🌸 ٢ 🌸
< الفصل الثاني >
دخل كل من كامل وبلال بالتزامن بعدها بأقل من دقائق اشراق والسكرتير ابراهيم مكتب المغدور ، ثم بثلاث دقائق أخرى قدم فراس مع الآنسة نيزك فالدكتورة منى .
كان الجميع في حالة من الذعر والفزع عند رؤيتهم الدكتور ارشد مقتولًا .
أرادَ الأستاذ كامل الأقتراب من المقتول و لَمس الجثة ، ولكن لهجة الدكتور فراس الصارمة منعتهُ
« توقف، أنهُ مقتول من هيئة الضربة التي وُجهَت إلى رأسهِ وربما تُفسد الأدلة»
ثم ألتفت إلى الباقين وأردف
« اسمعوا علينا الأتصال بشرطة أولًا حتى تأتي لإخذ الجثة»
ثم تابع بصوت واضح ثابت
« كذلك علينا أن نخبأ أمر موتهِ إلى حين قدوم الشرطة وأخذهِ ، لا نريدَ أن نتسببَ في ضجة تفزع الطلبَة كذلك باقي الفروع يجب أن يبقى خبر وفاتهِ سريًا على الأقل إلى أنتهاء الأمتحانات»
.
.
.
عباس :-
كنتُ قد عدتُ من الكافتريا ، أقف أمام موقف السيارات الذي يقع على بعد عدّة أمتار من العمادة
حيث عند دخولك للبناية أول باب كبير الحجم من جهة اليسار عبارة عن درج يقود إلى الطابق الثاني حيث التسجيل وأمور الدراسات العليا ، بينما أول فرع من اليمين يؤدي إلى ممر قصير نهايتهُ من جهة اليسار يؤدي إلى ممر طويل جدًا يحتوي على فرع الفايروسات في الوسط ، وفي النهاية يأتي فرعنا وهو فرع الصحة العامة بعدها تكملة قصيرة للممر ويأتي باب خلفي للخروج من المبنى من الجهة الأخرى.
سرتُ في الممر الطويل و قبل أن أصل إلى فرع الفايروسات بعدّة أمتار رن هاتفي ، رفعتُ السماعة دون قراءة الأسم لإجد المُتصل الدكتور فراس ، خاطبني بلهجة جدية تُشير إلى حدوثَ أمر ما
« عباس قَم بمنع دخول أي شخص إلى فرع الصحة العامة لا تجعل أي مخلوق يصل إليه أي كان!»
أجبتهُ متساءلًا بتلقائية
« لمَّ ؟؟»
أردف بسرعة بنبرة تشير إلى حدوث خطب ما
« سأشرح لكَ لاحقًا والأن أصنع لي معروفًا، وامنع أيّ شخص من القدوم حتى الدكتور خالد نفسهُ لو جاء أمنعه من المجيء بأي حجة، كذلك جد حلًا لفرع الفايروسات لا تجعل أيّ شخص يدخل أو يخرج منهم .. عباس أنها مسألة حياة شخص؛ لذلك أرجو أن تصنع لي هذا المعروف؟ وتنفذهُ على أكمل وجه»
وقبل أن أنطق بحرف أغلق الخطَ ، حسناً يبدو أنهُ جدّي فيما يقول، ولكن لمَّ علي منع أيّ شخص من القدوم ؟؟
هل هناك أمر خطير قد حَدث في فرعنا ؟؟
ياالهي هل وجدو قنبلة ولا أعلم !!
سرتُ و أنا اردد * رحماك يارب الطف واستر بنا *
توجهتُ إلى فرع الفايروسات ونظرت إليه مطولاً
كيف سوف امنعَ كل هذا الكادر من الخروج؟؟
ثم نظرتُ إلى عامل التنظيف قاسم .
توجهتُ نحوهُ وخاطبتهُ بشرود وأنا احكَ ذقني
« هل تعلم إين أجدَ مفتاحَ هذا الباب ؟»
وأشرت إلى الباب الرئيسي للفرع .
أستغرب قليلًا ثم أجابني
« في الحقيقة أمتلك نسخة من المفاتيح ولكن لمَّ ؟»
أبتسمتُ وأنا افرج يديّ
« هل تستطيع أن تقدمَ لي خدمة اعطني المفاتيح»
نظرَ نحوي بدهشة ثم أردف
« ولكن دكتور لمَّ تحتاج إلى المفاتيح ؟؟»
نفختُ الهواءَ من ثغري ثم قلتُ بجدية
« حسناً قاسم أريدك أن تساعدني في إغلاق الباب حتى امنع جماعة أهل الفايروسات من الخروج من المبنى ، لذلك أريد أن اغلقَ الباب، وأنت تحجج لهم بأن المفتاح قد ضاعَ وسوف تأتي النسخة الاحتياطية في الطريق»
وسعَ عيناه ثم نظرَ يمينٌ وشمالٌ وقالَ مستغرباً
« ولكن دكتور أخشى أن أعاقب إذا قمتُ بأغلاق الباب»
وضعتُ يديّ على ذراعهِ وأردفتُ مطمئًا
« لا عليك أنا ساتحمل الأمر، وسأخذ عنكِ المسؤولية..
أنها فقط مسألة طارئة»
أخذتُ المفاتيح منهُ على الرغم كونهُ ليس مقتنعًا في كلامي وأغلقت الباب من الخارج ثم هرولتُ إلى الباب الخلفي وأغلقته في المزلاج فقط، فلا املك نسخة من المفاتيح بعدها عدت إلى الباب الأمامي وأنا ادعو في اساريري عدم قدوم أحدهم .
وصلت وأنا الهث نتيجة الجري والخوف بالدرجة الأولى لا أعلم ماذا حدث ولكن لهجة فراس كانت تبدو خطيرة... رحماك يارب كنت أكرر هذه العبارة في داخلي.
رددت الباب ولكن FBS (ابو الأمنية) قد حضر أردت منعه ببعض الثرثرة و لكنه سبقني قائلًا بلهجة أمر
« دكتور عباس لقد وجدوا الدكتور ارشد مقتولًا في مكتبه لذلك عليّ الذهاب إلى هناك حالًا وأعتذر على سوء الأدب ولكنني على عجل من أمري»
شهقت بقوة وأنا أوسع بؤبؤتي
« الدكتور ارشد مـــات !!»
تابع حديثه بأسى
« للأسف لقد قتل من قبل شخص مجهول»
نظرت الى الأمام من هول الصدمة، وأنا أرمش عدّت مرات ثم أبتلعت مافي جوفي بخوف بينما هو أكمل طريقه بهرولة .
رفعت هاتفي النقال بعد دقائق من استيعاب ما قاله لي وأتصلت بفراس بسرعة ، من الجيد انه أجابني بعد دقيقتان لذلك تحدثت ببعض الخوف دون رسميات
« فـ فراس ... هل الأمر المهم الذي أخبرتني به هو موت الدكتور ارشد ؟؟»
جاءني صوته من الطرف الأخر منخفض ممزوج بالأسى
« للأسف لقد قتل في مكتبه ورجال الشرطة في طريقهم الآن، والأمر المحزن جميع الأدلة تشير إلى بلاسم»
تحدثت بتلقائية بصوت مرتفع نسبيًا
« زميلتنا بلاسم !! ولكنها فتاة صغيرة؟ وليس من المعقول أن تقتل شخص كالدكتور ارشد»
« أعلم ذلك .. إنها فتاة ربما حمقاء ومراهقة ولكنها لا يمكن أن تكون الفاعلة، وأنا اردت منع قدوم أي شخص حتى لا تنتشر الأشاعات ونثير الضجة بين الطلبة»
ازدرأد ريقي مرة أخرى ثم قلتُ برعشة
« حسنًا، حسنًا سوف أحاول أن أمنع قدوم الموظفين»
برهة صمت قصيرة حلت بيننا ثم هتفتُ بجدية
« فراس عليكَ أنقاذ بلاسم وأبعاد الشبهات عنها فهي واحدة منا»
تنهد بخفوت ثم أردف
« لا تقلق»
أغلقت الهاتف وأستمريت في ترديد
* رحماك يارب استر بنا *
وبينما أنا اردد في داخلي قدم دكتور سامح ، سألتهُ باسمًا
« خير أن شاءالله إلى إين؟»
نظرَ إلى الأوراق التي يحملها بيديه ثم أكمل
« أود الذهابَ إلى الدكتور جمال»
أستطردتُ قائلًا وأنا أشير بسبابتي
« أظنني رأيته في الصباح قد غادر إلى فرع التشريح»
أبتسم ببهوت ثم شكرني وانصرف ، حسنًا أظنها كذبة بيضاء، ولكنهُ فعلًا لم يأتي اليوم إلى هنا لذلك حتمًا أستنتاجي صحيح بكونه عند زميلهُ الدكتور ليث .
حاولت أغلاق البابَ ولكن دون جدوى لذلك اكتفيت برده فقط و حراسة المكان ، بقيت قرابت عشرون دقيقة اتجول في الممر القصير ، ثم أنتبهت على قدوم الدكتور خالد وهو شخص طويل ،ضعيف ذو شعر رمادي من الجانبين مع مساعدهُ القصير باقر
تخبطتُ في مكاني، هذا ما كنت أخشاه قدوم العميد إلى هنا .. كيف سأمنعه من الذهاب أخشى أنهُ علمَ بأمر المأساة .. اه .. ياالهي عباس لماذا ورطت نفسك في أمور أكبر منك ..
تنهدتُ قليلًا حتى أنظم أنفاسي ثم أبتسمت بوسع ونطقت
« اه دكتور خالد مرحباً بك»
نظر لي ثم أبتسم وأفصح
« بخير ، كيف حالَ الأمور معكم في فرع الصحة لقد قررتُ اليومَ أن أقوم بزيارة إليكم وإلى الدكتور ارشد بالخصوص لإرى تجهزاتكم للأمتحانات»
« نعم ، تحضيراتنا في أكمل وجه ولا داع للقلق»
حسحست بشرود وأنا أفكر بحل للمعضلة التي حلّت عليّ
أراد أن يتخطاني ويعبر و لكنني مسكتُ ذراعهُ بتلقائية وقلت بقهقهة بلهاء
« ااه لقد تذكرت أمرًا هامًا ، نسيتُ أخبارك عن البعثة التي قد أرسلها رئيس جامعة ديالى»
أبعد يدي من ذراعه وأردف مبتسمًا
« نعم البعثة في الحقيقة لقد أتصل بي الدكتور
عبدالطيف بي شخصيًا وأخبرني عنها»
انفرجت حدقيتيّ قليلًا ثم أعقبت بصوت مرتفع
« وماذا عن زيارة الأستاذ رائد المفاجأة ماهي الأجراءات التي يجب أن نفعلها ؟»
وضع يده على ظهري وأكمل ببشاشة مع تقليص حدقتيه نحوي
« لقد تدبرنا أمرنا .. ولكن لمَّ أنت مهتم هكذا فجأة؟»
قهقهت وبادرت إلى الشرح بتلفيق كذبة
« أنا فقط أردت أن أخبرك حتى لا تحدث أي أحراجات وخصوصًا في فترة الأمتحانات»
صرخت في داخلي
: ياالهي العميد مُصّر على القدوم إلى فرعنا ، ماذا أصنع الأن ؟؟
أخشى أنني لن أصمد طويلًا في مماطلته!
نظر شطري مطولًا ثم حسحس
« الأن أستأذن أود زيارة فرع الصحة»
فتحت ثغري لا أراديا ثم تكلمت
« انتظر في الحقيقة لدي أمر هام أود أخبارك به»
جدحني بنظرات ثم سأل
« حسنًا كلي إذان صاغية، والأن ما المشكلة؟»
تأففتُ بضجر مصطنع ثم قلت
« هل نستطيع التحدث في الحديقة، ونجلس على إحدى المقاعد الموضوعة»
زفر الهواء من ثغره ثم أردف
« حسنًا»
سرنا إلى حيث الحديقة التي تبعد خمس أمتار عن الباب الرئيسي ثم اخترنا مقعدنا قريبًا أستطيع أن أرى أي شخص يحاول الدخول إلى فرع الصحة، ومن جيد أنها فترة تكون في الجامعة شبه خالية
وضع قدم فوق الأخرى ثم شابك يداه وأكمل
« لقد اقلقتني يارجل ما هي المشكلة التي تود أخباري بها؟»
نظمت افكاري وأنا أخذ شهيق وزفير ثم تمتمت
« دكتور خالد .. أريد أن استشيرك في أمر ما ؟»
نظر لي بقلق ثم خاطبني بتوتر
« بالتأكيد تفضل»
ثم بدأت أسرد عليه قصة من جعبتي ويبدو أنني أضفت عليها بعض البهار حيث وجدت نفسي مندمج مع الدراما التي وضعتها وأصبحت متزوج من امرأتان والثالثة في الطريق وهناك حرب أهلية بين عمي وأخ زوجتي بينما العميد خالد كان يستمع ألي بتعجب ويريد أن يعلم نهاية الحكاية .
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ارائكم :
اقتراحاتكم :
If loved the part please ❤&💭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top