؟" هي سألتنِـي فذهـبتُ أجلِس بأحد المقاعِـد القريبَـة.

"أعتبرِيه جائزة مِـن أجل عملكِ الجاد اليوم" رددتُ أُؤشَـر لهَـا بالجلُـوس فأسرعتُ تومئ.

مَـر المَـشهد التالِـي كشريطٍ فيلمٍ بطيء أمامِـي.

كانت أوفيليا تقف خلـف السطـح الرخامِـي ذو الانحناءة حَـيث يقع مكان تحضير بالقهوة، وبالقرب منهُ كان البَـاب الذِي يُؤدي لمَـطبَخ نات.

وبينمَـا كَـانت أوفيليا تسير للخرُوج كَـي تنضَـم لي في الجلُـوس، خرَج نات بذَات الثانيَّـة والوقَـت ليصطدم بالفتَاة المسكِـينة التِـي سُكِـب منهَا محتوى الكوب فوق ملابس نات البيضاء.

يا إلهِـي، ليس ملابسه..يالها من سيئة حَظ.

"انا اعتذِر! رجاءًا لا تغضَـب منِـي!" انحنَـت أوفيليا سريعًا تعبيرًا عن اعتذارها ووقَـف نَات يشاهد ملابسه التي اتسخت ببقعة ضخمة.

"أُقسم أنني سأقتلكِ في نومكِ.."تمتم نات ذو الرأس الُمطأطأ واتسعت عينا أوفيليا في بعضٍ من الذُعر وتعبيرات لوم النَـفس.

"دُعنِـي أُنَـظفهُ لَك" هيَّ عَـرضَت.

ولكن نات ذُو الرأس المسطَـح كان غبيًا كفاية ليخلع الجزء العلوي من ملابسه ويضعهُ بين يديها، في الحال.

"نات! لا تقف بهذا الشكل المُخجِل! اذهب لترتدِي بعض الملابس!" صِـحتُ في اغتياظٍ أُؤشر لهُ بالذهَـاب.

"لماذَا؟" هُـو عكَـف ذراعَـيه ورفع رأسهُ في تعالٍ عنِـيد.

"لأن هُناك سيدة تقِف! نحنُ لسنا وحدنَا الأن أيها الأهوَج!" رددتُ أصفَع يدِي بقوة فوق السطح الصلب أمامِـي.

"أي سيدة؟ لا أرى سوَى طِـفلة مُزعجَـة، وهيَّ من طلبت أن أخلَع ملابسِـي، لستُ أنا" هو رفع كفيه في الهواء يدافع عن نفسه بأعذارٍ خرقاء.

"لا تقُلهَا بهذَا الشَـكل، قد اصطدمت بهَـا وكان هذا حادثًا لذَا عرضت عليك أن تساعدك بتنظيف زيَّك؛ ولكنك وقح كفاية لتتعامل بهذَا الشكل!" صِـحتُ أُؤشِـر بسبابتِـي إليه.

"لا تُعطيني دروسًا بالأدب! لستَ أُمِـي!" هو رفَـع صوتهُ أمامِـي في المُقابِـل.

"لم أكُـن لأتحمل ان أن أكُـون أُمًا لطفلٍ وقح مثلك!"

يتحسس نَـات من المواضِـيع حول الأُم نظرًا لماضيه الذي لم يحكِ لي عنهُ أبدًا.

ولكنهُ من يقودنَا لتلك النُقطة.

علمتُ أن الحُزن خيم على أفكاره من رائحة هالتِـه ووقفتُ أتنهَـد.

لا أستطِـيع أخذ حزنهُ حتى على محمل الجِـد بسبب تلك الرائحة، لمَ رائحة فطيرة التُـوت من بين كُـل شيء فالكَـون؟

"انتهيت!"

رفَـع كلانَا رأسهُ بإتجاه الصَـوت، ولقد كانت أوفيليا مع ثيابٍ نظيفة...بهذه السُرعة؟

"كيف فعلتي بهذه السرعَـة؟ ولمَ ليس مُبتلًا؟" عقد نات حاجبيه وهو يتفقد ملابسه من كل جهة.

"بعض الحيل في التنظِـيف الجاف" هيَّ ردَّت تبتسَـم.

كَـيف تتصرف بتلك الطريقة مع ذلك الشخص الوقَح؟ يالها من شخصٍ نبيل.

تنهد نات بَـعد ارتداءه لملابسَه واستدَار يُعطي ظهره لنا.

"سأذهب لغسل شعرِي، لا أعلم كيف وصلت القهوة لهناك حتى" هو تذمَـر في تقزز أثناء تحسسهُ لشعره المُبتَل.

ومرة أخرى شاهدتُ أوفيليَا تتحرَك سريعًا لتدفع أحد المقاعد الصغيرة إلى أن أصبح خَـلف نَـات فجذبتهُ للخلف في حركَـة مفاجأة كي تجبرهُ على الجلُـوس.

كَـاد الصبي الوقح أن بفتَـح فمهُ للصُرَاخ مرة أُخرى؛ ولكنهُ أغلقهُ مرة أخرى وكأن الكلمَات علقَـت به.

حين أخذتُ نظرة أقرَب رأيتهَا تُنظف شعرهُ بأستعمَال منشفة مُبللة من تلك التي أضعها جانبًا.

وتِلك كانت بداية اندفاع هالَـة جديدة من نَـات.
وهي لم تكُـن هالتهُ الخجولة التي تحمل رائعة كعك برتقال إسفنجي.

تِلك شيء مُختلف لا أعرَف ما تُشير إليه.

أيًا يكُـن هذا فيبدُو ان أوفيليا تملك تأثيرًا من نوعٍ ما علَـى نَات.
ويبدُو أنني سأرى كثيرًا من هذين الأثنين مُستقبلًا.

______________

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top