🌸 ٣ 🌸

< الفصل الثالث >


كنتُ في الغرفة مع الآنسة نيزك نراجع السجلات لإخر مرة عندما سماعنا صراخ بلاسم انطلقنا مسرعين إلى مكتب مقرر القسم، دخلتُ بالتزامن مع الأدارية نيزك ثم تبعتنا الدكتورة منى .

وجدت بلاسم تقف مذعورة قرب المكتب، لم تبين الجثة من الزاوية الأمامية للباب حيث كانت ممددة من الجهة البعيدة فقط جزءًا قليل ظهر من قدماه.

دلفت المكتب ووجدته قد ضُرِبَ بشيء ما على رأسه من الأمام، حيث جبهته ملطخة بالدماء .

منعت الجميع من لمسَ الجثة بحجة أفساد الأدلة ثم
أجلت بصري في أرجاء المكان أحاول أن أجد الشيء الذي ضرب به .

أنتبهت على الساعة كانت تشير إلى الثانية عشر وخمس وثلاثين دقيقة مساءً (ظهرا) عقبها أعدت النظر إلى اركان المكتب ولكن لم أجد شيء صلبًا يصلح لفعل هذا الجرح العميق والتسبب في موته، مجرد سجلات وأوراق مع أقلام تملأ المكتب، أما الكراسي المدولبة والمقاعد الجلدية فلا أظنها تصلح أن تكون سلاحًا لقتله .

هل يعقل أن القاتل قد أحضر معهُ عصى سميكة أو مضربًا وهجم على الدكتور على حين غفلة؟ ولكنهُ أمر مستبعد فمّكان الضربة من الأمام؛ ولا يعقل إلا يقاوم وخصوصًا إذا شاهد مع الجاني شيء صلبًا حينها سيكون قد قاوم ولكن من هيئة الجثة تدلُ على أن الضحية لم تقاوم ...

وهذا يدل على شيء واحد أن الضحية مقربة من القاتل لذلك استبعد الدكتور ارشد أن يهجم عليه لهذا لم نرى إي أثر مقاومة ..

أجلت بصري بين الحضور كانت اشراق والسكرتير ابراهيم يقفون من جانب المطبخ كانت ترتدي ثوب طويل بني اللون مع حجاب كريمي مُخرجةٌ بعض الخصلات الشعر من الأمام وكان وجهها لا تزال أثار الماء واضحت عليه بينما ابراهيم أكمامهُ مُلطخة قليلًا بلون الأخضر .

ثم حدقت إلى الإستاذ كامل كان متفاجأً يرتدي بدلة رمادية اللون باهتة ويداه ملطخةَ بقلم الحبر .

بينما العامل بلال كان في أشد حالاتهِ خوفًا وهو ينظر إلى الجثة يرتدي ملابس العمل الزرقاء المخصص، وأثار الأتربة واضحةٌ على وجههِ وملابسهِ وبيدهِ مكنسة التنظيف .

الدكتورة منى كانت أيضًا مدهوشة بملامح الذعر مع شعر أسود منسدل على كتفيها ترتدي معطف صوفية سمائية اللون مع بلوفر ازرق قاتم وأستغربت بقائها بالمعطف في وقت الظهيرة على الرغم من أرتدائها البلوفر أسفل المعطف .

الآنسة نيزك صرخة خافتة خرجت منها عند رؤيتها الضحية ثم بدأت ترتعش، ترتدي قميص حليبي مع تنورة كريمية اللون وحجاب كريمي وأنا أستبعد أن تكون الفاعلة فهي كانت معي طوال الوقت .

دنى بلال شطري ثم خاطبني بنبرة هامسة أنا و السكرتير ابراهيم
« دكتور في الحقيقة لقد شاهدتُ باسم قبل دخولها إلى المكتب وكانت تثير الريبة حيث قد جالت ببصرها يمينًا وشمالاً قبل أن تدخل الغرفة»

تدخل الإستاذ كمال في الحديث مؤيدًا قوله
« معك حق أظنها الفاعلة فلو لم تكن هي لصرخت في أول ولوجها إلى المكتب، ولكنها صرخت بعد مدّة من دخولها، أي أنها قتلتهُ ثم صرخت بعدها لتبعد عنها الشكوك»

أجبته بسؤال وأنا ارمقه بنظراتي
« ولكن كيف علمت أنها دخلت وبعد مدّة صَرخت ؟»

تحمحمَ هنيئة ثم أستطرد
« في الحقيقة لقد شاهدها بلال أولًا ثم نبهني على دخول بلاسم، وعندما أردنا اللحاق بها سمعنا صوت صراخهها، عندها لحقنا بها ووجدنها مذعورة تشير إلى جثة المسكين الدكتور ارشد»

وضع السكرتير ابراهيم يده على ثغرهِ ليمنع صرختهُ ثم تمتم بتعجب
« هل يعقل قتلتهُ لأنهُ يستمر في توبيخها أمام الجميع؟»

وسعَ الأستاذ كمال مآقيه وهَمس لنا
« حتى أنني سمعت تهديد الدكتور ارشد بأصدار مذكرة في حقها ! هل يعقل قتلتهُ لأجل هذا ؟»

تكلمَ ابراهيم وهو ينظر إلى بلاسم من الأعلى إلى الأسفل بشك مريب
« إذاً يجب علينا منعها من الخروج؟»

وضعَ بلال يدهُ على رأسهُ وحك صلعته ثم همهم
« ياالهي هذه الفتاة ذات الوجهَ البريء تخفي خلفها إمرأة سفاحة !!»

قطع علينا النقاش صوت بلاسم وهي تخاطبنا بذعر جميعا كوننا كنا نحجب طريق الخروج من المكتب
« هل تسمحون بفسحِ المجالَ لي ؟»

خاطبها الإستاذ كامل بسخط وهو يفترس النظرات إليها
« آنسة بلاسم هل تسمحين لي بسؤالك؟ لماذا قدمتي إلى غرفة الدكتور ارشد ؟ وماذا كنتي تفعلين في مكتبه ؟»

نظرت بهلع شديد نحوهُ ثم أستدارت صوبي ووجهها مملوء بالفزع والحيرة لدقائق، وعادت النظر إلى الإستاذ كامل

ثم أردفت بالكاد ودموعها بدأت تتجمع على مقلتيها
« أأنا .. كنتُ .

وعادت تحملق شطري ثم حدقت إلى المجلد الذي يحتوي على الأسئلة الأمتحانية التي قدمتها هذا الصباح إلى الدكتور ارشد .

أحتقنَ لونها وأصطبغ وجهها بالأحمرار، وهي تنظر تارة نحو الإستاذ، وتارة نحوي، وتارة أخرى على الأسئلة .

حينها رأيت غضب الإستاذ كامل قد تصاعد؛ لذلك تدخلت في الأمر وقلت بلهجة فكاهية
« ااه.. تذكرت لقد ارسلت بلاسم لتحضر لي مجلد الأسئلة حتى أتأكد من أنني قد ختمتها أم لا»

قلت هذا وأنا أخذ المجلد من أمامها .

نظر كل من الإستاذ كامل مع السكرتير ابراهيم نحوي بازدراء ثم قدمت الدكتورة اشراق وقالت بنبرة مشحرجة أثر البكاء
« أيها السادة أنا لم أعد قادرة على البقاء أكثر في هذا المكان المروع»

تحدثت بلاسم بصعوبة بالغة، وهي تنظر إلى الإستاذ كامل
« نعم لقد قدمت لإخذ الأسئلة، ولم أنتبه على الدكتور ارشد إلا بعد مدّة».

قدم Fbs( ابو الأمنية ) وبقيت معه قرابة ثلاثين دقيقة شرحنا لهُ ماحصل من قدوم دكتور ارشد صباحًا إلى صراخ بلاسم وكشف جثته .

في هذه الأثناء رن الهاتف ، رفعتهُ عند قراءة أسم المُتصل ، كان الإستاذ عباس تكلمَ بنبرة مرتعشة

« فراس لقد وصلَ رجال الشرطة وأكتشف العميد الأمر وهم الأن في طريقهم إليكم»

أجبته ببهوت وأنا أحدق في الجميع
« عباس شكرًا لأعلامي بالأمر.. أنا سأتكفل الباقي»

أمرت الجميع بالتوجهِ إلى غرفة الدكتورة اشراق ريثما يأتي رجال الشرطة .

عقبها أعدت النظر إلى المكتب بعد أن فرغ من الحضور، وشعرت أن هناك شيء مفقود ولكنني لم أعلم ماهو؟
ثم انخفضت لمعاينة الجثة كان الجرح في الجبهة عميق وأثار الدماء مابين اللون البني والأحمر القاتم الذي في أواخر مراحل التخثر وهذا يدل على أن وفاة الضحية مابين الثانية عشر والثانية عشرة ونصف .

دقيقتان كانت كافية لقدوم الشرطة واقتحام المكان، التقطوا الصور ثم رفعوا الجثة بينما الضابط توجه نحوننا لإخذ اقوالنا .

أبتدأ بي وسألني أين كنتُ؟ أخبرتهُ كنتُ في الحسابات التي في أخر غرفة في فرع الصحة وكنتُ مشغولًا بالعمل مع الآدارية نيزك ولم أسمع شيء يثير الريبة .

بعدها بدأ بسؤال الجميع فردًا فردًا من فرع الصحة كل شخص على حدة.

ثم توجهَ الضابط نحو بلاسم التي كانت خائفة جدًا، ومرتبكة مع غرقان بنيتيها بالدموع، كان يسألها فتجيبهُ بنوع من الانهيار التام، أمرت الضابط بايقاف الاستجواب ولكنهُ أجابني بصوت بارد ممزوج بالسخرية

« إذًا سنضطر إلى أخذها معنًا إلى مركز الشرطة؟»

عندها تدخل العميد خالد بتوتر، بعد أن قدِم مع رجال الشرطة بالتزامن
« كلا حضرت الضابط كيف تأخذها دون دليل ملموس؟ أسمح لي بأن أخبرك أنني أرفض هذا القرار»

ابتسم بمكر وأستطرد بهيمنة
« حضرة الدكتور أرجو ألا تعيقنا في أداء عملنا، الآنسة كانت أول الموجودين وقد أخبرني أثنان من الحاضرين أنهم شاهدوا الآنسة قبل دخولها في حالة من الريبة .. كذلك تأخرها في طلب المساعدة دليل كافي»

أستفهم العميد في محاولة لمماطلتهم وتأخيرهم في أخذها، وهو يمسح العرق من جبهته
« حضرة الضابط هل عثرتم على السلاح المستخدم في الجريمة؟»

أجابهُ دون أكتراث وهو يأخذ جرعة من السجارة
« لم نعثر عليه، ربما تخلصت منه»

لم أقتنع بأتهام الضابط إلى الآنسة بلاسم ، هناك شيء خطأ ومفقود ، فكيف تخلصت من سلاح الجريمة ؟ بعد أن دخلت المكتب وقتلتهُ؟

حدقتُ إلى الضابط برهة الذي كان ينفث هواء السيجارة من فمهِ بينما يبعدها قليلًا ثم يعاود الارتشاف منها كأنه يروي رئته المتعطشة، عقبها حاول أطفاءها ، حينها أعدت النظر سريعًا إلى المكتب فالتمع أمامي الشيء المفقود ولكن يبقى هناك شيء خاطئ ماهو ؟؟

بقيت أردد في داخلي ماهو الشيء الخطأ؟؟
نعم هناك شيء خاطأ في ملابس أحدهم وأظنني علمت السبب .

أستدرت إلى العميد ثم نحو المحقق الذي بدا مصرًا في رأيه، وضعتُ يديّ على ذراع العميد وأردفت بأسى

« دكتور خالد أترك الضابط يفعل ما يريد؟»

وسع العميد عيناه وهو يفرج يداه قالًا باستهجان
« كيف ؟»

هززت رأسي لهُ بطمأنان، ومن الجيد أن العميد أخذ بنصيحتي كونهُ يثق بي ثقةٌ عمياء، حينها تنهد بعمق وتحدث ببهوت

« إذًا سأجعل مساعدي باقر يذهب مع الآنسة بلاسم إلى مركز الشرطة»

أمر المحقق أحد رجالهُ بأخذ الآنسة ثم أمر رجالهُ بالأنسحاب من المكان .

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ارائكم :

اقتراحاتكم :

If loved the part please ❤&💭

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top